يوم السفرة لمصر :
ما تكلم خالد مع مها عن تصرفاتها الغربيه ولابين لها ضيقه , يتصرف عادي معاها واقل من عادي , لكن اللي بقلبه شي ثاني ما يعلم فيه إلا رب العالمين .
اما مها فصار عندها بالثلاجه مخزون من برد باسكن روبنز , موفره لها خالد , وبالصباح بيوم السفره , كانت قاعده , على الطاوله والكل كان يفطر واهي تاكل البرد .
رفع خالد عينه وشافها , قلنا تتوحم بس مو لهالدرجه , وقال بهدوء " مها ما تبين , تفطرين فطور عدل "
رفعت مها راسها من الأيسكريم اللي مهي قادره تشبع منه , " انا قاعده افطر فطور حلووو "
قال خالد بهدوء وجديه " مها لو سمحتي الأيسكريم كفطور وبعدين غدا وبعدين عشاء امس , أظن هذا كافي , خليه على جنب ألحين , إكلي أكل صحي "
خلت الأيسكريم بهدوء قربها , واهي متفشله لأنه كلمته صح , واللي خلاها تنحرج اكثر انه سارة كانت تضحك بشويش , طقتها مها بكوعها وقالت لها بشويش " سكتي , مليقه "
واحمدت ربها انه خالتها ما كانت موجوده , خالتها افطرت قبلهم كلهم , وراحت تتأكد انه كل شي سليم قبل ما تسافر ( حركات حريم كبــار , اللي ما يثقون انه احد يسوي الشغل كامل وعلى احسن وجه إلا هم )
لما شافها ما كلت شي , ولا مدت ايدها , كل اللي سوته إنها وقفت أكل ايسكريم .
قال " ها يا مها وش تبين تاكليـــن؟ "
خلت حالها تفكر, قال لها خالد " بيض ؟ "
بيض اممممم , مو مشتهيه بيض فقالت " لأ "
" طيب تبين جبنه وزيتون "
" لأ "
" كرواسون عسل وزبده "
" لأ"
قال بهدوء وهو متماسك على الأخر " أجل وش تبين ؟ "
كانت بتقول ابي الأيسكريم بس سكتت .
" امممممم"
قال خالد وكنه يكلم طفله " أيـــــــه "
" أبي كورن فليكس النمر وحليب "
شافها مدة طويله , مو مصدق كل هالتفكير وأخر شي تبي كورن فليكس وحليب .
جاها طلبها وبدت تاكله .
خالد قام بعد ما شافها تاكل كل الكورن فليكس , لأنه يدري ان قام يمكن تترك الأكل وتروح للأيسكريم , راح لمكتبه يتابع مع الشركه بالتليفون عن اخر المستجدات , امس كان طول اليوم عندهم , وظلت كم مسأله تحتاج لأهتمامه , وان شاء الله ينهيها قبل السفر.
بعد ما خلصت من وجبتها راحت فوق لغرفتها , تسكر جنطتها , وشافت الجيس اللي اهي حاطته على الطاوله , موجود بهالمكان صار له يوم , موّترها وجود الكيس اللي فيه لفه (شيله ) سودا ومطرزه تطريز خفيف , على الأطراف , هذي اللفه شرتها قبل امس من السوق لخالتها , لكن من وقتها ما لقت الشجاعه تروح لها وتعطيها , كان ابوها دايم يقول تبين تكسبين الناس , سلمي عليهم , وطبقي حديث الرسول ( تهادوا تحابوا )
تنفيذها لنصحيه ابوها وثقتها فيه اللي خلتها تشتري هالهديه , راحت لغرفة خالتها وطقت الباب .
ومرت ثواني قالت لنفسها (خلاص ما فيه احد , ما في داعي اعطيها اللفه , خاصه ان عندها لفات وايد ما شاء الله )
سمعت خالتها تقول " ادخل "
خالتها اللي شافتها اول ما ادخلت , ما قالت شي .
وكملت تراجع الورقه اللي بيدها , تتأكد انه كل شي فيها , فقالت لها مها " خالتي "
" نعم "
لما شافتها مشغوله قالت " خلاص شكلج مشغوله , بعدين اكلمج "
رفعت خالتها راسها وقالت " لأ قولي وش تبين ألحين "
لو خالتها ما تكلمها جذي , جان قدرت و تشجعت تتفاهم معاها.
قالت بتسرع " هذا لج !! " طريقتها السريعه بالكلام خلت كلامها اقرب للسؤال منه للكلام الطبيعي .
فقالت خالتها بأستغراب بعد ما شافت الكيس " لأ مو لي "
مها استوعبت ان خالتها ما فهمت عليها فقالت " لا , لأ قصدي انه هذي لج خالتي , انا شريتها قبل امس , تنقصتها لج من السوق "
" أه ه مشكورة "
مها قربت شوي وعطتها الجيس , وحطت ايدها على رقبتها بتوتر , وقالت " اممم ان شاء الله تعجبج "
اسكتت خالتها وما علقت , ومها قالت " بروح اكمل ....يعني تدرين جنطتي , استأذن "
وراحت لغرفتها , والأحراااج ماليها , واهي تدعي ربها ان الشيله تعجب خالتها .
خالتها اللي افتحت الكيس اول ما ظهرت مها , وشافت اللي داخلها , أه ه ه ه يا مها وش ورى تصرفاتك هذي .
على الساعه وحده الظهر توجهوا للمطار , بسيارتين , سياره فيها خالد وام خالد , ومها , وساره
وسيارة فيها السواق وبدر , وبس.
خلص خالد وبدر المعاملات بسرعه و الكل انتقل لداخل الطياره , سارة صارت بقرب امها , وبدر كان قاعد بمكان , ومها بمكان ثاني , وخالد كان لسه يتكلم مع شخص اهو يعرفه بأول الطياره .
مها كانت مطلعه كتاب تقرى فيه , وفجأة يا (جا) واحد لابس دشداشه وشماغ وجلس جمبها ,خالد وبدر ولا واحد منهم كان لابس دشداشه , كانت صج منحرجه
خالد بعد ما تكلم مع صاحبه , مشى بالقرب من مقعد مها وماكان منتبه لها , راح لمكانه , وشاف بدر جالس قربه , عقد حواجبه , لف وجهه وشاف امه وساره مع بعض , عرف انه مها اهي الجالسه بالمقعد بروحها و راح لمكانها .
وشاف اللي يحرق الدم , كان قاعده قرب واحد , رافعه راسها كنها بتكلمه , كان حاس مثل الماي اللي تغلى صار لها كم يوم , ألحين راح تطفح .
اما هي فأرفعت راسها وقالت بثقه " أخوي لو سمحت ممكن تقوم " , شافها الرجال , واستوعب ثم قال " أكيــــد اختي "
خالد اللي كان متوجهه لهم , شاف الرجال يقوم , ويطلع , ولما طلع من مكانه , قامت وطلعت هي , كان خالد واقف بالممر يناظرها , بعد ما برد اللي فيه , جت له وارفعت عينها له وقالت " خالد اشفيك مسكر الممر "
ابتسم لأنه يدري انها لو ما ظهرت كان بيصير شي مو زين بس قال بهدوء واهو يشوفها " ما فيني شي "
قربت أكثر منه وقالت " انزين تحرك "
تحرك , وبعدين وقف على جنب عشان تمشي هي , وتبعها .
كان يتابعها بنظره ويمشي وراها , ولما وصلوا للمكان اللي جالس فيه بدر , قال له خالد "بدر روح اقعد جنب الرجال لاهنت "
ما يدري ليه حاس انه مزاجه قلب للسخريه , كان يطلع من شنطته اوراق خاصه بالعمل , شافها ترفع راسها لأعلى , شافته , وعيونها ألتقت بعينه خاصه انها كانت لابسه نقاب .
قامت تلبس النقاب لأنه خالد ما مانع , ما كانت تدري انه خالد بيذبحها على هالحركه بس ساكت بكيفه .
ابتسم بهدوء وبسخريه , ولما جلس قال " عندنا كثير اشياء نتناقش فيها يا أميره " ولف عليها وردت العيون تلتقي " كثير اشياء تصير مو عاجبتني , راح انتفاهم عليها أول ما نوصل لمصر "
ما قدرت تسكت , قالت " ألحين قول شنو ؟ , انا مسويه شي ! "
قال بهدوء " مو ألحين " وناظر اوراقه و قال " وانا عندي اوراق اخلصها "
قالت بعصبيه خفيفه " يعني خالد ما يصير تقول كلمه توترني وبعدين تسكت وتقول بعدين انتفاهم , شنو هذا "
" قلتها ألحين , وخلصت , وهذا ما يغير من واقع انه ما نقدر نتفاهم هنا "
لفت ويهها عنه بغضب , وافتحت كتابها واهي معصبه حدها .
جت لها ساره قبل هبوط الطياره بساعه وقالت لها " مها انا رايحه الحمام , اشيل النقاب والعباة , تبغين تجين معاي "
خالد لأول مرة من تزوج مها , واهو يفكر انه لازم يفرض عليها النقاب , الحجاب مو كافي .
لكن مو ألحين يتكلم بالموضوع أكيد في وقت مناسب وراح يفاتحها .
شافها تقوم من غير ما تشوفه أو تكلمه .
لما ردت كانت لابسه جينز ابيض , وبلوزه طولها للركبه , خامتها طايحه لونها بنفسجي , وفيها ربطه على الخصر , كانت حلوه وراقيه شاريتها من محل French collection
ولفتها كانت اوف وايت ساده , طلعتها من شنتطها البنفسجيه , وكان لابسه فلات (حذاء من غير كعب) بنفسجي .
كان شكلها مبهر , راقي وحلو , هذا اقل شي ينقال عنه .
كان يشوفها واهو محترق دمه , كان مغتاظ من حاله , مو عارف اشفيه , احساس الغيره متحكم فيه , يغار من أي شي , ومن اي فعل .
صاير غيور بشكل اهو ما كان متخيل انه ممكن يوصل له .
قبل ما تنتبه لنظراته , نزل راسه لأوراقه , وسمع صوت المضيفه تقوله " استاذ قهوة ولا شاي " واهي تبتسم بدلع , قال لها بهدوء "لأ , شكرا "
فردت عليه " متأكد "
" إيـــه متأكد ".
مها تنرفزت ووقفت تنطر المضيفه تبعد عشان تدخل لمكانها , فلما شافتها مطوله بدلعها وابتساماتها الماصخه قالت " أظن الريال قال لج انه ما يبي شي , صح حبيبي "
خالد ما كان متأكد ان كانت تكلمه ولا لأ , لكن شاف نظراتها عليه قال يوافقها "أمممم " خاصه انه ماله نفس تطول السالفه واهو وراه شغل كثير , وبعد ما قالها رد تركيزه للأوراق اللي تحتاج اهتمامه .
حطت مها ايدها على خصرها وقالت " ألحين لو سمحتي ممكن ادخل "
المضيفه عطتها نظرة ضيق , وبعدين ابتسمت بمجامله وقالت " اكيــد "
لما راحت المضيفه , كان مها لسه حاسه بحره , خاصه انه خالد ما نزر (خانق , زف) المضيفه وقالها ( روحي , أو شي من هالقبيل ) بالعكس كان يبتسم ويجاملها , وهذا الشي يبط الجبد , خاصه انه طول الوقت متجاهلها اهي مها , جلست قربه قالت له برغبه منها انه يعطيها من اهتمامه " ممكن نسولف ولا لما ألحين مشغول "
طول السفرة واهو ساكت ما يكلمها إلا إذا جت المضيفه تسأل عن طلباتهم ( او بالأصح عن طلباته ) , ويا كثر ما تجي هالمضيفه , مها احقدت عليها وعلى تصرفاتها , تتدلع زياده عن اللزوم , وتلصق بخشة الواحد , والمشكله انها تلصق بوجه خالد بطريقه مستفزة , اما خالد فكان يرد عليها عادي ويجاملها , واهي تزيد بالتميع , والضحك اللي ماله معنى .
قبل ما يرد قالت " مو عن الموضوع "
كان يناظر اوراقه وقال " تكلمي , اسمعك ؟ "
وبغيض لأنه لما كانت المضيفه تكلمه قدر يرفع عينه عن هالأوراق " اشدعوه لي هالدرجه الأوراق مهمه , ما تقدر ترفع عينك عنهم ؟ "
رفع عينه وشافها وقال " يلا سولفي "
كان ودها تقول عن شنو كنت تتكلم للتو , لكن قالت " ما أدري انت ما عندك سوالف ؟ "
رد يطالع الأوراق وقال " لأ ما عندي "
اففففففف منه لما يتصرف جذي .
قالت له " انزين , خالد ! "
" هممم "
" عمر يدري انه احنا يايين مصر "
" لأ انا مخليها له مفاجئه "
ردوده تقهر , ساكت طول الوقت , لما حاولت تكلمه كانت النتيجه انه يرد عليها واهو ماله نفس, وخلتها تقول بهمس عشان تقهره " ياليتني قاعده قرب ساره او حتى بدر "
رفع راسه عشان يفتك من الحنه , وقال " ساره , ساره "