عرض مشاركة واحدة
  #20  
قديم 08-21-2010, 04:21 PM
 

في بيت أم فارس/

رجع سيف و أهله للحين نايمين..و دخل غرفته و أخذ له شاور على مستوى و بدل ملابسه..و جلس على السرير وملامح نجود و صوتها تدور في باله..و فز يوم انفتح الباب فجأه..
أسيل بقلق: سيف الحمدلله إنك جيت وين كنت؟
سيف: صاير شي؟
أسيل: لا بس خفت عليك ما نمت و أنا انتظرك..و من أمس ادق عليك مقفل جوالك
سيف بإرتباك: أنا..كنت ناسي اشحنه..جلست في شقة واحد من العيال و راحت علي نومه
أسيل: المهم إنك بخير..افطرت؟

سيف تذكر إنه حتى ما تعشى..و توه يحس بالجوع..
سيف: لا و ميت جوع
أسيل: اللحين اخليهم يجهزون لك فطور

طلعت أسيل و سيف يطالعها بحنان..كانت دائما تحبه حيل و تهتم فيه..و سأل نفسه لو عرفت إن هالأخو اللي تعزه و تفتخر فيه يكذب عليها و إنه متزوج مسيار..وش بتكون نظرتها له..وش بتكون نظرة أهله..(مع كل هذا مو قادر أتراجع فيه شي يشدني لك يا نجود و مو قادر أقاومه..احس إنك محتاجه لي..و ما أقدر اخليك لحالك)



في بيت أبونادر=العصر/

كانت رغد جالسه في الصاله مع رنا و أمها..و دخل عليهم نادر و طلال..و جلسوا يتقهوون معهم و يسولفون..أما رغد فكانت سرحانه تفكر في إخوانها..نادر و طلال..كل واحد عنده هم مو معترف فيه..(نادر صار أحسن اللحين على الأقل صرنا نشوفه يجلس معنا لو كانت هالجلسه ما تكمل ساعه و حتى صار يطلع كل جمعه مع الشباب و يدخل معهم..بس طلال مين يقدر يشيل من باله عقدة الذنب اللي يحسها اتجاه لينا)
طلال: رغوده وين رحتي؟
رغد: أفكر
طلال: في إيش؟
رنا تتلقف: بالفلم اللي شافته اليوم و طلعت و عيونها منفخه من الصياح
فيصل يدخل: و أنا أقول وش جاب الهنود في حلمي أثاري هذا صوت تلفزيونك أنا الغلطان اسكن جنبك صدق لا قالوا أختار الجار قبل الدار
رغد: أشوفك صحيت بدري..ليش توك تقوم؟
فيصل: من إزعاجك مانمت إلا بعد ما خلص الفلم
رغد: نادر أنت سمعت شي؟
نادر: لا
رغد: شفت إنك كذاب
فيصل: نادر غرفته قدامك مايسمع أنا جداري بجدارك
طلال: عاد هي وش ذنبها كان أذانيك تسمع من ورى الجدران
رغد تضحك: حلوه

و دق جوالها..و فيصل قريب منه و أخذه يشوف الرقم بحماس..توقعها أسيل..لكنه بعد ماشاف إسم مرام رماه على رغد بملل..كان مقهور له سنه ما سمع صوتها..و من يوم تغطت عنه ما في يوم خدمته الصدفه و خلته يشوفها..
ردت رغد..
رغد: مرحبا
مرام: أهلين رغد وش أخبارك؟
رغد: تمام و أنت؟
مرام: الحمدلله..وش عندك اليوم؟
رغد: مادري للحين ماعندي شي
مرام: خلاص أنا عازمتك أنت و سهى و قولي لأسيل و حلا يجون بعد لأن ماعندي أرقامهم
رغد تفاجأت: سهى بتجي عندك؟
مرام: إيه أمي عازمه أمها و بتعزم أمك بعد
رغد: زين أكلم البنات و أقولك
مرام: انتظرك مع السلامه
رغد: مع السلامه

سكرت رغد..
أم طلال: وش تبي مرام؟
رغد: عازمين خالتي و تبي تعزمنا وتبيني أقول لأسيل و حلا يجون
أم طلال: ليه البنات مو رايحات مع الحريم للزواج؟
رغد: أي زواج؟
أم طلال: زواج وحده من معارف أم فارس
رغد: أكيد لا..أمس في الكليه ماقالوا شي
أم طلال: زين أجل قولي للبنات يجون معنا..ياحليلها مرام تبي تتجمعون مع بعض

قامت رغد تدق على أسيل مع إنها عارفه جوابها من اللحين..
أسيل: أهلين رغوده
رغد: هلا أسيل
أسيل: رغد وش رأيك تعزميني عندك؟
رغد: أنا داقه أعزمك أنت و حلا
أسيل بفرح: والله! أنا أقول ما فيه أحد يحس فيني مثل رغودتي..بس حلا ماراح تجي مسوين حفله لبنت جارتهم أم راشد اللي رجعت
رغد بخوف: إيه بس أنا مو داقه أعزمك عندي
أسيل: أجل وين؟
رغد: مرام دقت تعزمنا عندها
أسيل: أنت من صدقك؟
رغد: إيه عازميننا و خالتي و قالت أناديك أنت و حلا
أسيل بقرف: مالت عليها هذا اللي ناقص أروح لها بيتها بعد!
رغد: كنت حاسه إنك ما بترضين..أسوله تكفين عشاني مابي أروح لحالي
أسيل: استحاله
رغد: لكنها عزمتك يمكن تبي تبدأ من جديد
أسيل: لا جديد و لا قديم هي متأكده إني ماراح أجي
رغد: خلاص اقهريها و تعالي معي
أسيل: لا ما عندي إستعداد أرفع ضغطي..لا و سهى فيه بعد ماطيقها و إذا بدت تسبل بعيونها كل ماجاء طاري فيصل ودي أقوم اذبحها
رغد بملل: يعني أروح لحالي؟
أسيل: لا تروحين تحججي بأي شي
رغد: ما أقدر خاصه إذا كانت أمي رايحه لهم
أسيل: أووف أنا عارفه وش جايبهم من الشرقيه كانوا مريحين!
رغد: زين وش بتسوين أنت؟
أسيل: مادري بأشوف إذا أسماء في البيت أو بأروح لحلا
رغد: أوكي مع السلامه
أسيل: مع السلامه والله يعينك

رجعت رغد عند أهلها..و فيصل كان متحمس يوديهم عشان يشوف أسيل..
أم طلال: هاه بيجون عمتك دقت تسأل؟
رغد: لا
أم طلال: ليه حرام عليهم يفشلون مرام و هي أول مره تعزمهم
رغد: أسيل بتروح لأسماء....
أمها تقاطعها: والله أسيل مادري وش فيها صايره كذا ماتستحي..كم لها عمتها في الرياض و لا مره راحت لبيتها كل يوم طالعه بحجه شكل

قامت عنهم..و رغد تفكر لو أسيل عرفت وش قالت أمها لا و قدام فيصل..وش بتكون ردة فعلها..حتى فيصل قام معصب لأن الفرصه اللي كانت بتخليه يشوفها هي ضيعتها بعنادها..طالعته رغد بإستغراب..
طلال: أووه زعلوا على الحبيبه و مارضى عليها
رغد: أمي تبالغ و إذا انشغلت أسيل و ماراحت مافيها شي عادي
رنا: معذوره أسيل أنا اطفش إذا رحت عند عمتي
رغد: خلاص اسكتي لاتسمعك أمي مو ناقصين
رنا: خلاص عشان ماتزعل أمي دقي على حلا هي عادي تجي و خليها تجيب شوق معها
رغد: والله مصلحجيه تدور وناستها..أصلا حلا و أهلها عندهم عزيمه بمناسبة رجعة بنت جيرانهم اللي راحت من سنين
طلال يتذكر: مساهير؟!
رغد بإستغراب: مادري بس أسيل تقول بنت أم راشد
طلال انصدم: مساهير رجعت؟
رغد: تعرفها؟
طلال: إيه اتذكرها كانت دائما تجلس في بيت أم عمر و كأنها ساكنه عندهم

ابتسم طلال و هو يتذكر ذيك الأيام..أيام كانت الفرحه تعرف طريقها لقلبه..و الأهم تعرف طريقها للينا..تمنى يدفع عمره بس يشوفها لينا اللي يتذكرها..تخيل لو يوسف ما مات..كان يمكن لو عرف إنها مرتاحه..يقدر ينساها..بس يمكن رجعة مساهير ترد شوي من لينا الأولى..
طلع من أفكاره..و ماشاف عنده إلا نادر..
طلال: بسم الله وين رغد و رنا؟
نادر يبتسم: اللي آخذ عقلك قبل شوي طلعوا
طلال: و أنت ماراح تطلع
نادر: إلا رايح للشرقيه
طلال: الخميس عاد! مايمديك
نادر: بأجلس هناك أسبوع
طلال: يعني مو معنا في الطلعه بكره؟
نادر: لا زواج ولد خالي الأسبوع الجاي و أبي أساعدهم
طلال: يله نشوفك على خير
نادر: سلم على الشباب و اعتذر منهم



في بيت أم سامي/

لبست سهى و كشخت على الآخر..و هي تحط لمساتها الأخيره..سمعت جوالها يدق..شافت رقم مرام و ابتسمت..
سهى: هلا
مرام بفرح: خطتنا نجحت
سهى: والله!
مرام: و أنت عندك شك؟ انها كانت بتوافق تجي
سهى: مادري قلت يمكن عشان رغد
مرام: لا حبيبتي هي تعرف زين اننا مانطيق بعض..بس اللحين أنا عند رغد و خالتي أم طلال اني الطيبه اللي تبيها و هي المغروره اللي شايفه نفسها..وش رأيك في أفكاري؟
سهى: خطيره و أنا بعد مو هينه
مرام: و أنت وش سويتي؟
سهى بفرح: خليت سامي يروح بالسواق لصديقه و كذا ماصار عندنا أحد يجيبنا لكم غير فيصل
مرام: حلو اللحين تعجبيني..و صدقيني كلها مسألة وقت و نفتك من أسيل
سهى: أتمنى لأنه بيصير صعب اني أخسر فيصل بعد ما صار عندي هالأمل
مرام: ما بتخسرينه خليك وراي و ما بتخسرينه..بس اللحين اذا جاء لازم تسوين اللي أقولك عليه

سكرت سهى و فكرة مرام تدور في بالها..أعجبتها الفكره بس خافت ان ردة فعل فيصل تكون عكس توقعات سهى..و ترددت تسويها أو لا..لكنها و هي تنزل مع الدرج و تسمع صوته لحاله..نزلت بكل تهور و نفذت الخطه..
وقفت قدام فيصل تمثل انها مصدومه بوجوده..قبل تغطي وجهها بيدينها و ترجع من الصاله اللي كان واقف فيها..كان قلبها يدق بقوه و لا عرفت كيف كان شعوره يوم شافها..أو حتى ان كانت مثلت زين انها انصدمت بوجوده..(كنت مرتبكه ما نتبهت كيف ردة فعله..أخاف باين اني قاصده أدخل..لااا لو بان هالشي بأطيح من عينه أكيد..الله يستر من فكرتك يا مرام)
بعد دقايق كانوا معه في السياره..ما تجرأت تسلم عليه كالعاده..و لا هو حاول يسلم عليها أو يكلمها..حست انه غريب حتى بكلامه مع أمها..لكن ماقدرت تفهم وش ردة فعله على اللي صار..لأنها كانت متوتره و خايفه..و هي تعيد الموقف اللي صار يمكن تتذكر كيف كان يطالعها..أو كيف هي مثلت الموقف..بالنهايه تمنت انها ما سوت هالشي..هي مو متحمله ان فيصل مو حاس فيها كيف بتتحمل لو عرفت انه مستحقرها..



في بيت أم عمر/

رجع عمر للبيت من المصنع..عشان يبدل ملابسه و يطلع مع شلته..لكنه و هو يدخل شاف الخدامات يرتبون البيت و يدخنونه..
راح للمطبخ..و هناك شاف لينا و لأول مره متحمسه و هي تجهز و ترتب الحلويات اللي قدامها..
عمر: خير وش عندكم؟
لينا بحماس: مو قلنا اليوم بنسوي حفله بمناسبة رجعة مساهير

عمر حس بالقهر..لكنه كتم هالشعور مايبي يخرب على لينا فرحتها..و يمكن هذا الشي الوحيد اللي بتفيد فيه رجعة مساهير..
عمر: شكلك فرحانه برجعتها؟
لينا: طبعا يا عمر هاذي مساهير هاذي أختي..بس أنت شكلك نسيت و إلا كان ماسألت هالسؤال!

عمر..(ياليتني نسيت..كان ماحسيت بالقهر اللي أنا حاس فيه اللحين لدرجة لو أشوفها قدامي خنقتها بيديني)
عمر: خمس سنين تنسي يا لينا
لينا بحزن: لو كنت تحب بصدق ماراح تنسى لو بعشرين سنه

عمر حس ان هالكلام عن يوسف..و تنهد على حال لينا..اللي دائما شاغل باله..

عمر يغير الموضوع: ولو اني أشوف انها ماتستاهل هالحفله بس عشانك باسأل محتاجين شي؟
لينا: حرام عليك يا عمر ليه حاقد عليها؟
عمر: أنا مو حاقد و لا مهتم فيها أنا بس أذكر انها تركت أمها و راحت وراء أبوها بس عشان فلوسه
لينا بدفاع: عمر لا تقول كذا أنت عارف ان مساهير كانت متعلقه في أبوها بعدين أم راشد كان معها راشد
عمر بملل: قفلي على هالموضوع يا لينا لأني مالي خلق..و قوليلي تبين شي؟
لينا: لا مشكور ما تقصر
عمر: زين أنا طالع أبدل و بأروح عند العيال

تركها عمر و طلع لغرفته..و هناك فتح شباكه و شاف غرفتها للحين بستايرها الليمونيه..كانت منوره..و حس انها هناك جالسه على تسريحتها اللي مابينه و بينها غير هالستاير..هز رأسه يطرد الأفكار اللي فيه بقهر..و سكر شباكه بكل قوته..(وش فيك يا عمر ما سرع رجعتك الخبل اللي يحبها من سنين..و اللي ماتحلى له الدنيا الا لاشاف ضحكتها..بس لا أنا بأدفعك ثمن السنين اللي بعدتيها يا مساهير..لازم أطلع فيك كل القهر اللي كنت سببه..الله جابك لي)



في سيارة سيف/

كان ماشي مايدري الى وين و يفكر..مايدري ليه رفض يجتمع مع طلال و عمر..و ليه اتحجج انه معزوم عند زميل له في الجامعه..(معقول اني أفكر أروح لها؟....لازم اتكلم معها..مابيها تكرهني بعد اللي صار أمس و هذا اللي شفته بعيونها اليوم..كنت احسها مو مصدقه متى تفتك مني....فيها شي غريب أبي افهمه..هي مو مثل أي بنت..أو يمكن ظروفها و الحاله اللي هي فيها خلتها تنسى انها بنت..احسها عاملتني كأن بيني و بينها مصلحه..ما كانت تعاملني أبدا كأننا رجل و مره متزوجين)

خطر في باله شي..و غير طريقه لأقرب مول..



في بيت أم فارس/

جلست أسيل تدور بملل في البيت بعد ماراحت أمها..و اتصلت على أسماء و قالت انها معزومه عند أهل رجلها و راح تجيهم بكره..فكرت تروح لحلا..بس هي ماكان لها خلق لاجتماعات كبيره..فجأه طرت عليها جوري..(صح كيف كنت ناسيتها!)
بس تذكرت ان السواق مع أمها..و سيف طلع لزميله قبل ساعه..و مابقى في البيت غير فارس اللي من العصر دافن نفسه في المكتب..و ما تجرأت تروح تطلب منه..
لكنه بعد نص ساعه طلع و شكله مستعجل بيروح..
فارس: أسيل وش تسوين في البيت لحالك؟
أسيل: أمي معزومه و أسماء عند أهل رجلها و....
فارس يقاطعها: خلاص خلاص أنا مو فاضي أسمع تحركات العائله لازم اروح اللحين
أسيل: و أنا؟
فارس بملل: وش فيك؟
أسيل: تتركني لحالي
فارس بإستهزاء: تبيني أجلس معك يعني؟!
أسيل تجرأت: لا ودني بيت أمي حصه على طريقك
فارس يطالعها: و مين قالك انه على طريقي؟
أسيل: لا يعني دامك طالع
فارس يتأفف:تروحين تلبسين عبايتك و تجين ماعندي استعداد انتظرك تبدلين و تتعدلين

أسيل تطالع بنطلونها الرمادي الخفيف و بلوزتها الورديه البسيطه اللي كان باين انه لبس بيت مو طلعه..بس ما كان قدامها حل غير انها تروح فيهن..أو تجلس لحالها..و ركضت لغرفتها و أخذت عبايتها و نزلت قبل يطرأ عليه شي يخليه يغير رأيه..لكن و هي تركب السياره تذكرت شي و كانت بتشهق..بس مسكت نفسها في آخر لحظه..تذكرت انها مادقت على جوري و لا تدري ان كانوا في البيت من الأساس أو لا..تخيلت شكل فارس لو قالت له كيف بيعصب عليها..عشان كذا اسكتت و هي تدعي انهم يكونون في البيت..يوم فكرت تدق عليها اكتشفت إن حتى جوالها نست تآخذه..



في بيت نجود/

كانت نجود تدور في الحوش بملل..بشاير كان عندها زوجها..و باقي جيرانها طالعين..و أمها كالعاده هالوقت نايمه من تأثير الأدويه اللي تأخذها..(مين يجلس في بيته يوم الخميس غيري؟ هاذي ميزه حصريه لك يا نجود)
سمعت جرس الباب و ما صدقت..تأملت انه يمكن لو أحد من بزران الحاره تلعب معه..أحسن من هالملل..فتحت الباب على طول..و هي تطالع الصغير اللي بيدخل..لكنها تفاجأت و هي تشوف مستواه ابتعد عن الأرض..و ابتعد حتى عن مستوى نظرها..رفعت راسها و هي تشوف سيف قدامها..يطالعها بنظرته المعهوده..
نجود بصدمه: أنت؟!
سيف و عيونه عليها: منتظره أحد؟
نجود: لا
سيف يعصب: أجل كيف تفتحين الباب كذا بدون لا تسألين مين اللي بيدخل عليك!!

نجود تفاجأت بكلامه..و كانت بتضحك..أول مره أحد يخاف عليها..و لهالدرجه..و تخيلت مين المقرود اللي يفكر يطق عليهم و ناوي يسرق..
سيف يكمل: مره ثانيه ما تفتحين الباب الا و أنت عارفه مين فاتحه له الباب سمعتي؟
نجود بلا مبالاة: زين

دخل و سكر الباب..و نجود تتأفف بسرها منه..كانت طفشانه و مالها خلق له..كانت تحسب انها تحس في بشاير و اللي يصير معها..لكنها اكتشفت انه أكبر من اللي كانت تتخيله..
سيف: جالسه لحالك؟
نجود تلعب برجلها و تطالع الأرض: ايه

كان سيف يطالعها بثوبها السماوي البسيط..و شعرها اللي رفعت منه خصلات بسيطه عن وجهها ولمتهن في ربطه صغيره و نزل شعرها الخفيف لخصرها..و سأل نفسه معقوله ماتعرف وش كثر هي حلوه..و لا تلاحظ كيف تأثر فيه..
سيف: خالتي وين؟
نجود: نايمه
سيف: خساره كنت أبي اسلم عليها..اليوم ماشفتها

طالعته نجود بإستغراب..و حست ان ورى هالتصرفات الطيبه أكيد فيه شي..
سيف: ماراح نجلس؟
نجود: تبي داخل أو هنا
سيف: كله واحد

راحت نجود و جلست على درج المدخل كعادتها..لحقها سيف و مسكها قبل تجلس..
سيف: انتظري
نجود فزت: وش فيه؟!
سيف: المكان غبار

نجود هالمره ضحكت ما قدرت تمسك نفسها..و جلست و هي تضرب الأرض بيدينها..
نجود: عادي غبار و يروح في حاله ترى ما يأكل

أما سيف فكان يطالعها مو قادر ياخذ نفسه..ضحكتها طيرت عقله..أو اللي بقى من عقله..لأنه من يوم يشوفها ينسى عقله و لا يحس الا بقلبه..اللي بكل نبضه فيه يبيها..و جلس جنبها و نسى الغبار اللي جالس عليه..التفتت تطالعه و شافته للحين يتأملها..صارت تطالعه هي بعد يمكن تفهم شي من نظرته..لكنها ما رتاحت و نزلت عيونها..
سيف يتنهد: وش كنتي تسوين؟
نجود: و لا شي
سيف: جبت لك هديه

انتبهت نجود للأكياس اللي كانت في يده..و تذكرت كلام بشاير..و باين ان معها حق..شكل زوجها للحين فرحان فيها و متحمس..و هي لازم تستفيد منه دامه اللحين طيب معها..على الأقل تستفيد من هالزواج مثل ما هو مستفيد..
طلع سيف علبه مغلفه..و حطها في حضنها..و هي ظلت تطالعها بإستغراب و تخمن وش فيها..
سيف: ما عندك فضول؟ ماراح تفتحينها؟

طالعته نجود بنظرات شك و عدم اقتناع باللي جالس يسويه..أما سيف فكانت نظراتها له توديه لدنيا ثانيه ما يشوف فيها غيرها..
فتحت التغليف..ثم العلبه و تفاجأت بالجوال اللي ماسكته بين يدينها..و اللي كان من أحدث الأنواع..و التفتت عليه مستغربه..
نجود: جوال!!
سيف: ايه عشان اتطمن عليك و إذا احتجتي شي تكلميني
نجود: ما كان له داعي
سيف: و اللي قلته مو أكبر داعي
نجود تطالعه بشك: يعني لو احتجت شي و دقيت طلبته منك بتجيبه لي؟
سيف: أكيد
نجود: بس أنا ماعرف استخدمه
سيف يبتسم: أنا بأعلمك

نجود بدت تشك في طيبته الزايده لدرجة انها كانت بتسأله..هو ليه يعاملها بهالرقه..بس تراجعت..لانها قررت تستفيد من هالوضع..و هالجوال لو تبيعه بيجيب لها مبلغ يسوى..
سيف شافها سرحانه..و دق عليها..و هي أول مادق الجوال بين يدينها فزت و التفتت عليه..
سيف يبتسم على ملامحها: يله ردي

نجود تطالع الشاشه اللي انكتب فيها اسمه..
نجود: كيف أرد؟
سيف:اضغطي على العلامه الخضراء

سوت نجود مثل ما قال لها..و ردت عليه..
نجود: نعم
سيف: مرحبا
نجود تضحك: صوتك مو حلو فيه
سيف انصدم: والله مغروره! زين ما سألتي كيف صوتك أنت فيه؟
نجود تحمست: صح كيف صوتي؟
سيف يتأملها: يسحر
نجود ماهتمت: كيف أسكر خلاص لا تصرف بدون داعي
سيف: أول قولي مع السلامه
نجود بتريقه: مع السلامه خلنا نشوفك
سيف: مع السلامه..اضغطي على الزر الأحمر

ضغطت نجود..و التفتت عليه..
نجود: بس
سيف: ايه..ما تبين تعرفين شي ثاني؟
نجود: مثل ايش؟
سيف: كيف تدقين علي..كيف ترسلين..كيف تصورين....
قاطعته نجود: لاااا كل هذا بعدين انسى
سيف: ماراح تنسين المسأله سهله

وصار يعلمها..كيف تطلب رقمه..و كيف ترسل و تستقبل الرسايل..
سيف: شفتي انه سهل
نجود تضحك: هذا ان كنت للحين اذكر اللي قلته
سيف يطالعها: معي هديه ثانيه لك
نجود بإستغراب: هديه!
سيف: هاذي عاد أهم من الأولى

لكنه ما عطاها لها..و هو اللي فتح العلبه الصغيره..و طلع منها دبله أنيقه و فخمه..و بنفس الوقت ناعمه تناسب أصابعها النحيله..مسك يدها و لبسها الدبله..اللي أخذ مقاسها من الخاتم اللي كان معه من ذاك اليوم..عشان كذا كانت الدبله مقاسها بالضبط..تأمل يدها اللي ماسكها..و باسها..قبل يضمها بين يدينه..
و نجود كانت تطالعه و مو عارفه كيف تتصرف معه..كانت متوقعه صوره لزوج بشاير في كلامه و تصرفاته..لكن سيف كان بعيد كل البعد عن أي شبه فيه..عشان كذا ما شافت داعي لهجومها اللي كانت ناويه عليه..على الأقل اللحين و لحد ما يطلع وجهه الثاني..و تسآلت متى بيطلع وجهه الثاني..و كيف بيكون..
نجود: ليه الدبله؟
سيف: مو زوجتي؟ لازم تلبسين دبله
نجود بسخريه: بس زواج المسيار ما فيه دبل
سيف عصب من الطاري: هذا زواجنا أنا و أنتي و لا تسمين لي هالاسم مره ثانيه
نجود:اذا كان هالشي يريحك بكيفك..بس الحقيقه ما تتغير اذا أنكرناها
سيف: نجود أنت نادمه على هالزواج صح؟
نجود بصراحه: ايه
سيف: يعني ماكان قدامك حل غيره؟
نجود: لو كان فيه حل ما كان شفت نفسك هنا
سيف: أنا آسف يا نجود بس كل اللي أقدر اسويه لك اني أحاول أخفف هالحمل عنك
نجود ماصدقته و غيرت الموضوع: سيف أنت تشتغل؟
سيف: لا أنا في آخر سنه
نجود: أجل من وين جبت فلوس الجوال و الدبله؟

سيف تفاجأ بسؤالها..اللي حسسه ان هاللي عطاها شي كبير عندها..لدرجة انها تستغرب مصدره من طالب..مع انه ماكان يحس انه جاب لها شي يسوى لهالدرجه..ما حب يقولها المصدر..خاف ان عرفت الفرق بينهم..يزيد الحاجز بينهم..
سيف: من المكافأه
نجود: و أنت ماتحتاج المكافأه يوم تخربها كذا؟
سيف: و مين قال اني خربتها؟

سكتت عنه نجود..و هي تتذكر انه جاي بدري..و شكله ناوي يطول..و هي ما كان عندها عشاء تقدمه له..(يعني ما قدر يصبر لين بعد بكره..عشان يطلع معاش الشئون..و أنا وش دخلني فيه..اذا جاع يروح يأكل عند أهله..أنا مو ناقصه اصرف عليه..حتى الجوال اللي فرحانه فيه بكره يحتاج فلوسه و يأخذه يبيعه..و أنا ما أخذت الا طالب ليه مو موظف يمكن يفيد)
سيف: وين رحتي؟
نجود انتبهت: نعم
سيف: كنت أسألك وش تبين نتعشى؟
نجود: مادري
سيف: يعني أجيب لك على ذوقي
نجود ماصدقت: ايه

طلع سيف من البيت و هي تطالعه..(الحمدلله افتكيت من هم العشاء..بس للحين مو قادره أفهمه..احس تصرفاته غريبه..و لو مو عارفه الحال اللي أنا فيها كنت قلت انه يسوي كل هذا طمعان في شي عندي)



في واحده من الاستراحات/

كان طلال يلعب كوره مع أصدقائه..و يوم خلصت المباره..راح يغسل و يبدل ملابسه..و من بعيد شاف عمر جالس يشوي لحاله..و راح عنده..
عمر: هاه مين اللي غلب؟
طلال: طبعا حنا..ليه مالعبت و الا خايف من الهزيمه
عمر: لا بس للحين مكسل من السفر و لا نمت زين
طلال: و ليه مانمت و أنت من الصبح راجع
عمر: كان عندي أرق
طلال يغمز له: و السبب؟
عمر بإستغراب: أنت وش عندك على هالتحقيق؟
طلال: يعني ماعندك أخبار تبي تقولها لي
عمر: لا..ليه متوقع ان فيه أخبار!
طلال: رجعة مساهير مو خبر؟
عمر عصب: و أنت كيف عرفت؟
طلال: الأخبار الحلوه تنتشر
عمر بإستهزاء: و مين قال انها أخبار حلوه ان شاء الله؟!
طلال: يعني أنت ما تأثرت برجعتها؟
عمر: و ليه أتأثر ان شاء الله عسى عشان سوالفنا قبل..لا حبيبي أنا كبرت على هالتفاهات

تركه و راح و طلال اللي صدق كذبة عمر يفكر..(ياليتني مثلك يا عمر..انسى ذاك الزمان و اللي صار فيه..بس كيف انسى و أنا احس لينا متعلقه فيني طول العمر..مو قادر ارتاح لين هي ترتاح)



في بيت أم العنود/

دخلت أسيل و هي تتفس براحه بعد ما قالت لها الخدامه..إنهم موجودين في البيت..دخلت الصاله و شافت جوري و ياسمين جالسات يتفرجون على التلفزيون..
أسيل: مفاجأه
ياسمين تفاجأت: أسيل؟
أسيل: هي بحد ذاتها

دخلت و سلمت عليهم و ارتاحت..إنه ما عندهم أحد..
أسيل: زين ما عندكم أحد جايه بلبس البيت فارس ما عطاني فرصه أبدل..حتى جوالي نسيته!
ياسمين تضحك: أنت احمدي ربك اللي رضى يجيبك
أسيل: صادقه..أنت لو تشوفين بس كيف طلبت منه كان كسرت خاطرك
جوري: لهالدرجه تخافين منه؟
أسيل: مو خوف بس فارس يحسسني بنظراته إن كلامي و اللي أطلبه سخيف و ماله داعي

كملت أسيل سواليفها..لكن جوري ما كانت تسمع..(غريب أنت يا فارس..و الأغرب شعوري اتجاهك..يعني لو ما كنت خطبتني كنت بأفكر فيك كذا؟ أو هالإحساس بس نتيجة إنك كنت تخصني بوقت من الأوقات؟)
حاولت تطلع من أفكارها و تدخل بالجو مع أسيل و ياسمين..و اقترحت تسوي لهم عصير بنفسها..و هي رايحه المطبخ سمعت التليفون يدق..و راحت ترد عليه..
جوري: مرحبا
فارس بإستعجال: جوري؟

جوري عرفته و انصدمت..توها تحاول تطلعه من أفكاره..تقوم تسمع صوته مره وحده..
فارس بملل: جوري وين رحتي؟
جوري بفزع: نعم
فارس بإختصار: قولي لأسيل إني انشغلت ما قدر أرجعها تدور من اللحين أحد يوديها

جوري خافت إن أسيل ماتلقى أحد يرجعها..
جوري: بأناديها تكلمها
فارس بعصبيه: لا تنادينها ما عندي وقت مو قادره تقولين لها هالكلمتين بنفسك!

سمعت أحد يكلمه و سكر بدون مايقول لها حتى شكرا أو مع السلامه..وقفت مصدومه و خايفه بنفس الوقت..جرحتها الطريقه اللي كلمها فيها..و كيف صرخ عليها..(مادري ليه أحبه و هو الوحيد اللي يعاملني بإستخفاف؟ نفس الطريقه اللي كانوا يعاملوني فيها بنات عمي..و كأني اشتقت لهالمعامله! لا أنا من اليوم بأنساه و لا راح اهتم فيه أبدا و التفت لحياتي اللي ما صدقت إنها تعدلت أقوم أدور على النكد بنفسي)






__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!