البارت الحادي والعشرين
*** اصحــــاب انا والهــــــم واحباب ونمــــون ...لا ما هى صداقه يوم ذى عشره اعوام ***
السياره بعد ما انقلبت ردت اعتدلت وبالنهايه صارت مصطدمه بشجره على الرصيـــف , وهذا ادى إلى انها تكون مضغوطه من قدام ومتكسره بصوره خياليه , والزجاج الأمامي للسياره مكســـــــور .
الناس بسرعه راحوا للسايق , والكل فزع وخايف على المسكيــــــن اللي كان ضحيه لهذا الحادث القوي , والمخيــــف .
كونهم شهود على مراحل الأصطدام وتحرك السياره المخيف وغير المسيطر عليه , وعدم تحكم قائدها فيها , ثم انطلاقها وانقلابها ثم اعتدالها بشكل سريع واصطدامها بالشجره , والصوت المخيف الذي صدر عن السياره ,وعن الحادث , أثر في نفسياتهم , وجعل البعض يركن سيارته على امل انه يساعد الضحيه.
اما الضحيه فما كان واعي تماما , بعد ما ضرب وجهه بالسكان (الدركسون) , وانكسار الزجاج الأمامي بوجهه , كان يشوف حوله بضبابيه , وبتشويش .
كان يشوف الناس محيطين فيه بكل مكان .
كانت عينه تغلبه وتضعف , فتغلق ثم يفتحها , ثم ترجع للغلق .
كان يحس بضوضاء حوله , وفيه صوت قربه يصرخ بكل قوه , لكن الكلام كان لغه ثانيه , غريب !
الألم غامره ومحيــط فيه من كل جانب .
ألم بكل قطعه من جسمه .
رجلـــــــــــــــي
رجلـــــــــــــــي
ما كان يقدر يسيطر على شي بجسمه .
حاول يرفع ايده لكن
عجز ...
حاول يسيطر على رقبته لكن
عجز ..
حاول يسيطر على عينه لكن
عجز...
حاول يطلع صوته لكن
صوته كان يخرج بطريقة حشرجات غير مفهومه
كأنها غرغره تخرج .
الألم كان يقتله , بكل ثانيه وعي كانت الألم يذبحه , ألم كان يدعو ربه انه يرتاح منه بأي طريقه , كان يتمنى انه الظلام يغمره ويغيب عن الوعي ويرتاح , لكن هالشي ما حصل وظل يعاني من الوجع الشديد .
الشباب حاولوا يفتحون الباب لكن عجزوا لأن الباب كان مغلق بقوة من الحادث .
الناس شافوا الشاب اللي الدم مالي وجهه , واللي اختفت ملامحه من اللون الأحمر , مع يده الثنتين موجودتين بعجز بقربه , ورقبته التي تأتي للأمام ثم ترجع للخلف بعدم سيطره .
كان منظر بشع , ولا احد يتمنى رؤيته في حياته كلها .
الشهود كانوا بفزع واللي بكى , بكى , واللي انهار , انهار , اما الأغلبيه فحاولوا العمل من أجل انقاذه ولم يكتفوا بالبقاء مكتوفي اليدين, وعدة اشخاص اتصلوا على الأسعاف , أما العمل المشترك بينهم , فهي قلوبهم التي تلهج بالدعاء انه الله ينقذه , ويحفظه لأهله .
فكان الهمس الذي يملأ الجو
اللهم احفظه
اللهم احفظه
اللهم احفظه
اللهم اعده لأهله سالما
اللهم اعده لأهله سالما
اللهم اعده لأهله سالما
وتشكل فريق من عامة الناس , وتولى القياده شخص واحد منهم , يوجهه الأوامر للشباب المتطوع , على امل انهم ينقذون الرجل المحبوس .
ودقائق تمر
وتمر
وتمر ولا سبيل لفتح الأبواب , مرت دقائقهم كالساعات , من الخوف والفزع اللي كان الكل يعيش فيه , بدأت النساء الشاهدات على الحادث يعلوا صوتهم بالنحيــب
أصعب شعور هو رؤيه انسان اخر يتعذب وتعجز عن مساعدته .
مرت هذه الدقائق كالساعات على المتواجدين على جبهة الأنقاذ ,ثم بقدرة قادر تم فتح الباب الخاص بقائد المركبه .
عندها فقط استوعب الرجل اللي كان متولي القياده بعملية الأنقاذ خطورة الموقف , لا يستطيعون اخراج المصاب , فرجله مختفيه تحت الحديد .
حاول الرجل ان يكلم المصاب .
ان يحاول ان يجعله يركز , حتى لا يفقد الوعي .
ان يفهم منه مقدار اصابته .
لكن خرجت حشرجه قويه من المصاب وغرغره , وأغمض المصاب عينيه .
كان هذا على وقت وصول سيارة الأسعاف !
بمكان اخر بمصر :
دخل السكرتير من غير استئذان وبعجله وقاطع اجتماع معقود بين مدراء الشركه المهميــن .
وهذا ترك صاحب الشركه ينظر له بنظرات غضب .
لكن هذي النظرات خفت حدتها لما شاف نظرات الفزع بعيون السكرتير .
قرب السكرتير من أذن معزبه و قال بهمس " سعادتك في شخص اسمه عصام ابراهيم على التليــفون , عاوزك زروري " (سعادتك في شخص اسمه عصام ابراهيم على التليفون , يبغاك ضروري)
سعود رد بصرامه " قول له اني بأجتماع يا منصور "
التوتر بان اكثر والقلق على منصور وقال بأصرار وهمس " حضرتك زروري (ضروري) تاخذ الأتصال " لما شاف منصور رجوع الغضب لعيون سعود , قال بنفس الأصرار " الموزوع (الموضوع) بخصوص الأستاز(الأستاذ) عمر "
سعود فز قلبه فجأه , ما يدري ليش هذا الموقف ذكره بموقف ثاني صار من 19 سنه , نفس الموقف , لكن بمكان ثاني , ببلد ثاني .
لما تذكر ذاك الموقف , ودخول السكرتير بنفس الوضع والحاله اللي عليها منصور ألحين , خلاه هذا يقوم من مكانه بسرعه .
قال " اسمحوا لي يا جماعة الخيــر , مكالمه مهمه لازم ارد عليها"
تحرك من مكانه بهيبه , لكن من داخل الله العالم فيه , وتوجه لغرفه خاصه قريبه من غرفة الأجتماعات .
وشاف التليفون لفتره يستجمع قوته, وبعدين رفع السماعه , وقال " نعم "
الإجابه كانت " الأستاز سعود , والد عمر ؟ "
قال بقوه تخفي شعور الأب " اي نعم "
تنهد الرجل بالخط الجهة الأخرى وقال " ابنك عمل حادس (حادث) سياره "
المعلــــــــــومه طعنت قلبــــــــه بقوة مؤلمه .
واختل توازنه للحظه , ولده , عمل حــــــــادث , لكن استعاد التوازن بسرعه
عمــــــر..
وقال بصوت قوي , لكن أقل قوه من السابق "شلون ولدي ألحين ؟؟"
جاوب الرجل بعجله " ما أعرفش (ما أدري) حزرتك (حضرتك) , ما عنديش (ما عندي) اي خبر عن الموضوع "
رجف قلب الرجل الكبير , بوجل , بخوف على ابنه , على اصغر ابنائه , وعلى ابر ابناءه فيه وقال " وينه فيه ألحين ؟ "
جاوب الرجل بهدوء "بمستشفى ..... "
قال بنفس القوه " انا يايكم بالطريج " (انا جايكم بالطريق)
اغلق التليفون , وتسند على الطاول بأيده الثنتين .
شعر بدخول السكرتير عليه , ففرد ظهره , قوته الطبيعيه , وحكمة سنين , وثقته بالله مكنته من التماسك .
التماسك فقط , لا غيـــــــــر ,لكن الألم والخوف , ملا روحه .
ابنه الجعده , اصغر ابناءه ....
وقال لمنصور بصوت قوي وبذهن غايب لكن متعود على ترتيب الأمور قال " قول للجماعه انه الإجتماع تم تأجيله , واتصل على خالد صديق عمر وبلغه انه يحضر مستشفى من غير ذكر السبب..... وقوله ما في داعي مها تعرف "
وطلع من غير المرور على قاعه الإجتماع بأسرع مشيـــــــــه ممكن انه يمشيــها رجل كبير بالسن .
مها وخالد :
مها بعد ما صارت لخالد وصار لها
استـــوعبت اللي سوته .
انا اش سويــــــــــــت !!
اش ســـــــــــويت !!!
اكيـــد اني ينيــــت , اشلـــــون سلمت نفســـي له .
شلون تغاضيـــت عن كل اللي سواه شلـــــــــون ؟
شلون تغاضيت عن كل العوائق بزواجنا .
حســـــــــت بغصه بحلقها من تصرفها الغبي , من عدم تحكيم عقلها قبل التصرف .
اليــوم بان شي واحد , انها ضعيفه قبال خالد , ضعيفه ! .
زادت الغصه بحلقها , وهذا اكبر دليل على انه الدموع راح تنزل ألحيـــن .
غمضـــت عينها تمنعها من الخروج .
اللي صار غلطتها , اهي , الغلطه غلطتها .
خلاص بس ما عاد فيها تستحمل روحها .
تبي تطلع من هالغرفه , تبي تروح من هالمكان .
حاسه بأيد خالد اللي محاوطتها وشادتها له بقوة , كنه خايف يتركها , كان مستلقى قربها.
كانت ناويه تتحرك , لكن تفاجأت فيه يتركها ويتحرك من مكانه .
شافته .
لكن اللي فاجأها انه ما قام من مكانه مثل ما كانت متصوره وانما مال على بطنها , واهو بعده منسدح قربها .
كان يشوف بطنها برقه .
واهي تشوف تعابير ويهه.
رفع ايده وبدى يلمس بطنها !
شافته واهي منصدمه من حركته وغرابتها , ومن رقته بلمس بطنها .
تعابيــــــر ويهه كانت جميــــــــله , هه .
انه ينقال عن تعابيره جميله , غريب , فعلا غريب هاللفظ على تعابير بهالرجوله, بس بالفعل ما في صفه مناسبه لوجهه بالوقت الحالي إلا هالصفه .
لأنه الحنان اضفى عليها جمال غريب .
كان يشوف بطنها بغرابه .
استغرقت بتصرفاته لدرجة نست اهي بشنو كانت تفكر !
وفجأة حط راسه على بطنها بحيث صارت أذنه على بطنها , كنه يبي يسمع شي فيه .
خذت نفس قوي من تصرفه .
وقالت بهمس من الحرج , ومن الوضع الغريب " خالد ..."
رفع راسه و قال بتركيــز وبكل جديه " اشششششششششششش "
ورجع راسه لبطنها .
أوكي هذا الوضع غريـــــــــب ,لكن بنفس الوقت لطيــف .
قلبها حن من تصرفاته لجنينهم , لطفل المستقبل .
وفجأة رفع راسه وعينه على بطنها .
نظراته كانت رقيقه , لمساته رقيقه , كان مثال للرقه , والغريب انه كان مركز وكل هذا موجه لشنو ... لبطنها وللجنين .
وفجأة قال بكل طفاشـــــه مناقضه لرقته " انت يا البــــــــــزر "
ورجع يحط أذنه على بطنها كنه ألحين راح يسمع الجنين يرد عليه .
مها كانت تشوفه بأستغراب !
وبعدين رفع راسه كنه فيه شي صار ما ارضاه وهو عاقد حواجبه .
" انت يا البزر , ما تسمعنـــــــــي "
ورد راسه على بطنها , كان وده يحس بطفله , وده يحس بحركته ,وده يحس بأي شي يثبت وجوده.
مناقضه الحركات الرقيقه مع الطريقه الرجوليـه الخليجيه بالكلام اللي تتميز بالدفاشه والخشونه , كان مضحك .
حاولت تكتم ضحكتها .
لكن الضحكه بدت تظهر , وإللي اقدرت عليه انها تخليها من غير صوت .
إلا انه جسمها بدى يهتز من الضحك المكتوم .
وهذا خلاه يرفع راسه ويشوفها ببراءه , اهني بس ما اقدرت تكتم ضحكتها أكثــــــــــــــــــر وانفجرت بصوت عالــــي فيها .
" هههههههههههههههه "
ويهه لأول مره بحياتها تشوفه أحمر !
خالد منحــــــــــــرج !
وهذا خلاها تضحـــــــــك أكثــر " هههههههههههههههه "
وحاولت تخش ويهها بالمخده , ما تبي تحرجه أكثر .
اما اهو فكان ماسك خصرها فعجزت انها تخش ويهها .
وفجأة تغيرت تعبيراته من الأنحراج إلى رقه ورفع حاله إلى ان صار وجه بوجهها .
اما اهي فأغلقت فمها مع ان الضحكه لازلت متملكتها .
" اضحكي بعد ! "
اختفت ضحكتها فجأة واستغرقت بكلمته ورقته .
" اضحكي بعد , اشتقت لصوت ضحكتك ."
فجأة رجع لها الإحراج وبعدت ويهها عنه , ومدت ايدها لكتفه تحاول تبعده عنها .
من متى هالرقه بالكلام يا خالد ! , ليش ألحين قاعد تترقق بالكلام ؟
خالد حس بيدها تبعده عنها .
لكن اهو ما راح يسمح لها تبعده عنها , ما راح يسمح لها بالأبتعاد ألحين , بالوقت اللي قدروا فيه انهم يتخطون بعض الحواجز .
مسك وجهها وتركها تواجهه .
يبيها ترجع له خلاص , مافيه بعد ما رجع لدفى وجودها معاه , انه يرجع للبرد والوحشه من غيرها وقال بهدوء " مها رجوعنا لبعض بيدك انتي , خلينا نعيــش يومنا , نعيــش لحظتنا , لا نفكر ببكره وش بيصير فيه "
لما قال كلمته مها عورها قلبها لكن ما انطقت , وحاولت تبعده بتصميم اكبر ,شلوووووووون ترجع وكل اللي بينهم , ليلحين بينهم , ما تقدر تسوي جذي .
كان يلاحظ الرفض بعيونها , وبأيدها اللي تحاول تبعده عنها , وهذا خلاه يغمض عينه , ويحط جبهته على جبهتها .
" مها , فكري بس باليوم , بس باللحظه , بس بالثانيه , وبـــس , خلينا نفكر بكل يوم بيومه "
ابعد جبهته عن جبهتها و وصارت عينه بعيونها .
" قولي ايوه , قولي تم , قولي حاضر , قولي .."
قطع عليه الكلام , صوت تليـــفونه .
التفت على تليفونه , ورد شاف مها , اللي صدت بوجهها للجهه الثانيه .
وعرف ردها !
لكن هالرد غير مقبول !
تنهد وانسدح على ظهره , مد ايده لموبايله وشاف رقم غريب , ما اهتم انه يرد ورمى الموبايل مكانه .
اعتدل بجلســـته ونزل ريله (رجله) للأرض .
ما راح يقبل برفضها له .
وما يقدر يضغط عليها , هي لازم تتخذ قرار الأستمرار معاه ,لأنها هي اللي دايما تبي تنهي الزواج , وهو اللي متمسك فيه ,هي تركت منزل الزوجيه بالأول , واهو اللي طلب انها يقابلها ورفضت , ألحين هو راح يمد لها غصن الزيتون , ولازم ينتظر ان كانت راح تاخذه ولا لأ ؟ .
وقال بصوت هادي " راح اتركك تفكريــن بالموضوع , والقرار متروك لك "
المشكله انه ما يقدر يقول عن سمر , ما يبي ينزل من قيمة بنت عمه , خاصه انه هو اللي قال لعمه ولسمر انه ما يبغى الخطبه .
وهذا ضربه كبيره لعمه , ولبنت عمه , ما يقدر يزيد الوضع سوء بأنه يقول الموضوع لمها , للشخص اللي من اجله رفض بنت عمه !
هذا اهانه لكرامة سمر , واهانه كبيره .
اما مها فخبت وجهها بالمخده (الوساده) وهي ترجف , الوضع أكبر منها , أكبر من قدرتها على التصرف والتقديــر , مو عارفه شتسوي , شتقول .
كانت بالأصل منحرجه من اللي سوته ألحين , منحرجه من انها معاه , منحرجه انها استسلمت له , واهو قاعد يتصرف بطبيعيه مع الوضع , ما كنه صار شي المفروض ما يصير .
ويتكلم ويسولف , واهي الغبيه مشت معاه ونست نفسها للمره الثانيه ونست وضعها .
غبيه
غبيه
بدت ترجف من العرض اللي اعرضه , شنووو المفروض تسوي , ارفعت راسها ولفت عليه , كان ظهره لها .
رن التليفون للمره الثانيه , وهي لفت على التليفون .
خالد بنرفزه , خذا الموبايل وشاف نفس الرقم الغريب .
هذا شكله مُصر , رد عليه بجفاف " نعم ! "
" السلام عليكو "
خالد تكلم ببرود " وعليكم السلام , نعم ! "
مها كانت تسمعه , (لو انا كان يكلمني جذي , جان خفت)
اما خالد فكان مركز بالأتصال .
" استاز خالد , انا منصــور , سكرتير الأستاز سعود "
خالد عقد حواجبه , وزاد تركيزه مع الأتصال من أول ما انذكر اسم عمه سعود .
فقال بأختصار " هلا , أمر "
تنهد منصور , وقال بعدين بقلق " الأستاز سعود بيقوئلك (يقولك) تعاله (روح) للمستشفى ......, زروري (ضروري)"
خالــــــــد القلق وصل معاه لدرجه غير معقوله , المستشفى !!
ما حب يلتفت او يبين شي غير طبيعي , لأنه مها موجوده معاه , واكيد انها مركزه بكلامه , فقال على قد ما يقدر من طبيعيه " في سبب ؟ "
سكوت الطرف الثاني اثبت له انه في سبب قوي , وسمع صوت منصور يقول له " ايــوه حضرتك , فيه سبب , الأستاز سعود رفض اني أئوله (اقوله) لك بالتليــفون ,و بيئولك (ويقولك) ما فيش (في) داعي الست مها تعرف بطلبه دلوقتي (ألحين)"
ما في داعي مها تعرف بطلبه !
وافق خالد على الموضوع " طيب قول له انا جاي "
سكر التليــفون , وبقى ساكت بمكانه , والقلق غامره من اقصاه لأقصاه , والمشكله انه عنده مها هنا لازم يشرح لها الموضوع .
مافي وقت يشرح لازم يروح يشوف وش هو الوضع
قام من مكانه فجأه بتوتر وبسرعه وخذ اغراضه من الأرض بعجله , والتفت لها , وقال بهدوء وصراحه بهدوء " انا لازم اطلع ألحين "
مها ما قالت شي , بس استمرت بالنظر له ,وفجأه لفت وعطته ظهرها بصد مؤلم له , وبدت تشوف الحائط .
ما كانت مستحمله وضعها معاه , مو مستحمله .
دموعها بدت تنزل على خدودوها وهي ما تدري ليش حاسه بالغبن , وتأنيب الضمير , وحاسه انها مسويه شي غلط بحق نفسها وبحق خالتها موضي , وبحق ساره ...
تدري انها المفروض ما تحس جذي وانها كيفها , لكن اهي غلطت بحق نفسها ...
خالد شاف صدتها عنه , وشد على اغراضه بهدوء , مو وقته يتكلم معاها ألحين لأنه مستعجل لازم يطلع ويشوف عمه سعود .
دخل للحمام بسرعه , بعد ما اخذ اغراض من شنطته .
دايما يحس بنظراتها له فيها خوف !
الخوف !
كان عند ه امل ولو بسيــط انه الوضع بينهم بيتحسن , لكن من الواضح انه ما صار هالشي , والوضع زاد أكثر , ما انطقت بكلمة , ولا قالت شي له طول الوقت ,بعد ماصار بينهم اللي صار .
مو وقته يفكر بعلاقته فيها , هذا اخر شي المفروض يفكر فيه , اخر شي .
اما اهي فظلت مكانها وفجأه فكرت بكلامه اللي قاله قبل ما يدخل الحمام , ما طمنها هالكلام و شنو يعني ( انا لازم اطلع ألحين !!)
ليش لازم يطلع ألحين ,شمعنى .
اووووووووووووووووووووووووه يروح المكان اللي يروحه
بس يا مها , بس
كانت فعلا كارهه نفســــها بشكل اهي ما كانت متصورته .
اقعدت على السرير وبدت تشوف المكان اللي هو راح له واللي كان الحمام .
بعدت شعرها عن وجهها , وقلبها بدى يطق بقوه .
من الخجل من الشي اللي سوته .
من عرضه اللي قدمه لها .
من كل المكالمه التليفونيه الغريبه من توتره بعدها وعجلته , وعدم تركيزه .
كرهت الوضع اللي اهي فيه .
ما قدرت تقول رايها باللي صار بينهم .
ولا قدرت تبين احتجاجها يمكن بكل بساطه لأنها مو محتجه , وبالعكس موافقه .
رجفت لما تذكرت بالضبط اللي صار بينهم .
شلـــــــون اسمح بهالشي واهو عنده سمر ,وراح يتزوجها !!
الدموع اللي كانت تنزل بهدوء كملت نزولها .
شدت على شعرها بغضب وهي تسمع صوت الماي الصادر من الحمام .
خافت يرد يدخل ويشوفها بعدها بالفراش وتبكي .
وهذا خلاها تقوم , وتلبس اهدومها بسرعه , وتطلع من الغرفه قبل لا يطلع اهو , وراحت لغرفتها وبجري تقريبا .
خافت انها تصادف احد ويقرى بوجهها وعيونها اللي صار للتو مع زوجها .
دخلت كرتها الخاص بالباب , بأيد مرتجفه , وهذا تركها تكرر محاولتها مرات متعدده إلى ان استطاعت ان تدخل الكرت .
ولما دخل الكرت لمكانه حست بقلبها يرتجف وبراحه ( غريبه راحتها ) , لكنها فعلا حست بالراحه !
فتحت الباب بعجله وسرعه , كنه في وحش لاحقها .
سكرت الباب وتسندت عليه .
اتحس مشاعرها متناقضه , وبصوره غريــــــــــــبه ومتعبه
واللي عملته حسسها انها ما عندها كرامه .
استسلمت له , ببساطه استسلمت .
لكن ما تقدر انها تنكر انها حست بجزء منها كان يبي هالشي , لأنها اهي بعد كانت مشتاقه له ...
بس ما تقدر تمحي الأحساس الأكبر اللي ماليها , واهو انه عمل هالشي , لحاجه له , ورغبه عنده , مو حبا فيها .
كله كوم وتصرفه برقه كوم ثاني , لما صار تركيزه على الجنيــن ورقته , فقدت تركيزها على مشاعرها .
رقة خالد شي تعجز انها تقاومه !
ما تدري وش هي الدبره , كيف تتصرف !!
انزين عرضه , شلـــــــون ؟؟ تقبله ولا ترفضه ؟؟ .
تتغاضى عن المشاكل اللي بينهم ولا لأ .
انزين شنو يقصد من عرضه انهم يردون لبعض وينسون فكرة الزواج , ولا انه الفكره راح تضل قائمه
تعبت والله اتعبـــت .
مو عارفه شمالها من جنوبها !
تحركت بعد دقائق طويله عن الباب , وراحت للحمام , عملت لها بانيو , واستلقت فيه وغمضت عينها .
عل وعسى يجيها استرخاء وتفكر بعقل بالموضوع .
خالد اللي بعد ما طلع من الحمام , توقع يشوفها , لكن لما ما شافها ما تفاجأ , تعود انها تتهرب منه أول ما يغيــب عنها , هذا شي مو جديد عليها .
ما حاول يركز بالموضوع , وفكر بسبب اتصال سكرتيرعمه بتوتر , عمه سعود لو وش يصير مو معقول يلجأ له بشي وعمر موجود !
بسرعه طلع من الغرفه ,ومر على غرفتها , لو ما انه عمه سعود موصيه على جيــة المستشفى كان راح لها لغرفتها , وتكلم معاها بمواضيعهم المتعلقه !
شاف ساعته , المكالمه ما صار لها ربع ساعه من صارت , بس اهو القلق ماليــــــه .
ليه عمه ما تكلم معاه !
يعني هو فيه شي , لا ما فيه شي ان شاء الله
الغموض , مفزع أكثر , وخلاه يتحرك بسرعه !
عمر !
ليــــه ما يتصل بعمر , ويشوف الموضوع .
بدى يتصل ويتصل
لكن ما في رد .
توتر أكثر , وبدى يردد تفاءلوا بالخير تجدوه , وتفاءلوا بالخير تجدوه .
مها :
بعد ما انتهت من الحمام .
استلقت بفراشها حتى ما لبست اهدومها بس بقت بفوطه مالها قوه على شي , لكن بقاءها بروحها ما راح ينفعها , لأنها متوتره , وتعبانه .
النوم ابعد ما يكون عنها , تحتاج تستعين براي أحد ؟؟
بمنو ؟
بمنو ؟
ريم .
ايه هي ريم , اهي اللي تحتاجها.
تحركت من مكانها بسرعه , ما عاد فيها تفكر بروحها , بس خلاص تعبت , تحتاج عقل ثاني يفكر معاها , وخذت موبايلها واتصلت على صديقتها .
غريب وضعهم , ألتقوا وردت علاقتهم بنفس قوتها .
لازلت تعتمد على ريم , ولازالت تثق بريم .
مازالت هي صديقتها , واختها .
كان المفروض يتغير الوضع بينهم لأن غيبة ثلاث سنين ما كانت بسيطه .
لكن لأ , مشاعرهم تغلبت على هذا الواقع .
ارتاحت لوجود ريم , لأنها مرأه , وثانيا لأنها تمر تقريبا بنفس وضعها , وثالثا لأنها مو من اهل خالد , ورابعا لأنه علاقة الصداقه ومعرفتها بريم معلمتها انه ريم تعطي احسن نصيحه تتوصل لها , وانها دايما تتمنى الخير للغير .
اتصلت وتم الرد عليها من قبل ريم بسرعه قصوى , وبترحيـــب ترك مها تبتسم بتعب .
ريم كان مزاجها حلو , بعد لقائها بعمر , وشوفتها له اليوم .
عاملته معاملة زينه واهي متأكده انه تم يفكر بهالمعامله لفتره بعد انصرافه عنها .
بدت تتفاءل , وبداخل قلبها سعاده خاصه انها مقرره وش راح تسوي , وانها ان انجحت راح تكون لعمر .
بعد الترحيب والسلام , قالت مها لريم بتساؤل ولهفه واضحه " ريم , انت وينج ؟"
قالت ريم وابتسامه ماليه وجهها " انا قدام فندقكم بالضبط , لأجل ادفع للمطعم ؟"
مها قامت من الكرسي اللي قعدت عليه , وراحت لشنطتها , اتطلع لها اهدوم , لأنها ضروري تقابل ريم , قالت بسرعه " لا ريم اندفع الحســاب " وتوها مها بتكمل إلا ريم مقاطعتها
وقالت باعتراض واحتجاج قوي " لأ كيــف تدفعين , حنا اتفقنا انه بالنص بيني وبينك " سياره الريم , وقفت امام الفندق بالضبط , وريم انزلت منها
مها بصرف نظر عن المسأله " مو انا اللي دفعت , عمر اللي دفع , المهم ....."
ريم وقفت وقلبها نسى يدق دقه لما سمعت اسم حبيب قلبها , بس بعد ما تقدر توافق وقالت بأحتجاج " هذا المهم , كيــف تخليه يدفع لنا ؟ وشلون اقدر ارد له الديــن ألحين "
مها وقفت مكانها ورفعت حاجب وقالت " ايه قولي هالكلام لعمر , وقولي له دين ما دين ...عشان يقبرج (يقبرك) بمكانج "
كملت ريم مشيتها ودخلت من الباب الدوار وقالت " ما انا عارفه هالشي , تعلميني فيه , وعشان كذا انا راح ادفع لك , وانت دفعي له "
مها كانت تبي تقفل الموضوع عشان تدخل بالموضوع اللي شاغلها , وتقول اللي تاعبها .
اخيرا لقت لها احد تشكي له همها .
" لأ يا قلبي , اذا انتي تبيــن المشاكل انتي روحي لها لا تدخليني فيها , المهم ريم خلينا من هالموضوع , انا ابيج ضروري ..., صعدي للكافيه فوق بأكلمج بموضوع مهم "
حست ريم بأهمية الموضوع , وقالت بسرعه " طيب , انا رايحه ألحين "
بعد ربع ساعه كانوا أثنينهم جالسين بالمقهى العلوي .
قدامهم حلو وقهوة , وعصير , وقدامهم موبايلاتهم بعد .
شوي وريم قالت " مها وش الموضوع ؟"
مها اصلا مهي عارفه اشلون تبدي الموضوع وبعد لحظه سكوت احترمت فيها ريم هدوء مها .
قالت مها " خالد ....." خذت نفس وكملت "خالد يبينا نعيش كل يوم بيومه , يبينا ننسى فكرة الطلاق بالوقت الحالي "
مها كانت تتكلم , واهي تشوف النيــل بسرحان غريب !
وكملت بتعـــب "ماني عارفه شسوي , محتـــــــــاره " ضحكت بأستهزاء واضح من نفسها وقالت " هه , جزء مني يبي هالشي , ابي اعيش معاه مرتاحه على الأقل بالفتره الأخيره من علاقتنا , والقسم الثاني منتفض لكرامتي "
تنهدت بصوت عالي , ما كانت قادره تواجهه ريم باللي تقوله ,ما كانت متعوده تستشيــــــر احد بزواجها , لكن بهاللحظه ما تحس انها لها عقل يفكر , ويقرر " صعب هالشي علي ...ماني قادره استمر زوجته وانا ادري انه خاطب بنت عمه وناوي يتزوجها و ماني عارفه شنو اسوي ألحين , وما في احد حولي اقدر ألجأ له وأثق فيه " ولفت على ريم وقالت "ما في احد إلا انتي "
ريم بادلت مها النظرات , حست بتوتر , ما تقدر تنصح احد خاصه بمسائل زواج , كيف تقدر تنصح وهي اصلا ما انفعت زواجها , فقالت بهدوء " مها ما أدري وش أقولك , جايه تستشريني انا !!!! , انا زواجي فاشل يا مها , صدقيني لو عندي نصيحه كنت نصحت حالي "
مها كانت متوقعه انه ريم راح تساعدها , وانها اخيرا لقت لها اللي يعينها , فلما ردت ريم بهالرد خاب املها.
وانزلت دمعه يتيمه من عين مها , وبسرعه ارفعت ايدها ومسحتها , إلا انه ريم شافتها , وتأثرت معاها .
النصيــــــحه بالنسبه لريم علم صعب , اهي تخاف تنصح احد , وتطلع نصيحتها مو بمحلها , وتتمشكل صاحبتها وهي تكون السبب .
لكن قوت قلبها , وقالت انا اقول لها اللي انا تعلمته من تجربتي , وانصحها , وهي لها الخيــار
"سمعي يا مها , انا ما راح انصحك , انا بس راح اقولك اللي تعلمته من تجربتي مع خالك عمر ! "
بان على مها الأهتمام ,و ريم ركزت عليها , وخلت عينها بعين صاحبتها , وقالت بثقه " اللي تعلمته : انك تبقين مع اللي تحبينه افضل بكثير من غربة الأبتعاد عنه وخصوصا بالنسبه لك , لأنه بعده ما تزوج "
وكملت والذكريات ترجع لها بنفس قوتها وألمها , وهذا ادى إلى التغير بملامح وجهها " مها انا بعد طلاقي عشت ايام ما اتمنى العدو يعيشها , انا ما أقول ان هذا بيصير معاك لا سمح الله , لكن ان كنتي تحبيه فقاومي لا تتركيه لغيرك من غير قتال , وإلا راح تندمي .... وبعد ما تقاومي , سواءا فزتي فيه او خسرتي , ما راح تقولي لنفسك ( لو انا عملت كذا أو عملت كذا , كان احتمال صار الوضع احسن ) ...........مها انتي مرأة وحلوة , استغلي هالشي لصالحك , حاولي تجذبيه لك , وتبيني له مزايا انه يبقى معاك "
وبعد ما انهت ريم كلمتها ابتســـــــمت وقالت " وهذا وانا قايله ما راح انصحــــك ! "
مها كانت عاجزه عن الأبتسام , حطت ايدها على راسها , فعلا القرار صعب ومحيـــر , تحس انه ريم صادقه بكلامها , لكن بعد كرامتها ما تسمح لها .
هذا إضافه إلى امه واخته شنو راح يفكرون فيه ؟
قالت مها بضعف " انزين يا ريم انا خايفه , امه شراح تقول , اخته شراح يقولون ؟ "
شافتها ريم بعدم تصــــــديق وبعدين قالت " مها انتي من جدك ؟؟ , وش تبيــــــــن فيهم!! يقولوا اللي يقولونه "
توترت مها وقالت " بس انا قلت لأمه اليوم الصبح اني ما راح احاول اجذبه لي ....."
اهني ريم عصبـــــــت ,وما صدقت انه صديقتها معقوله تسوي شي مثل هذا وقالت " هذا وعد باطل , لأنه زوجك , وبعـــــدين انتي عندك طفل جاي بالطريق لازم تفكري فيه ! , اصلا خالد هو اللي عرض , يعني هو اللي يحاول يجذبك له , مهوب انتي , وبالتالي انتي ما اخلفتي بكلامك "
ردت مها نظراتها للنيـــــــــل وشافت المراكب الجميله اللي فيه وقالت لريم " راح استخيــــــــر بالسالفه , وأفكر برايج عدل " ابتسمت بضعف , وقالت " بس جد كنت محتاجه اسمع راي يأيد جانب فيني , بعد الأستخاره ان شاء الله ارتاح لشي , أو يصير شي يدلني على الطريق الصحيح وأغلب الظن راح امشي على شورج (شورك)" لفت لريم وقالت " خلينا نتكلم بموضوع ثاني , لأنه كل شي قاعده افكر فيه أو اتكلم فيه هالأيام هو خلافي مع خالد "
ريم جا ببالها انها هي بعد ما في بالها هالأيام غير عمر وغير كيف ترجع له.
لكن مها صادقه لازم يتكلموا في شي ثاني وبالتالي افتحت موضوع ثاني .
طول فترة حديثهم بمشكله مها كان الجوال حقت ريم يرن بأعلان مسج جديد .
كان هالشي منغص على مها ومضايقها ,لأنه مزعـــــــــج , خاصه انهم يناقشون بموضوع مهم , وجوال ريم كل ثاينه يعلن قدوم مسج جديد .
والأن بعد اغلاقهم للموضوع ودخولهم بسوالف عامه , كانت ريم دايما ترفع موبايلها لما يعلن مسج وتعقد حواجبها وتلعب بالموبايل وترده مكانه , لما طفح الكيـــــــل بمها
فقالت مها " ريم ترى موبايلج مزعج , مو معقوله هالخدمه جد مزعجه , انصحج ألغيها "
والصدمه اللي كانت لمها , ان ريم صار وجهها احمر , وتلعثمت بالكلام اللي كانت راح تقوله .
والأغرب انه ريم سكرت فمها , وزاد وجهها احمرار .
وبدت ريم تشوف مها بنظرات شخص يعلم انه غلطان .
مها لما شافت نظراتها وتصرفاتها ,خافت واخترعت انه ريم قاعده تسوي شي , غلط .
لأن مو معقوله وحده مو مسويه شي غلط جذي تكون ردة فعلها .
وعشان ما تسئ الظن , قالت مها بهدوء " ريم هذي خدمه صح !! "
قبل ما ترد ريم اعلن عن قدوم مسج .
تيت تيت
مها ارفعت حاجب .
وريم شافتها , ولاحظت الأستغراب الواضح على صاحبتها .
وهذا خلاها تنزل راسها للجوال وتناظره لفتره , محتاره , هل تقول لأحد مشكلتها , ولا تغلق الموضوع .
لما مها فاتحت ريم بمشكلتها حست ريم بالراحه بأن تقول لمها باللي تعاني منه , ومر عليه شهر تقريبا أو اقل .
لكنها تخجل تنطق بالمشكله , لأنها تدري انها غلطت وخلت المشكله تتمادى بسكوتها وعدم اخبارها لاحد لأجل يتعامل مع المسأله
ارفعت جوالها بأصابعها وهي كارهته , فالموبايل صارعقدتها بالفتره اللي فاتت , وبدت تكرهه ولو ما حاجتها له كانت رمته , عطته لمـــها بخوف من ردت فعل مها على اللي راح تشوفه , وخوف انه مها تظن فيها ظن السوء .
تمنت من كل قلبها انه مها تتفهم وجهة نظرها وسبب تصرفها .
ما تقدر تقول لمها الوضع بلسانها , تبي مها تشوف المسجات وتكون افكارها .
مها شافت ايد ريم الحامله للموبايل , استغربت التصرف , لكن لما التقت عينها بعين صاحبتها عرفت ريم شنو تبي بالضبط .
مدت ايدها وخذت الموبايل وأسألت لمزيد من التأكد " افتح المسجات ؟ "
هزت ريم راسها بموافقه , وازداد احمرار وجهها ,لأنها تدري وش فيها المسجات , واشتهت انها تتراجع عن قرارها بأن مها تشوف المسجات .
لكن ألحين ما تقدر تتراجع ...
مها افتحت قسم المسجات وتفاجأت ان كلها من رقم واحد من غير اسم .
افتحت المسج الجديد .
ومن اول كلمه صار وجهه مها احمر, وافتشلــــــت , فما بالك ريم اللي اهي مستلمه المسجات هذي , ارفعت عينها لريم .
وجه ريم كان احمر , ومنحرج , وعيونها مغورقه بالدموع .
ردت تكمل المسج , ولما خلصت منه نزلته على الطاوله بهدوء .
حركت راسها واهي تشوف ريم بطريقه (شنو هذا !!) , لأنها مو عارفه تنطق من الصدمه .
عدلت ريم جلستها بتوتر " المسجات ذي صار لها شهر , أو أقل , ما أدري بالضبط "
شهـــــــر !!
مها قالت لها بأستفسار " انزين ما قلتي حق احد "
هذا السؤال اللي ما كانت حابه انها تنسأل فيه
ريم , مسكت شعرها المتروك على ظهر وشدته وعملته على شكل كبه بأخر الرقبه من توترها .
وقالت " لأ ما قلت "
مها تغيرت نبرتها لعصبيه " ليـــــش ما قلتي يا ريم , ليش ؟؟"
ريم كانت خايفه من نبرة اللوم هذي لكنها ما تقدر تلوم مها عليها , لأنه المسجات قليـــــــــله ادب .
والشي المفزع انه كيف شخص يوصل للدرجه ذي من الوقاحه ويعرف اسمك !
وكل هذا وهي ما ردت عليه أو كلمته أو عطته الضوء الأخضر , يعني هو كل ما تجاهلته زاد في قلة الأدب .
خذت القهوه اللي قدامها وبعدها قالت " مها لا تلوميني بليـــز "
ريم من صجها اللي تقوله لا ألومها , أكيد راح الومها على سكوتها .
فقالت بنبرة استغراب "ريم .. " وبعدين فكرت انها لازم اتعرف الموضوع بدون انفعال , مهما ظنت انه اللي سوته ريم غلط , اول شي لازم تفهم الموضوع عدل , فاسكتت وبعدين قالت " قولي شنو الموضوع بالضبط"
خصلات شعر ريم الناعمه افتلتت من العقده اللي اعملتها عند اسفل رقبتها , وخصلتين طاحت لوجهها , وهذا خلا ريم تبعده لورى اذنها بذهن غايب , وقالت " مافي سالفه , كل الموضوع انه في شخص يرسل مسجات حب وغرام وبعدها تطور للي أنتي شايفته بالأول ظنيت اني ان تجاهلته بيوقف , إضافه ان ما عندي احد اقول له عن المشكله..." رفعت عيونها وقالت " لكن خاب املي بأن ما وقف بالعكس تماما زاد بمسجاته , وزاد معدل الوقاحه فيها , وبالتالي حتى لو كان عندي احد ما راح اقول .."
مها عرفت احساس ريم بالوقت الحالي مع هالمسجات الوقحه , يمكن لو بالبدايه قالت عن المشكله كان احسن , ألحين مع هالمسجات الوضع صعب وتخيلت روحها تعطي خالد مسجات مثل هذي وتقول هذي المسجات من واحد مزعجني .
بس اخطرت الفكره ببالها حاشتها قشعريره .
قالت لريم " انزين اشراح (شنو راح) تسويــــن ألحين "
" ما راح اسوي شي ألحين .."
قاطعتها مها "ريم طلبتج هذا شي خطر .."
اهني ريم اللي قاطعتها " لأ ما في خطر , ان شاء الله راح يمل "
وفجأة اخطرت لريم فكره انها تلجأ لعمر , وتقوله ان في واحد مزعجها بمسجات قليله ادب , وتخليـــه يحس بالحمايه تجاها .
وبالتالي تحرك شي من مشاعره تجاهه هي , وتخليــــــه ينسى سام واهل سام .
وفجأه ابتسمت ريم وقالت " لا تخافيــن علي يا مها , عارفه احل المسأله "
فيصل وحمد :
فيصل وهو بالسيـــاره مع عمه حمــــــد المستغرق بالأفكار والســــــرحان .
قال " عمي ما كنك زودتها مع عمر "
حمد طلع من عمق افكـــاره اللي كانت ماخذته لبعيـــــــد وقال " هو لو يحـــــــــس .. كان قلت لك اني فعلا زودتها ! "
ابتسم فيــصل بهدوء وقال " مهما كان يا عمي , ما اظن ان ابوه سعود لو عرف بهالشي بيرضى ! "
سكت حمد وقال "انت لا تقول وهو ما راح يدري , عمر ما يقول "
خالد :
وصل للمستشفى المذكــــــور له بالأتصال , واعصابه كان متوتره , وواصل حده بالتوتر .
طول الطريق أفكاره كانت تاخذه لطبقه جديده من الخـــــــــوف .
كل ظنونه كانت سيئه , كان حاس انه في احد مصاب , وكان يتمنى انه ظنه مو بمحله .
يا رب ما يكون في احد بخطر , يا رب عمه سعود ما فيه
طيب ليه ما اتصل على عمر , عمه سعود مو معقول يلجأ له هو ابدا , هالشي مستحيل .
لا اكيد ما فيهم شوي , انا ما يصير افكر بهالأسلوب , وبالطريقه ذي .
بكل ثانيه دقات قلبه تزيد بمعدلها .
أول ما دخل بدا يتلفت بالمدخل يبحث عن احد يعرفه .
أو بالأصح يبحث بعجله بعيونه عن عمه سعود , اللي من المفروض انه ينتظره بالمستشفى .
لكن شاف سايق عمه سعود , وراح له بأستعجال , ومسك كتفه لأجل يلفت نظره وقال " حمدي , وين عمي سعـــــود "
لما لف عليه حمدي , شاف بعيون السايق دموع .
خالد عــــــــرف انه في شي صاير , عرف انه ظنونه كانت بمحلها .
في احد مصــاب .
قلبه ان كان مستعجل بحركته وهو بالطريق فالأكيــد انه ألحين زاد بشكل غير طبيعي .
هز الرجال وقال بعبارة أمر غاضبه " تكلم يا حمدي , وين عمي سعود "
من غيــــــر كلام , أشر على مكان عمه سعود .
خالد رفع عينه للمكان اللي أشر عليه السائق .
انصدم .
هذا عمه سعود !!!!!!!!!
هذااااا
لو ما حمدي اشر له عليه , كان ما عرفه .
اللي صاير شي اكبر من اللي هو متوقعه , شكل عمه سعود يوحي بهالشي .
عمه سعود رجل قوي , وشكله يوحي بهالشي دائما , من قوته ما يقدر الشخص انه يخمن عمره .
لكن ألحين وهو يشوفه ..
يشوف رجال شايـــــــــــب , كبيــــــر بالســـن .
ظهره انحنى بجلسته وهو اللي دوم شاد ظهره .
ظهره المنحي كان ايحاء بالهم اللي يثقل على كتوفه .
بدى يتلفت يبحث عن عمر , لأنه ما كان معقول يترك ابوه بهالحاله , عمر ما راح يسمح لأبوه يعاني بروحه من غير وجوده .
لما خطرت بعقله هالفكره حس برجله ضعيفه تحته مو قادره تحمله .
راح يجري لعمه وقال بلهفه واستعجال " عمي سعود , عسى ما شر "
كان بهالوقت عمه حاط اذراعه الثنتين على فخذه , ومنحني ومغطي وجهه بأيده , عمه سعود ما رفع راسه ولا تكلم .
وهذا زاد من توتر خالد .
وخلاه بعجله وخشيه ينزل على ركبته قبال عمه ويمسك ذراع عمه ويقول بأصرار ولهفه " عمي سعود , عسى ما شــــــــــــر "
بعد عمه سعود ايده عن وجهه .
خالد ترك ذراع عمه بهالوقت لأنه بكل بساطه انصدم من عيون عمه .
عينه كانت ميـــته .
رد حط ايده على ريل (رجل) عمه وهو قباله " عمي ريح قلبي , وش الموضوع "
قال سعود بصوت مخنوق " عمر يا خالد , عمر "
لأ مو صديقه .
لأ مو اخوه .
ما فيه شي , لأ ....
كمل عمه بصوت ميت " سوا حادث , واهو ألحين بغرفة العمليـــات "
انزلت ايد خالد بعجز وصدمه عن ريل عمه سعود .
ما كان متوقع هالشي بالذات .
عمر !!
لأ إلا عمر , إلا صاحبه , إلا اخوه .
حـــــــــاول ياخذ نفس عميــق ودخل النفس برجفه لداخل جسمه .
قام من مكانه بهدوء من الأرض وقعد قرب عمه على الكرســــــي من غيــــــــر لايتكلم , كان عاجز عن الكلام .
امس كان شايفه .
بمزحه , وبجده , وبسخريته ...
وألحين ...
كان وده انه يسأل عمه سعود , وش هي اصابته بالضبط ...
لكن كان عاجز عن النطق لفتره ..
الفكره اللي تتردد بعقله انه صاحبه عمل حادث .
بدى يردد الأدعيــــــــه بقلبه , يدعي انه ربه يحمي عمر .
قرب منهم شخص بهدوء ووجه كلامه لسعود وقال " حضراتكو (حضرتكم) من اهل المصاب عمر بن سعود"
سعود ما رد , ولا كان ناوي يرد اصلااااا , كان مركز بالدعاء لولده من كل قلب الوالد , كان يقول (اللهم اني مسني الضر وانت أرحم الراحميـــــن ) .
حادث السياره كان له وقع كبيــــــر على سعود لأنه بنته كانت ضحيه حادث سياره .
الخبــر هز سعود .
ولده عمر ألحين ضحيه حادث سياره , ومحد يعرف وضعه واهو داخل غرفة العمليـــــات .
الحمدلله .
الحمدلله الذي لا يحمد على مكروه سواه .
الحمدلله على كل حال .
نعم الله عليــــــه كثيــــــره , والله سبحانه رحمن رحيـــــــــم , بيرد له ولده ان شاء الله .
لازم ما يفكر انه ولده بخطر , ولده ألحين بنعمه من نعم الله , الله قاعد يحط عنه سيئات , ويعطيه حسنات .
قلب المؤمن كان يدفعه للقوة , وقلب الأب يدفعه للضعف .
خالد رفع نظره لوجه عمه بعد ما لاحظ سكوته , وشاف اللي ما توقع انه يشوفه بيوم , الضعف بوجه سعود , الضعف والتعب.
نظرته لعمه صحته من صدمته , فيه امور عديده عليه هو خالد انه يتولاها , ويباشرها , عمه ما راح يقدر يتابع مسائل عديده , كافي عليه انه ولده اللي هو صاحبي بغرفة العملـــــــيات .
قام من مكانه وقال للرجل " اي نعم "
رد عليه الرجال " البوليــس عاوز يتكلم معاكو(معاكم) "
ما نال من عمه اي رد او تفاعل .
سعـــــــــود كان بعالم روحاني خاص .
عالم يدعو فيه ربه ان يرجع له ولده بخير وسلامه .
هز راسه بالموافقه وقال " طيب انا جاي فورا "
حط ايده على كتف عمه وقال بهدوء " عمي ان شاء الله عمر ما فيه إلا العافيــه , وأزمه وتعدي "
تنهد عمه سعود من حر ما في قلبه وقال " " ايه ان شاء الله , ان شاء الله "
انك اتشوف شخص معروف بالقوه بلحظه تعب او ضعف , شي يتعب وقال خالد" انا رايح اباشر بعض المواضيــع , وجاي على طول ان شاء الله "
خالد من قال هالكلمه واهو ما قعد بمكانه , ما غير يروح للأستعلامات , أو يروح يباشر أوراق المستشفى , أو يقابل الشرطه اللي يحققون , أو يجلس مع المصابين الثانيين .
وتعامل مع اللي ساعدوا عمر , وشكرهم , وخذ اسماءهم لأجل يكافئونهم.
وخذ اسماء المتضررين لأجل يعوضونهم
وقلبه طول الوقت يحترق على اخوه وصاحبه .
لما انتهى من مباشرة الأمور هذي كلها , راح شرا لنفسه ولعمه قهوة , وراح لعمه , وشافه بنفس مكانه ما تحرك منه , وبنفس وضعيته ما غيرها .
أول ما قرب وجلس قرب عمه , مد ايده بالقهوة , اللي شافها سعود وخذها من ايد خالد , كان السكون غامرهم إلى ان نطق عمه سعود بصوت هادي " كان من ساعات معاي , يتكلم ويتناقش , ويبتسم , وألحين........ وألحين ما ادري بحالته , ولا احد راضي يقول لي ."
عمه سعود نطق بنفس فكرته .
ما علق خالد على الكلام , ولا قال شي , شنو معقول يقول , حتى اهو ما تبلغ اي شي عن حالت عمر لما سأل , حتى لما أصر على معرفة الأخبار , الإجابه اللي كان يلاقيها اهي (ما نعرفش (ما ندري) , استنوا (انتظروا) الدكتور يئولكو(يقولكم) )
سعود كمل كلامه بأن قال بإيمان مطلق وواضح " سبحان مغيــــــــر الأحوال من حال إلى حال "
وبعدها سند عمه سعود راسه على الطوفه (الحيطه) اللي وراه , وغمض عينه .
اما خالد فوقف , وبدى يتحرك رايح , راد .
شاف ساعته الساعه 2 الظهر .
نزل ايده وكمل يمشي رايح راد .
مره يوقف ويسند حاله على حيطه .
مره على باب .
واحيان كثــــــيره يعجز فيها عن الوقوف ساكن ويبتدي يتحرك .
اما عمه سعود فظل مكانه .
القلق كلما مرت دقيقه يزيد عليه
أو بالأصح كلما مرت ثانيه .
أخــــــــــوه على طاوله العملــــيات ما يعرفون اصابته ولا يعرفون شي عنه .
كان حاس بحرقه بقلبــــــــه , مصدرها اللي داخل الغرفه متألم وما يدرون عنه .
لف على عمه سعود اللي وجهه كان باهت بشكل كامل .
لا هو ولا ابو عمر اشربوا القهوه , كان كل واحد فيهم ماسك القهوة ولا شي منها دخل لجوفهم .
انفتح باب غــرفة العمليـــــات .
والأثنيــــــــــن ألتفتوا
الجراح كان طالع من الغرفه .
سعــــــود التعب هده ما كان قادر يروح .
مهما كان الرجل قوي إلا ان المال والبنون زينة الحياة الدنيا .
خاصه إذا كان ولدك هذا من أكثر الناس الباريـــين فيك .
أما خالد فلما شاف الطبيب , ما قدر غيــــــــــر انه يتوجه له على طول , بخوف , خشيـــــــــه الأخ على اخوه .
على طول راح للجراح اللي كان واضح عليه التعـــــب .
وقاله " بشــــــــر يا دكتور , المصاب عمر بن سعود اللي كنت عنده وش هي اخباره "
رفع الطبيب انظاره المتعبه وقال " انته تأرب للمصاب " (انت تقرب للمصاب؟)
" ايه نعم"
خالد فجأه انتبه لعدم قدوم عمه سعود وهذا خلاه يلتفت ويشوفه بمكانه ما تحرك ,لا قرب ولكذا قال للدكتور " وهذا هو ابوه "
الدكتور شاف ابو عمر , وقرب مع خالد له .
وقال بهدوء "عمليــة ابنك نجحت يا حج, هو دلوقتي (ألحين) تحت تأسير(تأثير) البنج "
خالد لما سمع الخبر بدى يتنفس عدل , وعرف انه طول هالفتره كانت انفاسه مكتومه
أما سعود , فقلبه كنه انغسل بماي بارد , ولده بخيــــــــــر , ما راح يفقد ابنه , وضناه الغالي سعود قال بهمس " الحمدلله الحمدلله , الحمدلله "
وبعدين قال " يعني ما كان عنده اصابات خطره ؟؟"
اما الدكتور فقال "لأه يا حج انا ما أولتش كده , ابنك دلوقتي يعتبر بحال كويسه , الحادس كان أوي جدا جدا , أصاباته متفرأه بكل انحاء جسمه ,و الحمدلله انه الأصابه اللي جت لراسه ما كنتش خطيره أوي زي ما كنا متصورين , مجرد شق عمــيق عالجناه بالخيــاط بعد ما اتأكدنا انه ما فيش كسور بالجمجه , أو اي ورم متكون من الأصطدام, كزالك الأصابه اللي جت لصدره الخطوره بأصاباته عالجناها بإزن الله , اخطر اصابه ازطرينا نتعامل معاها بحزر جت لرجليــــــه , رجليــه بالوقت الحالـــي ما يقدرش يحركها "
(لا يا حج ما قلت جذي ,ابنك ألحين يعتبر بحاله زينه , الحادث كان قوي جدا جدا , اصاباته متفرقه بكل انحاء جسمه , والحمدلله انه الأصابه اللي جت لراسه ما كانت خطيــره وايد مثل ما كنا متصورين , مجرد شق عميــق عالجناه بالخياط بعد ما تأكدنا انه ما في كسور بالجمجمه أو اي ورم متكون من الأصطدام ,وكذلك الأصابه اللي جت لصدره الخطوره بأصاباته عالجناها بإذن الله , و أخطر اصابه اضطرينا نتعامل معاها بحذر جت لرجليــه , رجليـــــه بالوقت الحالي ما يقدر يحركها )
سعود وقف من طــــــوله وقال بصوت صارم " شنو يعني ما يقدر يحركـــــــها ؟؟ "
خالد شاف عمه , وعرف انه خبر سلامة عمر , رجعت له قوته الطبيعيه اللي كانت متخلي عنها للتو .
بعد ساعتيــن عند عمر بالغرفه :
كان خالد وعمه سعـــــود عند عمر بعد ما اعرفوا وضع عمر الصحي بالضبط وبعد ما اعرفوا وضع رجوله بالضبط
أثنينهم دخلوا لغرفة عمر بعد ما اسجدوا سجدة شكر لله على رجوع عمر لهم .
كان سعــــــود قاعد عند راس عمر , اللي كان محاط بالشــاش .
هو كل جسم عمر كان مغلف بشاش تقــريبا .
حتى وجهه ما كان وجهه من الكدمات والصدمات .
سعود كان يتأمل وجهه ولده اللي كاد انه يفقده اليــوم , كان خايــف يلمسه بأي مكان ويعوره .
بس رفع ايده بخفه ولمس ايده , وبكل بساطه نزل راسه وحب ايد ولده .
كل هذا وخالد يشوف .
هذا فعلا منظر ما توقع انه يشوف عمه سعود يسويه.
لأنه بوعمر مو من النوع اللي يعبر عن عواطفه إلا لناس معينه , وابناءه الشباب ما كانوا من هالناس المعينه .
عمه ما كان حاس بوجوده , كان بس يكلم عمر , ويقويه , ويقوله " اي يا عمر شد حيــلك "
" الحمدلله على سلامتك "
خالد شاف عمـــر , صاحبه واخوه .
اهو متأكد انه عمر ان قام بيكره حالة الضعف اللي اهو فيها , وهذا خلاه يبتسم بتعب .
الحمدلله ان ما دخل غيبوبه , وانه المسأله مجرد بنج ! .
تمنى للحظه ان عمر يفتح عينه ويتأكد انه الأنسان المستلقي بالوقت الحالي هو عمر .
لأنه مو مصدق انه هذا الشخص هو صاحبه عمر.
مرت ساعات طويله , وحل الظلام , وهم باقيـــــــن , مع انه الطبيب قال انه ما في داعي انهم يبقون , لكن هم مو عارفيـــن يتحركون من قربه .
يمكن لأنه التجربه اللي مروا فيها , وان احتماليه انهم يخسرونه أثرت فيهم , وخافوا انهم يتحركون من مكانهم ويصير فيه شي .
فجأة قال عمه سعود بتعب غير معتاد " الحمدلله اللي رجع لي هالولد , الحمدلله "
وكمل " للحظه ظنيــــــت اني راح افقده , مثل ما فقدت اخته من قبـــل , الحمدلله "
وادخلت الممرضه عليهم بتتأكد من شي .
ولما شافتهم لما ألحين قاعديــن قالت " انتو لسه هنا ؟ " (انتوا بعدكم اهني)
وكملت شغلها بسرعه وقالت " ما فيــش داعي تكونوا موجودين , هو مش حيصحى من البنج اليوم , روحوا ارتاحوا , ولما يصحى راح يحتاجكم بكامل قوتكوا " (ما في داعي تكونون موجوديـــن , اهو ما راح يصحى من البنج اليوم , روحوا ارتاحوا , ولما يصحى راح يحتاجكم بكامل قوتكم )
وكملت تسوي اشياء بالأجهزة , وتاخذ ارقام وغيــره واطلعت .
خالد ما كان ناوي يطلع , او يتحرك من قرب صاحـــبه , صاحبه اللي كان بحال خطـــر اليوم .
اما عمه المسكيــن فشكله كان تعبــان ولكذا قال له " يا عمي روح ارتاح , انا راح ابقى معاه "
عمه سعــود غمض عيــنه وبعديــن قام بعد ما باس راس ولده عمر وقال بقوته الطبيعيه " لأ , انا معاك راح انروح , الحمدلله هو ألحين بوضع زين بالنسبــه لقوة الحادث وان شاء الله نرجع باجر ؟"
خالد ابدا ما كان ناوي ينفذ طلب عمه .
وقال " لأ يا عمــي انا ناوي ابقى قرب صاحبي "
" لا يا خالد , انت راح تطلع وتروح للفندق "
خالد رفع نظره لعمه , وفجأة تذكر الفندق , اللي كان ناسيه طول اليوم , اهو كان مغلق تليــفونه طول اليوم عشان ما احد يزعجه او يسأله عن مكانه.
وخاف يفتحه ألحين ويشوف كل المكالمات التي لم يرد عليها .
وكمل عمه سعــود " لا تنسى انك لازم تقول لمها عن الوضع , وانت تدري صعوبه هالشي عليها "
خالد اهني فز من مكانه , فعلا مها !!
مها لازم تعرف الخبـــر !!
يا الله شلــــــــــون نساها , ونسى انها أكثر وحده منهم راح تتعب منه , لأنه امها توفت بحادث سياره .
انشغل بوضع صاحبــه , وبخوفه ومحاتاته ونسى انه عليــه واجب انه يبلغها باللي صار ....