عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 07-28-2010, 02:26 PM
 

(4)الرد على شبهة حديث خلق السماوات والأرض فى سبعة أيام(تجميعات ردود العلماء)
سم الله الرحمن الرحيم
هذا الحديث إختلف حوله أهل العلم فهناك من دافعوا عنه ولهم حجتهم وهناك من ضعفوه ولهم حجتهم أيضا...وهو فى صحيح مسلم
أما من دافعوا عن الحديث فاليك كلامهم وحجتهم ....قال المعلمي رحمه الله في الإجابة .. أن الحديث لم يذكر السماء فيالخلق ..." يجاب عنه بأن الحديث وإن لم ينص على خلقالسماء فقد أشار إليه بذكره في اليوم الخامس النور وفي السادس الدواب ، وحياةالدواب محتاجة إلى الحرارة والنور ، والحرارة والنور مصدرهما الأجرام السماوية ،والذي فيه أن خلق الأرض نفسها كان في أربعة أيام كما في القرءان ، والقرءان إذ ذكرخلق الأرض في أربعة أيام لم يذكر ما يدل أن من جملة ذلك خلق النور والدواب ، وإذذكر خلق السماء في يومين لم يذكر ما يدل أنه في أثناء ذلك لم يحدث في الأرض شيئا ،والمعقول أنه تمام خلقها أخذت في التطور بما أودعه الله فيها والله سبحانه لا يشغلهشأن عن شأن " اهـ . الأنوار الكاشفة 187
وأجاب المعلمي ايضا رحمهالله عن مسالة ان الخلق في ستة ايام كما في القران الكريم وليس سبعة كما في الحديثفقال:-
"
ويجاب عنه بأنه ليس في الحديث أنه خلق في اليومالسابع غير آدم ، وليس في القرءان ما يدل على أن خلق آدم كان في الأيام الستة ، ولافي القرءان ولا السنة ولا المعقول أن خالقية الله وقفت بعد الأيام الستة ؛ بل هذامعلوم البطلان . وفي آيات خلق آدم في أوائل البقرة ، وبعض الآثار ما يؤخذ منه أنهقد كان في الأرض عمار قبل آدم عاشوا فيها دهرا وهذا يساعد على القول بأن خلق آدممتأخر بمدة عن خلق السماوات والأرض . فتدبر الآيات والأحاديث يتبين لك أن دعوىمخالفة الحديث لظاهر القرآن قد اندفعت ولله الحمد " اهـ .
الأنوارالكاشفة صـ 187 ، 188 . وقال الالباني رحمه الله تعالى
"
وليس هو بمخالف للقرءان بوجه من الوجوه خلافا لما توهمه بعضهم ؛ فإنالحديث يفصل كيفية الخلق على وجه الأرض وأن ذلك كان في سبعة أيام ، ونص القرءان علىأن خلق السماوات والأرض كان في ستة أيام لا يعارض ذلك لاحتمال أن هذه الأيام الستةغير الأيام السبعة المذكورة في الحديث وأنه – أعني الحديث – تحدث عن مرحلة من مراحلتطور الخلق على وجه الأرض حتى صارت صالحة للسكنى ، ويؤيده أن القرآن يذكر أن بعضالأيام عند الله تعالى كألف سنة وبعضها خمسون ألفا فما المانع من أن تكون الأيامالستة من هذا القبيل ؟والأيام السبعة من أيامنا هذه كما هو صريح الحديث وحينئذ فلاتعارض بينه وبين القرآن .اهـ . مشكاة المصابيحكما دافع الائمة عنايوب بن خالد وردوا قول من ضعفه ....
وهناك من قال بأن في الحديث ضعفا ... وحجتهم في ذلك ...
فمن ذلك ما حكاه البخاريرحمه الله تعالى في كتابه التاريخ الكبير في ترجمة ايوب بن خالد وساق له بضعةاحاديث من ضمنها حديث خلق التربة وقال (اي البخاري)
"
وقال بعضهم عن ابيهريرة عن كعبوهو الاصح " انتهى قوله رحمه الله
فكماترى فقد نسب البخاري القول الى كعب وليس للنبي صلى الله عليه وسلم .... والبخاريكما هو معلوم أمير المؤمنين في الحديث رحمه الله تعالى ...
أما ابن تيميةرحمه الله تعالى فقد قال في مجموع الفتاوى:- ومثله حديثمسلم‏:‏ ‏(‏إن اللّه خلق التربة يوم السبت، وخلق الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يومالإثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب يومالخميس، وخلق آدم يوم الجمعة‏)‏، فإن هذا طعن فيه من هو أعلم من مسلم مثل‏:‏ يحييبن معين ومثل البخاري وغيرهما، وذكر البخاري أن هذا من كلام كعب الأحبار، وطائفةاعتبرت صحته مثل أبي بكر بن الأنباري وأبي الفرج بن الجوزي وغيرهما، والبيهقي وغيرهوافقوا الذين ضعفوه، وهذا هو الصواب؛ لأنه قد ثبت بالتواتر أن اللّه خلق السمواتوالأرض وما بينهما في ستة أيام، وثبت أن آخر الخلق كان يوم الجمعة، فيلزم أن يكونأول الخلق يوم الأحد، وهكذا هو عند أهل الكتاب، وعلى ذلك تدل أسماء الأيام، وهذا هوالمنقول الثابت في أحاديث وآثار أخر‏.‏ولو كان أول الخلق يوم السبت وآخره يومالجمعة لكان قد خلق في الأيام السبعة، وهو خلاف ما أخبر به القرآن،
مع أن حذاق أهلالحديث يثبتون علة هذا الحديث من غير هذه الجهة، وأن رواية فلان غلط فيه لأموريذكرونها، وهذا الذي يسمي معرفة علل الحديث بكون الحديث إسناده في الظاهر جيدا،ولكن عرف من طريق آخر أن راويه غلط فرفعه وهو موقوف، أو أسنده وهو مرسل، أو دخلعليه حديث في حديث، وهذا فن شريف، وكان يحيي بن سعيد الأنصاري ثم صاحبه على بنالمديني ثم البخاري من أعلم الناس به، وكذلك الإمام أحمد وأبو حاتم وكذلك النسائيوالدارقطني وغيرهم‏.‏ وفيه مصنفات معروفة‏ .
اذا تقرر هذا عُلمَ انالحديث هو مما رواه ابو هريرة عن كعب الاحبار ولا حجة فيه على اهل الاسلام اذ انهليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم .... ولكن بقي هناك اشكال وهو ورودالحديث في صحيح مسلم وعن ابو هريرة رضي الله عنه فهل وهم الراوي في رفعه الى ابوهريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ؟؟ علما ان ابو هريرة رضي الله عنه قد قال فيالحديث: "قَالَ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِوَسَلَّمَ بِيَدِي" فهذا مما يؤكد ان ابو هريرة رضي الله عنه قد سمعه منالنبي صلى الله عليه وسلم ...
وللاجابة على هذا الاشكال .... فقد ثبت أن ابوهريرة رضي الله عنه قد كان يحدث في مجلسه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يحدثعن كعب الاحبار ... وقد وهم الراوي فخلط بين كلام أبو هريرة عن الرسول وبين كلامهعن كعب ... فالوهم هنا من الراوي وهذا مما لا يطعن في ابو هريرة رضي الله عنهوارضاه .، وقد احصى ابن حجر رحمه الله تعالى الاحاديث التي رويت عن ابو هريرة وهيعن كعب الاحبارفوجدها سبع او ثمان روايات في مظان مختلفة من كتب اهل الحديث ليس فيصحيح مسلم منها غير هذا الحديث الذي نحن بصدده والله تعالى اعلم وبالصواب ....
وبقى أمر نذكره استباقا على دعوة أو أمر لاحق وهو ما يذكر حول أن ثمة تناقض في القرآن حول عدد أيام خلق السماوات والأرض. ذكر بها أن خلق السماواتوالأرض تم في ستة أيام.
السورة (9:41 إلى 12) ذكر بها أن خلق الأرض تم في يومين وخلق الله الأنهاروالغابات.. الخ في الأرض (بعد خلقها) في أربعة أيام، وأنه قد خلق السماوات في يومين (السورة 10 تتناقض مع السورة 41 ( 2+4+2=8 أيام).
والجواب:هذا السؤال يتعلق بقوله تعالى: من سورة فصلت
(قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَالْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّالْعَالَمِينَ{9} وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَاوَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ{10} ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِاِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ{11} فَقَضَاهُنَّسَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَاوَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُالْعَزِيزِ الْعَلِيمِ{12})نعم بجمع هذه الأيام دون فهم وعلم يكون المجموع ثمانية وقد ذكر الله في مواضعكثيرة من القرآن أنه خلق السماوات والأرض في ستة أيام..وما ظنه الضال تناقضا فليس بتناقض فإن الأربعة أيام الأولى هي حصيلة جمع اثنينواثنين.. فقد خلق الله الأرض خلقا أوليا في يومين ثم جعل فيها الرواسي وهي الجبالووضع فيها بركتها من الماء، والزرع، وما ذخره فيها من الأرزاق في يومين آخرين فكانتأربعة أيام. فقول الله سبحانه وتعالى: { وَجَعَلَ فِيهَارَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِيأَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ{10} }،
هذه الأيام الأربعةهي حصيلة اليومين الأولين ويومين آخرين فيكون المجموع أربعة. وليست هذه الأربعة هيأربعة أيام مستقلة أخرى زيادة على اليومين الأولين.. ومن هنا جاء الخطأ عندالسائل.. ثم إن الله خلق السماوات في يومين فيكون المجموع ستة أيام بجمع أربعةواثنين..ولا تناقض في القرآن بأي وجه من الوجوه.. ثم إن القرآن لو كان مفترى كمايدعي هؤلاء الضالون من النصارى ومن وافقهم من العلمانيين فإن محمدا صلى الله عليهوسلم لم يكن ليجهل مثلا أن اثنين وأربعة واثنين تساوي ثمانية وأنه قال في مكان آخرمن القرآن إن الله خلق السماوات والأرض في ستة أيام.. مثل هذا الموضع :
)إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِوَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَالنَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍبِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّالْعَالَمِينَ ( ( الأعرا4)وفي موضع آخر من كتاب الله :
)الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً( (الفرقان59)فهل يتصور عاقل أن من يقدم على تزييف رسالة بهذا الحجم، وكتاب بهذه الصورة يمكن أن يخطئ مثل هذا الخطأ الذي لا يخطئه طفل في السنة الأولى الإبتدائية ؟!لا شك أن من ظن أن الرسول افترى هذا القرآن العظيم ثم وقع في مثل هذا الخطأ المزعوم فهو من أحط الناس عقلا وفهما. والحال أن السائل لا يفهم لغة العرب وأن عربيا فصيحا يمكن أن يقول : زرت مصر فتجولت في القاهرة في يومين، وأنهيت جولتي في مدينة الإسكندرية في أربعة أيام ثم عدت إلى الرياض – السعودية .. لا شك أن هذا لم يمكث في مصر إلا أربعة أيام فقط وليس ستة أيام لأنه قوله: في يومين في أربعة أيام يعني يومين في القاهرة ويومين في الإسكندرية..هذا وقد انتهى أهل العلم إلى أنه...لايجوز لأحد أن يتكلم بغير علم ، إثباتا أونفيا ، في أي أمر من أمور الدين والشريعة ، ذلك أن الله تعالـــى قال ( ولاتقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا (صدق الله العظيم
__________________
د/ محمد عبد الغنى حسن حجر
طبيب أسنان
بسيون/غربية/مصر
رد مع اقتباس