عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 07-28-2010, 02:37 PM
 

( خـــــــــــــاتمة )
ما يدفعنى للحدة حينا فى كـــلامى هو حال بعضا ممن يتوهمون أن من ينتقد الجموحوالتطرف فى الفكر والإجتهاد يمينا ويسارا .، ويعتبرون كلامهم نوعا من الضلالوالزيف، والوقوع فى المنكر ،والبعد عن المعروف .، أن هذا الفعل منهم نوع من الحسبةعلى الرؤى والحجر على الأفكار والإبداع .، غير مدركين أنه وكما لايتأتى لعليمانى من (عليّم) تصغير عالم مناطحة أو مناظرة عالم مقصود بقول الله تعالى (ولو ردوه إلىالله وإلى الرسول لعلمه الذين يستنبطونه منهم)وهم المعنيون بقول الله تعالى (فسئلواأهل الذكر إن كنتم لاتعلمون )وهم ما جاء فيهم(إنما يخشى الله من عباده العلماؤا)،فثمة أيضـــــــــــا فرق شاسع وكبير بين الحسبة الفكرية بمعناه الذى يؤدى إلىالحجر على الرؤى ، والإجتهاد وإعمال العقل.، وبين الحسبة الشرعية والتى تعنى الأمربالمعروف والنهى عن المنكر.،قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداءبالقسط ولا يجرمنكم شنآن قومٍ على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى )وقال ( ولولادفع الله النَّاس بعضهم ببعض لَّهدَّمت صوامع وبَيِعُُ وصلوات ومساجدُ يذكر فيهااسم الله كثيراً ).،ولولا هذا الضرب ، بين الحق والباطل ، وهذا التدافع ، بين الخيروالشر ، لتوقف التاريخ ، وانتهت الحياة ، وتوقف الاختيار ، ولم يبق أي معنى للتكليفوأي مدلول للابتلاء ، لذلك جعل الله التصويب في الرسالة الخاتمة ، وفي أمة الرسالةالخاتمة ذاتياً ، يمارس في ضوء قيم وهدايات وثوابت الوحي ، وجعله تكليفاً شرعياً ،يتحدد بمقدار الاستطاعة ، وسبيلاً لاستمرار الأمة ، ومناط خيريتها ، وتميزها ، كماأسلفنا .وفى هذا يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم((مثل القائم على حدود اللهوالواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة .، فأصاب قوم أعلاها وقوم أسفلها...فجعلالذين فى أسفلها كلما استقوا "أى طلبوا الماء " مروا على من فوقهم .، فقلوا فىأنفسهم لو أحدثنا فى نصيبنا هذا خرقا نستقى منه فلا نؤذى من فوقنا..فإن تركوهم وماأرادوا لهلكوا وهلكوا جميعا.، وإن أخذوا على أيديهم لنجوا ونجوا جميعا)).،ويقول"إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يَعُمَّهمُ اللهُ بعقابٍ منه".،وذلك حتى تكون معايرة القبول والرفض ، بالحق والمبدأ والقيمة ، وحتى تؤصل قاعدةمعرفة الأشخاص بالحق ، لا معرفة الحق بالأشخاص ويصبح معيار المسلم (( اعرف الحقتعرف أهله ))وهذا يعتبر المدخل والأساس الشرعي للأمر بالمعروف ، والنهي عنالمنكر.،وهو ما يعني امتداد مرحلة الروح ، وفاعلية الفكرة ، واستمرارية شحذها ،وتجديدها ، وعدم انقطاعها فقد تضعف الأمة ، وتسقط ، وتصاب ، وتمرض لكنها لاو لنتموت ، لأن علاجها تحمله في ذاتها . وعلاجها وخيريتها ، إنما هو باستمرار القيامعلى الحق ، وتقويم سلوك الأمة ، أمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر ، كمسؤوليةتضامنية تعني كل أفراد الأمة ذكوراً وإناثاً ،وحكاما ومحكومين.،فالدين في غاياتهالنهائية هو القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، حيث لخصه الرسول صلى اللهعليه وسلم فيما رُوي عن تميم الداري بقوله (( الدين النصيحة )) ، قلن لمن ؟ قال (( لله ، ولكتابه ، ولرسوله ، ولأئمة المسلمين ، وعامتهم )) . وما لعن قوما بعد كفرهمإلا بتركهم الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر(لعن الذين كفروا من بنى إسرائيل علىلسان دواود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون*كانوا لايتناهون عن منكرفعلوه لبئس ما كانوا يفعلون)ولذلك دوما ما أردد ..فإذا كان الفارق بين العبقريةوالجنون شعرة التعقّل والإتزان..وكان الفارق بين الحرية والإباحية شعرة التدينوالإلتزام.، فإن الفارق بين الحسبة الفكرية والحسبة الشرعية ضرورة الإيمان بوجوبالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر!!! جعلنا الله وإيكم ممن يستمعون القول فيتبعونأحسنه .، وممن يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر .، لتتحقق فينا الخيرية.،دون أنيفسد الإختلاف للود بيننا أى قضية.، ولا يمنعنا منه حبا يعمينا عن خطأ.،ولا كرهايجعلنا نجحد فضيلة وسبق لأحد.!!!اللهم آمين. ،
والحكم لله العلى الخبير .،
والله تعالى أعلى وأعلم.،
جمعها ونقلها لكم
محرر النشر..
__________________
د/ محمد عبد الغنى حسن حجر
طبيب أسنان
بسيون/غربية/مصر
رد مع اقتباس