أنقضى النهار وخبت أشعة الشمس وهطل المطر بينما تلك الفتاة
تركض في الشوارع بلى هدى ودموعها تهطل هي الأخرى
فاصطدمت بذلك الفتى الذي يركض هو الأخر خشية المطر
والذي لم يكن سوى راي رفع رأسه ليرى تلك الفتاة على الأرض بالثياب الممزقة وشعرها يغطي وجهها وهي تنشج بشدة وتبكي بكاء يمزق القلب
ليرى
يـــومــي!!
قالها راي باستغراب ودهشة شديدة
فلم يرها إلا وقد قفزت في حضنه وهي تقول كلمات متقطعة:رين..
.. ستار .. المنزل .. أنا .. أنت .. يكرهون ..
فأمسك بها وقال لها :يومي يكفي أنا لا أفهم شيئا انهضي لنذهب إلى المنزل
لا
أرجوك لا تأخذني إلى هناك

قالتها يومي بكل المشاعر المهتاجة داخلها الحزينة المكسورة المتألمة والمحطمة
قال راي بقلق:حسنا هناك شقة قريبة من هنا وهي ملك لصديقي لن يمانع أبدا
وقفت يومي وكادت تسقط لكن راي أمسكها وساعدها على المشي حتى وصولهما إلى هناك
بعد ذلك طرق راي الباب ففتح لهما شاب في التاسعة عشر من العمر تقريبا
يرتدي ثياب المنزل فقال عندما رأى راي بملل:ماذا تفعل هنا يا راي؟؟
صرخ به راي قائلا:ابتعد عن الطريق يا معتوه
ابتعد ذلك المعتوه عن الباب فدخل الاثنان وجلست يومي على الأريكة بينما سحب ذلك الشاب راي لكي يستفسر عنا يحدث



فتحت يومي عينيها لترى نفسها مستلقية فوق اريكة زرقاء اعتدلت في جلستها وجالت بنظرها في الغرفة لترى غرفة جلوس يوجود فيها التلفاز والطاولة الدائرية في المنتصف وفوقها زهرية وقد وضعت داخلها بعض زهور لم تعرف نوعها بينما تندرج الوان الغرفة بين الأزرق والأبيض ولاحظت كذلك وجود نباتات الظل المريحة للعين مع تلك الألوان تنهدت وتذكرت كلام ماندي القاسي : " لقد خدعوك الجميع يعلم حتى اقرب أصدقائك تعلم لكنها شعرت بالشفقة عليك ولم تخبرك لو كنت مكانك لبتعدت ولن أعود ثانية إليهم " شعرت بالغضب ولأن كرامتها أهينت لكم تكره أن يكذب عليها شخص ما أو يشعر بالشفقة عليها ومن شدة غيظها أمسكت بالزهرية ورمتها على الأرض فتحطمت الأخيرة وتناثر الماء على الأرض بعد ذلك سمعت صوت شاب يقول لها في برود وبطريقة فظة :هي أنت لا يجب عليك رمي أشياء ليست ملكك خاصة إذا كنت في بيت غريب " رفعت رأسها لترى شاب على تقديرها في العشرين وربما أصغر بقليل يرتدي قميص أبيض مكتوب عليه :
I'm wonderful and
This is the problem
وبنطال أسود وقد ربط شعره الأزرق وهو مستند للحائط صعد الدم إلى رأسها بسبب طريقته الفظة بالكلام فوقفت وقالت : " لا شأن لك بي ومن ثم أين راي ؟؟ " فهي تتذكر أن راي جلبها إلى هنا ولكنها لا تتذكر أنها بكت في حضنه لو علمت لأصيبت بالسكتة القلبية لأنها تكره كذلك البكاء لأنها يشعرها بالضعف الشديد قال لها وهو لم يغير من وضعه أو طريقة كلامه : "لقد رحل اتصل به شقيقه والأن يجب عليك الذهاب لتغيري ملابسك _بعد ذلك ذهب للجلوس لمشاهدة التلفاز وأكمل _امشي في الرواق وعندما تصلين للنهاية ترين غرفة أدخليها يوجد ملابس فوق السرير ألبسيها" نظرت له وقالت : " ومن أخبرك أني سأطيعك ؟؟ " أكمل من دون أن ينظر لها: هذه ليست اوامري إنها اوامر راي " لم ترد الخوض في شجار مع هذا المزعج فذهبت للغرفة التي وصفت لها وغيرت ملابسها وهي تحدث نفسها قائله : " ذلك الصعلوك المزعج يبدو لي مألوف أين رأيته ؟؟ " لبست ملابس نوم صفراء عليها أرانب صغيرة خجولة وخرجت من الغرفة وهمت بالعودة للغرفة وهي تفكر ماذا ستفعل عائلتها إن علمت وأصدقائها وفجأة اصطدمت بكيوشي وصرخت به قائلة :غبي ألا ترى أمامك ؟؟
رد عليها بغيظ وهو ينظر لها :أنت الحمق..
قطع كلامه ونظره لها وأتسعت عينا الأثنين وصاحا في نفس الوقت :أنه أنت
وأكلمت يومي كلامها وهي غضبة ومندهشة في نفس الوقت : أنت هو قليل التهذيب الذي كاد أنفي يتحطم بسببه
وقال هو الأخر : وأنت هو الفتى المتشبه بالفتيات
شعرت بالدم يغلي في عروقه فصرخت به :أيها الصعلوك الغبي أنا فتاة ألا تفهم ؟؟
ابتسم بمكر وقال: وكيف تثبت ذلك تصرفاتك تصرفات فتى شعرك شعر فتى متشبه بالفتيات ترتدي ملابس فتيات أنت فتى وفتى منحرف كذلك
شعرت أنها ستقتله حالا إن بقي يتكلم امامها فاتجهت للمطبخ لتأكل شيئا ما
.................................................. ..
" ماذا تعني بأنها ترفض أن تعود للمنزل؟ "
هذا ماقاله رين وهو غاضب من تصرفات يومي الغير مبالية في نظره
قال له والده بهدوء ووقار : اهدأ يا رين راي يجب علينا أن نعرف لما يومي ترفض العودة للمنزل
قال راي بارتباك فقد نجح رين في جعله يشعر بمسؤولية رفض يومي للعودة للمنزل :أنا لا أعلم سبب رفضها وجدتها بالشارع وقد كانت تعبة وتبكي
قاطعه جيمي قائلا بتعجب:تبكي!! أنت متأكد أنها يومي ؟؟
نظرت له ستار بعتاب وقالت : اولا هي فتاة ثانيا لاتقاطع راي .
اكمل راي كلامه :أردت جلبها إلى المنزل لكنها رفضت بشدة أخذتها لمنزل صديقي
وأخبرته بأن يبقيه هنا بينما هي نامت على الأريكة _ألتقط نفسا وأكمل بارتباك_كانت تتمتم بكلمات غريبة مثل :غير صحيح _هم أهلي _أنت كاذبة .
نظرت والدة يومي التي كانت جالسة على الأريكة وهي تشعر بقلق شديد على ابنتها إلى زوجها وقالت بقلق :أضنها علمت
استغرب رين كلمات والدته فقال:بماذا علمت ؟؟
نظر الجميع إلى والد يومي بنظرات مستفسرة فقال بحزن وهو يقاوم غصة:يومي ليست ابنتنا اعني هي متبانة ....!!!!
صعق جميع الموجودين مما سمعوه فقالت ستار بدهشة: عمي ماذا تعني بأنها متبانة ؟؟؟؟
اكملت والدة يومي وهي نتظر للأرض والدموع في عينيها :بعد أن انجبت رين بتسعة أشهر طرق باب المنزل فتحته فرأيت فتاة صغيرة جميلة في مهد عمرها لا يزيد عن شهر واحد أخذتها وأدخلتها للمنزل لم يكن والدك موجود أنذاك رين بسبب العمل أخذتها عندي وقمت برعايتها وعندما عاد والدك أقترح ان نأخذها للملجأ لكنني منعته لأنني احببتها بشدة ....
بعد ذلك إنهارت في بكاء مرير
فاستطرد والد يومي عنها قائلا : كتبت في كل الأوراق ان يومي توأم رين وأنها ولدت في ذات اليوم لم نرد أبدا ان نخبرها بذلك.
لم يتكلم أحدا بسبب الصدمة ولكن جيمي ابتسم وقال:لاتقلق سيد كوران سنذهب نحن غدا إلى هناك سنحدثها ولا أضنها سترفض البتة أليس كذلك رين ؟؟
استفاق رين من شروده وقال : هاه نعم صحيح _ونهض من مكانه واتجه لوالدته وقبل رأسها وابتسم مشجعا ومسح دموعها ثم اكمل_لا تقلقي امي ستعود يومي إلى المنزل
قالت ستار وهي تبتسم:لاتقلقي خالتي أنا متأكده انها ستعود سنذهب الأن وسنعود غدا وستكون معنا .
غادر الجميع منزل رين وركبت ستار السيارة مع راي وكاي بينما اتجه جيمي لمنزله سيرا على الأقدام لقربه من منزل رين
كان الهدوء سيد المكان في ذلك الوقت حتى تكلم راي موجها كلامه لستار:أين كنت قبل أن تعلمي بختفاء يومي ؟؟
قالت له وهي تغالب النوم فقد كانت الساعة تتجاوز الثانية صباحا :كنت مع متسو ألقي محاضرة عن فرويد
شعر كاي بالقشعريرة لدى اسم متسو فهو لايطيقه حتى لو كان مصابا ولكنه استغرب اسم فرويد فقال متسائلا:لكن من هو فرويد ؟؟
قالت له والنوم يغزو عينيها:هو طبيب نمساوي يعتبر مخترع التحليل النفسي .
ألتفت راي للخلف حين رأها صمتت فرأها قد غطت في النوم فابتسم وقال:لقد نامت
ابتسم كاي هو الأخر وقال :لست مستغربا لقد كانت قلقة جدا على يومي
تذكر راي امرا فسأله:ألست قلقا ؟؟
استغرب كاي السؤال فرد عليه بسؤال:ومن ماذا أقلق ؟؟
اجابه : من عودتها لمتسو
ابتسم كاي بلامبالاة :أنهما مجرد صديقين وحتى لو استطعنا أن نزعم إنه بينهما علاقة ما إنا خطيبها
قال راي محاولا جعله يشعر بالغيرة :لو كنت مكانك لشعرت بالغيرة أن تكون خطيبتي تحب غيري
شعر كاي بالحنق فالذي يقوله هذا المزعج صحيح ولكنه قال له بهدوء : أتستطيع إغلاق فمك الكبير قليلا ؟؟
قال له:كما تريد فقط أردت تحذيرك متسو لن يدع ستار وشأنها لابد انه يحبها وهي
قاطعه كاي صارخا به:إن لم تغلق فمك سألقيك خارج السيارة
قال راي بخوف:حسنا حسنا اهدأ
هدأ كاي قليلا وبعد فترة قال راي :أردت فقط القول أن ستار قد
قطع كلامه وسأل كاي:لما أوقفت السيارة ؟؟
قال كاي بهدوء الذي يسبق العاصفة:أفتح الباب
سأله راي بخوف :لما ؟؟
أجابها كاي بذات الهدوء المرعب وقد أخفى شعره عينيه مما زاده رعبا:افعل ما قلته!
فتح راي الباب بتوجس ولكن كاي دفعه خارج السيارة بقوة فوقع على الأرض بقوة وأغلق كاي الباب وأنطلق بالسيارة قال راي متألما :لم أضنه سيغضب هكذا !
وقف وقال : والأن كيف سأعود للمنزل ؟؟
.................................................. ...........................................
في صباح اليوم التالي بعدما خرجت يومي من الحمام لفت جسدها بالمنشفة و ذهبت لغرفتها ووضعت منشفة صغيرة فوق رأسها
خرج كيوشي من غرفته وهو يتثاءب ويفرك عينيه ذهب للحمام ولكنه سقط على الأرض بسبب وجود الماء !!
فنهض من على الأرض وهو يتأوه وقال بغيظ:تبا لك أيها الفتى الغبي ألا تسطيع مسح الأرض ؟؟
اتجه للغرفة التي فيها يومي وفتح الباب حانقا و....
نظرت يومي له مستغربه بينما قال هو مندهشا:أنتي.....حقا فتاة !!!!!؟؟
أحمر وجه يومي بشدة وأمسكت بكتاب وضربته به فسقط على الأرض قريب جدا من الباب لكنه خارج الغرفة أغلقت يومي الباب بسرعة وقالت من وراء الباب بهدوء مرعب:إن خرجت ووجدتك امامي سأقتلك بالقلم ..!!
تراجع كيوشي للخلف برعب وهويسمع صوت يومي فقال في نفسه: ياإلهي إنها فتاة وفتاة مرعبة كذلك
ارتدت يومي ملابسها وخرجت وقد امسكت بالقلم كما هددت وعلامات الشر على وجهها واتجهت نحو كيوشي المرعوب ..!!
التصق كيوشي بالجدار وقال برعب شديد:يومي أرجوك .. لاترغبين بدخول السجن بسببي
ابتسمت يومي بشر وقالت:لاتقلق علي سأقطعك إربا إربا وبعد ذلك سأذهب للشرطة باكيه وأخبرهم أني عندما استيقظت وجدتك هكذا وسأغرق المكان من الدموع ولن يشك أحدا بي
أليس كذلك ؟؟
شحب وجه كيوشي أكثر حتى من الموتى
فاتسعت إبتسامة متوحشة على فاه يومي أكثر وقالت والأن أخبرني كيف تريد أن اقتلك القتل السريع أم البطيء