من الأمس عائد من لعنة الصمت وظلمة المقابر ,
ليس معي سوى شراشفٌ ظمأى
وسريرٌ مصابٌ بالوحدة والبرد
كَ قبرٍ رطب
وحدي أعود
أنتعلُ الدرب في الريح
أشدُ وجهكِ لِ قلبي لِأستريح
هاتي عنكِ التعب , الحزن , السفر والغياب
وتعالي لنرقص مع الفراشات قليلَا
لِ نلهو مع الَأشجار
لِ نسابق الغيم
لِ نحتوي الريح
لِنغرد مع العصافير
هاتي عنكِ الوجع
سيدتي هذا الخبز دونكِ لن يكفي
المدينة الغبية ما زالت تسرق الضوء
الحقول نائمةٌ كمارد
والجدران تحصد الظلال
والغرف صمت
وأنتِ فاكهة
ال مَطَرْ
العصافير تزعمُ أنها الغيم
والغيم يشاكس السماء
والقصيدةُ أصابعكِ , عينيكي
تدعي انها سرب حمام
إذا ما رفت بِأجنحتها هدأ
الكلَام
حنيني بلد
وكفكِ الصغيرة وطن
أتعبني الحب
أتعبتني الريح , المسافة , الغياب
شديني إليكِ يا صغيريتي
يا بسمة العمر القديم , العتيق
الليل عواء
والأمكنة نحيب
مدي يديكِ صغيرتي
كي تغسلي القلب العتيق
وتصبي في قارورة روحي الفرح
فلقد آن للحزن أن يرحل
أنتِ
يا كُل متاعي
لا تصمتي أبدا
قولي ماشئتِ
وتمايلي كيفما تشائين
وغنى يا حبة الندى
غني فغناؤكِ يشبهني
كأسطورة لم تحويها كتب
أزيزُ سواركِ حكايا شهرزاد
متعةٌ للسامعين
ومعصمكِ وترٌ رشيق
وخصركِ سفنٌ جائت من حدود الشمس
تحمل ورداً وكنز
وصدركِ رشفة هواء تشهقها روحي
يرسم قمر
يبذر شفتي
بِ السُكَر
أنتِ
ياجريان الدم في وريدي
يا تدفقه وانكسابه
هذا الخفقُ في دمي معارك
وأعراسٌ لِقبائِل الغجر
وقرع طبولٍ أفريقية
أبتهلُ في معابد الشوق
أقدُ قلبي قُرباناً لِأقدام الَآلهة
وأُلقيني في دربكِ طيناً طرياً
وأزرعهُ فرحاً وياسمين
أُطعِمُ جسدي للزهور
لِصدركِ , أصابِعَكِ
وأُعدُ لكِ عرشاً جميلًا نقياً كَ أنتِ
كي يليق بكِ
وأقتاتُ من الصُبحِ وجهكِ
كي يوقظني
ومن الغيم صدركِ كي أغفو بِه
تُنجبكِ الريحُ شيئاً وثيرا
غيمٌ وفصول مَطر