عرض مشاركة واحدة
  #28  
قديم 07-20-2010, 07:46 PM
 
*الجزءالتاسع*

(هل بدأتالأمور تتحسن؟)


توقفت وعد بسيارتها في المواقفالخاصة بالصحيفة وهي لا تزال تشعر بغرابة ان يطلبوها في الصحيفة في مثل هذاالوقت..هبطت من سيارتها الرياضية الحمراء وتوجهت الى داخلالمبنى....وعلى الطرف الآخر..كانطارق يقف عند باب القسم ويقول متحدثا الى أحمد: ألم تصلبعد؟..قال أحمد نافيا: ليسبعد..ولكنها ستصل عما قريب..قالطارق وهو يتطلع الى ساعة معصمه: سوف نتأخر هكذا..قال أحمد بهدوء: هم لم يبلغوها إلا منذ ربع ساعة..لذا فهيبحاجة لبعض الوقت حتى تصل إلى الصحيفة و...صمت أحمد ولم يكمل عبارته عندما شاهد طارق يلتفت عنه ويتطلع الى يسارهويقول: هيا يا آنسة وعد..لا نريد أن نتأخر..كانت وعد قد وصلت لتوها الى القسم...لترى طارق يقف عند بابه..ويوجه لهاعبارته السابقة ..فقالت بحيرة: لحظة واحدة لم افهم شيئا بعد..هلاّ افهمنيأحدكم..سار طارق في طريقه متوجهانحو المصاعد وقال: سنقوم بعمل مقابلة صحفية مع أحدالوزراء..قالت بغرابة: وألا يمكنالانتظار حتى الغد لعمل هذه المقابلة؟..قال طارق ببرود دون ان يلتفت لوعد التي تسير خلفه: لم نجد غير هذاالموعد للقاؤه..وهو على اية حال وزير ومنشغل دائما لذا فمن الصعب أن نحصل علىالموعد حسبما نريد نحن...أحستوعد ان هذه فرصتها لتلطف الجو قليلا خصوصا بعدما فعلته معه هذا الصباح..وقالتبابتسامة وهي تسرع في خطواتها قليلا: لقد نسيت أحد مواضيعي على مكتبي..هل أستطيعالعودة له..فأخشى ان ينشر أحدهم الموضوع دون ان اعلم..توقف طارق للحظات عن السير والتفت لها ليقول ببرود اكبر: الآن فقط صدقت المثل القائل..(افعل خيرا..وارميه بالبحر)..اتسعت ابتسامة وعد بالرغم منها وقالت: كلا لا اقصدشيئا..على العكس كنت أفكر بالاعتذار عما قلته لك هذاالصباح..قال طارق بلامبالاة: لاداعي..فأولا كان ذلك شأنك أنتِ..وثانيا أنا نسيت الأمربرمته..صمتت دون ان تنبس ببنتشفة..وهي تفكر فيما قاله..على الأقل ان الأجواء بينهما لم تعد متكهربة الآن..وهاهوالهدوء يعم بينهما أخيرا..ولكن هل هو هدوء ما قبل العاصفة ياترى؟..وها نحن نرى طارق ووعديخرجان من مبنى الصحيفة ..وتلك الأخيرة تقول قاطعة الصمت الذي خيم عليهما لفترة: أيوزير سوف نلتقي به لعمل المقابلة الصحفية معه؟..قال طارق بهدوء: وزير التربيةوالتعليم..ارتسمت ابتسامة واسعةعلى شفتي وعد وقالت: أتعلم ..عندما كنا صغارا كنا نتمنى ان نلتقي به..ولكن لقتلهوليس لعمل مقابلة صحفية معه..وذلك لتلك المناهج التي كناندرسها..قال طارق بهدوء: ونحنايضا كنا نتمنى المثل..وكأننا نظن انه اذا رحل وزير ما لن يجلبواغيره..استغربت وعد تجاوب طارقمعها بالحديث.. تذكرت كلمات أحمد في هذه اللحظة..انها لن تعلم معدن طارق الحقيقيالا بعد فترة من الوقت..و...(ستغادرين بسيارتك؟..)قالها طارق قاطعا أفكارها وهو يراها تتوجه نحو سيارتها..فأجابته قائلة: اجل..قال طارق بهدوء: حسناإذاً..إذا أضعت الطريق فعودي الى هنا..أومأت برأسها وهي تدلف الى السيارة وتغادر بها خلفه..وطوال الطريق كانتالأفكار تتسلل الى ذهنها..انه يبدوا مختلفا..يتجاوب معها بالحديث ولا يتجاهل ماتقوله..يتحدث بهدوء اكثر منه برود..ترى هل أصبح يحترم وجودها علىالأقل؟..وصلت الى حيث مبنىالوزارة وأوقفت سيارتها بالمواقف الموجودة بجانب الشارع الرئيسي..وخرجت من سيارتهاووجدت طارق يخرج من سيارته بدوره..تقدمت منه وتساءلت قائلة: ما اسم الوزير الذينقوم بمقابلته؟..قال طارق بهدوءوهو يسير الى حيث الشارع: صالح سالم..- وكم ستستغرق المقابلة؟..قال طارق بضجر: ساعتين..لم تنتبه وعد لرنة الضجر في صوته..فقالت: هل قمت بعمل مقابلة معه منقبل؟..التفت لها طارق وقال بملل: أي اسألة سخيفة تسألين؟..اتسعتعينا وعد استنكارا..وصمتت وهي تشعر بالحنق منه..ها قد عاد بأسرع مما كانت تتوقع الىشخصيته المغرورة..وقالت بسخط: اسألني انا السخيفة..ام طريقة حديثك هيالسخيفة..والتفتت عنه لتعبرالشارع..فأسرع طارق يقول: انتظري لا تزال هناك سياراتبالطريق..قالت بحنق دون ان تلتفتله: لست طفلة..وتبعت عبارتهابعبور الشارع..وهي تشعر بالغضب من تصرفه معها..عندما شعرت ان الأمور تحسنت معه..عادلطبيعته الباردة واللامبالية..من يظن نفسه لوح الثلج هذا..انه مغرور..مجرد شخصمغرور..يظن انه الافضل دوما و...استيقظت من أفكارها عندما شاهدت طارق يقف أمامها على الطرف الآخر منالطريق وهو يقول بصرامة: في المرة القادمة..لا تتصرفي تصرفات الأطفال هذه وتعبريالطريق من دون اهتمام..فلو حدث لك شيء سوف أكون انا المسئول..لا أريد أية مشاكل ياآنسة ..هل هذا مفهوم؟..تطلعت لهوعد باحتقار..تتمنى لو تستطيع ان تقول له..انه ليس سوى مغرور متعالي..وانه شخص لايرى سوى نفسه في هذا العالم..ويرى الجميع على انهم اقل مستوى منه حتى وان كانواافضل منه..متكبر..تافه..وسمعتطارق يقول بصرامة اكبر: لم تجيبي..هل فهمت ما قلته أمأعيده؟..قالت بحدة: فهمته ولاحاجة لأن تعيده..ولكني أظن ان ليس من حقك لعب دور الرئيس علي فأنا صحفية مثلك تماماويتوجب عليك احترامي على الأقل وعدم التقليل من شأني اوإهانتي..قال طارق ببرود: أولاأنت لست صحفية الى الآن..لأنك لا تزالين تحت التمرين..وثانيا..انا لم اقلل من شأنكاو أهينك..قالت بعصبية: إذاًماذا تسمي الذي تفعله؟..قال بعدماهتمام: اسمعيني جيدا يا آنسة..نحن هنا من اجل عمل..وعمل فقط..ولا داعي أن تؤثرأمور شخصية على العمل الذي جئنا من اجله..قالت وعد بغضب حاولت ان تخفيه: معك حق..فهذه الأمور الشخصية لا تستحقالاهتمام..لم يعلق على ماقالته..ودلف الى مبنى الوزارة..ووعد دلفت من بعده..وهي تشعر بغضب شديد تجاه طارقوما يفعله..
************
قال هشام بعصبية وهو يرمي بهاتفه على الأريكة: لماذا لا تجيب على اتصالاتي؟..انها المرةالعاشرة التي اتصل بها..ولا تجيب..ماالذي يحدث؟؟..قالت فرح بملل: هشام يكفي..وعد ليست طفلة ..والداها لميقلقا عليها الى هذا الحد..لقد ذهبت في عمل وستعود منهقريبا..تطلع الى ساعته وقال: لقدمضت ساعتان ونصف منذ ان غادرت..ربما قد حدث لها أمر ما..قالت فرح وهي تزفر بحدة: ولماذا تتشاءم..إنها بكل تأكيدبخير..ولكنها ربما لا تجيب على اتصالاتك لأنها تكون بمقابلة صحفية وقد وضعت هاتفهاعلى الوضع الصامت..قال هشامبعصبية: تبا..تبا...لم اعد احتمل..سأذهب لها..قالت فرح بحدة: هشام لا تضخم الأمور هكذا..وعد ليست طفلة ولا داعي لانتعاملها على انها كذلك..لو حدث معها شيء ستتصل بنا..فقط اجلس انت..او اذهب الىأصدقائك..قال وهو يدس أصابعه بينخصلات شعره بعصبية: أتظنين انني سأتمكن من الذهاب الى مكان وانا لا اعلم ما الذيحدث معها..ولماذا لا تجيب على اتصالاتي؟..قالت فرح بغضب: لقد طفح الكيل يا هشام..هي لم تذهب لتقاتل في الحرب حتىتخشى عليها هكذا..انتظر وستصل..قال هشام وهو يلتفت عنها: لن تفهميني يا فرح..لا احد منكم سيفهمنيابدا..- بل أفهمك..واعلم انكتحبها ولا تحاول الإنكار..لا يقوم بتصرفات كهذه غير شابيحب..صمت هشام ولم يجبها..يعلمان خوفه مبالغ فيه..وقلقه كذلك..ولكنه لا يملك شيء حيال ذلك..لقد شعر بالاضطرابوالتوتر وهو لا يراها تجيب..ويخشى أن أمرا سيئا قد حدثلها..وسمع بغتة رنين هاتففرح..وتطلعت هذه الأخيرة الى الرقم وقالت وهي ترفع عيناها الى هشام: انها وعد..هلانت مرتاح الآن..لم يحدث ل....لم تستطع فرح إكمال جملتها..لأن هشام قد اختطف الهاتف من كفها وأسرعيجيبه قائلا: وعد اين انت الآن..ولماذا لم تجيبي علىاتصالاتي؟؟؟..ضحكت وعد وقالت: هلأخطأت بالرقم ولا اعلم..أظن إنني قد اتصلت على هاتف فرح..قال هشام وهو يحاول تمالك أعصابه:وعد..لست في مزاج يسمحلي بالمزاح..قالت وعد بهدوء: مابك يا هشام؟..إن كنت تشعر بالغضب على عدم الرد عليك فقد كنت بالمقابلة الصحفية..ولماستطع إلا أن اترك الهاتف على الوضع الصامت..وها انذا قد خرجت من المقابلة قليلا مناجل ان أطمأنكم على أحوالي وإنني بخير..لا تقلق..والآن معالسلامة..تساءل هشام قائلا: متىستعودين؟..- اظن بعد نصفساعة..- فليكن اذا اهتميبنفسك..الى اللقاء..ولم يلبث اناغلق الهاتف..فقالت فرح وهي تعقد ساعديها امام صدرها: اخبرني ..هل ارتحتالآن؟..قال هشام بابتسامة: كثيرا..قالها واتجه الى الطابقالاعلى وفرح تتابعه ببصرها..يا ترى يا هشام الى متى ستظل متعلق بأمل واه؟..الىمتى؟..
************
وفيالطرف الآخر..دلفت وعد الى داخل غرفة المكتب التي كانت تضم طارق ووزير التربيةوالتعليم..لقد خرجت منها بعد ان شاهدت اتصالات هشام المستمرة..وأحست بالشفقة والعطفتجاهه..بالتأكيد هو يظن ان امر ما قد حصل لها..وخصوصا انها لا تجيب عليه..ولهذااستأذنت خارجة من المكان..لتتحدث الى هشام..ولكنها تدرك يقينا انه لن يكتفيبالأسألة لهذا قررت الاتصال بفرح لتطمأنهم على حالها فقط.. وما جعلها تشعر بالرغبةبالضحك بحق هو ان من أجابها هو هشام في النهاية...ومن جهة أخرى لم تحاول التدخل بالمقابلة ابدا..او حتىالتعليق على أي شيء واكتفت بالصمت..فهي لا تزال تشعر بالغضب من تصرفات طارقمعها..وفوجئت بطارق يقول وهو يلتفت لها بعد انتهاء المقابلة الصحفية تقريبا: أليسلديك سؤال ما؟..هزت رأسها نفيابصمت..فأردف بصوت هامس بعض الشيء وهو يميل نحوها: ولا حتى سؤال عن رشوىمصطنعة..وجدت وعد نفسها تبتسممما قاله..لا تعلم لم؟ ..كلماته أشعرتها بأنه يريد أن ينسيها ما حصل منه..او ربمايحاول تلطيف الجو على الأقل..وقالت بهدوء: ولا حتى هذا..التفت طارق الى الوزير وقال: حسنا اذا سنغادر الآن..سعدنابلقاؤك يا سيد صالح..قال السيدصالح باقتضاب: وانا كذلك..صافحهطارق وغادر المكتب برفقة وعد..والتي ظلت مصرة على صمتها..ولم تنطق بحرف وحد..وقالطارق عندما طال الصمت بينهما: لا أراك تتحدثين..أو تسألين أيةأسئلة..قالت ببرود متعمد: أليسهذا ما تريده؟..قال طارق بهدوء: أن تظلي صامتة؟..كلا ليس ما أريده ان تصمتي..قالت وهي تتنهد: ان تحدثنا استهزؤوا بنا..وان صمتنا قالوا لم تصمتونولا تتحدثون..قال طارق باهتماممصطنع: من هم؟..قالت وعد بسخرية: أصحابي..قال طارق مبتسما بهدوء: أرسلي سلامي لهم اذا..وعد التيتطلعت الى طارق وهي تشعر بحيرة من امرها..يا الهي أي شخص هو هذا..منذ قليل كان فيقمة البرود..والآن أراه يتحدث بشكل طبيعي ويمزح كذلك..سيصيبني بالجنون بكلتأكيد..إن استمريت بالذهاب معه في أي لقاءات قادمة..قالت وعد بعد فترة من الصمت وهي تغادر مبنى الوزارة برفقةطارق: هل يمكن ان اسأل سؤالا؟..ام اصمت فربما يكون سخيفا بالنسبةلك..قال بعدم اهتمام: اسألي..- هل هناك أي لقاءاتقادمة؟..- لستاعلم..قالها وصمت..طارق الذي كانيعيش في حيرة تزيد على حيرة وعد أضعافا..ما الذي يدفعني للتجاوب معها..للحديث إليهاوالمزاح أيضا..إنني استغرب شعوري بالضيق عندما شاهدتها صامتة طوال الوقت وحاولتالحديث اليها..علّي أُحسن الامور بيننا قليلا..وبغتة شعر بصوت من اعماقه يقول: (استيقظ يا طارق من امامكهي فتاة تدعى وعد..لا (مايا )..)وعاد ليجيب على نفسه قائلا: (ولكنها تشبهها بعفويتها ..بمرحها..وبعصبيتها..انها لا تلبث ان تذكرني بها بين لحظةوأخرى..)


(أستاذطارق..)استيقظ طارق من شرودهوالتفت الى وعد ناطقة العبارة السابقة..وقال: ماذا هناك؟..قالت مبتسمة: لا شيء ولكنك تجاوزت سيارتكفحسب..التفت طارق الى ما وراءهليكتشف صحة ما قالته..وابتسم لا اراديا وتوجه ليصعد سيارته..ولا يزال عقله الباطنيردد ..انها ليست مايا..ليست هي..تريدون ان تعلموا من هي مايا..وما هي حكايتها مع طارق..ستعلمون ولكنليس الآن..فقط عندما يقرر طارق ان يعود بالزمن للوراء ويحدثنا عن الماضيقليلا..
***********
وصلت وعدالى مبنى الصحيفة..ولكنها لم توقف سيارتها بالمواقف الخاصة بل فتحت النافذةالجانبية لها..وهتفت منادية طارق الذي غادر سيارته منذ لحظات: استاذطارق..التفت لها واقترب منالسيارة قليلا فقالت: سأغادر انا الآن..تساءل قائلا: الا تريدين تعلم كيفية اعداد التقرير للمقابلةالصحفية؟..قالت بهدوء: مرةاخرى..أنا مستعجلة الآن..فأهلي قلقون على تأخري..قال طارق ببرود: كما تشائين..معالسلامة..قالت مبتسمة: اراكبخير..الى اللقاء..قالتهاوانطلقت بالسيارة..لا تستطيع الإنكار ان وسامته لا تزال توترها..كلماتهتربكها..نظراته الباردة تسرع نبضات قلبها..ترى ما الذي حدث لي؟..أليس هذا من أفكربالانتقام منه على ما يفعله بي؟.. اني اشعر بشيء غريب يتسلل الى اعماقي..كلمااتذكره..يا الهي أي شيء يحدث لي..أي شيء؟..وصلت في تلك اللحظة الى منزل عمها فأوقفت السيارة وهبطت منها..واستدارتلتغلق بابها..وهي لا تزال غارقة في أفكارها..أيعقل ان لوح الثلج هذا قد بات يسيطرعلى أفكاري..من المستحيل ان اهتم بشخص مثل ذاك..شخص غامض..مغرور..بارد..وبه شيء مامميز..لا اعلم ما هو..لكني اشعر بأنفاسي المتوترة كلماتذكرته..و...أحست بغتة بشخص يقفخلفها..وكادت ان تلتفت لولا انه قد وضع يده على كتفها..فشهقت بقوة وهي تلتفتله..وقالت وهي تزفر بحدة وتطلع الى هشام الواقف امامها: لو توقف قلبي يوما..ستكونانت السبب..قال مبتسما: لا تخشيشيئا..لن يصيبك شيء..واردفقائلا: والآن..لماذا تأخرت؟..قالت بضجر: اقسم بأنني قد جئت من الصحيفة مباشرة الى هنا..لم ذهبللتسوق او لزيارة صديقاتي..واردفت وهي تلتفت له: هشام أأطلب منك شيء؟..التفت لها متسائلا فقالت: قلل من محاصرتك لي..فإن كنت لاتعلم..فهي تضايقني..والداي لا يفعلان ما تفعله معي..قال بسخرية: ربما لأنك لست مهمةلديهم..قالت ساخرة: ان لم اكنانا مهمة لديهم..وانا الفتاة الوحيدة لهم..فمنسيكون..انت؟..قال مبتسما: ولملا؟..قالت وهي ترفع حاجبيهاباستخفاف: لان بكل صراحة ..رجل في السادسة والعشرين من عمره..لا يحتاج للرعاية اوالاهتمام..قال ساخرا: وفتاة فيالثالثة والعشرين من عمرها يجب عليها ان تكون محط اهتمامالجميع..رفعت حاجبيها في استخفافقائلة : الجميع لا المتطفلين..رفع حاجبيه باستنكار قائلا : من المتطفل ؟؟..ابتسمت بسخرية قائلة : شخص تراه في المرآة يوميا ..قال ساخرا : و أنا أسرحشعري..قالت في سخرية : كلا و أنتتفرش أسنانك ..مط شفتيه قائلا : سخيفة..قالت في سرعة : على الأقللست بحجم السخافة التي لديك..قالهشام بسخرية لاذعة: حقا..اذا البشرية في خطر..هتفت بمرح: بالتأكيد..إذا كنت أنت احدهم..قالتها وانطلقت إلى الداخل..متوجهة الى المطبخ..ولكنها لمتشاهد فرح فقالت مبتسمة: بالتأكيد لن أجدها هنا..أظننت انها ستبقى في المطبخ لثلاثساعات متواصلة؟..وسمعت من خلفهاصوت هشام يقول لها: فرح بالأعلى ان كنت تريدينها..قالت وهي تخرج منم المطبخ وتسرع بصعود السلالم: أشكرك ياايها المتطفل..قال بسخرية: العفويا أيتها السخيفة..توقفت علىالسلالم للحظة والتفت الى هشام لتقول وهي تخرج له لسانها: سخيف ومتطفل..وتصلح حارساللسجن..ابتسم وقال: لم؟..قالت وهي تكمل صعودالسلالم: لأنك لا تكف عن ملاحقتي..وإحكام الحصار علي..صدقني لو قدمت أوراقك المهنيةلديهم بالإضافة إلى خبرة عشر سنوات من إحكام لحصار علي..ْ سيتم قبولك على الفورودون الحاجة لأية شهادة..وابتعدتعنه الى الطابق الأعلى..فقال وهو يتطلع الى النقطة التي كانت بها منذ لحظات: (احبك..كل خلية في جسدي تشهد بحبك..كل نبضة من نبضات قلبي تهتف باسمك..اخبريني ألاتشعرين؟..أليست لديك مشاعر كباقي البشر لتشعري بكل هذا الحب الكبير الذي احملهلك؟..لم اعد احتمل..أريد ان اصرخ وأقول بدون خوف..أحبك يا حلمحياتي)..
**************
صعدعماد الى سيارته وقال مبتسما: وأخيرا سأعود الى المنزل..فبعد ساعات من العمل المتواصل بالشركة..ومراقبة مختلفالطلبيات للشركة..حان الوقت أخيرا ليعود الى منزله..انه يشعر بالتعبوبالإرهاق..ويتمنى ان يصل سريعا الى المنزل..ليحصل على حمام دافئ ومن ثم يرمي بجسدهالمتهالك على الفراش ليستغرق في النوم..يشعر انه بحاجة للنوم لأيام وربما لأسابيعحتى يسترد بعضا من ن....استيقظمن شروده اثر الحادث الذي كان بالطريق.. والذي دفعه للانتظار بصف السياراتالطويل..والتفت ليتطلع الى الحادث الحاصل بالطريق..كان الحادث بين سيارتين احداهمارياضية والأخرى اعتيادية..ويبدوا ان الخطأ كان على صاحب السيارةالرياضية..تقدم صف السياراتقليلا وهذا ما مكنه من مشاهدة رجل المرور..ورجل في الثلاثينيات من عمره تقريبا يقفإلى جواره..بالإضافة إلى..إلى فتاة..إنها ليلى!..من تقف أمامه الآن هي ليلى..انه لايتخيل..يا لمصادفات هذا القدر!!..فها قد جمعهما من جديد بعد يومين فحسب من افتراقهما.. ويبدوا إنها هيالمخطأة وقد تسببت في الحادث..ليس عليه ان يصمت ويتطلع اليها فحسب دون ان يفعلشيء..على الاقل يعرض مساعدته ومن حقها ان تقبل او ترفض هذهالمساعدة..أوقف سيارته الى جانبالطريق..وهبط منها ليعبر الطريق الى الجهة الأخرى منه..وما ان اقترب منها حتى هتفقائلا: آنسة ليلى..استغربت ليلىهذا الصوت وظنت انه تشابه بالصوت ليس إلا..ولكن عندما التفتت له تجمدت في مكانها.. ولم تستطع ان تنبس ببنت شفة وهي تشعر بغرابة وجوده معها الآن وفي هذاالمكان..في حين قال هو: هليمكنني أن أساعد في شيء؟..قالتبدهشة وكأنها لم تستمع الى عبارته السابقة:سيد عماد..ما الذي جاء بك الىهنا؟..قال مبتسما: كنت مغادراالى المنزل وشاهدت هذا الحادث..اخبريني هل يمكننيالمساعدة؟..قالت وهي تهز رأسهانفيا: كلا شكرا لك..قال متسائلا: ولكن يبدوا انك أنت من تسبب بالحادث ..وبحاجة لمن يستطيع التفاهم مع الشخص الذيصدمت سيارته..قالت بابتسامة: لاعليك..لدي تأمين على السيارة ..وسيتم إصلاح سيارته على نفقات شركةالتأمين..قال عماد وهو يهزكتفيه: لا بأس ولكن هل تسمحين لي أن أتفاهم معهم حتى ينتهيالأمر..قالت بارتباك: أشكرك لاداعي..لا أريد إزعاجك وإقحامك معي في مشاكلي..قال بابتسامة: لا عليك..لن يكون هناك أي إزعاج ..ارتاحي أنت..وسأقومانا باللازم وأتفاهم معهما..قالتفي سرعة: أشكرك كثيرا ولكن...قاطعها قائلا: صدقيني يا آنسة ليلى لن يزعجنيالأمر..صمتت باستسلام..ورأتهيقترب من شرطي المرور وذلك الرجل الذي صدمت سيارته..ورأته كيف يتحدث اليهما ويحاولان ينهي الأمر بهدوء..وارتسمتابتسامة إعجاب على شفتيها..وهي تشعر بالفخر لأن عماد الى جوارها الآن..على الرغم منان المشاكل هي التي تجعله يقف الى جوارها..وصحيح ان ما جمعهما الآن هيالمصادفة..لكنها تمنت ان تتكرر هذه المصادفات..حتى يتجدد لقاءها به وتراه مرةأخرى...
***********