}وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا
وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ{([1]) س: اشرح هذه الآية وبين مناسبتها لكتاب التوحيد؟ جـ: أخبر الله سبحانه وتعالى أن له أسماء وأنها حسنى أي قد بلغت الغاية في الحسن فلا أحسن منها ولا أكمل وأمرنا أن ندعوه بها أي نثني عليه ونسأله بها. وأمرنا أن نترك من عارض من الجاهلين الملحدين وأن لا نعدل بأسمائه وحقائقها ومعانيها عن الحق الثابت أو أن ندخل فيها ما ليس منها. ثم توعد الملحدين في أسمائه بأنه سيجازيهم في الآخرة ويعذبهم بما عملوا. ومناسبة الآية لكتاب التوحيد: أن الإلحاد في أسماء الله ونفيها وتعطيلها ينافي التوحيد والإيمان. س: بين مقصود المؤلف بهذا الباب؟ جـ: مقصوده الرد على من يتوسل بالأموات وأن المشروع هو التوسل بأسماء الله وصفاته والأعمال الصالحة. س: ما الإلحاد وما معنى الإلحاد في أسماء الله واذكر أنواعه مع التمثيل لها؟ جـ: الإلحاد هو العدول عن القصد والميل والانحراف ومنه اللحد في القبر لانحرافه إلى جهة القبلة. ومعنى الإلحاد في أسماء الله العدول بها وبحقائقها ومعانيها عن الحق الثابت #
وهو أنواع: 1- تسمية الأصنام بها كما يفعله المشركون حيث سموا اللات من الإله والعزى من العزيز ومناة من المنان. 2- تسميته تعالى بما لا يليق بجلاله كتسمية النصارى له أبًا. 3- وصفه تعالى بالنقائص كقول اليهود إن الله فقير وقولهم إنه استراح، وقولهم يد الله مغلولة. 4- تعطيل الأسماء الحسنى عن معانيها وجحد حقائقها كقول من يقول من الجهمية في أسماء الله أنها ألفاظ مجردة لا تتضمن صفات ولا معاني فيقولون في السميع البصير مثلاً سميع بلا سمع بصير بلا بصر ونحو ذلك تعالى الله عن قولهم. 5- تشبيه صفاته تعالى بصفات خلقه كما يفعله المشبه فيقولون له وجه كوجهي ويد كيدي تعالى الله عن قول الملحدين علوًا كبيرًا. س: اذكر مذهب أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته. جـ: مذهبهم في ذلك الإيمان بأسماء الله وصفاته التي وصف الله بها نفسه ووصفه بها رسوله وإثباتها على ما يليق بجلال الله وعظمته إثباتًا بلا تمثيل وتنزيهًا بلا تعطيل كما قال تعالى: }لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ{([2]). س: ما مثال الأسماء الحسنى؟ جـ: الرحمن الرحيم، السميع البصير، العزيز الحكيم، الحليم العظيم، العلي الكبير، الحي القيوم. #
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله r قال: «إن لله تسعة وتسعين اسمًا من أحصاها دخل الجنة» رواه البخاري ومسلم. س: ما معنى إحصائها؟ وهل هي منحصرة في هذا العدد مع ذكر الدليل؟ جـ: لإحصائها ثلاث مراتب: 1- إحصاء ألفاظها وعددها. 2- فهم معانيها ومدلولها. 3- دعاء الله بها دعاء عبادة وثناء ودعاء مسألة وطلب. وهي غير منحصرة في هذا العدد بدليل قوله r «أسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك»([3]) فجعل أسماءه ثلاثة أقسام: قسم سمى به نفسه فأظهره لمن شاء من خلقه، وقسم أنزل به كتابه وتعرف به إلى عباده، وقسم استأثر به في علم غيبه فلم يطلع عليه أحدًا من خلقه. س: ما كيفية سؤال الله بأسمائه الحسنى؟ جـ: يسأل لكل مطلوب بالاسم المقتضى لذلك المطلوب المناسب لحصوله. فمن سأل الله العلم سأله باسمه العليم، ومن سأله الرزق سأله باسم الرزاق، تقول يا عليم علمني، يا رزاق ارزقني، يا رحمن ارحمني، وهكذا بقية الأسماء الحسنى. س: كم أركان الإيمان بالأسماء الحسنى وما هي؟ #
جـ: ثلاثة: الإيمان بالاسم وبما دل عليه من المعنى وبما تعلق به من الآثار فنؤمن بأنه عليم ذو علم عظيم يعلم كل شيء، رحيم ذو رحمة اتصف بها ورحمته وسعت كل شيء، قدير ذو قدرة عظيمة ويقدر على كل شيء، وهكذا بقية الأسماء الحسنى والصفات العليا لربنا تبارك وتعالى. والله سبحانه وتعالى أعلم. ***#
([1]) سورة الأعراف آية (180). ([2]) سورة الشورى آية (11). ([3]) رواه الإمام أحمد وأبو حاتم وابن حبان في صحيحه.