ما الفائدة من "ههههههه"... ما الفائدة في السنة الماضية كلفت ببحث عن هذا الموضوع، و هذا ما لخصه قلمي إن الضحك هو رحلة إلى عالم الابتسامة و الانشراح، وبذلك فهو يمثل غذاء و دواء.... غذاء: لمن أراد العيش طويلا، أورام الحياة الهادئة بصحة جيدة نفسيا وجسديا.... و دواء: لذوي النفوس العليلة، الخادمة، و العقول الحائرة، التائهة، و القلوب المتعبة المنكسرة... -إن ضحكة واحدة تعادل في قيمتها الغذائية العلاجية شريحة لحم أو حقنة مقوي. -و الضحك قبل هذا و ذاك سمة حضارية لا تعرف قيمتها الاجتماعية سوى الشعوب التي تمتلك رصيدا معتبرا من النضج الفكري. و ليس عجبا إذا وجدنا أسلافنا في مختلف العصور أكثر منا بشاشة و مرحا، و بسطة في الجسم و العقل، لا تخلو مجالسهم من المرح، لأن المرح في الكلام كالملح في الطعام... و للعلماء و الفلاسفة و الكتاب أقوال كثيرة في الضحك.. و قد جاء في الحديث.."روّحوا القلوب ساعة بعد ساعة فإن القلوب إن كلت عميت" و قال: "إن الابتسامة صدقة" كما أن الرسول صلّى الله عليه و سلم كان يداعب و يبتسم و يمزح و لا يقول إلا حقا. و هذا الخليفة هارون الرشيد يقول:" النوادر تشحذ الأذهان و تفتق الآذان" وهذه نصيحة الطبيب الشهير" مارشي كيلوج": كل نصف ما اعتدت أكله ونم ضعف ما اعتد أن تنام و اشرب ثلاثة أضعاف ما اعتدت أن تشرب، واضحك أربعة أضعاف ما اعتدت أن تضحك، فإن فعلت ذلك تمتعت بأفضل عمر و يرى أديب العربية الكبير الجاحظ أن " الجد مبغضة و المزاح محبة" و من المؤكد أن الأمم المتطورة التي تعمل بنشاط حيث تفكر بهدوء و استرخاء و لم تحقق ذلك إلا بالانشراح، بالارتياح و شعبنا في حاجة كبيرة إلى هذا النوع من الغذاء و الدواء... و لطالما كانت الابتسامة صدقة وكما قال الشاعر: ابتسم ما دام بينك و بين الردى شبرا فإنك بعد لن تبتسم لكن إذا كان للدواء مواعد و مقادير كذلك للضحك أوقات و حدود.....
__________________ يخاطبني السفيه بكل قبح & فأرفض أن أكون له مجيباً يزداد سفاهة فأزداد حلماً & كعود زاده الإحراق طيباً إذا خاطبك السفيه فلا تجبه & فخير إجابته السكوت فإن لاطمته فرجت عنه & وإن تركته كمداً يموت |