مها :
كانت مستلقيــه , على الفراش بالطبيــب , دموعها تنزل من عيــونها , والخـــوف مالي قلبها ..
كانت حاســــه انه جنيــنها بخــطر ..
الدكتــور شكــله جدي , والممرضات بعد ..
كانت ترجــف ..
بعد ساعتيــن , ومحد راضي يتكلم او يهديها .
جا لها الدكـــتور وهو مبتسـم ..
واهي تشــوفه واهي خايــفه , ومن بيــن دموعها ..ومنقثــه انه مبتســم
قالها بهدوء " اطمني يا ســـت هانم , الجنيــن بخيــر "
زادت الدمـوع , وقالت " قـــول الصـــج , لا تجـــذب "
ضحــك الدكــتور " ما اكدبـــــش والله "
مســحت دموعها وقالت " انا قــويه , واقدر اتحمــل فقول لي الصــج , نــزل مني دم .."
" يا مدام , الجنيــن بخيــر , كل تحاليــك تؤكــد انه كل حاجه تمام , الدم من الواضح انو من الأرهاق , او من الحاله النفســيه "
نزلـــت عينها و شافت ايدها ..
وفي بالها ..الحاله النفســيه اكيــد من الحاله النفســـيه
الدكتــور كمل " خدى بالك من نفســك , المره دي انزار , مش عاوزيــنو يتكرر مره تانيـــه ...مش كداااااا "
هزت براسها بموافقه وقالت " اكيـــد "
ابتسم لها الدكــتور وطلع ..
طلع الدكـــتور لخالد , اللي ينتظر الأخبـار على جمــر .
و خالد بعجلـه , وقال " دكــتور .."
شاف الدكتــور ملامح الرجل اللي قباله , كانت تعابيــره مليانه قلق , وخــوف ..
الدكـتور على طول طمنــــه " هيا بخيــر , والجنيـــن كمان بخيـــر .."
حط ايده على صدره ..
وبدا ينظم تنفســــه ..
منه وفـضل من رب العالميـــن , لك الحمد والشكــر
وقال لأجل يتأكد اكثــر و اكثـــر " هي بخيـــر , انت متأكد .."
" ايـوه يا استاز هيه بخيــر , والجنيــن كمان .."
كمل استفساره " طيـــب ... الدم ..و "
" الدم هوا انذار مبـكر ..يصيب المرأه وفي احيان كثيـره يؤدي إلى الإجهاض ..الحمدلله بعد الكشــوفات تأكدنا ان كل حاجه بخيــر من الواضح ان الدم نتيجة تعب نفسـي , أو جسـدي , الحمدلله الحمل بالرحم , والمشميه ما هياش متقدمه , والطفل بحاله سليـمه , وطبعا نوصي المدام بالراحــه , وعمل سونار دوري , و بالفتــره دي , تجنب العلاقه الزوجيـه " وكمــل " انا مــش حنومها بالمستشفى , ما فيش اي خطر عليها تأدر تاخدها دلوقتي بعد ما تجهــز ..ان استمر النزيــف بالأيام الجايه , حنديها ابره , أو تحاميـل , أو حبـوب دفاتسن , لكن من اللي انا شايفه فهي ما تحتاجش لكل ده ... "
مشى الدكــتور , وترك خالد بمكانه .
رد للكرسي وجلــس عليــه , يبغى يستجــع اشلاء نفســه اللي تبعثرت بفترة قلقه المجنــون عليها .
ما يقدر يكون معاها ألحيـــن ..
لازم يستوعـــب , ان هذا انذار مبـكر على كلام الدكتور , كان في احتمال لو كان النزيـف اقوى يكون اجهاض , لازم يستوعب ان الحمدلله كلهم بخيــر , حاس بعقله مو راضي يستوعـب ان كل الكلام اللي انقال .
مو مصدق كان راح يفقدها اليـــوم , راح يفقدها بسبة غباءه وعجلته , وعدم تمسكـــه بأعصابه , الظاهر ان هذي هي وظيــفته بالحياة , انه يضايقها.
حط ايده على رقبته من الخلف , وظل يشوف الأرض ..
مها :
كانوا ألحيــن بالســياره , تحــس بالتعــــب ..
الدم تعبها نفسيـــها مو جسديا ..
خافت تفقــد الصله اللي راح تجمــعهم ..
الحمدلله ان الطبيــب طمنــهم ..
كانت خايــفه ..وترجـــف ..
عدت السالفه على خــير ..
لفــت على خالد , وجهه شاحـــب , ومتغيــــر ..
ماتكلم معاها ..خافت عليه ..اهو من اول ما قالت له ( خالد ..دم )
واهي حاســه انه تلقى الحادثــه بقـــوه وســـوء .
واكبـر دليل صمـته .
وهذا خلاها تقــول " خالد ..الحمدلله ..ما طلع الدم شي "
" اممممم "
سكــتوا , وبعديــن سمعت خالد يتنهد و بعدين قال اللي فكــرفيه واللي قرره " مها اليــوم ارتاحي بالفندق , وبكــره روحــي لعند ابـــوك سعـــود "
مستحيـــــل انه يقصــــــد هالكلام , يعني شنـــو , راح يتركها للأبد ..
" شتقــــــــــول !! خالد شالكلااااام , مستحيــــــل تســوي فيني جــذي "
بصوت صارم قال " مهـــا " ....ورد تنهــــد , وبعديـــن قال " خلااااااااااص اسمعيــــني "
مرر ايده على شـعره , وشاف سواق التاكــسي اللي اهتم بالحوار ..
وشاف خارج النافذه " روحــي لهناك , ارتاحـــي ,لمصلحة الجنيـــن يا مها , وجودنا مع بعض يؤثر عليكي مراااااا "
عضـــت شفايــفها ..كيــف تتكلم , هي كانت تبغى تبتعد عنـه , وما كانت راضيــه انها تبقى معاه
وألحيـــن ما لها حق تطلب قربـــه .
ولفت وجهها للنافذه ..
حمد :
حمد وصــــل للشقــــه .
كانت بنته مستلقيه على الكنبـــه , والتلفاز مفتــوح .
ولما قرب اكتشــف انها نايــمه .
جلس بقربها , وحط ايده على كتــفها , وقال بصــوت هادي " ريم ..ريم "
افتحـــت عيـــنها بهــدوء ..
ولما شافت ابوها , تحـــركت , بسرعه , وفزت من مكانها ..
بعدت شعرها عن عيــنها ..
وقالت " يبا , انا نمــــت هنـــا , ما حســـيت على نفــسـ .... "
قاطعها وقال " خلاص يا ريم , اسمعيني , ابغاك بمــوضوع "
شافت ابوها بخشــيه .
حمد لما شاف الخــوف بعيــونها , قال في نفســه ( احصد يا حمد ما زرعت )
تنهد وقال " اسمعي يا بنتي , فيصــل .."
قال هالأسم بكره وغيــظ ..
" فــسخ الخطــبه "
لما سمــعت الخبــر , وسعــــت عينها من الصدمـــه , ما اســرع ما تحــرك فيــصل
ونزلت وجهها مما ادى إلى سقــوط خصلات شعرها على ملامحها لتخفى السعاده الغامره اللي ملتها ..
لكن اشعاع عيــونها , وفرحتـها ما خفــت على حمد اللي لقطهم بصــوره سريعـــه
وضاق صدره انه بنتـــه تضطر تخفي سعادتها عنــه , كله لأجل ما يغضــب .
وكمل " لكن جا لك خاطب جديد "
الرعـــب غمرها , ورفعـــت راسها بحـــده
وقالت " خاطـــب " , وقالت بفــزع " يبااا .....يبا ..."
اما ابوها حمد فقال بكل هدوء " عمر "
" يباا ..." انقطعـــت كلمتها !!
وبعديـــن قالت " عمر !! "
ابتسمـــت , وبدت تنـــزل دموعها بنفــس الوقـــت منظر غريب ..
حتى ما اهتمت ان اللي قبالها ابوها .. وقالت " يبا , يبـــا , انت .....انت ...متأكد !! "
كمـــلت بغـــرابـــه " يبـــا ...."
انفعالها مو مكنها من انها تقــول جمله كامله ..
وخلاها تقــطع نفســها
وفجأه افلتت منها ضحـكه لكن عضت على شفتها السفلى لأجل تمنع الإبتسامه اللي كانت راح تنتشــر على شفتها ..
وتركت شفايفها من بين اسنانها
وحطت ايدها على ايد ابــوها وقالت بعدم تصديــق " يبا .. "
قام ابــوها من مكانه , وقال وهو معطيــها ظهره ..
" انا وافقـــت , وبكــره زواجـك منــه "
تخـــدرت كل حـــواســها ...
بس بعديـــن لما استوعبــــت ..
بدت تضحـــك ..وقامــــت من مكانها ...وراحــــت للي خلا كل هذا يحــصل
الله سبحــانه وتعالى ..
وأول ما حضـرت بين يدي خالق الكــون , ورب السموات والأرض .
بدت تصيـــح , وما اهتمـــت ان الكـــل يشــهد على هالشــي ..
وما اهتمـــت ان العالم كله يسمعـــها ..
مطــار القاهــره
على درج الطائــره ..
اخذ نفســا عميــقا , وقال " اخيـــــرا ....وصلت القاهـــره "