البارت الثلاثين
*** أحسبه ضيع دروبي ولقى غيري وبدلني ... أثاري قلبه الطيب حنوووون وبوفاه يغلبني*** " وربي احبك ..وربي ندمانه "
ريم ان كانت متوقعه منه رد , فهي غلطانه .
السكـوت اهو اللي قابلها .
ضمته اكثـر , بحيـث صارت اذنها على ظهر , تسمع وتحس بأنفاسه اللي تطلع بهدوء غريب , تسمع دقات قلبـه من ظهره ..
جسمها كان متلامس مع جسـمه لأنها تدور على الدفا من برد جفاه ..
ليه مو قاعد يرد على اعترافها ؟
ليــــه ؟
كررت نفس الكلمات بقـوه اكبـر , بشوق اكبر " وربي احبك ...وربي ندمانه .."
ما تلقــــت الرد للمره الثانيــه .
كملت بحراره " اعشــقك , عمر ...احبك ..احبـــــك .. مو حاس بحبي , مو حاس برجفـة قلبي عليك, مو حاس بلهفـتي لك "
عمر كان يسمع اعترافها بالحب .
يسمع ..
حاس بقربها ..منــه بكل خليه من جسمه وعقله وقلبه .
كلامها كان يجننه ..
يحسها مثل العنكبوت اللي قاعده تنسج خيـوطها وتحاول تحكم سيطرتها على ضحيتها .
اول شي المعامله طول الفتره اللي فاتت .
الإعترافات المتكرره بأوقات اهو مو متوقعها
وألحيـن الأستقبال .
وبعدين الأكل .
وبعدين الرساله .
وبعدين صوتها واهو ينطق اللي بالرساله .
اهو مجرد ما قرى رسالتها وهو حاس بالتـوتر والضيق والحر .
شلون واهو يسمعها تقـول هالكلمه بصـوتها , المخلوط باللهفـه
وشلون واهي تقـول هالكلمه واهي محتضنته بكل قـوتها .
مو مصدق اللي قاعد يسمعه , مو قادر يصدق , ثلاث سنوات واهو مقتنع انها تكرهه صعب ألحيـن ان الفكره تنمسح , صعــب .
ريم ما قامت تحس بسكـوته لأنها استغرقت بأفكارها واعترافاتها اللي من أول ما انطلقت من لسانها واهي مو عارفه تمنعها .
ما حست ان صوتها بدى يتحول لحنان مخلوط بحـب ولهفـه اكبـر " احبــك من صـغر سني , وكل يوم قلبي يزيد حبه لك , حتى وانا اكرهك احبـك , حتى وانا محترقه من الغيره احبك , حتى وانا ابكي من هجرانك احبك ..."
غمض عيــونه .
وسمع صـوتها يكمل بغصه " احبــك من كان عمري 15 سنه , وألحيـن عمري 24 وبعدي احبك , انتظرت ثلاث سنيـن , 36 شهـر , 144 اسبوع , حسـبت كل واحد فيهم , وانا احترق , الأنتظار لوع قلبي يا عمـر , حن علي .."
كانت تبيــه يتكلم ..
تبيه يقـول اي شي..
لكن عدم كلامه ما أثر كثــير على اعلانها لمشاعرها ..
وقالت " تدري انا سعيده , سعيده بس لأني قربك , ومعاك "
رد سكــت , وما تكلم ..
جانب منه يبي يبعدها وينفضها عنه , ويقـول لها وخري عني , ينيتي انتي !!
اما الجانب الثاني قعد يقـول خلاص انتقمت ,طلقتها , وتزوجــت غيرها , وألحين اعترفت لك بحبها , اعترفت لك انها ما تفكر بغيرك صار لها ثلاث سنوات , اعترفت انها ما تقدر تعيش من غيرك , اعترفت انه العيشه مع البارد والحجر اهون عليها من العيشه مع غيره , كن سعيد , عطها الكلمه اللي راح تحرقها وكمل انتقامك .
اما الجانـب الأكبـر , الجانب اللي يعاني من الجفاف صار له ثلاث سنوات يقـول اسمع , اشوراك !! , ليش ما تسمعها تقـول لك الكلمه اللي انحرمت منها ثلاث سنوات , ليش ما تسمعها تعلن عن حبها , خلاص عيش حياتك , ارتاح من الصراعات والحروب واستهلاك المشاعر والإحاسيس.
سمع صوتها يقول " ليه ما نبدي صفحه جديده ,و ننسى "
ضغط بأيده على الحاجز الخاص بالبلكونه ..
بكل قــوه ..
تبيــــه ينسى !!!
جاوب بصوت هادي جدا " ننسى يا ريم ..ننسى شنو بالضبط "
لما سمعت صـوته حست بالسعاده ..
تجاوب معاها ..
ما اعتصم بالصمت , وتركها تتكلم للأبد
ردت حطت شفايفها على ظهره ..
وقالت بلهفـه " ننسى كل شي , نقدر... صدقني ....نقدر "
تحركت من مكانها , ووقفت قربه , وضمت ذراعه اللي متسند فيها على الحاجــز , وبحيث صارت تقدر تشوف جانب ويهه .
ما اقدرت تقرى تعابيره ..
لكنه لف ويهه عليها وبنفس التعابير الغامضه قال " صايره تتحجيـــن وايد اليـوم !! "
توها بتتكلم قال بصــوت قـوي " خلاص , لا تتكلميـــن "
سكــرت فمها لأجل ما تستفـزه , تعرفه رجلها !!
متى ما قال كلمته احسن وسيله لكسبه اهي قبـولها والسكوت , والمحاوله بوقــت اخـر .
لحظات مرت واهم واقفيــن ينفـس مكانهم .
لما اهو تحرك واضطرت هي انها تبتعد عنه لأجل يتحرك براحه اكثر .
خذا عكازته بهدوء وطلع من البلكونه من غير توجيه اي كلمه لها .
ومن غير لا يلمس القهـوه , اللي صارت بارده بصوره مؤكده
تركتها , وتركت كل شي , وسارت بعده ما تقدر تخليه , صارت مدمنه على شوفته قبالها , ودخلت لغرفتهم , كانت فعلا حاسه بالهزيمه ..
ما كان موجود بالغرفه , وخمنت انه بالحمام
كانت واقفه عند الباب حاسه بالضياع , ما تدري وش تسـوي ..
طلع هو من الحمام , وشافها كان يبي لما دخل الحمام مساحه يتنفس فيها مايبي احد يلاحقه بكل مكان ويرصد عليه حركاته وانفعالاته
يبي يفكر على راحته يبي يقيم كلامها يبي يوزنه بمخه يبي مشاعره تهدي يبي يكتشف حقيقة هالمشاعر يحتاج يكون متوازن علشان يقدر ايقدر الأمور عدل
تحركت من مكانها ومرت قـربه , ما تبغى تخليه يشوف ضياعها ..
مسك ذراعها , وقفت على طــول , كنها ما صدقت انه يمسكها , ولفت عليه , تشــوفه بنظرات حب ولهفــه .
اما اهو فأول ما شاف هالنـظره قال بهدوء " تحبيني ؟ "
حطت ايدها على صدره وقالت بكل لهفــه وحــب " ايــــه , ايــــه "
قربها منه , وحط ايده على شعرها , يلعب فيه " مشتاقة لي ؟؟ "
هالمره اعجـزت تعبر بالكلمات , فهــزت راسها بلهفــه " ايه ...ايه "
هالمره ابتسم لها وقال لها بهدوء " وريني يا ريم شكثـر اتحبيني , وشكثـر مشتاقه لي "
وكمل بهدوء " وريني بالفعل , لأني ما قمت اصدق الكلام "
كانت تشــوف عيــونه ..
وجهه الحبيب على قلبها ..
غموض نظراته ..
كان يختبرها , ايــــه حاسه انه يختبرها ..
ان كان الفعل هو اللي بيثبت له حبها , فالفعل اهو اللي راح تستعمله ..
رفعت ايدها من صدره و حاوطت رقبته .
تعشــقه , تعشـــقه ..
شدت على رقبته , وقربته لها بقــوه ..
وبدت تعبــر عن حبها له بالطريقه اللي هو يبيها . غانم :
( أصـــوات ضحكهم شايله المكان ..
وسط البحـــر ,وفوق المــــوج القوي..الأصوات كانت واضحـه
كان الوضع لا يعلا عليــــه ..
وكان غانم يبيــن لهم مهارته بقيادة الطراد , واهم يصرخــون بتفاعل معاه , ويشجعـــونه , واهو كلما شجعوه كلما بين مهارته اكثـــر .
عبداللطيـف ويوسـف من اقرب اصدقائه , لكن ما لهم علاقه بالبحر , وما يحبـون السباحه مثله ..
جـــت موجــه عاليــــه ..
تحــــدوه يركبها ..
قـــبل التحدي ..
وصــارت الكارثــــــــه ..
انقــــلاب الطراد ..
بهاللحظــه , باللحظه اللي عرف فيها بوجود الخطأ , ادرك جــنونه , كان قاعد يجاريهم , بس اهو المفروض ما يجاري احد , المفروض اهو الفاهم ..
لأ الوضع خطــــير ألحيــــن ..
اهم بوضــع خطيــر ..
الانقــلاب ادى إلى طيران يــوسف من الطراد جدام عيـــونهم ..
اما اهو وعبداللطيــف فأنحبســوا تحت الطراد , وهذا مكنـــه من إخــراج عبداللطيــف معاه للسطــح المتقلب بالأمواج ..
وتعلقــوا اثنيـهم بالطــراد ..
بدى يتلــفت بيــنون حـــوله.. يوسف مفقــود ..ويـــنه .
لما سمع صــرخه من بعيـــد ..
لقى صاحـــبه .
" يـــوسف ....لأ ...يوســـف حاول " شاف صاحبـــه واهو يغرق , ويغيــــب تحت الماي , ويرد يطلع ..
كان قاعد يشوف يوسف يقاوم الماي واهو غانم متعلق بالطراد المقــلوب وبقربه عبداللطيــف , اللي كانت تعابيــــره عباره عن خــوف منقطع النـظيــر لأنه قاعد يشوف صاحبهم يموت ومو عارف ينقذه , لف على عبداللطيـف وقال بصراخ " لا تتحرك ....فاهم ..امســك الطراد عدل "
ترك الطراد , لكن الأمواج القويه كانت تمنعه من الوصول ليـــوسف ..يقرب والموج يبعده , يحاول والموج يفشل محاولاته ..
يوسف وعبداللطيــف مسؤوليـــته .
مسؤوليــته اهو ..
حاول يصرخ " يـــوسف ...يــوسف , ويـــنك "
غاب يـوسف عن نـظره ..
تلفت بمكانه.. يلف ويهه يميــن , يســار ..
لكن يــوسف مختفي ..
غاص تحت المـــاي , لكن يوســف مو موجــود , رد طــلع ..
بعد ما عجز يستمر تحت الماي لوقـــت أطــول .
بدت دموعه تنزل ...واهو يصرخ " يوســف وينك ...يوســــــــف ...."
بدى يسبح ويسبح ..
مو لاقي يوســف .
رد يغوص ..ويرد يطلع ..
جـــت موجــــه قــويه اسحبتــــه لتحــــت الماي , لكنه قاوم وطلع ..
لأ ..لأ يا ربي ..لأ.. لا يمـــوت يوســف ..
صـــرخ " يـــــوسف رد علي ..يــــوســـف "
الأمواج بدت تقـــوى , اما اهو فكانت تضعــف قــوته لف ويهه للطراد , لازم يرجع لعبداللطيــف , عبداللطيف ما يعرف يسبح بعد !..
عبداللطيــف مو موجــود ..
عبداللطيــف مو متعلق بالطراد ..
جـــت موجـــه قـــويه وسحـــبته للمره الثانيــــه للأسفــــل , ما عاد فيه يتنفس .
ألم بصدره .
ألم كبيـــر .
لكن قاوم , لازم يطلع , لازم عبداللطيــف , ويوســـف يحتاجــونه ..)
صحى من الكــابوس واهو يصــرخ والدمــوع على خده ..
" لأ ....يوســـف ...عبداللطيـــف ...لأ ...لأ "
لما تلفت حـــوله ..بطريقه سريعه ..وقـــويه ..
وقال بهمــس " يوسف ..عبداللطيــف "
استــوعـــب اهو ويــــن !!
اهو بالشقــه !
بمصــر !
بعد اللحاف عن جســمه , وقام بعدم توازن عن السرير ..ريله مو شايلته ..طاح على الأرض ..ورد قام بسرعه ..
يبي ينسى هالحادث , يبي يمحيـه من ذاكرته بس شلون والكوابيس تلاحقه , كان خايف من هالكابوس قبل لا ينام , وطلع خوفه بمحله ..
راح لجاكيــته القريب وطلع بأيد ترجـــف سيجارته , اللي تعرف عليها من اول الحادث ..
حطها بفــمه , وبدى ياخذ انفاسه بشراهه ..
سمع الباب يتبطل بقــوه..
ما كان قادر يلف , كان يسحب انفاسه من السيجاره , الكابوس كان حقيقي , كل شي حصل بذاك اليوم رجع بنفــس القوه , بالحلم , كان حاس نفســه قاعد يعيـش اللحظه .
مها اللي كانت عاجـزه عن النــوم اسمعــت صراخ من غرفة خالها غانم , صراخ قــوي , دفعها للحركه من سريرها بأسرع ما تسمح لها حالتها .
لما ادخـلت , اخترعت !!
خالها كان واقف على طوله يدخـــن , لكن بصوره مو طبيعيه !
قربت منه بصوره لا شعوريه , واخترعت اكثـر , كان معرق , وشعره معفس , وقاعد يرجف ..
ايده اللي ماسكه السيجاره كانت مو ثابته ..
غريزتها قالت لها انها تقرب بهدوء , وتتكلم بهدوء , وعلمتها انه يحتاج لأحد يكون معاه .
قالت بصــوت حنــون ورقيق " خالي ..عسى ما شــر "
حاول يبتسم بطريقته اللامباليه ..
لكن واضح عليه الرجفــه ..
لكن قدر يقول " كابـــوس "
وبدى يضحك ! لكن ضحكه باين فيها الخوف بصوره بشعه ..
وكمل كلامه بأن قال بأبتسامه مرتجفه " كابوس فضيع , عيشني أسوأ مرحله بحياتي "
وهز راسه كنه يطلع روحه من الحلم أو من الأفكار ..
وحط ايده على ويهه بتعــــب .
وبعديــن نزلها بأن حط السيجاره على فمه , وخذا نفــس عميق ..
مها كانت تشــوفه وحاسه بالشفقه عليه , واضح عليه التعب , غانم اشسالفتك ؟
اهي بعض المرات تعاني من الكوابيس لكن هالشي طبيعي بعد حادث امها , لكن اهو شنو اللي سبب هالكوابيس له ؟
هل للكوابيس علاقه بالحوار اللي سمعته بينه وبين ابوها سعود ؟؟
لف عليها , وقال بأبتسامه يحاول معاها انه يخفي اسراره " انتي شمقعدج ليلحــين "
شافته بهدوء وبعدين قالت "ما ادري.. ما قدرت انام " لأنها عارفه ان الأرق اللي حايشها , راح يحوشه اهو بعد , كملت " اشرايك اسوي لك هوت شوكليت , كنت ناويه اسوي لي كوب "
خـوفه انه يبقى بروحه بالغرفه , خوفه من رجوع الذكريات , خلاه يقــول " اي ..اي ..خوش فكــره "
بعد لحظات كانوا مجابلين بعض , كل واحد بيده كوب الهوت شوكليت ..
غانم طرت على باله اخته حنان , حنان دايما حلها لجميع المشاكل حليب كاكاو حار !!
هذي بنت حنان ما راحت لبعيـــد ..
حنان ..
قال بهدوء " ذكرتيني بأمج "
رفعت راسها عن كوبها ..وابتسمت بحنيه من الطاري وقالت بتعجب " امي ؟؟ "
ابتسم اهو بعد " كلما ييت لحنان بمشكله , ما ترضى تسمعني إلا وجدامها الهوت شكوليت , تقــول عشان حلاه يخفف من مرورة المشكله "
ضحــك جنه يشــوف المشهد جدامه وقال " خرابيـطها وايد "
اضحكت معاه ..
حط الكوب اللي بيده على الطاوله برجفـــه , كان حاس بعيــونه تغورق , ما يبي يفكــر بحنان بهالوقت ..
اسكتت اهي عن الضحك بعد ..أول ما حست بتغيـــر المزاج ..
كان ودها تتعرف على هالأنسانه اللي الكل يحبها ..حســت بالتأثــر ..
ما تذكرها عدل , كان عمرها خمس سنوات لما توفــت .
لكن ما كانت تدري انه خالها غانم علاقته قويه معاها , ما تدري ليش , دايما تحس انه خالها معزول !!
كان غانم ألحيــن يشرب من الكوب ,عشان يغطي عيـونه عن بنت اخته ..
وبعدين قال " امج لها فضل كبيـر علي "
نزل الكوب وصارت عيونه بعيــون مها .
وكمل " بوقت كنت فيه ضعيف ..كانت اهي موجوده ..." سكـــت لفتــره طويله , ونطق بحســره " ابوي ما يفهم الضعف أو الفشل , وهالشي كان مرافقني لفتـره ...ما قدر اهو يتفهمه , لكن حنان افهمتني , وساعدتني اتخطى هالمرحله لكن ...بعد ما غابت .."
ما يدري ليش قال هالشي لها , لبنت اخته , لكن اللي يعرفه انه باجر راح يندم !!
بس بالوقت الحالي , احساس حلو انه يتكلم ..
مها كانت قاعده تسمعه ..قلبها ذاب من شفقتها عليه ..خالها غانم ..اللي الكل يمتعض من صراحته ولا مبالاته المطلقه ..كان واضح انه يتألم , نبرة صوته تدل على هالشي ..
ذاب قلبها شفقه على خالها , و شوق لمعرفة امها
حطت ايدها على ايده , بحنيه ..
ابتسم لها وكمل " بعد ما غابت ..غابت محاولاتي "
شاف بنت حنان ..اللي تشبه امها بصوره قــويه .
كان وجهها حــزين , هالحزن اللي ما يغادره , والتعب اللي مهما ارتاحت ما يغيب عن عيــونها ..
قال بهدوء " شنو مسهــرج لي هالوقـــت ؟ "
ملــــت الدمـــوع عيــونها ..بسرعه قياسيه ..
ميــلت راسها يميــن , ويسار , وحاولت تبتسم بتعب , وقالت " الشـ ..ـوق " سكــرت حلجها ..
وبدت الدمــوع تنــزل من عيــنها ..
جلستهم الصريحه , والغريبه , بهالوقت اسمحـــت بهالصراحه ..
وردت كررت نفس الكلمه بتأكيــد " الشـــوق "
تركت ايده , وحطت شعرها ورى اذونها , تنهــدت بتعـــب ..
صار لها فتـره ما تكلمت عن هالموضوع , تتجنبه ,اما الليل فمثل كل ليله , عجـزت عن النوم , من تفكيرها فيه , من شوقها له ..
مثل كل يوم كانت تحايل النوم ..
ميـــته من الشوق , حبها له راح يذبحها ..
شوفتها لخطيبته اليوم بالمستشفى تعبتها .
كانت غارقه بأفكارها , لدرجه انها ما لاحظت التغيـر بملامح غانم ..
اللي قال بعنــف , وغضب مكبوت " ما يستاهلج "
مها اللي كانت تشــوف الكوب اللي بيدها ألحيـــن , ويهها كان تعبيــر عن التعاســه , خاصه بوجود الدموع ..
ابتسمت بحــزن " تصدق يا خالي ...بعض المرات احس اني انا اللي ما استاهله "
العصبيه المكبــوته اطلعت بقــوه وقال " انتي شتقــوليـــن , شلون تقــولين هالكلام عقب كل اللي سواه ؟ "
بتعـــب خاصه ان الثلاثة اشهر اللي عاشتهم بفراق , والمعلومات اليديده اللي حصلتها منه (عن كونه يزورها بالكويت لأجل يراضيها), والنضوج الغريب اللي تحســــه خلوها تشوف خلافهم الأول من زاويه ثانيه..
قالت " اهو سوا , وانا ســـويت "
غانم ما كان يصدق شتـــقول هذي ..
" اهو ما اعترف بزواجج جدام اهله , ما قال لأحد ..."
شاف نظرة الصدمه بعيــونها ..
كان واضح انها ما كانت متوقعه انه يدري ..
راح تنصدم اكثـر لما تدري انه اهو اللي قال لأبوه عن الموضوع بطريقه صريحه غير مباليه , ومن غير لا يبيــن اهتمامه العميـق بالمسأله ..
قال بقــوه " انا اللي قايل لأبوي عن الموضوع "
غمـضـــت عيـــنها , اللي يعرفــون عن هالموضوع أكثـر من المتــوقع ..
خالها غانم يدري !
مو بس يدري اهو اللي بلغ ابوها سعـود !
تنهــدت ..
وافتحتهم مره ثانيـــه ..
اما اهو فكمــل بغضــب " المفــروض ما تسامحيــنه على اللي ســواه , اهو غلطان بحقــج "
خالها مو فاهم !
صعب انه يفهم ..
قالت بيأس , والفكــره قاعده تترسخ بعقلها " اهو غلطان وانا غلطت لما طلعت من بيتي يا خالي , وما نطرته يدافع عن روحــه ....المشكله اني عند اول مشكله قــويه طلعــت من بيتي "
استغرابه منها ..
وصدمته من كلامها الغريب ادفعـــوه للسكوت والنظر بتعــجب لها ..
قال بهمـس " ليش جذي تقــولين ؟ انا مستغرب منج ؟ "
إذا اهي مستغربه من روحها , اكيد اهو راح يستغرب
لكن هالثلاثة اشهر فهمتها وايد اشياء , اكثر بكثيــر من اللي متخيلته ..
قالت بهدوء ونبــرة الحـزن واضحــه فيه " لأنه وضعي مو وضع ...متــزوجـه وماني متزوجـه ..ريلي بديره وانا بديره ..حامل ومحرومه من وجوده معاي .."
بدت تلف الكوب بإيدها , تستشعر حرارته
" تدري انه ياني لبيت يدي لما اختلفنا اول مره بالكويت..ياني " ارفعــت عينها , لكن ما استوعبـــت جمود خالها وكملت " يــه وانا ما ادري عنه !! , واهو ما يدري اني ميــته ابي اشــوفه .. ..تخيــــل سبع اشهـــر وانا عبالي انه ما يزورني , واهو عباله اني ما ابي اشـوفه , ..هه تدري اني توني عرفت.. لما قابلته مره ثانيــه .., صدمني بالخبـــر بأحد نقاشاتنا.. كنت ابيه يقـولي شنو كان ناوي يبلغني بزيارته لكنه رفـض ..هه اظن انه كرامته امنعته خاصه اني ما قلت له عن عدم معرفتي بزيارته لي ...ميــــته ابي اعرف شنو كان بيقـــولي "
سمعت خالها يقــول " يعني شنــو بيقــول ..كلام سخيـف تافـه , وماله معنى , عشان يردج له "
حطــت ايدها على شعــرها .
" على الأقل كنت راح اعرف شنـــو يبي ..ما اعيش بهالحيــره ..ما ادري منــو اللي خــش عني هالشي .."
غانم كانت سـاكت ..
يتأملها ويتأمل تصرفاتها ..
ارفعت راسها له وقالت " بالأيام الأخيــره قاعده افكــر ارجــع له ..قـ ..."
غانم اللي كان يحاول يتمالك نفســــه ..انفجـــر ..
قاطع كلامها رد خالها العنيــف والعصـــبي " ترجعيــــن له ...ترجعيـــــــن له !! "
شافته بأستغراب لكن قالت بقــوه " ايــه ارجع له , ارجع له , اهـــو زوجي يا خالي , وأبو الطفــل اللي في بطني " وكملــت " انا مستـغربه ليش انت معــصب !! "
بعد الكوب عنه بعصبيـــه " انا معصـــب لأنه ما يستاهل , من أول ما خذاج وانا عارف انه ما يستاهلج , ما راح يقدرج , ولما عرفت انه خاش زواجكم عن اهله عرفت انه ظني بمحله "
حطـــت ايدها على بطنها وقالت بيأس من عدم فهم خالها لموقفها ولمهاجمته لها " انحــلت هالمسأله , واهله يدرون ألحيــــن , انا ما أقدر اعيــش جذي , كل يوم اقنع نفسـي اللي قاعده اســويه عشان مصلحتي ومصلحة الطفل , بس ما عاد فيني اخدع نفســي , خلاص لي هالدرجــه وبــس "
" مها ..هذا اسمـــه ضعـــــف ..."
قاطعتـــه بتعـــــــب " انا ضعيــفه , ما اقدر اعيــش من غيــره , رحم الله امريء عرف قدر نفســـه "
قام من مكانه بعصبيـــه وضرب الطاوله بإيده وتكلم بصوت عالي..
" انتي بنت حنان ..وبنت عايله..ومو اي عايله ..كان لازم يكون فخــور فيـــج ..مو خاشج .......ليش قاعده تحطمين اللي انا سويته عشانج ..."سكـــــــت و بتصميم طالعها
فجأه قال بقــوه " تبيــن تعرفيــــن منو اللي قاله انج ما تبيــــنه , وماتبيـــن تقابليــــنه ......."
شافتـــه وقلبها يدق بسرعه غريبه ..
" انااااااا ...اي انا ...اللي قلت له...كنت ابيـــــه يشــــوف انج مو معتمده عليه بحياتج , كنت ابيـــه يعرف انه بنت حنان ما راح تقبـــل بأحد نــزل من كرامــتها ..انا .....انا قلت له بنت حنان ما تبي تشـــوفك , ما تبيــــــك ....خليــته ايي لج مليــون مره ...صبح ظهر عصر مغرب بلليـــل ..كان لازم يتـــعذب لأنه اللي سواه مو شـــويه.."
كانت مو مصــدقه اللي تسمـــعه ..
لكن ليــش ما تصــدق ..
بالفعـــــل ما احد كان معاها بأول الأيام إلا خالها غانم !!
اشلـون ما اعرفت بهالشي ..
كان خالها يكمــل كلامه بغـــضب "وهذا ...هذا الأعلان اللي انتي فرحانه فيـــه , اعلان الزواج ..ما كان راح يصير لو ما سويت اللي ســـويته ..لو كنتي عنده وراضيــه فيه جان ما فكــر يعلن ويقــول لأهله .. "
كان نطق الكلام بهالطريقه يجرحها حيــل .
بس اهي فاهمه كل هالكلام وراضيــه فيه ..اهي راضيــه باللي اكثــر منه ..اهي راضيه بأنها تكون معاه مهما كانت الظروف لأنها تعبت
يمكن ..صح ..كلامه ..
بعض المرات تفكر وتقول يمكن لو ما خلافهم كانت ما راح تحمل ..يمكن لو ما خلافهم ما كانت راح تصير بهالوضع .
ارفعــــت عيــنها لكن مو اكيــد , يمكن لو قابلته ذيج الأيام كانوا راح يتوصلون لشي احسن !!
بس ما تبي تفكــر باللي كان معقـول يصير لو ما كان فيـه خلاف لأجل ما تجــــن ..
اسمعـــته يكمل كلامه " لما عرفت انج تبيــن الطلاق ارتحـــت , مليــون اللي ينطرون انهم يتـزوجون بنت محمد , وحفيدة سعود ...قلت أكيــد راح تلقيــن اللي يقدرج ويحبــج ..لكن عرفت بعدين انج رديتي له ..قلت ما عليـــــه يمكن خيــره ..لكن انج تتركيــنه للمره الثانيــه , وايأذيج للمره الثانيـــه , وتبيـــن ترجعيــــن له ..هذا الشي ما راح اقبله .."
بلحظه غريبه ..
بلحظة صفاء ..
اعرفت شلون ترد عليــــه
قالت ببساطه " بس وقتها ..وقتها ..انا راح اكــون سعيــده "
كان نفــس اللي انضرب على وجهه ..رجع خطــوه لورى .
وقال واهو عاقد حواجبــــه " سعيــده !!!!!! سعيـــده مع خالد ..بعد كل اللي سواه..واشدراج انج راح تكونين سعيده بعد تجاربج بأذيته لج؟ "
شترد وشتجاوب اهي بروحها تحس بحيره وخوف وتردد
بعض المرات تقول خلي الوضع على ماهو عليه
بس بعض المرات واللي اكثرت بالفتره الأخيره تقول الأذيه معاه , ولا الأذيه من دونه
ما كانت تقدر تلوم خالها على اللي ســواه ..
ما كان عندها القــوه ..
ما كان عندها النيــه انها تلـــومه ..
من داخلها ياها احساس قـــوي ..وايد قوي يمنعها .
حتى لو لامته ألحيـــن ما كو فايده اصلااااااااا
احساس اليأس غمرها ..اللي صار صار ..
صراخها , وزعلها على غانم ما راح يفيدها
قربت منه وقالت ببساطه وقوه " ايــه سعيــــده ...خالي ....خالد اهو زوجي ..اكيـد بنختلف ..ومثل ما اهو يضايقني , ترى انا بعد قاعده اضايقه ..مو معقــول كل ايامنا بتكون سعيده ..احنا مو بعالم وردي ..خيالي كل شي بيكون فيه كامل .."
قال بهمـس غاضب " انا ابيـــج تكونيـــن سعيده ومستقره "
ما تدري اشلون اقدرت ترسم ابتسامه على شفايفها واهي ودها تبجي " ادري "
قال لها بغضـــب " راح تكونيـــن غبيه ان ظنيتي ان السعاده بتكون مع خالد , غبيه انج تكونيــن مع واحد ما اعترف فيج إلا تحت الضغط "
هالكلام مو اكيـــد ..
عضت على شفايفها " راح اكون اغبى ان تخليــت عنه وانا بهالوضع "
شافها بنظرة حســره , وعدم رضا ..
وطلع براااا المطبــخ وراح داره ,وسكر عليــــه ..
تركـــها تجمع شتات نفســـها المبعــثره من التفكيــــر المتعــــب ..
مو مصدقـــه , انها اكتشــفت اللي حاول يبعدها عن خالد !!..ولا..!! يطلع واحد من خوالها ..!!
وطلع قصده نبيــــل ..ورايته بيضه ..
كان قاعد يحاول يحميها ..
الحمايه من شخص غير متـوقع , صعــب عليها تغضب منه بعد سماع شرحـــه ..
يعني خالد يالها البيت وحاول يراضيها ..أو حاول يكلمها ..
عقلها قاعد يقلبها يميــن ويسار ..
وقلبها يدفعها واهي محتاره ..لويـــن ترسي ..
تبي ترجع لخالد ,وخايفه ؟؟
تبي تبعد وخايفه ؟؟
اهم قرار بحياتها ومو عارفه تقرره , وتثبـــت عليه ؟؟
يا رب ساعدني ؟؟
اليوم كان غيــر عن كل يوم ..اليوم الشوق غيــر ..التفكيــر فيه غيــر
يمكن بعد ما شافت ان عمر وريم ارجعوا لبعض , حســت بداخلها بالنقص لأنها بعيده عن حبيبها . خالد :
لما دخل للبيت كان الوقت متأخر ..
شاف ساعته ..
كان يتمنى يقـول لأمه عن الخبـر الحلو , ويشوف الفرح على ملامحها ..
عنده ألحيـن حجـز لأثنين على طيارة بكره .. الساعه 2 الظهر ..وعنده حجز الفندق ..
واتصل على فاطمه وزوجها , وحصل تأكيد منهم انهم راح ينامون عند ساره , وبدر .
كان يمشي بالممر المؤدي لجنـاحه , ما كان منتبــه بالأول , لكن بعدين لاحظ بأستغراب جلـوس شخــص عند باب جناحه .
قال بهدوء " ساره "
لفـــت بسرعه عليـــه وقامت بطريقــه اسـرع ..
كمل واهو عاقد حاجبــه " ليه جالسه هنا !!!؟؟ "
ابتسمت وقالت " صعب احصلك بغير الطريقه ذي ؟ "
طلع مفتاح جناحه من مخباته وفتح الباب وقال بأبتسامه من مبالغتها " اش دعــوه ؟ مو للدرجه ذي ؟ "
دخـل الغرفه , ودخلــت وراه " إلا للدرجه ذي !! واكثـر يمكن , خالد انا حتى بالجـوال ماني قادره احصلك "
شال العقال والشماغ من راســه , ولف عليها " امري يا ساره " ابتسم لها ابتسامه جانبيه " اكيد في امر مهم , تبيغيــن تقـولينه "
فتح الثلاجه وطلع بطل ماي, وبدى يشرب منه وقال " لأني عندي شي ابغى اقـوله لـك بعد "
ساره اللي كانت تحتاج انها تشـوف اخوها الكبيــر ! لأنها تبغى تعرف اخباره , هي وامها شايليـــن همه ..
شافـــت اخوها لأجل تشـوف اي ردة فعل تطرأ على وجهه وملامحه من الطاري ..وقالت " اليوم كلمت مها ! "
للحظه ظنت انها شافت لهفـه على ملامحه ..لكنها تأكدت انها غلطانه لما تمعنت النظر بملامحه
اللي كانت تعبير عن القسوه والأمتعاض..
رمى بطل الماي بالزباله ..وقال ببرود " ما شاء الله , وانتوا بينكم اتصال !! "
اول ما سمع اسمها حس بشوق كبيـــر ..
حس بالغيره تذبحـــه ..
طبعا تتصل على اخته ولا تكلف نفسـها تتصل عليه .
تتكلم مع الكل , وتبغى الكل إلا هو .
سمع اخته ترد عليـــه " ايه ..بينا اتصال من أول ما غادرنا مصـر"
جاوب ببرود وعدم اكتراث " ممتاز "
وعطاها ظهــره !
لأجل ياخذ الريموت الخاص بالتليفزيون .
واما ساره فكملت كلامها " كانت تبغى تبلغني انها اعرفت عن جنـس الجنين "
اخـــذ نفـــس عميــق من قوة وقع الخبـر عليه ..
حـس بلهفــــه ..طفله وطفل مها ..جنينهم ..
بنت ولا ولد ؟؟
وعض على شفـــــته بقــسوه .
كان وده يحطم كل اللي موجود بالجناح ألحيـــن .
مغتاظ انه راح يدري عن جنـس طفله من اخته ؟
مغتاظ انه مو أول واحد يعرف اخبار طفله ؟
كنها حســت بغيـظه من سكـون جسده , قالت له " خالد ما قالت لي ..تقــول ســر , مفاجأه , اتصلت لأجل تغيظيني "
اصدر صوت ساخر " هه "
لكن ما يقدر ينكـر انه ارتاح , انه ما احد يدري قبله عن جنس الطفل ..
لف على التليفـزيون , وجلس على الكنبه وهو يغير القنوات , مزاجه تغير من اول ما جابت ساره طاري مها .
اجلست قربه ساره وهي تشــوف وجهه اللي تغيــر من أول ما جابت طاري مها .
توها بتتكلم عن مها , وعن الوضع بينه وبين حرمته .
سمعته يقـول " اتصل علي قتيــبه اليــوم "
فـز قلبها من الأسم , واسكتت بترقب , اما خالد فما شافها أو ألتفت عليها , وكمل كلمته " مرة عمي استقــرت حالتها "
حطت ايدها على خالد بعجله , وقالت " جد يا خالد ..الحمــدلله ...الحمدلله "
ابتســم خالد بتصنع ..
لأنه بالوقت الحالي ما يقدر يبتسم بطبيعيه .
وقال " ايــه الحمدلله " حط الريموت على الطاوله ولف على ساره " انا وامي حنسافـر ان شاء الله لهم بكــره يا ساره ..."
قاطعــته ساره بحماس " خذني معاكم يا خالد "
ساره فكرت على طول انها راح تشـوف قتيبه !!
وفكرت انه خالتها بخير وان الكل بيكون فرحان وسعيد وخاصه ولد عمها , وهي تبغى تكون قربه بهاللحظات ..
مهما كانت رافضه زواجها منه بالوقت الحالي , إلا انها مرتبطه فيه عاطفيا .
خالد هـز راسه بجديه " لا يا ساره انا أبغاك تديرين بالك على بدر والبيت هنا بالسعوديه , صحيح ان فاطمه راح تجي هي وزوجها واعيالها وينامون عندكم , لكن انا ابغاك انتي تكونين موجوده , انا راح اتطمن كذا اكثر "
" بس يا خالد ..." شافت ويه اخوها وقالت " طيــب "
ما اقدرت تخفي خيبه الأمل اللي اصابتها من عدم قدرتها الذهاب لمصر معاهم , بس ادام خالد يبغاها هنا فهي راح تبقى لأجله .
بتغيير للموضوع قال خالد " ساره بعدك على قرارك ؟ "
بالبدايه ما اعرفت ساره عن ايش خالد يتكلم لكن لما شافت تعابير وجه اخوها اعرفت ساره عن ايش يتكلم , واسكتت لأنه ما عندها جواب ! .
وكمل خالد " ساره , قتيبــه رجال ما يتعوض , ان خسـرتيه راح تندميـن "
ساره على طول انطقـت بإحتجاج " خالد !!!! "
قال بجديه " ساره , انا بسألك سؤال ..انتي ان ارفضتني سمر...أو ان حصل خلاف بيني وبين سمر راح ترفضيـن قتيــبه ؟ "
هــزت راسها بجديه وقالت " طبعا لأ ..انا ماني قليلة عقــل يا خالد لأجل ارفض شخص لأن اخته ارفضـت اخوي "
قال بقــوه لها " اجل ليــه تتهميــن قتيــبه بأنه قليل عقـل "
انصدمت من تحليل خالد ..
وانكرت بســرعه " لأ يا خالد انا ما قصدت كذا ..ابدا .."
قال خالد بجديه " ساره انا عارف قتيـبه , لا تنتظرين انه راح يتأثر بعلاقتي مع اخته , هو اكبر من كذا ..خلي عنك الطفـوليه والأفكار الفاضيـه , ان كنتي تبغيـن ولد عمك فلا ترديــنه "
" خالتي بعدها بالمستشفى .."
ابتسم بهدوء وقال " ادري يا ساره , بس ادامها بخيــر ألحيـن فقتيـبه بيرد يسأل ,وانا ابغى الجواب يا اختي "
صار وجهها احمـــر وقامــت وقالت " خيــر ان شاء الله "
" ساره , انا وامي بكره بنسافـر ان شاء الله "
حبــت راس اخوها وقالت " تروح وترجع بالسلامه "
لما قربت من الباب قالت " سلم لي على مها بمصــــر "
واطلعـــت بعد ألقاءها لهالمعلومه الجديده .
مها للأن بمصـــر ؟!, ما ردت الكويـــت ؟؟!!.
ما يبغى يشوفها ..
بس يبغى يعرف وشلون الجنيــن , وشلون شكلها وهي حامل بسبع اشهر , وش هو جنــسه .
هذا اللي يحاول يقنع نفســه فيه ..
وتتصل حضرتها على اخته , وتبلغها آخر الأخبار , وانا لأنها ما تبغاني بحيــاتها فما عندي اخبار ..
وهمس لنفــسه " واخرتها معاك يا مها " قتيــــبه :
كان يتمشى بخان الخليلي , بعد خبــر استقرار حالة امه ..
بلحظات حــس باليأس , وخاف على امه .
لكن ولله الحمد ألحيـــن يقدر يرتاح .
خان الخليلي كان من اجمل الأماكن بمصــر , ما يقدر يجي مصـر من غيــر لا يمر على هنا .
الزحمــه , والأصـوات العاليـه , والشعبيــه اللي في المكان تمتعه على الأخــر ..
ساره !!
الحلم اللي صعب يتخلى عنه !!
كان ينتظر اليوم اللي يجمعهم , وتصيـر حلاله , وله
جمال ساره البرئ والحلو كان يطارده من المراهقــه ..
ان شاء الله قرب موعد زواجنا .
هو اكبــر منها بثلاث سنوات بس ..
كلما سمع احد يتقدم لها غار لكن ما كان بيده شي , كان بعده صغير , لكن لما زادوا خطابها , طلبها من خالد قبل لا يخلص دراستـه وخالد اوعده خيــر .
يا ليــت بس تحدد المــوعد . ريم :
صحــــت على اجمــل صـوت اسمعته بحياتها كلها ..
افتــحت عيــونها ..
الظلام غامر الغرفــه , ما عدا النــور البسيط اللي طالع من الدريشـــه ..
شافته ..
من اجمل المشاهد اللي شافتها بالماضي واللي راح تشوفها بالمستقبــل .
كان واقف , وكرسي وراه .
يصلي
ويتــلو القرأن بتجويـــد .
حطت ذراعها تحت راسها , وبدت تسمع القرأن .. ((اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ))
بدت دموعها تنـــزل , بتأثــر من صــوته اللي ينقــل الواحد لجو روحاني جميـل
هذي العاده من عوايده , يصحى قبل الفجــر ويصلي ..ما شاء له الله ان يصلي , ويتلو القرأن بطريقه جماليه رائعه ..في البدايه بهمـــس.. لا يسمع... لكن ان اندمــج يعلو صــوته من غيــر قصــد ..
ويصحيها ..
جم مره يعتذر منها لكنها تقــول له ( انها تستمتع بسماع صـوته )
شافتـــه , وهو يجلس على الكرسي لعجــزه عن الركوع ..
الحمدلله ...الحمدلله انها ردت له ..
حست انها راح تبكي بصوت عالي .
خبت وجهها بالمخده لأجل ما يسمع شهيقها ..
ما كانت تتصــور انها راح ترجع له , راح ترد تشــوف هالمشهــد .
بفتره من الفترات اصابها اليأس , كانت تعاني بكل يـوم , خلال الثلاث سنــوات , تعبـــت , وانقطع املها , وعانت ..
لكن ألحيــن ردت له , نامت بأحضانه , عبرت له عن حبها .
لما تمالكت نفســها ردت تشــوفه , كان قاعد يسلم اعلان عن انتهاءه من الصلاة ..
قالت بهمـس " تقــبل الله "
حرك راسه بطريقه بسيطه , وقال بهدوء " منا ومنج "
قام من مكانه , ولما شافتــه يرفع ايده للتكبيـــر ..
قالت له بعجله " حبيبي .."
عمر ما تعود يسمع هاللفظ منها ..ولازال يصدمه لما يسمعه .. وقف حركــته , وما رد !
شافته يوقف , وما يكمل التكبيــر فقالت له " متى يأذن الفجــر ؟ "
نــزل ايده وشاف الساعه وقال " نص ساعــه "
ورد يصلي .
قامت من مكانها , وراحــت للحمام تاخذ لها شاور سريع قبل لا يأذن ..
كانت حاسه بسعاده ..سعاده غامــره .
عمر بعد ما خلص الركعتيـن اللي صلاهم , لبس نعاله الخاصه برجله اليسار , وتسند على عكازتــه , وكان متــوجـه للباب .
لكن وقــف للحـظه .
كان قاعد يسمع صـوتها من الحمام .
حط ايده على مسـكه الباب عشان يطـلع , ورد رفــع ايده .
يقـولها ولا لأ ؟!
يمكن إذا ما لقتـه راح تحاتي , وتخاف عليه ؟
لأ ..شكـــــووووو ما راح تحس انه طلع
حـط ايده على الباب بنيــة الخروج ..
لكن في شي امنعــــه .
افففففففففففففففففففف
هد باب الغرفه وراح عند الحمام , طــــق الباب ..وقال " ريم "
ريم كانت تشــوف بطنها ..
ما خذوا لا اهي و عمر اي احتياطات اليــوم ..
عضت على شفايفها ..معقــوله تكـون ألحيـن حامل ؟
معقـول ألحيــن تكون تحمل جـزء من عمر ؟
معقـول ألحيـن تكون بدايه تكويــن طفـل بينهم ؟
لما سمعــت صــوته ..الحبيب على قلبها ..وقفــت الدوش .
وقالت بحـــب " امــر !! "
قال بصـوره مقتضبـه " انا رايح المسيد "
المسجد ..كيــف بيروح , ورجـــله ..
تحـركت من مكانها للباب بعجله , وافتحته بشــويش , وطلعت بس راسها ..
وقالت " بس حبيبي رجـلك ؟ كيــف ؟ "
كان وده يقـول لها وقفي عن هالكلمه ...
حبيبي ..حبيبي ..
اشفيـــها !!
قال بكل جديـه " ما فيها شي ريلي , انا رايح ألحيـن "
تـوه بيتحرك من مكانه بأستعمال العكاز .
قالت له بلهفــه " لأ لا تروح , عمر انت اليـوم طالع من المستشفى , خــف على حالك "
رد بقســوه مو متعمده " ومن قالج اني ابي رايج , انا بس قاعد اعطيـج خبـر "
شاف الجــرح بعيــونها , وكيــف نـزلت عيــنها , واغتصبت ابتسامه ..
وقالت " طيـــب "
حــس بتأنيـــب الضميـــر !!
لكن ما علق طلع من الشــقه .
اما ريم فردت للشاور , واهي تأنــب حالها , كان المفـروض تســكت , وتخليــه على راحـته , هي اللي جابت الكلمه لحالها ..
بس كانت خايفــه عليــه ..
انقبض قلبها بعد ما كانت فرحانه للتـو , حست بضيقـه , خافت انها ما ما راح تحــس بسعاده ابدا , انجــرحت منه مــرااااا انجرحــت .. ساره :
ارسلت رساله لمها : مها ..بلغت خالد مثل ما طلبتي مني
اظن انه تضايق !
وانتظرت مها ترد عليها ..
وبنفـس الوقت اجلست تفكر باللي قاله خالد !
هل هي غبيه , وجالسه تتهرب من فكره الزواج , هل هي جالسه تضيع قتيبه منها ؟
بس هي من حقها تكـون خايفه ..
خالد صدمها بترتيبه لأفكاره , ما فكـرت بالموضوع من هالناحيــه ابدا ..
سمعــت صـوت صادر من جوالها معلــن عن وصـول رساله جديده , افتحتها على طـول : ساره , خالد قاعد ألحيـن ؟
تفاجـأت ما توقعت ان مها تبغى تتكلم مع خالد , خاصه بعد خلافهم !! , ساره خمنـت ان فيـه خلاف ..
ولاحظت ان مها بالمكالمات اللي بينهم ما تجيـب طاري خالد , ولما تجيـب طاريه , تسأل بطريقه تحاول تكون طبيعيه عنه , لكن لهفتها , وصـوتها يكون ابعد ما يكون عن الطبيعيه ..
لكن اليوم فاجئتها لما اتصلت المغرب و قالت لها بطريقه غريبه , وصـوت اغرب ( ساره ..انا رحــت للطبيب وعرفت جنس الطفـل , يا ليتج تبلغيـن خالد بهالشي ) ..
اصلا غريب على مها انها تطلب منها هي بالذات شي متعلق بخالد , بعد خلافها مع مها بمصر , حست بحاجـز ينبني بينهم حول هالموضوع !
فلما اطلبت مها هالشي اليوم , حسـت ساره ان الطلب فيه يأس غريب .
خاصه انه مها ألجأت لها هي بالذات ..
ردت بهدوء : اظن انه ما نام.. ينتظر الصلاة
بعد ما ارسلت هالرساله , ما وصلها رد !!! غانم :
كان بغرفته بعد ما رد من الصلاة ..
واهو خايف ينام ..
مو بس خايف ينام كان غاضــب , ومشاعره متـوتره .
كلما يتذكـر كلمة مها ( راح اكـون سعيــده )
يحس بالغضــب .
شلــــون تكـــون سعيـــده , مع واحد مثل خالد , ما سوى شي من خذاها إلا انه يبجيها , ولا .. مو بس جذي اهو اهان كرامتها !! وما فكـر وحط بعيــن الإعتبار انها بنت يتيمه , ولا انها بنت عايله معروفه ..
ولا انها بنت حنان ..
حنــان ..
الله يغفــر لج ويرحمج يا اختي !!
النوم تغلب عليـــه ..
( كان قاعد يقاوم الماي , الأمواج ..
قـوته تضعــف ..
لكن سمع صــوت , صـــوت عميــق ينادي , وينادي ..
اول شي شـك انه حلمان .
ان هالصـوت من الخيال ..
شاف قارب يقـرب منــه , ويقــرب ..
صــرخ ..أو يظن انه سوا هالشــي !! )
قام من الــــــــــنوم فجـأه ..
والنــفس رايح منـــه .
مستحيــل ..من يه لمصـــر , وهالكوابيس مو راضيــه تخليه .
هذي بس غفــوه ..وجذي ســوت فيه ..
قام من مكانه .خلاص ما راح ينام ..ولا راح يحاول ينام ..خذا كرسيه ..
وحطه قبال النافــذه ..
و واجــه الذكريات اللي كان يتهرب منها
(بعد ما صرخ ما يتذكـر إلا واهو على القارب الخاص بخفـر السواحل ..
و صراخه عليهم بأنهم يساعدون يوسف , وعبداللطيـف .
لكن عبداللطيــف ويوسف ما كانوا موجوديــن , ومالهم اي أثـر ..
يذكر ردة فعله وشلون بجي مثل الأطفال , يذكر شلون بدى يترجاهم انهم يلقـونهم ..
يذكـر لما وصل لليال كيف تلقاه ابــوه , شاف ابوه شلون ينقل نظره بين النازليـن من القارب , كان فيه قارب ثاني بالموقع يبحـث عن يوسف وعبداللطيـف , ولما رد نـظره لغانم , عرف انه يوسف وعبداللطيف مفقـودين , كان غانم بعد يصيح , وهذا خلا ابوه يصـرخ فيه لما شافه يبجي ( الريال ما يبجي يا غانم ...لا تصيـــر ضعيــف ..ولدي ما يبجي )
يذكـر سؤال اهل يوسف , واهل عبداللطيــف عن عيالهم .
صـرخة ابو يوسف ( وين ولدي يا غانم ..ولدي كان مسؤوليتك ..وين ولدي )
لما ما لقى جواب هجم على غانم وبدى يطقــه , لكن ابوه سعود تدخـل وانقــذه ..
كان يدري انه كلام بو يوسف صح ؟
اعيالهم ما يعرفون السباحه , اهو عزمهم على الشاليه , واهو اللي غامر بأرواحهم لما طلع للبحـر بهالجـو , اهم كانوا لابسين سترات النجاة , لكن بمرحله من المراحل افصخوها , واهو ما عارض ..
كان المفروض يعارض , اهو الخبيــر بالبحــر كان المفروض يمنعهم .
حضـوره للعزا , و التحقيقات اللي بعد الحادث غيـروه .
ببساطه بعد الحادث تغيـــر .
بدت مرحلة عدم تركيــز , سقــوط دراسي , اي طلب لأبوه أو غيـر ابوه ما يتنفذ , لأنه ببساطه ما يذكر شنو ينقال له من السرحان ..
ابـوه في البدايه كان يطــوف له هالأشياء , لكن مع الوقت نفــذ صبـره , وبدى الخلاف , ما بينهم ..
واهني يه دور حنان .
حنان اوقفت بويه ابوهم بأحد النقاشات الحاده اللي اهي اشهدتها من غيـر لا يدرون
خـذته معاها لبيتها , محمد استقبله بكل ضيافه ورحابة صدر ..
محمد ما كان يقدر يرد حنان , طلباتها اوامــر .
ساعدته بالدراســه , خلتــه يتكلم عن ضيقـــه , خلتــه يشكي من تصرفات ابـوه , خلته يعبــر ويطلع الكبت اللي داخله , بجى جدامها ببساطه ..
كان كاتم مشاعره لوقـت طويل .
لكن ما تكلم عن الحادث نفســه , ما قدر يتكلم عنه تأنيـب الضميـر كان ذابحه , الكوابيس كانت ذابحته .
حنان توفــت قبل لا يتكلم عن الحادثه لها , لكن اهو اخذ على نفسـه عهد انه ينجح بالجامعه عشانها ..
لكن غيـر الجامعه ما كان مهتم بشي .
لا بشركة ابوه , ولا بأخوانه , ولا بطلبات احد , ولا بأصدقائه اللي بقوا , انهى كل احلامه ..
بعد ما اخذ الشهاده ..
انتهى طموحـه , ما عاد له طموح .. وهذا ادى إلى زيادة الخلافات مع ابوه , و معاها زيادة حدة ردات فعله اهو .
ما له حـق يعيش واهم ميتيـــن ..
ما له حق اييب اعيال يحملون اسمه واهو اللي حرم اثنين من اعز اصدقائه من هالشي بأهماله .
ما له حق .. )
ما يقدر يستمر اهني اكثـر ..لازم يرد الكويت .
قعد لمده طويله بهدوء .
يحتاج يرد لحياته ..
لحياة الليل اللي كان يعيشها ..
ان استمر اكثـر على هالحاله احتمال انه يجـــــن ..
لأن الكوابيس ما راح تتركه بحاله ..
المشكله ان مها مسئوليته اللي اهو خذاها على عاتقــه ..
هه واللي صاحبتها رافضه انه يشيل مسئوليتها .
مل , حاس بالملل ..
بيرد الكويت خلاص , واللي فيها ...فيها , خل تقعد بروحها وخل تجرب اللي قاعده تخربط فيه .
اهو منو قاعد يقص عليه !!!!
اهي ماراح تطيعه وراح تمشي اللي براسها تربية ابوه وابوها محمد ايعرفها زين شافها بعيونها وطريقة كلامها لما تحجت بتصميم واصرار..
كان المفروض يتركها تدير حياتها بطريقتها ..اهي ما تحتاج للحمايه ..اهي تتظاهر بالضعف لكنها قويه ..يمكن اقوى منه بعد
لكن كل قوي له نقطة ضعف , واهي نقطة ضعفها ريلها !!
تنهــــد بصوت عالي
بيرد لربعـه اللي كونهم بعد الحادث , للناس اللي مثله ..
اللي مالهم طموح او هدف .
اهو رد دين حنان على قد ما يقدر , وبس يكفـي ..
ابتسم لأول مره من قدومه لمصــر , هذا القرار اللي راح يريحــه . يتبـــــــــع .......
__________________ أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد! |