عرض مشاركة واحدة
  #121  
قديم 07-30-2010, 10:05 PM
 
المحاضرة السابعة



الحمد لله رب العالمين
وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين


وبعد :


بعد أن أنهينا دراسة الحكم وأقسامه الثلاثة

ننتقل الى قضية مهمة في علم العقيدة الاسلامية

وهي من هو المكلف في العقيدة ...

التكليف في اللغة : طلب ما فيه كلفة
والمكلف: هو البالغ من الإنس العاقل الذي بلغته الدعوة – سليم الحواس ولو السمع و البصر فقط – وأما الجن فمكلفون من أصل الخلقة –
وما قاله المالكية من أن ردة الصبي وإيمانه معتبران
فإنه بمعنى إجراء الأحكام الدنيوية التي تتسبب عنهما كبطلان ذبحه ونكاحه وصحتهما وهو راجع لخطاب الوضع من حيث السبب والمانع
وهو لا يتقيَّد بالمكلف – فلا يعاقب في الآخرة ولا يقتل قبل البلوغ،
وجمهور أهل العلم على نجاة الصبيان مطلقاً وهم في الجنة
ولو كانوا أولاد الكفار
وطلب العبادة من الصبي المميز كالصلاة والصوم
ليس لتكليفه بها بل لترغيبه ليعتادها فلا يتركها إن شاء الله تعالى
ويدخل في المكلف العوام والعبيد والنساء والخدم فإنهم مكلفون بمعرفة العقائد
مع الأدلة متى كان فيهم أهلية فهمها
وإلا كفاهم الاعتقاد الجازم لا عن دليل.
وأما الملائكة فليسوا بمكلفين على الراجح
وإن كان النبي مرسلاً إليهم لأن إرساله إليهم
إنما هو إرسال تشريف لا إرسال تكليف.
فمن لم تبلغه الدعوة لا يجب عليه ما ذكر على الأصح
ولا يعذب ويدخل الجنة
لقوله تعالى: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً) [الإسراء 17/15]
ولابد على التحقيق من أن يكون الرسول لهم خلافاً للنووي،
فالعرب القدماء الذين أدركوا عيسى صلى الله عليه وسلم
من أهل الفترة على المعتمد
لأنه لم يرسل لهم وإنما أرسل إلى بني إسرائيل،
والعرب لم يرسل إليهم إلا سيدنا إسماعيل صلى الله عليه وسلم
ونبينا صلى الله عليه وسلم الذي هو من ذريته
فجميع العرب صاروا أهل فترة بموت سيدنا إسماعيل صلى الله عليه وسلم
إلى بعثة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وأهل لفترة ناجون وإن غيروا وبدلوا،
وما ورد في بعضهم من العذاب إما أنه آحاد لا يعارض القطعي
أو أنه لمعنى يخص ذلك البعض يعلمه الله تعالى.
وإذا علمت أن أهل الفترة ناجون
علمت أن أبويه صلى الله عليه وسلم ناجيان لكونهما من أهل الفترة.
وقد قيل: إنهما كانا على الحنيفية دين إبراهيم صلى الله عليه وسلم
كما كان على ذلك طائفة من العرب كزيد بن عمرو بن نفيل
وورقة بن نوفل وغيرهما في تلك الأيام.
وقيل: هما من أهل الإسلام لما روي أن الله تعالى أحياهما
بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فآمنا به.
والله تعالى القادر على كل شيء له أن يخص نبيه بما شاء من فضله،
وينعم عليه بما شاء من كرامته
وللحافظ الجلال السيوطي رضي الله عنه مؤلف فيما يتعلق بنجاتهما فجزاه الله خيراً.
وقد قال المحققون:
إن النبي صلى الله عليه وسلم لا يحل إلا في شريف عند الله تعالى،
والشرف لا يجامع الكفر،
وعليه ليس له أب كافر ولا أم كافرة،
واستدل الفخر الرازي رضي الله عنه،
على ذلك بالحديث «ما زلت أتنقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات» والطهارة لا تكون من الشرك وغيره
لقوله تعالى: (إنما المشركون نجس) [التوبة 9/28].
ورحم الله تعالى الإمام البوصيري رضي الله عنه،
حيث يقول في همزيته: [بحر الخفيف]
لم تزل في ضمائر الكون تختار لك الأمهات والآباء
وما ورد من نهيه عن استغفاره لهما أو نحو ذلك
فمحمول على أنه قبل إخباره بحالهما
أو لئلا يقتدي به أولاد من مضى من الكفار الإسرائيليين
ونحوهم من الآحاد الذين ورد أنهم يعذبون على ما تقدم.
وما في كتاب الفقه الأكبر المنسوب إلى
الإمام الأعظم أبي حنيفة رضي الله عنه،
أنهما ماتا على الكفر فإما مدسوس عليه
أو يؤول بأنهما ماتا في زمن الكفر بمعنى الجاهلية
وإن كانا ناجيين.

والحمد لله رب العالمين


~
__________________
..

المغالطة الرابعة
في فهم قوله تعالى :"إن الله لا يغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "

المحاضرة العشرون

..
رد مع اقتباس