*من بكره*
صحت جوري وهي مو قادره تفتح عيونها المنفخه من كثر ماصاحت أمس..من أول مارجعت للغرفه وهي تتذكر كلام الرجل اللي قابلته ودموعه وتصيح..التفتت في الغرفه وشافت السراير فاضيه وعرفت إن الكل صحى وأكيد طلعوا شافت ساعتها لقتها عشر الصبح..نزلت دموعها من جديد لأن ما أحد صحاها أو حتى تطمن عليها وهي قايله لهم إنها تعبانه و مو من عادتها ماتصحى بدري لكن الظاهر إنهم ما صدقوا يرتاحون منها..(إن كان عمي وبناته أقرب الناس لي مو حاسين فيني!ليه ذاك الرجل صاح على وفاة أهلي؟كيف يقول إنه هو اللي مسميني؟وكيف عرفني وأنا ماعمري شفته؟أكيد يقرب لي أروح أسأل عمي بس وش أقول له وقفت أتكلم مع واحد حتى مو عارفه وش أسمه!بس أنا مادري ليه ارتحت له أحس إني أعرفه من زمان أكيد من أقارب أمي لأنه لو من أقارب أبوي كان سمعت عمي يتكلم عنه،،لازم اطلع أدوره وأعرف من يكون مابقى لنا غير ثلاثة أيام ونرجع)
وقررت تطلع كأنها تدور على بنات عمها يمكن تشوفه..لبست عبايتها وطلعت وهي تدعي من كل قلبها تلقاه..نزلت ولأول مره ماتحس بالخوف..كانت تتلفت يمين وشمال لأن كل حواسها مركزه على وجيه الناس تدور فيها على ذاك الرجل..بعد ساعه يأست إنها تلقاه وخافت تقابل أحد من بنات عمها قبل تشوفه وكانت خايفه تبعد عن المكان وتضيع..يوم بدت تحس إن الدموع تجمعت في عيونها قررت تطلع لغرفتهم أحسن..يعني هي من متى كملت لها فرحه..وهي راجعه ما صدقت عيونها وهي تشوفه واقف في نفس المكان اللي التقوا فيه أمس..مشت يمه وشافته سرحان في عالم ثاني لدرجة إنه ما حس فيها وهي توقف جنبه..وقفت تطالع فيه تدور أي شبه بينه وبين أمها أو حتى أبوها لكنه ما شافت أي شي وخافت تطلع مجرد معرفه سطحيه..كانت سرحانه فيه وما انتبهت إنه حس بوجودها..
ناصر: جوري
جوري تفز بعد ما رجعها صوته للواقع ولحظتها نست كل الكلام والأسئله اللي محضرتها..
ناصر: جوري أبي أكلمك
جوري: ما أقدر
ناصر: فيه كلام مهم لازم تسمعينه
جوري: أنا بعد أبي اسئلك عن أشياء بس أخاف بنات عمي يشوفوني
ناصر: أنا اعرف مكان ما أتوقع إنهم يروحون له
جوري بخوف: لا ما أقدر اروح بعيد أخاف يفقدوني
ناصر: لا تخافين المكان قريب
مشى مع جوري وهي تتلفت خايفه إن أحد يشوفها و مو عارفه من وين جتها هالجرأه..راحوا لحديقه كانت قريبه من الفندق كانت كلها أطفال أو عجايز وتطمنت جوري لأنه فعلا بنات عمها مستحيل يجون هنا لكنها لازم ترجع بدري قبل أحد يروح الغرفه وما يلقاها..بعد ما جلسوا على كرسي تحت الشجر و بعيد شوي عن الناس طالعها ناصر بحنان..
ناصر يبتسم: وش بتسأليني عنه يا جوري؟
جوري: أنت تقرب لأمي صح؟
ناصر بحزن: يعني
جوري بفرح: وش تقرب لها؟
ناصر: كنت خاطبها قبل تتزوج أبوك
جوري تحطمت: يعني أنت ماتقرب لي!!
ناصر: أنا لا لكن أنت لك معارف كانوا يعتبرون أمك بنت لهم و يبون يشوفونك
جوري تحمست: تعرفهم؟
ناصر: ايه خالتي من الرضاع تصير مرة رجل جدتك
جوري بحزن: كنت أظنك تقرب لي! أو لي أحد فهالدنيا! يعني مكتوب علي هالوحده!!
ناصر: ليه وعمك؟
جوري بإنفعال: مايبيني عمي و زوجته وبناته ما يبوني
ناصر يحاول يهديها: لاتخافين يا جوري مرة رجل جدتك عايشه وكانت تعتبر غاليه بنتها و أنا متأكد انها بتفرح فيك
جوري تتذكر: ليه أمي ما قالت لي عنكم ماكلمتني الا عن جدتي وخالي بس
ناصر بحزن: أكيد كان عندها سبب
جوري تكلم نفسها: انتم اللي كانت تتكلم عنكم لحظة وفاتها معكم عاشت الأيام اللي فرحتها
ناصر: جوري حياتكم كيف كانت؟
جوري: حياتي أنا و أمي كلها حزن وعذاب أبوي ما كان مهتم لا فيها و لافيني كنت دائما أسئل نفسي كيف تزوجت أمي واحد مثل ذاك الرجل اللي عمري ما شفته يبتسم أو مره كلمني أو انتبه لي.....ليه انفسخت خطبتكم؟؟
قال ناصر لجوري كل القصه وقال لها وش كثر كانوا يحبون أمها ويعتبرونها وحده منهم وكيف حزنوا كلهم على فراقها..
جوري: الله يسامحك يا جدتي على العذاب اللي سببتيه لي و لأمي لو ما صار كل هذا كنت أنت بتكون أبوي وكانت أمي عاشت السعاده اللي انحرمت منها وكنت اللحين بين أهل يحبوني مو ناس انفرضت غصب عليهم و مو مصدقين متى يفتكون مني
ناصر: لاتخافين يا جوري حتى لو ما كنت أبوك أنا من اليوم بأهتم فيك و ماراح تحتاجين لشي طول ما أنا عايش
طالعته جوري بنظره حزينه مو مصدقه اللي يقوله..
جوري: أناااا..
ناصر: بأكلم عمك و أطلب منه تعيشين عندنا دامه مايبي وجودك في بيته أنا مستحيل أخليك بعد مالقيتك غاليه ماراح تسامحني لو تخليت عنك
جوري: لكن عمي ماراح يرضى بيخاف من كلام الناس عليه وهذا الشي اللي مخليه مستحملني
ناصر بعد لحظة تفكير: جوري لو أخطبك لولد أختي توافقين؟؟
جوري انصدمت صح هي كانت تحلم تطلع من بيت عمها لكن عمرها ما جاء في بالها فكرة الزواج..
ناصر: جوري فارس أنا مربيه و اعتبره مثل ولدي هو أكثر واحد من عيال خواتي أحبه صدقيني ما راح تلقين واحد مثله قولي انك موافقه عشان أكلم عمك قبل ترجعون
جوري بإرتباك: مادري أنا ما أفكر بالزواج بعدين كيف تخطب له وأنت ما أخذت رأيه
ناصر: ما راح يلقى أحسن منك
جوري: بس...
ناصر: لاتهتمين بفارس أنا متأكد انه بيوافق جوري صدقيني هذا الحل الوحيد ولا كان ما ضغطت عليك
مادرت جوري وش ترد و من متى وهي تعرف تأخذ قرارات بنفسها بأشياء تافهه كيف اللحين بقرار مصيري..فكرت لو تقول لا كيف بترجع لحياتها في بيت عمها حياة الحرمان والخوف والقهر و لو قالت ايه ماقدرت تتخيل كيف بتكون حياتها مع هالزوج اللي للحين مايدري عنها..
ناصر: جوري وش قلتي؟
جوري: مادري مو قادره أقرر؟ ما أعرف؟
ناصر شاف ضياعها: اتركي كل شي علي و ثقي فيني
جوري: ما دري سوي اللي تبي أنا لازم ارجع تأخرت
ناصر: خلاص أنا بأكلم عمك بس اعتبري اننا مالتقينا أبدا
جوري: زين مع السلامه
ناصر: مع السلامه
راحت جوري تركض وناصر يشوفها ويفكر باللي سواه ما يدري صح أو خطأ ولا يدري فارس بيوافق على اللي في باله أو لا..لكن مهما يصير لازم يهتم في بنت غاليه وما يتركها عند ناس مو عارفين قيمتها..(كنت قويه ياغاليه كنت تحركين كل هالناس بنظرة عيونك وش صار خلاك ضعيفه؟ليه رضيتي باللي يسويه فيك؟ليه مارجعتي لنا؟وش اللي شفتيه وشافته بنتك وخلاها بهالضعف والخوف؟مو عارفه وش تسوي من دونك ليه ماربيتي فيها قوتك أو ذيك القوه ما بقى منها شي بعدنا!!)
دخلت جوري للغرفه وهي تلهث من التعب والخوف..جلست تحاول تستوعب كل اللي سمعته واللي وافقت عليه..حست انها ضايعه وتمنت حضن أمها في هاللحظه..أول ما تذكرت أمها جت قدامها صورة ناصر وكلامه..(معقوله يحب أمي لهالدرجه!وللحين!!ياليته كان أبوي...ما بيدك يا جوري إلا انك توثقين بكلامه وتوافقين على هالزواج إن تم أهم شي أترك بيت عمي قبل أصدق اني صدق متخلفه هذا اللي أشوفه بعيونهم واللي يحسسوني فيه..يكفي اني بأكون وسط ناس حبتهم أمي وحبوها)
سأل ناصر عن عم جوري وقابله وكأنه بالصدفه ومجرد تعارف..في وسط كلامهم خلى نفسه وكأنه توه يدري عن وجود بنت لغاليه بعد ما سمع أسم زوجها وكأنه كان يعرفه وقاله إن لها معارف..و خطبها منه..هالشيء اللي فرح عمها وكأنه ما صدق اللي يسمعه على أساس يكون الكلام الرسمي لما يرجعون الرياض وبحضور العريس وأبوه اللي للحين مايعرفون شي عن هالخطبه..
في غرفة أبوفهد/
دخل وشاف أم فهد جالسه..
أبوفهد: غريبه ماطلعتي مع بناتك؟
أم فهد: راحوا مع ولد خالتهم السوق وأنا مالي خلق عليه
أبوفهد: جوري معهم؟
أم فهد استغربت أول مره يسأل عنها: لا داخل نايمه تقول تعبانه
أبوفهد: قابلت اليوم رجل أعمال ومن كلامنا اكتشف انه يعرفها
أم فهد باستغراب: من وين بتعرف هاذي رجل اعمال؟!
أبوفهد: يعرف غاليه و أخيرا بنرتاح منها
أم فهد: كيف؟
أبوفهد: خطبها لولد اخته
أم فهد بفرح: وانت وافقت؟
أبوفهد: مبدئيا واخذ عنواننا في الرياض عشان نتكلم بشكل رسمي