عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 07-28-2010, 02:24 PM
 

(3) الرشد على شبهة عذاب القبر ونعيمه..(تجميعات ردود العلماء)
أما الجواب أيها المأفـــــون عن سؤالك عن حال أهل الأعراف وإنكارك لما فى القبور.،
ولعلك ترتجع وتعود إلى رشدك وصوابك إن لم يكن فى كلمات من سبقونى ما يكفيك.،
وإن لم يكن فى كلامى هذا الذى أسوقه إليك نقلا عن علماء الأمة ما يكفيك فانتظر حتى ترى وما ستشاهده بأم عينيك حتما ساعتها يكفيك.،
أولاً: هذا من أمر الغيب، وكل شيء أخبر به الله والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشىء عنه نؤمن ونصدق به شاهدناه أم لم نشاهده، ولا نقول: كيف! ففي أمر الغيب لا نقول كيف، ولكن نسلم كما هو الحال فى أمر العبادة والعقيدة من الأمور التى لو أعمل فيها جاهل أو أحمق عقله لتوقف عندها ولجحدها وكفر بها فكيف يعقل تمريغ الجبهة فى الصلاة، وتجويع البطن فى الصيام، والطواف بحجر ورمى حجر والسعى بين جحرين فى الحج ،بل كيف يأخذ الإنسان من ماله الذى اكتسبه ليعطيه لفقير دون حق غير أمر الله ورسوله فى الصدقة والزكاة (ما نقص مال من صدقة)حديث شريف.،
ثانياً: إن القبر كلمة تطلق على الدار التي بين الدنيا والآخرة، وبعض الناس يفهم فقط أن القبر هو هذه الحفرة، فالقبر معناه البرزخ قال تعالى: (حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ آرْجِعُونِ، لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)[سورة المؤمنون: الآيتان 99-100]. حتى وإن كان حرقاً, أو في البحر, أو في أي مكان, فيقال في قبره، أي: في داره التي هي بين الدارين، لكن لأن الأغلب أن الناس يدفنون في الحالات الطبيعية في القبور، فيطلق القبر عليها على سبيل التغليب.، ويمر الإنسان بهذه المرحلة بعد الموت أيا ماكان مكان قبره أى دفنه.، وعلى هذا فالقبر أول منازل الحياة الأخرى كما قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) (إن القبر أول منازل الآخرة فإن نجا منه عبد فما بعده أيسر منه .،وإن لم ينج منه فما بعده ليس أقل منه وعن النبي(صلى الله عليه وآله) وقد وقف على قتلى بدر فنادى (يا أبا جهل ! يا عتبة ! يا شيبة ! يا أمية! هل وجدتم ما وعد ربكم حقاً فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقّاً؟) فقال عمر: يا رسول الله أما تكلم من أجساد لا أرواح فيها؟ فقال: (والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم غير أنهم لا يستطيعون جواباً).، وكان صلى الله عليه وسلم أكثر ما يستعيذ منه عذاب القبر .، وكان يقول إن للقبر ضمة لو نجا منها أحد لنجا سعد بن معاذ.، وفي الحديث عن رسول الله أيضا ماجاء فيه قوله عن المقبور بعد موته فى أى جهة ومكان وبأى حال ولا يسأل عن الكيفية إنسان فكل ما يستدعيه الفكر من خيال أو يعقله العقل من مآل مافى الغيب أعظم منه وأمره تعالى إذ أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون.، ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له: من ربك؟ فيقول: ربي الله فيقولان له: وما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول: هو رسول الله محمد صلى الله عليه وسلمهذا الصالح المؤمن الكيس الفطن المسلم تسليما وتصديقا بكل ماجاء به الصادق الأمين..وغير ذلك يقول لاأدرى. ! وفى معنى قول الله تعالى (وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ )يقول العلماء أن هذا عن مدة مقامهم في القبور"حياة البرزخ" و ليس في الجنّة لأن نعيمها دائم لاينقطع ولا يزول ولا يخرج منها أحد ، هذا لأنه وإن كان المؤمن في روضة من رياض الجنّة بعد قبره ودفنه لكنها ليست هي الجنّة الحقيقية ولكنه فى شيء منها ، فإنه يفتح للمؤمن وهو في قبره باب إلى الجنة يأتيه من ريحها وطيبها ونعيمها ، وينقل بعد ذلك إلى الجنة فوق السماوات في أعلى شيء . وقد يستثنى ب(إلا) فى الآية بعضا ممن يحاسبون يوم القيامة فيقرون بما كان لهم من حسنات وما عليهم من سيئات فترجح كفة السيئات فيدخلون النار .، كما يمكن أن يحدث العكس كما جاء فى قوله تعالى(فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ) وهذا وارد فى نار القيامة أيضا.، وقال بعضهم : مجموع الأمرين مدة بقائهم في القبور ، ومدة بقائهم في الموقف ، ومرورهم على الصراط ... في كل هذه الأماكن ليسوا في الجنّة ولا فى النار حقيقة لكنهم ينقلون منها إلى الجنّة أو النار ليخلد فى أى منهما ما كتب الله له ذلك أبد الآبدين. والله تعالى أعلى وأعلم.،
وحال أهل الأعـــــــــــراف، والولـــــــدان المخلدون ليس بمعجز لله فيه أمر على أن يكون بأى سورة شاء سبحانه وتعالى أن يكــــــــــــون.،وهو الحال فى طــــول المدة وقصرها على أهل القبـــــــور أيضا.، (وما ربك بظلام للعبيد)( ولا يظلم ربك أحدا )صدق الله العظيم.،فهل يساورك أدنى شك فى ذلك؟؟؟ومن القرائن إن لم يكن من الدلائل والبراهين الساطعة القاطعة على نعيم وعذاب حياة البرزخ قوله تبارك وتعالى عن الشهداء (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ).[سورة آل عمران: الآية 169]. ، وعن قوم فرعون (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ)(آية 46 سورة غافر)وذلك لأن العبرة فى عموم النص التشريعى من القرآن والسنة بعموم اللفظ وليس بخصوص السبب .، وما تضرب الأمثلة إلا ليعلم الناس حالهم فى الدنيا وفى الآخرة بداية من أوّل منزلة وحياة فى أى عالم كان .،سواءا عالم الذر .، ومرورا بالحياة الدنيا وانتهاءا بعالم البرزخ أول منزل فى دار القرار فإما جنة وإما نار.،وهذا هو ما يعرف بعالم الغيب والشهادة .،
وغيرما سبق يوجد الكثير والكثير من الأدلة والبراهين ولكن سردها حتى دون شرحها يطول والمقام محدود.،ولكن..بقى أمر العلة والتبرير فى قول المؤيدين والمؤمنين بعذاب القبر ونعيمه وهو بعد الإيمان بالغيب والتصديق بما أخبر به الله والرسول وأجمعت عليه الأمة إسنادا وقياسا .،وهو الترغيب فى الجنّة وما يقرّب إليها من قول وعمل .، والترهيب من النار وما قرّب إليها من قول وعمل.،وهذا لا يخالف شرعا لا فى نص ولا فى قياس .،ولا حتى عرفا وعقلا فيما يعرف بمفهوم الإحتياط من الحيطة.،فما علتك وتبريرك فى الرفض والإنكار؟؟
ودع عنك حجة تنقية التراث والحفاظ على القرآن فهذه حجة ليست لك وحدك ولست القائم على أمرها بفهمك القاصر ، وعلمك المضلل.، ولا حتى تكفيك خاصة فى ظل ما سبق من شواهد وإثباتات تفند كل زعمك وتبطل أباطيلك وترهاتك.،فاتقى الله (واتقوا الله ويعلمكم الله)صدق الله العظيم.
__________________
د/ محمد عبد الغنى حسن حجر
طبيب أسنان
بسيون/غربية/مصر
رد مع اقتباس