عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-27-2010, 08:20 PM
 
بُركانيّات .. الجزء الثاني ..

( 3 )

حينَ تُسمّى بـِ تفاهاتْ
أُدركُ جوهرها بلا معنى
أو كلماتٌ قيلت
كنتيجةِ تفكيرِ عابِر
حينَ أُفجّرَ صوتي :
أنا " ..... "
ودمائي فدوى أوطاني
مَن يتفوّه منكم عن شعبي بأيّةِ كلماتٍ
تُزعجني ، سأوسعهُ ضرباً
مَن يمدحني ، ويمدحُ وطني
قد أُسعفهُ بكلمةِ ‘ شُكراً ‘
والوطنُ جريحٌ يتلوّى ألماً
ويناديني .. لا أسمعهُ
يبصِقُ في وجهي بلا جدوى
طَفَحَ الكَيل
فلتذهب وابحث عن غيري

تلكَ هيَ " تفاهة وطنيّة "




( 4 )


في بلدي انتشرَ الطاعون
الآف الموتى والجرحى
أخبارٌ تُنذرُ قائلةً :
احترسوا ، هو داءٌ ملعون
وبدأتُ أُفكّرُ في هَلَعٍ
كيفَ أُغادرُ أرضي ؟
وبقائي معناهُ الموت
قرّرتُ الهجرةَ في خوفٍ
أعدو كالريحِ بلا تَعَبٍ
حتى غدوتُ بأرضِ أُخرى
حيثُ لجأتْ
بعدَ سنين ..
ها انا أطلبُ حقّ العودة
لبلادي ، من حيثُ هَربتْ
يسألني طفلٌ في خَجَلٍ :
فلتُخبرني ، لماذا جئتْ ؟
( وشِفاهي تلتزمُ الصمت )
يتبسّم ، يدعوني إليه
يهمسُ في أُذني بكلماتٍ :
داء الطاعون على أرضك
أفضلُ لكَ من داءِ الموت




( 5 )

أثناء كتابة كلماتي
جاءت أُمي إليّ وقالت :
ماذا تكتُب ؟
قُلتُ لها :
بُركانيّات
رَفَعَت حاجبها ، وابتسمتْ
قُلتُ لها : أهذا استهزاء ؟
قالت : لا يا ولدي بتاتاً
بل إعجاباً
فلتكتُب عنّي بُركاناً
دوماً تجعلني بكلماتك
نجمتُكَ تحتَ الأضواء
فتبسّمتْ
سألتني : هل تسخرُ منّي ؟
فتعوّذتْ
لا يا أُمي بتاتاً ، بل إعجاباً
حضَنتني شوقاً ومحبّة
بُركان محبّةَ في صدري
يا أُمي أنتِ مليكتهُ
يا مَن أهوى مُنذ خُلِقتْ
يا مَن أعشقُ حتى الموتْ










قلب إنسان

__________________
جِئتُ من أينَ ؟
" لا أدري "
ولَكنّي أتَيت