الموضوع
:
~*¤ô§ô¤*~الساحر~*¤ô§ô¤*~ روايات احلام الرومانسية
عرض مشاركة واحدة
#
9
07-27-2010, 09:25 PM
ماريا سيف
وهادا البارت الثانى ياريت يعجبكم
" الفصـــل الثـــاني "
- الا تجدين يا "بيب" انه جميل؟ الا ترين انه يشبه" جوني ديب"؟
- من؟
- "سوير"
ابتسمن "بيب" وهي تنظر إلى الطبق المليء بالحلوى . وقالت وهي تحمر من الخجل:
- إنه جميل جدا.
كان على الفتاة أن تعترف أنها لم تكن تحتاج إلى صديقتها لكي تذكرها بوجود هذا الشاب .
ففي الواقع لم يحدث ان غاب "هايس" عن فكرها . وكانت كل مرة مصحوبة بنظرة طويلة حالمة وبدون ان تنسى القشعريرة التي كانت تسري في كل جسدها والتي بدأت تزعجها . وفجأة ظهر صوت يأتي من خلف ظهريهما:
- صباح الخير يا آنساتي ، اخبرتني "نان" أنني ساجدكما هنا ، هل تريدان مساعده؟
التفتت "بيب" لتكتشف ان الشاب يقف في المدخل وأصاهبها ذهول من المفاجأة.
وتسألت:
- لماذا هو دائم الإبتسامة هكذا؟
بهرها تعبيره لدرجة جعلت "بيب لي بارون" ترى ان هناك شيئا مختلفا تماما أنار الغرفه فجأة. وكانت تعلم جيدا أنها ليست لديها اي مناعة ضد هذا الحضور الجديد. هل كان السبب هذه الإبتسامة الساحره فقط؟ ام ان هناك شيئا اخر؟
وكانت "سيسي ستراهان" اول من قطع الصمت وقالت الفتاة الصغيره بحماس:
- أهلا "سوير " لقد كنا نتحدث عنك الآن.
حاولت "بيب" اخفاء حرجها بأن انعكفت بنشاط على تحضير كريمة الحلوى، وفي لحظه رفعت بصرها في اتجاه الشاب الذي غمز لها بعينه ، مما جعلها ببساطه تحمر لدرجة كبيره.
تساءل هو بمرح :
- كنتم تتحدثون عني؟ بكل خير اليس كذلك؟
وردت "سيسي" بسرعة:
- طبعا
هذه المرة انتبه "سوير" بوضوح إلى اضطراب "بيب" . وكان سعيدا بفكرة أن الفتاة تهتم به كما يهتم هو بها .
- تفحصها ورأى أنها بالرغم من قامتها القصيرة إلا أن جسمها كان متناسقا .
ولكن الذي لفت انتباهه بشدة كان ثغرها المرسوم بطريقة رائعة جعلته مذهولا . ولم ينتبه الى ذلك بالأمس.
وساورته فكرة ملحة:
_ إنها خلقت لتقبل.
بدون نظارتها الشمسية وواقي الأنف الذي كانت ترتدية أصبحت الدكتورة "لي بارون" فتاة رائعة الجمال . بكل ثقة في نفسه- والتي لم تترك المجال لظهور اهتمامه الكبير بها- تقدم من الطاولة وأدخل اصبعه في العجينة ليتذوقها.
وقال:
- ليست سيئه، ولكن من الافضل ان تخفق اكثر من هذا.
ردت "بيب" منزعجة:
- لااعتقد تنه يمكنني أن افعل احسن من هذا ، لقد قمت بخفقها حتى آلمتني يداي ، لايمكن ان تكون كثافتها أكثر مما هي عليه الآن .
وبدون ان يتكلم .مرر "سوير" ذراعيه حول"بيب" وتناول المضرب والطبق ، ، وهمس في اذنها:
_اتركي رجلا محترفا يفعل ذلك.
وبدأ يعطي ضربات قوية للخليط.. ولكن المرأة الشابة سرعان ماقاطعته فجأة قائلة وهي تبتسم ابتسامة سخرية:
- ألا تعتقد أن الأمر سوف يصبح اسهل بكثير إذا لم اكن موجودة بينك وبين هذا الطبق؟
لا،لا، على العكس، إن وجودك بالقرب مني يساعدني ويلهمني ،أين البندق؟
وهنا تدخلت"سيسي" بأن مدت إليه وعاء مليئا بالبندق.
قال "سوير" وهو يبتعد عن "بيب" بدون ان يتوقف عن خفق المزيج:
- ضعيها بداخله.
وهمس في نفسه:
- لا داعي لفعل المزيد أمام الطفلة الصغيرة.
وبعد لحظات قام بإدخال اصبعه في الطبق من جديد وتذوق المزيج وقال بصوت مرتفع:
هكذا يجب ان تكون الحلوى ، إنها رائعه، من يريد شيئا منها؟
ولم يتردد في وضع اصبعه داخل الطبق مرة اخرى ليمده في اتجاه الفتاة .
ترددت قليلا قبل ان تتذوق إصبعه المغطى بالعجينة والبندق.
تمتمت وهي محرجة قليلا :
- إنها طيبة المذاق.
-الم اقل لك، هيا اكملي.
أحس "سوير " انها مضطربة ، وانها لاتعرف ماذا تفعل .ولكنها في النهاية فتحت فمها من جديد لتلعق اصبعه ثانية . .
- "سوير" ، "سوير" هل من الممكن ان تقوم بمساعدتي أنا ايضا؟
كانت "سيسي" تقول ذلك وهي تمد نحوه طبقها.
ابتسم للفتاة الصغيرة ثم قام بخفق الكريمة حتى اصبحت بدورها جيدة.
تذوقها عدة مرات وقال للطفلة الفخور:
- لم اتذوق قط حلوى افضل من هذه.
ابتسمت "بيب" بالرغم من اضطرابها، وتفادت نظراته. لم تكن تعلم ماذا تفعل او ماذا تقول، وكانت "سيسي"من جديد هي التي قطعت الصمت المشوب بالإحراج :
- اعتقد انه حان الوقت بالنسبة لي للعودة إلى المنزل ، كنت اود البقاء معكما لفترة اطول.
ردت "بيب" :
- نحن ايضا ، غير اننا وعدنا ابويك بأنك سوف تعودين إلى المنزل في العاشرة والنصف . أعتقد ان عليك ان تسرعي إذا اردت ألا ينشغلوا عليك.
قبلت الفتاة الصغيرة الأمر الواقع ونظرت إلى "سوير هايس" نظرة غيربة وقالت:
- حسنا.
ابتسم لها وغمز لها بعينيهن مما جعل "سيسي" تحمر من الخجل ، ثم قامت "بيب" بلف طبقها واعطته لها. وخرجت الفتاة الصغيره مسرعه دون ان تقول كلمة واحده .
كانت المرأة الشابة تعرف ماتحس به الطفلة ، كانت تتمنى فقط ان تستطيع قدر الإمكان إخفاء شعورها اكثر من صديقتها الصغيرة.
هل كان هذا به المراهقون؟ بالنسبة لها لم يحدث ان شعرت بمثل هذا الشيء أثناء فترة المراهقة الخاصة بها.
أدخل "هايس" إصبعه مرة اخرى في الحلوى ثم قال:
- ماهي مشاريعك فيما تبقى من هذا اليوم ؟
- بما ان الاطفال سوف يذهبون لزيارة جديهما في نهاية الاسبوع كنت انوي ان اعكف بجد على مشروع عش الطيور.
تعجب وهو يعض على شفتيه ليمنع نفسه من الضحك وقال:
- عش الطيور؟
نظرت اليه، وراى انها تظايقت من ردة فعله.
- ما العجب في بناء عش للطيور؟ إنه نشاط يتعلق ببرنامج تنميتي الاجتماعيه .
تدارك نفسه بدبلوماسية:-
- لااشك في ذلك ابدا . لكنك سوف تفعلين ذلك في يوم آخر ، لأنني أريد أن اصطحبك إلى مكان معين، سأذهب لإخبار "نان" بأننا خارجان بينما تصلحين مكياجك.
- هل استطيع أن اعرف إلى اين سوف نذهب؟
رد بأسلوب يشوبة الغموض:
- إنها مفاجأة.
الحين عاد نكمل القصه
عندما عادت إليه ، لاحظت "بيب" بسرعة أن هناك شيئا غير طبيعي في حالة "هايس".
- هل سنستقل طائرتك المروحية؟
أجابها وهو يدير ظهره ليتجه إلى باب الخروج:
- نعم.
سرعان مالاحظت المرأة الشابة طريقة سيره الغريبة:
- قل لي يا "سوير" . هل يؤلمك ظهرك؟
- كلا ، لماذا ؟
- لقد لاحظت أنك تسير بطريقة غريبة.
اجابها بنوع من الحسرة:
- إنك تتقنين جيدا طريقة إحراج الرجل. لقد كنت أحاول فقط ان الفت انتباهك بطريقة "جون واين" في السير.
- أوه..
- تعرفين " جون واين" ، اليس كذلك؟
ردت الفتاة بمرح:
- طبعا ، لقد شاهدت كل افلامة بما فيها " القبعات الحمراء" وهو أسوأ افلامه.
وصحح لها:
- تقصدين " القبعات الخضراء".
- لايهم ، إنه فيلم سخيف يدور حول حرب " فيتنام".
- عزيزتي الدكتوره " لي بارون" ، ألاحظ بالرغم من كل شيء أن هناك نقائص كبيرة في ثقافتك، ولست ادري ماذا سوف يصنع تعليمي المتواضع لعلاج هذه النقائص.
- افضل الا تدعوني بلقب "دكتورة " ،فإنني لا استخدم هذا اللقب إلا في علاقاتي العملية ، بلإضافه إلى انني احس في طريقة استخدامك له بنوع من السخرية الجارحه والتي لا استسيغها ابدا.
اعترض "سوير هايس" .
- لم اقصد مطلقا أن اسخر منك ، بل إنني معجب بكل هذا العلم الذي يتبع لقبك . أنا شخصيا لم اذهب قط إلى المدرسة.
-إنك تمزح بالتأكيد.
- إطلاقا، ولا حتى إلى الحضانة.
نظرت إليه "بيب" بكل ذهول وصرخت:
-إن هذا شيء اجرامي! اين نشأت؟
- في "هيوستن". كان لدي بالطبع عدد كبير من المعلمين وكنت اقرأ كثيرا لكنني لم اضع قدمي ابدا في اي مدرسة . وكانا قد وصلا إلى الطائرة ، قام "سوير" بفتح بابها وساعد الفتاة على الركوب.
بعد ان اخذت "بيب" مكانها تساءلت في إلحاح:
- ولماذا ذلك؟
- سوف اخبرك لاحقا . هل سبق لك ركوب هذا النوع من الطائرات؟
-طبعا.لقد كنت استخدمه في تنقلاتي عندما اعمل كمستشار متنقل لشركة اخي. وقد كانت عندي رغبة في تعلم قيادتها .
- ولماذا لم تقومي بذلك؟
-لأنني متأكده من أنني لن اكون قائدة جيدة. عندما يكون ذهني مشغولا بمسألة ما، يقل انتباهي للأشياء مما يؤدي بي الى ارتكاب الحماقات. لقد حدث لي هذا مرات عديدة في السيارة ، كنت اعمل في"ناسا" على مشروع مهم جدا. وفي أحد الأيام، ذهبت لشراء بعض المواد الغذائية من السوبر ماركت الذي يقع بالقرب من المنزل وكان ذهني مشغولا في برنامجي ، لدرجة أنني اكتشفت أنني قمت بقطع مسافة ثلاثمائه كيلومتر بعيدا عن المكان الذي كنت اقصده، ولذلك فضلت أن اعين سائقا. هل حدث لك هذا من قبل ؟
كان هناك شيء يرتسم على وجة الفتاة في هذه اللحظة ، لم يكن غريبا عن "سوير" الذي سرعان ماتعرف عليه: الإحساس بالوحدة. كان هو نفسه يشعر فجأة بالوحدة والضياع، لم يكن يعرف ماذا يفعل وكيف يتصرف معها.
ورد عليها بهدوء وهو يضع قبلة حنوناعلى انفها :
- مرة أو مرتين.
فوجئت ، ونظرت إلية طويلا، لم تكن تعرف كيف تتصرف، كانت تقاوم رغبة شدية تدفعها لتقبيله، أغلق الشاب باب الطائرة واتجه ليأخذ مكانه في غرفة القيادة وبمجرد أن ثبت نفسه على كرسيه ادار راسه نحوالعالمة الشابة وقال بلهجة ذات طابع خاص:
- حسنا،نستطيع أن ننطلق الآن يا آنستي !
ابتسمت "بيب" وهي تقول:
- اعتقد أنك مازلت تقلد "جون واين" . اليس كذلك؟
هز الشاب رأسه بالسلب ورد عليها وهو يبتسم:
- خطأ لقد كنت اقلد" جيمس ستيوارت" هذه المرة.
بمجرد ان أبطل "سوير" محرك الطائرة قفز منها واتجه بسرعة ليساعد الفتاة على النزول.
تلفتت من حولها ثم سألته:
- أين نحن الآن؟
لقد اكتشفت أن قبلة "هايس" على انفها هزتها بشدة أنها لم تنتبه إلى مكان هبوطهما، بل أكثر من هذا ، إنها لم تدر أي اتجاه سلكاه. ولكنها كانت متأكدة من انه عندما قبلها على انفها كان ذلك دليلا على شخصيته المتفتحة وأنه لم يكن هناك ريب في دوافع هذا الرجل . وكانت تحس بالإحباط أكثر مما كانت تظن.
رد "هايس" وهو يلوح بيديه في حركة دائرية واسعه:
- إننا فوق قمة المبنى الخاص بشركة "ميرث، جرينواي بلازا، هيوستن،تكساس"
اشار لها إلى مكان المصاعد وابتعدا عن الطائرة المروحية.
- لماذا نحن هنا؟
أجابها بطريقة محيرة:
- لقد قلت لك: إنها مفاجأة
قام بستدعاء المصعد بواسطة كارت مغناطيسي ، انفتحت الأبواب ودخلا فيه ، ثم قام "هايس" بالضغط على زر الدور الرابع بدون تردد. وبعد وصولهما إلى الدور المطلوب ، انفتحت الأبواب ظهر وراءها وراق صامت ، خال وذو إضاءة ضعيفة.
سألته "بيب" في قلق:
- هل انت متأكد من انه مسموح لنا بالتواجد هنا؟
وفجأة، سمعا صوت خطوات مكتومه بواسطة البساط الكثيف .
التفت "بيب" نحوها ودفعها خلف مجموعة كثيفة من النباتات وهمس لها :
-اصمتي ، ساتولى أمر الحارس.
التزمت الحائط بخوف شديد وجذبت نحوها اكبر عدد من الفروع.
وادركت اخيرا أنهما دخلا بطريقة غير شرعية إلى مقر الشركة ،وان "سوير"سوف يقوم بصرع الحارس الذي يتجه نحوه. لم يسبق لـ "بيب" أن واجهت موقفا أكثر خطورة ورعبا من هذا . فإذا ماتم القبض عليها فإن سمعتها العلمية واسمها سوف يتمرغان في الوحل ، وسوف تفقد بالتالي كل مصداقيتها أمام الناس وأمام المنظمات التي تعمل فيها. توقف صوت الخطوات في الوقت الذي كان "هايس" يختفي فيه من مجال رؤيتها ، وساد صمت قصير.
- اوه، صباح الخير يا "سوير" ، كيف حالك؟
- وانت؟
- على مايرام.
سمعت بعد ذلك صوت الخطوات تقترب منها. كانت تود لو انها تستطيع الأختفاء داخل الحائط الذي كانت تستند عليه بظهرها .
وظهر "هايس" مع الحارس وهو يقول :
- إنني أقوم ياصطحاب الدكتورة " لي بارون" في زيارة لمقر الشركة ، يظهر انها تعشق النباتات .
هدأت "بيب" في الحال بعدما رات الحارس يحييها بابتسامة وتركت الفروع التي كانت تختبىء وراءها .
- مساء الخير سيدتي.
اومأت إليه براسها وكلها حرج ، ثم قام الحارس بالإبتعاد.
واستدارت نحو "سوير هايس" لتقول له وهي غاضبة:
- أيها ال....إنك ...استطعت ان تسخر مني !
ضحك هو ورد عليها :
- هل صدقتي فعلا هذه التمثيلية؟
ردت عليه بتلعثم وهي تلوح بقبضة يدها مهددة إياه:
- لقد كنت مذهولة تماما ، كنت اعتقد أنك سوف تصرعه.
عندما راى أن المرأة الشابة مستعدة لأن تجعله يدفع ثمن سخريته. ابتعد عنها بخطوة سريعة . أسرعت وراءه وهي متذمرة وفي هذه اللحظة استدار نحوها وامسك بيدها ليجعلها تدور حوله وكأنه يداعب طفلا صغيرا
وتحولت احتجاجات "بيب" شيئا فشيئا لتصبح في النهاية مشاعر سرور عارمة . وبعد لحظات كانت تضحك بصوت مرتفع.
توقف فجأة وقال لها:
- كم احب طريقتك في الضحك ، إنني اجدها معبرة جدا، يجب عليكي أن تضحكي أكثر دائما.
وقبلها مرة اخرى على انفها .
فتح "سوير" بابا مزدوجا كانا يقفان امامه وابتعد ليسمح لها بالدخول .
وقام بحركة احترام وقال:
- تفضلي.
سألته وهي تلتفت إليه وقد اعتراها شيء من القلق:
- هل من المسموح لنا حقا التواجد هنا؟
- ثقي بي ، فأنا والمدير نحب الأمور الغريبة.
تعودت "بيب" على الضوء الخافت القادم من السقف واكتشفت وجود طاولة كبيرة جدا في نهاية الغرفة ، كان موضوعا عليها عدة أجهزة كمبيوتر من الجيل الأخير.
جذبها "سوير " نحو الطاولة ، ووجهها إلى ركن كان يوجد به زوج من القفازات المغطاة بمستقبلات صغيرة، وكانت كل هذه الأدوات موصلة بدورها إلى حاسب آلي قوي.
سألها الشاب وهو يمد إليها النظارة:
-ألا يذكرك بشيء ما؟
- إنها مجموعة للعمل على الواقع الوهمي . لقد سبق لي العمل على الكثير من المشاريع المشابهة عندما كنت في "ناسا" . كنا نستخدمها في برنامج الطيران الاصطناعي للطائرات المقاتلة أو لتدريب طياري المكوك الفضائي .
قامت بوضع النظارة أمام عينيها وقالت بلهجة خبيرة:
- إن هذه التجهيزات جيدة جدا . خفيفة وسميكة وجميلة أيضا. ماذا تنوون أن تصنعوا بها؟
- سوف ترين، تعالي معي.
لكن "بيب" لم تتحرك ، وبدأت تنظر إلى رفيقها نظرة شك . وقالت:
- لن اتبعك إن لم احصل على بعض التفسيرات.
- لقد اخبرتك أنها مفاجأة. أنا متأكد أنك سوف تستمتعين . هل يمكنك فقط أن تقفي فوق العلامات الموضوعة على الأرض ؟
نظرت "بيبط بتفحص القطع اللاصقة التي تم لصقها على الموكيت ، احست بأن بطنها ينقبض ولكنها لم تستطع أن تحدد إذا ما كان السبب في ذلك هو الخوف ام الغضب .
- هل تحاول أن تستغل خدماتي بطريقة ملتوية؟
اختفت الإبتسامة الدائمة من وجه "سوير هايس"فجأة لتحل محلها نظرة قلق وقال بصوت مرتفع حتى يخفي شعوره:
- بالطبع لا! اعدك بذلك بل احلف لك ! لقد كنت اريد ان اصتع لك مفاجأة . ولا دخل لكونك ستعملين أم لا بشركة "ميرث" .
هنا. تبدد قلق"بيب" قليلا ولكنها استمرت على حذرها . وقالت بنوع من الشدة:
- حسنا . أرني اذن تلك المفاجأة .
- سوف ترين. ارتدي فقط هذه القفازات وهذا القناع الوهمي وابقي واقفة فوق العلامات الموجودة على الأرض.
تناول "بيس بول" وأعطاها لها قبل أن يكمل حديثه:
- سوف نقوم ببعض التدريب على المضرب . وما قولك ان تتدربي مع "نولان رايان" ؟
- من هو؟
- ماذا؟ ألا تعرفين "نولان رايان"؟ إنه من أعظم الرماة في كل العصور. هل تعرفين على الأقل مالذي نفعله الآن؟
- طبقا لما قلته انت وماأراه من خلال هذهه النظارة سوف نلعب لعبة "البيس بول " .
- بالضبط! هل انت مستعدة للتجربة؟
- إن هذا مثير للإهتمام.
حرك "سوير" ذراع التحكم لتجد الفتاة نفسها أمام "رايان" وهو يستعد لأن يرمي نحوها اول كرة.
- هل ترين خصمك؟
- نعم
- حسنا. صححي وضعك جيدا وانتظري الكرة الأولى . إن الجهاز مضبوط على مستوى المبتدئين، حتى تستطيعي أن تتأقلمي مع اللعبة . ما عليك إلا النظر إلى الكرة وضربها في اي وقت تشائين، واضح؟
- واضح!
وصرخ "سوير" :
-ابدئي.
وفجأة ظهر "رايان" أمامها وهو يقوم بحركات ثم أطلق نحو "بيب" الكرة الأولى .وقامت هي بمحاولة ضربها بكل قوة ولكنها مرت بجانبها.
صرخ الصوت المعدني للحكم في اذنها :
- نقطة!
وقال "هايس":
- لقد افلتت منك.
وردت هي:
- لم اكن مستعدة لمثل هذا.
- سوف اقوم بتقليل السرعة . استمري .
وبعد عدة محاولات فاشلة ، استطاعت أن تصيب الكرة لتطيح بها خلف الخط.
صرخ الحكم:
- خط!
وبدأ الجمهور الوهمي يصفق في اذنيها.
وصرخت وهي تنزع قناعها وهي تنقض على الشاب.
- هل رايت كيف أرسلت إليه الكرة؟
رد "سوير" وهو يضحك:
- رائعه ، هل تريدين الاستمرار؟
وضعت قناعها على عينيها من جديد بحالة من التصميم وقالت:
- بعض الشيء يا صديقي سوف اجعله يأكل كراته وقامت بإرسال بعض الكرات الرائعه الأخرى قبل أن تخلع عنها القناع من جديد،وقالت وهي في غاية السرور:
- افضل أن اتوقف وانا في حالة فوز.إن هذا رائع حقا، هل تم تسويقة ام لا؟
- ليس يعد. ولا أود أن اذكر لك أن هذا المشروع سري للغاية . ولكنك قمت الآن بتجربتة أحسن ماينتج في مجال "البي بول" الوهمي.ونقوم الآن بالإعداد لدورة جولف مبنية على نفس المبدء.
-مبهر حقا ولكنه المشروع الذي كان السيد"هوكر" يطلبني من أجل العمل فيه. اليس كذلك؟
رد "هايس" بمضهر المترفع:
- أظن انه هو . قولي لي هل تحبين أن نذهب لتناول الغذاء في مكان ما؟ في مطعم مكسيكي مثلا..
- رائع ولكن أرجو ألا نستخدم الطائره المروحية.
-لا لدي سيارة تنتظرني في الأسفل.
طلبت"بيب" طبق "فاخيتاس"مستخدمة لغة اسبانيه سليمة.
قال"سوير" بلهجة إعتراف:
-إنك تثيرين دهشتي حقا.
- لماذا؟
-إن لغتي الإسبانية محدوده جدا. على كل حال.إنني متأكد أنني لست في مستواك.
-لماذا؟
- بناء على مستواك التعليمي أعتقد أنك تتقنين أربع لغات على الأقل، اليس كذلك؟
- في الحقيقة ست لغات، اربع منها بدرجة جيدة نوعا ما واثنتان أقل من ذلك وانت، ماهي اللغات التي درستها؟
- الالمانية فقط . واعترف انني اتقنتها مع مرور السنين.
ضحكت ضحكة صغيرة. كان على "هايس" أن يقبل فكرة أن سحر هذه الفتاة البريء بدأيؤثر فيه .كان مأخوذا بدرجة كبيرة بواسطة سذاجة الدكتورة "لي بارون" . وبأنفها الصغير، وبعينيها انحنت نحوه وقالت له بمظهر المتآمر:
- يظهر أنك تعاني من نقائص في تعليمك إذا لم اكن مخطئة في اعتقادي هذا .
تملكها السرور من كونها تحاول ان تضايقه بهذه الطريقة ورد قائلا:
- هذا صحيح، هل تتحدثين الإنجليزية؟
ردت بتعجب:
-طبعا.وأيضا الألمانية ..إن اللغات الضعيفة عندي هي العربية والروسية.
وظهر على وجهه تعبير ينم على تبرئته وقال:
-هذا شيء عادي كنت اود أن اقول ذلك أيضا.
اخبريني:إذا قمت بتعليمك اللعب فهل توافقين على تعليمي الإنجليزية في مقابل ذلك؟
مدت إليه يدها وقالت:
- اتفقنا.
التقط يدها بقلب خافق. كان يود لو أمكنه أن يمسك بها طول حياته،هذه اليد الصغيرة ولكنها مليئة بالحيوية .كان يتمنى لو انه استطاع أن يرقص بجنون أو أن يصيح بكل جوارحه،أن يفعل أي شيء...ولكن بدلا من ذلك بقي جالسا ينظر إليها ببلاهة،متسائلا عما يستطيع أن يفعله،إلى أن خطرت بباله فكرة ما.
وقال فجأة:
- هيا بنا، سأصطحبك إلى مكان ما.
- ألا تريد أن تأكل؟
نظر"سوير" إلى طبقة المليء وضرب جبهته وهو يضحك:
- يا إلهي ! لقد نسيت.
- أين تريد أن تصطحبني؟
-إنها مفاجأة.هل تحبين الخيول؟
- على وجه الحقيقة لست أدري.
- ماذا تحاولين أن تقولي؟ تنشئين في "تكساس" ،ولم تمتطي حصانا قط؟
ردت عليه وقد ظهر في صوتها لحن سخرية لذيذ:
- هل تعتقد أن هذا سيفقدني حق المواطنة.
- لا.إذا قمت بتعليمك ركوب الخيل، ولكن لكل شيء ثمنه...
احتجت الفتاة قائلة:
- أظن أننا عقدنا اتفاقا منذ قليل.
- لكن يجب عليك في هذه الحالة أن تدفعي أجرا إضافيا صغيرا.
ردت عليه بظرف:
- ماهو ياترى؟يجب أن اعرف إذا ما كنت سأستطيع دفعه.
فكر مليا:
- ولم لايكون قبلة مثلا؟
نظرت إليه وكأنها مذهولة ثم قالت:
-يبدو لي أن الأمر مقبول.
لم يكن "سوير هايس" ينتظر مثل هذا الرد. اضطرب كل شيء حوله.وانتبه إلى الحركات العشوائية التي تقوم بها الفتاة وهي تحظر الفطيرة الخاصة بها، ولكنه لم يستطع أن يقول شيئا لفترة بدت له طويلة جد ا
يلا بدى الردود اذا عجبتكم
ماريا سيف
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى ماريا سيف
البحث عن المشاركات التي كتبها ماريا سيف