البارت السابع عشر
*** ودي ابكــي لين ما يبقى دمــــوع … ودي اشكي لين ما يبقى كـــــــلام***
ساره :
ساره كانت بعدها تبكي لما حست بأيد حانيه تنحط على كتفها , وتقول لها " ساره ايش فيه ؟ "
قامت من مكانها ورمت حالها بحضن امها , وقالت " يما قسيت على مها , وقلت لها كلام ماله داعي, ما ادري ليه سويت كذا , ما ادري "
موضي كانت تدري وش تعني مها لساره , ولاحظت كيف علاقتهم قوت بالأيام اللي فاتت , ولكذا تفاجأت انه حصل بينهم خلاف , فبعدت بنتها وناظرت بوجهها وقالت بحزم لطيف " ما تدرين يا سارة ! , ما أظن , انا متأكده انك تدرين "
وكملت "و ألحين راح تقولين لي "
رجفت شفة سارة , وهددت ببدء مرحلة ثانيه من البكى .
موضي حطت ايدها على وجه بنتها الصغيره وقالت " تكلمي يا ساره "
" ليه انتي ما تحبينها يمه ؟"
" ساره هذا الشي خاص فيني , وفيها وفي خالد " وشافت تعابير بنتها وهذا خلاها تقول "ساره انا لما اتصرف معاها هالتصرف فلأني ام , واحساسي غير عن احساسك واحساس فاطمه , فيه شي داخلي غير عنكم ,شي انتي ما راح تفهمينه "
اللي ما راح يفهمونه بناتها , انها كلما شافت مها تتذكر انه خالد تصرف من غير شورها بموضوع غايه بالأهميه , هي ما كانت تبي غير انها تدري انه راح يتزوج ومين اختار خاصه انه بكرها و أول فرحتها واللي تعتمد عليه بعد وفاة ابوه .
كلما شافت مها تحس انه وراهم سالفه كبيره , ما تدري عنها , كلما شافتها تحس انه قدامها لغز , وانه اثنينهم يخبون عنها شي هي المفروض تدري عنه .
وكلما شافت مها يألمها قلبها وتتساءل كيف قدرت هالمرأة الصغيره انها تخلي خالد يتزوجها , أيش عملت , عدم معرفتها بالموضوع موترها كثير ومخلي الظنون تاخذها وتجيبها .
وكلما شافتها تتذكر الكذبه اللي عمرها 7 سنوات .
وكلما شافت مها تحس بتأنيب الضمير ناحية سمر, لأنها خطبتها لخالد وهو متزوج وبالتالي حطت البنت المسكينه بوضع حرج بين رفض ولد عمها وبين القبول فيه .
قطع الصمت كلمة بنتها اللي قالت .
"فاطمه قالت .."
قالت امها بحزم " ساره , فاطمه تقول اللي تقوله " تنهدت وكملت " ألحين قولي لي ليه تزاعلتي معاها "
نزلت ساره راسها وقالت " انا كنت أشوفهم هي وخالد يتصرفون تصرفات غريبه .."
موضي تفاجأت من كلمه بنتها وقالت بهدوء واهي تحاول تتمالك نفسها " تصرفات غريبه , كيف يعني ؟ "
هزت ساره راسها بتوتر " ما أدري يمه , احس انه تصرفاتهم مهي تصرفات أثنين يبون ينفصلون "
موضي حست بأعصابها تضرب مليـــــون , يعني خالد ما راح ينفصل عنها , ايش معنى هالكلام انه خالد ما راح يطلقها وانه ما كان يقول الحقيقه .
بس قالت بهدوء " يعني كيف ؟ ما فهمت ؟ "
" يمه ما أدري , يعني مثلا , لما كنا في الحديقه جلس خالد وشرب من كاسها ! , يعني اقصد حركات زي كذا , نظراته لها , نظراتها له , ما ادري .. ما أدري "
رفعت راسها وكملت " اليوم رحت لمها شفتهم جالسين مع بعض , وقراب مره , لو تأخرت خمس دقايق عن الدخول للبلكونه كنت شفتهم بوضع ..."
احمر وجهها وسكتت .
موضي سكتت وش تقول !!!
سمعت حس بنتها تكمل " ولما واجهت مها , انكرت وقالت انها تبي تتطلق , انها عند موقفها ... بس كيف يمه , كيف الوحده ترضي انه الرجال اللي تبي تنفصل عنه يتقرب منها كذا , كيف ؟ ..."
ارتاحت للي سمعته , كلام بنتها يدل على انه خالد يبي مها , لكن مها امرأه جميله , مبهرة بجمالها , واي رجال طبيعي يشوفها قدامه وهي حلاله , اكيد بيفكر فيها , كلام ساره ما يدل على انه خالد ما راح يطلق مها كانت تظن انها راح تسمع دليل اقوى من كذا .
لكن السؤال هو مها وش تبي ؟ ما فكرت وهي بالسعوديه انها تروح تواجهها او تكلمها لكن الوقت جا انهم يجلسون مع بعضهم جلسه امرأة لإمرأة .
هي ومها بينهم كلام كبير , وراح تحرص انه يكون بأقرب فرصه .
فكرت بساره , هي تدري انه ساره مرتاحه لمها مرة , وتحبها كثير.
ويشهد الله انها ما شافت من مها شي يعيب , بالعكس تتعامل بأحترام مع الكل , حتى مع فاطمه اللي تتحين الفرص لجرحها , هاديه ماقط علت صوتها , حريصه , وطيبة نفس , وباين عليها انها تحب ساره , وما كانت حابه انه ساره تتعامل مع شخص مرتاحه له وتحبه على خلفية خلافات وأمور ما تعرف شنو خباياها , وهذا خلاها تقول " ساره انتي تحبين مها ولا لأ ؟ "
هزت راسها بنعم وشفتها ترجف .
كملت " ترتاحين لها ولا لأ ؟ "
هزت راسها للمرة الثانيه بنعم .
فقالت لها أمها " اجل عامليها مثل ما يقولك قلبك انك تعامليها , مو مثل ما تقول لك فاطمه , أو غيرها ....ساره ... انتي ذكيه , وانا اثق بحكمك على الأمور , علاقتك مع مها مالها علاقه بعلاقتك معي , أو علاقتك مع فاطمه أو علاقتك مع سمر " وردت قالت " عامليها بقلبك "
"بس فاطمه تقول ..."
ابتسمت امها وقالت " فاطمه تقول كثير اشياء , هذا مو معناه انه كل كلام فاطمه صحيح "
عدلت ساره قعدتها وقالت عشان تتأكد أكثر " يمه انا ان عاملتها مثل ما يقول لي قلبي اني اعاملها , انتي راح تزعلين علي ولا .."
" لا يا سارة ما راح ازعل , وبعدين لا تنسين انها حامل بولدنا او بنتنا و احنا لازم انتعامل معاها "
" يمه وش بيكون الوضع ان خالد قرر انه يرد مها وما يطلقها .."
ساره ليه هالسؤال بالذات , ليــــــــه ؟
انا نفسي ما أدري كيف لازم تكون ردة فعلي ,وكيف المفروض اتعامل مع الموضوع .
قالت بهدوء " خليني انا أقلق على هالشي مو انتي , وان قرر خالد هالشي بيوم راح انعرف وش راح نسوي بوقتها "
ابتسمت ساره بسعاده وضمت امها , وقالت بحب " يما احبك , احبك أكثر مما تتصورين "
الراحه غمرت ساره بعد هالكلام , كانت دايم تخاف من نظرة امها لها , ان امها احتمال تكون غاضبه من علاقتها بمها , ومعرفتها انه الوضع عند امها مو مأثر كان مثل الحمل اللي انزاح عن ظهر ساره وعن مشاعرها .
امها بالوقت الحالي عطتها الضوء الأخضر انها تعامل مها من غير قيود , او تحفظات .
خالد , مها , عمر :
كانوا بشقه عمر , كانت اهي جالسه بأسترخاء على الكرسي , وساكته , كانوا ينطرون عمر اللي راح ياخذ له دش سريع ويغير ملابسه ويطلع
خالد ما كان قادر يتكلم مع احد , خالد كان متضايق من المكالمه , ويفكر فيها وبالمشاكل اللي راح تسببها له , يفكر بردة فعلها على الخبر .
اه يا مها وش معقول يكون ردة فعلك !
هه بس اللي هو متأكد منه :
جدها
جدها ان عرف بخطبته ,خالد متأكد انه هذا راح يكون اخر عهده بمها .
اما عمر كان ياخذ له دش بس عشان يغير مزاجه اللي اعتفس فجأة , من الفرح إلى شعور ما يقدر يوصفه .
كان متضايق مع اللي صار مع ابوه , والموقف كان مكدره للأخر , كان توه راد من الطلعه مع سام , وشاف خالد
كان مستانس وحس براحه انه عضيده موجود , لكن ابوه كان موجود , وقال كلام يكدر ويضيق الصدر.
صاير ما يقدر يقعد بمكان فيه ابوه , يدري ان ابوه صادق بموقفه , لكن بطريقه معينه يحس انه خانه , وقف معاها , ضده .
واهم شي بالموضوع انه اهي الجوهرة واهو الخسيس اللي ما عرف يقدرها .
مها , كانت سرحانه باللي قالته ساره , تدري انه كلامها صحيح لكن مو بهالطريقه , اهي فعلا تحبه وتموت عليه و تبيه , وتبي تكون زوجته , وتبيه يترك سمر , لكن اهي مو قاعده تسوي شي بهالموضوع , مو قاعده تحاول تجذبه لها , اهي قاعده تصده .
هل معقوله ساره راح توصل لهالنتيجه و بترد تعاملها زين و لا لأ ؟
هل قرارها انها تقعد مع خالد , إلى ان تولد صحيح !
بيئة بيتهم قاعده تضغط على اعصابها , امه من جهة , وفاطمه من جهة ,هذا غير ساره بالوقت الحالي , اشلون راح تستحمل تقعد معاهم وساره منظمه لهم بهالمعامله , ألحين صج ما صار عندها احد .
بس كلهم كوم وخالد كوم ثاني , تعبت من انها تدوس على نفسها , واهي تضغط وتسكت وتخلي عمرها عادي, واهو يحرقها بخطبته ,وبهدوءه , بمعاملته اللي مره زينه ومرة شينه , تعبت من كلامه عن انفصالهم , تعبت , تعبت .
تموت عليه وضعيفه جدامه , تحس بعمرها تبعده بأيد و تشده بأيدها الثانيه , مو قادره تتخذ قرارها .
وجهت عينها له , وشافت ملامحه الرجوليه , كان واضح عليه السرحان والتفكير , كان لابس تيشرت ازرق من ديزل مع جينز ازرق , شعره الأسود الغزير كان مبعده عن وجهه ودها تغمر ايدها فيه , وكانت لحيته بشكلها الديرتي معطيته شكل مثير, كان شكله قمه بالرجوله .
هذا كله راح يكون لسمر , كلــــــــــــه .
لأنها مو معقوله راح تكون معاه ان كان راح يتزوج غيرها , مو معقوله .
أ ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه جارحها , جارحها حيــــــــل بخطبته .
حطت ايدها على بطنها , يا الله يا رب تعيني وتعين البيبي اللي في بطني .
طلع عمر من الغرفه وقال " يلا توكلنا على الله "
شافوه اثنينهم , وقام خالد , وقرب من مها , ومد ايده بطريقه لا شعوريه يبي يعينها على القومه.
صرخ قلبها بهاللحظه احبــــــــــــــــــــــــــــــــه , والله احبـــــــه .
خذت ايده وأول ما قامت تركتها على طول .
كانوا ينزلون الدرج لأنه مها ما تحب المصعد , كانت تنزل قبلهم لأنهم كانوا يتكلمون بموضوع خاص بالأعمال ومندمجين فيه على الأخر , كانوا يتناقشون بشي متعلق بواحد من رجال الأعمال اللي مها ما تدري اهو منو ؟! , ويصفونه بالغبي اللي ضيع من ايده المحاسب اللي ما تدري شسمه ؟!
بعض المرات خالد وعمر ان اجتمعوا يكون ما في احلى من سوالفهم وبعض المرات الشخص اللي معاهم وده يصرخ بس , بهاللحظه ارفعت راسها بضجر , وما توقعت اللي شافته.
ما صدقت .
اليوم يوم المفاجأت .
اليوم شافت فيه ناس عزيزين على قلبها .
ناس ما كانت تتخيل ان يت (جت) لمصر راح تشوفهم.
ريــــــــم .
ريم صاحبتها , ريم صديقتها , ريم اللي من اللحظه الأولى عرفوا انهم بيكونون خوات , وأكثر من خوات .
ريم اللي من جت لحياتها واهي تحس انه الله كافئها وعوضها بأن عطاها اخت .
لكن الظروف فرقتهم .
الظروف كانت اقوى من مها واقوى من ريم .
من وقت الطلاق كانوا يحاولون يتواصلون لكن الوضع كان يتسم بالغرابه , كان اسلوبهم مع بعض غريب , كانوا يحاولون يكونون عادي لكن كون ريم في بلد ومها في بلد صعب هالشي أكثر وأكثر.
عمر اللي جمعهم بزواجه منها وعمر اللي فرقهم بطلاقه .
قالت بشوق , وبشك لأنها مو متأكده من ردة فعل صاحبتها ان شافتها " ريم "
ريم كانت تفتح الباب , سمعت صوت صديقتها , ما صدقت , كانت فعلا تحتاج لها , كانت فعلا مشتاقه لها , لكن ما تقدر تصدق انها موجوده , خافت تلف وجهها وتكتشف انها تتخيل .
هم اتفرقوا خاصه بعد زواجه , زواج طليقها.
كانت فاقدتها , فاقدتها من قلب ومشتاقه لها , مشتاقه لطريقتها بالكلام ,طريقتها بتخفيف الأمور , كانت ريم تدري انها اهي اللي صدت مها في بدايه الطلاق , ولما رد تزوج وبسرعه ,صار الوضع غريب بينهم .
ألتفتت ببطئ .
وكانت مها موجوده قبالها , حقيقه مو خيال , مها موجوده .
كانت تنزل بهدوء عن العتبه اللي رافعتها عنها على الدرج , بحيث ألحين صارت بنفس المستوى , وقفوا قبال بعض , يمكن لمده ثواني , لمده دقايق , لمده ساعات اهم نفسهم ما يدرون , كانت كل وحده اتشوف الثانيه كنها تتأكد انه كل شي فيها سليم وانها كامله ما انقصت عقب فراقهم .
ريم حست انه مها فيها شي غير , بس مهي عارفه تحط ايدها عليه ,لكنها متأكده من شي واحد انه مها صايره احلى .
ومن غير شعور نزلت الدموع من عيون ريم , كانت تنزل من عينها مثل السيول .
لأنها بفترة الفراق عرفت قيمة مها مثل ما اعرفت قيمة وايد امور.
ولأن ريم بهالوقت محتاجه لأحد يقولها الصح من الخطأ , أحد يقول وين تروح , ولمن تروح , و مها اعقل وحده تفكر للغير .
مها افتحت ايدها , ما تدري ليش , كانت تبي تضمها من الشوق , من الفرحه انها شافتها .
كان احساسهم مشترك , الشوق , والأحتياج للطرف الثاني , كل وحده فيهم تمر بمرحله تحتاج فيها للثانيه , والله كتب لهم انهم يلتقون , اخيرا يلتقون , وان شاء الله راح يعينون بعض , ويساعدون بعض في تخطي هالمرحله الصعبه من حياتهم .
سنيـــــــــــن مرت واحساس الصداقه والأخوه واحد ما تغير , فراقهم ما غير شي فيهم , كل وحده فيهم بأحساس داخلي نادت على الثانيه , انا فعلاااااااااااااااااا احتاجك ألحين في حياتي .
ريم شافت ذراع مها المفتوحه , هذا اللي تبغاه , هذا اللي تحتاجه , انها ترمي حالها على قلب حنون على صدر حنون وما في احن من قلب مها .
راحت لمها , راحت لذراع مها وتركت حالها , ما حطت قيود لنفسها , ما منعت نفسها , بدت تصيح , نفس الموقف اللي صار لمها فوق مع جدها , صار مع ريم .
نفس احساس مها فوق عند جدها كان عند ريم .
احساس انها محتاجه احد يحبها ويفهم اللي اهي تمر فيه , احساس انه فيه شخص ممكن انه تسند ظهرها عليه , كانت ريم بأختصار مثل اللي يغرق ولقى خشبه يتسند عليها .
ما فرق عندها انها ما شافت مها 3 سنوات , ما فرق عندها انه مها بنت اخت جارحها , ما فرق عندها غير انه مها اختها , الأخت اللي اهي اختارتها ما انفرضت عليها .
عمر اللي كان يسولف مع خالد بأندماج , لما سمع مها تقول ريم
رفع راسه وشافها , كانت لابسه فستان لي تحت الركبه بشوي , لونه اوف وايت ذكره بأول يوم شافها فيه , ذكره بالبراءه , بالحلم , ذكره بكل شي صار ذاك اليوم من 10 سنين , وألحين نفس ذاك اليوم تاركه شعرها الطويل والحلو على ظهرها بكل روعته وجماله لكن الفرق هالمره انه ما كان فيه باند يبعد شعرها عن وجهها , بالعكس متروك بكل روعته , حر .
ضحك بأستهزاء من حاله , هذا بس الفرق !!!!
الفرق أكبر من جذي بكثير .
الفرق انه ذاك اليوم كان مرتاح البال , ذاك الوقت كانت بعينه بريئه من كافه النواحي , لكن ألحين اهي مجرمه بنظره , اذبحته ذاك اليوم بمجلس بيتهم , اهي استاذه بالذبح لو كان بس اهو الضحيه كان هانت , لكن فيه طرف برئ تتضرر منها , طرف كان المفروض يقابل بالحب لكن قوبل بالذبح .
لكن للأسف مو قادر يتخلص منها , كانت مثل المرض اللي مسيطر عليه , مو قادر يلقى له علاج , سحــــــــر .
اي هذا اهو الموضوع , سحر يجذبني لها مو عارف شنو اهو , مو قادر أتخلص منه .
تذكر فجأة اهو وين !!!
اهو بالعماره وعلى الدرج ومعاه خالد !!!
خالد قاعد يشوفها , يشوف روعتها , المشكله انه وخالد صاروا واحد ألحين , صاروا بنفس المستوى بالنسبه لها , أثنينهم غرب عنها ,وصار ماله حق يناظر من كانت زوجته حلاله في يوم من الأيام .
واول شي خطر في باله بعد هالفكره انها لازم تتحجب.
وشافها كيف راحت لحضن مها و شاف دموعها .
كانت ضامه مها بقوه ومها ضامتها , كان يشوف اللي يصير , ولما هدى البكي , وسكتت , شاف عينها , عين الريم ترتفع وتشوفه .
ابتسم بسخريه مو منها , من نفسه اللي تعلقت بعينها , من مشاعره اللي اغمرته لما ناظر فيها , وشافها تنزل عينها بسرعه وتضم مها بقوة أكبر , اتسعت ابتسامته من ردة فعلها , وتسند على الحيطه يشوف المشهد اللي جدامه بسخريه وكره لنفسه ولها , كان واضح عدم راحتها لوجوده وتوترها من وجوده لأنها زادت من ضمها لمها أكثر وأكثر .
ريم اللي شافت ابتسامة عمر الساخره , حستها موجهه لها اهي بالذات , حست كنه يقول لها ادري وش اللي يجري بعقلك ألحين , وهذا اللي تركها تنزل عينها بسرعه وتبعدهم عن عيونه و ما كانت مرتاحه من وجوده , من نظراته اللي تحس فيها انها تخترق قلبها وروحها .
ما كانت قادره تستمر بالتعبير عن مشاعرها وضعفها واهو موجود , فتمالكت نفسها بسرعه وبعدت عن حضن مها واهي تضحك بتوتر , لأن ردت فعلها ومشاعرها اللي غمرتها ما كانت متوقعه بالنسبه لها , ومسحت خدها اللي عليه أثار الدموع .
اما مها فالدموع بعد انزلت بصمت من عيونها بعد ما ضمتها ريم , ما كنها بكت من نص ساعه لما قالت بس , وبدت اهي تمسح ادموعها بعد ما بعدت عنها .
ريم كانت حاسه بأستمرار نظراته الساخره , وحاولت قد ما تقدر انه ما تبين اهتمامها او تأثرها .
أما خالد فكانت عينه اولا على مها , سمع نبره صوتها اللي نادت فيها على ريم , وشاف الطريقه اللي افتحت فيها ذراعها لها , حسسته انها محتاجه لأحد وانها تعبانه , لهالدرجه يا مها وجودك معاي ومع اسرتي مضايقك وضاغط على اعصابك , ويخليك تتعلقين بأي احد خارج عن هالدائره , أولا جدك وبعدين ريم , كان وده يكون مكان ريم للحظه وحده , وده تفتح له ذراعها وتضمه وبقوة بعد , مهاااااااااا انا احتاجك اكثر ....
وللحظه استوعب شي ثاني , عمر ....
التفت لعمر بلحظه وحده , وحط عينه على صاحبه ,اللي نبهه للقا اللي صار بين مها وريم ردة فعل عمر , الطريقه اللي لف فيها لما سمع اسم طليقته كانت غريبه .
عمر وش عندك من اسرار بعد , خلافك مع ابوك , ووجود طليقتك بنفس البلد , وبعد ايش فيه ؟!
مها انتبهت للغلاف اللي بنته ريم على نفسها وبسرعه قصوى , وهذا خلاها تلفت على عمر لأنها لاحظت نظرات ريم المترتره اللي كانت توجهها للخلف , لكن لما شافت تعابير ويهه وشافت اشلون تعابيره متغيره اخترعت , ويه عمر كان عباره عن كره بارد , ساخر موجهه لشخص واحد
ريم
التفت لريم وشافتها , ريم قويه لكن بانت بهاللحظه ضعيفه , والجدار اللي تحاول تبنيه كان محاوله انها تتمالك نفسها , وكان واضح رغبتها بأنها تبان قويه , وسمعتها تقول بأبتسامه مرتجفه لمها " اشتقت لك مرة ..."
قبل لا تكمل كلامها , سمعت مها ضحكت السخريه اللي اقطعت الكلام بقسوة .
عمر ضحك من الكذب , كان شاك انه عندها قلب يحب ويشتاق , اهي ما عندها قلب , ما عندها غير غرورها .
ريم اللي لما سمعت الضحكه , اختفت الأبتسامه , ورفعت راسها بغرور لعمر وعطته نظره , ولفت وجهها عنه بكثر ما تقدر من احتقار .
خالد لاحظ تعبير عمر يقسى لأقصى درجه , لكن قوة عمر الداخليه مكنته انه يبتسم بسخريه .
قال خالد بهمس لعمر "يلااا عمر ننتظر مها بالسيارة "
ما التفت عليه عمر لكن قال " لحظه "
ألحين لازم يبلش بخطته اللي في باله , ما في وقت جدامه غير ألحين .
خالد لما شاف انه ما في فايده بصاحبه , وانه ما يقدر يضغط عليه خاصه بالأمر الخاص جدا , نزل وترك عمر ,و لأنه حس انه الوضع ما يتحمل وجوده , مثل ما حس لما كان عمر يتكلم مع ابوه .
لكن هالمره عمر ما وقفه , او مسك ايده ,وهذا خلاه ينزل الدرج بسرعه بعد ما قال برزانه " السلام عليكم "
راح ينتظرعمر يخلص اللي يبي يسويه , ويعرف الموضوع بالضبط .
ريم ردت بهمس على خالد " وعليكم السلام "
أما مها فتابعت زوجها بنظراتها واهو ينزل الدرج وبعدين لفت على ريم وشافت التعب اللي في وجهها ولاحظت السواد اللي تحت عينها , ملامح ريم كانت تحاكي ملامحها وهذا خلاها تحط ايدها على خد ريم بطريقه مواسيه , وقالت بحب " انا بعد اشتقت لج , شلونج ؟ شخبارج ؟ .. "
قبل لا تكمل كلامها , نزل عمر من الدرج وقال " أخبارها انها مخطوبه , لولد حبوب , وطيوب "
مها اللي شافت عمر يقرب , شافت عين الريم ترتفع لمصدر الصوت بطريقه اقل ما يقال عنها انها شوق جارف مثل ما طلع بثانيه , اختفى بالثانيه اللي وراها .
لكن مها انتبهت له , انتبهت للتعبير , ريم معقـــــــــــــــول , انتي لما ألحين مرتبطه بعمر , لما ألحين متعلقه فيه , لأ مستحيــــــــــل , انتي مخطوبه , مخطوبه , انتي كنتي الأمل اني اقدر ابدي حياتي من جديد مع شخص ثاني , الظاهر انج معاي بالهوا سوا .
ولفت على عمر اللي كان يقرب منهم , و احمدت ربها انه عمر ما كانت منتبه , لأنه عمر كان يشوفها اهي مها , ما كان يشوف ريم بهاللحظه , وخافت بنفس الوقت انه يجرح بالريم , لأنها تعرف انه لسان عمر مثل السوط متى ما قرر انه يستخدمه بهالأتجاه , قالت بخوف وبرجاء " عمر بليز بس , خلاص , خلها في حالها "
قال بهدوء وبأبتسامه " لا تخافين " وشاف طليقته اللي تعبيرها ألحين كان عباره عن غرور وتكبر وقال " بس ابي ابارك لها "
ريم ما صدقت , مو معقول , لأ مو معقول .
وش يقصد .
يبارك لها !!!
يبارك لها !!!
هو ما بارك لها بالأول ليه يبارك لها ألحين , وش معنى يبارك لها ألحين !
يقصد انه مو مهتم ألحين .
عادي عنده انها مخطوبه .
هذا قصده !!! .
يعني ما راح يتدخل !!!.
قال بهدوء " مبروك على الخطبه "
شافته وما انطقت .
ما تقدر تنطق , ما تقدر .
مها اخترعت من تعابير ريم اللي فجأة تجمدت و صار وجهها شاحب .
ومسكت ايدها .
ريم لما حست بأيد مها تغلف ايدها , استمدت قوتها منها و رفعت راسها للمرة المليون بوجه عمر بتكبر منقطع النظير .
لما شاف وجهها كيف ارتفع بوجهه بغرور , اشتهى يكسر راسها , لكنه لف على مها وقال ببرود " لما تخلصين " وأشر بويهه على ريم بعدم اهتمام , وما قال اسمها وكمل بلهجه حميمه " ابي اعرفج على بنت "
مها كانت بتطيح عينها من الصدمه , عمر وقح بصورة ما كانت متصورتها , من متى يقول ابي اعرفج على بنت .
وحست بأيد ريم تضغط على ايدها , ما حبت تلف عليها عشان ما ينتبه لها عمر , لأنه أكيد ويهها بيكون معبر .
وقال " انا متأكد انج بتحبينها , اسمها سمانثا "
وسكت وبعدين قال " على العموم , انا انتظرج بالسياره تحت "
ونزل .
ريم لما غاب عن نظرها , كانت راح اتموت .
فيه مره (أمرأه) بحياته .
فيه وحده بحياته .
فيه بحياته مره (امرأه) جديده , راح تتكرر السنه ونص اللي عاشتها بجحيم , راح تتكرر .
نفس النار اللي عاشتها , واللي هدت شوي بعد ما صار حر بترد تنقاد بنفس القوة السابقه , راح تحترق للمره الثانيه , راح تموت للمرة الثانيه .
تذكرت كيف كانت تموت باليوم ترليون مرة , بكل نفس تتنفسه تزيد النار داخلها أكثر وأكثر , لما ما عاد فيها تستحمل حياتها .
يبي يذبحها , هذا اللي يبيه , ما يبيها تعيش .
هذا إذا كان يدري عنها , هي ولا شي بالنسبه له , ولا شــــــــــــــــي
اقعدت على عتبه الدرج القريبه بتعب .
كانت حاسه انها راح تستفرغ , او راح يغمى عليها .
حست بأحد يقعد قربها , ويحط ايده حولها .
بس ما كانت قادره تركز .
وفجأة خطر في بالها شي معين , خلاها اتقوم من مكانها كنها ملدوغه , وتتدور بجنون عن مفتاحها الخاص بالشقه بشنطه ايدها , ولما ما لقته , راحت لباب الشقه , وبدت تضرب فيه بكل غيظها , وعجلتها , وهي تقول " نعيمـــــــــه افتحي الباب "
طااااااااخ طااااااااااااخ
" نعيـــــــــــــمه "
طااااااااخ طاااااااااااخ طاااااااااااااخ
وهي تقول بكل غيظ " وجع يا نعيمه "
طااااااااااااااااااااااخ
وانفتح الباب بسرعه من قبل الشغاله اللي باين عليها الفزع , وادخلت ريم اللي ما كانت مهتمه او منتبهه لوجه نعيمه الشغاله .
مها كانت اتشوف اللي يصير , واهي منصدمه , ريم توها كانت قاعده بقربها وفجأة فزت وراحت للباب بجنون .
لحقتها لأنها ما كانت تدري شنو راح تسوي بحالها , وخافت انها تسوي شي مينون .
ريم ادخلت بيتها وبدت اتدور على جوالها اللي ما قامت تاخذه معاها لأنه بدى يشكل لها مصدر ازعاج .
لما لقته بدت اتدور على اسم ابوها .
وهي تتنفس بصعوبه , لما لقته اتصلت على طول .
رد عليها على طول وقال بطريقته المعتاده " نعم "
ادخلت بالموضوع على طول " يبا , يبا , تذكر ....انت تذكر ان فيصل كان يعاني بالسوق بفتره من الفترات .." وسكتت " هااا يبا تذكر ؟!! "
" ايــــه يا ريم أذكر , ليه السؤال ؟ "
وقالت بعجله وبنفس مقطوع " يبا وألحين كيف حاله بالسوق ؟ "
ضحك ابوها وقال " لا يا ريم لا تحاتين , كل شي بالسوق تمام ,الخطر اللي كان يواجهه وقف , وألحين هو عنده مشروع ممتاز , وراح يدر عليه بالربح الوفير , تطمني , مثل ما عشتي عندي مرتاحه , راح تعيشين عنده مرتاحه "
ريم ما كانت تسمع وش يقول ابوها .
لأنها ألحين بأستنتاجها اللي اكتشفته .
يعني عمر وقف , ما عاد مهتم , ما قام يهاجم فيصل بالسوق , ما عاد مهتم ان تزوجت غيره و لأ , هو بس مهتم بالمرأه الجديده بحياته هذا اللي يهمه .
قالت الكلام المناسب لأبوها وسكرت التليفون .
لفت وجهها وشافت مها وقالت " وقف يا مها وقف "
مها ما فهمت قصد ريم بكلمة وقف , لكن تعابير ريم خلتها تقرب منها .
أما ريم فبـــــــــــدت تصيح , حست بالضيااااااااااااااااااع الكامل , وش تسوي ألحين , وين هو الطريق الصحيح .
خالد اللي كان ينطر عمر تحت عند الباب , شاف عمر ينزل وعلى وجهه علامة الرضا الكامل عن النفس .
لما شافه بهالوضع رفع حاجب , شتان بين عمر اللي كان فوق , واللي ألحين ينزل من الدرج .
عمر كان حاس ان الخطوة الأولى تمت , وبيشوف شنو أخرتها , هالفكره اخطرت في باله لما ترك سام بالفندق ذاك اليوم , يتمنى انها تنتج المفعول اللازم , لأنه ان ما نجح فيها فهذا يعني انه ريم بتكون لغيره .
رفع راسه , واكتشف انه خالد قاعد يشوفه بنظرات غريبه , بطأ بنزوله من الدرج , وعينه ملتقيه بعين صاحبه , وأثنينهم كانوا ساكتين , يدري انه خالد فاهمه , ونظراته اتدل على جذي ,وخر وجهه ومن غير اي نظره ثانيه لخالد , نزل الدرج بهروله (وشكله كان عادي ) .
وقال بسرعه " حياك السياره "
خالد راح وراه , عدم اخباره انه طليقته موجوده بمصر له مليووووووووون معنى , عمر من النوع اللي كلما زاد اهميه الشي عنده كلما خباه داخله اكثر , شافه بنظره , ومشى وراه للسياره , عمر دخل , وفجأة صارت كل تصرفاته باين عليها التوتر والعصبيه , اختفى الرضا عن النفس اللي كان ماليه لما نزل من الدرج ( لأنه بالوقت الحالي فكر بأحتماليه الفشل ).
قال خالد بعصبيه مغلفه ببرود " ممكن افهم السالفه ؟ "
وقف عمر حوسته اللي مالها معنى بالسياره , وتقليبه للأشياء بالسياره وقال كنه ما يدري شالموضوع " أي سالفه "
خالد يكره هالتصرف اللي يتخذه عمر .
عمر بأي شي لازم يتأكد انه الطرف اللي قباله فاهم عشان ينطلق ويتكلم لكن غير كذا يتصرف كنه غبي , وما يدري عن شي , قال خالد بأنفعال من تصرفات صاحبه " السالفه , السالفه , أظنك تعرف السالفه شنووو تعني , ريم السالفه ."
نطق خالد لأسمها بهالراحه شب في قلب عمر نار على نار , خاصه انه توه يفكر بأحتمال انه يفشل وبالتالي ريم راح تكون لغيره , لف عليه عمر وقال بعصبيه اتماثل عصبيه خالد " السالفه ماكو سالفه , ما كو شي "
خالد قال بأستهزاء " ما كو شي , وانت تتصرف هالتصرفات , أجل لو فيه شي , كان وش سويت "
عمر كان في باله (رديناااااااااااااااا على التعليق على تصرفاتي ) الكل يعلق على تصرفاتي وقال بطريقه عصبيه " اشفيها تصرفاتي , ما احد عاجبه تصرفاتي , لا انت , لا أبوي , لا اهي , لا مها بعد , اشفيكم ؟ ما احد قاعد يشوف تصرفاته , كلكم تشوفون تصرفاتي " سكت ياخذ نفسه وباعها , الأفكار اللي في باله كلها طلعها لخالد وقال بأنفجار " .اوكي راح اقولك سبب تصرفاتي الزفت ..... الله يسلمك لما قررت اردها ..."
شاف نظره خالد المتعجبه , المنصدمه .
قال بأستهزاء واضح من النفس " ايـــــــــه اردها , ما تدري صح , كنت راح اردها , كنت مثل الثور راح اردها , بروح اتقدم لها , واخليها حرمتي "
ضرب السكان (الدركسون) بأيده بقسوة وقال " لكن لااااااااااااااااا , اليوم الثاني من قراري , ناصر ...." لف على خالد وقال " تعرف ناصر , اللي كان صديقي "
لما شاف نظرة خالد قال " ايه ناصر قالي انها انخطبت ,قالها واهو يتشمت فيني "
رد ضرب السكان (الدركسون) بأيده مرة ومرتين وثلاث , وقال " تدخلت "
خالد ما كان فيه اي رد فعل , هذي اول مرة عمر يتكلم , يقول , كان بيرد طليقته , والأغرب انه تدخل لما انخطبت , هذا يدل على شي واحد بالنسبه لعمر , شي واحد .
انه ريم مهي صفحه وانطوت بالنسبه لعمر , بالعكس هي شي اكثر اهميه من كذااااا بكثيــــــــر
لكن خالد ما يبي ينطق بهالشي عشان عمر ما يفقد اعصابه .
سمع عمر يقول " وابوي تدخل عشان يمنعني , وبالنهايه ......... مهما سويت , انا تحت رحمتها , كل شي تحت رحمتها , اهي اللي تقرر , اللي بيدها تفل الخطبه "
حط راسه على السكان (الدركسون ) " أوووووووووووووف أكره هالأحساس , احساس العجز "
ألحين بس صار حوار عمه سعود وعمر كله له معنى :