بعد الغياب/ الجزء الخامس والثلاثون
#أنفاس_قطر#
عبدالله قرب منها وهمس بصوت حرص إن نوف ما تسمعه: في اتفاق زواجنا.. أنا تنازلت عن حق واحد من حقوقي.. لكن حقوقي الثانية ماراح أتنازل عن ولا واحد منها...
وبعدها كمل بصوت اعتيادي بارد: وأول حق إنج تطيعيني.. وانا ما أرضى إن زوجتي تسوق سيارة..
جواهر ولعت من الغضب: عبدالله أنا مابعد صرت زوجتك، أجل فرد عضلاتك علي لين أصير..
عبدالله برود : اليوم ما يفرق من بكرة، وبكرة بعد العصر ملكتنا وزواجنا خلاص
جواهر اللي خلاص مو قادرة تمسك أعصابها ولا تجاري عبدالله في لعبة البرود أشرت لنوف... وقالت: نوف روحي ادخلي داخل..
نوف دخلت مع إنها تموت و تعرف وش اللي خلاهم شابين كذا..
جواهر ألتفت على عبدالله وقالت له بعصبية مولعة: أنت أشلون تسمح لنفسك تحدد مواعيد.. كأني جارية عندك.. ولا لي شور ولا أهل..
عبدالله ببرود: والله هذا قرار خالج موب كلامي..
جواهر بصدمة: نعم؟؟ خالي؟؟
عبدالله بهدوء وهو يحس بانتصاره عليها: إيه خالج يا دكتورة...
اليوم خطبتج منه.. وكان يبي يتصل فيج..
بس أخوج عبدالعزيز قال مافيه داعي لأنج عطيتيه موافقتج خلاص...
فخالج هو اللي قرر إن الملكة تكون بكرة بعد العصر.. وعشاء عائلي بالليل.. ونخلص من ذا الفيلم.. وتجين لبيتي..
صحيج جواهر كانت متوقعة ذا كله، بس مو بهالسرعة.. يعني خلاص بكرة بتصير زوجة عبدالله....
وع من التسمية (زوجة عبدالله) جاتها حالة الإحساس إنها تبي ترجع اللي في بطنها..
جواهر حاولت تسيطر نفسها وهي تسأله: وقبل مايصير أي شيء.. بعدك على الإتفاق والكلام اللي قلته لي؟؟؟...
أنا وحدة مصلية ياعبدالله.. وكله ولا غضب ربي علي.. إذا أنت متنازل عن حقك برضاك وتحلني منه أمام رب العالمين أو قل لي وإحنا بعدنا على البر؟؟
عبدالله بقرف: أنا ما أتراجع في كلمتي..
بس بعدها لقاها فرصة يشفي غليله منه..
فكمل بخبث: إلا لو أنتي بغيتيني أتراجع ماعندي مانع..
جواهر ولع وجهها.. وكان نفسها تخبطه بالشنطة اللي بيدها..
قالت بهدوء تحته ألف انفعال: زين عبدالله اتفقنا.. زواجنا بكرة.. مثل ما تبون.. وعلى الاتفاق اللي بيننا.. بس طبعا أنا ما أبي عيالي يحسون بشيء..
عبدالله يأكد على كلامها، على نقطة اتفاقهم الوحيدة ..عيالهم: أكيد وبدون ما تقولين.. أنا اللي أرجوج إنه ما يبين منج أي شيء يحسس العيال إنه الحياة بيننا غير طبيعية.. إحنا مارجعنا لبعض إلا عشانهم.. مانبيهم يعيشون حياة متوترة بين أب وأمهم بينهم خناق على طول..
عبدالله تنحنح وكمل ببرود مع إنه كان يحترق من الداخل: وشيء ثاني؟؟
جواهر باستفسار: شنو؟؟
عبدالله ببرود تحته نار: أنتي ماقصرتي عرفتيني مكانتي عندج.. وأنتي أشلون قرفانة مني..
بس اللي أتمناه.. إنه مافيه داعي تذكريني بهذا الموضوع كل شوي.. خلي الاحترام بيننا ومافيه داعي للتجريح..
جواهر وهي منحرجة: اتفقنا... اللي تبيه يصير.. ويالله عطني مفتاحي.. عبدالعزيز اكيد قاعد ينطرني الحين..
عبدالله ببرود: أنتي مفكرتني ألعب، وإلا أقول كلام ما أقصده.. سواقه بعد اليوم مافيه... تبين ترجعين رجعتج أنا..
جواهر بهدوء مشتعل: أعتقد إن الكلام في القرارات الخطيرة اللي مثل هذي سابق لأوانه يا دكتور عبدالله.. عطني مفتاحي، أو بأظل واقفة هنا.. لين تعطيني إياه..
عبدالله لف وهو يبي يدخل داخل ..رد عليها ببرود : عادي اقعدي براحتج البيت أصلا صار بيتج.. وأحسن خليج هنا من اليوم ليش ننطر لبكرة..
جواهر اللي وصلت أخرها من طريقته في فرض نفسه وقراراته، مسكت عضد عبدالله العاري تبي توقفه وهي تقول من بين أسنانها: أنت يا أخ؟؟ وين رايح..؟؟ هات مفتاحي..
جواهر بنفس الثانية اللي مسكت فيها عضده فكته.. وهي تنفض يدها وترجع خطوة للورا، وعبدالله التفت عليها بحدة..
كلاهما انلسع.. وبقوة..
جواهر صدمها صلابة ملمس عضلات عضده المشدودة
وهو صدمه نعومة أصابعها ورقتها ودفئها..
جواهر في نفسها: "كذا تخلينه ينتصر عليج ويستفزج لهالدرجة.. لهالدرجة.. إنج تمسكين في جسم رجّال غريب"
جواهر بنبرة غامضة وهي مو قادرة تحط عينها بعينه من الخجل اللي اجتاحها غصبا عنها: بأتصل بعبدالعزيز يجيني.. أشبع بالسيارة والمفتاح..
عبدالله اللي بعده محافظ على بروده رغم التوتر اللي بعثته لمستها الخاطفة فيه، رجع لسيارتها وركب مكان السواق وشغل السيارة، وقال لها ببرود: اركبي، بأوصلج، وبأخلي سيارتك في بيتكم، وبأخلي أفضل يجيني هناك..
جواهر لما شافته ركب السيارة، دخلت داخل البيت، عبدالله طفا السيارة.. وخذ المفتاح.. ولحقها داخل
وبدأ يفقد سيطرته على أعصابه من تجاهلها له.. كانت وصلت الدرج: عبدالله ببرود: أشلون تتركيني وأنا أكلمج؟؟
جواهر اللي حاولت تمسك أعصابها.. ردت عليه ببرود شديد: بأطلع لبنتي بعد إذن حضرة جنابك وسموك.. خلاص ما أبي أروح للبيت.. بعد صلاة العصر بنخلي أفضل يوديني أنا وياها لبيتي.. إلا لو عندك مانع بعد..
عبدالله ببرود مع إنه مولع من تكسيرها لكلامه: بكيفكم.. أنا بأطلع أنام..
وتجاوزها طالع لفوق.. وهو يلوح بمفتاحها قاصد يحرق أعصابها.. في الوقت اللي جواهر ابتسمت من تحت نقابها ابتسامة خبث
كانت تطالع عبدالله وهو يطلع الدرج وهي بعدها واقفة عند أول درجة..
لما غاب عن عينها.. فتحت شنطتها.. طلعت سبير المفتاح.. وتوجهت لسيارتها.. ركبتها وحركت..
********************
العصر
مستشفى حمد/ الطابق السادس/قسم العناية المركزة
سعود طالع يسحب رجله، ماكان يبي يفارق دانة ولا دقيقة.. خايف يصير لحالتها أي تطورات وهو مو موجود نفس ماصار البارحة وهو في البيت..
بس لما أذن الظهر راح يصلي الظهر هو عمه اللي طلب منه يوصله للبيت.. وعقب حلف عليه يتغدى معه..
سعود ماكان يبي غدا ولا شيء.. من دخلة دانة للمستشفى وهو ما يتذكر انه أكل شيء.. نفسه مسدودة عن كل شيء..
بعد غدا عمه.. اللي تأخر رجع للبيت.. تحمم وبدل ملابسه.. صلى العصر وبسرعة جا للمستشفى
وصل لغرفة دانة: مالقى قدامها أحد.. استغرب، طل فيها لقى السرير فاضي..
سعود حس إن قلبه مات
وروحه فارقته..
وينها؟؟
وينها؟؟
لاااااااااا.. لااااااااااااا
لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
وأغمي عليه
*************
عبدالله قبل يروح ينام..
مر على عياله اللي كانوا مجتمعين في غرفة عبدالعزيز..
يظهر نوف ماصبرت راحت على طول لعبدالعزيز تقول له على الأكشن اللي صار بين أمها وأبوها..
نوف بحماسة: واااااااو.. عزوز.. يغار عليها .. يجننون.. يجننون..
عبدالعزيز يضحك: الله يرجج أكثر منتي مرجوجة..
وهم يسولفون..
دخل أبوهم مبتسم: دايم هالضحك يارب.. نوف عندي لج خبر..
نوف بفضول: شنو يبه؟؟
عبدالله بهدوء: بكرة أمج بتكون عندكم..
عبدالعزيز طبعا كان عنده خبر ابتسم بفرحة صافية، بس ونوف نطت واقفة: صدق يبه صدق.. الله لا يحرمنا منكم اثنينكم
عبدالله يكمل بذات الهدوء: بكرة العصر الملكة، وفي الليل بنسوي عشاء عائلي للحريم في بيت أمكم.. وللرجال في بيت خالكم..وعقب أمكم تجي عندكم..
وعلى طاري أمكم... نوف أمج ترا راحت لغرفتج..
نوف نطت رايحة لغرفتها.. وعبدالله قعد يسولف شوي مع عبدالعزيز لين يأذن العصر اللي مابقى عليه شيء..
شوي رجعت نوف وتقول لابوها بمرح: يبه وينها امي؟؟ تبي عزوز في سالفة ما تبيني أسمعها.. عادي قل لي وأروح مافيه داعي تسوي فيلم وحركات.... مو عوايدك يعني.
عبدالله وهو متفاجئ: والله راحت لغرفتك، هي بنفسها قالت لي واحنا تحت..
نوف باستفسار: أنت شفتها تدخل غرفتي؟؟
عبدالله بتشكك: لا
ونزل بخطوات سريعه على الدرج.. وعياله وراه..
عبدالله ألتفت حواليه في الصالات.. وطرا له شيء.. فتح باب البيت يبي يشوف سيارتها.. لقى مكانها فاضي..
الغضب وصل عنده حده الأعلى: يعني سوتها وكسرت كلامي... بس اشلون المفتاح كاهو بعده بيدي..
نوف ضحكت بصوت مكتوم.. وهي تقول: يبه اليوم كنت أفتش في شنطة أمي أبي كلينكس..
لقيت مفتاح سيارة سألتها عنده، قالت لي إنه السبير.. وإنها ما تطلع من غيره استعدادا لأي طارئ.. مثل إنها تقفل السيارة والمفتاح داخل...
وبعدين ميل عبدالعزيز على أذنها وقال بصوت واطي: أو رجّال غيور يأخذ مفتاح سيارتها منها..
نوف وعزوز انفجروا من الضحك، في الوقت اللي عبدالله كان يطالعهم بغضب
طلع الدرج ويدق على موبايل جواهر اللي لقاه مسكر..
"زين يا جواهر.. خلي العداد يحسب.. كل شيء مردود لج"
********************
سعود لما أغمي عليه..
الممرضين والممرضات شالوه ودخلوه الغرفة اللي كانت دانة فيها.. وحاولوا فيه يفوقونه
وعطوه شراب أملاح.. لما قدر يتمالك أعصابه، سألهم بصوت ميت متدمر: وين راحت؟؟ وين راحت؟؟
الممرضة: أنت يقصد دكتورة دانة؟؟
سعود بنفس الصوت الميت وهو ينطر الإجابة اللي حاس إنها بتقتله: إيه؟؟
الممرضة بود: ينزل تحت غرفة عادية غرفة رقم الطابق الخامس..
سعود حس مثل النسيم البارد هب على روحه الملتهبة.. كان وده يقوم يبوس الممرضة.. ينط.. يرقص.. يغني..
أي شيء مجنون ممكن يعبر عن السعادة الخيالية اللي هو حاس فيها..
لكن سعود البارد أو المتبارد، ماسوى غير إنه قال لها ببرود: شكرا نيرس..
***************
سعود نزل من الطابق السادس للأول ركض يحاول يفرغ طاقة الفرح اللي عنده..
راح لمحل لاريسا اللي تحت.. أختار أكبر بوكيه ورد موجود واكبر سلة شيكولت.. طلب منهم يطلعونها لغرفة دانة..
البياعة: تفضل اختار الكرت..
سعود رجعت له حالة صورته الجامدة: طلعوها بدون كرت..
وطلع برا المستشفى متوجه لسيارته...
في سيارته جالس..
قرر يتصل بمها.. عشان يروحون للدانة.. ويتطمن عنها بطريق غير مباشر..
سعود ببروده المعتاد اللي بدأ يهتز داخليا وبعنف: هلا مها.. مانتو برايحين للدانة بنت عمي؟؟ (ماقدر يقول زوجتي)
.................
(سعود ارتعش غصبا عنه) لكنه كمل بصوت بارد: أنتو عندها الحين؟؟ من متى؟؟
...................
من ساعة..تنحنح: وهي أشلونها؟؟
..................
الحمدلله (سعود بصوت بارد يشتعل من الداخل لأن ردود مها عليه كانت باختصار)
.................
طيب مع السلامة..
"سعود يا غبي.. أنت وش تبي تسوي بروحك؟؟ تبي تضيعها منك بجمودك اللي يقتل؟؟ ليش ما طلبت تكلمها؟ أو طلعت لها تزورها؟ هذا أنت قاعد في سيارتك مقابل المستشفى مثل الطوفة...
ما أقدر ما أقدر... أهلي عندها وأهلها أكيد.. ويمكن عندها نسوان الجماعة بعد.. خلها وقت ثاني
طيب كلمها بس.. قل لها الحمدلله على السلامة بس.. زوجتك هذي ياللي ماعندك مشاعر..
ما أقدر ما أقدر... لما كانت مهيب حاسة فيني.. كنت حاس إني ممكن أقول لها كل شيء... بس الحين هي وعت.. وأعرف إنها تكرهني كره العمى.. اخاف أكلمها تقول طلقني"
سعود صار له ساعتين قاعد في سيارته اللي واقفة في مواقف المستشفى.. فكرة توديه وفكرة تجيبه.. والهم محاصره بكل عنف.. لحد ما أذن المغرب.. حرك سيارته.. وطلع لأقرب مسجد
****************
قبل المغرب
عبدالله نايم بغرفته في بيته
جواهر نايمة في غرفتها في بيتها
الليلة راح تكون الليلة الأخيرة لحرية كل منهم
وعيالهم بدوا بالمخططات لبكرة وخصوصا نوف اللي اتصلت بحصة وبلغتها.. وأتفقوا على كل شيء يسونه بكره..
اتصالات لا تحصى سوتها نوف وعبدالعزيز قاعد جنبها ميت من الضحك وكل شوي يقول: الحمدلله والشكر.. العقل زينة.. وش ذا كله؟؟
نوف بحماس: يعني أمي وأبوي بيتزوجون بعض كل يوم.. أنت ووجهك.. كلها مرة وحدة..
نوف خطر ببالها أهم شيء، ونطت تمسك في ذراع عزوز: صدق إني غبية كنت بأنسى أهم شيء... تذكر الشغلة اللي اشتريتها الصيف هذا من باريس.. وأنت ما كنت راضي.. وشرايك موب هذا وقتها..؟؟
عبدالعزيز باستنكار مرح: لا لا لا حرام عليج.. اتقي الله في أبوي تبين تجلطينه .
#أنفاس_قطر#