بعد الغياب/ الجزء الرابع والخمسون
#أنفاس_قطر#
جواهر اللي خلاص الغيرة والغضب اعموها: مبين رجلي.. ويا عيني على الرجولة.. أنت والطوفة واحد..
عبدالله اللي كان يحاول يمسك نفسه.. عشان مايمد يده عليها
رد عليها بغضب رجولي هادر: جواهر أنا رجّال وغصبا عنج..
ومن قبل تجيبج أمج رجّال..
ومنتي اللي بتجين الحين وتعلميني الرجولة..
ولا تستفزيني.. يصير شيء مايرضيج
جواهر بغضب أكبر: وإن استفزيتك..
أصلا أنت منت برجال ولا عندك إحساس..
كيس ثلج لا تحس ولا تراعي مشاعر الناس اللي عندك..
عبدالله اللي خذ غترته ورماها على الأرض.. دف جواهر على السرير.. وقال لها وعيونه تطق شرار:يعني أنا في عينج ماني برجال؟؟ تبين تتأكدين؟؟
جواهر ما كانت مستوعبة اللي يصير.. شافت عبدالله يروح يقفل باب الغرفة.. ويرجع عليها وهو يفتح ازرار ثوبه.. كاشف عن عضلات أعلى صدره النافرة وعروق رقبته البارزة بقوة من شدة الانفعال..
جواهر نطت واقفة
عبدالله بغضب وهو يدفها مرة ثانية على السرير: أنا ما قلت لج قومي.. أنتي ما تبين تتأكدين من رجولتي..؟؟
خل نعطيج درس يأكد لج.. إذا كنتي نسيتي الدرس اللي قبل 18 سنة..
جواهر حست إنها مشلولة، وتفكيرها مشلول (وش سويت بروحي يارب؟) ..
لكنها كانت تحاول تقاومه بعنف.. بس ماقدرت على قوة عبدالله الجسدية الهائلة..
كانت ايدين عبدالله تثبت ايديها بقوة.. ووجهه مدفون في شعرها.. وانفاسه الحارة تكاد تحرق رقبتها.. وريحته الرجولية العميقة تحتويها بسحر موجع
حست قلبها بيوقف.. والاضطراب يهزها بعنف مدمر..
وكانت على وشك إنها تنهي مقاومتها.. اللي حست إنها تمثيلية مالها معنى..
لولا إن عبدالله بنفسه فلتها
و نط واقف..
وهو يقول بانفاسه الطايرة وصوته المرتعش: أنا آسف جواهر آسف.. سامحيني..
بعد عن السرير شوي..
في الوقت اللي جواهر رجعت لرأس السرير.. ولصقت ظهرها فيه.. وهي تضم نفسها.. وتوطي أطراف فستانها القصير على سيقانها.. وترتعش بعنف قاتل مثل عصفور مبلل
عبدالله بحزن وهو يتناول شنطة صغيرة فاضية من تحت السرير: ما أنكر أني كنت أتمنى لو أني استمريت للأخر.. وأني والله العظيم بذلت جهد خارق وقاتل ومؤلم وموجع عشان أوقف نفسي..
لأني مستحيل أغلط الغلطة هذي معج..
أنا حلمت كثير باللحظة اللي بتكونين فيها لي...
بس كان الحلم دايما مشترك..
أخذ الشنطة وبدا يحط فيها ترينغات رياضة وملابس داخلية
وكمل بانفعال يهزه هز: جواهر خلاص أنا ماعاد فيني صبر.. تعبت من التمثيل وكبت مشاعري..
وانتي منتي بحاسة فيني أبد.. ومربطة يدي بإحساسج بالقرف مني اللي ما اقدر أتجاوزه..
تدرين جواهر لو القضية مجرد شهوة ورغبة جسدية، كان شيء مقدور عليه..
لأني تعودت طول عمري على كبت رغباتي (وكمل بمرارة ممزوجة بحزن قاتل) لكن الأمر عندي يتجاوز هذا بكثير.. بكثير..
(بتردد حزين) روحي اللي تعبت من الوحدة والغربة والوجع تذوب والله تذوب بكل معنى الكلمة..
تذوب شوق ولهفة ووله لروحج.. ورغبة في الامتزاج بها ومعها وفيها..
جواهر لحد الحين مو قادرة تستوعب اللي هو يسويه
لأن مشاعرها كلها مع كلامه اللي كان يهزها هز: أنا باروح كم يوم للشاليه اللي في الخور.. عشان ترتاحين مني.. وانا اريح أعصابي اللي على وشك إنها تنفجر..
وإذا رجعت بأخذ وحدة من غرف الضيوف وأنقل أغراضي فيها..
انا ما أقدر أقعد معج في غرفة وحدة خلاص.. ما أقدر استحمل..
جواهر كان نفسها تنط.. وتوقفه..
وهي تشوفه يسكر شنطته..
ويسكر أزرار ثوبه..
ويتناول غترته وعقاله من الأرض..
بس ماسوت شيء غير إنها ظلت تراقبه..
لحد ماطلع وسكر الباب وراه
وغاب عن عيونها
*******************
ماجد خذ أخته اللي من لما ركبت معه وهي تبكي بهستيرية ووداها لبيته..
تركها تبكي براحتها على كتفه.. لحد ما شبعت.. لما بدت تهدأ، سألها بحنان: نجولتي الغالية ليش تبكي؟؟
نجلاء بصوتها الباكي: عمتي أم جاسم تبي تزوج جاسم..
ماجد بغضب نط واقف: وليه ؟؟
نجلاء بتأثر: تبي تزوجه بنت أخوها اللي توها فكت حدادها..
ماجد بتفهم: بس إذا هي تبي.. مو معنى كذا إن جاسم بيطيعها.. ليش سويتيها سالفة.. وخصوصا ان جاسم يموت عليج..
نجلاء رجعت تبكي: بس البنية أبوها وصى جاسم عليها، وساكنة في بيت بروحها ومالها حد.. يعني الواجب يقول إن جاسم ملزوم فيها..
ماجد بعيارة يبغي يفرفشها: حتى لو تزوجها جاسم.. بتصير هي سكند كلاس.. وأنتي الفرست..
نجلاء بانهيار: بلاك ماشفتها.. والله جاسم لو يتزوجها أصير أنا ثيرد كلاس.. حتى سكند ما أحصل..
ماجد اللي كانت جواهر حركت احساسه نحو الجنس الآخر: ليه لذا الدرجة حلوة؟؟
نجلاء بتاثر والتفكير الأنثوي يشل قدرتها على التفكير المنطقي: أنا أعرف أن جاسم يحبني وايد..
بس أنا أعرف أني عادية.. دلال أصغر مني وأحلى بوايد..
وعليها بياض ونعومة تفلق الصخر..
أشلون أقدر أنافسها ذي..؟؟
ممكن جاسم يظل وفي لي شهر والا شهرين..
بس عقب الا يذوب.. وخصوصا إنها طيبة ومسكينة والحق يقال..
يعني لو حلوة وأخلاقها شرسة كان قلت لي أمل..
ماجد بجدية: دام مواصفتها كذا أكيد بتحصل لها زوج..بعيد عن زوجج..
نجلاء بحزن: وهم يعني بيقعدون ينطرون لين حد يخطبها.. وخصوصا إنها كانت متزوجة 6 سنين وماجابت عيال.. يعني أي حد بيخطبها بيخاف إنها ماتجيب عيال..
ماجد مثل اللي يلقي خبر قنبلة: طيب ولو أنا خطبتها.. توافق علي؟؟
**************
جواهر اللي كانت بعدها قاعدة على سريرها مو قادرة تسيطر على أعصابها..
فوجئت بنوف تدخل عليها.. مثل الأعصار..
" يمه صدق أبوي رايح يقعد في شاليهنا اللي في الخور؟"
جواهر حاولت تمسك أعصابها وردت بهدوء: وهي تمسح على شعر نوف: إيه حبيبتي؟؟
نوف بحزن: ليه ياربي.. أنا متعودة على وجوده أيام امتحاناتي.. أحس ما أقدر أدرس من غير طلته كل شوي علي..
جواهر حست بطعنة قاسية في قلبها.. وهي تشعر إن زواجها من عبدالله بدل ما يدعم نفسية عيالها ويدفعهم لقدام، بدأ يأثر على نفسيتهم
هذاك اليوم عزوز زعل من نومة أبوه تحت، واليوم نوف حزينة أنه راح وقت امتحاناتها..
جواهر ردت بهدوء: هو عازم رياجيل هناك.. وبيرجع بكرة ان شاء الله..
نوف بتشكك: بس هو قال بيقعد كم يوم؟؟
جواهر بثقة: بيرجع بكرة يا قلبي.. المهم أنتي تركزين في دراستك.. وامتحانج اللي بكرة..
نوف اللي ابتسمت: أكيد مامي..
جواهر بحب: أكيد يا قلبي.. ويالله روحي كملي دراستج وأنا جايتج بعد شوي..
جواهر اللي كانت معتزة بكرامتها جدا.. لكن توصل لحد مصلحة عيالها ولا.. أرسلت مسج لعبدالله:
" نوف
متأثرة وايد من غيابك..
أنا قلت لها أنك عازم رياجيل
و بترجع بكرة
أتمنى ما تطلعني كذابة قدامها..
ومشاكلنا أعتقد أنه ممكن نحلها بيننا
بدون ما يحسون عيالنا"
بعد دقايق وصلها رد عبدالله
" جواهر
أنا تعبان حدي ما أقدر أرجع بكرة
عطيني كم يوم
واللي يرحم والديج
دوري لنوف عذر"
جواهر تربطت يدها.. ما تقدر تهين نفسها وتترجاه أكثر من كذا..
****************
منيرة في غرفتها قاعدة على سريرها
عيونها شاردة..
أهلها أصبحوا شبه متاكدين أنها أصبحت مجنونة..
إلا سارة..
اللي كانت دموعها ما تنشف
وإحساسها بالذنب يقتلها..
أبو علي
دخل غرفة بناته بالراحة
لما شاف منيرة بعدها على قعدتها
وعيونها خالية من الحياة..
حس ألف رمح يطعنون قلبه بكل قسوة الدنيا
قرر يريح ضميره
ويقول لها شيء يمكن ينتزعها من حالة الجنون
رغم أنهم أصبحوا يشكون أنه فيه شيء ممكن يرجع منيرة المجنونة اليوم.. لمنيرة المرحة المليانة حياة أمس
قرب منها وجلس جنبها.. وقال لها بحنان كبير:
" منيرة يا أبوس
سالم بيوصل الليلة من السفر
وبكرة إن شاء الله من الصبح
بأروح أنا وياه المحكمة وأخليه يطلقس"
منيرة من سمعت كلام أبوها
حست كأن الحياة رجعت لروحها اليابسة كأرض جرداء أغرقتها أمطار الخصب
نطت تسأل أبوها بحماس :صدق يبه صدق
مع أنه لها 3 أيام ما تكلمت بكلمة
أبوها بصدق وحب وفرحة خرافية: اللهم لك الحمد والشكر.. لو أدري أن الكلمة ذي بتونسس كان قلتها لس من أول يوم
صدق يا أبوس صدق..بكرة بأخلي سالم يطلقس
وسالم الله بيرزقه "
سارة اللي غرد قلبها من الفرحة لرجوع منيرة لهم...ماكانت مصدقة اللي قاعد يصير قدامها..
وخصوصا أن منيرة نطت تحضن أبوها وتبوسه: يبه تكفى أرسل السواق لبيت مها.. خله يصور لي أوراق امتحان بكرة... أبي أدرس.. ويالله الوقت يكفيني
أبوها بحب وسعادة وهو طالع: إن شاء الله يا أبوس.. إن شاء الله..
سارة قربت بفرحة مجنونة تبي تحضن منيرة
لكن منيرة وقفتها بيدها.. وقالت بحقد : سارة أنا عمري ماراح انسى انس خدعتيني.. وبديتي سالم علي..
أنتي مو بس خدعيتيني.. أنتي طعنتيني أقسى طعنة ممكن أخت تتلقاها من أختها..
وضحى تبي فستان لعرسها؟؟ هاه ؟؟ لذا الدرجة هنت عليس؟ لذا الدرجة
سارة حست إن قلبها مات وروحها انطفت.. وتراجعت وهي تحس قلبها ينزف دمع ودم..
******************
نجلاء المصدومة طالعت في ماجد: أنت من جدك؟؟
ماجد بثقة: أكيد..
نجلاء بدهشة: يعني عقب ماصرعتنا على جواهر.. وكنت حتى بتخرب زواجها من عبدالله..
جاي بهالسرعة تبي وحدة غيرها.. ما تدخل في الرأس ذي..
ماجد بلهجة جادة: أنا قبل كنت رافض فكرة الزواج بالكامل.. وتدخل أي مره في حياتي..
بس بعد جواهر صرت مقتنع بالفكرة..
ولما جواهر صار نصيبها مع غيري.. ليش أنا بعد ما أشوف نصيبي مع وحدة تنسيني إياها..
نجلاء بتحذير: بس دلال موب نفس مستوى جمال جواهر..
ماجد بتحسر: وجواهر من مثلها.. بس خلاص صارت نصيب عبدالله أول وتالي
وكمل باستفسار: أنتي مو بنت خال زوجج ذي تقولين حلوة وأخلاقها زينة؟؟
نجلاء بثقة: إلا حلوة ونص.. وأخلاقها فوق ما تتصور.. بس (كملت بحذر) بس أخاف إنها يكون عندها مشكلة في الانجاب..
ماجد بإيمان: ويمكن كانت المشكلة من زوجها... أنا نفسي انشرحت لذا البنية خلاص..
نجلاء بخوف: أخاف جاسم يقول أنتي دزيتي أخوج عشان يخلصج من بنت خالي..
ماجد بثقة: ماعليج من جاسم وأم جاسم.. خليهم علي..
وانتي طمني نفسج على جاسم اللي بيقعد من أملاكج الحصرية..
***************
دانة نايمة على ذراع سعود.. وسعود يلعب بشعرها
القعدة اللي أصبحت قعدة سعود المفضلة..
ويسولفون..
رن موبايل سعود..
(غريبة من بيدق ذا الحزة؟؟)
تناول موبايله بيد.. ويده الثانية تحت رأس دانة وشاف اسم محمد
سعود بشوي غضب: محمد مو كنك تأخرت..
سعود انتزع يده بعنف من تحت رأس دانة
ونط بعنف وهو يسمع محمد يصيح في التلفون بكل ألم الدنيا ووجيعته:
" ألحقنا يا سعود ألحقنا.. أفزع لنا تكفى .................................................. .................................................. ............."
#أنفاس_قطر#