بعد الغياب/ الجزء الثامن والثلاثون
#أنفاس_قطر#
عبدالله بصوت متوتر: جواهر عندي لج خبر..
جواهر اللي ارتفع مستوى الأدرينالين إلى أعلى مستوياته، نطت واقفة: عيالي حد منهم فيه شيء..
عبدالله بنفي: لا والله كلهم طيبين
جواهر وهي تحس كأنه انصب ماي بارد على لهيبها: الحمدلله.. زين وش عندك..؟؟
عبدالله وهو يبلع ريعه.. والكلمات تخرج متناثرة منه: أنا ما أقدر أتمم زواجنا..
جواهر باستفسار: تبي تأجله يعني؟؟
عبدالله بتوتر: لا.. أبي ألغي الفكرة نهائيا..
جواهر انفجرت فيه كطوفان هادر: يالخسيس النذل.. طول عمرك بتظل خسيس نذل..
يعني عقب ماقلت للناس.. ورئيس قسمي أكيد إنه بلغ السكرتارية اليوم.. والخبر انتشر في الجامعة.. وخالي وهله والناس اللي عرفوا..
تبي تصغرني قدامهم يالنذل تبي تبين إنك مثل مارميتني قبل 17 سنة تقدر ترميني مرة ثانية.. نذل وحقير وجبان مثل ما كنت طول عمرك ولا عمرك بتغيير..
وقبل أي شيء.. وأهم من أي شيء.. عيالي وعيالك.. أشلون وضعهم عندك..؟؟ وإلا تبي تنتقم منهم بعد..وتقهرهم..؟؟
عبدالله كان قاعد يسمعها والكلام القاسي ينهمر من بين شفايفها مثل رشاش مدفعي..
ظلت تسب وتتكلم وتتكلم.. لما تعبت من الكلام سكتت..
عبدالله باستفسار حزين: خلصتي؟؟
جواهر بقهر: تعبت من الكلام.. الكلام أصلا معك ضايع.. الكلام يكون مع إنسان عنده مشاعر أو قلب أو أحساس، مو مع واحد بدون إحساس مثلك
عبدالله بيأس: جواهر اسمعيني مثل ماسمعتك.. واسمعي وش عندي..
جواهر بقهر بالغ: وش عندك يعني؟؟ ووش بتقول؟؟
عبدالله اللي كان وصل موقفه الخاص في مواقف البنك: طفا سيارته، وتنهد وقال: جواهر بأحكي لج حكاية صارت معي أيام الجبهة..اسمعيها..
عبدالله حكى لها حكايته كلها لحد ماجاه ماجد اليوم والطلب اللي طلبه..
جواهر كانت مشاعرها متضاربة، لكنها حاولت تتماسك وقالت بهدوء: عبدالله صديقك أنت وياه بكيفكم..
رد له جميله على كيفكم.. بس بعيد عني وعن عيالي.. أنا إنسانة لها كيان وشخصية مستقلة.. ماني بكورة بينكم.. أنت ترميني وهو يتلقفني.. كاني مالي شور أو رأي
أنا لو أبي ماجد كان خذته من زمان.. والعرس كله فكرة أنا كنت رافضتها.. ولولا عيالي أنا كان مستحيل أوافق عليك.. (وكملت بحزم) وعشان عيالي زواجنا بيتم اليوم مثل ماهو مخطط له..
عبدالله بحزن: جواهر ما أقدر.. أنا وعدت ماجد خلاص..
جواهر بنبرة غامضة: ولو ماجد نفسه كلمك وحلك من الوعد..
عبدالله بثقة: نتزوج فورا..
جواهر بثقة: إجراءات الزواج بنستمر فيها مثل الاتفاق..وأنت انتظر اتصال من ماجد.. أكيد..
**************
عبدالله اللي كان توه واصل مكتبه..الساعة 8 صباحا
موبايله يرن..
كانت بنته نوف..
عبدالله بهدوء: هلا حبيبتي..
نوف بصوت مليان فرحة: عبدالله ياحلو أنت.. طالع تتسحب من البيت هربان مني.. مافيه فكة..
عبدالله بابتسامه رغم الهم اللي ماليه (الله لا يحرمني من دلعها): والحلوة وش تبي من عبدالله المسكين؟
نوف: أفا يبه، أنت ناسي وإلا شنو؟؟
عبدالله باستفسار: ناسي شنو؟؟
نوف بفرح مجنون: أفا.. عرسك يبه..
عبدالله كح: عرس مرة وحدة..
نوف بحماس: يبه أنا ماعندي وقت.. أبي فلوس..
عبدالله باهتمام : أنتي عارفة سياستي في هالموضوع.. مافيه فلوس خارج مصروفكم.. لو تبين تشترين شيء.. أنا اوديج تشترين..
نوف بنفاذ صبر:يبه فديتك مافيه وقت.. الملكة العصر والعشا بالليل.. وأنت ماراح تجي من البنك قبل 2.. فيه أشياء وااااااايد أبي أشتريها وأسويها..
عبدالله اللي كان يبي يقول لبنته لا تسوي شيء لأن السالفة كلها يمكن ما تتم، بس ماحب يكسر بخاطرها ويخنق فرحتها اللي كان باين إنها من غير حدود: طيب كم تبين؟؟
نوف بصوت متخوف: وايد..
عبدالله بهدوء: وايد كم يعني؟؟؟
نوف بتخوف شديد: ما أدري، مابين 20 ل50 ألف..
عبدالله بعصبية: نعم.. تبيني أعطيج المبلغ هذا كله في يدج..؟؟
نوف بتحرقص: أعرف سياستك إنه فلوس في يد المراهق فساد.. بس اليوم غير.. لا تخاف ماراح أفسد اليوم.. ما عندي وقت.. بأفسد في يوم ثاني..
عبدالله بابتسامة (ياحبي لها) : اسمعيني بارسل لج الفيزا مع أفضل.. وافضل بيكون معج خطوة بخطوة لحد ما ترجعين البطاقة له.. وابي فواتير بكل شيء بتشترينه أو تسوينه.. مفهوم.؟؟. ريال واحد انصرف من البطاقة.. وماكان مسجل في الفواتير... أنتي عارفة اللي بيصير..
نوف بحماس: أعرف أعرف.. بانحرم من مصروف الشهر الجاي.. هذي مشكلة اللي أبوهم مع دكتوراة اقتصاد.. الله يعين عليك.. خلني أشوف أمي إذا ما روضتك شوي..
عبدالله في نفسه: الله يعيني على لسانها بس... وإلا الترويض بيكون مهمتي أنا..
نوف بحماس زايد: زين يبه لا تنسى شبكة أمي ودلبتها اليوم..
عبدالله باستفسار : أي شبكة؟؟
نوف بمرح: أفا.. أنت تبي تتزوج أمي بدون شبكة وبدون دبلة..؟؟
إذا طلعت من الدوام روح جيبهم.. واسمعني عدل.. الطقم يكون ألماس وأبي فيه زمرد أخضر..وأبي أشوف ذوق عبدالله الحلو..توصى
أبوها بابتسامة: وش معنى أخضر..
نوف بغموض: بتعرف بعدين... والدبلة امي قياسها 12,5.. لا تنسى..
عبدالله با بتسامة: حاضر أي أوامر ثانية..
نوف بمرح: لا إذا تذكرت أوامر كلمتك.. وخل عمي أبو محمد يستعجل علي.. أنا والشغالة قاعدين ننطره.. بسرعة فديتك..
عبدالله حس في روحه بجرح عميق.. وهو يحس بفرحة بنته الكبيرة..
أشلون بيقدر يذبح هالفرحة.. لو ما كلمه ماجد.. وحله من وعده له.. مستحيل يتمم الزواج..
ياربي.. وش أسوي؟؟ وش أسوي؟؟
******************
سعود في سيارته في مواقف المستشفى (شكل المواقف بتصير بيته الثاني!!!)
قلبه مليان حزن عميق وحاد وموجع (لهالدرجة زرعت في قلبها خوف مني، أشلون ممكن نكمل حياتنا مع بعض، وهي خايفة إنه أقل نقاش بيننا.. يمكن ينتهي بضربها)
"وأنت يا أخ مصدق من الأساس.. أنكم ممكن تكملون حياتكم مع بعض... أنت ناسي طلب أبوها منك
دانة بتطلع من المستشفى لبيت أهلها.. ويمكن.. إلا أكيد أنها تبي الطلاق منك..
استعد من الحين لحياتك الباردة الموحشة والوحيدة"
سعود اللي كان حاس إنه مخنوق لأبعد حد، اتصل بصديقه جابر:
- جابر وينك؟؟
- ............
- في المخيم من البارحة.. تمام.. أنا أصلا كنت أبي اقول لك خل نروح للمخيم.. متضايق حدي.. أنا جايك..
المخيم مسويه سعود ومجموعة من ربعه في الثكنة قريب من روضة راشد، متقاطين فيه.. ويتجمعون فيه متى ماحصلوا فرصة.. ومخلين فيه 2 هنود عشان يحرسونه وينظفونه، ويخدمون الشباب متى ماجاووا..
***************
بعد صلاة الظهر...
جواهر صلت وجلست في غرفتها مهمومة.. هم رجعتها لعبدالله اللي هي مو طايقته.. وهم ماجد اللي طلع عشان يخرب عليها فرحتها بعيالها..
عبدالعزيز دخل عليها: في عيونه فرحة وحزن.. فرحة لان لم جواهر انلم شملها مع عيالها.. وحزن عميق لأن جواهر بتخليه وتروح لبيت عبدالله..
جواهر كانت أخت عبدالعزيز وأمه وصديقته .. أشلون يقدر يقعد في البيت من غيرها.. أشلون البيت ينطاق من غير صوتها وخطواتها وأنفاسها.. حس قلبه يبكي حزن ووحشة وألم..
جواهر من دخل عليها ومن غير ما يتكلم حست بكل اللي فيه، رمت نفسها على صدره وبكت، عزوز بحزن حاول يخفيه بصوت مرح: أفا العروس ليش تبكي؟؟
جواهر بحزن: أحاتيك يا قلبي.. ومشتاقة لك من الحين.. تكفى تجيني كل يوم.. كل يوم..
عبدالعزيز يحضنها بحب: لا تخافين.. مامني فكة.. كل يوم بتشوفيني ناط عندكم...
جواهر بابتسامة: خلني أخليك أنت ونورة تاخذون راحتكم..
عبدالعزيز بعيارة: ووينها نورة .. طاري بدون شوف..
جواهر بحب وبمودة: بتصير شوف وعندك في بيتك عقب ست أسابيع بس..
عبدالعزيز يضحك: خوش مزحة ذي..
جواهر بجدية: والله أتكلم جد.. لما انصدمت أمس إنه خالي وعبدالله حددوا الملكة اليوم.. وأني بأخليك.. كلمت خالي وأم فهد.. وقلت لهم أبي زواجك قريب.. قالوا ماعندهم مانع..
وأمس العصر.. موزة راحت وحجزت الصالة حبت تكفيني..وخلاص يا عريس 6 أسابيع وتدخل القفص..
عبدالعزيز اللي كان في راسه مخطط خطير، رد بشوي زعل: مو المفروض تقولون لي قبل ما تحدوون الموعد..
جواهر بحب: أنتي ياحبيبي بنفسك قايل لي اختاروا الوقت اللي يناسبكم..
تفكير يدور في رأس عبدالعزيز.. المشروع اللي راسي ممكن أسويه قبل موعد الزواج.. مو مشكلة..
***************
العصر قرب يأذن..
جواهر على أعصابها.. عبدالله ما كلمها..يبلغها لو كان ماجد اتصل فيه أو لا...
وهي اتصلت في نجلاء من بدري وبلغتها كلام تبلغه لماجد.. نجلاء موبايلها مسكر.. وجواهر مخها بدا يودي ويجيب..
رغبة كبيرة إنه زواجها من عبدالله ما يتم..عشان نفسها
ورغبة أكبر بكثير بكثير إنه يتم عشان عيالها
دخلت للحمام تتوضأ لصلاة العصر..
مع طلعتها تفاجأت إن نوف وحصة في غرفتها وعلى السرير أكياس لا حصر لها..
البنات نطو يبوسون فيها.. وهي حست بسعادة صافية لشوفة الثنتين مع بعض..
هي كانت خايفة جدا إن حصة تغار نوف.. وتعتقدها خذت مكانها عند جواهر..
وكانت خايفة إنه بنتها تغار لما تشوفها تهتم ببنت ثانيه غيرها.. لكن العجيب إن الثنتين ربطت بينهم مودة غريبة..
جواهر وهي تطالع سريرها: بنات شنو هذا كله؟؟
نوف بحماس: أغراضج وأغراضنا..
جواهر باستفسار : أغراضكم وفهمتها أغراضي أنا ليه؟؟
نوف اللي طالعت حصة بخبث وابتسمت: مامي تكفين غمضي عيونج..
جواهر اللي ماكان لها أخلاق لحركات البنات، غمضت عشان ماتخرب على نوف مفاجأتها المفترضة..
نوف بحماس كبير: مامي بطلي عيونج..
#أنفاس_قطر#