عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 08-21-2010, 04:25 PM
 
@،،النــزف الثـاني عشــر،،@


*يوم السبت*

في بيت أم عمر=الصبح/

طلع عمر من البيت رايح للمصنع..لكن وهو يسكر الباب شاف باب بيتها ينفتح..و تطلع منه..مساهير..ما تخيل إنها واقفه قدامه بعد كل هالسنين..لكنه طالعها بقهر..و راح ركب سيارته اللي سكر بابها بكل قوته..قبل ينطلق بسرعه بعيد عنها..
مساهير كانت للحين واقفه مكانها..مو مصدقه إن من ثواني بس كان عمر قدامها..قلبها بدأ يدق بقوه أول ما شافته..ركبت السياره رايحه لجامعتها و هي تفكر مبتسمه..(تغيرت كثير يا عمر! صارت ملامحك عصبيه....عرفني؟ وش شعوره يوم شافني؟......مادري ليه اسأل هالأسئله..و أنا متأكده إنك نسيتني)
ماتدري ليه أول ما شافته تذكرت آخر أيامها هنا..أيام طلاق أبوها و أمها..كانت علاقة أبوها مع أهله مقطوعه من سنين..ما كانوا راضين على زواجه من أمها..لكن بعد سنين رجعت علاقته مع أخوانه..اللي طلبوا منه يشتغل معهم..ترك وظيفته..و اشتغل في شركاتهم..لكن من يومها..و الخلافات بينه و بين أمها كل يوم تزيد..أهله كانوا للحين رافضينها..لحد ماوصلوا طريق مسدود..انتهى بالطلاق..راشد كان دائما على خلاف مع أبوه..عشان كذا اختار يجلس مع أمه..و هي كانت بين نارين..نار أبوها..و نار أمها..لكنها ما قدرت تترك أبوها يروح لحاله..لأنه كان متأثر من طلاق أمها..بس باين إن أهله هم اللي ضغطوا عليه..حست لو تركته يروح لحاله..بتنقطع علاقتهم فيه نهائيا..لكن لو راحت معه..أمها تقدر تشوفها بأي وقت..وبتكون نقطة وصل بينهم..يمكن تقدر في يوم ترجعهم لبعض..
لكن الأيام مرت..و السنين مرت..و أبوها كل يوم يبتعد عن أمها أكثر..لكنه مع كذا ما تزوج..و هالشي خلى عندها أمل انه للحين يفكر بأمها..كانت تحاول تكلمه عنها..و عن راشد..عشان ما ينساهم..و تطيعه في كل شي..حتى يوم طلب منها تقبل بولد عمها..مارفضت..كله عشان تقرب بين أمها و أهل أبوها..لكن هالشي كان مستحيل..و اكتشفت بعدين ان أبوها ما عاد يفكر بالرجعه لأمها..و لا الزواج من ثانيه..و التهى بعالم الأعمال..حتى عنها..
السواق: وصلنا جامعه مايبي ينزل؟

انتبهت مساهير لنفسها..و نزلت بسرعه..لكن وهي في طريقها رجعت تسرح مره ثانيه في عمر..تذكرت نظرته لها يوم كانت خلاص رايحه مع أبوها..كانت نظرته تجمع كره العالم لها..نزلت عيونها و ركبت مع أبوها السياره..لكن أبوها نسى شي و نزل يجيبه من البيت..و هي لاهيه بحزنها..و دموعها..على فراق أمها..لكنها تفاجأت بعمر..يضرب عليها الشباك..خافت أبوها يطلع و يشوفه..لكن باين انه ما كان ناوي يروح قبل يقولها اللي في باله..فتحت الشباك و قلبها يدق بخوف..
عمر بقهر خلى صوته يرتجف:وين بتروحين يا مساهير؟؟ بتتركيني!!
مساهير: .....
عمر يضرب الباب بقوه: تكلمي..كيف تروحين و تتركين أمك..و تتركيننا.....ارجعي يا مساهير..ارجعي لا تخليني أكرهك كل عمري

تركها و راح..و هي ارتفعت صوت شهقاتها..بس ما كان وقت تفكر فيه بنفسها..كل اللي كانت تفكر فيه..كيف تحاول ترجع تلم شمل عائلتها اللي تبعثر..
دخلت الجامعه و هي تكلم نفسها..(هذا أنا رجعت يا عمر..لكن بعد ايش؟؟ مرت سنين و أنا احلم بشي ما تحقق..حتى ابوي اللي ترك عائلته و راح يشتغل لحساب عماني آخرتها ما طلع بأي شي)



في كلية الحاسب الآلي/

كانت جوري و ساره في المحاضره..و جوري تطالع ساره و تفكر..كيف صاروا قراب من بعض بفتره قصيره..صح هي كانت تحب باقي البنات بس ساره كانت أقرب وحده لها..يمكن لأنها يتيمة أب حست بمعاناة جوري..لكن ساره كان عندها الأخو اللي عوضها هي و خواتها عن فقدان الأب..كانت كل ما تتكلم عنه ساره..تحس جوري إنه صوره من ناصر..بإهتمامه..و طيبته..
ساره: جوري
جوري تنتبه: نعم
ساره: باقي ربع ساعه على المحاضره الثانيه قومي نتمشى

قامت جوري و صاروا يتمشون و يسولفون..
ساره: تدرين طلعت أمي تعرف خالتك أم عمر
جوري: و الله؟
ساره: إيه تقول قد شافتها بزواج و تعرفوا على بعض و تقولك سلمي لها عليها
جوري: يبلغ إن شاء الله..وش أخبار هديل؟
ساره: ميته عليك..أول مره وحده من صديقاتي تعطيها وجه إذا ردت عليهم و تسولف معها
جوري: بالعكس سوالفها حلوه
ساره: تكفين عاد كلها نصبات بنات ابتدائي
جوري تضحك: هي بأي سنه؟
ساره: ثاني
جوري: يا حليلها و الله حبيتها
ساره: ابشرك الشعور متبادل من أمس و هي بس تتكلم عنك جوري قالت و جوري مدحتني حتى مازن كان يحسبك صديقتها
جوري تضحك: يااه مين يرجعني لعمرها

و انتهت ابتسامتها بتكشيره..و هي تتذكر نفسها بذاك العمر مع أمها..و تردد أمنيتها للمره الألف..لو بس كان ناصر أبوها..

من بعيد-شافوهم ياسمين و عبير..
عبير: ياحليلها جوري صارت ما تجلس معنا كثير من تعرفت على البنات
ياسمين: احسن خليها تكون لها صداقات و حنا موجودات متى ما بغت جت عندنا
عبير: شكلها طيبه ساره
ياسمين: و لا يهمك سألت عنها البنات و مدحوا لي فيها
عبير: و الله انك مو سهله
ياسمين: طبعا لأني عارفه ان جوري تتأثر بسرعه باللي معها و تصدق كل شي
عبير: سبحان الله أحيانا يصير عندك عقل
ياسمين تطالعها بقهر: وش قصدك؟
عبير: سالفة شغلك هاذي متى ناويه تخلينها؟
ياسمين: و ليه اخليه توي بأول التحدي
عبير تتنهد: أنا أبي افهم مين تتحدين أنت؟
ياسمين: اتحدى نفسي..عبير أنت مو راضيه تفهميني
عبير: أنت دائما تقولين لي مو راضيه أفهمك زين فهميني وجهة نظرك
ياسمين تجلس: أبي ما أحس بالخوف أبدا..أبي اعرف اني أقدر أواجه أي أحد و كل شي لحالي
عبير: و ليه لحالك؟ يعني وش فيها إذا اعتمدتي على أهلك بشي؟ كلنا مالنا غنى عن أهلنا
ياسمين: ما أحد يضمن بكره وش يصير فيه؟ وش يتغير؟ هذا أنا كنت متهنيه مع أمي و أبوي و لا فكرت في يوم اني بأصحى ما راح ألقاهم....من يومها و أنا قررت اني اعتمد على نفسي و لا أخلي أحد يشيل همي و مسئوليتي..يله تأخرنا على محاضرتنا

مشت معها عبير و هي مستغربه من هالإعتراف اللي طلع من ياسمين..(كنت احس انك قويه يا ياسمين..بس أنت داخلك طفله مصدومه للحين من فقدان أهلها و فاقده ثقتها بالكل مهما بينوا لها حبهم..كل هاللي تسوينه تبين تبينين لنفسك انك مو محتاجه لأحد..بس أنا متأكده انك خايفه تفقدين احد منهم)




في المستشفى=المغرب/

كانت ياسمين تدخل البيانات في الكمبيوتر..و سمعت صوت تكرهه..
ماجد: مساء الخير يا حلوتي

التفتت عليه ياسمين و طالعته بإستحقار و هي تتأفف..و قامت بتدخل لكن سمعته..
ماجد: ما سألتيني وش أبي..مو هاذي وظيفتك؟
ياسمين بقرف: بما إنه معروف أنت ليه تجي هنا بأروح أنادي اللي بمستواك

تركته و هي تسمعه يتكلم بس ما هتمت باللي يقوله..دخلت الغرفه..و قالت لحنان إنه برى..عشان تشوف وش يبي و يروح قبل تطلع..(يا الله يا هالإنسان! كل السخيفين اللي قابلتهم من اشتغلت بجهه وهو لحاله..واثق من نفسه على باله كل البنات بتموت عليه)
وصلت حنان عند ماجد اللي كان مقهور من سفهة ياسمين..
حنان: هلا ماجد
ماجد: أهلين حنو
حنان: وش فيك كأنك معصب؟
ماجد: ياسمين هاذي لازم أجيب راسها..وش تعرفين عنها؟
حنان: ما أعرف شي اقولك شايفه نفسها و ما تكلمنا
ماجد: أنت متأكده إنها تكلم شباب؟
حنان: أكيد..كل ما يدق جوالها تروح تكلم في الغرفه عمرها ما كلمت عندنا

ماجد زاد قهره عليها..و شده غموضها و قوتها..(حلو ملينا من السهل..خلينا نلعب معك لعبة الثقل اللي تمثلينها..و في الأخير تأكدي إن ماجد دائما يكسب)



في بيت أم العنود/

كانت جوري في غرفتها..و دخلت عليها و حده من الخدامات..تقولها ان واحد من العيال جاء عند أم العنود..و تبيها تسوي قهوه..لأنها ما كانت تقتنع بقهوة الخدامات..و بما إن ياسمين في دوامها نزلت..و هي تحسبه سيف لأنه هو اللي دائما يزور أم العنود..لكن الصوت اللي سمعته و هي ماره من عند المجلس..خلاها تتجمد مكانها..كان صوته..صوت فارس..ابتسمت..و هي تتذكر مكالمته لها آخر مره..
و راحت للمطبخ تسوي القهوة و هي متحمسه..دخلت و شافت سلة حلاو كبيره و فخمه على الطاوله..
جوري: نينا مين جاب هاذي؟
نينا: اللي يجي تو هو اللي يجيب هذا
جوري بهمس: من فارس!

راحت تتأملها بحب..و كأنه جايبها لها..لفت انتباهها شي..خلى أنفاسها توقف..ألوان السله..كانت ليموني بسماوي..نفس بدلتها اللي كانت لابستها آخر مره شافها..(معقوله فارس يقصد هالحركه؟ أو صدفه و بس...لااا أكيد صدفه ما أصدق ان فارس يفكر كذا! مستحيل أكون في باله لهالدرجه..الظاهر اني بديت احلم فيه أكثر من اللازم)

في المجلس-كان فارس جالس عند أم العنود اللي فرحت بجيته..وهو يفكر باللي سواه..كان رايح لشركته..ما يدري ليه خطرت في باله جوري..و كيف غير طريقه لبيتها و جاء يزور أم العنود بس عشانها بنفس البيت مع إن عنده رحله بعد ثلاث ساعات الا انه ماراح قبل يمر عليهم..والأكثر من هذا سلة الحلاو اللي جابها على نفس لون لبسها..(معقول تنتبه؟ لا يارب ما تنتبه..الظاهر اني بديت أخرف..مو ناقص الا جوري تلعب في راسي و أنا بهالعمر!)
دائما يحاول ينساها..لكنه اذا تذكر ملامحها..و عيونها الدامعه يسرح فيها أكثر..لين بدأ يقنع نفسه انها بس تكسر خاطره بحزنها..و برائتها..
أم العنود: فارس..وين سرحت؟

فارس انتبه ليد أم العنود اللي تمد له القهوه..و يفكر انها هي اللي سوت هالقهوه..لأنه سمع أم العنود و هي تقول للخدامه تناديها..ضحك على نفسه و تفكيره السخيف..مع هذا أول ما شرب قهوته كان يحس انها غير أي قهوه قد شربها..ليه ما يدري..
أم العنود: وش فيك يمه؟ لا يكون سرحان في شغلك؟
فارس: ايه يمه صفقه ما ربحتها مع ان فيه غيرها أحسن..لكن عجزت انساها
أم العنود: لا تضايق نفسك يمه يمكن ما فيها خير لك الله يعوضك بغيرها
فارس: صح ما يسوى علي اللي اسويه بنفسي عشانها بعد ما تركتني
أم العنود بإستغراب: مين اللي تركتك؟
فارس ينتبه لنفسه: هاه..لا يمه أنا اقول يعني ان المسئولين فيها تركوني

حس انه غبي..كيف صار يتكلم عنها وهو مو حاس في نفسه..(لازم اطلعك من بالي يا جوري..و انتبه لشغلي احسن..بس كيف انسى و هالشغل أنت كنت السبب في بدايته..نفعتيني من غير ما تدرين ياجوري)
أم العنود: وش فيها؟
فارس ينتبه: نعم يمه؟
أم العنود: أنت تقول جوري! وش فيها؟
فارس انصدم: آآ..لا..بس كنت أقول..وش أخبارها معكم؟
أم العنود: بسم الله عليها و الله تنحب هالبنت بسرعه مع انها هاديه الا إني افقدها اذا راحت لكليتها عشانها من تجي و هي بس جالسه عندي

فارس حس انه اليوم فضح نفسه بما فيه الكفايه..و قرر ينهي هالغباء..و لا يرجع يزورهم مره ثانيه أحسن..و لا يفكر فيها بعد اليوم أبدا..
فارس: يله يمه أنا لازم أروح اللحين
أم العنود: وين يمه ما تقهويت؟
فارس: (الظاهر انها حاطه في قهوتها شي) لا بس لازم أمر الشركه قبل أسافر..أنا بس قلت أمر اسلم عليك
أم العنود: زين يمه تروح و تجي بالسلامه..و خلنا نشوفك
فارس بتهور: ما أظن
أم العنود: ليه؟؟
فارس ارتبك: لا بس مشغول كثير الفتره الجايه
أم العنود: الله يساعدك ياولدي بس انتبه لنفسك العمر يخلص و الشغل ما يخلص
فارس: ان شاء الله..مع السلامه
أم العنود: الله يسلمك

طلع فارس..و دخلت أم العنود للصاله الداخليه و شافت جوري..
أم العنود: الله يهدي هالولد كانه مثل ناصر ما براسه غير الشغل! الله يرجعه بالسلامه
جوري: بيسافر؟
أم العنود: ايه
جوري: وين؟
أم العنود: و الله مادري يابنتي..دقيلي يمه على أم خلود نشوف أخبارها

دقت لها جوري..و هي تفكر..(شغل..شغل..الظاهر صدق ما يفكر الا في هالشغل..و أنا من غبائي على بالي قاصد حركة السله..يا الله ليه أحبه؟ وهومستحيل يفكر فيني)







__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!