@@،،النــزف الســادس،،@@
في بيت أبوفارس/
رجعوا من المزرعه..و جلست أسيل و أسماء مع أمهم في الصاله..و جلس معهم سيف..أما فارس فرجع من بدري و نايم..
أبوفارس: تصبحون على خير
الكل: وأنت من أهله
أم فارس: بتنام
أبوفارس: إيه بس قبل بأشوف لي كم شغله في المكتب
أم فارس تعصب: الشغل مو طاير ارتاح بس
أبوفارس يضحك: خلاص و لا يهمك ماراح اتأخر كلها ساعه وأصلا مافيه وقت قبل الصلاه ننام
تركهم أبوفارس و دخل مكتبه..وجلسوا يتكلمون عن خطبة فارس..واللي صار فيها..
أسماء: عقبالك ياسيف
أم فارس: قريب إن شاءالله
سيف يشهق: وش اللي قريب! توه باقي سنه خليني اتخرج أول واشتغل ثم يصير خير
أم فارس: وأنا قلت لك تزوج بكره أنا أبي بس نخطبها لك
سيف بإستغراب: تخطبينها! مين تخطبين؟
أم فارس: ياسمين
سيف انصدم: و مين قال إني أبي ياسمين!
أم فارس: ليه وش فيها ياسمين؟ ألف واحد يتمناها ولا تقول اعتبرها مثل أختي و هالخرابيط
سيف: زين يمه هذاك عارفه ردي
أم فارس بحزن: أعوذ بالله و لا واحد فيكم راضي يطمننا على هالبنت والله إنها خساره فيكم
سيف ماهانت عليه أمه: يمه لاتزعلين تو الناس على هالكلام قلتلك لين اشتغل وأضبط أموري
أم فارس بفرح: يعني بتاخذها؟
سيف: خليني أفكر لين ذاك الوقت
أم فارس: و هي بتنتظرك؟
سيف: إذا جاها اللي يستاهلها الله يوفقها
أم فارس ماعجبها هالكلام..بس مهما كان أحسن من الرفض القاطع..أما أسيل و أسماء اللي كانوا يسمعون وهم ساكتين..كل وحده كانت لها وجهة نظر..أسماء اعجبتها فكرة إن سيف يأخذ ياسمين لأنهم لايقين على بعض..من وجهة نظرها..أما أسيل فكانت تعرف إن سيف صعب يفكر بياسمين كزوجه..لأنه أكثر واحد تمون عليه ياسمين وماتستحي منه و معتبرته أخوها..حتى حلا قالت لهم إن ياسمين ماراح توافق على أحد من عيال بنات خالة أمها..طالعت سيف اللي غير الموضوع وصار يسولف بأي شي..(لو أمي سوت اللي في بالها و أصرت إن سيف يخطب ياسمين وش بيكون موقف سيف و ياسمين؟ وخطتنا بالتقريب بين نادر و ياسمين أخاف تنجح بعدين تنغصب ياسمين تأخذ سيف! لا ياسمين عنيده وماراح ترضى بهالشي لازم خطة رغد تنجح و يخطبها نادر قبل أمي تجبر سيف يأخذها وأنا متأكده إنه ما بيقدر يرد أمي)
في بيت أبونادر=في وقت متأخر/
رجع نادر من الشرقيه و دخل و على باله إن الكل نايم..لكنه يوم مر من عند غرفة رغد سمع صوت التلفزيون..كان بيروح لغرفته لكنه فكر يمر عليها يسولف معها..مو هي دائما تسوي نفس الشي..كان يحس إنها الوحيده اللي حاسه بالوحده اللي يعيشها..بس مايبيها تتأكد من هالشي..لأنها غاليه عنده وما يبيها تحمل همه..لأنه يعرف كيف تفكر في غيرها..وكيف هي حساسه و طيبه..رسم إبتسامه على وجهه وطق الباب..رغد توقف الفلم اللي تشوفه بالفيديو..مستغربه مين اللي صاحي لهالوقت..
رغد: مين؟
نادر: أنا نادر
رغد فزت من مكانها..وراحت تركض تفتح الباب..
رغد: نادر حمد الله على السلامه
نادر يبتسم: الله يسلمك
رغد: متى رجعت؟
نادر: اللحين وصلت و سمعت صوت التلفزيون قلت اجلس معك لين يأذن
رغد ما صدقت نفسها..دائما كانت تحاول تسولف معه وتضحك لكنه كان مايهتم بالحيل لها..هاذي أول مره يجي يدورها..
رغد بإبتسامه: تفضل يالغالي إن ماشالتك الغرفه تشيلك عيوني كم نادر عندنا؟
نادر يدخل: وش كنت تشوفين؟
رغد: أقولك و ماتضحك..اجلس على السرير
نادر وهو يجلس: قولي ماراح أضحك
رغد: فلم هندي
نادر: و ليه توقعتي اضحك؟
رغد: لأن فيصل و طلال يضحكون علي إني أشوف أفلام هنديه حتى طلال ماصار يجيب لي يقول أتفشل وأنا ادخل المحل أطلبه
طلال: خلاص و لا يهمك إذا بغيتي اكتبي لي الأفلام اللي تبين و أنا أجيبها لك
رغد كانت تسمع و مو مستوعبه..معقوله هذا نادر اللي قدامها..وش غيره..من متى نادر يفكر وش تبي..عشان هالمره يجيبه لها..لكنها حبت ماتبين استغرابها..وكأنه شي عادي..تخاف إنه يحس إن اللي يسويه مو طبيعي..و هي ماصدقت إنه ينفتح معها و يتكلم براحه..
رغد: أوكي اتفقنا
و بدت تسولف له عن خطبة فارس و المزرعه..عشان تجيب مجال تكلمه عن ياسمين..لكنه هو بنفسه جاب لها هالفرصه..و فرحت رغد يمكن هذا دليل إنهم بيكونون لبعض..
نادر: أم ناصر من الرضاع عايشه لحالها في البيت؟ لأن اللي أعرفه إن ناصر عايش بشقه أو أنا غلطان؟
رغد: لا صح هو عايش بشقه يقول تعود على كذا وخالتي أم العنود و ياسمين في بيت لحالهم
نادر بإستغراب: مين ياسمين؟ أم العنود لها بنات غير اللي توفت مع زوجها
رغد: لا ياسمين بنت العنود
نادر اتفاجأ: عندها بنت؟!
رغد: ايه
نادر: كم عمرها؟
رغد: في ثالث كليه
نادر: الله يعينها
رغد: بس تدري اللي يشوفها ويشوف ثقتها بنفسها و قوتها مايقول إنها مرت بهالظروف وإنها يتيمه خسرت أمها وأبوها بلحظه وحده حتى انها تكره تعتمد على أحد بالعكس حنا كثير نعتمد عليها ونتشكى لها
كانت بتكمل..لكنها شافت إن نادر سرح و مو منتبه لكلامها..فرحت إنه تأثر فيها..و أكيد سرح يفكر باللي اسمعه..
نادر بهدؤه كالعاده: يله تصبحين على خير
رغد: بدري! اجلس أصلح لك فطور معتبر
نادر: لا خلاص اسمعيه يأذن وأنت بعد نامي أكيد تعبانه
رغد: زين تصبح على خير
نادر: تلاقين خير
راح نادر لغرفته..و هو يفكر بكلام رغد عن ياسمين..(قويه!واثقه من نفسها! ماظنيت بعد خسارة الأم قوه..مافيه بعدها إلا فراغ مافيه أي إنسان يقدر يملاه..أنا متأكد إن هالقوه ما هي إلا قناع تغطي فيه الخوف و الوحشه اللي في داخلها واللي يمكن ماتكون معترفه فيهن حتى قدام نفسها)
غمض عيونه اللي انزلت منها دمعه حاره..و هو يتذكر ذاك الطفل اللي بعمر الست سنين..نايم في حضن أمه الدافي مثل كل يوم..لكن ذاك اليوم ماكان مثل أي يوم..لأن حضنها كان على غير عادته..كان بارد..صحى من نومه وصار يطالع وجهها الحبيب..للحين يذكر كيف كان شاحب وهاديء..كان باين إن الحياة راحت منه لغير رجعه..لكنه وقتها كان صغير و مو عارف أي شي..توقع إنها بردانه قام وغطاها ورجع ينام في حضنها..وكله أمل إن دفاها بيرجع من ثاني..لكنه صحى الصبح وشافها نفس مكانها البارح..نفس الملامح..هزها يبي يصحيها..لكنها ماتحركت..ظل يهزها ويناديها..لكنها ماردت..باس راسها و ترجاها وهو يصيح إنها تصحى..وكانت المره الأولى اللي ترفض له طلب..تذكر قبل شهر يوم يسمع أبوه يقول إن جارهم توفى..ساعتها ما فهم وش معنى هالكلمه..وسأل أبوه..
نادر: يبه وش يعني توفى؟
أبونادر: يعني خلاص راح عند ربه
نادر ماستوعب: و متى يرجع؟
أبونادر: اللي يروح عند ربه خلاص يرتاح هناك ولايرجع
نادر: يعني ماراح أشوفه مره ثانيه!
أبونادر: تشوفه بالجنه إن شاءالله بس أنت كل ماتذكرته قل الله يرحمه و يسكنه الجنه وأنت بعد خلك ولد شاطر وصل في المسجد عشان تدخل الجنه
نادر: بس أنا اسمعكم تقولون دفناه
أبونادر: إيه تعرف المقبره اللي سورها كبير هناك ندفنهم والطيب ربي ياخذه الجنه
نادر حس إن أمه صارت مثل جارهم..و خاف أحد يوديها هناك في المقبره..خاف يدفنونها ولا ترجع أبدا مثل ماقال أبوه..ترك يدها اللي كان ماسكها بين يدينه..و ركض للباب يقفله..بعد شوي بتجي مرة عمه كالعاده من سافر أبوه قبل أسبوع وهي تجي مع أسماء وفارس و يجلسون عندهم إلى الليل..لكنه اليوم ما يبي أحد يجي عنده أو يقرب من أمه..قفل الباب وحط كرسي وراه..سحبه بالغصب..بعده رجع لأمه..
نادر: يمه ما بخلي أحد يأخذك بس أنت تكفين قومي بسرعه مابيك تروحين للمقبره مابيهم يدفنونك لاتخليني لحالي
سمع طق الباب لكنه ما رد..وبدأ الطق يزيد لكنه ماهتم..بعد مده سمع صوت عمه وشاف الباب ينفتح..انصدم وهو يطالع المفتاح اللي في يده..اللي توقع إنه بأمان وماراح يطوله أحد..دخلت مرة عمه بسرعه و راحت للسرير عند أمه..وشاف اللي كان خايف يشوفه..بدت مرة عمه تصيح..و طلعت لعمه..رجعت عنده وحضنته..تحاول تهديه لكنه دفها وراح لأمه..بعدها ماحس بشي..قام و شاف نفسه في المستشفى و بجنبه أبوه..حضنه و بدأ يصيح..كان يبي يسأل عن أمه..كان يبي يترجاه يشوفها..لكن صوته ماطلع..صار عنده بكم هستيري و فقد القدره على النطق..و هالشي اللي خلى أبوه يوافق إنه يعيش عند جدته..لأنها الوحيده اللي ارتاح معها بعد وفاة أمه..و مع الأيام بدأ يرجع صوته..بعد محاولات كثيره من جدته..كان مايشوف أبوه إلا في الإجازات و عرف إنه تزوج وله أخوان..لكنه رفض يعيش معهم وجلس عند جدته..لكن بعد ماتخرج من الثانوي تغطوا عنه بنات خاله..حس إن وجوده يحرجهم..عشان كذا رجع لأبوه..و عاش مع إخوانه لكن بعيد عنهم..منعزل..وبعد ماتخرج سافر يكمل دراسته برى وجلس أربع سنين..و من سنه رجع أخيرا..و هو للحين يحس إن ذاك الطفل داخله..وللحين مو لاقي مكانه في الدنيا من دون أمه..حتى وهو وسط أهله إحساس الوحده والغربه ما فارقه..(الله يرحمك يمه)
سمع الإقامه..و راح بسرعه يتوضأ عشان يلحق على الصلاة..
في غرفة فارس=يوم السبت/
طوال الأسبوع اللي راح..و هو مشغول في تجهيزات و دراسات شركته الجديده..كان يصحى بدري وكل اليوم يشتغل و يروح من مكان لمكان..وإذا رجع للبيت بوقت متأخر..كان على طول يروح لغرفته..و ينام..وقليل مايلمح أحد من أهله..وإذا شافهم يسلم عليهم وهو ماشي..
لكنه اليوم صحى من نومه..وماتحرك من سريره..كان مرهق من شغله أمس طول الليل..بدأ يفكر في شركته..وحلمه اللي بيتحقق..و فلوس خاله اللي قربت هالشي..كان مقرر إنه يرجع له المبلغ اللي أخذه منه..حتى لو مارضى..لأنه كان يبي هالشركه تبنى من مجهوده الخاص..أخذه التفكير بخاله..للسبب اللي خلاه يعطيه كل هالمبلغ..وللبنت اللي ظهورها هز خاله..مو بس خاله..أمه وخالته وأم العنود..غمض عيونه يتذكر ملامحها..وبسرعه انرسمت قدامه عيون سوداء الدمع يلمع فيها..وجهها اللي كان أحمر من الصياح..وخصلات شعرها الحريريه اللي غطت نص ملامحها..كانت أحلى وأعذب صوره للحزن شافها بحياته..(مين أنت ياجوري؟ وهالبراءه اللي فيك طبيعيه! كيف بتكون حياتنا مع بعض؟ كيف شكلك وأنت تضحكين؟ كيف تتكلمين؟ كيف بنتصرف مع بعض؟ ماأصدق إني مشتاق أشوفك مره ثانيه! نفسي أحميك وأشيل هالحزن والخوف اللي في عيونك ماأحد يستاهل الحزن اللي عشتيه في حياتك كيف وحده مثلك تستحمله!)
ابتسم على أفكاره..ماصدق انها طالعه منه..واستغرب من تأثيرها عليه بهالسرعه..أول مره يفكر بشي غير شغله..و قام من سريره وبدأ يوم طويل من الشغل كالعاده..لكن الفرق إنه لحظات كثير كان يسرح بذيك النظره العذبه..
في المستشفى/
وصلت ياسمين..وشافت فاتن لحالها..
ياسمين: السلام عليكم
فاتن: وعليكم السلام وش أخبارك؟
ياسمين: الحمد لله و أنت؟
فاتن: تمام
ياسمين: غريبه ما أشوف حنان!
فاتن: آخذه إجازه اليوم
ياسمين ارتاحت..على الأقل هاليوم تفتك من نظراتها..ودلعها الزايد..صح فاتن كانت تسوي نفس اللي تسويه حنان..لكن على الأقل فاتن ماتسوي هالحركات على العلن..
فاتن: ياسمين وش فيك واقفه كذا؟
ياسمين: هاه لا بس سرحت شوي
بدأوا الشغل..و كان هاليوم أحسن يوم مر على ياسمين من بدت الشغل..الزوار والمرضى كانوا يعاملونهم بإحترام..بدون أي كلام زايد..أو نظرات مالها داعي..طبعا لأن ياسمين كالعاده حازمه في كلامها معهم..و فاتن اليوم صارت مثلها..و غيرت طريقة تعاملها..فرحت ياسمين مع إنها عارفه إن هالتغيير بيكون ليوم واحد بس..
أنتهى هاليوم بدون ماتحس فيه..
فاتن: مع السلامه ياسمين
ياسمين: مع السلامه..فاتن
فاتن: نعم
ياسمين: أحس إني اليوم شفت فاتن على حقيقتها ياليت أشوفها بكره
تركتها وراحت..بس لمحت الدمع اللي تسابق لعيونها..
في سيارة سيف=الظهر/
كان واقف قدام بيت أم بدور..ينتظر ولدها يطلع عشان يعطيه الفلوس كالعاده..وبعد ماطلع وأخذهن..مشى سيف بسيارته بشويش لأن الحاره كانت ضيقه..ويادوب تمشي فيها السياره..و هو في آخر الحاره كان بيسكر الشباك..لكنه مر من عند بقالة الحاره..و شد انتباهه صوت أنثوي طالع من البقاله..لا شعوريا وقف السياره..لأنه سمع أصوات و صراخ لكنه ماقدر يستوعب وش يقولون..خاف يكون أحد يسوي شي فهالبنت..وبهالحارات مايستبعد هالشي..وهالتفكير خلاه ينزل بسرعه من السياره..وقف عند باب البقاله و هو مصدوم..مالقى شي من اللي تخيله..لكنه شاف بنت معطته ظهرها وتتهاوش مع هندي البقاله..كان طولها متوسط..وعبايتها متغبره ومقطعه من تحت..و لابسه شبشب..ماكان منظرها يلفت النظر أبدا..بالعكس كانت كأنها شحاده..لكن اللي ماكان راكب مع هالمنظر..و اللي خلاه يسرح فيها..صوتها والبحه الناعمه اللي فيه..استغرب كيف يكون هالصوت طالع من هالبنت ..
البنت: أنت يا محبوب وااجد حرامي ليه هاذا غالي كذا!!
الهندي: هادا سأره يبي خود ما يبي خلي
البنت: مالت عليك..ان شاء الله أنت مافيه يروح للهند أبدا ومايشوف بتشا
الهندي: يلاه روه انت بس يدأي ألي
البنت: بأروح أجل بأقابل وجهك..هات علك هديه
الهندي: لا انت دايم يجي ياخد واهد
البنت: عساني بأدفعلك بعد لهالعلك يله هنااك
التفتت البنت بتطلع لكن سيف كان واقف عند باب البقاله و ساد طريقها..أول ماشاف عيونها ونظرتها له..ما قدر يأخذ نفسه..شاف عيون حلوه كثير بس مثل عيونها الناعسه ما قد شاف..ولا يظن إنه بيشوف..كان بعيونها سحر..و الا هو اللي انسحر فيها..
البنت: خير مضيع شي في وجهي!
سيف مازال يطالع فيها و مو قادر يستوعب سحر هالنظره:........
البنت: اقلب وجهك أبي اطلع
رجع لورى خطوتين..و خلاها تمر من عنده وهو للحين يطالعها..و هي ماهتمت فيه و كملت طريقها..مايدري كيف راح وراها..لين شافها تدخل بيتها..ظل واقف يطالع الباب اللي سكرته..ما كان يتخيل أبدا يشوف وحده كذا بهالحواري..بس تأثير الحاره باين عليها..(و الله حرام مو معقول هالصوت و هالعيون على كلامها! كيف يركبون مادري؟ أجل تقول مضيع شي في وجهي!! أنا كلي ضعت بس بعيونك)
ركب سيارته و مشى.. و هو للحين مبتسم و يتخيلها..كان كل ما يدخل أي مجمع يحس بنظرات البنات اللي تلاحقه..لدرجة بعض الأحيان يتحرشون فيه..لكن هاذي مع هالحاله اللي هي فيها..ما عبرته..و لا طالعت فيه..
في بيت أم راكان/
في غرفة مرام-كانت جالسه في غرفتها تطالع التلفزيون..لكن بالها مو معها..تفكر بنادر..(أوووف كيف بأقدر أشوفه و أنا مالي علاقه في رغد..و متأكده انها ماتبيني..و كله من هالأسيل..ياليتنا مارجعنا من الشرقيه هناك كنت اشوفه لما نزور خواله)
دق جوالها وشافت رقم سهى..و ردت..
مرام: أهلين سهى
سهى: هلا وش أخبارك؟
مرام: تمام و أنت؟
سهى: الحمدلله سجلتي؟
مرام: ايه قبل أمس رحت
سهى: أنا قلت غيرتي رأيك
مرام: لا حلو القسم
سهى: وش فيه صوتك؟
مرام: زهقانه..تجين عندي؟
سهى: أخاف أمي ماترضى..وش رأيك نتلاقى عند رغد
مرام كانت بترفض..لأن مالها خلق..لكنها تراجعت و قررت تروح..لازم تدخل معهم و مع رغد بعد غصب عنها..عشان تقدر تقرب من نادر مره ثانيه..
سهى: وين رحتي؟
مرام: خلاص دقي عليها و قولي لها حنا جايين عندها
في بيت متواضع لدرجة الفقر/
طلعت نجود من بيتها..بعد ما نامت أمها العمياء و المريضه..راحت لصديقتها الوحيده و بنت جيرانها..بشاير..هي اللي مخففه عليها وحدتها فهالدنيا..مع انها كانت أكبر منها بعشر سنين إلا أنها ماترتاح إلا معها..أما صديقاتها في المدرسه فكانوا بالمعنى الأصح مجرد زميلات..
فتحت لها الباب و سلمت عليها..و دخلت..
بشاير: نور البيت
نجود تجلس عند درج مدخل البيت: بوجودك يا حلو
بشاير: وين جلستي! قومي خلينا ندخل
نجود: لا أحب اجلس برى وش شايفه أنت بجلسة هالبيت؟
بشاير: على راحتك..وش أخبار خالتي؟
نجود تتنهد: للحين تعبانه..أمي صحتها ضعيفه و ماتتحمل أي تعب
بشاير: الله يقومها بالسلامه...عن اذنك شوي
نجود: بشاير اجلسي أنا جايه اتكلم معك مو أتضيف تدرين اني ماراح أطول
بشاير: أبي اقوم بواجبك و أنت دائما جياتك عندي كذا على الطاير!!
نجود: مو بيننا هالرسميات..قولي لي وش أخبارك؟ وش مسويه مع زوجك؟
بشاير: زواج مسيار وش تتوقعين يكون أخباره ماأشوفه إلا كل أسبوع مره إذا راحت زوجته لأهلها
نجود: الله يسامحه أخوك على اللي سواه..حتى و هو بعيد مو مخليكم مرتاحين!
بشاير: أول مانتقل لجده فرحنا انه بيبعد عننا و تبعد مشاكله و مادريت ان هالنقله ثمنها انه يبيعني لمديره
نجود: سواها قبل في أختك جواهر و زوجها واحد مايسوى و اللحين يكملها فيك..تدرين كنت أتمنى إنه يكون لي أخو يحميني بهالدنيا لكن بعد اللي أشوفه من اخوك أحمد ربي إني وحيده بهالدنيا
سكتوا فجأه و كل وحده سرحت بهمها و حزنها..طالعت نجود يشاير بحزن..كانت تحس انها تستاهل تتزوج واحد يستاهل طيبتها..(الظاهر انه ماعاد فيه اللي يسوى)
حست انها نكدت عليها..و حتى هي تنكدت..بس هم متى عمرهم تجمعوا على غير النكد لين صار واحد منهم وفيهم..حطت يدها على خدها..و قبل تأخذها أفكارها..شمت ريحة عطر راقي..تذكرت اللي شافته في البقاله..و ضحكت بقوه..
بشاير تطالعها بإستغراب: بسم الله وش فيك؟!
نجود: و الله شفت شي اليوم يا بشاير ما تتخيلينه
بشاير تبتسم مع نجود: وش شفتي؟
نجود: كنت رايحه الظهر للبقاله و يوم كنت بأطلع شفت واحد مادري من وين جاي ولا كيف طلع في حارتنا والله على بالي مارد بغيت أطلب منه طلب
بشاير تضحك: ليه طالع من إبريق؟!
نجود: لا و أنت الصادقه طالع من سياره أكبر من صالتنا
بشاير: شاحنه؟
نجود تتريق: مشكله أنتم يابنات الفقر ماتفهمون ما عمركم شفتم خير..أقولك سيارته أعمت عيوني من كثر ماهي تلمع لا ولا مكيفها براده وصل لين عندي عشانه بس فاتح الباب
بشاير: هذا وين شفتيه إن شاء الله؟؟
نجود: أقول لك هنا في حارتنا مادري وش جاب هالأشكال لهالحاره!(و كملت بفخر)أول مره في حياتي أشوف واحد غني
بشاير: و كل هاللي قلتيه و نازل لبقالتنا؟!
نجود: هذا اللي استغربت منه..أول ما جيت بأطلع كان واقف في طريقي و مادري وش جالس يطالع؟ و عصبت عليه و قلت له يبعد وبعد عن طريقي و هو ماتكلم
بشاير تضحك: شكلك خوفتيه؟؟
نجود: من زينك!! ليه غوله؟
بشاير تحمست: كيف شكله؟
نجود: وش بيكون شكله يعني آدمي
بشاير: أدري آدمي بس حلو؟
نجود: ما أدري مانتبهت
بشاير: كيف مانتبهتي و أنت تقولين واقف قدامي؟
نجود: يعني أجلس أتأمل فيه! بعدين الشمس كانت في عيني ما شفت زين و أتوقع كان لابس نظارات
بشاير: طبعا اللي فصلتيها سيارته
نجود بتحسر: ياهي سياره حشى فندق متنقل!! صح شمي عطره في كمي بس عشاني ضربت فيه يوم مريت من عنده!!
بشاير تشم: الله روعه
نجود سكتت شوي: تدرين يوم شفته فكرت كيف فيه ناس كذا عايشين بدون مشاكل بدون قهر بدون خوف..تتخيلين حياتك كذا؟؟
بشاير: أنا ما أتجرأ على هالحلم
نجود تتنهد: ولا أنا..يله مع السلامه بأروح أخاف أمي تصحى
بشاير: مع السلامه
في بيت أم عمر/
كانت حلا جالسه تطالع التلفزيون في الصاله..و لينا جالسه عندها و تتأفف..
حلا: هيه أنت وش فيك؟
لينا: حلا عطيني الريموت
حلا: لو تموتين
لينا: حلا حرام عليك ضاقت حاطه لنا على توم وجيري
حلا: اسمعي كل شي و لا توم وجيري ما أسمح لك تسبينهم احس انهم عيالي
لينا تضحك: حمدالله و الشكر كفوك
حلا: ههههههههههههه والله انه شي شفتي
لينا تقلدها: هههه ما كأنك شايفه هاللقطه عشرين مره
حلا: أوووه أنت وش فيك ارعجتيني خليني اعيش طفولتي على راحتي عندك تلفزيونات كثيره روحي شوفي اللي تبين
لينا: الشرهه علي اللي ابي اجلس عندك
حلا: وش تبين فيني؟ شايفه برنامج عن ترابط الأسره و جايه تطبقين علي؟
لينا: سخيفه
حلا: شكرا
طلعت عنها لينا معصبه..و حلا تضحك عليها..تعرف انها تزعل بسرعه و هي تحب تنرفزها..بعد ربع ساعه دخل عليها عمر..
عمر: السلام عليكم
حلا: و عليكم السلام والرحمه
عمر: وين أمي؟
حلا: و أمك هاذي تعرف تجلس في البيت أكيد طالعه
عمر: هيه أنت تراك تتكلمين عن أمك
حلا: و أنا سبيتها أنا أقولك انها طلعت كالعاده
عمر: و لينا و شوق وينهم؟
حلا: أووه ما راح نخلص!!
عمر باستغراب: وش فيك؟
حلا: أسئلتك مالها داعي يعني وش تبي فيهم وينهم؟ بالمكان اللي هم فيه..الظاهر إنك شايف البرنامج اللي شافته لينا
عمر: حلا
حلا تتأفف: هاااه
وضربها في الخداديه..وقام عنها..لكنها ماهتمت فيه ما كانت رايقه تتهاوش معه..بعدها بشوي دخلت شوق..
حلا تطالعها بتهديد: اسمعي تسألين عن أحد من أهلك ولا تتكلمين ياويلك الظاهر اليوم يوم الأخوه العالمي عندكم
شوق: بأقولك شي
حلا: لا مابي اسمع شي...اششش بدت كونان
في بيت أبونادر/
نزلت رغد من غرفتها و شافت طلال وفيصل في الصاله..
رغد: مساء الخير
الكل: مساء النور
رغد: غريبه ما طلعتوا؟
فيصل: بيمر علينا واحد
رغد: نادر طلع؟
طلال: ايه من قبل ساعه
دق جوال رغد و شافت رقم سهى..
رغد: هلا سهى
سهى: أهلين رغد كيف الحال؟
رغد: تمام و أنت وش أخبارك؟
سهى تسمع صوت فيصل: تمام و خالتي و العيال و رنا وشلونهم
رغد: الحمدلله
سهى: وش عندك اليوم؟
رغد: ماعندي شي
سهى: أوكي أجل أنا عزمت نفسي عندك
رغد: البيت بيتك
سهى: بس تراي عازمه وحده معي
رغد بإستغراب: مين؟
سهى: بنت عمتك مرام
رغد بخيبه: مرام من وين وصلتي لها؟
سهى: اخذت رقمها يوم كنا في المزرعه و سجلت معي في اقتصاد
رغد: اها حياكم بأي وقت
سهى: زين اتركك اللحين بعد ساعه نكون عندك
رغد: مع السلامه
سهى: مع السلامه
سرحت رغد..ماكان لها خلق على مرام..سهى عادي عندها..صح ماتنبسط معها مثل أسيل و حلا لكن تجلس معها عادي..أما مرام فما تقدر..واستغربت ان مرام رضت تجي..
فيصل: رغوده وين رحتي؟
رغد: مرام و سهى بيجون عندي
فيصل: زين و ليش تقولينها بنكد؟!
رغد: ما رتاح مع مرام
فيصل: عندك سهى
رغد: سهى متصادقه مع مرام و شكلها عازمتها عندي بس عشان تشوفها
طلال يضحك: حلوه هاذي متواعدات عندك دامهم جايين لبعض اتركيهم و روحي لأي مكان
رغد: تتريق؟؟
فيصل: خلاص اعزمي أسيل(كلهم طالعوه)..و حلا يعني عشان ترتاحين معهم
طلال يتريق عليه: ايه ترتاح معهم!!
رغد: أخاف أسيل ماترضى
فيصل: ليه؟
رغد: هي ماتطيق لا مرام ولا سهى
فيصل: و ليه ماتطيق سهى متى شافتها عشان تكرهها
رغد: من آخر مره شافتها هنا في بيتنا
ابتسم فيصل..و شكت رغد إنه فهم السبب..لأنه أكيد يلاحظ اهتمام سهى فيه وأكيد يعرف ان أسيل شافت هالأهتمام آخر مره..راحت عنهم و دقت على أسيل يمكن تحاول تقنعها تجي..لكن جوالها كان مقفل..و عرفت انها أكيد نايمه..وإنها بتضطر تتحمل مرام لحالها..
في بيت أم عمر/
كان عمر بيطلع لكنه شاف لينا بتطلع الدرج..
عمر: لينا
لينا تلتفت: هلا عمر كنت احسبك مو في البيت
عمر: توي أجي و بغت تأكلني حلا يوم سألت عنكم
لينا: ما قصرت فيني بعد هالبنت ماتكبر عن خبالها
عمر: لينا أبي اكلمك
حست لينا انه بيكلمها عن ذاك الموضوع..بس هي ماتبي..لكن ماتقدر تقوله لا..
لينا تنزل: نعم
عمر: تعالي نجلس في الحديقه
راحت معه لينا و بعد ماجلسوا سألها..
عمر: أقدر أعرف ليه رافضه خالد
لينا: لازم يكون فيه سبب
عمر: أكيد
لينا: استخرت و مارتحت
عمر: لينا فكري زين والله خالد ما يتعوض..ما يكفيك انه صديقي و أنا ضامنه لك
لينا: عمر أنا...
عمر يقاطعها: فكري مره ثانيه أنا ماراح أرد عليه اللحين
تركها و راح..و هي تتنهد..(ليه تطولها علي يا عمر؟ قلت لكم ماأقدر..ماأقدر..كيف اتزوج..و يوسف كيف أنساه؟)
في بيت أم فارس/
صحت أسيل الساعه وحده في الليل..و راسها مصدع ومالها خلق..فتحت جوالها..وشافت رقم رغد من بين الأرقام اللي داقه عليها..قامت من سريرها وأخذت لها شاور سريع وصحصحت..أخذت جوالها ودقت على رغد..
رغد: بدري!
أسيل: صباح الخير
رغد: وش عندك نايمه لهالوقت؟
أسيل: اليوم راحت أسماء وطفشت لحالي
رغد: فاتتك عزيمتي
أسيل: كان عندك أحد؟
رغد: ايه
أسيل: مين؟
رغد: سهى و مرام
أسيل: وااااع وش تبين فيهم عازمتهم؟!
رغد: مو أنا اللي عازمتهم هم اللي عزموا نفسهم عندي
أسيل: والله وقاحه!! وش جمعهم على بعض؟
رغد: شكلهم من ذاك اليوم اللي في الاستراحه و هم يكلمون بعض لدرجة إن مرام سجلت نفس قسم سهى
أسيل: والله لايقين على بعض(فجأه تذكرت)و فيصل كان في البيت؟؟
رغد تضحك: ايه
أسيل: سلمت عليه سهى..قولي الصدق و إلا والله أذبحك
رغد: لا هو و طلال كان عندهم عيال و طول الوقت في المجلس
أسيل: الحمدلله و فيصل وش قال يوم عرف ان سهى بتجي عندك؟
رغد: قال ليه ماتعزمين أسيل معهم
أسيل تبتسم: آآآه ليتني جيت
رغد: عند مرام و سهى؟!!
أسيل: عشان عين تكرم مدينه
رغد: بس تدرين استغربت من مرام
أسيل: ليه؟؟
رغد: كانت تسولف عادي معي مو على عادتها
أسيل: يمكن قدام سهى ماتبي تبين انها مو مرغوب فيها ولا تعرفين مرام ماتطول لين تطلع على حقيقتها
رغد: يمكن تغيرت لأنها عارفه انها اللحين بتشوفنا دائما و تبي تصلح اللي فات
أسيل: والله انك على نياتك يا رغد من جلسه قلبوا رأيك تشوفين قريب انها بترجع للعانتها و سخافتها
*بعد أيام*
في شركة ناصر/
دخل فارس يمشي بسرعه وتوتر..قبل ربع ساعه دق عليه خاله وطلب منه يجي عنده..و صوته كان يقول إن فيه شي..دخل مكتبه وشافه واقف عند الشباك ومعطيه ظهره..
فارس: السلام عليكم
ناصر يلتفت: و عليكم السلام
فارس: وش فيه ياخالي؟
ناصر: أبوفهد توفى
فارس: مين أبوفهد؟
ناصر: عم جوري
فارس: الله يرحمه
سكت فارس لحظه..يوم طرت عليه جوري..تخيل حالتها في هاللحظه..و رق قلبه عليها..
ناصر: بأروح أقول لأمي و نروح نعزي وأنت جيب أمك وخالتك أم عمر
فارس: أمي عرفت؟
ناصر: لا روح قولها و جيبها معك
فارس: إن شاءالله
في بيت أم فارس/
دخل فارس الصاله..و شاف أمه و أسيل..وقف عندهم..
فارس: السلام عليكم
الكل: وعليكم السلام
فارس: يمه عم جوري توفى في حادث
أم فارس انصدمت: لا حول و لا قوة إلا بالله..إنا لله و إنا إليه راجعون
فارس: خالي ناصر بياخذ أمي حصه و ياسمين و أنا جيت أخذك و بنمر على خالتي أم عمر