البارت الثامن والعشرين
*** الحزن فى عينى وفى جسمى مدفـــــون ....تتحقق الاحزان وتخيب الاحــــــلام ***
قالت ببرود يماثل بروده " مثل ما انت تزوجـــت غيـري "
لما قالت كلمتها اندمت على طول ..
ما كانت تبغى تبدي حياتها معاه بخلاف ..
حســـت بدموعها اللي هي متحكمه فيها بقـوه , تتجمع ببلعومها ..خاصه لما اسمعـــته يضحــك بقوه ..
بيذبحها ببرود ..
اهي بقمة عصبيتها , ونيرانها من تصرفاته , وكانت تتوقع منه انه يعصـب ويتفاعل معاها , لكن لأ ..
الغيظ اللي كان بيذبحها من زوجته السابقه اليوم واهي مع مها رد لها بكل قـوه مع ضحكته ..
وبما ان صعـب عليها اصلا انها تتمسـك بأعصابها بالوقت الحالي , وتظهرها ببرود
قالت بعصبيــه " ليــه تضحـك ! "
وقـف الضحك الساخـر .
وشافها بنظرات بارده , ابدا ما توحي ان الشخص كان يضحك .
قال بسخريه " لا تقارنيـن نفسـج فيني يا ريم ...لأني انا وياج عارفين من اللي خسران بالمقارنه "
يقصد انها هي الخسرانه بالمقارنه .
لأنها من وجهة نظره هي قاتـ ..
عضــت على شفتها السفلى بقوه .
رفعت راسـها فـوق بغرور ..
حست بالسخريه تنضح من وجهه , وصار وجهه كنه على وشك الضحك .
تعمد يحرجها فقال بهدوء " مسحي شفايفج "
حطت ايدها بتلقائيــه على شفايفها , واعرفت ان قسـوته لطخت وجهها .
قربت بشك منه , وخذت كلينكس من قربه .
نقل نظـره ببرود على ملابسها وقال " كل هالتـزيين عشاني "
المغرور , كيــف اي شخص يتعامل مع غرور زي كذا !!
حســت كنها ألبســت بطريقه اكبر من المناسبـه , رغم انها عروس ..
بس هو لاحظ كيف شافت ملابسها بتوتر وبنظره سريعه .
حاول يرتاح اكثــر بقعدته , واهو يحط ايده على رجله , اليسري ..
وقال ببرود " لا تحاتيــن , جميــله مثل العاده "
ليه يتكلم كذا ؟!
يا ربي حنا تونا امتزوجيــن .
قالت بثقه " ادري "
قال بسخريه " هه تعجبني الثقــه "
خلاص بس صارت على حافت البكي ..
والظاهر هو عرف بهالشي , ولأجل كذا غير الموضوع , وقال " شلون ايدج ؟ "
تفاجأت من سؤاله الخارج عن الحوار ..
شافته وهي ما تدري ان كان فعلا مهتم .
لكن انتقلت عينها لأيدها , واجابته بجفاف " الحمـــدلله "
وهي ودها ترمي حالها بين ذراعيــه , وتقــول (احبــك , وأرجــوك يكفي جفا )
كمل بطريقه عاديه "رحتي موعد تغيير الشاش "
فز قلبها من السعاده لأهتمامه ..
هزت راسها " ايــه "
" شقال الدكتور "
" ما قال شي ...عادي "
كانت تدري انها ألحيـن تقدر تسأله عن حاله , لكنها امنعت نفسها عن هالشي , لأنه قاهرها بتصرفه .
قال بطريقه قاسيــه " مطــوله وانتي واقفه ؟ تعالي قعدي "
بكل غضــب , قالت " ما راح ابقى وانت بهالمـزاج "
بصرامه قال " تعالي قعدي "
البكا على طرف عينها ..
خلاص ..
خلاص ..
بدت الرجفه ..
وقالت وهي بهالوضع " مـ..ا أبـ..غى , شـوف كيـف تتكلم معي .. "
بنفس الصرامه قاطعها " قعدي "
ما عاد فيها تمثل القـوه .
صعـــب ..
مراااااااااا صعــب ..
ارفعــت ايدها بشعرها , تبعده عن وجهها , وايدها ترجــف بطريقه غير قابله للسيطره .
قربت واقعدت بالكرسي اللي قربه لأن تحتاج تقعــد أولا , ولأنها ما تبغاه يخرب عليها فرحتها بشوفته ..
و قالت بهمس " ليه تعاملني كذا ؟ , انا ما كنت ابغى نبدي حياتنا من جديد كذا ! "
كان رده بالأول اصدار صوت ساخر وبعدين , قال بسخريه " شنو توقعتي عقــب ما فضلتي فيصل علي "
شحــب ويهها ..
من كلمته ..
ومن طريقته بنطقها ..
وقالت بسرعه " انا ما فضلت احد .."
عمر تنرفز اكثر من قبل , تجــذب جذي عيني عيـــنك .
لما يشوف طريقتها السريعه بالدفاع ..الواحد يظن ان اللي قباله برئ مصـدوم .
والنار ذابحــته ..قاطعها بقســوه " فيصل . "
بأحباط منــه , ومن الوضع , ومن خيبـة الأمل اللي اصابتها ..
كانت تحاول تسيطر على دموعها لأجل ما تنزل " لأ ....لأ ما كان...."
كمل بكل برود اعرفت منه انه معصب " لما رحـت لج بالسعــوديه "
لما راح لها السعوديه قالت له انها تكرهه ..
انها ما راح ترد له
قالت له بأنفعال وبكي " كنت ابغى احرق قلبك , زي ما حرقت قلبي "
المجرمه , تعترف انها كانت ناويه تحرق قلبه ..
وتقولها بويهه
يعني كل اللي سوته نيــتها هي انها تحرق قلبه .
لو تدري لأي درجه انجحـــت
لو تدري ان الحادث هذا اصلا كان من حرقت القلب ..
لكن ابتسم بسخريه "هه ليش ماني مستغرب كلمتج ؟!!! ..ليش مو مستغـرب انج تنـويــــن هالشـ .."
كان راح يكمل يرد عليها بقســوه , لكن اهي كانت قريبه , وحطت ايدها اللي فيها الشاش على فمه ..
تفاجأ من تصرفها ..ما يدري ليش ما بعد ايدها , ما وخرها عنه ..بس الحقيقه انه ما سوا شي !!
يمكن لأنه عاجبه القرب .
كانت القسـوه اللي بعيــنه تكفي , ما تبغى تتحمل قسـوة لسانه " ما كنت راح اكمل بالخطبـه , وربي .." بعدت ايدها على فمــه , واقعدت قريب منه.
وخذت كفــه وحطته على خدها ..
طمنها انه ما سحـب ايده , وما بعد عنها , بالعكـس كان يشوفها بغرابه ..
ما همها وش يفكـر فيه ألحيـن , يهمها شي واحد بس ..
انه يصدقها ..
" كنت بس انتظر الوقـت المناســب لأجل انهيها "
رد بسخريه " هه "
" ما شفـته , ياعمر ..كذبت عليك ..ما شفـته غير مره , وعلى عجـل , هنا بمصــر , وبعدها انهينا الخطـبه ..سألني قال لي تبغين نكمل بالخطبه ....وانا قلت لأ ..قلت لأ .."
وقفت كلام ..
ما كانت تبيه يظن ان قلبها خان حبه , يكفي ظنه انها قاتـ ...وعشان كذا بررت حالها ..
بررت نفسـها تخلت عن قوتها , وتماسكها ..عشانه بس .
عشان يحبها ..مره ثانيـه
بعد سكـوتها لفت وجهها على كفـه اللي لازال على خدها , واطبعــت قبله على كف ايده .
كان يشوفها واهو منصــدم ..
حس نفسه كنــه تكهرب , لكن اخفى مشاعره بنجاح
حاول ما يبيـن احساسه على وجهه وقال بغموض " المفروض اصدقج يعني !! "
حس بعد كلامها انه استرخـى ..
اعصابه المشدوده هــدت ..
قالت بهمس ينبع منه الصدق " هذي الحقيـــقه "
هل هذي هي الحقيقه ؟ هل انقالت له بالكامل ...
ما يدري ليش يصدقها !!
بس كان مصدقها بالفعــل !
ما كانت تبي فيـصل ..
فيصل كان وسيله انها تؤلمه , وتجرحه ..
يدري انه المفروض يعصـب من هالشي ..لكن ما كان معــصب ..كان منصدم ..منصدم لأنه تفكيـرها كان منحصر فيه طول فتره الخطبه !
كلامها يتوافق مع كلام فيصل ..لما قال (انا وبنت حمد انفصلنا ..انا جاي هنا لأجل اكون اول من يبارك لك فيها)
كان يشوفها ألحيـن واهي تقــبل كف ايده ..مره ثانيه ..مشاعرها قاعده تغمره وهي تقــول " صدقني "
كان يبي ينطق بشي ساخر , او شي بارد , بس كان عاجز ..
تفكــيره كان يلف على واقع انها كانت له طول هالفتره ..
طول هالفتره كانت تفكر تفسـخ الخطبـه ..فيصل حتى بعد ما شافته ما فكرت فيه !
اصلا ما خلت فيصل يشوفها بالنظره الشرعيـه !! هذا على حسب كلامها .
ليش جذي قاعده تقـول له , ليــــش !!
شنــو معنى كلامها !!
بس كان قلبه مثل اللي انغسل بماي بارد من الراحه .
لكن مع هذا ما يقدر يسامحها على اللي سوته قبل ثلاث سنوات ..
مستحيــل يسامحها على اللي عملـته بذاك الوقت..
قســـت نظرتــه ..من غيــر لا يشعــر ..
طلع من عمق افكاره بعد ما ألتقــت عينها بعيــنه
ارفعت عينها لوجهه والدموع بدت تنـزل على خدها " بس انت ما تقدر تقول هالشي لي ..انت تزوجــتها .." ضغطــت على ايده بكل قوتــها , بكل قهــرها ..
شاف ايدها على ايده ..
" تزوجتــها , وحرقتني ايام ..ايام ..تمنيـــــــت الموت ولا .."
كان راح يقـول (نوره شي ثاني عنك , مختلف تماما , لكن ما نطق )
اما اهي فشافت تعابيره مثل ما اهي , بارده , وقاسيــه ..
تحس انه مهو مهتم لها , ولا بمشاعرها , ولا انها جالسه تبكي , وتشكي له .
تركـــت ايده ,وقامت من مكانها وعطــته ظهرها .
ما كانت تبي يصير كذا .
كانت تبغى اليوم يكون بدايه هاديه لهم , لكن اكتشـفت , انها مستحيـل بعد ما شافته مستحيل ما تفكر فيه مع غيرها
عمر شافها تعطيـه ظهرها , قاعده تنخــش منه .
تخش تعابيرها .
ما يدري ليش يحس انه بيقسى عليها اكثـر ..واكثـر
يبي يذبحها بالكلام .
بيشوف اخر تظاهرها بالحساسيه !
قال بقسـوه متعمده " وانتي عندج قلب اصلا عشان تحسيــن "
ذبحها بكلمته ..عضت شفايفها ..لكــن تماسكــت ..
هو طبيعي كان راح يعاملك كذا يا ريم ..
وش كنتي متوقعه الأحضان ..
جد غبيــه .
لفت عليه وقالت بهدوء " وين الحمام ؟ "
كان يترقب ردة فعلها , لكن ما توقع هالردة الفعـل ابدا ..
رفع حاجب ..وقال " ما عندج رد على كلامي ...هه غريب ! "
ابتسمت ..كيف اطلعت الأبتسامه ما تدري ..
ثقته تحتاج لوقت طويل ..وهي ان شاء الله قدامها العمر كله ..
" لأ "
ابتسم ابتسامه جانبيه وقال " ما في غير باب واحد بالغرفه , وهذا اهو الحمام "
ابلعت ريقها بصعــوبه بهالمره ..
وقالت " صح ..انا الغبيه "
عطته ظهرها وراحت للحمام .
تابعها بنظره..
تستاهل .
اي احسن خلها تروح الحمام وتذبح روحها من البجي ما يهمني .
اهي تستاهل القسوه والمعامله الجافه .
ضميره قال له ( عمر بس اول يوم لك معاها جذي )
لكن حاول يسكت ضميـره , قلعتها ..خلها تولي هالزفت ..
بس كلامه هذا ما كان يهدي نفســه المتأنــبه ..
افففففففففففففففففف .
ريم ادخـلت الحمام , احتمت بالحمام من قسوته , كانت راح تبكي وتنوح لو ما خوفها انه يسمعها .
انزلت ادموعها بكثره .
اسمحت لهم بالنزول من غير صـوت .
لو ما كان عندي قلب ما كنت حبيتك كذا يا عمر , حرام عليك ارحم حالي .
شافت روحها بالمنظره .
هذا شكل وحده اول يوم متزوجـه ! ..مو بس متزوجه راده لحبيبها !
حطت بكفوفها الماي , وانقلته لخدودها , تبرد على حالها .
وردت ارفعت عيونها للمنظره .
شافت شفايفها ..
قسوته اعفســت حال حمرتها فوق تحت !! , الكلينكس ما فاد ..
اشوا انها حطت لها الكحل اللي ما يسيل بالماي , ولا كان الحال غير قابل للتعديل
طلعت حمرتها الورديـه , وحطتها ..
عدلت شعرها ..
وقالت لنفسـها اللي بالمنظره ( تشجعي , هذا حبيبك , وزوجك )
اطلعت من الحمام ..وشافته رامي راسه على المخده , مستلقى , لكن اول ما حس فيها داخله قعـد (كنه ما يبغاها تشوفه مرتاح )
شافها ببرود .
يا الله .. جميــــــله , جميــــــــــله , راح تذبحــه بجمالها ..
يا ليت الجمال الخارجي يتوافق مع الداخلي , جمالها بدل ما يلين قلبه قاعد يقسيه اكثر , اكثر .
بس ما يدري ليش هاديه !! المفروض تكون معصبه , وغاضبه ألحيـن .
قربت من الكرسي القريب منه ..
كانت عيونه اتابع تحركاتها .
و لأنه عارف انه راح يستمر بنفس القسوه , ولأنه عارف ان اللي جاها اليوم يكفيها ..
قال بهدوء " روحـي ألحيـــن لشقتج "
أرفعــت نظرها له , وو قفــت لمكانها ..
ما توقعت منه يقول لها كذا , وبهالطريقه .
قال فجأه , بعد ما شاف انها على طرف انها تبكي للمره الألف من أول دخولها عليه هالليله " ريم انا تعبان "
صار وجهها احمـر , لأنها ما استوعبـت هالشي من نفسها .
وهزت راسها بالموافقه .
وكمل جنــه ما لاحظ هالتعابير " ابيج تاخذين مفاتيح شقتنا القديمه من البواب , وخليه يهتم فيها "
قالت بهدوء " طيــب "
لاحظ انها تمالكت نفســها , لأنها تحركـت بسرعه للفتها , وحطتها على راسها
قال بهدوء " ومن راح ياخذج للشقه "
ردت عليه بنفس الهدوء " السواق ونعيــمه ينتظروني "
كان تعبان , ألحيــن وصل لحده من التعــب , وجود الرياييل ارهقه , والحقيقه اللي سمعها عن فيصل , والمشاعر اللي حسها خلته منهد حده .
كان يتأمل حركتها مع الحجاب , بشعور ارتياح داخلي .
وبعدين قال " مبروك "
شافت وجهه وهي شاكه ان في سخريه بالموضوع لكن لما شافت الجديه , ردت " على ؟ "
لأنها اعرفت انه ابد ما راح يبارك لها على الزواج ..لكن عندها امل .
وكان الجواب موافق لظنها .
" الحجاب "
بخيبة امل قالت " آه ه ه ه , شكرا "
كانت راح تطلع من غير لا تقول له حاجه أو تعمل حاجه .
لكن بأخر لحظه .
ردت له لما قربت من فراشه .
واهو كان يشوفها بتعــجب !!!
مالت عليه , وباست خده , واهمســت له " مبروك على الزواج ..اشوفك بكره بنفس الوقت "
وطلعــت قبل لا يعلق من المفاجأه .
غانم :
عمر رد تزوج ريم , الكل يدري إلا انا ..
مرر ايده على شعره .
يحس بعض المرات انه بعيد كثير عن اخوانه ما كان قريب إلا من حنان الله يرحمها.
حنان اللي حبها وتفهمها له ريحه اكثـر واكثـر .
اما اخوانه فيحسهم مثل ابوه ما راح يفهمونه ..
خطبه عمر من ريم = بعده عنهم , وبعدهم عنه
يعني اليوم من اكبر الأدله على هالشي .
بس اهو اللي اختار انه يبتعد عنهم .
من غير شعور , سحب سيجاره وشبها وخذا نفـس .
سمع صـوت ابوه يقول بصرامه " طفــها " , رفع راسه لأبوه اللي دخـل للصاله بعد ما لبس دشداشة النوم .
كان ياي حق الشقه بعد امر من ابوه ..
سحــب نفس ثاني ..
شاف نظرة ابوه له ..
دور عيونه , بتحلطم !
وطفى السجاير .
كان يحتاج انه يهدى بأستخدام السيجاره..وسيله خاطئه بتهدئة النفس !
لا يكون في محاضره يديده اليوم , مالي خلق .
محتاج حق السيجاره ألحين .
قام من مكانه وقال " ليش طالبني يبا ؟ "
" شنو كنت تسوي بالبحرين يا غانم "
يا ذي البحرين , وبعدين مع هالسالفه .
رد على ابوه " ما كنت قاعد اسوي شي يبا , ما كنت قاعد اسوي شي , كنت في زياره لبلد شقيق "
قرب من ولده المتمرد ..
" مثل المره اللي طافت يا غانم "
ما رد عليه ولده , وهذا خلاه يقول " يعني رايح للبحرين تتضارب مع اعيال الأوادم "
رد على ابوه ببرود " هذا اللي تبي تكلمني عنه ؟! " وكمل " لأنه ان كان هذا هو الموضوع , فأنا اسـف , ما راح انتاقش فيه "
هز ابوه راسه بموافقه ..وقعد على القنفه (الكنبه) , جالس جنه ضابط , و يتكلم بصرامه وقال " على راحتك ..لكن .. والله يا غانم ان انت دخلت السجن مره ثانيــه اني ما راح اسعى لك ...فاهم ؟ "
شحب ويهه لما تذكر سالفة السجن ..اللي صارت السنه اللي طافت , اقبضوا عليه بعد ما تهاوش مع واحد , حس بالخجل خاصه ان ابوه اللي طلعه منه .
اما ابوه فكمل ببرود " راح انسى ان لي ولد اسمه غانم ..عطيتك فرصه عشان تتخطى هالمرحله اللي انت فيها ..لكن الظاهر انك مو ناوي تتخاطاها ..وقد اعذر من انذر ياغانم "
راح من عقله السجـــن وسالفة السجن على كلمة ابوه ..
يتخطى اللي صار !
حنان الوحيده اللي كانت تفهمه , لكن ابوه ومو قادر يعذره على تصرفاته ولا يفهمه !
ليش ابوه مو قادر يفهم انه ما يقدر يعيش عادي .
سنيـــن قاعد يعاقب نفسـه لكن مو قادر يوصل للرضى النفسي , اللي يمكنه من الحياة ..
كان مانع نفسه من الزواج , من الأطفال عشان ما يحظى بحياة حرمها على غيره .
رد على ابوه بعصبيه مو معهوده منه اهو اللامبالي " لا تتكلم جنك اتعرف اللي انا امر فيه , انزيـييييـن , ما احد يدري عن احساسي , ما احد "
قال له أبوه بكل قسـوه يردد نفس الكلمه اللي قالها لولده اول ما عرف الخبر " مو انت اللي ذبحـتهم "
شحب ويه غانم بصوره اكبــر ..
قال بصرخه غاضبــه " امبلاااااا انااااااااا , انت ما كنت موجود , انا ذبحتهم "
" هذا يومهــــــــــم يا غانم , ما كنت راح ترد قضاء الله , يومهـــــــم "
نفس الحوار الأول ما تغيـر شي ..
سعود كان يأمل ان يصير فرق هالمره , شي غيـر .
خاصه انه غانم كان يشوفه بنظرات حزيــنه , بهاللحظات بس , يقدر يلقى غانم ولده الأولي ..اما غيرها يطلع غانم اللي ما يعرفه .
فجأة ضحك غانم وقال " اكيـد انت ألحيــن مستانس , اني ما راح اقدر انام اليوم " نظرته كانت مشتته .." مبروووك يبا , خليتني اتحسف اليوم للمره الألف على ييتي حق مصر "
وطلع من الشقه بعجله , جنه الشياطين لاحقته ..
غمض سعـود عيـونه , متأكد إلا يراهن انه ولده راح يسوي شي مينون ألحين ..
وباجر راح يطلع استهتاره اكثر من اليوم ..
مها :
كانت نايمه وصحت على صوت صراخ بالصاله ..فــزت من الخوف , وراحت افتحت الباب , وسمعت هـوشه بين صوت مؤلوف وغريب بنفس الوقت ..وبين ابوها سعود ..
وبعدين استوعبت انه خالها غانم .
خالها غانم يه لمصــر , من زمان ما شافته !!
كانت بتروح تسلم عليه بس بعدين استوعبت ان الأثنين بنقاش حاد ..كالعاده بين ابوها سعود وغانم .
أول ما اعرفت هالشي ردت لفراشها , ما راح تتدخل , ولا راح تتسمع ..
لأنه شي متعارف عليه ..
متى ما صار غانم بالسالفه مع ابوها سعود الأسلم الخروج منها .
لكن الكلام كان غريب (انا ذبحتهم )
منو اهم !!!!!
لا ورد جدها اغرب ( كان يومهم )
حســـت بالخوف .
خالد :
كان ملاحظ سعادة بدر لوجوده معاهم .
وملاحظ نظرات ساره المستغربه من وجوده .
كانوا توهـم واصليــن للفندق , المكان اللي ما كان يبغى يوصل له , حاس بالغرفه راح تكون فاضيه من غيرها .
راح يحس بغيابها بصوره كبيره ان دخل الغرفه.
مشى بهدوء , وساره قربه , كان ملاحظ هدوءها وعدم كلامها بطول الطلعه , أما بدرفسوالفه ما اخلصت .
اما ألحين فلأنه بدر سبقهم مسك ايدها , وقال لها " ودك بكوب قهوه "
ساره شافته بأستغراب وخجل " ألحيـــن يا خالد "
" ايــه , يلا تعالي "
كانوا جالسين على الطاوله وطالبيـن قهوه , وام علي ..
ساره كان واضح عليها التوتر , هذي مهي من عوايد خالد , خايفه ما تدري ليه ..
خالد تكلم بهدوء " كيف حالك يا ساره "
وش اقول يا خالد , محتاره , ما ادري وش هو موقفي بالوقت الحالي .
" الحمدلله بخيــر "
هز راسه برضى وبعدين قال " عمي حامد كلمني امس "
رفعت راسها بوجـل ..وبعدين خذت كوب القهوه ..
بتوتر من الكلام اللي راح يجيها ..
لكن الخجل غمر وجهها بلون احمر " طيــب "
ابتسم لها بود " قتيــبه أزعجه , يقول اول ما تتعالج مرة عمي , بإذن الله , وده يتمم كل شي ويملك "
ملاها الأرتياح , لكن التوتر رد وغمرها ..
بدت تاكل من ام علي بسكوت .
كان يدري ان اخته موافقه على قتيبه , ولكذا استغرب الحزن اللي فجأه غمرها ..
وقال بجديه " ساره , اش فيــه ؟ "
ما تبغى توافق ألحين ولما يكتشف قتيبه ان خالد متزوج وناوي يستمر مع حرمته يقوم يتركها !
خايفه , مراااا خايفه ..
قالت بهدوء " ابغى أأجل الموضوع "
كمل يشرب قهوته وأشر على النادل وطلب منه ان يجيب له قهوه ثانيه .
قال بكل صرامه " ساره اش فيــه ؟ "
يعرف اخته , ويعتقد انه يعرف مشاعرها ..
التأجيــل المفاجئ ألحيــن غريب عليها .
بعد ما خلصت قهوتها قالت " ما في شي , بس ابغى التأجيـل " قامت من مكانها وابتسمت له برقه " اكرمك الله يا خالد "
بصوت , وقفها مكانها " ساره ...انا بأنتظار التفسيــر لهالتغيير المفاجئ "
لفت وجهها عليه وقال لها بصوته الصارم " اقعدي "
" خالد .."
" اقعدي "
ردت لمكانها ..
وقال " فسري ألحين , ليه التأجيل المفاجئ "
حاولت تفكـر وتطلع لها عذر وقالت " الخاله بدريه , مريضه ! "
عقد حواجبــه " ساره , انا ما قلت لك تزوجي اليوم أو بكره !!!! , انا بس افتح موضوع معاكي , ان كان بيكون في زواج فأكيد ماراح يكون ألحين والخاله ام قتيبه مريضه "
ساره قالت برجفه بتوتر" ما ابغى اتزوجــه يا خالد "
حاس بأعصابه راح تفلت منه , جاي يرخي اعصابه مع اخته , بموضوع حلو , لكن الواضح ان الموضوع معقد .
مرر ايده على شعـره " ساره , انا راح اتظاهر اني ما سمعت هالكلام , روحي ألحين , وبنفتحه مره ثانيه "
قامت واهي على اعصابها ..
ما قالت هالكلام إلا لأنها على اعصابها ..
هي تبي تتزوج قتيبه ..
لكن مو ألحين , تبيه لما يتوضح كل حاجه , ويعلن وقتها عن رغبته بالزواج , بوقتها بس ..
راح تقـبل فيــه .
خايفه انها توافق , وهو بعدين ينسحب ..
ما تحس انه الوضع مستقر بعد ..وتحس ان خالد ألحين عصـب منها .
خالد ظل في مكانه ..
كان حاس بالضيقه من الوضع ككل .
قام من مكانه بعد مادفع الحساب.. لازم يمر على امه .. اليوم ما شافها .
موضي :
كانت بغرفتها , خالد قال لها انه كان وده يمر ياخذها ويطلعـون كلهم ..
لكن استغنت عن الطلعه وقررت انها تبقى مع نفسها , وتشكـر ربها على ان بدريه بخيـر ..
وان الورم طلع حميد .
حسـت بساره ادخلت للغرفه , لفت عليها موضي , لكنها كانت معطيه امها ظهرها .
وبعدين اطلعت للبلكونه .
كانت راح تروح بعدها , وتسألها ان كان فيها شي .
لكن باب الغرفه دق ..
وعرفت انه ولدها ..
افتحت الباب ..وقالت برقه " هلا خالد "
كان واضح عليه التعــب ..
قرب منها وحب راسها .
" اخبارك يما ؟ "
" بخيـر دامك بخيـر "
قعد على الكرسي , وتسند براحه وسند راسه على ايده " بشري عن تحاليل مرة عمي ؟ "
ما جاوبته , وردت عليه بسؤال " إلا صحيح يا خالد , وين كنت اليوم ؟! "
ابتسم خالد , هذا اسعد شي اليوم .
" عمر صاحبي , تزوج اليوم .."
شافته امه بصدمه , وبعدين اضحكت " صاحبك عمر !! , كيف ؟!, هو بالمستشفى صح ؟ "
ابتسم بكسل " اي بالمستشفى , , بس هو بيرد زوجتـه السابقه "
كانت لازالت مستغربه " اللي طلقها ؟ "
رد عليها بهدوء " ايـــه "
ما تدري ليه , حســت بسعاده , هذا الشعور ينتابها لما تحس بسعادة الناس ..." الله يوفقـــه "
وبقلبها دعت ان الله يوفق اعيالها بعد .
" أميــن المهم يما , بشري كيف حال مرة عمي ؟ "
ابتسمت له امه " ابشــر مرة عمك بخير , الورم حميــد , مهو بخبيث , وان شاء الله العلميه قريب "
حس براحـــه كبيره , فضل من رب العالميـن ..
هذي هي بداية الفرج .
" الحمدلله "
بعد ما سكت , فكــر بساره ..
تعكــرت ملامحه ..
" وين ساره يما ؟ "
اشرت براسها على النافذه المغلقه بالباب , وقالت " بالبلكونه "
مرر ايده على وجهه , وقال " انتي حاسه إن ساره متغيــره ؟ "
كانت امه قاعده تفصـخ ثوب الصلاة , وقالت بأستغراب " متغيـره ..كيــف يعني ؟ "
جواب عادي " ما ادري ما تحسـين فيها شي ؟ "
شافته بتفكيــر , استغربت من سؤاله , واصراره عليـه , شافت البلكونه , وبعدين قالت معـقول ان ساره إلى الأن مختلفه مع مها , لأ مو معـقول نامت عندها ذاك اليوم ..
وما تبغى تقـول لخالد عن هالشي ..خاصه انه واضح ان ما يدري عن هالموضوع .
وقالت " لأ ابد , بس يمكن امتضايقه شوي لأن خالتك بدريه مريضه "
خالد هز راسه بضيق ..
" امممممم طيــب ....طيـــب "
قام من مكانه بعد ما ادخلت ساره للغرفه , قالت له امه " صحيح يا خالد , وينها مها , لأجل ابارك لها بزواج خالها ؟ "
ساره ارفعت عينها تشوف خالد , لأنها بعد ما حضرت شنطة مها , كانت تتساءل طول اليوم وتفكر بنفس السؤال !
بأقتضاب شديد قال " عند جدها "
ساره ..خافت على صاحبتها , عند جدها ..
لا يكـون حيتركون بعض ..مهما كان ما تبغى هالشي
لكن امها اللي ردة فعلها اثارت استغراب الأثنين .
طقـــت صدرها بخــوف , وقالت " خالد ..وش حصـل بينكم ..ليه راحـت لجدها ؟ "
موضي ما قدرت تمنع نفسـها من الإحساس بالشفقـه تجاه المرأه اللي تحب ولدها ..
واللي اعترفت لها بهالشي .
المسكيــنه .
هذا غيـر انها ام حفيدها الجاي بالطريق .
" ما حصل إلا الخيـر يما "
لفت بكل صرامه لساره , وقالت " ساره روحي شوي , واتركيـني مع اخـوك "
ساره تحركـت بسرعه .
أشرت لولدها على الكرسي " ممكن افهم ألحيـن , وش هو الموضوع ؟ "
خالد ظل واقف وقال " ما في موضوع , بس هي تعبت امس شوي , وقررنا انها ترتاح عند جدها "
اجلست على الكرسي وقالت بكل جديه " خالد انت ملاحظ اني ما اسألك انت عن موضوع علاقتك بحرمتك..صح ؟ "
حط ايد على خصره بكل رجوليـه , وايده على رقبــته , وقال " اي نعم ملاحظ يا طويلة العمر "
بكل جديه قالت " بس انا ألحين ابغى افهم منك انت بالذات , تغيــر موقفك من الموضوع من اول مره تكلمنا فيها "
شافت نظرات ولدها ..
السؤال كان صريح , واهو ما كان يبغى يكذب على امه .
و قال بكل جديه " 180 درجــه "
ما تدري وش تسـوي ألحيــن.. تعصــب , ولا لأ ..
اللي كاسر ظهرها سمـر ..
ودها تفرح لهم ..بس مهي قادره ..
و ودها تعصب و مهي قادره .
قالت وهي تحاول تتصرف من غير تحكم بمشاعرها " وانت تظن ان بنت عمك راح تستمر ان عرفت بهالشي ؟ "
كان حاس فعلا بالتعــب ..
وده يقول كل شي , ويرتاح , لكن الوعد ..وعد .
ابتسم لأمه ..
وقال " الله المستعان "
حــب راس امه , وطلع ..
كان بمقدور امه تناديـه ألحيــن , وتكمل , لكن تدري انها ما راح تطلع معاه بشي .
فخلته على راحــته
يا رب سمـر كيف بتقبل فيـه عقب اللي بيصيــر ..
اكيـد حترفضــه .
ريم :
وربي يا عمر , اني راح اعمل كل شي بيدي لأجل اكســب قلبك , وثقتــك ..
وانا وانت والزمن طـــويل ..
ان ما خليتك تحبيني مثل ما انا احبــك .
ان ما نسيــتك نوره
اليـــوم كان خيبــة امل , لكن راح اكون اقوى , وانا اللي راح اكســب بهالمعركه .
مها :
نومها لطول اليوم , ما عدا وقت الصلوات اللي كانت تصحيها لها الشغاله .
واللي اسمعــته بين يدها وخالها كان يخرع , خاصه انها سمعته بالليل , منعها من النوم للمره الثانيه .
كانت متلحفـــه , بيدها موبايلها , وتلعب فيــه (الثعبان)
حاسه بإحباط ..
كانت تشـوف الإيجابيات الخاصه بقرارها ..
الإيجابيات ما كانت قادره انها ترفع من معنوياتها ..
طلع اسمه على شاشتها ..يقطع عليها اللعبــه .
ضغطت على الموبايل .
كان عندها خيارين بين انها ترد , وبين انها ما ترد .
وبالأخيــر
ردت , بعذر انها مشتاقه , وان المدمن يحتاج لفتره لأجل يتخطى هالأدمان .
" ألو "
ذبذبات صوته وصلت لها
" السلام عليكم "
غمضـــت عيـنها ..
وردت " وعليكم السلام "
خالد كان على سريرهم البارد والفاضي بالفندق ..
مشتاق لها ..
" تأخرتي بالرد , عسى ما شر ؟ "
قال هالكلمه ببرود .
وردت عليه اهي ببرود اكبر " ما شر "
سكوت من الطرفيــن
وبعدين خالد قال " كيف قضيتي يومك ؟ "
عدلت سدحتها وصارت مستلقيـه على ظهرها .
(قضيته احلم فيك )
لكن قالت بهدوء "بعد ما رحت لريم شوي , قضيته بالنوم " وكمــلت " انت ؟ "
بخوف من ان يكون بالجنين شي " ليه حاسه بشي ؟"
ردت بهدوء " لأ ..لأ ..مافيني شي , بس الظاهر تعب الأيام اللي فاتت " اقطعــت كلمتها ..
واهو فكـر بتعــب الأيام اللي فاتت ..
وسمعها تقـول " ما قلت لي اشسويت اليوم ؟ "
وهو رامي راسه على المخده قال ببسمه كسـوله " رحــت لملكه عمر "
نست زعلها بهاللحظه و عدلت سدحتها واقعدت على فراشها وقالت " صح ..صح ...نســــيت هالشي ..شصار عليكم ..ابيــه خالد , ما دقيــت عليــه "
ضحك بكسـل " عمر ..ما اظن انه انتبه مين اتصل عليه ومين ما اتصل , كان ذهنه غايب طول اليوم "
ضحكــت معاه " اي صدم الكل بالقرار المفاجئ , يمكن حتى صدم نفسـه "
اسكتوا اثنينهم ..بعد فتره من الضحك .
كان الوضع غريب ..الضحك مع بعض كان نادر من اول ما ارجعوا لبعض .
تذكروا اثنينهم بنفـس اللحظه بداية زواجهـم .
بس مها اقطعــت الجو بكذبه بأن قالت " خالد.. يدي يناديني ..اممم ..أأأأ ..تصبح على خيــر "
غمض عيــنه وقال بسخريه غير واضحه " روحي لجدك يا اميـره ..ولا تهتمي ..مع السلامه "
استلقت على الفراش ..
جذي احســـن , احسـن .
الدموع انكرت كلامها لنفسـها .