عرض مشاركة واحدة
  #163  
قديم 08-18-2010, 09:53 PM
 
المحاضرة التاسعة

الحمد لله رب العالمين
وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

وبعد :



ما هو الفرق بين التصور والتصديق ..؟
قال الامام الأخضري في السلم المنورق :
أدراك مفرد تصورا علم ودرك نسبة بتصديق وسم
فالتصور : هو إدراك مفرد ..
أي أن يكون في ذهنك صورة مسبقة عن الشيء
فيمكنك ان تتصوره وتستحضره وقت الحاجة اليه ..
فهذه العملية يطلق عليها اسم التصور ..
ولكن هنالك أشياء لايمكن للعقل أن يتصورها خاصة
اذا لم يكن له صورة مسبقة عنها في ذهنه ..
فهو بهذه الحالة مخير بين أمرين اما أن يصدق بوجودها ..
او لا يصدق ..
فينظر الى الخبر ان كان ممن هو لا شك في صدقه ..
ويستحيل عليه الكذب .. فيحكم بوجود هذا الشيء المخبَر عنه ..
ويصدق به ولكن بدون أن يكون له القدرة على تصوره ..
واذا كان المخبر يشك في صدقه ..
ويرجح جانب الكذب في حقه ..
فله أن يكذب الخبر ويحكم بعدم وجود الشيء المخبَر عنه ...
وهذه العملية اسمها التصديق وهو كما عرفه أهل المنطق :
( إدراك نسبة )

والتصور والتصديق من أهم أبواب العقيدة ..
فهنالك أشياء نطالب بالتصديق بها من غير تصور لماهيتها ..
ولكن طالما أن الحق سبحانه وتعالى على لسان نبيه الصادق المصدوق
قد أمر بها .. وأخبر عنها .. فنحن نصدق بوجودها ..
ولسنا مطالبين بتصورها ..
بل وهنالك أمور منهي عن تصورها
كحقيقة الخالق سبحانه وتعالى وصفاته الازلية القديمة ...
فنحن نصدق بوجود الجنة ..
وبالبعث والحشر والميزان والجنة والنار والملائكة والجن
وكل ما أخبر عنه القرآن الكريم .. نحن نصدق به ..
ويوجد اشياء نستطيع تصورها .. وأشياء نستيطع تخيلها ..
وأشياء لا نقدر على تخليها .. ومنهيون عن التفكير بها ..


والحمد لله رب العالمين


~
__________________
..

المغالطة الرابعة
في فهم قوله تعالى :"إن الله لا يغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "

المحاضرة العشرون

..
رد مع اقتباس