بسم الله الرحمن الرحيم

كل عام وأنتم بكل الخير ، رمضان مبارك أعادهُ الله عليكم بالخير والبركة .

مع بداية شهر رمضان المبارك ، يبدأُ الصراع ، وينتهي بقدوم عيدِ الفطر السعيد .

معركة حامية الوطيس بين التُجّار من جهة والمستهلكين من الجهة الأُخرى.

تُعلَنُ الحرب في أولّ أيام الشهر الفضيل ، فتشتعل الأسعار ويبقى أثرِ دُخانِها السيئ عالقاً في أنوفنا وصدورنا طيلة أيام الشهر ، والويل لمن يحاول أن يُطفئها ، فمصيرهُ الفشل وهنيئاً له لو استطاع أن يفطر على رغيف خبز ورأس بصل .

معركة غير متكافئة حيث القوة والغلبة بيدِ أصحاب السِلع ، والمواطن الغلبان بأمسّ الحاجة لسدّ جوعهِ الكافر ، فيضطرُ آسفاً لبذل الغالي والنفيس من أجل لقمة العيش المتوفرة لدى العدوّ.

من هُنا يبدأُ صراع الجبابرة بين التُجّار ، فالتاجر القوي من يستطيع أن يضع المواطن تحت يده ، يخنقهُ متى أراد ويمُنّ عليه ببعض نسمات الهواء متى يُريد.

الكثير من المواطنين يبتهلون إلى الله في الثُلث الأخير من الليل أن يمرّ شهر رمضان على خير ، حيثُ أصبح عبئاً على كاهلهم بفعلِ الجبابرة.

والجبابرة يتفاخرون بذلك من أجلِ كسب المال الوفير في هذا الموسم عن طريقِ نهب ما في جيوب الشعب.

المواطن الغلبان هو الأساس في هذهِ المشكلة وهو السبب الرئيسي الذي يثير طمع التجار وجشعهم ..

لأنّك يا مواطن يا غلبان كلّ همّك على بطنك ، وكأنّك لم ترى بحياتك دجاجة أو لحم مجمّد.

لأنّك يا مواطن يا غلبان طوال السنة باستثناء شهر رمضان تشتري السكّر والأرز بالكيلو ، بينما في شهر رمضان بالأكياس أبو 50 كيلو .

لأنّك يا مواطن يا غلبان بتستهلك طوال السنة 10 أنابيب غاز ، بينما لا يكفيك 5 في شهر رمضان لوحده .

ولأنّك .. ولأنّك .. والاسباب كثيرة لا تُعدّ ولا تُحصى .

أيام زمان كان رمضان شهر الرحمة والغُفران أمّا الآن تحوّل بفعلِ أيدينا إلى شهر البطن المليان .

والنساء عاكفات على قراءة صفحات كُتُب " فنّ الطبخ " عوضاً عن تلاوة القرآن .

أما الرجال فها هم يمارسون هوايتهم المُفضّلة في هذا الشهر بالذات ، ألا وهيَ هواية " حمل الأكياس المليئة بالطعام " .

أما ابنائنا الصغار ، رجال الغد وأُمّهات المستقبل فها هم يتابعون عشرة مسلسلات فقط في اليوم الواحد .. من محطّة إلى محطّة .

باللهِ عليكم ، ماذا حدثَ لنا لنصبح على هذا الشكلِ الفاضِح ..؟

صديقي العزيز حمدان ، يزداد وزنهُ بانتظام 20 كيلو في شهر رمضان من كلّ عام ، وعندما اسألهُ عن ذلك ،

يبتسم ويقول : " يا زلمة هاظ* شهر رمضان .. " هاظ = هذا

والأدهى والأمرّ من ذلك عند انتهاء الشهر الفضيل ، نفرح بالعيد وكأننا أدّينا ما علينا في شهر رمضان .

قلب إنسان

__________________
جِئتُ من أينَ ؟
" لا أدري "
ولَكنّي أتَيت