@،،النــزف الحـادي عشـــر،،@
في بيت أم عمر/
صحى عمر و شاف الوقت ليل..ما عرف كم من الوقت نام..و لا عرف الأفكار اللي كانت تضج براسه حقيقه أو أحلام.. مل من تقلبه..شاف ساعته لقاها عشر..قام و هو يتأفف..(و كأن هذا اللي ناقصني!)
طلع من غرفته و نزل تحت و شاف حلا في الصاله..قامت تسلم عليه..و بعد ماجلست..
حلا بفرحه: تدري إن مساهير رجعت
عمر يطالعها بإستخفاف: و الله بدري! كان انتظرت عشر سنين أحسن
حلا: لا هي.....
عمر يقاطعها: تراي جوعان روحي خليهم يجهزون العشاء مو فاضي أنا اسمع قصة حياة مساهير
راحت حلا للمطبخ..و شافت لينا و شوق..
حلا مبرطمه: عمر صحى جهزوا العشاء
لينا: وش فيك مكشره؟
حلا: متحمسه بأسولف لعمر عن مساهير أبي اشوف ردة فعله إذا عرف إنها رجعت آخرتها ما هتم و فشلني
لينا تبتسم..(كنت عارفه إنك تغيرت يا عمر مو أنت عمر الأول اللي فاضي يحب و يسأل و يهتم..الظاهر إنك نسيتها من زمان)
شوق: حتى أنا اليوم الصبح قلت له إنها رجعت و بعد ما سألني و أخذ الأخبار مني عصب علي و قال تراك أزعجتيني
حلا بخبث: و مسويلي فيها ثقيل و مايبي يعرف أخبارها وهو آخذ التفاصيل من رويترز
لينا: تتوقعين للحين يفكر فيها؟
حلا: على الأقل مقهور منها لأنه قال(تقلد لهجة عمر) بدري كان انتظرت عشر سنين
دخل عليهم عمر و سكتوا فجأه..و كل وحده تطالعه..
عمر: خير أول مره تشوفوني!
حلا تصرف: لا بس اشتقنالك هاليومين اللي سافرت فيهن ما لقينا أحد يهاوشنا
على العشاء_كانوا جالسين يسولفون..لكن حلا كانت تطالع عمر و ناويه تتسلى فيه..(مو مسوي نفسه و لا هامه بنشوف)
حلا: تدرين يمه لازم نسوي عزيمه لكل الجيران عشان نحتفل برجعة مساهير
لينا: والله فكره
عمر: الحمدلله
أم عمر: وين ما أكلت شي!
عمر: شبعت لازم اطلع اللحين
راح و حلا تطالعه بخبث..(أبي افهم ليه مو طايق سيرتها؟ زين ما يحبها بكيفه لكن ليه معصب عليها؟)
في بيت أم راشد/
كانت مساهير تدور في غرفتها و هي تفكر..(كل شي تغير..كنت احس إني راجعه لحياتي اللي قبل..نسيت إن خمس سنين وقت طويل ما يبقي أحد على حاله..أبو عمر توفى..و يوسف توفى و طلال السبب و لينا اللي متعلقه للحين بالماضي صرت احسها بقايا إنسانه..آه وعمر..وش تأثير كل هذا عليه؟ تغيرت أنت بعد؟......ياليت اعرف ردة فعلك إذا عرفت برجعتي؟ تهتم؟ أو الحب القديم مات في قلبك..و صرت في حياتك اسم مثل باقي الأسماء)
تمنت إنها ماتركتهم زمان..تمنت إنها عاشت معهم أحزانهم..قهرها شعور إنها غريبه بين أهلها..لأنها من يوم رجعت حست إنها لقت نفسها..كل السنين اللي عاشتها مع أبوها و عمانها ما كانت تحس بحياتها..كانت تمثل إنها منهم..مع إنها و لايوم حست بالإنتماء لهم..(أمي و راشد تقبلوني بسرعه و حسيت إنهم مثلي فرحانين برجعتنا لبعض..و لينا و حلا و خالتي أم عمر كلهم ما نسوني حسيت إني للحين غاليه عندهم و كأني ما غبت كل هالسنين..بقى أنت يا عمر؟......و الله إني غبيه..على بالي إني للحين مراهقه..خلاص أنا كبرت و عمر أكيد كبر تفكيره..و صرت مجرد ذكرى من أيام الطفوله ما تثير فيه اللحين أي مشاعر..)
*من بكره*
في بيت نجود/
صحت نجود الفجر..و يوم شافت سيف نايم جنبها كانت بتصرخ..لكنها مسكت نفسها و تذكرت إنها تزوجت..و الظاهر زوجها ما يضيع وقته..قامت من سريرها..و طلعت من غرفتها كلها..راحت تسبحت و بدلت ملابسها..لبست بنطلون جنز رمادي باهت و قديم..و تي شيرت واسع و طويل لونه أسود..و رفعت شعرها الأسود الطويل و لفته بآخر راسها..شافت نفسها بالمرايا..و ارتاحت لمنظرها اللي ما يلفت النظر أبدا..و ما فيه أي أناقه أو أنوثه..صلت الفجر و هي تدعي ربها يكفيها شر هالحياة الجديده اللي دخلتها..و راحت لغرفة أمها و شافتها تصلي..طلعت و راحت للمطبخ تسوي فطور لأمها..عشان تأخذ علاجها..أخذت الخبز من الثلاجه و راحت تسخنه على النار..و طلعت البيضتين اللي أخذتهم من الجيران عشان أمها اللي محتاجه أكل يحسن صحتها..سوت لها حليب و هي تطالع العلبه اللي مابقى فيها شي لبكره..و تتحسر..توه باقي يومين على معاش الشوؤن اللي ياخذونه..راحت لأمها و شافتها في الصاله..
أم نجود: نجود؟
نجود تحط الفطور: صباح الخير يمه
أم نجود: صباح النور
راحت لها و هي واقفه تتسند بالجدار عشان تعرف طريقها..و مسكتها مع يدها لين ماجلستها..
و عطتها فطورها..
أم نجود: وش أخبارك يمه؟
نجود: الحمدلله
أم نجود: افطرتي
نجود: هذا أنا افطر
و بدت تشرب من الماء اللي جايبته عشان تقنع أمها إنها تفطر معها..
أم نجود: و زوجك وينه؟
نجود: نايم
أم نجود: يعني هو للحين هنا؟
نجود: إيه
أم نجود: سويتي له فطور؟
نجود: هذا اللي ناقص نفطره بعد! يروح يفطر عند أهله
أم نجود: أجل وديني غرفتي أخاف يصحى
ودتها نجود غرفتها..و هي عارفه إن أمها ماتبي تشوف هالزوج..و لا هي راضيه عن الزواج كله..بس ما كان بيدها حل إلا إنها تعارض أمها هالمره..يعني إذا ماتصرفت هي من اللي بيتصرف..خافت إن خالها يضغط عليهم و يضطرون يبيعون البيت..طالعت غرفتها بقهر..و هي تتمنى تستأصلها باللي فيها من البيت كله..(وش فيه هذا ما يقوم؟)
في غرفتها_صحى سيف..مصدع راسه من صوت المكيف العالي..و هو حاس بالحر..و كأن هالمكيف على هالإزعاج مايشتغل..غمض عيونه يستوعب وش صار..تذكر أمس..كيف نسى الدنيا..و لا كان مهتم إلا فيها..(نجود! آه يا نجود وش سويتي فيني؟)
فتح عيونه يطالع المكان اللي هو فيه..غرفتها..دارت عيونه فيها..شاف جدرانها المتصدعه..و تسريحتها اللي كانت مرايه معلقه على الجدار وطاوله..ما عرف هي مكتبه أو تسريحه..كان عليها كتب و أقلام..و شاف دولابها اللي كان بدرفه وحده و الثانيه مكسوره..و انتهى بسريرها الصغير اللي رجلينه تعدته و هو نايم عليه..جلس على السرير و شاف وسادتها..كانت كاتبه عليها بقلم أخضر..{نجودي أنت قويه..نجودي تحدي الأيام..نجودي في النهايه بتنتصرين}
ابتسم بحزن..و التفت لغرفتها كانت صغيره بالحيل..لدرجة إنه يحس إنه ملاها..(يعني اللحين أنا متزوج! وش بيصير بعدين؟ ماتخيلت نفسي أنزل أبدا لهالمستوى..زواج مسيار! و أنام مع وحده ما أعرف عنها غير اسمها! مادري وين راح عقلي و تفكيري؟حاس إن كل اللي أنا فيه خطأ بخطأ..و هي ياترى وش تحس فيه اللحين؟ وش تقول عني؟)
كانت الأفكار تدور في راسه..و يحس ان ما فيه أي طاقه..و مو قادر يركز تفكيره و يعرف وش بيسوي..(لازم اصحصح أول و آخذ وقت ارتب فيه أفكاري..واللي بأقوله لها)
و كأنه بطاريها استحضرها..شافها واقفه عند الباب..تطالعه بنظرات خاليه من أي مشاعر..حس بنبضاته تزيد أول ما شافها..كان وجهها مثل الصبح ..ابتسم لاشعوريا..و نسى كل اللي كان يفكر فيه..
سيف: صباح الخير
نجود: صباح النور
سيف كان يطالعها يحاول يعرف إحساسها..لكنها كانت عاديه..تكلمه و تطالعه و كأنهم من سنين مع بعض..
سيف: أبي آخذ لي شاور
نجود تأففت بسرها..(الظاهر إنه ناوي يطول..هذا ما عنده أهل يروح لهم؟ لايكون مقطوع من شجره و أتورط فيه! ناقصه أنا مصاريف)
سيف يطالعها: فيه شي؟
نجود: لا تعال معي
مشى وراها سيف و هو يطالع البيت و يطالعها..وقفت عند باب الحمام..
نجود: بأروح أجيبلك منشفه
راحت نجود و سيف يطالعها..مستغرب كيف تكلمه و تتصرف معه عادي..و هو كان منحرج و ياله يتكلم..
بعد ربع ساعه طلع سيف..دورها في غرفتها ماشافها صلى الفجر..و رتب الكلام اللي بيقوله لها..و نزل تحت..و شافها واقفه عند باب المدخل....راح و وقف جنبها..كانت السماء زرقاء..و الصبح توه بدأ يطلع..و نسايمه الخفيفه أرست لوجهه خصلات انفلتن من شعرها..شم فيهن ريحة الورد..حس ان الدنيا واقفه على هاللحظه..و سرح لبعيد..لكنه و بصعوبه رجع نفسه للواقع عشان يقدر يكلمها..
سيف: نجود لازم نتكلم
نجود تلتفت عليه..و تتقدم خطوتين و تجلس على درج المدخل..
نجود: تكلم اسمعك
سيف بإستغراب: هنا؟!
نجود: إيه
جلس مثلها على الدرج..و صار قريب منها..و يوم التفتت عليه و شاف ملامحها و بالأخص عيونها نسى كل الكلام اللي كان بيقوله..
سيف: نجود ليه كنت مضطره لهالزواج؟
نجود: مثل ماقلت لك أمس أبي ولي أمر لي غير خالي لأنه يبي يآخذ البيت هو باع حصته في البيت لأمي من سنين لكن اللحين يبينا نبيعه و نروح نسكن عنده
سيف يطالع البيت المتهالك و هو بنظره إنه مايسوى تضحي بنفسها عشانه..
سيف: أبوك متوفي؟
نجود: لا في السجن
سيف كان بيشهق لكنه مسك نفسه..
سيف: ليه؟
نجود: عليه دين ما قدر يسدده
سيف: و أنت ماعندك أقارب؟ اخوان؟
نجود: لا
سيف: و مين اللي يصرف عليكم؟
نجود: نآخذ معاش من الشؤون
سيف: و مين مسئول عنكم؟ يعني إذا احتجتم شي
نجود: أنا مو محتاجه لأحد
سرح سيف يستوعب الكلام اللي سمعه و يحاول يتخيل حالتها..ما توقع إنها وحيده و فقيره لهالدرجه..يطالعها و يحس إن كل هالمكان ماتستاهله..
أما نجود فكانت مستغربه ليه يسأل..و توقعت إنه يبي يتطمن إن ما فيه لها أحد بهالدنيا يحاسبه عشان يجي عندها و يروح على راحته..و احتارت هو ليه للحين ماراح..مو بشاير تقول إن زوجها أول مايصحى يروح..هذا وش يبي للحين جالس..
سيف: أنا بأروح اللحين تبين شي؟
نجود بإستغراب: لا وش راح أبي يعني!
سيف: أي شي يمكن تكونين محتاجته
نجود: لا قلت لك مو محتاجه شي من أحد
سيف: بس أنا مو أي أحد أنا زوجك..عندك جوال؟
نجود تطالعه بقهر..(وش فيه هذا مايفهم أو مو صاحي..اللحين مايشوف البيت و الحاله اللي حنا فيها..بعد كل هذا يسأل عندك جوال)
نجود: لا
سيف: أجل كم رقم تليفون البيت؟
نجود: ما عندنا خط ثابت
سيف يتنهد: زين أنا رايح مع السلامه
نجود من غير إهتمام: مع السلامه
طلع سيف و ركب سيارته وراح للمزرعه عشان يأخذ سيارته الأصليه..(حياتها غريبه..ما تخيل ان فيه بنت بعمرها تتحمل كل هالمسئوليه لحالها..كل اللي مرت فيه أكيد هو اللي خلى عندها هالقوه و الإعتماد على النفس..بس هي وش تحس في هالزواج؟ عندي إحساس إنها و لا فارق معها متزوجه أو لا)
أما نجود فأول ما طلع سيف راحت تتطمن على أمها..ثم راحت لبشاير..اللي خافت يوم شافتها جايه بدري كذا..
نجود: زين لقيتك صاحيه
بشاير: و أنا قدرت أنام أصلا
نجود: ليه صاير شي؟
بشاير: كنت أفكر فيك..نجود مو قادره أصدق إنك تزوجتي مسيار
نجود: و لا أنا للحين مو مصدقه قبل شوي يوم طلع من عندي حسيت إني افتكيت و مابي أفكر إنه بيرجع مره ثانيه
بشاير: و كيف لقيتيه؟
نجود تتنهد: مادري احس تصرفاته و نظراته حتى كلامه غريب
بشاير: ليه؟
نجود: ما رتحت له خاصه نظراته احسها تأخذ كل الأكسجين مني لين ما أقدر آخذ نفسي
بشاير: أكيد نظرات تفحص
نجود: هذا اللي كنت متوقعته بس لا مو كذا
بشاير: أجل كيف؟
نجود: احسه و هو يطالعني سرحان و يفكر بشي ثاني
بشاير: و الله ما فهمت عليك! زين تكلمتم قالك متى بيجي مره ثانيه
نجود:لا..بس سألني عندي أقارب و مين يصرف علينا.....ايه و قبل يروح سألني لو كنت محتاجه شي
بشاير: يمكنه اللحين فرحان فيك يعني أول الزواج دائما كذا يكون متحمس قبل يمل لكن إذا تعود عليك يبدأ هو اللي يطلب مو أنت..هو كبير؟
نجود: لا تحسينه بالعشرينات
بشاير: ما عرفتي عنه شي؟
نجود: لا كان كل همي إني ارتاح منه
بشاير: للحين ما نقدر نعرف مين هو أو كيف بيعاملك..الله يستر منه
نجود: و لا يهمك أنا ماراح أكون ضعيفه قدامه