فالنتاين .. الحب الجميل .. فالنتاين .. الحب الجميل ..
قبل أن أجد الهجمات من كل صوب .. وقبل أن أرى نظرات الاستهجان .. والإستنكار من البعض ..
فلنقرأ سوياً ما سأكتب ..
لا أريد لأحد أن يتهمنى بأنى أروّج للبدع .. أو أنى جئت أقول لكم هابى فالنتاين .. أو أنى أشجع على الفسق والفجور لمجرد أن عنوان مقالى هو اسم عيد الحب ..
هل منا من يعرف لماذا سمى عيد الحب بعيد فالنتاين ؟؟ !!
أصدقكم القول أنى كنت أعرف منذ فترة طويلة .. ربما تعدت السنوات الخمس ..
وأصدقكم القول أنى أحب فالنتاين .. فهلم بنا أولاً نتعرف على فالنتاين ..
القديس فالنتاين ..
فى عهد الدولة الرومانية القديمة .. (إبان إضطهاد الديانة المسيحية) منع الإمبراطور (كلوديوس الثانى) رجاله من الحب والزواج حتى تكسو الشجاعة والصلابة قلوبهم .. وحاول أن يصنع منهم رجالاً بلا مشاعر .. بلا قلوب .. بلا أحاسيس .. رجال كل مهمتها هى الحرب ..
وهنا ..
هنا ظهر القديس فالنتاين ..
قس مسيحى تحدى أوامر الإمبراطور .. فلقد رأى أن هذا الأمر تعسفياً قاسياً .. فليس لأحد الحق فى أن يمنع الرجال من الزواج .. فليس لأحد الحق فى أن يحرمهم الاستقرار النفسى الذى يتيحه الزواج ..
ولذلك ..
فلقد راح يسافر عبر البلاد ليبارك المحبين ويقيم لهم مراسم الخطوبة والزواج .. وصار اسم فالنتاين مرادفاً للحب فى كل مكان حتى تم القبض عليه ..
وخلال فترة سجنه أرسل محبوه له زهوراً كثيرة ورسائل تشجيع وحب وشكر وعرفان .. لعلها كانت عزاءه فى الدنيا التى جعل لها طعماً آخر قبل أن يموت فالنتاين ويدفن فى الرابع عشر من فبراير سنة 270م
وبعض الروايات التاريخية تؤكد أن فالنتاين قد أُعدم ولم يمت ميتة طبيعية ..
ومنذ ذلك التاريخ والناس يحتفلون بعيد الحب فى الرابع عشر من فبراير كل عام تخليداً لذكرى فالنتاين ..
فلهذا .. اسمحوا لى أن أبدى اعجابى بشخصية هذا الرجل .. فمن أجل مبادئه وقف فى وجه الامبراطور .. ومن أجل ما يؤمن به من إرساء قواعد الحب والاستقرار بين الرجل والمرأة .. قرر أن يسافر من هنا لهناك حتى يقيم مراسم الزواج .. راح يغدو ليلاً ونهاراً ليجعل القلوب تنبض من جديد .. بعدما صدر فرمان بإعدام المشاعر .. وقتل الأحاسيس ..
ذهب ليقول لكل شاب وفتاة .. ان الله يبارك النوايا الطيبة .. الله يبارك من أراد أن يعف نفسه بالزواج .. بعدما سادت – فى هذه الفترة – الحفلات الماجنة والتى تحث على الرذيلة والفسق ..
لم أنظر لهذا الرجل على أنه قس مسيحى .. أو أنه على دين غير دينى .. وكيف لى أن أفعل ذلك ..
إن الله سبحانه وتعالى لا ينظر إلى صورنا ولكن ينظر إلى قلوبنا ..
وأنا فعلت .. فلقد نظرت إلى قلب جميل .. قلب حمل للجميع حباً جميلاً ..
فى مجال عملى أرى الكثير من الأنماط البشرية .. فأجد القوى يذل نفسه من أجل فرصة عمل .. وأجد ذو السلطة والنفوذ يحنى الجباه ويتزلق بالكلمات والأفعال .. من أجل سلطة ونفوذ أعلى ..
وأجد فالنتاين يتحدى امبراطور من أجل .. بعض المشاعر ..
فلهذا كان لى وقفة هنا ..
ربما وجدت هجوماً .. وربما مرور بلا إهتمام .. وربما أكثر من ذلك ..
ولكن قبل كل شئ .. فأنا من حقى أن أكتب .. وأنتم من حقكم أن تكتبوا ..
__________________