جائزة البوكر العربية وأمراض الأدباء جائزة البوكر العربية جائزة وليدة ، تدخل عامها الرابع عما قليل ،وتستمد ألقاً من اسمها الذي يتواشج مع جائزة البوكر الإنجليزية العريقة ، وفاز بها حتى الآن أدباء لهم قيمة وقامة ، فلم تذهب لأناس من الشارع ، كما أنها سلطت الضوء على أعمال جيدة ومهمة من خلال قائمتها القصيرة ، ولكنها لم تسلم من النقد والتهجم من جانب بعض الأدباء والنقاد ، ودعوا إلى مقاطعة الجائزة ، وكأن الجائزة جائزة إسرائيلية !!! وعند التعمق في مواقف الذين ينتقدون الجائزة ،نجدهم أدباء لهم مشوار أدبي ، ويريدون أن نقدس ما يكتبون ، وكأن لا أحد يجيد الكتابة سواهم , مع احترامنا وتقديرنا لهم جميعا ، نجد أنهم يحملون جرحاً من الجائزة ، فهم قد تقدموا لها ،ولكنهم لم يحصدوا ما يشتهون ، فإما وصلوا للقائمة القصيرة ، ويرون عملهم ، أو هم الأجدر بالفوز ،أو لم يصلوا لهذا ولا ذاك ، أما النوع الثاني منهم هو الذي يخشى المنافسة ، وأن يهتز عرشه الأدبي ، ولكنه يتمنى لو أتت له الجائزة على طبق من ذهب، دون أن يدخل في منافسة مع أدباء صغار يظنهم عيالاً في نظره !!!! إن الإبداع ليس فيه كبير أو صغير ، الإبداع إبداع سواء أتى من ابن العشرين أو ابن السبعين ، فلا يعني التقدم في السن التقدم أيضاً في الإبداع ، فقد يتفوق ابن العشرين على ابن السبعين . وأظن أنها لو ذهبت لهؤلاء الذين ينتقدون الجائزة ،لكالوا لها المديح والثناء ، لكنها أمراض الأدباء الكبار ، التي لا تخلو من نرجسية طافحة مما يجعلهم يذبحون الموضوعية ، فهذه الجائزة مهما يكن تعمل على رواج إبداعي ، وحراك ثقافي ، كما أنها تنتشل بعض الأدباء من كابوس النفي الإبداعي ، وتضعهم في بؤرة الضوء ، وهذا يكفي أن نشجعها ، وأن نقومها إذا كان بها بعض الأخطاء كما يدعي البعض ، لا أن نقاطعها ، إن هذا تفكير صبياني ، لأنه لن يتحقق علي أرض الواقع ، إنما المقصود من تلك التصريحات الفرقعة الإعلامية وحسب ، وقديما قالوا : ما لا يؤخد كله لا يترك كله بقلم : ياسر الششتاوي |