عرض مشاركة واحدة
  #33  
قديم 08-20-2010, 11:33 AM
 
بعد الغياب/ الجزء الثاني والثلاثون

#أنفاس_قطر#


دخلت هند بهدوء..
وهي تفسخ عبايتها وتعطيها الفلبينية اللي استقبلتها عند الباب..
تعدلت في المراية الكبيرة اللي عند المدخل.. وعقب ودتها الخدامة للمكان اللي هم جالسين.. مجلس الحريم الكبير..

هند دخلت...
انصعقت من جمال المره اللي هي شافتها..
سلمت على نوف وعلى المره الثانية.. وهي تسرق عيونها تتمعن في ملامحها وأناقتها ودقة تكوين جسمها..

بعدها على طول ميلت على أذن نوف وقالت بهمس: نوف وين أمج؟؟

نوف ضحكت ببراءة وهي تشبك ذراعها بذراع أمها، عشان تصيب هند بأقسى صدمة صابتها في حياتها: هذي أمي.. كأنها أختي صح..؟؟

هند المصعوقة مو قادرة تتخيل إن القمر الصاروخي اللي قدامها هي أم نوف : " وانا اللي أبي أرسم على عبدالله.. واحد طلق وحدة مثل هذي.. أشلون بيطالعني؟!!"

هند بلهجة متكلفة جدا : هلا والله خالتي.. سامحيني ما عرفتج

جواهر بود: لا حبيبتي عادي، هلا والله وحياج.. نوف جننتني من كثر ما تتكلم عنكم، فحبيت والله أتعرف عليكم


استمر الحديث بينهم
ووصلوا صديقتين ثانين لنوف، ريم وتماضر..
ريم وتماضر على طول ارتاحوا في القعدة
وانفتحت نفسهم لأم صديقتهم.. اللي حسوها كأنها أختهم.. مو مثل الأمهات الكبار في السن، واللي دايما يسكرون على البنات في الحكي..

لكن هند ماكانت مرتاحة وكانت من داخل تغلي.. وحاسة إنها مولعة.. بعثت مسج لفايز يجي يأخذها... رد عليها إنه خلال أقل من نص ساعة بيكون عندها..

عقب هند بلهجة حاولت يكون دمها خفيف فيها: إلا نوف.. عبدالله متى بيوصل من السفر؟؟

كانت هند أول مرة تنادي عبدالله كذا باسمه، كانت دايم تناديه أبوج أو أبو عبدالعزيز.. بس من زود الخبث اللي ضرب أقصى حد عندها..

جواهر استغربت من إنها أشلون تنادي عبدالله باسمه المجرد..

نوف البريئة اللي ما انتبهت: من عبدالله؟؟؟

هند بمياعة: أبوج؟؟

نوف حست إنه فيه شيء غير مريح: بكرة إن شاء الله..

هند بنفس مياعتها: طيب قولي لعبدالله.. مافيه داعي يكلف على نفسه ويجيب لي هدية نفس المرة اللي فاتت..

نوف تحاول تعصر مخها (متى أبوي جاب لهند هدية؟ ماعمره سواها) بس نوف سكتت لانها ماحبت تحرج هند قدام البنات..

وجواهر تكلمت بتلقائية: موب من المفترض حبيبتي إنج تقولين عمي عبدالله أو حتى أبو عبدالعزيز.. عبدالله في مقام أبوج..

هند اللي شكلها استخفت: شنو عمي يا خالتي.. حرام عبدالله بعده صغير ليش أكبره...

جواهر نهائي ما أرتاحت لذا البنت (يعني أنا اللي خالتج.. وعبدالله صغير على إنه يكون عمج!!!!!!!)

هند :زين خالتي أنا بكرة طالعة شوي الكورنيش، خلي نوف تجي معانا.. أخوي بيودينا وبيرجعنا..

جواهر بهدوء: لا ماعليه حبيبتي.. أولا نوف ما تقدر تروح مع أخوج.. ثاني شيء أبوها بكرة جاي ولازم تكون في استقباله..

هند حست خلاص إنها بتنفجر: (متى بياتي فايز الله يأخذه)

بعد دقيقة كان فايز يدق عليها، جات نوف تبي تروح معها توصلها للباب.. قالت لها جواهر: خليج مع صديقاتج أنا بوصلها..

فايز اللي وصل للبيت مالقى الحارس.. اللي شكله راح يصلي العشاء، فلقاها فرصة يطلع فوق، خصوصا إنه عارف إن عبدالله وعبدالعزيز ماحد منهم موجود...

لحظتها كانت جواهر واقفة قدام الباب تودع هند.. في نفس اللحظة اللي فايز طلع فيها وشافت جواهر ليتات سيارته بوجهها..
تراجعت جواهر وهي معصبة.. وهي تعتقد إنه ماشافها.. وسكرت الباب بقوة.. وهند بعدها واقفة.

هند بعصبية : الله يأخذها عجوز النار..

فايز اللي كان رايح في عالم ثاني، أول ماركبت معه هند، نط يسألها: هذي نوف؟؟

هند اللي ماكانت متفرغة له: أي نوف؟؟

فايز وهو مولع: هذي اللي وصلتك للباب؟؟

هند وهي تنافخ: لا أم نوف الله يأخذها هي وبنتها..

فايز وهو مصعوق: أنتي من جدج؟؟

هند بقرف: وليش أكذب عليك؟؟

فايز باستفسار محموم: ليه أم نوف كم عمرها..

هند بطفش: 30

فايز بدهشة ولهفة: معقولة؟؟ فرق 3 سنين بس بيني وبينها..

فايز في نفسه( هذي المره وإلا بلاش، شنو هالأنوثة كلها، شنو نوف البزر؟؟ أمها تمسحها...... وتمسح الحريم كلهم بعد!!! يسلم لي ذا الطول والطلة)


*****************


سعود من الظهر لبعد المغرب وهو مع دانة في المستشفى..
ماحد درى عنهم غير محمد.. اللي كان كل شوي يتصل على سعود ويشوف اخباره..
الباقيين قالوا عرايس وأكيد طالعين يتمشون..

وسعود استحى يقول لأحد..
"شيقولون خذت البنت ومرضتها.. وإلا خويلد يجي ينط لي.. يقول لي وش سويت لأختي؟"

سعود من أول ماوصلوا للطوارئ وهو جنبها ما تركها..

سووا له شوي سالفة على إنه مامعها بطاقة صحية.. بس وراهم عقد الزواج اللي كان لحسن حظه بعده في السيارة مانزله.. واللي يثبت صلته فيها، واللي موجود فيه رقمها الشخصي.. وعن طريقه طلعوا ملفها الصحي.. ولما عرفوا إنها زميلة لهم طبيبة معهم اهتموا فيها بزيادة..

بس سعود وبأصرار غريب.. رفض إنه يقرب جنبها أي طبيب رجال.. الغيرة شعور طبيعي، واي رجل طبيعي يحس بالغيرة على محارمه..

لكن الغريب اللي سعود حس فيه.. إنه عمره ماحس شيء ينتمي له مثل مادانة تنتمي له.. ماكان يبي عين أي رجال حتى وإن كان طبيب تشاركه في شيء هو له .. وله بروحه.. دانة كلها له.. "لي أنا وبس"

سعود اللي كان قاعد على كرسي جنبها.. كان بيموت نفسه يمسك يدها.. بس لأن التعبير عن المشاعر في عرفه نقيصة.. كتم الرغبة هذي في نفسه.. وجلس جنبها متكتف وكل يد ماسك فيها الثانية..

دانة من لما وصلوا.. وهم مركبين عليها الجلوكوز.. وكل شوي وهم يكمدون جسمها كامل بالثلج.. ودرجة حرارة جسمها مو راضية تنزل..

وهي شوي تصحى وشوي تنام وشوي تهذي.. وكل مافتحت عينها.. ماتشوف حد قدامها غير سعود..

سعود كان واقف يراقب الجلوكوز ويشوفه قرب يخلص، كان يبي يروح ينادي الممرضة عشان تغيره.. حس بيد دافية تهز اطراف أصابعه
كانت دانة تحاول تتكلم بس صوتها مو طالع.. قرب منها بالراحة.. كان صوتها مبحوح..
قرب إذنه من شفايفها لحد ماصار يحس بأنفاسها تداعب خده، فأرتعش غصبا عنه

دانة بصوتها المبحوح: سعود تكفى، خل مزنة تجينني، وتجيب لي ملابس معها..

سعود تمالك نفسه، وطلب منها تعطيه رقم اختها: ملته الرقم.. واتصل فيها..
مزنة لما كلمها كانت بتموت على اختها من الخوف والرعب.. العلاقة بين دانة ومزنة علاقة استثنائية..

خلال أقل من نص ساعة كانت مزنة وصلت جايبها خالد، اللي كان يركض في ممرات الطوارئ ينافخ.. لين وصل سعود..
وقرب منه وحط عينه بعينه، وقال له بصوت حاد غاضب مثل الفحيح: سعود وش سويت في أختي؟؟ (نفس الجملة اللي كان سعود يبي يتجنبها)

سعود ببرود: وش سويت لها؟ كليتها يعني؟؟ روح أسال ويقولون لك وش فيها ..

خالد بصوت ناري: بسأل.. ووالله ثم والله لأدري إنه لك يد ولو بسيطة باللي صار لأختي.. إنه مايخلصك من يدي أحد الليلة..

سعود ببرود مع إنه بدأ يفقد أعصابه: روح إلعب بعيد يا خويلد.. وأعرف أشلون تحشم اللي أكبر منك.. وتكلم على قدك..

خالد مارد عليه، ودخل ورا مزنة عند أخته...

بعد دقايق كان خالد يطلع عليه ووجهه أهدأ شوي وعليه بوادر خجل مايبي يبينه: دانة تقول إنك من بدري هنا.. خلاص تقدر تروح أنا ومزنة بنقعد عندها..

سعود اللي كان فعلا تعبان ومحتاج راحة.. كان حاب إنه يتطمن عليها قبل يروح.. بس حس إنه لو طلب يشوفها.. بيكون هذا بادرة ضعف منه..
وصى خالد عليها.. ومشى بدون مايطل عليها..


*************


أخر الليل في بيت عبدالله

نوف وأمها في غرفة نوف..

نوف بحماسة: ها مامي.. وشرايج في صديقاتي..؟؟

أمها بود: ريم وتماضر يجننون.. وكملت بلهجة حذرة: بس هند هذي ما أرتحت لها..

نوف بحذر: والله هند حبوبة.. صحيح إنها مغرورة شويتين.. بس بالعادة حبوبة... اليوم جد أنا ما أدري وش فيها..

جواهر بحكمة: أنا ماأبي أفرض عليج صداقاتج.. بس اللي أبيه منج إنج تحذرين من هند هذي.... والحركة اللي سواها أخوها اليوم كانت وايد حقيرة.. اشلون يطلع فوق وهو عارف ان اهل البيت ما يرضون..

نوف ببراءتها ودلالها: ان شاء الله يمه اللي تبين.. بس لا تقولين لابوي على سالفة انه اخو هند وقف قدام الباب... والله بيسويها سالفة ويمكن يطرد الحارس اللي تحت..

جواهر بحب: ان شاء الله يا قلبي..

بعد شوي كان عبدالعزيز يدخل عليهم.. جواهر حست قلبها يغرد وهي تشوف الثنين قدامها..

(أنا مستعدة أعيش مع الغول نفسه عشان أشوف السعادة هذي في عيونهم!!!!!)


بعد سهرة طويلة قضتها جواهر مع عيالها.. وكل لحظة تمر عليها مع عيالها.. تأكد لها إن قرار رجعتها لعبدالله مهما كان قاسي على نفسها، لكنه يظل أهون بكثير من إنها ترجع تفقد عيالها او حتى يبتعدون عنها ..

نوف أول حد أستأذن على أساس إنه عندها جامعة بكرة، بعدها عبدالعزيز أستأذن لانه عارف إنه أمه عندها دوام بكرة..

بعد ما طلعوا..

جواهر اتصلت بنجلاء، وقبل ما تقول نجلاء أي شيء قالت جواهر: أدري أني سخيفة، وان ابو حمد أكيد على وصول..

نجلاء بعيارة: زين أنتي قلتيها بروحك..

جواهر بهدوء : أول شيء ابو حمد وصل أو بعد؟؟

نجلاء بلهفة: طيارته توها نازلة.. يبي له ساعة لين يوصل البيت بحفظ الله..

جواهر بهدوء غير محدد الملامح: عندي خبر حبيت إنج تكونين أول من يعرفه..

نجلاء بحذر: شنو؟؟

جواهر ببرود قاتل: بأرجع لعبدالله..

نجلاء بنبرة خليط من الفرح والحزن: مبروك يا جواهر.. بس شنو اللي غير رايك؟؟

جواهر بنبرة حزن: عيالي ضغطوا على وايد، وخصوصا عزوز.. ضغط علي بشكل ما تتخيلنه.. وانا خلاص صرت مؤمنة إن هذا هو الأحسن لهم.. حتى لو ماكان الأحسن لي.. أنا عشت أتعذب 17 سنة وهم بعيد.. ومستعدة أتعذب 100 سنة وألف سنة دامهم معاي..

#أنفاس_قطر#
#
__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!