بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا تحزن
فالحياة أقصر مما تصور
ذكر دايل كارنيجي قصة رجل اصابته قرحة في أمعائه , بلغ من خطورتها أن الأطباء حددوا له أوان وفاته , وأوعزوا عليه أن يجهز كفنه , قال ..
وفجأه أتخذ "هاني" _اسم المريض_ قرارا مدهشا , انه فكر في نفسه :
إذا لم يبق لي في هذه الحياة سوى أمد قصير , فلماذا لا أستمتع بهذا الأمد على كل وجه ؟
لطالما تمنيت أن اطوف حول العالم قبل ان يدركني الموت , هاهو ذا الوقت الذي أحقق فيه أمنيتي , وابتاع تذكرة السفر , فأرتاع أطباؤه , وقالوا له:
إننا نحذرك , أنك أن قدمت على هذا الرحلة فستدفن في قاع البحر !!
لكنه اجاب : كلا , لن يحدث شيء من هذا .
لقد وعدت أقاربي ألا يدفن جثماني إلا في مقابر الأسرة , وركب "هاني" السفينة , وهو يتمثل بقول الخيام:
تعال نروي قصة للبشر ونقطع العمر بحلو السمر
فما أطال النوم عمرا وما قصر في الأعمار طول السهر
وهذة ابيات يقولها وثني غير مسلم.
وبدا الرجل رحلة مشبعة بالمرح والسرور , وأرسل خطابا لزوجته يقول فيه:
لقد شربت وأكلت ما لذ وطاب على ظهر السفينة , وأنشدت القصائد , وأكلت به في ماضي حياتي , ثم ماذا؟
ثم يزعم دايل كارنيجي ان الرجل صح من علته , وان الأسلوب الذي سار عليه أسلوب ناجع في قهر الأمراض ومغالبة الآلام!!
إنني لا أوافق على أبيات الخيام ، لأن فيها انحرافا عن النهج الرباني , ولكن المقصود من القصة : أن السرور والفرح والارتياح أعظم بكثير من العقاقير الطبية.
من كتاب : لاتحزن
عائض القرني