@،،النـــزف الثــامن،،@
*بعد أسبوع*
في المستشفى=يوم الأربعاء/
وقفت ياسمين ترجع الملفات في الغرفه..وسمعت صوت الرجل اللي يتكلم مع حنان..
حنان: أهلين ماجد
ماجد: هلا حنو كيف حالك؟
حنان: تمام من زمان ماشفناك
ماجد: كنت مسافر
حنان: حمدالله على السلامه
ماجد: الله يسلمك..وينها فاتن؟
حنان: ماداومت اليوم
ماجد: و أنت لحالك تشتغلين لا بأقول لأبو فايز يزيد راتبك
حنان بقرف: لا فيه موظفه جديده معي
والتفتت على ياسمين..اللي معطيتهم ظهرها ترتب الملفات في الغرفه..ماجد التفت يشوف البنت اللي تطالعها حنان..وشافها واقفه و مو مهتمه فيهم..أعجبه طولها..و رشاقة جسمها..ووقفتها..
ماجد: يا ناس هالغزال ليه مو معطينا وجه؟
التفتت عليه وجت عينها في عينه..طالعته بإستحقار..و مشت تسكر الباب اللي بينهم..انصدم ماجد..والتفت على حنان..
ماجد: وش فيها عصبت؟ أنا مدحتها ماسبيتها!
حنان: لا تهتم فيها هاذي شايفه نفسها على إيش مادري على بالها ما أحد اشتغل بواسطه غيرها
ماجد سرحان في الباب: يحق لها تشوف نفسها تستاهل..بس مو على ماجد
راح وبكل جرأه..فتح الباب عليها..وشافها تكلم في جوالها وهي رايقه..عكس الحاله اللي كانت فيها قبل ثواني..
ياسمين تضحك: لا ياعمري عادي......
قطعت كلامها أول ماشافته..وماجد يطالعها بنظره تسحر أي بنت..بس طبعا مو ياسمين..
ماجد: يابخته اللي ينقال له عمرك المهم روقك أنا كنت جاي أروقك مايصير نخلي الغزال زعلان
كان ماجد يتكلم..وهو يطالع يدها اللي تسد الجوال عشان المتصل مايسمع صوته..
ماجد: خايفه يسمعني؟ لهالدرجه يغار! بس معذور يخاف على القمر يله باي حلوتي سوري قطعت جوك
طلع وسكر الباب..وياسمين منصدمه من وقاحته..وماقدرت تتكلم..خاصه إن عبير للحين على الجوال وخافت تسمع..
ياسمين: معليش عبير المدير كان فيه
عبير: لا عادي بس وش فيه صوتك تغير؟
ياسمين: ما أقدر أكلم اللحين إذا رجعت أدق عليك مع السلامه
وسكرت قبل تسمع رد عبير..وطلعت بسرعه وهي مو قادره تتنفس من قهرها..
ياسمين تتلفت: وين راح الحقير؟
حنان بغرور: عن مين تتكلمين؟
ياسمين بقهر: عن التافه اللي كنت تكلمينه
حنان: ماجد تافه! وليه تدورينه دامه تافه على قولتك
ياسمين: عشان يسمع الكلام اللي يستاهل ينرد عليه فيه
حنان بإستهزاء: آها ناويه تهزأينه يعني..أوكي حبيبتي ماجد في مكتب المدير خاله روحي قولي له اللي يستاهله بنظرك وبالمره يسمعه المدير وتنطردين مره وحده أقول ياماما خافي على أكل عيشك ولاتحطين رأسك برأس أحد أنت مو قده
طالعتها ياسمين بإستحقار..ولفت عنها..(صدق سخيفه مثله هالمره بأعديها بس والله لو يتجرأ علي مره ثانيه لأوقفه عند حده.......بس الثمن بيكون وظيفتي! يا الله كل شي عملت حسابه إلا هذا ومو عارفه إذا كنت بأستحمله واصبر أو لا)
*يوم الخميس*
في بيت أم العنود=العصر/
دخلت جوري على ياسمين..و هي ماسكه بين يدينها لبسها..
جوري: ياسمين ألبس هذا أو هذا؟
ياسمين: كلهن مو حلوات جربي غيرهن
جوري: هن أحسن شي عندي
ياسمين: حلوات بس باين إنهن قديمات ما عندك شي جديد؟
جوري: لا من سنه ما شريت شي
ياسمين بقهر: قصدك من يوم سكنتي بيت عمك..الله يسامحه
جوري: الله يرحمه
ياسمين: المشكله مقاسي غير مقاسك!
جوري: ما يهم بألبس هذا
ياسمين: وش اللي ما يهم؟ الكل بيتعرف عليك اليوم يعني لازم تكونين بأحسن صوره..تدرين بأتصل على السواق و نروح للسوق نجيب شي على السريع
جوري بإحراج: لا مو ضروري بعدين كذا بنتأخر
ياسمين: الليل طويل و تونا العصر مو ضروري نروح بدري ..يله روحي البسي عبايتك
في مزرعة أبوفارس/
وصلت أم فارس و أم عمر للمزرعه..و جلسوا يرتبون للعزيمه..عمر و فارس كان عندهم شغل و بيتأخرون..أما سيف فكان في قسم الرجال لحاله..كان يتمشى و شاف وانيت عامل المزرعه وابتسم..تذكر حارة البنت..و تذكر البنت..اللي يدور أي شي عشان يتذكرها..أصلا هو من يوم شافها وهي دائما تطري على باله..ما حس في نفسه إلا و هو يركب الوانيت ويشغله..طلع من المزرعه..و هو مايعرف ليه بيروح لذيك الحاره..و متأكد إنه ماراح يشوفها..(و إذا ما شفتها وش يعني! ليه مهتم لدرجة إني امشي كل هالمشوار بدون سبب والله مادري وش فيني! بس بأروح عشان أعرف إني مشيت كل هالمسافه على الفاضي و أحس بغبائي وبعدها أكيد ماراح أفكر فيها )
وصل للحارات القديمه..و مشى في شوارعها الضيقه..لحد ما وصل لبيتها..رجف قلبه يوم شاف بابه مفتوح..و استغرب من اللي يصير فيه..شاف بنت صغيره تطلع من البيت وهي تكلم أحد داخل و تضحك..حس إنها تكلمها..سكرت البنت الباب و طلعت..مرت من عنده وهي تبتسم له بكل براءه..كان عمرها تقريبا خمس سنين..ابتسم لها سيف..و لمح علبه في يدها..
سيف: تعالي يا حلوه
البنت انبسطت إنه عطاها وجه..وما صدقت جته تركض..حس إنها ما تخاف و تأخذ بسرعه على الناس..
البنت: نعم
سيف: وش إسمك؟
البنت: أروى
سيف: الله حلو إسمك يا أروى..من وين جايه؟
أروى: من عند نجود
سيف ابتسم يوم عرف اسمها..مع إنه مو عارف إن كان هالإسم للبنت اللي شافها أو لا..
سيف: أنت أختها؟
أروى: لا نجود بنت جيراننا
سيف: نجود كبرك؟
أروى: لا كبيره
سيف: وش كنت رايحه تسوين عندها دامها كبيره؟
أروى: أختي ماجده قالت أروح أجيب طقمها اللي استلفته منها نجود أمس....تبي تشوفه؟
وما انتظرته البنت يوافق فتحت العلبه وبدت تفرجه..كانت ملسونه وتسولف بدون لايسألها..انصدم سيف يوم شاف الطقم اللي مستلفته..كان متوقعه ذهب أو على الأقل فضه..لكنه طلع إكسسوار..شاف ولد صغير ينادي البنت اللي خافت و ركضت بسرعه لبيتها..التفت سيف يطالع بيت نجود..(هي نجود و إلا فيه بنت غيرها في البيت؟......و أنا ليش مهتم وش اللي صاير فيني أبي افهم؟ ليه كل هذا؟ مهتم في وحده ماسمعت منها غير كلمتين ومو عارف عنها أي شي غير اسم مشكوك فيه! من متى و أنا أسوي حركات المراهقين هاذي؟ لازم ارجع لعقلي ماسويت هالأشياء و أنا صغير أسويها اللحين! وش جايبني لهالحاره؟ وش مركبني هالسياره؟)
و لفت انتباهه الغرفه اللي نورت فجأه في الدور الثاني.. وبعدها شاف يد بنت تمتد للستاره تسكرها..ظلت عيونه معلقه في الشباك..شباكها..إحساسه كان يقول إنها هي..كان يتخيل وش جالسه تسوي اللحين..وش تفكر فيه..(أكيد مايخطر في بالك يا نجود إن فيه واحد تارك أهله و عالمه وماشي كل هالمسافه و متعدي الفرق اللي بينك و بينه بس عشان يسرح في شباكك..يتخيل أفكارك..و يرسم لك ملامح)
انتبه لشلة العيال اللي جايه من بعيد..فقرر إنه يمشي أحسن من وقفته....كان بيمشي لكنه لمح الخاتم اللي طايح في حضنه..رفعه يشوفه..كان الخاتم اللي في الطقم طاح من البنت..و مشى وهو لابسه في إصبعه و يطالعه..و يتذكرها..
في المزرعه/
كانوا البنات جالسين في المطبخ يحضرون القهوه..و جت عندهم شوق..
حلا: وين كنت؟
شوق: في قسم الرجال
أسيل: سيف للحين لحاله ماجاء أحد؟
شوق: لا حتى سيف راح
أسيل: توي شايفه سيارته
شوق: راح في الوانيت
أسيل استغربت: في الوانيت! ليه؟
حلا تضحك: تخيلي شكله خساره فاتنا
أسيل: من زينك تضحكين على سيف!.......تتوقعين يجي قبلهم عشان نشوفه
لينا تضحك: ما مداك معترضه اللحين تبين تتفرجين!
وتركتهم لينا و هم يعلقون على شكل سيف في السياره..و هي مو قادره تبعد الفكره اللي جت في بالها..هاذي أول مره يجون للمزرعه بدري..و يكون قسم الرجال مافيه أحد..يعني تقدر تشوف المكان اللي من سنين ما شافته..مشت وكل ما تقرب أكثر كانت دقات قلبها تقوى..و أول ما وصلت لمكانهم عند شجرة الليمون..نزلت دموعها..(آه يا يوسف..وش كان بيصير لو كنت معي اللحين؟ كيف تركت لينا لحالها؟ و أنت عارف إنها ما تقدر تعيش من غيرك..حاولت أبي أنساك بس ما أقدر ولا أبي أنساك..مابي أطلع من هالحزن لأنه الشي الوحيد اللي يربطني فيك)
تذكرته..تذكرت ملامحه المبتسمه..اللي محفوره في خيالها..و صوته..كانت تخاف يجي يوم و تنساه..يجي يوم و إذا سرحت فيه ماتسمعه..و مثل ماتسوي دائما..غمضت عيونها..و تذكرته..سمعته يناديها..لكنه ما كان صوته..لكن الصوت مألوف و تعرفه..فتحت عيونها و انصدمت يوم شافت طلال قدامها..طالعته بحزن..و خوف..و قهر..نفس نظرتها له آخر مره شافته فيها..قبل ثلاث سنين..يوم وفاة يوسف..نزلت دموعها على خدها..و هي تحس بالنار اللي تقيد فيها كل هالسنين تزيد..كانت بتروح لكنها سمعته يتكلم..
طلال: للحين نفس النظره يا لينا
التفتت عليه..و شافته معطيها ظهره و يتكلم بشرود..ما عرفت هو يكلمها..أو يتكلم مع نفسه..
طلال: للحين تلوميني على وفاته! كلهم تعاطفوا معك لكن ما أحد حس فيني و قدر خسارتي لأعز صديق..حتى أنت مع إنك أكثر وحده تعرفين وش كان يوسف بالنسبه لي
لينا ماستحملت تسمع أكثر..اسم يوسف رجع لها كل الألم..و وجودها بهالمكان و شوفة طلال خلتها تنهار..ركضت و هي مو شايفه من الدمع اللي ملأ عيونها..
التفت لها طلال..و شافها تروح بعيد..حس بغصه..(آه منك يا لينا يا كثر ما عذبتي هالقلب ولا يوم حسيتي فيه..و لا يوم بتحسين)
جلس في المكان اللي كانت واقفه فيه..و رجعت ملامحها تنرسم قدامه من جديد..(تغيرتي يا لينا!على الأقل صرتي أهدأ.. آخر مره شفتك فيها بوفاة يوسف يومها فجرتي كل حزنك و قهرك فيني..و ظلت ملامحك المفجوعه..ورعشة صوتك الغضبان..في داخلي كل هالسنين..و انمسحت صورة حبيبة الطفوله العذبه..لكن بتظلين مثل ما أنتي دائما..حلم حزين..لا أنا قادر أصحى منه و أنساه..ولا أنا قادر أطوله)
رجع يتذكر أحلى أيامه..أيام الطفوله معها..كانت الوحيده اللي تتحكم فيه.. و تتشرط عليه..و هو مو قادر يرفض لها طلب..كان كل ماراح مع أهله و شافها..يترك الكل و يجلس معها..لين في يوم..جاء ولد عمتها يوسف..العمه اللي اختفت بعد إصرارها على الزواج من واحد رفضه أبوعمر..و انقطعت عنهم..و بعد كل هالسنين..رجع لهم ولدها اليتيم بعد وفاة أبوه..و عاش معهم..و من يومها..تغيرت عليه لينا..ما صارت تتكلم إلا عن يوسف..ما صارت تجلس إلا مع يوسف..و صارت تسوي كل اللي يبي يوسف و بس..لحد ما كبرت و تغطت..و بعدت المسافه بينهم..أما يوسف..فكان معها في نفس البيت..يشوفها كل يوم..يكلمها أي وقت..و هالشي اللي ما تحمله طلال..و خلاه يكره يوسف من كل قلبه..أو يحاول يكرهه..لأن يوسف كان إنسان صعب ينكره..كان الكل يحبه..حتى طلال رغم محاولاته الكثيره إنه يكرهه..ما قدر إلا إنه يحبه..ومع الوقت صار أعز صديق له..لكنه مع كل هذا..ما قدر ينسى لينا..خاصه و هو يسمع من يوسف عنها كل يوم..لين جاء ذاك اليوم..اللي رش على جرحه الملح..و إعترف له يوسف بحبه للينا..و الأكثر من كذا إنها تبادله هالحب..و مات آخر أمل له في قلبها..و قرر إنه يقتل هالمشاعر في مهدها..و يدفنها في قلبه للأبد..و يحاول يفرح لفرحة صديق عمره..اللي انحرم من كل شي في هالدنيا..و ما ملك غير قلب واحد..و دام هالقلب حبه..ما كان قدام طلال غير إنه يتمنى لهم التوفيق..و خلته الأيام..الشاهد على قصة حب حبيبته..و أول من يسمع أحداثها..
وصل الكل ما عدا أم العنود..اللي كانوا بيجون مع ناصر..وفي جلسة الحريم..
أم راكان: أجل تقولين فسختوا الخطبه
أم فارس: شفنا إننا استعجلنا البنت توها صغيره
أم راكان: إيه خليه يفتح شركته و ألف واحد بيتمنى يعطيه بنته و مو أي أحد أكبر العائلات بتناسبه يعني نسب يرفعه
أم فارس: الله يكتب له اللي فيه الخير أنا بس أبي اشوفه مستقر ومرتاح
في مكان بعيد من المزرعه_كانت أسيل و رغد يتمشون..و جتهم حلا..
رغد: بسم الله وش فيها ملامحك معتفسه؟
حلا: لينا
أسيل: وش فيها؟
حلا: هذا اللي أبي أعرفه
أسيل: وش قصدك؟
حلا: شفتها قبل شوي جالسه لحالها و سرحانه عيونها حمراء أكيد كانت تصيح
رغد: ليه؟
حلا: ما رضت تقول
أسيل: تتوقعين أحد قال لها شي؟
حلا: لا هي للحين ماشافتهم و لا سلمت عليهم
رغد: صح هي كانت مختفيه حتى أنا ما سلمت عليها
أسيل: أجل وش فيها؟
حلا: مادري هي من أسبوع بس في غرفتها و ما تتكلم مع أحد من يوم خطبها خالد
رغد و أسيل: خالد؟!!
حلا: إيه
رغد: خالد ما غيره صديق العيال
حلا: إيه هو بلحمه وشحمه
رغد: و هي وافقت؟
حلا: لا
أسيل: ليه خساره؟ والله خالد يهبل
حلا: يازينه فيصل يسمعك اللحين
أسيل: وجع أنا قصدي تستاهله لينا
رغد: صح هي ليه ما تبيه
حلا تتنهد: المشكله مو في خالد المشكله في لينا
أسيل: وش فيها؟
حلا: أنا كنت حاسه بس ما بغيت أصدق لكن رفضها لخالد أكد لي هالشي
رغد: حلا وش تتكلمين عنه؟
حلا: لينا للحين ما نست يوسف وما ظنيت بتنساه
دمعت عيون حلا من طاري يوسف..و من حزنها على حالة أختها..
رغد: الله يرحمه بس لينا توها صغيره والعمر قدامها حرام اللي تسويه في نفسها حتى دراستها ما كملتها
حلا تمسح دموعها: هاذي أمي حصه و البنات وصلوا
سلموا عليهم..و راحوا معهم للداخل..و هم ينزلون عباياتهم في وحده من الغرف..
ياسمين: الكل جاء؟
أسيل: إيه الصالح و الطالح
ياسمين تضحك: و مين الطالح؟
حلا: أكيد عمتها و بناتها
أسيل: و معهم عله مجانيه سهى
ياسمين: خالتك فيه يا رغد؟
رغد: إيه
حلا: ما سمعنا صوتك يا جوري؟
جوري: مادري وش أقول؟
رغد: صح والله إنكم ماتستحون نازلين سب في الناس حتى ماعرفتوني عليها
أسيل: هاذي جوري تعرفينها..جوري هاذي بنت عمي الحلوه رغد يكفيك تعرفينها أما البقايا الباقيه اللي بتشوفينهم اللحين فلا تهتمين فيهم و كلامهم دخليه من إذن و طلعيه من الثانيه
ياسمين: يله خلونا نطلع تأخرنا
في قسم الرجال_رجع سيف وشاف كل العيال فيه..حتى نادر..
سيف: غريبه راضي علينا يا نادر
نادر: بكره تتخرج و تشتغل و تعرف إنه ما بيبقى لك وقت
عمر: أنت و فارس بس تتحججون بهالشغل كلنا نشتغل ما قطعنا بأهلنا مثلكم
فارس: أنا كل ما طلعتوا في المزرعه أكون فيه
فيصل يتريق: كثر الله خيرك
فارس: شفتم وشلون لا تقولون مقصر
عمر: خلاص خلونا نتفق على مكان كل جمعه نتجمع فيه
نادر: كل أسبوع! أنت الظاهر ناسي مصنعك
سيف: عمر صادق الجمعه ما فيه أحد عنده شغل كثير
عمر: هاه وش قلتم؟
فارس: أنا معكم
سيف: و أنت يا نادر؟
نادر: يصير خير
عمر: لا خيرك عارفينه حنا قول وعد
نادر يضحك: خلاص وعد
عمر يلتفت على طلال..اللي من جلسوا ما تكلم..و باين عليه الضيقه على غير عادته..
عمر: طلال وش فيك؟ مو معنا أبدا
طلال يقوم: مافيني شي عن إذنكم
تركهم وراح..
عمر: وش فيه؟
فيصل: غريب أول ماوصلنا كان طبيعي من بعد ماراح يتمشى في المزرعه مادري وش جاه!
طلال راح عنهم بعيد..يتمشى في الأماكن اللي كان يروح لها هو و يوسف..(بعدك كل شي تغير يا يوسف..حتى لينا..اللي كان مصبرني على فراقها إنها كانت معك..و كانت مرتاحه..لكن اللحين..مجروحه..و أنا ما بيدي شي..سامحني يا يوسف يوم تركتها لك عرفت تسعدها..لكن يوم تركتها لي ماقدرت أسوي لها أي شي)
عمر: طلال
طلال يلتفت: عمر!
عمر: وش تسوي هنا؟ المكان ظلام ومافيه نور
طلال يتنهد: تذكرت يوسف الله يرحمه
عمر بحزن: الله يرحمه
عمر سكت و هو يتذكر حالة لينا..و اللحين طلال..كلهم لا يمكن ينسون يوسف..لينا خسرت خطيبها اللي تحبه في اليوم اللي بتصير فيه ملكتهم..و طلال اللي كان السبب في الحادث و موت أعز صديق له بين يديه..
عمر: قوم يا طلال خلنا نروح للعيال
طلال: أبي اجلس لحالي شوي
عمر: على راحتك بس ربع ساعه لو ماجيت.....
طلال: لا تخاف بألحقك
في قسم الحريم=
كان الكل مجتمع في الجلسه يتقهوون و يسولفون..لكن طبعا كانت فيه سواليف جانبيه..
أم راكان بهمس: هاذي اللي بيخطبونها لفارس! زين إنه هون عنها
ريهام: بس حلوه
أم راكان: الحلوات كثار بس الواحد يدور على اللي يفيده
ريهام: وش قصدك يمه؟
أم راكان: يعني على الأقل يخطبون له ياسمين بكره لا توفى خالها تلقين وراها ورث مو وحده ماينعرف مين أهلها بس عشانها بنت قريبتهم اللي لهم سنين مايعرفون وش عيشتها
ريهام: صح والله كيف يسكنونها عندهم كذا!
أم راكان: مو عارفه أم العنود و أم فارس يحبون يتصدقون على المحتاجين
ريهام: إيه بس مو لهالدرجه!
رجعوا الكل يسولفون..لكن أسيل انقهرت و ملت..لأن هالمره مرام و سهى جالسين قريب منهم و يسولفون معهم..و استغربت أكثر من مرام اللي هالمره لابسه قناع الطيبه و الذوق..
جوري تهمس: شكلها طيبه بنت عمتك ليه تكرهينها
أسيل: ما شافت الطيبه هي بس تتميلح تبي تسوي لها جو ما تطول لين تبين على حقيقتها و أذكرك
و مثل ما قالت أسيل..أول ماقاموا الحريم و صاروا البنات لحالهم..بدى الغرور و الدلع يبان عليها..و كان كل كلامها يبين فيه إنها تقولهم إني أحسن منكم..حست جوري إن الجو مكهرب بين البنات وإن كل وحده ترمي كلام على الثانيه..و هي ما عرفت وش وضعها بينهم..استأذنت منهم تبي تروح عند ياسمين ولينا و أسماء..
و مشت جوري من عند البنات..و شافت من بعيد راكان جالس لحاله..و بجنبه كوره ما يلعب فيها..ابتسمت بحزن..و هي تتذكر حالتها اللي تشبه حالته..أيام ماكانت في بيت عمها و الكل مع بعض و فرحانين..و هي دائما لحالها..عشان كذا كسر خاطرها راكان و راحت له..
جوري: راكان ليه جالس لحالك؟
راكان بعصبيه: تتريقين أنت و وجهك!
جوري خافت: لا والله بس شفتك لحالك و.......
راكان يقاطعها: و أنت وش دخلك
جوري: كنت أبي ألعب معك
راكان ماصدق لأن شوق و رنا مايحبون يلعبون معه..و البنات الكبار دائما ما يعبرونه..حتى خواته و أمه كل مايشوفونه صرخوا في وجهه..أول مره أحد يكلمه بإحترام و حنان..
راكان: أنت مين؟
جوري تبتسم: أنا قريبة ياسمين تعرفها؟
راكان: الطويله
جوري تضحك: إيه
راكان: أول مره أشوفك
جوري: كنت عند عمي
راكان يتذكر: أنت اللي خطبك فارس ثم هون
جوري انحرجت إن هالسالفه حتى الصغار يعرفونها..
جوري: إيه
راكان: أحسن وش تبين فيه فارس لعين دائما يصارخ علي
جوري: ما تبي نلعب؟
راكان: أول وش اسمك؟
جوري: أنا جوري
راكان: تعرفين اسمي؟
جوري: ايه أنت راكان
راكان انبسط: يله تلعبين كوره
جوري: إيه بس علمني ترى ما أعرف وبشويش لأني أخاف
راكان: أووف هذا من أولها
بدت تلعب معه و هو فرحان إنه يستعرض عندها..و هي مو عارفه تلعب..و كل شوي مسجل عليها هدف..مروا من عندهم البنات رايحين داخل وشافوهم..حلا كانت دائما تتهاوش مع راكان لأنه يضرب شوق..و كانت ماتطيقه..
حلا: جوري بندخل ماراح تجين؟
جوري: لا بألعب مع راكان لازم أسجل لو هدف
مرام: ترى ما ينعطى وجه اللحين يعصب يرمي الكوره على وجهك
راكان: اقلبي وجهك و إلا بتجيك الكوره أنت يالمنافقه
مرام انقهرت من أخوها اللي فشلها..أما أسيل فمع إنها ماتطيق راكان إلا إنه أعجبها باللي قاله..لأنه لقى الوصف المناسب لأخته..و بما إن هالمنافقه لازقه فيهم من اليوم..شافتها فرصه إنها تفتك منها..
أسيل: والله مسكينه ياجوري أنا بأكون معك فريق و نسجل هدف على راكان
راكان و الكل استغرب..هاذي أول مره تكلمه أسيل أو تعبره..دائما ماترد عليه حتى لو كلمها..
حلا بإستغراب: بتلعبين معه؟!
أسيل: إيه و عشان يتعادل الفريقين أنت مع راكان و أنا و رغد مع جوري
راكان يطالع حلا و رغد اللي متأكد إنهم بيرفضون..لكن هم فهموا إن أسيل تبي تقهر مرام..و وافقوا..و لأن حلا تحمست للعب..
حلا: أوكيه يله نلعب بس اللي يفوز يطلب من الفريق الخسران أي شي
أسيل: خلاص..مرام و سهى بتلعبون؟
مرام بقهر: لا مخلين هبال البزران لك
مشت بقهر هي و سهى..
مرام: تدرين ترى هي ماتطيق راكان بس لعبت معه عشان تصرفنا تضايقت من جلستنا معهم
سهى: صدق مغروره و اللي يقهرني رغد تمشي وراها و ما تقولها لا
مرام: صبرك علي يا أسيل أنا أوريك
سهى: ليه ما خليتينا نلعب معهم و نقهرها
مرام بغرور: أنا اقعد أنطط ورى الكوره قدام الحريم كأني خبله
سهى تفشلت: أنا قصدت عشان نقهرها
مرام: أنا و ياها و الزمن طويل دامنا افتكينا منهم تعالي أفرجك على مكان سري
و راحت معها لشباك بعيد في الممر تحت الدرج..و كان يطل على قسم الرجال..و من بعيد قدروا يشوفون العيال يلعبون كره طائره و بعضهم يشجع..مرام كانت ودها تشوف نادر من زمان ماشافته..أما سهى فتعلقت عيونها في فيصل اللي كان واقف يشجع و يضحك..و زاد قهرها على أسيل..بعد لحظات من وقفتهم..
مرام: يله تعالي نروح قبل يجي أحد و يشوفنا
سهى و عيونها على فيصل: لا حرام عليك انتظري شوي
مرام حست إن سهى مهتمه في أحد..لكن الجهه اللي كانت مركزه معها سهى..واقف فيها طلال و فيصل..و ما عرفت مين..لكن فيصل دق جواله و راح بعيد يكلم لين اختفى..تنهدت سهى و التفتت على مرام وكأنها توها تحس بوجودها..
سهى: تبين نروح
مرام: يله أخاف أحد يشوفنا
راحت مرام و هي عارفه اللحين سبب كره سهى لأسيل..
بعد ساعه_خلصوا البنات لعب..و تركوا راكان يلعب مع شوق و رنا اللي رضوا عليه بعد ما شافوا البنات يلعبون معه..
حلا: يا حليله راكان والله كنا ظالمينه
أسيل: مو مننا من أهله
رغد: ماتلاحظون اليوم كافين عننا لسانهم
حلا: ماشفتي عمتك هي وبنتها كيف يتهامسون كل الوقت
أسيل: آه يامن يرجعهم للشرقيه..جوري وش رأيك فيهم؟
جوري: مادري بس حسيت إنهم يكلموني برسميه مو مثلكم عفويات
رغد: هم كذا دائما الوحده تحلفين عليها عشان تضحك
أسيل: غيروا سيرتهم مايكفي من اليوم مقابلينهم..جوري وش سجلتي فيه؟
بدت تسولف أسيل مع جوري..و حلا انتهزت الفرصه..
حلا تهمس: رغد وش صار مع نادر؟
رغد: كل ما صارت فرصه جبت طاريها لين حسيت إنه بدأ يعرفها..أنت و بنت خالتك اللي شكلكم ماسويتوا شي
حلا: إيه نادر وش حليله تجلسينه و تسولفين عليه عادي بس ياسمين صعب تحددين السواليف اللي تكلمينها فيها
رغد: أنتم اللي ماتعرفون تتصرفون..شوفيها هي و لينا جايين لنا أعلمك اللحين كيف تخلينها تسمع غصب
وصلت عندهم ياسمين و لينا..و صاروا يسولفون..
بعد ساعات انتهت العزيمه..و الكل انبسط..مع إن فيه قلوب كانت في مكان ثاني..وحاضره بس في جسدها..