عرض مشاركة واحدة
  #51  
قديم 08-09-2010, 06:39 AM
 
اشرقت شمس يوم جديد :

افتحت عينها , رفعت ايدها ترفع شعرها عن عينها .
وحست بخشونه الشاش على بشرتها , وتذكرت اللي صار .
كيف طاحت , اعادت لها ذاكرته الطيحه بالتصوير البطئ , وكيف دخل الزجاج بيدها , وكيف جا لها , وتصرف معاها بكل صبر .
غطت وجهها بأيدها من الإحراج وهي مهي مهتمه بخشونه الشاش على نعومه بشرتها.
عمر شافني وانا طايحه حســـــت بالحراره تملي وجهها .
لكن بعدين ابتسمت ونزلت ايدها ورفعتها لقدمها بحيث صارت قدامها (رب ضاره نافعه ).
لكن تذكرت تصرف عمر
عمر , أه ه ه ه ه ه ه ه ه يا عمر
نسبتنــــــــي لك .
الأحساس اللي غمرها لما اعرفت انه عمر هو اللي قال عنها زوجته , فز قلبها , حتى ولو انه ما كان قاصد , أو كان عنده غرض ثاني .
بس انها فكرت انه فيه ناس معينه تظن انها زوجته , كانت مفرحه لها , حتى لو ما كانت راح تلقتى فيهم مره ثانيه .
عمر قال اني زوجته ابتســــمت .
غمضت عينها بفرح , يا رب يتحقق هالشي , يا رب .
افرحت بعد من قرارها (فسخ الخطبه) اللي أول ما انعقد بعقلها حست بالسكون يغمرها , والراحه .
بتقول لأبوها اليـــــــوم ما تبي هالفيصل , مهما كان , نار عمر ولا جنة غيره .
قامت من فراشها ببسمه ماليه شفايفها .
خلاااص كل شي صار واضح .
ايدها تؤلمها إلى الأن بس الراحه النفسيه احساس حلوووو , الطيحه وعتها , من الغباء اللي كانت فيه .
وسم (سام) راح تنتهي من حياته .
وهي ريم راح تتأكد من هالشي .
مسكت شعرها بذيل حصان .
وراحت عشان تفطر , وشهيتها مفتوحه على الأخر , ودها تاكل كل شي .
لكن اوقفت عن الباب لما تفاجأت بوجود ابوها .
شافت ايدها الثنتين والشاش اللي مغطيها , مالها نفس تشرح له أو لأي أحد اللي صار لها , لأنه الإحراج لسه ماليها , لكن ادخلت بشكل طبيعي , وحبت راسه وقالت بهدوء "صباح الخير "
اقعدت , اما ابوها فما رفع راسه عن الجريده وقال " صباح النور "
ليه ما تبلغه قرارها وتنتهي , وتقوله انه ما ودها بفيــصل , ما في داعي التخطيط , والتفكيــر تقولها بكل بساطه وتنتهي , أبوها ما أصر عليها من قبل انها تتزوج , أو انها تظهر من بيته , خاصه بعد طلاقها بالعكس كان متفهم وتاركها على راحتها .
هو فعلا عصبي , لكن عصبيته تطلع بأوقات غير متوقعه , وأغلب الظن انه ما راح يعصب من هالشي , او هذا اللي تمنته .
كانت تتحضر انها تبلغه رغبتها بفسخ الخطبه , وكونت لها الجملة المناسبه , لكن قبل ما تظهر الحروف من فمها .
وقال لها وهو يشرب قهوته ويقرى الجريده " فيصل راح يجي لمصر بعزيمه شخصيه مني "
فيـــصل راح يجي مصـــــر !!
هناااااا عندهم في مصر !!!
انصدمـــــــــت من ابوها ومن كلمته , فيصل بيجي !!!!!
ليه عازمه ؟ , وش يبي فيه ؟ .
لأ , ياربي لا تتعقد السالفه , يا رب لا تتعقد السالفه .
قالت بهدوء " وش جا على بالك تعزمه يبا !! "
وهو يقرى قال " أبغاكي تشوفينه "
أشــــــــــــوفه !!!! , لأ ما أبي اشــــــوفه , وش ابي فيـــــه .
أبوها يتكلم جد ولا يمزح , هي قالت له انه ما ودها بالنظره الشرعيه , ولا ودها بشي , وهذا خلاها تقول " يبا , ليه اشوفه احنا مخطوبيـــن خلاص !!"
قال ابوها بصرامه , وعصبيه " هو لازم يشوفك (النظره الشرعيه ) اللي انتي رفضتيها , وهو له حق , وهذا من حقوقه "
حق , وهذا الفيصل ما فطن للحق إلا ألحين !!
ما راح تسمح له يشوفها , هذا هو الوقت المناسب انها تقول لأبوها انه ما تبغى فيصل .
فقالت " يبا انا ....."
رفع ابوها راسه , وهنا بس شاف ايدها فعقد حواجبه , ومد ايده لها ومسك كفوفها وقال بنبرة اهتمام وحرص " وش فيها ايدك ؟ "
يا ربي مهو وقته هالأيد والحرص والأهتمام .
شافت ايدها وبطريقه صرف النظر عن إصابتها " ولا شي بس طحت , وانكسر الكاس بيدي "
بان على ابوها الفزع , واعرفت انه طريقتها العاديه بألقاء القنبله افزعته أكثر .
قال ابوها " وش تقوليــــــــــن ؟؟ , وليه ما اتصلتي علي !! ليه "
متضايقه انه الحوار بينهم صار على ايدها , وهي اللي تبي تتكلم عن الخطبه .
ومتضايقه انه ابوها بان عليه القلق .
قال بنبرة استعطاف " يبا ما كان الموضوع مهم , إضافه إلى انك كنت بالأسكندريه "
اما أبوها بعد ماهدى شوي قال بصرامه " إلا مهم يا ريم ,وان كنت بالأسكندريه لازم أدري " سكت وقال بعدين " مين أخذك للمستشفى ؟ "
تخيلت حالها تقول لأبوها طليقـــــــي .
هو لما عرف انها راحت للشركه اللي فيها عمر كان راح يذبحها أجل لو طرى انه عمر شالها , ونقلها للسياره , وتم معاها للنهايه وش كان راح يسوي .
قالت بأبتسامه تحاول تبين معاها ان الوضع عادي " اللي شافوني طايحه !! " وكملت كلامها بسرعه بأن قالت " المهم يبا بموضوع الخطبه "
تغيرت نظره عينه , لغضب مخيــــف .
ما كان أبوها يبي يسمع طاري الخطبه أبدااااااا .
قال " وش فيها الخطبه ؟؟"
بطلت فمها بس نظرته افزعتها , كانت تبي تتكلم لكن ماتدري ليه اعجزت للحظات عن النطق .
بس قالت بعد ما ابلعت ريقها " يبا , انا فكرت ..."
قاطعها وقال " فكرتــــــــــي ...."
قالت بسرعه قرارها " وقررت اني ما أبغى اتزوجه ..."
فز ابوها بعنف من مكانه بغضب , وعيينه تنطق شرار , وغضب , هي تسندت على كرسيها بخوف من ردة فعل ابوها ما توقعته ابدا بيكون غاضب كذا .
بصراخ هادر " وش قلتــــــــــــــــــــي ؟ "

كان يشوفها بنظرة مخيفه , هي عارفه هالنظره , راح يضربها !!
اضعفت , اضعفت بقوه قالت بسرعه و بخوف وبكذب " ما أبغى اتزوجه هالسنه , ابغى استنى شوي "
شافها ابوها للحظات وبان عليه انه كل لحظه تمر يهدى فيها أكثر .
ولما هدت نفسه على الأخر بان هالشي من تغير ملامحه , ومن انطفاءالشرر اللي داخل عينه, وكان واضح انه نفسه هدت , رد قعد كنه ما فيه شي ..
لكنه قال بنبرة تهديد "قسم بالله يا ريم لو كان اللي في بالي , ما كان حد راح يفكك من ايدي "
اما هي فالرعب مخليها ما تقدر تحرك رجلها , أو تقوم , ظلت مكانها , تحاول ترفع الكاس مهي قادره من الرجفه .
وسمعت صوت ابوها الخشن يقول "و ما أحد قالك انك راح تتزوجينه ألحين , نشوف "
كانت لاتزال تحت تأثير الصدمه لما جا لأبوها اتصال و طلع , واهي بعدها مهي قادره تتحرك
كأن يوم طلاقها راح يتكرر .
مستحيـــــــــــل كانت راح تمر بنفس التجربه للمره الثانيه !!
نفس الضرب , نظرات عين ابوها دلتها عل هالشي .
عقلها بدى يشتغل بسرعه قويــــه
وش هي الطريقه اللي تقدر تتخلص فيها من فيصل ألحين و كيـــــــف .
لازم تلقى لها طريقه , ما تتصور حالها من غير عمر .
يا رب لا تعاقبني على تسرعي بقبولي الخطبه , لا تعاقبني .
ما تقدر تتصور انها راح تكون مع هالفيصل .
لازم تقوي حالها وتكون شديده .
فكـــــــــــرت تروح لأبوها وهو أروق من هالنفسيـــه , ما تقدر تغامر تفتح الموضوع ألحين , لازم تفكر بأسلوب ومكان مناسب لهالشي .
قلبها بدى يالمها , الخـــــــوف من أبوها ألمها ورجع لها ذكريات حبت تنساها

**********

السعوديه قبل ثلاث سنوات بعد دقائق من الطلاق :

كان واقفه بعدها بنفس المكان , مهي مصدقه انه عمر بكل برود قال لها " انتي طالق !!"
الطلاق حصل بعد كلام قاسي متبادل من الطرفيــــن .
وهي واقفه استرجعت الأحداث اللي صارت قبل دقايق .
بعد ردها عليه بأتهام لأنه جرحها بأتهامه القاسي ,خرج من الغرفه لكن رد مره ثانيه بخمس دقايق , وألقى قنبلته .
لما رجع لها , كان قمه بالبرود حتى عينه كانت بارده , لأول مره تشوفها كذا .
هي لما شافت ويهه ظنت انه رد لها , حست بالفرح يغمر قلبها لكن وجهه كان قاسي , تركها توقف مكانها ما تتحرك .
وقف قبالها وقال بقسوة وبرود كنه يكلم شخص مهو مهم " انتي طالق"
كان واقفه مثل المذبوحه , مثل اللي اسحبوا روحه بهدوء بشويش , وشويش .
وقفت مكانها تشوف أثره اللي طلع , وبعد ما استوعبت وش اللي قاله , وراحت جري للباب وهي تناديــــــه "عمر لأ , لأ عمر لا تتركني "
وصرخت بكل ما تقدر عليه " وربي ما راح اعيدها , ما راح اعمل هالشي مرة ثانيه , ما راح اقول هالكلام "
ما توقعت اللي سوته بتكون هذي نتيجته , لو كانت تدري كانت بتكون حريصه أكثر , ما كانت سوته , كانت تظن انه ما راح يتخلى عنها أبدا .
قبل ما توصل للباب , حست بأيد تمسك ذراعها وتلفها بقوه .
وبصفعه تلسعها على وجهها بأقوى ما يمكن لدرجه حست انه وجهها راح ينقلع من مكانه .
ما طاحت لأنه الشخص اللي صفعها كان لسه ماسك ذراعها , كانت حاسه بالدوار من قوة الصفعه .
لما لفت وجهها , ألتقت عينها بعيـــــن ابوها .
لأ هذي ما كانت عين ابوها , هذي كانت عين وحش , مفزعه .
حست انه رقبتها انكسرت أو على وشك .
ما استوعبت ألم الصفعه الأولى , من المفاجأة جت الثانيه , وحست بأيد أبوها يتركها .
وهي طاحت على الأرض بكل قسوة من قوة الصفعه .
كان يصرخ فيها لكن ما كانت تسمع من الطنيــــــن اللي بأذنها من قوة الضربات .
من صوت ضرباته العالي , كمل يضربها , ويضربها وهي بالأرض.
لكن كلامه كان متعلق بالطلاق , عن أيش ما تدري .
بصفعات ما انتهت إلا وهي على الأرض , والدم يطلع من فمها , وخشمها .
كانت بالأول تقاوم لكن بعدين اعجزت عن الدفاع عن نفسها وتمت على الأرض .
والصراحه وقتها ما كانت تبي تقاوم .
كانت تبي تموت , عمر تركها , عمر تركها , عمر تركها .
تخلى عنها مثل الكل , تخلى .
والله ندمانه , عمر ,و الله ندمانه , لا تتركني .
حست بأبوها يبتعد ما تدري مين اللي بعده , ما تدري غير انه ابوها ابتعد , وهنا غمضت عينها للظلام .
ما وعت إلا بالمستشفى بعد اسبوع تقريبا , وكانت الممرضه هي اللي قربها " الحمدلله على سلامتك "
شافت وجهها , وانصدمت ما كانت تشوف نفسها , كانت تشوف انسانه الضرب ترك أثره في وجهها , الغريب انه انفها ما أنكسر .
إلا انه وجهها كان متورم , والكدمات اللي فيه كانت بكل مكان .
بعد الضرب والطلاق , اعرفت انها لازم تروح لطبيبه نفسيـــــه وهذا فعلا اللي حصل , لأنها ما كانت قادره تنام بالليل من الخوف والألم , الشوق لعمر .
وفعلا نفذت قرارها تروح لطبيبه نفسيـــــــه .
وكل هذا لأجل عمر , وقرب عمر .
كانت تبيه يرجع لها , ويعرف انها راح تحاول تتطور لأجله .
أبوها بعد اللي صار وبقاءها بالمستشفى لفتره طويله , صارت معاملته لها غيـــر, لطيفه , ما يضغط عليها , حاول يبين ندمه بالورود والهدايا , والفلوس .
بس هذا ما كان له أثر لأنها انصدمت بأبوها وبقسوته..
واللي اتعرفه انه اجتمع مع الطبيبه النفسيـــــــه وتناقش بحالتها .
رجفت لما تذكرت الألم اللي عانته بعد ضرب ابوها , بعد الضرر النفسي , كان الضرر الجسدي .
كانت تحس انها شبه ميته .
شبه ميته !!!
إلا ميــــــــــــته .
والأمل هو الشي الوحيد اللي تركها عايشه , امل وجودها مع عمر لمره الثانيه .
وانذبح هالأمل بسرعه , وتركها تغرق , بالأكتئاب للمره الثانيه , لكن الطبيبه النفسيـــــه وقفت معاها وعلمتها تتعامل مع الألم المؤلم المحطم للروح .
هي كانت قويه , لكن بعد الطلاق والضرب , صارت من أضعف الضعفاء .
تنهدت بتعب للحاضر اللي ما يقل عن ألم الماضي بشي , الحاضر الكئيــــــــب , خايـــــــفه من الوضع الحالي , خايـــــــــفه من أبوها , وخوفها الأكبر من عمر ,و السم (سام) الهاري اللي معاه
راح تنهي خطبتها بفيـــــصل بطريقتها , ما عندها غير هالحل , وراح تقدر على هالشي , لازم ترد ريم القويه .
وعمر لازم يعرف اني أقدر اكون زوجه للمستقبل بالنسبه له , لازم أذكره بصفاتي الحلوة .
قامت بأنفعال من مكانها , ما تقدر تقعد هنا , راحت تغير ملابسها لأجل تطلع وتغير جو .
هذي هي حالتها , من جت لمصر , ما غير تطلع تتسوق , وترجع للشقه .


عمر :

عمر بعد ما صحى الصبح وما لقى اي أثر لأبوه , عرف انه لازم يتوجه للشركه , وبسرعه فطر وتسبح ولبس اهدومه , وشاف ساعته واكتشف انه متأخر لأنه هالوقت عادة وقت اجتماعات بالشركه , كان ينزل الدرج بسرعه يبغى يروح لأبوه بالشركه قبل لا تبدي الإجتماعات ويعجز يعطيه الخبر .
كان وده يخلص من مسؤوليه البلاغ .
لما وصل البيت أمس كان ابوه نايم , واهو مسؤول انه يعطيه هالخبر .
وهو نازل مستعجل , كان يفكر انه اخيرا راح يرجع للشركه ويرحم حاله من التفكيـر في حياته الشخصيه , وفي ريـــــــــــم .
ما كان منتبه للجسد الجميـــــــل اللي واقف جدامه (قدامه) ,و لما انتبه وقف بسرعه , لكن كان راح يصدم فيها ويوقعها , وعلى طول تحرك للجمب بحيث صار ظهره على الحيطه , ومر من قربها ,من غير لا يلمسها كان فعلا راح يصدم فيها لو ما تدراك الوضع وانتبه .
كان راح يعرض هذا الشخص لخطر , ويتحمل الأصابات اللي معقوله يتعرض لها .
ولما نزل لف وجهه .
وعرف منو هالشخص لما صار جبالها (قبالها) , واشتعل الغضب فيه , كان راح يطيحها يعني فيه أحد يوقف جذي على العتبه الأخيره من الدرج .
اما هي فشهقت لما حست بقرب جسد أدمي من ظهرها وبعدين مروره بقربها لهالدرجه وغمضت عينها .
هالشخص كان ريم , اللي كانت تنتظر السواق عند العتبه الأخيره من الدرج داخل العماره .
لما ما صدمها شي , ولا أوقعها الأحساس بمرور الأنسان قريب منها على الجنب اليمين , فتحت عينها.
و شافت حبيبها و نظر عيونها وروحها .
وتتأمله , اعرفت انه معصب , وقفته ونظرته توحي بهالشي .
عمر كان يشوفها , ويشوف جمالها , كانت لابسه جينز وقميص أبيض , وبلوزة حمرا لفوق الركبه مفتوحه من الأمام وما فيها ازرارات بحيث انه القيمص مبين من تحتها , وكانت رافعه شعرها بذيل حصان .
لما شاف شكلها وحفظ تفاصيله اللي ما غابت ابدا عن باله.
تنرفز من نفســــــه اهو وين , وأفكاره وين .
بكل بساطه جذي شكلها ووجودها يشتت انتباهه .
قال لها عمر بعصبيه " انتي شفيج احد يوقف جذي بالطريج , كنت راح اطيحج (اطيحك)".
قالت " أسفه "
عمر مثل اللي انكب في وجهه ماي بارد , أسفه !!!!!!!!!!!!
ريــــــــــم أسفه !!!!!
ليش ما ردت عليه برد من ردودها القاسيه .
بس يمكن اعرفت انها غلطانه بوقفتها اهني !!
غضبه مثل ما اشتعل انطفى , من كلمتها اللي قالتها بكل رقه .
واهو كمل كلامه لما استوعب انها قاعده اهني بروحها , وتساءل منو قاعده تنطر , وعلى طول نطق بكلامه , وقال بخشونه "منو قاعده تنطرين ؟ "
ريم كانت تتساءل هل تقوله عن مشاكلها , وتقوله انها تبي تنفصل عن فيصل ولا تسكت , وما تعلق .
تقوله انه ابوه كان ناوي يضربها ولا تسكت .
تقوله انه يترك سم , ولا تسكت .
لكن ردة فعل ابوها كانت حاجز واضطرتها تسكـــــت لما سمعت سؤاله .
أولا لازم تكسبه بعدين تقوله عن مشاكلها .
قررت انها ألحين تبين له انها تغيرت, هذي انسب فرصه ,تبي تثبت له تغيرها عن فترة مشكلتهم واللي أدت للطلاق.
ردت بلطف " السواق ونعيمه "
اهو لما نطق السؤال عرف الهجوم اللي راح يحصله منها وتحضر له , لكن اللي ما توقعه هالرد .
استغرب , لكنه تمالك نفسه , وخبا ردة فعله .
لكن الأفكار بدت تدور في راسه .
ليــــــــش ما تهاوشت معاه ,شافها للحظه كنه يحاول يدخل لروحها , حاول يستوعب الرد , ويعرف شنو الموضوع بالضبط.
وقال فجأه يختبر ردة فعلها " لا توقفين بويه الدري (الدرج) اللي مو منتبه راح يدعمج " واهني توقع الهجوم للمره الثانيه لكن اصطدمته بأن بعدت عن الدرج بهدوء , ووقفت قربه وقالت " حاضر"
ما كانت تشوف ويه عمر , لو كانت تشوفه , كانت راح تشوف حاجبه المرتفع من المفاجأه .
شنو صاير فيها , مسخــــــــــنه , مريضه !!
من طلاقهم ولقاهم الثاني ومعاملتها له دايما تكون بأحتقار وتكبر , أشفيـــــــها .
شنو تخطط له .
مو معقــــــــــــول ردها بيكون جذي .
شالســــــــالفه .
كانت ملاحظه هدوءه وسكوته على كل رد تقوله , ما تدري بأيش يفكر , لكن الأكيـــد انه ألحين جالــــــس يفكر وبعمق .
مشــــى للباب ما حب يتعمق بتصرفاتها الغريبه , ما يبي يعور راسه , كافي عليه اللي في راسه ألحين .
وأما اهي فظلت تناظره , يا ترى بأيش يفكر !
تذكر إيدها قبل لا يطلع من الباب , والحادث اللي صار امس , وهذا خلاه يوقف ويلتفت عليها .
وهي شافته كيف انه فجأه وقف كنه تذكر شي .
لف وجهه لها ,وشاف ايدها , حس بقلبه يرق, تخيـــــــل شلون راح تكون ايدها تحت هذا الشاش اللي محيط بكفوفها الأثنين , عوره قلبه عليها , قال بحرص " شلون ايدج ؟؟"
لما سمعت سؤاله , كان مثل البلسم على قلبها المتألمه من معاملة ابوها , ومن ذكرياتها المتوتره , والسيئه .
حبتــــــه أكثر وأكثر .
حبت وفرحت بحرصه عليــــها وبسؤاله عنها حتى لو كان هذا الحرص والسؤال نابع من حب ما همها فيصل ولا غيره , هذا هو المهم وقالت " الحمدلله "
كان يشوفها , اشفيها جذيه تشوفه !!
ليش تكلمه بهالطريقه !!
قال بتوتر " اممم الحمدلله "
وكمل مشيـــــه .
خرااااااااااااااا شلون نسى هالشي .
تذكر فجأه كلمة الدكتور له , اللي نسى ينقله لريم , غرابة تصرفاتها مو راضيه تخليه يركز .
فرد وقف مره ثانيه , ولف وجهه لها مغصوب للمره الثانيه " الدكتور يقول لازم تمرين عليه بعد 3 أيام عشان بغير الشاش ويشوف الخياط , تدرين صح ؟ "
ما في اي تفاعل غير هزة راس بالموافقه وابتسامه لطيفه !!
قرارها انها تكون مؤدبه ومحترمه معاه , وبالأهم لطيـــــــفه كان يتكون بعقلها من أمس , وكل هذا لأجل تذكره بالفتره اللي كانت قبل مشكلتهم الأخيره اللي ادت للطلاق .
تبيه يرد يفكر فيها كزوجه وحبيبه , مو كامرأة مجروحه كرامتها ترد على اللي يهينها بكلام مثله لأجل تنقذ كرامتها .
اما عمر فشاف الأبتسامه وقال (هــــــــــذي اشفيها تبتسم لي ) .
شاف ردها واهو مو مصدق انه جدامه ريم , مو قاعده تقولي ما دخلك فيني أوانا أدري , او انت طليقي منت بزوجي , أو انا كبيره ماني بزر , ومن هالكلام اللي يغث القلب
ليش قاعده تتصرف معاه بوداعه من أمس بالليل , الله يستر بس .
شنو قاعده تفكر فيــــــه .
هذي شكلها وراها سالفه !!
لكن قال " أوكي" ولف ويهه .
ريم ابتسمت أكثر لما شافته يطلع , كان واضح انها اشغلت تفكيره .
وطول الطريج للشركه واهو يفكر بالموضوع , شنو معقوله قاعده تفكر فيه !!
ليش قاعده تبتسم , ليـــــــش ؟؟؟
وتتكلم بلطف .
قام يحاتي ويفكر بهالتصرفات .
لما وصل لمكتب أبوه , استأذن بالدخول وسُمح له .
كان يشوف ابوه واهو عاقد حواجبه من التفكيـر , أبوه ماكان منتبه له
كان سعود قاعد على الكرسي الرئيسي للمكتب ويتكلم بالتليفون , كالملك بجلوسه وبكل شي فيه , أشر لأبنه بالجلوس .
عمر اول ما قعد بالكرسي , راحت افكاره , لهــــــــا , وسرح باليوم واحداث أمس .
نسى يواجهها بقدوم فيــــصل !!!
طبعا قاعده تتصرف بغرابه أطوار , شلون كان معقوله يتذكر شي .
حتى انه تصرفاتها نسته ايدها .
يا ترى ايدها اشلونـــــــــها , إلى الأن تألمها ولا ...
انا كان المفروض استجوبها واعرف شنو احساسها بالضبط ,وإذا قدرت تنام ولا لأ , خاصه انها ما قالت غير الحمدلله .
أشفينــــــــــــي قاعد أفكر فيها تتصرف مثل ما تبي تتصرف بغرابه , ولا لأ , عورتها ايدها ولا لأ , انا شدخلني ..
اهي مو مهمه عندي , اهتمامي فيها بس من ناحيه انها ملك من املاكي ما أبي احد يقرب عليه .
اما قلبه فرد على قلبه بقسوه ( ايه وهذا السبب اللي تركك تجري لها مثل الأهبل امس)
عدل قعدته على الكرسي .
ورد عقله على قلبه ( هذا هو السبب , لأنه هو ما يبي أملاكه تنخدش )
جـــــــــــــرب حبها مرة وما يبيه ألحين , ما يبي حبها , اللي يبيه انها تكون له .
ما يبي يتحمل الأذيه منها للمره الثانيه , خلاص اهو انقرص منها مرة, ما راح يرد يعلق قلبه فيها للمره الثانيه.
تذكر المسج , والخبر اللي ناوي يبلغه لأبوه .
وردت افكاره لها بسرعه .
يا ترى تدري انه خطيبها ياي (جاي) لمصر !!
ان كانت تدري , شنو معناته هالكلام !!
هل يا ترى عشان جذي اتعامله بلطف وحرص عشان ما يفقد اعصابه , ويذبحها ويذبحه !!
نفــــــــس الأفكار من أمــــس , مهي راضيه تتركه بحاله , مو عارف اشلون يتخلص منها .
لا اهو عارف انه ما راح يتخلص من أفكاره إلا ان عرف اجابتها .
سعود بعد ما انهى التليفون , تأمل ولده الغارق بالأفكار للحظات , وانتبه لملامحه الغير مرتاحه , وانتبه للسواد اللي تحت عينه (الســواد موجود من زمن , من طلاقه من ريم و وفاة نوره , زاد من السواد ) , انتبه لأشياء كثيـــــره , تدل على ان ولده يعاني .
الغريـــب انه ولده بسرحانه مرخي دروعه اللي يتخبى وراها بالعاده .
عمر بالعاده ما يسمح للناس انها تشوف توتره اللي يخبيه بحرص , على الرغم انه فيه علامات توضح هالشي .
قطع افكاره وتسند وقال " نعم يا عمر , بغيت شي ! "

ما كان منتبه انه ابوه انتهى من مكالمته .
إلا لما سمع صوته .
لف على ابوه وركز وقال " انا .." سكت وهز راسه برفض " لأ ما أبي شي , انا بس ياي اعطيك خبر انه مشروع الشرقيه وافقوا عليه الجماعه "
سخر من نفسه , من الجمله اللي نطقها , وافقوا عليه الجماعه !!
ليش ما قلت اسمه , وافق عليه فيصـــل الزفت !!
لكن سمع ابوه يقول " انزين , وشنو ناوي تسوي "
تسند عمر على كرسيه بجديه قال " وليــــــــش يبا انا عندي خيار طال عمرك "
لو بيده كان ما قابل هالفيصل , ولا شافه بالوقت الحالي .
لكن احترامه لنفسه يفرض عليه انه يقابله , عشان ابوه وغير ابوه ما يظنون انه ما يقدر انه يقابل هالشخص .
بجديه قال له ابوه " لأ ما عندك يا عمر , للأسف انت حرمت نفسك من الخيار بهالموضوع من زمان , كنت تقدر تتحكم فيهم على كيفك لكن انت اللي قطعت الخيوط كلها "
هز عمر راسه برفض لكلام ابوه , وبتعب من الكلام اللي دايما يتكرر من ابوه من وقت الطلاق, ابوه كان متعلق بريم , ومتقبلها بشكل كبير, مو مثل نوره اللي كان يعاملها عادي جداجدا .
كان عمر ماسك قلم بأيده , ضغط عليـــــه , طاري الطلاق الزفت , ينرفزه .
اهو عارف شنو كان المفروض يسوي , كان المفروض يعلقها , لا يطلقها , ولا يكون زوجها , لما تتأدب !!
بس اهو ما سوى جذي لأنه خاف من ربه .
ابوه لو درى سبب الطلاق , ما كان راح يقول له هالكلام , كان راح يسكت وما يعلق على طلاق ولده
ابوه يظن انه اهو الغلطان .
ضغطه على القلم , كان واضح لسعود اللي ما علق , ضغط عمر على القلم ما استمر 5 ثواني ,وبسرعه تمكن انه يوقف الضغط هذا , وهذا خلا سعود يرفع نظره , وشاف ولده الهادي المتمالك لنفسه والرافع لدروعه موجود , وعلى ويهه اكبر ابتسامه سخريه .
وسمع ولده يقول " المهم هذا من الماضي , ما راح نرد نفتحه ."
وكمل "اهو بيي لمصر اليوم بالليل , وطالب يقابلني "
قال سعود " متى راح تقابله ؟ "
عمر كان راح يضحك , تخيل نفسه يقابله ألحين وبهالنفسيه , ويضربه لما يكره العافيه .
المشكــــله انه يبي يقابل هالفيصل لكن مو ألحين , مو ألحيــــــن , يبي يقابله لما يهدى .
أبوه ما في اقسى منه , يضغط بقوة على اعياله , وهذا الشي اللي خلاهم كلهم ممتازين من ناحيه الشغل , لكن بالتعبير عن المشاعر وغيره , كانوا من أضعف الناس .
وشاف ابوه بهدوء وتأمل , ابوه ما قال ها شنو راح تسوي بالطلب , قال متى راح تقابله , يعني انا مجبور اقابله , او بمعنى ثاني , انا مأمور اني أقابله ,يعني ابوه يبيه يقابله وبأصرار .
لكن ابوه لو يدري اللي بصدره كان قاله لا تقابله ولا تحط عينك بعينه .
قال بهدوء " ما أدري , انت شرايك ؟؟ "
سعود بصرامه قال له " روح له اليوم المطار , واستقبله , وبين له الأحترام المناسب "
و ابتسم عمر , ابتسامه مغتصبه وقال " يبا مو جنك قاعد تعطيه اهميه أكثر مما يستحقه , جمال اهو المسؤول عن استقبال الشركاء "
مو متأكد من سيطرته على نفسه , خايف يفقد اعصابه .
بعد ما خلص الجمله , ما شاف صدى الأبتسامه بوجه ابوه , سكت .
" مقابلتك له متعلقه بغلطك بحقه مو متعلقه بالشغل "
تسند عمر بمكانه وضحك "أه ه ه ألحين فهمت "
قال له ابوه بصرامه "انت ما تبي تقابله ؟؟ "
رفع نظره لأبوه وقال " أناااااااااا " ابتسم وقام من مكانه " لا يباا عادي , انا أبي اقابله بالعكس , بس استقباله بالمطار , شي ما كان متوقع !! "
قال له ابوه بصرامه " عمر انت غلطت بحقـــه ,انا ماني فاهم المفروض اصلا مشاعرك هذي ما تحس فيها , لأنك متخلي عن خطيبته من زمان "
خطيبــــــــــــته , ابــــــــــوه بيذبحه , شفيـــــــه عليه , يبي يجلطه , يعني بروحه يحاول وبكل قوته انه ما يبين مشاعره , وأبوه قاعد يضغط بقوة , جنه يبيه ينفجر .
ابتسامة سخريه اظهرت على وجهه , مشاعره قاعده تذبحه , لكن ما راح يسمح لأحد انه يشوفها .
ابوه قال هالكلام بصيغه غير قابله للنقاش , ابوه عباله انه مشاعره مثل الكهرباء , يشغلها متى ما يبي ويسكرها متى ما يبي .
ما راح يقول لأبوه انه ما يبي يقابل الريال , إلا لما يتعود على الفكره .
ما راح يقول شي , مشاعره ما راح تطلع , وتبان لأي احد .
شاف ابوه ينزل راسه ويتابع اورقه بأيده , علامه واضحه يقصد فيها انه يصرفه وانه خلص الكلام.
ما راح يناقشه بالموضوع , ما راح يبين لأحد انها مأثره عليه لهدرجه .
المشكـــــــله انه مو خايف على نفسه , خايف على الشخص اللي بيكون معاه (فيصل) , لأنه بعقله نيه الذبح موجوده .
وهذا اللي ابوه مو قادر يفهمه .
فيصل هاجسه بالفتره الأخيره , راح يشوفه واليـــــــوم .
مو متصور انه يشوفه اليــــــــــوم
ما كان متحضر لهالشي , ابدااااا ما كان متحضر .
اليوم راح يشوف منو هذا فيصل اللي وافقت عليه ريم , منو هذا فيصل اللي تجرأ وحاول يمد ايده على ملك لعمر بن سعود .
لكن اهو وعد نفسه انه هالفيصل ما راح ياخذ ريم مني , راح يشوف اهو أو فيصل اللي راح يفزون فيها بالنهايه .
ضغط على أسنانه , وايده بدت ترجف من العصبيه .
للحظات كان ناوي يقول شي , لكن تراجع خاف يتكلم ويقول شي يندم عليه .
وبالنهايه ما قال شي , راح للباب وطلع بهدوء وسكر الباب بعده بهدوء .
هذا اختبار لقوته , اهو راح يثبت للكل اهو شنووو .


مها :

صوت المنبه صحاها , مدت ايدها تبي اتطفيه , حركت بأيدها وهي مغمضه عينها , وما لقت شي .
بدت تتحلطم " اهئ , اممممم , أوووووف"
ولما ما رضى يسكت افتحت عينها , وشافت حولها للحظات وما استوعبت اهي وين , لكن صوت رنين المنبه ما وقف .
اقعدت على حيلها , وانتبهت انها على الأرض نايمه , وهذا يفسر تصلب جسمها .
أووووف .
حطت ايدها على ظهرها .
وتلفتت حولها وين المنبه الزفت اللي مهو راضي يسكت هذا .
ولما ما لقت اي منبه , وشافت انه موبايلها ساكت , استغربت من اللي قاعد يرن شنوو .
وردت تتلفت .
واعرفت انه اللي يرن مو المنبه , اللي يرن كان التليـــــــفون .
ترن
ترن
ترن
منوووو قاعد يتصل عليها .
لا يكووون خالــــــد .
ورجعت لها مواجهة امس وبقوه .
وتذكرت ليش اهي نايمه بالأرض .
طلع نفسها من داخلها حار , يحــــــــــرق كل شي بطريقه , كل جزء يمر عليه كان يتأثر من النفس هذا .
لما طلع من جسدها خلف بعده رماد
رمـــــــاد .
تركها تعبانه , تعــــــــــــب منقطع النظيــــر .
ما كانت تبي ترد , ليــــــــــش ما يخلونها بحالها , بس تبي تقعد بمكانها , وتنام , بــــــــــس
ما تبي تقـــــــــــوم , ليـــــــــــش يقعدونها , ليــش ما اتركوها بعالم الأحلام اللي اهي عايشه فيه , ليش يردونها للواقع المر.
انتظرت لدقايق عل وعسى انه التليفون يسكت لكنه ما سكت , بالعكس استمر بالرنين بأصرار .
تضايقت من التليــــفون وردت عليه بس عشان تسكته .
وقالت " نعـــــــم !! "
اللي رد عليها كان صوت خالتها تقــــــول " صباخ الخير مها "
أمه !!
أمه !!
اشتبي منها , ليش داقه , ما تبي تكلمها , ليش داقه عليها .
استغربت.
لكن حاولت تبيــن قوتها ,وما تبين ضعفها , وردت بعد ما حاولت تظهر صوتها بأحسن طريقه ممكنه , عشان ما تبان تعبانه أو حتى انها نايمه لهالوقت !
وقالت بقوة " هلا خالتي , صباح النور "
قالت خالتها بصيغه غير قابله للمناقشه , لكن مغلفه بلطف .
" مها انا عازمتك على الفطور , راح انتظرك فــــــوق بالمطعم الموجود بالطابق الأخير"
شنوووووووو !!!!!! هذا كان رد فعل مها الأولي لكن ما انطقته .
موضي اللي من أول ما صحت , (هذا إذا نامت اصلا وهي تفكر بوضع ولدها , ومسأله طلاقه أو زواجه ) حست انها لازم تنهي المسأله بمواجهه صاحبة الشان , يمكن ان كلمتها تفهم أشياء مهي فاهمتها .
المشكله انه قلبها للحظات يكره مها وساعه ما يكرها وساعه مشاعرها تكون حياديه , ماكنه مها شخص دخل حياتها وقلبها فوق تحت .
من أول ما صحت أصرت انها تتصل بمها , ما رضت تسكر التليفون إلا لما اسمعت الرد على الطرف الثاني .
هذا وقت مواجهتم , يمكن يفهمون بعض احسن .
الموضوع لازم يصل إلى منطقه تمكنها هي ومها من معرفة كيــــف يتعاملون مع بعضهم على الأقل يفهمون كيف يتصرفون مع الطفل اللي جاي بالطريق , هي ما عرفت خطط خالد بالمســــأله , وألحين لازم تعرف كل شي من مها .
مهو كل شي , اللي تقدر انها تعرفه .
الحديـــــــــث هذا هو وقته .
تركت بنتها ساره نايمه , ولبست , وتوجهت لفوق , تنتظر مها .
مها بعد ما سكرته من خالتها .
كان بعدها تحت تأثير المفاجأة , خالتها شنوو تبي منها بالضبط .
خافت ,ما لها خلق احد يزفها , أو يتهاوش معاها , أو يعطيها كلام بالعظم .
كفايه عليها امـــــــــس
تحس نفسها مستنزفه , مستهلكه , نفسيا وجسديا .
تعبت من جروحهم لها .
ردت انسدحت مكانها بعنــــــــــاد , وخبت ويهها بالمخده على الأرض وقالت ( ما ابي أقوم , ابي انام , وبس , ما ابي أشوف احد )
ما احد يقدر يجبرني اني اقابلها , انا أبي انام , اهي قعدتني من نومي المريـــح .
خليها تنطر ليه باجر الصبح , غطت ويهها على باللحاف , وبالمخده .
ما تدري ليش كانت حاسه بخوف مالي قلبها وغامرها من مواجهة أي شخص .
الخــــــوف
الخووووف
ليـــــــــش اهي شنو سوت عشان تحس بهالخوف , المفروض تكون قويه , اهي مو غلطانه بحق احد .
فأنفضت الخوف من قلبها .
وقامت , وانبذت الخوف اللي ما تدري من وين ياها (جاها)
راحت تسبحت , ونشفت شعرها ولبست بنطلون ادعم (بني) , وبلوزه بيضا للركبه واسعه بأناقه , فيها أزرارات من قدام لي فوق الصدر , وعند الأكمام بعد فيه زر واحد , ففوق الزر كان الكم واسع بعد , وحاطه بروش من قماش أدعم(بني) اللون (على شكل ورده) , ولابسه لفه دعمه (بنيه) نفس لون بنطلونها .
شافت شكلها بالمنظره , وجهها شاحب , بشكل فظيــــــع , ماكان لها نفس تحط كريمات بوجهها ولا ودها تحط مكياج أو أي شي يخفي شحوبها .
اطلعت من الغرفه واصعدت لفوق , ولبست على وجهها تعبير الكبرياء الحلو , واللطيف .
ادخلت , وشافت المرأه اللي على الباب , ابتسمت ووقالت رقم الغرفه ,عشان تسمح لها بالدخول والأكل من غير مقابل , ووقفت عند راس الدرج اللي يطل على قاعه الطعام وبدت تبحث عن خالتها بعيون حريصه إلى ان شافتها .
خذت نفس عميــق , قوت حالها ونزلت لخالتها , كان الساعه 10, والمكان مزحوم .
راحت لخالتها وقالت " صباح الخير خالتي "
ارفعت موضي راسها وابتسمت لمها للمرأة الأولى , وقالت " صباح النور , تفضلي يا مها "
مها قعدت على الكرسي بهدوء , وسمعت خالتها تكمل " وش تبين فطور يا مها ؟ "
شافت مها حولها الأكل المعروض , و ردت تشوف خالتها واهي مو قادره , تبي تنهي المناقشه و الحوار اللي شاغل عقلها , ما تتصور انها ممكن تاكل من غير لا تعرف اشتبي خالتها منها , قلبها قام يعورها من التوتر وقالت " خالتي , أمري , بغيتي شي مني !!"


عمر :

عمر لما طلع من أبوه جاله مسج من السعوديه من عصام بالذات :

طال عمرك لما وصلنا للشركه الشباب وصلتهم
رساله من سكرتير الأستاذ فيصل يقول فيها انه طيارته الساعه 8
بالصباح , أبكر مما كنا متوقعيـــن , بيكون عندكم الساعه 11
هو يقول ان حضرتك لازم يكون عندك خبر


ابجر من المتوقع .
شنوووووووووووووو هذا شيبي منه , ليــــــش سكرتيره يبلغ الشباب انه طيارته الساعه 11, ما يدري ليش يحس انه فيصــل يبي يقابله وجه لوجه , حركاته تثبت عالشي .
شاف ساعته , الساعه 10 .
ساعه بس ويقابل غريمه .
كان عند باب سيارته , الطريج للمطار طويل , واهو يفكر بالزحمه .
لازم يهئ نفســــه لمقابلة هالشخص .
كان بيشغل السياره , بس ارتجاف ايده مو عارف معاه يدخل المفتاح في مكانه , من الغل والحقد على الشخص هذا .
ليش قاعد يبعث له رسائل غير مباشره , فيصـــل أصرارك على مقابلتي , اتمنى انه يكون بشي متعلق بالشغل , لا قسم بالله يكون هذا أخر يوم بحياتك .
حط في باله انه لازم يقوي قلبه , ويتعامل مع هالدخيـل بعقله , مو معقول يبين ضعفه لهالشخص بالذات .
ابوه من صغره واهو حاطه قبل الكل , ويعتمد عليه بأشياء ما قط اعتمد فيها على أحد حتى على اخوانه اللي اكبر منه .
الصغير كبر , وابوه يعتمد عليـــه اكثر
والشخص اللي ابوه يعتمد عليه , معناته انه هالشخص قوي , واهو يدري بهالشي , انه اقوي من الجميــع .
وراح يثبت لفيصل اللي طالب المواجهه انه قدها وراح يواجهه , والأحسن منهم بياخذ الريم .
رمى راسه لورى بالمقعد , افكاره دايما صايره سيئه الظن , مو قادر يحسن الظن بأحد , كله فكرته الأولى انه الطرف الثاني راح يجرحه خاصه ان كان من طرفها أو بموضوع خاص فيها .
ألعن شكله , لا اهو من طرفها , ولا من صوبها ,ريم ما تنتمي لهالفيصل , اهي تنتمي له اهو .
شغل السياره من أفكاره , واتصل على ابوه , سمع صوت مصطفى وقال له " مصطفى حولني لطويل العمر"
أبوه ما يوافق انه اعياله ينادونه عند العمال الباقين بأبوي , عشان ما يصير في تميز بينهم وبين غيرهم .
اصلا كل عياله ما نالوا مراكزهم إلا بعد ما مررهم على المراكز كلها , من أصغرها لي أكبرها , ولما وثق فيهم عطاهم مراكز , وعشان جذي غانم ما عنده مركز بالشركات !
غانم مسأله معقده بالأسره ما احد يحب يتكلم فيها , وخاصه ابوه .
مصطفى تعود على هالألفاظ الخليجه الخاصه بالأحترام .
وحوله لأبوه اللي قال له " نعم يا عمر "
قاله " يبا انا رايح المطار عصام طرش مسج وبلغني انه " وقال بهدوء الأسم الكريه " فيصل "
وكمل " ياي بالطياره ألحين "
سمع صوت أبوه اللي يقول " توكل على الله "
سكره , وحط لنفســـــــه قرآن يهدي سره , ويصفى قلبه , ويريحه .


مها :

انطرت رد خالتها اللي قالت بأبتسامه هاديه " مها بعد الفطور , على القهوة راح انتكلم " وكملت بلطف " روحي جيبي لك حاجه تاكليها وجيبي لي شي معاكي "
كانت مها راح تناقش , وتحاجج , لكن هزت راسها بموافقه , لأنها تبي تستجمع افكارها , تبي شي تشغل فيه ايدها وقالت " حاضر "
وقامت وحطت لهم من كل شي , وجابت خبز , وعصير مانجا لنفسها لأنه خالتها كانت تشرب عصير برتقال , واقعدت .
كانوا قاعدين ياكلون وخالتها تتكلم كلام عام , ومها ترد بالرد المناسب .
كانت تحس بالأكل مثل الحجارة تمر بحلقها بصعوبه , كنه بلعومها ضاق مليـــــون مرة , تحس فيه مثل الثقل لما ينزل لبطنها .
لما خلصوا , كان احساسها , احساس الطالب بأول يوم مدرسه , ألم في بطنها , هذا غير ألم قلبها اللي ما برى من سنه , واللي زاد جرحه أمس على ايد زوجها , وحبيبها .
كان جدام مها عصير مانجا , وجدام خالتها كوب القهوة .
مها شالت العصير لفمها بس عشان تشغل نفسها بشي تسويه .
وسمعت خالتها تقول بهدوء " ودي اعرف الموضوع بينك وبين خالد , ودي افهم كل شي قبل لا تجي سمر لمصر ؟ "


عمر :

وصل للمطار بلحظه اعلان وصول الطائره , اهو في استقبال فيــــــصل !!
لو احد قاله قبل اسبوع انه هذا اللي راح يسويه جان قاله (انت مينون)
كان قلبه يضرب بسرعه , القرأن , والإقناع الذاتي كان له أثر بأنه يهدي روحه , لكن قلبه رد مره ثانيه يتحرك بجنون .
كان واقف مع المنتظرين بعد ما استعان باحد الأخوان المصرين اللي كان عنده أوراق كبيره , وكتب بأحد الأوراق اسم فيصل , وطلب من الشخص انه يمسك له الورقه :


الأستاذ فيصل بن فالح


أما عمر فكان واقف بمكان بعيد شوي عن هالشخص اللي شايل الورقه .
يبي يتحضر وينتبه له قبل لا يضطر انه يواجهه , عشان يقدر يتمالك نفسه , وما يسوي شي يندم علــيه .
انفتحت البوابه والناس بدوا يطلعون , واهو بدى يتلفت ويشوف الناس الطالعه من الباب , يبي يعرف منو غريمه , كأنه راح يعرفه من مجرد النظر .
كان يشوف كل ريال بحده وتدقيق .
كان قاعد يغار من كل واحد يطلع ويشك انه اهو المدعوو فيصل .
لكن النار قاعده تشتعل , تضوي داخل صدره , من أمس , من الوقت اللي عرف فيه انه بيكون بمصر .
وقفته اهني كانت تحرقه فمابالك النظر له .
كان خايف من ردة فعله , مو عارف شنو معقول يسوي .
تسند بأيديه الثنتين على الحاجز الحديدي اللي يمنع المنتظرين من الدخول , وبكل قوته ,كان شايف واحد وظن انه اهو فيصل
كان هالشخص عادي , وصغير , وباين عليه سعودي .
تعوذ من أبليـــــــس من أفكاره .
لأنه كان يفكر شلون راح يقطعه , وأي سكينه راح يستعمل .
ورد يتعوذ من أبليس .
لكن لما شافه يسلم على ناس بعاد تنفس الصعداء , وتم يراقبهم, لأنه بلحظه كان راح يترك الدنيا وما فيها ويهشم ويه الريال ويقطعه .
وهذا ما خلاه ينتبه , للي جا ومعاه شخص ثاني بيده الورقه .
إلا لما سمع صوت قوي " انا فيصل بن فالح "
دقات قلب عمر زادت , والعنف ملاااااا صدره , والدم بدى يفور بمخه مثل الماي المغلي , وبغضب بارد , وحقد منقطع النظيــــر لف وجهه بقمه البرود لمواجهة غريمه.


__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!