بعد الغياب/ الجزء السابع عشر
#أنفاس_قطر#
قبل حوالي 11 سنة
في بيت أبو علي
المكان مقلوب، الكل يدور على سالم اللي اختفى من البارح عقب رجعته من المدرسة، ولا حد يعرف وين راح.. والحين صار الوقت عقب صلاة العصر.
جدته أم مبارك بتستخف (مبارك أبو سالم) واقفة في الحوش بعصاها وتدور : جيبو لي وليدي، ماني بداخلة لين تجيبون لي سالم.. ياحسرة قلبي، أبوه راح مني، والولد بيروح..
أبو علي بقلق وحزن: يمه أذكري الله.. أذكري الله..
أمه بعصبية وحزن قاتل: جيب لي سالم يا فالح، قدام أطلع أدوره بروحي في الشوارع.
أبو علي بقلق وهو يكذب عليها يبي يهديها: بنلاقيه يمه وين بيروح.. أكيد عند حد من ربعه وعلى وصول..
سيارة جارهم أبوفاضل اللي كان يدور معهم على سالم توقف قدام باب حوش البيت المفتوح، ويوم لمح حرمة واقفة مع أبو علي، ضرب هرن لأبو علي، اللي طلع عليه، وقال له بلهفة: عرفت شيء يا بو فاضل؟؟
بوفاضل بلهفة غامضة: اركب اركب يا بوعلي..
وكمل أبو فاضل عقب ماركب ابو علي جنبه: فيه واحد قال لي إن سالم كان يتوصف من مكان بيت هله..
أبو علي مثل اللي لسعه كهرباء: وشو؟؟ وش تقول؟؟ يالله سترك يالله سترك..كن الولد راح هناك وقاعد هناك من البارحة ، عز الله أنه استخف..
وصل أبو علي وأبو فاضل للبيت، ولقوا الباب الخارجي مفتوح، وأبو علي مو قادر يدخل، يتذكر المنظر البشع اللي شافه أخر مرة دخل هالبيت: تكفى يابو فاضل تكفى، أنا ما اقدر أدخل، أدخل وشوف لو الولد داخل طلعه، طالبك ما تخليه..
أبو فاضل دخل وهو متوتر، البيت كبير جدا، دور في غرف الطابق السفلي، وصالاته، مالقى حد، طلع الدور الثاني، يسحب رجله على الدرج، دور في كل الغرف، وهو يتجنب الغرفة اللي شايف بابها المفتوح جزئيا محترق ومتآكل..
بس مالقى حد، سمى باسم الله ودخل للغرفة المحترقة..
تمنى الأرض تبلعه ولا شاف المنظر اللي شافه
**************
في بيت جواهر
جواهر بعدها مو قادرة تستوعب اللي قاله لها عبدالعزيز: شنو؟؟ ايش؟؟ بكرة؟؟ تتكلم جد.. أشلون وافق عبدالله بهالسرعة؟؟ أنا توقعت أنه بيماطل في الموضوع..
عبدالعزيز بهدوء: هذا كان اقتراحه..
جواهر بصدمة: غريبة.. أشلون؟؟
عبدالعزيز: عبدالله قال لي، أنه الليلة بيقول الخبر لعياله، هذا أولا..
ثانيا: هو عنده يوم الأحد الجاي اجتماع في القاهرة، مع المدراء الأقليمين للبنك في كل منطقة الشرق الاوسط، عشان يتعرف عليه، والبنك مسوي احتفال كبير بهذي المناسبة يوم السبت في القاهرة
وهو بيجلس هناك 3 أيام ثم بيرجع، بيسافر يوم الجمعة بالليل، ويرجع يوم الاثنين بالليل، ويبينا نروح نقعد عند العيال لين يرجع..
جواهر وهي تحاول تحلل اللي يقوله عبدالعزيز: نقعد عندهم؟؟ وعقب؟؟ أنا أبي عيالي عندي يا عبدالعزيز، كفاية عليه الـ17سنة اللي هو خذهم..
عبدالعزيز بهدوء وحب: ياقلبي يا جواهر هذا كلام سابق لآوانه، لا تنسين العيال 17 سنة ما يعرفون إلا أبوهم تجين تبين تأخذينهم منه، تحذري يا جواهر.. كوني حذرة في كل خطوة.. لا تنقلب عليج السالفة..
جواهر بقلق: محتارة عبدالعزيز والله محتارة.. ما أدري وش أسوي أخاف ما يتقبلوني..
عبدالعزيز بمرح: عندج الليلة ترسمين استراتيجيتج الحربية، وعقب تجهزي أنه نجلس عندهم 3 أيام..
جواهر بصدمة وهي توها تستوعب: تبيني أقعد في بيته؟؟ لا لا.. خل عيالي هم اللي يجوني.. لا وأنام تحت نفس السقف اللي هو ينام تحته.. مســـــتحــــــــــيــــــــــــل
عبدالعزيز بهدوء: يا قلبي يا جواهر، لا تعندين مثل الصغار.. أنتي عارفة أنه هذا عشان مصلحة عيالج.. يعني تبينهم يشوفونج في مكانهم اللي هم متعودين عليه؟؟؟ وإلا يشوفون أم غريبة عليهم في مكان غريب عليهم؟؟
جواهر بحيرة: زين عبدالعزيز خلني أفكر خلني أفكر، المهم أشوف عيالي حتى لو في الصومال..
عبدالعزيز وهو يضحك: لا مافيه داعي نروح الصومال، وترا بيته موب بعيد من هنا، الحين خليني أروح أصلي المغرب..
وقولي لحصة اللي مسوية روحها مستحية وقاعدة تطل مع فتحة الباب: من متى هالحيا؟؟ يعني إنها كبرت، وخليها تسلم لي على نورة.. وهو يضحك..
******************
فاطمة ومها ومنيرة بعد ما صلوا المغرب، ومنيرة هدت شوي بعد موال الدموع اللي ريحها شوي
وقالت منيرة بعيارة فيها حزن: الله يرحمها أم سالم، ليتها ما أرضعت أختي سارة، وصارت أخت سالم، كان سارة الحين اللي مبتلشة فيه، بس على قولة سارة: (الله رمى حظي معاك) اللهم لا اعتراض..
فاطمة باستفسار: إلا أنتي كم كان عمرج، لما ماتوا أهل سالم؟؟
منيرة بهدوء: كانت أمي حامل فيني..
مها وهي تحاول تغير الأجواء وتوصل للسالفة اللي هي تبيها، بس مو قادرة تطلع من لسانها: خلونا نغير السالفة، كلنا الحين عندنا رياييل على قولة فاطمة، إلا فاطمة.. المفروض ندور لها معرس..
فاطمة بمرح: إيه والله تكفين.. يدي على كتفج..
مها بمرح خبيث: تنقي واحد من أخواننا، حاضرين..أنتي صرتي تعرفينهم من كثر ما حنا نتكلم عنهم..
منيرة وهي تضحك: إيه تكفين إخذي عليان الدب خليه يصدعس..
فاطمة وهي تضحك: لا لا.. علي أصغر مني بسنتين، ما أبيه.. شأسوي به؟؟ أخذه أربيه..
مها وهي خلاص بتوصل: زين محمد وإلا سعود؟؟ وشدت على اسم سعود وهي تقوله..
فاطمة مسوية حالها تفكر: أمممممم محمد على قولتج يا مها خريش، وفالها 24 ساعة.. شنو يعني أقعد أدور له في الشوارع.... وسعود؟؟ لا لا.. حبيبتي ماني بايعة عمري..
مها بحزن حاولت تخبيه: ليه أشفيه سعود؟؟ والله أنه رجّال مامثله..
فاطمة وهي تضحك: والله خوش ريال وحلو وطوله يجنن.. بس ماني بايعة عمري، خليني عند أمي..
مها فجرت القنبلة لانها حبت خلاص تخلص من الموضوع اللي هي في الأساس ما كانت مقتنعة فيه: فاطمة، أنا أتكلم جد، سعود طلب مني أسألش لو كنتي توافقين عليه..
فاطمة ومنيرة قعدوا يطالعون في مها ..وهم مو مستوعبين هي وش قالت..
**********************
دخل أبو فاضل الغرفة المحترقة وهو متوتر.. يتلفت يمين يسار، شاف منظر تمنى أنه مات ولا شافه..
سالم قاعد في الزاوية حاضن ملابس محترقة وضام رجوله لصدره..
أبو فاضل قرب منه بهدوء، ومو شبه متأكد أنه الولد أكيد تجنن، ولد صغير عمره 15 سنة
يقضي الليل في مكان ماتوا فيه أهله محترقين
لا والبيت بدون كهرباء، يعني قضا الليل في ظلام دامس..
وعقب خاف أبو فاضل أنه يكلم الولد بروحه، يهرب أو يرمي نفسه من الشباك..
فنزل لأبو علي وسحبه، أبو علي اللي كان بيموت وهو يدخل يسحب نفسه ويتذكر
نسى كل شيء وكان بيجن لما شاف ابن أخوه على هالحالة
نزل عليه بالراحة وهو يهزه بشويش: سالم سالم، قم يا أبوك خلنا نروح البيت..
سالم رفع رأسه بهدوء
وألتفت لعمه بهدوء
وتكلم بهدوء
وهو يطالع عمه بعيون ميتة: مالك لوا.. أنا في بيتي وبأقعد فيه..
عمه وهو يعتقد أن كلام سالم من تاثير الصدمة: زين يا أبوك جدتك ورانا بتستخف عليك.. أراحك معنا لها، طمنها عليك.. وعقب بكيفك..
راح معهم سالم.. واللي في رأسه في رأسه، بعد ماسلم على جدته، راح جمع ملابسه، وراح لبيت هله بدون مايقول لاحد..
صار عمه كل ما يرجعه، يروح، لما تعبوا منه ومن عناده، جدته راحت سكنت معه في بيت هله بعد ما جددوا البيت كامل
إلا الغرفة المحترقة اللي مارضى سالم يخلي حد يقربها
و رغم إن أم مبارك كانت حالفة ما تدخل بيت أبو سالم عقبه، بس ماقدرت تخلي سالم بروحه..
وظلت ساكنة مع سالم لحد ما توفت من سنة..
سالم بعد ما خلص الثانوية، قرر إنه يستلم حلال أبوه..وصار رجل أعمال ناجح، لكن في نظر منيرة مجنووووووون.. ومخيف.. ومرعب..
وما تنلام.....
ماكانت تبيه.. ولا تبي سيرته.. لكنها استحت من أبوها اللي كان يترجى فيها..
أملها الوحيد في الحياة
أنه
سالم يطلقها قبل زواجهم.
****************
في بيت عبدالله بعد العشاء، كانوا جالسين في الصالة الخاصة بأبوهم والتابعة لغرفته: نوف جالسة لاصقة في أبوها مثل عوايدها.. عبدالعزيز جالس على كنبة ثانية، ويلعب في موبايله..
تنحنح عبدالله اللي من رجعته للبيت بعد ماشاف عبدالعزيز خال العيال، وهو متوتر.. مو عارف أشلون يفتح الموضوع للعيال: نوف عبدالعزيز.. أبيكم في موضوع..
عبدالعزيز نزل موبايله جنبه، ونوف ركزت مع أبوها اللي هي حاسة أنه له كم يوم متغير..
عبدالله سألهم بهدوء: عمركم تمنيتوا يكون لكم أم..؟؟
عبدالعزيز بهدوء فيه رنة حزن ماحد لاحظها: أكيد كل واحد يتيم يتمنى لو كان عنده أم..
نوف راح تفكيرها بعيد بعيد
بغضب مجنون نطت وهي تبكي: تبي تتزوج يبه.. تبي تتزوج..؟؟
ماسويتها واحنا صغار تسويها الحين، وش الأم اللي نبيها عقب ماصرنا شباب؟؟ أنا كنت حاسة حاسة، قلبي كان يقول لي إنك فيك شيء..وإنك متغير صار لك كم يوم..
عبدالله ضحك وهو يحضن بنته: إجلسي يا المجنونة، حد جاب طاري زواج..
نوف خذت نفس ..وقالت بفرح مختلط بدموعها: صج يبه؟؟ صج؟
وعبدالعزيز قاعد يطالع اللي يصير قدامه كانه يشوف مشهد في التلفزيون ماله علاقة فيه: طيب يبه قل لنا: أنت وش تبي تقول بدون مقدمات طال عمرك.. ؟؟ قالها باحترام وهدوء
خذ عبدالله نفس عميق وقال في كلمة وحدة مثل اللي يرمي قنبلة: أمكم..
نوف وعبدالعزيز باستغراب ودهشة: وش فيها أمنا الله يرحمها؟؟
#أنفاس_قطر#