البارت الثالث والعشرين
***والهم سجـــــانى وانـــــا فيــــــه مسجـــــون ...وان قام حظى طاح وان طاح ما قام ***
حست بزوجها لما نام ..
كانت مستلقيــه على صدره..
حاولت تنام , بالفعل حاولت ..
لكن ذكريات الحادث , وخوفها من الكوابيــس منعها .
اللقطات الضبابيه للحادث , كانت تغمر عقلها بكل دمويتها , منظر امها , صوت الشرطه ..
كل شي , كل شي .
قامت من السرير بهدوء وخفه عشان ما تصحــي خالد .
وراحت للنافذه , لثواني بس ..
الألم مو مخليـها تركـز , تبي شي يشغلها عن افكارها , راحت للحمام , وشافت وجها .
مسحت اثار الكحل , وغسلت ويهها بقوه بالماي , وبعدين بعدت شعرها عن وجهها بقسوة , بدت تتأمل روحها بالمنظره .
تبي تشغـل حالها , تبي تغيـب عن الواقع .
ردت للغرفه , انزعت روبها .
وراحت للريال النايم , انسدحت قربه
وقالت بصوت هامس " خالد ...خالد "
لما حست بعيونه تفتح لها قالت بكل هدوء " احتاجك "
عقد حواجبه بعدم فهـم من تأثير النعاس.
قربت وجهها من وجهه وردت تقوله له بأصرار " احتاجك .."
وعبرت عن احتياجها بالأفعال اللي استقبلها خالد بكل رحابة صدر
سعـــود :
اشرقت شمس يوم جديــد عليهم وعمــر ما فتح عيــنه عقب اخـر مره .
الطبيــب كان ألحين بالغرفه يتأكد من انه كل شي تمام .
وسعـود قاعد ينتظر انه يقوله الطبيب شي , اي شي .
خاصه انه الدكتور كان يشتغل بصمت وهدوء ..
وفجأة تكلم الدكتور بكل هدوء وهو مايل على عمر " صباح الخيـر يا عمر "
لف سعود على عمـر وانتبه انه ولده فتح عيــنه .
عمر كان يشوف الدكتور وباين عليــه الأستغراب وعدم الفهـم , وبسرعه وقف سعـود وبنيته انه يوقف بقرب ولده عمـر , إلا انه الممرضه اشرت براسها بهدوء بمعنى (لا تقرب )
وقف مكانه وشاف ولده وهو بعيــد ..
عمر فتح عيـنه من الألم اللي حــس فيــه .
وما يدري وين مصدره , سمع صوت غريــب عليـه .
بدى يتأمل هالوجه وهالصــوت , يحاول يتذكر من هذا الشخــص !
أو اهو ويــن !
لكن مو قادر يذكــر !
غمــض عينـه ..لكن رد فتحهــا على صوت الرجل الغريــب يقوله " ازيــك يا عمــر ؟ "
حــاول يتحرك لكن مجرد تحريكـه لرجله أو ايده كان مؤلم وخلاه يشهــق ..
ويكتم الأنين بقوة ..
صر على اسنانه بقســوه .
لما خف الألم , رد يتنفــس بصعــوبه شوي .
وهذا خلا الغريب يقوله " ما علـش يا عمر , الألم شي طبيعي دولوقتي "
الألم شي طبيعي ...
عمـر تجاهل الكلام كله , وسأل وصوته رايـح وخشن ومنخفض جدا " انا ويــن ؟"
ذاكرته مهي قادره تسعفه , حـاول يتذكــر بس مو قادر يركـز , كلما حس انه بيوصل , الألم يقطع عليـه افكاره , ويرد لنقـطه البدايه .
ابتسـم له الغريب وقال له " بالمستشفى "
عقــد حواجبــه ..المستشفى ..
هذا تفسير الريــحه اللي تقلب الجبد ..
امممم و هذا يفــسر الألم ..
والوجوه الغريبه .
رد يركــز المستشفــى , بس ليش !
ليش اهو بالمستشفى ..
شنو صار !!
غمض عيــنه .
ورجـع كل شــي ..
أبوه
الطريج
المطار
فيصل
حمد
ضيق التنفس
فقدان السيطره
الأصطدام
الألم
الناس
الظـــلام .
اهني بس فتــح عيــنه بشــهقه ..
خطر في باله ابــوه .
ابوه يعاني من حادث حنان , لازم ما يدري عني , لازم ما احد يقوله عني .
وقال بسرعه بصوته الخشن والمتعب " ابوي , ابوي لازم ما يدري , ابوي راح يتعــب "
حاول يقوم من مكانه من غيــر وعي كان يبي يتحرك , يبي يقوم , خوفا من انه ابوه يشوفه متعور , و يتعب معاه .
لكن الألم ضربه وقيــده بمكانه وخلاه يئن " أأأأأأأأأأأأأ "
ما كان متعـود ينطق بألمه , بس هالمره غيـر .
الدكتور حط ايد مقيده على عمــر , وقال له "عمــر بالراحه على نفســك , الحادس كان أوي جدا , وابوك عارف يا ابني "
سعــود على رغم التأثر والغصه اللي في بلعومه , قرب من ابنه .
كان وجه سعود غيــر ناقل لمشاعره , كان ولازال بنفس قوته , وصرامته .
عمــر شافه ..
بهاللحظه بالذات كان كاره نفســه , كان دايما يحاول يجنب ابوه الألم بمعنى اصح يحاول يحمي ابوه , لأنه ابوه عانى وايد من وفاة حنان .
ابتسم بسخريه وقال واهو يدري انه ابوه ما راح يصدقه " ترى ما فيــني شي "
صوته وشكله , وصوت نفســه اللي يطلع بقسـوه من صدره , و تعابيـر وجهه المتغضنه من الألم كانت تقول عكس هالكلام
هز ابوه راسه بالموافقه من غيـر تعليـق .
عمـر حس بنفسيته تتحول لصفــر من الغيظ .
ابوه قاعد يماشيــه ..ياخذه على قد عقـله !
كان يتألم , راسه يعوره , ورجله يحس فيها تنبض بألم يسري بكل جسمه..
نفسيته زفـت , ما كان حاب انه ابوه يشوفه جذي ..
فكر بالناس الثانين اللي احتمال انهم يدرون عنه , خالد
ومها
اه الله يعيــن مها , لأ راح يكون السبب في قلب المواجع عليها ..
وفجأة طرت على باله
ريم , ريم راح يثير شفقتها .. أه .. كره نفسه لأنه فكر بردة فعلها ألحين , بالوقت اللي ألمه واصل فيه لدرجة الجنون
بيكسر خاطرها , بتقول مسكين عمل حادث لأنه ما كان قادر يسيطر على اعصابه..
هذا إذا اهتمت انه عمل حادث
للحظه الحادث تمثل بكل حذافيــره بعقله
فقدان السيطره , والصوت العالي , وصرير المعدن بالمعدن , ثم الأنقلاب والأصطدام , وريحة البنزيــن ..
ذاكرته كانت مركزه وبقوة هالمره على الحادث بالذات , على مشاعره وقت الحادث , على الضبابيه بعد الأصطدام , على الألم اللي يقتل ..
وما كان يدري انه وجهه كان ناقل لمعاناته
سمع حس الدكتور يقوله " عاوز مخدر للألم ..وبعدين نتكلم"
قاطعه عمــر بتعب " لأ , لأ ما ابي مخدر , ابي اتكلم ألحين عن اصاباتي "
عمر ما يبي ينام , ما يبي يرد للظلام , الفتره اللي غاب فيها عن الوعي يحس انها كثيــره مع انه التعب غامره , ويحس انه مجهد , والألم ينبض بكل جسمه وخاصه برجله , ومع ان المستشفى وريحتها , وشكل ابوه المتعب شي يلعب بالأعصاب .
وكمل من غيــر لا يشعر بالتعب الباين بصوته , وتصرفاته ,ومن غيـر لا يشعر بتغيــر صوته ..ما كان يقدر يتحرك من غيــر لا يحس بطعنه ألم .
وقال بتعب "شنو اصاباتي ؟ ابي اطلع من المستشفـى "
اهني ابوه قال بصرامه " تو الناس عليــك "
عمر ما لف على ابوه وقال للدكتور بنفس التعب " متى راح اطلع "
ابتسم له الدكتـور بلطف وقال بهدوء " معليـش يا عمـر , راح تكون ضيف عزيز عليـنا هنا بالمستشفى "
غمـض عيــونه هالمره من العصبيه ورد فتح عيونهم ..
وبدى يقنع نفسـه انه يهدى , ويرخي اعصابه , ما راح تفيــده العصبيه .
كرهه للمستشفى ما راح يفيد ..
وبدا الدكتور يسوي له فحوصات أوليــه , ويسأله اسأله معيــنه عن مكان الألم وشنو احساسه ..
وبعد ما انتهى الطبيـب من اسألته وفحوصاته
واللي اهو كان يجاوب عليـها بأقتضاب
سمع الدكتــور يقوله بجديه " ركز معايه شوي يا عمـر , انا حتكلم معاك عن اصاباتك .."
كان يبي ماي , من اول ما شاف الدكتور واهو يفكر بالماي..كان حاس بالعطــش , وحاس بالجفاف اللي ببلعومه ..لكن ما قال لأنشغاله بمعرفة اهو وين ..
وقال بأختصار وبلهفه " ماي...ابي ماي اول "
تحركت الممرضه بسرعه وكفاءه , وشربته الماي ..
اللي لما اشربه كان راح يشرق من جفاف حلقه .
الدكتور كان قاعد قرب عمر , وبعد ما انتهت الممرضه , قال " بص يا أستاز عمــر .. طبعا الحادس كان أوي جدا , وانت اكتر واحد حاس بأوته , الرزوز متفرأه بكل جسمك .."
عمر ركـز بأول شي بس حس انه التعب قاعد يدوخه .
وكمل الدكتور " اصاباتك الأساسيه , على جبهتك , والعمق كان كبيـر جدا , واستلزمت منا تمانيه غرز .."
سعــود كان قاعد يسمع التفاصيـل للمره الثانيــه ..
لكن هالمره مع رؤيه تعابيــر وجه عمـر , اللي كانت متعبــه , ومنهكــه , واللي كان واضح عليــه قاعد يغالب التعــب
" طبعا الحمدلله ما فيــش اي خدش بالجمجمه , اصابة الرأس والصدمه اللي جت منها كانت السبب في شعورك بالأغماءه وعدم التركيــز اللي جاك بالحادس "
كان الدكتــور مع كل شرح لأي إصابه يأشر على مكانها بجسم عمــر
" في الكتف والزراع اليمين رزه قويــه , وفي صدرك كمــان .."
عمر كانت ريله اهي مصدر الألم الأكبــر فقاطع الدكتــور " وريلي شفيــها ؟ "
سعــود على طول نقل نظره للدكتور , وردها لأبنه ..
الدكــتور قال بكل صراحه ووضوح " دي الإصابه الجامده يا عمر .."
قام الدكتور وأشر على ريل عمر اليمين وقال " في رجلك دي تلاتة كســور .." لف ويهه على وجه عمــر اللي شحــب لكن ما تغيـرت تعابيــر وكمل " الأول عند منطقه الفخذ والتاني بنفس المنطقه فوأ الركبه تمام , ثم بالساء "
هذا معناه ..
قطع افكاره صوت الدكتور اللي قال " اما بالنسبـه لرجلك اليسار , فيها كســر بمنطقه الفخذ ..طبعا ده معناه .."
عمــر كان ساكت ..
" انك مش حتأدر تتحرك , أو تحرك رجليــك , وبعد ما تتعالج الكســور , حتحتاج لإعادة تأهيل يعني لعلاج طبيــعي عشان تأدر تتحرك طبيعي مره تانيه "
ما في اي رد فعل من عمر غير انه غمض عينه , وما احد عارف ردة فعله وقال بهدوء " الحمدلله على كل حال "
وكمل بأن قال " انا ألحين ابي انام "
ما تناقش بالأدويه , ولا تكلم عن المده , ولا تحلطم ..
ما كان مهتم بالأصابه ولا بقوتها إلا بجزء بسيط من عقله
كان مغتاظ من روحــه , من تركه لمشاعره تسيطر عليـه وبالتالي سبب ضرر لأبوه , و لأهله .
بس ألحين ما يفيد الندم .
قال الدكتـور " اوكي " وتحرك الدكتور و أشر للممرضه اللي بدت تحط الدواء بالدرب , وقال " الدوا ده عباره عن علاج ومسكن للألم "
مافي اي تعليق من عمـر .
نفسيـــته كانت زفت , وصارت ازفت من الزفت .
طبعا اهو غمض عيـنه , ولكن النوم بعيـد عنه , افكـاره المشــغوله واللي تنتقل فيـه من وادي لوادي مو مخليته يسترخي .
يا ليــت بس على التفكيــر , الألم كان يذبح ..
ما راح اقعد بالمستشفى , ما راح أقعد ..
ما احد راح يجبره يقعد فيـها .
مرت دقايق , والتعب اللي يقاومه , والمخدر بدوا يعطون مفعولهم .
نام..
وفعلا عمر كان محتاج بهالوقت للنوم , لأنه لو ترك بروحه وافكاره وألمه اللي بدى من ألحين يكتمه , كان راح يجن .
ريــــم :
ما اقدرت اتنام من جاها الخبــر .
اعيونها صايره معين لا ينضب من الدموع .
كلما اسكتت لفتره , ردت تصيــح , لما هدها التعب واستلقت على السجاده .
ما حاولت اتغيـر مكانها , أو تتحرك منه , حاسه بأمان جزئي وهي على سجادة الصلاة .
على الرغم من الهواء البارد , اللي كان يدخل عليها طوال الليل من النافذه إلا انها ما سعت انها تغلق النافذه .
هي بس تبغى تعرف خبـر عنه ..
كيف هو ألحين ..
بس تبغى تعرف
الحيــره والشك , وعدم المعرفه يقتلونها .
كان ودها تحرر روحها من جسدها تشوف لها اخباره , وان كان نايم تمسح على راسه , وان كان تعبان تطمنه بحب ..
اطلعت منها شهقه بكا لما تذكرت روحتها وردتها على النافذه , واللي اعرفت منها انه لا عمها سعود ولا عمـر جو للعماره امس.
ردت للحاضر لما اسمعت صوت قفل الباب يندار ..
دليل على فتح الباب , ما تحركت من مكانها , تحس حالها مستنزفه , حتى راسها ما تقدر ترفعه .
سمعت صوت صينيه محموله .
وعرفت من القادم .
نعيـمه
وهذا اكبر دليل على عدم حنيـة ابوها عليها .
والشهقه تحولت لبكا مرير على قسوة ابوها عليها , تاركها طول الليل تفكـر وتبكي من غيـر اي اهتمام , ليه ما يطمنها .. ليه
حست بالصينه تنحط على الطاول بسرعه , واسمعت صوت اصطدام اواني الأكل ببعض , وحست بأيد تحاوطها وتقول بأنفعال , وخوف " الله ...الله .. يا ستي , هوا فيــه ايه "
السؤال والقلق بصوت نعيــمه كان عامل مؤثر بزياده انفعالها وبكاها .
جت نعيـمه بالوقت المناسب لأنه ريم كانت بهالوقت تحتاج وجود احد يخاف عليـها ويحاتيها , وتحتاج لوجود انسان اخر يخفف عليها همها .
وضمت نعيمه بكل خوفها , وحاجتها ويأسها , وهي تقول " نعيــمه ...أأأأأأأ .... نعيــمه.. "
الشغاله الكبيره بالسن رق قلبها اشد رقه للبنت الصغيره اللي المفروض ما تبجي بحرقه قلـب جذي .
وقالت وهي صوتها يرجف مهدد بالبكاء بعد " هو فيــه ايه يا ستــي "
" نعيــمه ...عمــر ..أأأأأأأأأأأأ ..عمــر "
نعيمه اللي تعرف عمــر , وتعرف انه كان زوج ريم ,لأنه عملها بشقه أبو ريم صار له فتـره طويـله , وكانت تصادفه دايما بالروحه والرده بالعماره .
انخلع قلبها على بكا ريم ونطقها بأسمه .
وقالت بخوف " عملك ايـه "
يا ليته عمـل , ياليته عمل ..
وقتها بأكون عارفه بحاله , ووضعه , مو ألحين بجن من القلق عليـه .
حركت ايدها من ظهر نعيمه إلى ذراعها , واسندت حالها عليها ..
ودموعها ماليــه وجهها .
تمالكت نفسـها
وشدت على ملابس نعيمه وقالت "أأأأأأأ عمل أأأأأأأأ حـ...ـادث , عمـ....ـل حادث أأأأأأأأأ "
نعيـمه انصدمت من الخبـــر ...السي عمر عمل حادس !؟
ده شاب صوغيــر ..
شافت وجه ريم .
اثار ليله من البكا كان واضح عليـها .
" ومـ..ـا ادري عن وضـ..ـعه "
وخبت وجهها بصدر نعيـمه .
حطت نعيـمه ايدها على راس ريم وضمتها , مهما كانت ريم ما تعبر عن مشاعرها تجاه عمـر بعد الطلاق إلا انه المشاعر كانت معروفه عند نعيـمه لأنها لحقت عليهم قبل طلاقهم , وشافت كيـف انه ريم تعشق عمـر .
وعمر عمـل حادس , ازاي ..
ما حبت نعيـمه تفكر بوضع عمـر , ان شاء الله يكون بخيـر .
الحين اهي جدامها ريم اللي راح تذبح عمرها من البكي .
لازم ريم تتقوى عشان تواجه اي خبـر كان , الحاله هذي ما راح تمكنها من التماسك ان كان الخبـر سئ .
قالت لها نعيـمه " ان شاء الله ما فيـش حاجه , تفاءلوا بالخيـر تجدوه " وضمت ريم بكل قوتها , وكملت " العياط مش حيفيد يا حبيبتي ...قومي.."
وقومت ريم من مكانها , وفصختها ثوب الصلاة , وصلتها للحمام .
وريم اللي ما كان فيها قوه تقاوم , او تمانع قامت ..
نعيمه بعد ما تأكدت انه ريم بالحمام .
شالت الصينيه وحطتها على الطاوله اللي بدار ريم .
وهي تحط الصينيه تفاجأت بأثار لون احمر على كم قميصها .
للحظات تساءلت شنو مصدره ..
وفجأة استوعبت هذا شنو , هذا دم ..
على طول انتقلت انظارها إلى الحمام .
اطلعت بسرعه من الغرفه , وتوجهت لحمد , وشافته على طاوله الفطور , وواضح عليه انه ياكل بذهن غايب .
وقالت بكل احترام , لكن بعجله " سيدي "
رفع حمد عيـونه وقال " نعم "
بأستعجال وخوف على ريم " الست ريم .. بتنزف دم..ما ..ما اعرفش من فيـن "
حمد لما سمع هالكلمه , فز من مكانه ..
تنزف دم !
خاف عليها , بعد قضائها ليلة امس بالبكاء , خاف انها عملت شي بحالها .
ريم كانت تحاول تتماسك بالحمام , شافت وجهها , اللي كان وارم اكبر دليل على قضاء ليله بالبكاء .
تحت عينها كان احمر
رفعت ايدها عن المغسله وشافت اثار الدم على السيراميك .
ما اهتمت كثير ..
اطلعت إلى غرفتها وهي تحس براسها يألمها بشده من البكاء امس .
حست باللي يدخل الغرفه .
رفعت راسها للباب وشافت ابوها .
وقفت للحظات بمكانها ..وبعدين انطلقت لأبوها وقالت بعجله " يبا , يبا "
حاولت تضم ابوها لكنه صدها .
حست بأحباط يغمرها وقالت " يبا اسـفه , يبا ما أقصد .."
ما رد عليـها ..اما هي فقوتها اللي حاولت تسترجعها بدت تضيع منها ..
كانت تدري بأنها كانت مجنونه لما اعترفت انها تحب طليقها ومجنونه فيه , وكانت بتخرج وتروح له بالليل , تصرفاتها الليله الماضيه كانت جنـون , بس المجنون ما يواخذونه .
حمد كان يحاول يشوف من وين مصدر الدم , وما اهتم بأعتذارها , امس عملت اشياء هو ما كان متوقعها وبكل صراحه خيبت امله , واحرجته قدام نفسه , وتخيل لو كان فيه احد وشهد على المنظر وش بيكون موقفه.
قالت بصوت استجداء "يبا ارجوك ما عاد اسوي كذا..وربي اني شلت الجنون من راسي ..ما أبغى اروح له خلاص ..انا ألحين بس ابغى اعرف وش هي اخـبـ.."
بصوت صارم قاطع كلامها " بس يا ريم .. انا اللي ما عاد ابغى اسمع صوتك .."
صرخته فيها , سكتتها .
اتحس بداخلها شي انكسر .
اهني بس انتبه حمد لكفوفها , عرف انه الجرح اللي بيدها يحتاج لعنايه .
اكيـد الخياط فيه شي , تقطع او حصل له حاجه .
ترك ايدها بهدوء " تحضري , نبغى نشوف جرحك وش حصل فيه "
ناظر بعيونها ووجهها اللي كان يقطع القلب .
ما كان لها اي ردة فعل سوا انه لما ترك ايدها طاحت بقربها بعجز .
كنه ما فيها قوه ترفعها .
كان ودها تقول لأبوها انها ما تبغى تشوف ايدها وش بلاها , لكن راجعت نفسـها وقررت انها تراضي ابوها , وما تعصبه اكثر منها .
مهــــا وخالد :
كان يناظرها تتحرك بالغرفه , تروح يميـن وشمال ..
تتجنب النظر لجهته ..
وش يفهم من تصرفاتها , هل هي موافقه على عرضه ولا لأ ؟
هل هي لجأت له عشان ضيقها فقط ولا لأجل تعبـر عن موافقتها على عرضه بعد ..
تنهد بصوت عالي , وواضح انه هالشي لفت انتباهها , لأنها لفت عليـه بصوره جانبيه , وبعدين كملت عملها .
اللي هو ما يدري وش هو بالضبط .
كان ملاحظ تهربها وتحركها من غيـر هدف بالغرفه .
فقال " مها "
تركت اللي بيدها بخرعه , وطاح بقوه على الطاوله ..
مصدر صوت عالي !
وهذا خلاه يرفع حاجب , وش دعوه كلامه لها كان بهالتأثيـر !
بتوتر تكلمت " اممممم , امممم نعـ..ـم "
اوكي ان كان شاك بالسابق انها متوتره فألحين هو متأكد ..
قال بكل هدوء لأجل ما يفزعها اكثـر " انقل اغراضي لهنا ؟؟ "
كانت طريقته غيـر مباشره في معرفة وش تفكـر فيه , في معرفة ان كانت تقصد بتصرفها انها بتكون معاه ولا لأ ؟
حطت ايدها على شعرها وقالت بهدوء متوتر " على راحتك "
ابتسم ...
لأول مره يبتسم براحه من فتره ..
على راحتك ..اخيـرا
رد استلقى على الفراش وغمض عيـنه براحه , الحمدلله على السلامه ..
مها بعد ما قالت كلمتها لفت ويهها , وراحت تحضر اغراضها , ما تدري ليش حاسه انها راح تندم , لفت تشوفه بنظرات خـوف وترقب ..كان مستلقي على الفراش ومغمض عينه وشبح ابتسامه على شفايفه .
جانب منها حاس انها بتكون بخيـر , لأنه اهو راح يعتني فيها , لكن الجانب الأكبـر حاس انها راح تتضرر من هالقرب , كلما قربت كلما زاد حبه بقلبها , كلما اشتاقت له اكثـر
خايفه منه , خايفه , ومهي قادره تمنع هالأحساس من السيطره عليها .
ما كانت خايفه انه يضرها جسديا , لأ ابدااااااااااا
كانت خايفه من القرب النفســي .
الظاهر صارت عندها عقده نفسيـــه !
صارت دايما تتوقع عقب ما يتقربون , أو تحس بداخلها الحب , والحنان اتجاهه لازم تتضرر بعدها على طول
لأنها عقب سبع سنوات زواج , كانت عايشتها بحب وعشق له , اكتشفت اشياء اهو مخبيها عنها وضرتها
و لما رد عقب خلافهم , وتقربوا واهي توقعت انه ترك خطيبته , طلع لا تارك خطيبــته ولاشي , وجرحها اكثــر , وأكثــر
و وايد اشيـاء ..و وايد مواقف دلتها على انه قربها مع خالد راح يليه ضرر لها
قامت تخاف من قربه , لأنها تلقائيا تتوقع انه راح يجرحها ..
اففففففففففففف تفكيــرها تافه ..
اهي كانت تبي تفتح اليوم صفحه يديده , غبيه , صج غبيه , وتافهه , يعني كان لازم تتوتر , أو تتوقع انه يضرها ! انا احتاجه على الأقل بهالفتره , إلى ان اولد وقبل لا اهو يتزوج .
حطت ايدها على قلبها لما طرت على بالها فكرة انه يتزوج ..يارب ساعدني
التزمت الصمت اهي .. واهو بعد التزم بالصمت
راحت للحمام , واسبحت وتجهزت ..
ولما ارجعت للغرفه ما لقته .. وبعد خمس دقايق انطق الباب
راحت وطلت من الثغره حقت الباب .. وشافت خالد ..شعره كان كله ماي , وبيده حقيبه صغيـره للشغل , وحقيبه فيها هدومه .
افتحت الباب .. ودخل بشنطته .. واهي بدى قلبها يطق اكثـر , توترت بالحيـل , وفكرت بخالتها , اكيد بدر راح يقول لهم ان اخوه نقــل
حط شنطته على جنب .
خالد ما تكلم واهي بعد ما تكلمت .
فطروا مع بعض بالغرفه !
بصمت ..
كانت ترفع نظراتها له خلسه .
وترد تنزلها .
يا ترى شنو في باله ألحيـن ؟
بشنو قاعد يفكر ؟
تنهدت بقوه .
طلعوا من الغرفه مع بعض .. وبالممر لف خالد بيغلق الباب ولقاها مغلقته قبله ومتسنده عليه , وهذا خلاه قريب منها بقوه ..مها اخجلت من القرب ..وعضت شفايفها .
حست بنظرة خالد عليها ..
كان بيبتعد لكنها مسكت كف ايده ..
كان خايفه و ودها تقوله عن الأشياء اللي تخوفها .
عن خوفها من هالقرب
عن خوفها من ردة فعل اهله
عن خوفها من قدوم خـ...خطيبته
عن خوفها من الطفل
عن خوفها من الولاده اللي بدا يتطور عندها من كم يوم
عن خوفها من بكره ..من الطلاق ..
عن خوفها الأكبر .. واهو خوفها على عمـر بالوقت الحالي وعن خطورة اصاباته
ورفعت نظرتها له وقالت بتردد" خالد.. انا ..." وسكتت بحيــره , مهي عارفه شتقول أو شلون تعبــر " انا ..." وردت اسكتت بعجز , مهي عارفه اشلون تشرح مشاعرها .
لما اسكتت للمره الثانيه , وسحب ايده من ايدها وحطها على خدها , وتوه بينطق ..
صوت باب فتح , قريب منهم .
خالد ما بعد عنها , شافها لفتره وبعدين بعد .
مها ما تجرأت ترفع راسها وتشوف مين اللي شهد على قربهم الحميمي من بعض .
موضي قامت بكيـر اليوم ..
كانت تنتظر ولدها اللي دخل لغرفه مها ..كانت تبغى تكلمه امس بالليل ..لكن انتظارها طال , واعرفت انها ان انتظرت ما راح ينفع .
ونامت .
واليوم لما صحت وصار عندها نيه الفطور بمطعم الفندق , تفاجأت بمنظر ولدها عند الباب بقرب حرمتـه بطريقه مخجله .
وش معقول الشخص يقول ان شاف هالمنظر .
تعبت من التفكير بولدها وحرمته , وسمر , والبيبي ..
اللي اعملته انها انقلت النظر بينهم بنظرة تأنيب خارجه عن ارادتها .
قرب ولدها منها وباس راسها وقال " صبحك الله بالخيـر يما "
امه اسكتت وابتسمت له بذهن غايب .
ونظراتها كانت على مها .
مها ما كانت عارفه تقرا شنو معنى هذي النظرات .
مها كان ودها ان الأرض تنشق وتبلعها .. كانت تتمنى اي شخص يطلع من هالغرفه , حتى لو كان الجني الأزرق , ويشهد على وقفتهم , ولا تكون الشاهده خالتها .
لكن بالنهايه موضي كلمت مها وقالت بلطف " مها الحمدلله على سلامة خالك "
لما سمعت كلمة خالتها على طول فز قلبها
ايــه الحمدلله على سلامتـه ..
عمـر رجع لهم بفضل من الله سبحانه وتعالى .
كانت خايفه لكن هدوء خالد , وعدم عجلته كانوا عاملين مطمنين ..
هذا غيـر كلامه امس..
بس بعد تبى تشوف بعينها وضع خالها , تبي تتأكد انه بخيـر ونعمه .
وقالت بصوت هامس " الله يسلمج "
مها رفعت نظرها والتقت بنظرات خالتها , وكانت حاسه بتركيز نظرات خالد عليها .
وبعد ثواني بعدت نظرتها عن خالتها بخجل .
موضي شافت ولدها , كان ينظر لمرته بنظره غريبه .
وبهاللحظه خالد شاف امه اللي كانت تناظره , حست امه بأن نظراته فيها كلام , كنه يبغاها تفهم حاجه .
وبعدين قال " احنا رايحين المستشفى ألحين , تامرين على حاجه .."
موضي عطت مها نظره عدم راحه لوجودها خاصه انها بتقول شي راح يضايق مها , وهي ما تبغى تقول اي شي يضايقها خاصه بعد حادثة خالها .
مها شافت هالنظره , وحست بداخلها بعناد , ما راح تتحرك إلا ان اعرفت شنو الموضوع , خاصه انها حاسه انه الموضوع متعلق فيها , وبخالد , وراح تكون مجنونه ان تحركت .
وقفت بكل براءه وعناد ..
موضي شافتها , ولاحظت انها مهي ناويه تتحرك , فسألت السؤال اللي كان في بالها من امس بالليل , وحاولت على قد ما تقدر انها تقدر وجود مها , فقالت بصرامه " طيب انت اللي بتروح لعمك اليوم بالليل للمطار "
خالد تفاجأ ..يا الله كيـــــف راح عن بالي موعد قدوم عمي !! , يا رب العالميــن كيف طار الموضوع كذا ! , بذي السرعه جا وقت قدوم عمي حامد واهله؟
اما مها فارفعت نظرها لما اسمعت كلمة خالتها ارفعت نظرتها لخالد , لكن تعابيره كانت جامده
سمــر هذا اللي تقصده خالتها من كلمة عمه , يعني سمــر
عشان جذي كانت تشوفني بعدم راحه ..
يعني عمه والزفت معاه ..
كانت تبي تعرف بشنو يفكر فيـه , لكن خالد غلف وجهه بجمود.
كانت راح تصيح من القهر .
وكانت تنتظر منه الرفض , كانت تبيه يرفض ,يقول لأ .. لكنه جاوب بكل هدوء "اي نعم , ان شاء الله "
خالد راح فكره مثل العاده على الأصول والواجب , ومتى ما كانت الأصول تتطلب انه هو الكبيــر يستقبل عمه , فأهو اللي راح يستقبله .
حس بضيقه انه راح يضطر يستقبل احد بالمطار , وهو ناوي يجلس مع خويه , الراقد بالمستشفى
حادث عمر , و وضعه مع مها نساه وقت قدوم عمه
الله يعين بس قدوم سمر وش بيسوي فيهم ! , الله يعدي الأيام الجايه على خيـر ..وتنتهي سالفة الخطبه اللي مهي راضيه تتحرك ..
مها حست برجفة شفايفها .
ما تقدر توقف احساسها بالغيره .
كانت تسمع كلام امه عن موعد وصول الطياره , وعن مكان اقامتهم , وعن غيره من الأشياء , لكن اهي حاولت انها تصمت وتكتم لأجل ما تصرخ عليه , وعلى خالتها , وتقلب الدنيا فوق تحت .
وبعد ما انتهوا من الحوار تحركوا اهي واهو .. لكنها ساكته , وما حبت تتكلم معاه عشان ما تتهاوش , واهم توهم قايلين يا هادي على اتفاقهم ..
مها صبري على هالريال , لا تتكلمين عن الوضع .. ارضي وسكتي ..
لأنج ان تكلمتي بتقولين شي وبتندمين عليه بسرعه
على الأقل مؤقتا .
واهو كان معتصم بالصمت , وساكت وزاد على هالشي النونه معقوده .
ريم :
ريم البست ملابسها بمساعده نعيـمه , لأنه ايدها صار الألم اللي فيها غيـر طبيعي .
نعيمه ظنت بعد ما ساعدتها باللبس انه خلاص بس ألحين تطلع ..
لكن ريم أوقفتها وقالت بأرهاق واضح من وقفتها , ومن ملامحها , وشحوب وجهها , و بهمس وخجل " نعيـمه , الحجاب اللي كنت جايبته معي من السعوديه .. اممم ..وين ؟"
وقالت بأستغراب " الحجاب "
قالت ريم بخجل " ايه , انا .. انا ناويه ألبسه "
نعيـمه وقفت , وحست بفرح داخلي يتغلغلها , الفرح اللي يحوش كل مسلم لما يعرف انه مسلم اخر قاعد يمتثل لأوامر الله .
وقالت بحب وعجله " يعني حتلبسيه للأبد ! "
ريم صار وجهها احمـر , وقالت " ايــه "
راحت ضمتها بقوه , وقالت " حاضر , حاضر يا حبيبة ألبي , راح يكون عندك بسانيه"
وتحركت بسرعه لخارج الغرفه .. و لما شافتها ريم تطلع , اقعدت على الكرسي بتعب .
عينها تؤلمها مــره , وراسها بعد , وتحس بتعب .
لكن لازم تصبـر
ابوها شكله ما يوحي بالكدر والضيق ..يمكن هذا معناه خيــر
ان شاء الله يكون معناه خيـر .
لأنه إذا غيـر هالشي راح تموت .
جابت نعيمه اللفه السودا اللي جايه فيها ريم من السعـوديه .
واللي لما ألبستها ريم حست براحه داخليـه , لأنها لأول مره تلبسها مع نية عدم قلعها ابدا قدام الرجاجيل .
قالت لها نعيـمه بعد ما شافتها " ما شاء الله " وكملت بأن قالت وعينها مغورقه بالدموع " ابوك يا ريم يستناكي بالسياره تحت , مع السواق "
لفت ريم عن المرايا .
وتوجهت ونعيمه لخارج الشقه ..
وهي واقفه عند المصعد تنتظر وصوله , لأنه ما عندها قوة تنزل الدرج .
سمعت صوت الشقه اللي مقابلتهم تفتح وتسكـر , استغربت لأنها تدري انه ما فيه احد ساكن بالشقه .
رفعت نظرها للشخص اللي طلع , ولما شافت انه رجال ويناظرها هي .. صدت وغضت بصرها بخجل وبعدم اهتمام فيه كشخص .
حست فيـه يقرب من المصعد , لكن فعلا ما اهتمت .
عدلت لفتها بتلقائيه .
قال لها بصوت عميـق وقوي " مرحبا ... ريم "
ارفعت نظرها له بوجل , ميــن هذا !
وكيـف يعرف اسمها ..
وصدت بسرعه وما ردت عليـه ..
كمل الرجل بأن قال " يمكن ما تعرفيـن ميــن انا !؟ ....انا فيصل "
فيصل كان يشوف تعابير وجهها , كان واضح انها باكيــه ..
اللي ما تعرفه ريم ان فيـصل كان شايفها بلندن واعجب فيها , وبأنشغاله مع بدء شركته , ومعاملاته , ومشاريعه ما قدر يتقدم بوقت اقرب ..
ولما قدر تقدم ..
وانقبــل ..وهذا الشي اللي ما كانت متوقعه عقب اللي سمعه من رفضها للعرسان
لكن وجهها ألحين كان مختلـف , كان لوحه من الحزن والتعـب , كان مختلف بقوه .
تحت عينها اسـود وجهها شاحب ..
ريم اسمعت اسمه ..انصدمت ..
فيصل , وش يسوي بالشقه اللي مقابلتهم !
لكن ما ارفعت راسها ..
وش ناوي عليه ابوها , ليه مخليه يسكن قبالهم
حست بالدموع بعينها تتجمع .. صار وجهها احمر .. وعبـر وجهها عن الرفض من غير احساس او شعور منها وبان الضيق عليها من سماع اسمه ..وشدت على ايدها بقوه.
بغلط وتهور منها ادخلت لسجن اسمه فيصل اللي ودها تفلت منه ومهي عارفه .
كانت راح تصيح ألحيــن وقدامه .
واللي ذبحها انها ما كانت تبي تشوفه ..ولا هو يشوفها ..وش عرفه انها هي ريم !؟
وهذا يهـم ! ..ما يهم ابـدا ..
ضحكت بداخلها بسخريه
هه هه ..هو فيـه كل المواصفات اللي يحلمون فيها البنات , وسيـم ..هه ..حتى وهي بعز حزنها ما تقدر تنكر هالواقع .. وسمعته الطيـبه واصله للكـل , لكن ..
لكن اهي قلبها مهو له , مهي سعيده فيـه .
كانت حاسـه بالتوتر , تدعي ربها انه المصعـد يوصل قبل لا يتكلم او يقول شي ثانـي .
فيصل لاحظ تغيـر ملامحها من نطق بأسمه , غورقت عينها , وحس بملامحها الخجل مخلوط بالحزن مو الفرح ..غير عن كل البنات اللي المفروض يكونون سعيدين بخطبتهم وزواجهم .
تـوتر , لأول مره بحياته يتـوتر كذا .
ما حـب يفكـر بالموضوع او يفسـر بكيـفه , لكن تعابير وجهها عطته احساس سئ .
تمنى انه كلامه واحساسه خاطئ .
ريم كان ودها تقول له ابعـد عني , روح , ارفضني قول لأبوي انك ما تبيني , طلبتك قول له .
لكن اسكتت ..
مرت الثواني وهو يتأمل وجهها وهي صاده من غيـر لا تتكلم ..ما اهتمت بردة فعله على سكوتها وتجاهلها له ..ما اهتمت ابــدا
وصل المصعد .
اصعدت وهو تم يشوفها .
من غيـر ولا كلمه .
نعيــمه كانت شاهده على الموقف ككل .
شافت فيـصل من باب الشـقه , ما شاء الله كانت وسامته قويه وتلفت نظر الكـل لكن تعابير وجه ريم كانت رافضه له بقوه ..
وجا في بالها انه اللي مو متأكد انه ريم تحب عمـر .. راح يتأكد من المشهد اللي للتو حصـل , لأنه عدم الأبتسام في وجه بالوسامـه هذي شي صعب إلا على المرأه العاشقـه .
خافت انه الرجل يفهم ريم غلط , خاصه انها ما شافته من قبـل , فظنت انه جارهم الجديد وحاب يسلم فقط ..
وهذا دفعها انه تقـرب منـه وتـقول " معليـش "
لف عليها الرجل , وناظرها بأستغراب ..
اما هي فكملت كلامها بأن قالت " معليـش يا استاز , اصل الست ريم تعبانه شوي , حد عزيز عليها عمل حادس , وهي دبحت حالها من العياط من امس بالليل وما ادرتش تنام من امبارح ... يا عيني عليـها "
نقل نظره للمصعد بتأمل , معقوله هذا هو سبب الحزن والضيق .
يعني مو خطبتها له .
لكن سمع اللي صدمه من نعيمه " السي عمـر لساته صوغيـر , الله يحميه , قلبنا وجعنا لما سمعنا بالحادس "
عمـر !!! , زعــلانه على طليقها , انهيارها على طليقها .
اللي اعرفه انه اثنين يتطلقون لما الحياة تكون بينهم مستحيـله
تصرفات عمـر .. تصرفات ريم ..
وهو الطرف الثالث اللي جا بالوسـط وافسـد الأمور ما بينهم .
لأ ما يبغى يفكـر بهالطريـقه ..
لكن ما في اي معنى لتصرفاتهم غيـركذا .
الحزن اللي بعيونها , ولما سمعت اسمه الضيق اللي بان عليها , وش معناه !
معـقوله انها مجبـوره عليه ..
لأ ..بس الظنون بدت تلعب فيه لعـب .
ما يصير ياخذ كلام الشغاله على انه جـد .
لازم ياخذ الكلمه منها هي ..
الريـــم :
بطريقها للطبيـب ما كان ابوها يكلمها , وما توقعت غيـرهالشي , اصلا حتى ما قال لها تحجبتي او مبروك عالحجاب ..
فكرت بمقابلتها لخطيبها ..
لخطيب الغفله
سندت راسها على النافذه تتأمل الناس .
لــيه ما قالت له انها ما تبغاه , كان لازم تقوله , كان قدامها فرصه ذهبيه وهي ضيعتها من ايدها , بس استحت ..
استحت , ما تقدر تقول لرجال ما ابغاك ..
غورقت اعيونها , وش الدبرا يا ربي , كيــف !
يا ربـــي كيـف ؟
ترسل له رساله مع نعيــمه ..
لأ ما تقدر , ما تقدر
ذا جنــون , جنــون
طيب تقول له كلمه يفهم منها انها ما تبيــه .
المشكله انها ما تقدر تلجأ لأبوها , ابدا , ابدا
رفعت نظرها لأبوها وشافت راسه من ورى .
ولفت تشوف النـاس .
وش ذي التفاهه اللي هي جالسه تفكـر فيها , حبيبها وروحها ما تدري وش جرا له , وش هي اخباره ..
الخطبه ألحين اخر همها ..
اخــر همها ..
كيـف ممكن تعرف حال عمـر بالوقت الحالي كيـف ؟
غمضت عينها بتعب
لكن ردت افتحت بسرعه وقوه .
مها !
فعلاااااا مها , مها ..
هي املها الوحيـد , وشلون ما فكرت فيها من اول .
انشغلت بهمها وتعاستها ونسـت انها تقدر تتصل بمها .
من لهفتها بدت تدور على الجوال بحقيبتها , يميــن ..يســار ..ما فكرت بوجود ابوها بالسياره معها .. انها تعرف كل شي بالنسبه لحالة عمر.. نعمه من الله .
لكن ما له بينه ..الجوال ماله بينه
يا ربـي مهو بوقته يختفي جوالها ألحيـن .
لما عرفت انه الجوال اصلا مهو بالشنـطه , وانها اكيـد نسته بالشـقه .
قلبها بدى يدق بقـوه من معرفتها بقدرتها على معرفة اخباره .. كان ودها تقول لأبوها يردها للشقه ألحين .
لأجل تكـلم مها .
يالله متـى , متــى تنتهـي من هالمشــوار .
يا رب اعني على هالرحله , وعلى الوقــت , يا رب اعني .
حمد كان ملاحظ انه بنته لابسه الحجاب لكن ما علق .. كان تفكيــره متعلق بأتفاقه مع سعود اللي تراجع عنه سعود بأخر لحظه ..
اتفاقهم متعلق بتزويج احد الطرفيــن , وبما انه عمــر رجال وصعب ينجبر على الزواج , التفتوا لريم
حمد حول نظراته للمرآه الجانبيه للسياره وشاف بنته اللي جالسه وراه .
كان راح يجبرها على الزواج , لأنه اللي توصلوا له هو وسعود , انه ابتعاد عمر عن ريم , وريم عن عمـر شي فيـه خيــر للأثنين .
وش العمل ألحيــن , هل يستمر فيه هو , او يتركه ..
ان استمر فالضرر اللي راح يصيب بنته أو غيــرها راح يكون مسؤوليته , لكن ان انسحب هو بعد فما راح يكون فيه اضرار .
المفروض بعد اللي عملته ريم امس واليوم , يتخذ خطوه لأكمال الزواج أو التراجع عن قراره ..
يا الله وش كثـر القرار صعــب , صعب مره
مهـــا :
وصلوا للمستشـفى واهو بعد كلمته بالفندق ما عاد كلمها .
ولاهي كلمته ..
تجاهلته بالوقت الحالي فقط , ما لها نيه تتكلم ..
كانت حاسـه بحريقه شابه داخلها منه ومن تصرفه , شلون ألحين , شلووووووون , ليش ما يخلي بدر يروح , ليش اهو , ليـــش
يعني بدر ريال , ليش ما يستقبلهم .
اهو المفروض ألحين مشغول معاها , ومع عمـر..
المفروض يكون معاهم , مو يفرفر بالمطار يستقبل فلان وعلان ..
أو يستقبل الزفتــه ..
الخايســـه , ما لقت إلا مصر تتعالج فيها امها .. يا مكثر البلدان .. لكن لااااااااااااااااااااااااااا تبي تكون موجود يم حبيب القلب
حبها برص ..
وصلوا للمستشفى .
واهي نزلت قبله من السياره , اما اهو فقعد يكلم السواق وبعدها نزل .
مشت بقربه .
وقلبها بدى يضرب بقوه ..
الثقه اللي صبرتها طول هالوقت تبخرت , كل الأفكار غيــر عمر طارت
كانت حاسه بالخوف والفزع من اللي راح تشـوفه .
الأطمئنان اللي كان بقلبها يطير , كلما قربوا من المكان اللي هم قاصدينه .
لما وصلوا للباب , وقف , وهي وقف قلبها .
لف عليها قبل ما يدخل
قال بكل بهدوء" ألحين بندخل يا مها , ما ابغى صياح ونواح , عمي سعود موجود بتضيقين صدره , عمـر شكله يخرع لكن هو ما فيه إلا العافيـه ,مفهـوم "
الخوف ملاها , ما تبي تدخل .
وقالت هالكلمه على طول " ما ابي ادخل , ابي ارد الفندق "
نزل ايده عن مسكة الباب .
بكل هدوء قال " مها خلاص , انا مكلم عمي سعود اليوم الصبـح , وعمـر كان صاحي وتكلم مع الدكتور "
شافته بنظراتها الدامعه ..
تأملها لفتره ..
وقال " يلا "
فتح لها الباب , أشر على الباب المفتـوح .
ما لمسها او مسكها , يبيها تعتمد على نفسـها ,يبيها تكون اقوى , وتتخطى الخوف لحالها , ما يضمن انه يكون موجود دايما قربها , ما يضمن انه جدها يكون دايما قربها , ما يضمن انه عمر يكون دايما قربها .
مشــت ببطئ للباب ولما مرت بقربه , سمعته يقول بصوت هامس " ثقي انه ما فيـه شي "
دخلت .
تجنبت النظر للفراش اللي متوسـط الغرفه .
وخلت عينها على جدها اللي كان يتكلم بالتليـفون وظهره للباب , ويشوف الدريشـه , و واضح انه ما كان منتبه لهم .
وبخوف وبقلب يرجف نقلت نظرها للفراش .
ما كان واضح شي منه .
وقربت خطـوه , وقلبها مع كل خطوه يزيد رجفته .
لما شافته شهقت ورفعت ايدها بسرعه على فمها .
تكتم الصوت اللي صدر , حست بجسد قريب منها من خلف لكن مو لامسها ..
سمعت صوت خالد الهادي من خلفها اللي قال " مها تماسكي "
طلعت منها شهـقه بكا , وردت تحاول تكتمها .
" تقدمي منه , شوي , شوي .."
لفت عليه , على خالد وقالت بهمـس باكي " ما أقدر "
" إلا تقدريـن .. هذا خالك .. ما فيـه شي "
وجهه كان عباره عن دفع لها للأمام , كان واثق فيها , و واثق من حالة صاحبـه .
ورد قال " هو بخيـر "
ما كان لامسها , وتقدمت شوي شوي .
لما صارت قباله .امسكت طرف السرير , تألمت من منظره , وتسألت إذا هي متألمه من المنظر وبس , اهو اللي قاعد يعاني من هالجروح شنو قاعد يحـس فيه .
جبهته كانت مغطاة بشاش ابيـض , الجزء غيـر المغطى بالشاش كان لونه أزرق و احمر .
خاصه جهة عيــنه اليميـن وخده اليمين , إلى رقبته , اما الجهه اليسار فكانت تقدر تشوف لون بشرته الأصلي .
حست بخالد يوقف قربها من السرير .
وجوده قربها واحساسها بحرارة جسمه كانت شي مطمن لها .
نقلت نظرها لجسم عمر , الدربات اللي بأيده كثيـره ,لكن اللي فزعها اهو منظر رجوله الثنتين اللي كانوا مغلفين بجبس , ومرفوعين بأله لأعلى .
كان شكل رجله يفزع , تنفست بقوة , ولفت على خالد , اللي كان شكله عادي ومتماسك , لكن ما احد يدري بالضيق والهم , الجمر اللي بصدره من حال صاحبه .
ردت تشوفه , حست بالدمعه اللي نزلت على خدها , ارفعت ايدها وامسحت دمعتها بعنف , عمـر ما فيه شي , خالد يقول بس شكله اهو اللي يخرع , لكن الواقع غيـر ..
خالد ما انتبه لدمعتها .
جدها اللي كان انهى اتصاله بالكويت بعد ما شاف حفيدته , وتابع مشهد ضيقها بصمت , لكن لما انزلت دمعتها قال بصوته الخشن " تعالي يا مها "
ارفعت عينها عن عمـر وشافت ابوها سعود فاتح ايده لها على وسعها .
قربت بهدوء من غيـر عجله من جدها .
تحاول بهالوقت انها تتماسك عشان ما تنفجر بالبكاء , لأنها ابوها سعـود ما يستاهل تزيد على ضيقه ضيـق .
لما قربت ضمها لها بقوة .
تنهدت بقوه وحست بامان منقطع النظير , لكن ما بكت , بالعكس كانت متمالكه حالها , يمكن لأنه خالد كان قربها وموجود اهو اللي ساهم بأنها تكون متمالكه نفسـها , حتى من غيـر لا يضمها ,احساسها بوجوده كان قوه .
خالد شافهم ..جدها هو الأمان لها .. الصدر الحنون !
هه عمه سعود الصدر الحنـون بس هذا الواقع بالنسبه لمها .
قعد على الكرسي , حتى عمه قام يغار منه ..
المفروض بعد اليوم يكون واثق من نفسـه ويوقف جنون الغيره اللي تملاه , لكن مو قادر يمنع نفسـه من انه يتضايق من اي شخص يحس انه اقرب لها منه .
ألحين هم تقدموا لخطوه للأمام وهالشي ممتاز ..
بس يتأمل انه علاقتهم ما تتوتر من قدوم خطيبته المزعومه , الحمدلله انه ما كان رد فعل مها عنيـف مثل ما كان متصور .
على الأقل هو ألحين قربها , بنفس غرفتها وهذي خطوه عظيمه راح تمكنه من التفاهم معاها , من البقاء معاها لأطول فتره ممكنه .
شاف عمه وحنانه على حفيدته وكلامه معاها بحنان , نادر ينسمع من عمه سعود .
اهو ما سلم أول ما دخل لأنه انشغل بمها وردة فعلها على شوفة خالها , وما كان مركز على شي ثاني .
بعد ما شاف انه الضمه اللي بين مها وجدها بتطول , قرب وقال بصوت قوي " السلام عليـكم عمي "
ومد ايده اللي تلاقها عمه .
بعد فتــره تركهم عمه سعـود اللي استاذن لأنه بيروح يرتاح .. طبعا خالد لما عرف انه عمه سعود ظل طول الليل ما قدر يقول شي او يشره عليـه لأنه اب , واكيـد انه كان ناوي يقعد مع ابنه لفتره .
لكن هذا ما منعه انه يقول لعمه بصرامه انه إذا فيه شخص بينام بالليل عند عمـر فهو خالد ..
كان هو ومها مع عمـر ..
مها بأيدها قرآن , وخالد سرحان ..بمها !
سمانثا :
قلبها بده يحرقها على عمر ..
ويــنه ..
وين اهله , وين مها , وين خالد .
كانت قاعده باللوبي من الصبح وما شافتهم .
حاولت تحصل على ارقام غرفهم لكن الأستقبال رفض انه يعطيها هالشي .
تمنت من كل قلبها انها تعرف ولو حتى اصغـر خبـر عن عمر .
سفرتها بتكون بعد اسبوع وثلاث ايام بالضبط !
خايفه تمر الأيام وما اشوفك ؟
عمـر وينك ؟
ريــم :
توها جت من عند الدكـتور اللي عطاها كلمتين بالعظم على اهمالها لصحتها ,وعلى اهمالها لأيدها بالذات .
وبحضور ابوها , اللي كل ما قال الدكتور كلمه عطاها نظره قاسيـه .
شافت كف ايدها للمره المليـون ,وتذكرت كيـف كان شكل ايدها يقزز .
الخياط تقطع الدم كان مالي كفها ..بعدت عينها باشمئزاز عن كفها لما تذكرت المنظر .
لما وصلت للعماره , ما صدقت
كانت تبغى تجري ..
تركض بأقصى سرعتها ..
تبغى توصل لجوالها ..
وألحين الجوال بأيدها , وترجف , خايـفه من عاقبة اتصالها .
كانت حاطته على اذنها ومن غيــر شعـور ادموعها تنزل على خدها , والخوف ماليها .
بعد ثلاث رنات سمعت صوت مها المتعب يقول " ألو .."
اهني بس بدت ترجف ..وقالت والرجفه مهي مخليه كلامها واضح " مـ..ـهـ..ـا "
اخيـرا راح تعرف اخباره , اخيـرا راح تسمـع وش فيــه ؟
حبيبها ..
اخيــــــرا
مها اللي بالطرف الثاني من الخط , كانت قاعده قرب عمـر , و بأيدها القرأن , خالد توه طالع يجيب لهم غداء , بعد ما اطمئنت على حالة عمـر , اللي جدها شرحها لها قبل لا يروح للشقه ويستريح ..
ما كانت ناويه تغادر مكانها قرب عمـر
ومشاعر خالد مماثله لمشاعرها .
وبالتالي اثنينهم اتفقوا على البقاء إلى مساء , وبالواقع كانوا اثنينهم يأملون ان عمـر يفتح عيــنه لهم ويكلمهم مثل ما كلم ابوه سعود
قالت بصوت متأثر " ريـــــــم "
ريم حاولت تتماسك وقالت على قد ما تقدر من تماسك " بس ابغى ...اعـ...ـرف ..؟؟"
اعرفت مها ريم شنو تبي تعرف ..
الثواني مرت على ريم ساعات , وهذا اللي خلاها تستعجل مها فقالت " طلبتـ...ـك ..طمنـ..ـي قلـ..ـبي ... "
وهذا خلا مها تقول بكل لهفه ورغبه بالتطميــن " اهو بخيـر , بخيــر يا ريم .."
اهني بكـــت ريم , بكــــت من كل قلبها ..
الحمــدلله , الحمدلله ..
صوت بكاها كان عالي واللي يسمعه يعرف انه قلب الباكي كان منفطر , متقطع
الراحـــه , الراحه ..
الحمدلله , الحمدلله ..
مها تأثرت من بكا ريم وحست انها راح تبكي وانه دموعها على طريف ..
اهي نفسيتها السيئه وحملها مخليـها حساسه , اصلا اهي ملت من كثر ما بكت بالفتره الأخيـره ..
ملت من نفسـها , بس ما تقدر تمنع رغبتها أو تمنع دموعها .
ريم اللي كانت واقفه اقعدت من قوة المشاعر والفرح اللي انطلق بصدرها ..
عمــر
بخـيــر .
وقالت لمها من بين شهقاتها الباكيـه " الحمـ..ـد لـ..له ....الـ...حـمـ...ـد لله "
قالت مها " ايه الحمدلله , طبعا شكله ما يسر عدو ولا صديق , بس شي اهون من شي .. لكن .."
ريم اللي قدرت أخيرا تتمالك نفسـها فز قلبها على كلمة لكـن وقالت " لكـ ..ـن .....وشووووو ؟! "
تنهدت مها تحاول تطلع الضيقه اللي بصدرها " أ ه ه ه ه ه ه ريله اليميـن متكسـره تكســر وتحتاج فتره للعلاج , وبعدين تحتاج اعادة تأهيـل , وحـوسه الله يعيــن بس "
حطت ريم ايدها على جبهتها وغطت عينها ..رجله اليميــن .
الله يعيــن ..
عمر على عناده بيذبحهم لأجل يطلع من المستشفى .
تعرفه زيــن يكـره القيـد ويكره المستشفى ..
هذا بيكون اكبـر اختبار لعمـر , عمر اللي يحب الحريه .
الأنطلاق ..
يكره انه يبقى بمكان واحـد .
اللي يعرف عمر زيـن , بيعرف صعوبة هالشي عليه .
يا رب عينه وساعده على تخطي هالوضع ..
بس عادي , اصابه اهون من اصابه , الحمدلله اللي احفظه لهم , الحمدلله اللي احفظه .
وقالت بهدوء " مهـا .. أبغى ..." واسكتت لكنها بعدين قوت قلبها وقالت " " ابغى اسـ ....ابغى اسمع صوته ..أبـ .."
وبعدين سكتت ..
وجا الرد من مها اللي تنهدت وحطت ايدها على بطنها و قالت " اهو ألحين نايم " ابتسمت مها بحنان وهي تشوفه ..وبدت توصفه لريم من غير شعور..
ما تدري ليش ..
بس بدت تقول بصوت حنون ..
" مستلقي على ظهره .. لأنه ما يقدر ينسدح بغيـر هالطريقه .. اللي يشوف هدوء ملامحه من جهة اليساره يظن انه نايم عادي .. لكن اللي .....لكن اللي يروح لجهة اليميـن ويشوف اللون الأحمر , والأسود اللي مغطي ومنتشر على جلده يعرف انه مخدر .. جبهته مغطيها شاش .. ذراعه مغروز فيها الدربات واحد للتغذيه , وواحد للدوا , وواحد ثاني لدوا بعد.."
بعد ما انتبهت لحالها وانها قاعده توصف حالة عمـر , سكتت .
الأنسانه بالجهه الثانيه من التليـفون واللي كانت صامته طول الفتره قالت برجفه " مها ....رجـ..ـيتك ..كملي , رجيتك كملي .."
غمضـت مها عينها , تمنع دمعه من النزول , وكملت لأنها حست بالحرقه اللي ماليه قلب ريم, ولأنها مقدره ظرف ريم اللي يمنعها من انها تكون معاه وقالت " ..اممممم ..كتفـه اليمين وذراعه فيهم رضه قويه , تطلب من الدكتور انه يلفها له بشاش , ريــله ......اممممم .." سكتت وبعدين لما اعرفت انها ما راح تبكي قالت " ريله اليسار فيها جبـس لكسـر فيها ..اما ريله اليـ ...اممم ريله اليـمين فيها جبس , واثنينهم مرفوعين لفوق ..وبـس "
اسمعت النفـس القوي اللي خذته ريم ..
وبعدين سمعت صوت ريم المخنوق يقول " الحمدلله انه رجع سالم , وهذا هو المهم ألحيــن .."
ريم من وصف مها له ,حست بضيق والم براسها شديد .
وكملت بأن قالت " مها انا مضطره اسكره ألحين , طلبتك يا مها ان صحا , او صار له اي شي جديد اتصلي علي وقولي , هذي امانه , تعرفيــن وش يعني امانه ؟! "
قالت لها مها بكل جديه " ان شاء الله , يا ريم "
قالت ريم " انا راح اتصل عليكي من وقت لوقت على حسب ظروفي ..استودعتك واستودعته الله "
ريم استلقت بفراشها .. وقالت من اعماق روحهــا ( يــــا رب ساعده )
بعد ما سكرت مها التليـفون , دخل خالد عليها , كان حامل معاه غدا لهم وحقيبة شغل ..
عطاها ساندويشاتها , وعصيرها وجلس بعيد ..
قالت له بهمس " مشكور "
رد عليها بهدوء " حياكي الله "
لما الحين مو عارفه تتعامل معاه واهي مغتاظه منه للدرجه هذي !
من اول ما غادر الغرفه واهي افكارها معاه , كانت القران بأيدها حاولت تقرى ..
لكن افكارها دايما تطيـر له , وتروح له هو .
هل يا ترى بيروح لسمـر ولا لأ , يعني معقول انه كان يمزح .
توترت من افكارها الغبيه , يعني شلون يمزح بشي مثل هذا !!
اكيد راح يروح..
ما كانت تبي تفتح موضوع مثل هذا بهالمكان , وبهالوقت بالخصوص .
كانت تشوفه مطلع أوراق , ويقرى فيهم ..
ردت اهي تقرى القرأن عسى الله يشرح لها صدرها .
مرت ساعات وهم على هالحال ..
وجا ابوها سعود بالليل , وعمـر ما صحا .
قعد ابوها سعود , وبدى يتكلم مع خالد , عن الشغل , وعن امور ثانيـه .
كانت تشوف خالد شلون مركز مع جدها وشلون متفاعل معاه ..
ولاحظت فجأه تغيــر ملامحه للبرود , لفت على جدها سعود , تبي تعرف عن شنو كانوا يتكلمون ..
وسمعت جدها يقول "......عاد انا قلت لأخوان عمر انه ما في داعي قدوم احد منهم ..لكن مثل ما انت تدري غانــم شوره بأيده , وقرر انه لازم ايي لمصــر "
كان واضح على جدها الأمتعاض , خالها غانم , انسان غريب الأطوار !! , هذا اقل ما يقال عنه .. صريح زياده عن اللزوم , ولا مبالي زياده عن اللزوم , ومهمل زياده عن اللزوم , ويرمي الكلام ولا همه احد ! وهذا سبب في توتر علاقته بجدها .
خالها غانــم راح ايي لمصــر ..
لفت على خالد مستغربه ليش ما اعجبه انه خالها غانم راح يجي لمصـر , اهي اللي تعرفه انه غانم وخالد علاقتهم عاديه جدا , ما تتطلب انه خالد يتضايق من قدومه .
خالد لما قال عمه سعـود طاري غانم .. تضايـق .. تضايق كثــير لأنه الوحيــد الشاهد على قدومه مليــون مره لمها ورفضها لمقابلته .. لأنه اهو اللي كان المرسال بينه وبينهما ..لأنه بفتره خلافهم الأساسيه عمه سعود , وعمر ما كانوا بالكويت والموجود اهو غانم .
عمر يدري انه جا لمها عدة مرات , لكن ما شهد بعينه على الوضع , على عكس غانم اللي كان شاهد على اذلاله من مها .
رفع راسه وشاف مها تشوفه ..
وتضايق اكثـر ..لكن ما بين بوجهه شي الحين .
مر الوقت وتكلم جدها سعود عن امور ثانيه .
ومها نست سالفة خالها غانم ..وراح بالها للأهم سمـر !
كانت ساكته متوتره , وكلما حست انه الوقت اظلم أو تأخر تتوتر أكثـر .
وبعد مرور بعض الوقت قام خالد من مكانه وقال الشي اللي خلا الدم يفور بكل جســم مها !
" مها يلا اوصلك الفندق لأجل ترتاحين , وعشان ألحق استقبل عمي بالمطار "