عرض مشاركة واحدة
  #26  
قديم 08-21-2010, 04:35 PM
 
@،،النــزف الثـالث عشــر،،@



في الكوفي شوب/

دخل طلال و شاف عمر جالس لحاله..جلس عنده..التفت عليه عمر لكنه ما تكلم..
طلال: وش فيك يا عمر؟
عمر يتنهد: تعبان يا طلال تعبان بالحيل..و ما عدت أقدر اتحمل المسئوليه لحالي
طلال بقلق: عمر خوفتني وش صاير؟
عمر: اليوم صارت هوشه كبيره و أمي تعبت و دخلناها المستشفى و لينا منهاره
طلال بخوف: ليه وش صار؟
عمر: جارتنا خطبت لينا و أمي اصرت عليها توافق و فتحت معها سالفة يوسف و تعلقها فيه للحين..و قالت إنها لو رفضت ماراح ترضى عليها أبدا
طلال يشهق: و لينا بتوافق؟
عمر: لينا وافقت خلاص..أمي ارتفع عليها الضغط و دخلت المستشفى و مارضت تكلم لينا لحد ماقالت إنها بتوافق

طلال ما قدر يتكلم حس إن فيه يد تعصر قلبه بكل قوتها..ما قدر حتى ياخذ نفسه..
عمر يكمل: أمي تنومت بالمستشفى لحد الصبح و حلا معها رجعت البيت اطمن لينا عليها..لكنها ما رضت تتطمن لحد ما كلمتها و أكدت لها موافقتها..بعدها لينا سكرت على نفسها في الغرفه و ماقدرت أكلمها خليتها ترتاح بس خايف عليها و خايف على أمي مو عاجبني اللي صار و ما أعرف مع مين اوقف.....اتخيل لو هالزواج تم بالغصب وش بيكون شعور لينا؟ وش بتكون ردة فعل زوجها إذا شافها مو يمه؟ ما أقدر أقنع أمي ترجع عن قرارها و خايف من اللي بيصير و خايف أكثر على لينا إلى متى بتتحمل

سكت عمر و سرح يفكر..و طلال كان يحاول يجمع شتاته..و يستوعب اللي يقوله عمر..حتى لو ما كانت له في يوم..بس اللحين حس إنها بتروح منه..بتروح حتى من أحلامه..طرى في باله شي و بدون لا يفكر قاله لعمر..
طلال: عمر
عمر يرفع راسه: نعم
طلال: أنتم بلغتم اللي تقدم للينا بموافقتكم؟
عمر: لا كان كلام حريم للحين ما خطبوا رسمي..ليه تسأل؟
طلال: أنا بأخطب لينا
عمر انصدم: تخطب لينا!
طلال: إيه
عمر ماستوعب: ليه؟
طلال: أنا أولى من الغريب
عمر: بس أنت أكثر واحد عارف حالتها
طلال: و لأني أكثر واحد عارف حالتها أنا اللي بأفهمها لأني حاس فيها
عمر: لا يا طلال أنت تسوي كل هذا عشان تريحني بس أنا ماراح أرضى بهالشي ما أحد يرضى بالوضع اللي بتحطه لينا فيه و أنا مارضاه لك أنت بالذات
طلال: يعني بتردني يا عمر؟
عمر بدون شعور: طلال لا تتكلم و كأنك كنت تبيها من قبل....بعدين أنت بالذات ماراح توافق عليك
طلال يتنهد: عمر..يوسف قبل يتوفى وصاني عليها يمكن إذا عرفت بهالشي توافق..بعدين فكر في لينا و حالتها..ماراح تستحمل هالشي..لكن أنا بأصبر عليها
عمر بحيره: مادري وش أقولك يا طلال أنا صح خايف على لينا بس مستحيل أظلمك و أرضى لك هالوضع أنت المفروض تفكر في حياتك و مستقبلك مو تضحي بنفسك عشان وعد ماكان المفروض توافق عليه
طلال: عمر لا تفكر إني ناسي اللي صار أو إني عايش براحه و صدقني أنا بأكون مرتاح لو هالشي صار لأني بأوفي بوصية يوسف و بأشيل معك حملها وبأحس إني عوضتها عن اللي كنت سبب فيه....مابيك ترد علي اللحين فكر زين باللي ممكن يصير فيها لو انخطبت لجاركم و ما قدرت تتقبل الواقع..و انتظر ردك

قام عنه طلال و هو يفكر في الكلام اللي قاله له عمر..(لينا تتزوج! هالشي ما خطر في بالي أبدا..كيف بأستحمل هالشي لو صار..الموت أهون عندي..من اني اشوفها صارت لواحد ثاني..يوسف الوحيد اللي سمحت له بهالشي و مع كذا كان قلبي يتقطع عليها..لكن انها تكون لواحد ثاني و مغصوبه عليه..هالشي مستحيل يصير..ماراح أرضى لك العذاب يا لينا..تهون علي نفسي و لا اشوف دموعك و جروحك تزيد)
لكنه كان خايف..لانه متأكد ان لينا بترفضه..هو بالذات..فيه أمل واحد من ألف انها توافق..اذا عرفت ان يوسف كان يبي هالشي..لكنه ماعتمد على هالامل..حس بخوف و حزن..يوازي الحزن اللي مر فيه كل هالسنين..كانت النهايه لقلبه..يا تروح لغيره و ينتهي هو..يا توافق ولا يدري كيف تكون الحياه بينهم..كان بين انه يضحي فيها..أو يضحي بحياته و سعادته..و اختار انه يضحي بنفسه..و مهما كانت الحياه معها و هي تكرهه صعبه عليه..فهو بيحاول على قد ما يقدر يهونها عليها..



في بيت أم عمر/

رجع عمر..و هو طول الطريق يفكر بكلام طلال..خاف من ردة فعل لينا لو قال لها..و خاف ما يقول لها و يزعل طلال..(أنا بعد بأكون متطمن عليها مع طلال أكثر من أي واحد..بس طلال وش ذنبه يعيش مع وحده ما تبيه و كل تفكيرها مع واحد ثاني..و لينا مستحيل توافق.....أنا بأقول لها عشان ما يزعل طلال و هي من نفسها بترفض..و كذا بأكون سويت اللي علي)
شجع نفسه و راح لغرفتها..أخذ نفس قوي و طق الباب..و سمع صوتها المبحوح من كثر الصياح ..
لينا: ادخل

دخل عمر و شافها..كانت واقفه عند شباكها..و الهواء يلعب في شعرها البني الطويل..طالعها بحزن على حالها..و خاف يزيد عليها باللي يبي يقوله..يدفع نص عمره بس يشيل هالحزن اللي فيها..
لينا: عمر وش فيك واقف؟ ادخل
عمر يدخل و يوقف جنبها: ما نمتي؟
لينا: ما راح أنام لين ما تطمن على أمي
عمر: بيطلعونها الساعه عشر و اللحين ثلاث يمديك ترتاحين
لينا بسخريه: ارتاح!
عمر: لينا تبين أكلم أمي يمكن أقدر اقنعها
لينا: يعني مو عارف أمي يا عمر ماراح ترضى
عمر بتردد: لينا عندي شي مادري أقوله لك أو لا
لينا: وش فيه يا عمر؟
عمر: فيه أحد خطبك مني غير حمد ولد جيراننا
لينا تتنهد: حمد و لا غيره ما تفرق
عمر: ما تبين تعرفينه؟
لينا: لا
عمر: حتى لو كان يقرب لنا
لينا بإستغراب: يقرب لنا!
عمر بخوف: إيه....طلال خطبك مني اليوم

جمدت ملامح لينا..و حس عمر إنه الهدؤ اللي يسبق العاصفه..و فعلا لينا كانت على وشك إنها تنفجر..أول ما سمعت اسم طلال..لكن شي في تفكيرها خلاها تهدأ..(صح ليه اتزوج واحد ما أبيه و اظلمه و أزيد همومي هموم..طلال هو السبب في كل اللي أنا فيه..و هو المفروض يستحمل كل شي..ماراح يكون له وجه يطلب أو يعترض على أي شي..خليه بنفسه يشوف وش سوى فيني..عشان يعيش ذنبه اللي نساه)
عمر بإستغراب: لينا ليه ساكته؟
لينا: أنا موافقه يا عمر؟
عمر انصدم: موافقه على ايش؟
لينا: على طلال
عمر ما صدق: لينا أنت متأكده..ما تبين وقت تفكرين؟
لينا: أمي ماراح تعطيني هالوقت يا عمر..خلاص قلتلك أنا موافقه
عمر بشك: على راحتك..يعني نقول لأمي
لينا: إيه..و هي أكيد بتفرح أكثر إذا عرفت إني وافقت على طلال
عمر: عشان كذا وافقتي؟
لينا تكذب: إيه
عمر: لينا أنا خايف عليك..لو تبيني اسوي أي شي قولي أنا بأحاول
لينا تبتسم: تطمن يا عمر أنا بخير

تركها عمر و راح لغرفته..(ليه لينا وافقت على طلال؟ كانها ما نست يوسف كيف بتنسى لومها لطلال؟ معقول تكون سامحته و اقتنعت إن اللي صار قدر ماله دخل فيه..مادري ليه مو مرتاح من هالهدؤ اللي أنت فيه..الله يهديك يا لينا)



*من بكره*

في بيت أبونادر/

في غرفة طلال-كان جالس فيها من أمس..من يوم رجع من عمر..على نفس الجلسه ما تحرك..و هو يحس إن حياته واقفه على هاللحظه..على قرار لينا..إما إنها توافق..مهما كانت الحياه اللي بتصير بينهم..أو ترفض و تتزوج غيره..و تضيع منه للأبد..و تضيع معها حياته..ما كان له خلق يشوف أو يكلم أي أحد..أصلا ما كان قادر يسوي أي شي..حتى النفس كان صعب انه يأخذه..
و أول ما دق جواله فز..و يوم شاف رقم عمر..بدأ قلبه يدق بقوه..و خاف يرد..لكنه خلاص ما يقدر يصبر أكثر..
طلال: هلا
عمر: أهلين طلال وش أخبارك؟
طلال: (بأموت) تمام
عمر: طلال أنا كلمت لينا...
طلال حرام عليك يا عمر قول و خلصني)....
عمر يكمل: و وافقت هي و أمي بعد

طلال حس برجفه تمشي في كل جسمه..كان فاقذ الأمل إنها توافق..و ما صدق اللي يسمعه..كيف توافق و بهالسرعه..
عمر: طلال وين رحت؟
طلال ينتبه: معك
عمر: طلال أنت رجعت عن كلامك؟
طلال: طبعا لا..و بكره إن شاءالله بأتقدملها رسمي
عمر بعدم اقتناع: زين أجل مبروك
طلال: الله يبارك فيك

سكر طلال..وهو مو عارف إن كان فرحان أو لا..بس حس إنه ارتاح..لكن فيه جرح بقلبه للحين مفتوح..على حالهم اللي هم فيه..(أكيد وافقت عشان وصية يوسف؟)
لكنه ما عرف إن لينا وافقت..من قبل تعرف عن هالوصيه شي..طلع من غرفته..عشان يكلم أمه و أبوه..

في غرفة رغد- كانت جالسه مندمجه بالروايه اللي تقراها من أربع ساعات..و يوم صارت بالجزء الأخير و داخله جو..سمعت أحد يطق الباب عليها..تأففت و طنشته..تبيهم يفكرون إنها نايمه..لكن الطق زاد..و سمعت صوت أمها..قامت و افتحت الباب..
أم طلال: نايمه؟
رغد: لا بس على بالي إنك رنا مابي افتح لها
أم طلال تدخل: دامك صاحيه ليه حابسه نفسك في الغرفه ما شفناك؟
رغد تأشر على الروايه اللي بيدها: كنت بأخلصها و أنزل
أم طلال: أنت ما تملين من هالخرابيط اللي تقرينها؟
رغد تتنهد و بهمس: أحد يمل من الحب
أم طلال: وش تقولين؟
رغد: لا يمه و لا شي
أم طلال: تعالي اجلسي بأقولك شي
رغد تجلس: تفضلي كلي أذان صاغيه
أم طلال: بكره رايحين نخطب لأخوك
رغد تشهق: فيصل!
أم طلال: لا طلال
رغد بإستغراب: طلال! ليه؟
أم طلال: وش اللي ليه؟
رغد: مادري بس ما عمره لمح إنه ناوي يتزوج قريب
أم طلال: عاد هو اللي طلب
رغد: طلال!...يعني مو أنتم اللي قلتوا له
أم طلال: لا هو اللي طلب
رغد: غريبه..زين مين اللي بتخطبونها له
أم طلال: يبي لينا
رغد تشهق: ليناااا!!
أم طلال: بسم الله وش فيك؟!
رغد: لا و لا شي بس أخاف ما توافق
أم طلال: الله يكتب اللي فيه خير

جلست أمها تتكلم عن الخطبه..لكن رغد ما قدرت تركز معها..كانت محتاره كيف يخطب طلال لينا..وهو يعرف إحساسها إتجاهه..وأكيد إنها بترفض..
و أول ماطلعت من عندها أمها..راحت بسرعه لغرفته..دخلت و شافته جالس على سريره و سرحان..
رغد: مساء الخير
طلال: مساء النور
رغد: ما توقعت ألقاك في البيت هالوقت
طلال: مالي خلق اطلع
رغد: أقول مبروك و إلا أخليها بكره؟
طلال: أمي قالت لك؟
رغد: إيه..بس وش معنى لينا؟
طلال: و ليه مو لينا؟
رغد بتردد: أخاف ما توافق
طلال يتنهد: تطمني أنا كلمت عمر و سألها و هي موافقه

سكتت رغد مستغربه..كيف وافقت لينا على طلال..(معقول تكون نست؟ بس حلا تقول ما نست..و نظرتها لطلال ذاك اليوم في المستشفى و تأثر طلال يقول إن كلهم ما نسوا اللي صار..أجل كيف توافق؟ معقوله يكون عمر غصبها)
طلال: رغد وين رحتي؟
رغد: هاه..أجل خلنا نقولك مبروك من اللحين
طلال بإبتسامه باهته: الله يبارك فيك
رغد: عسى الله يهنيكم

تركته رغد و رجعت لغرفتها..و هي للحين مو مقتنعه بسالفة هالخطبه اللي طلعت فجأه..و متأكده إن الموضوع فيه إن..بس أكيد ماراح تسأل طلال..
دقت على أسيل تقول لها..و عرفت بسالفة تعب أم عمر و السبب فيه..
رغد: يعني طلال خطبها عشان كذا؟
أسيل: ليه هو ما يبيها؟
رغد: مادري..بس فيه شي محيرني
أسيل: وشو؟
رغد: استغرب إن لينا توافق على طلال بالذات
أسيل: ليه عشان وفاة يوسف؟
رغد: إيه
أسيل: بس اللي صار قدر طلال ماله دخل فيه
رغد: ياليت تكون لينا فعلا مقتنعه بهالشي
أسيل: أكيد مقتنعه و إلا كان ما وافقت..حتى لو كانت خالتي ضاغطه عليها كان وافقت على ولد جيرانهم ليه تركته و وافقت على طلال
رغد: إن شاءالله

سكرت رغد و هي تفكر في طلال..(شكله خطبها عشان إحساسه بالذنب إتجاهها..لأنه متأكد إنها ما نست يوسف..مادري ليه مو مرتاحه لهالزواج..الله يستر)



في بيت نجود/

مر أسبوع..جاء فيه سيف مرتين عندها..حاول سيف فيهن يقرب من نجود و يعرفها أكثر..لكن هي بالعكس..كانت تحاول تبعد عنه..و تتهرب من أي كلام عن نفسها..أو مشاعرها..خلت كلامهم كله عن غيرهم..كالعاده..و كل ما يطلع من عندها سيف كانت تراجع كل اللي صار بينهم..تدور شي يخليها تخاف منه..أو تكرهه..لكنها ما تلقى..كانت تصرفاته معها..و كلامه..مثالي أكثر من اللازم..مع كل هذا ما كانت مرتاحه له..و لا تتقبل هالطيبه منه..
أما سيف فكان يحاول يخليها تتعود عليه..تتطمن له..و مع الأيام أكيد بتفتح قلبها له..ما كان يبي يفرض عليها حبه..أو قربه..مع انه كان يتمنى كل يوم يكون عندها..
و اليوم كان جاي عندها..و لأول مره جلست معهم أمها شوي..كانت هاديه و أغلب وقتها ساكته..يطالعها سيف يحاول يفهم ليه هالعزله اللي هي فيها..لكنه ما قدر يعرف..حس انها مو مهتمه لشي..و تاركه كل المسئوليه على نجود..صح هي كانت عمياء..بس ولو حس انها ماتقوم بأي دور في حياة نجود..
دخلتها نجود لغرفتها..أول ما سمعت الأذان..و رجعت تجلس عنده..
نجود: سيف معليش أعطي رقم جوالي لوحده
سيف: مين؟ بشاير؟
نجود: لا وحده بيني و بينها شغل
سيف: وش هالشغل؟
نجود: أساعدها..هي تسوي معجنات و تجمدها عشان تبيعها تعرف رمضان قرب
سيف بقهر: وليه هالشغل؟ أنت عندك ثانويه لازم تهتمين بدراستك
نجود: الدراسه مو جايبه همها زين مني ماتركتها للحين..لكن هذا شغل اكسب منه
سيف: يعني كم بتكسبين؟
نجود بفخر: ثلاثمائة ريال
سيف: بس! أنا أعطيها لك و ريحي نفسك
نجود بفرح: والله؟

سيف يطلع بوكه..و يعطيها الفلوس..اخذتهن نجود بفرح و هي مو مصدقه..
نجود بتحسر: خساره لو اعرف إنك بتدفع لي كنت قلت إنهن بأكثر

سيف يضحك عليها..و بنفس الوقت عوره قلبها على حالها..و حاجتها..و طلع كل الفلوس اللي كانت معه و عطاها لها..
سيف: و لا يهمك اعتبري إنك ما قلتي شي

نجود اخذت الفلوس و هي فرحانه..
نجود تشهق: سيف..ثمانمئة ريال طلعوا..ترى ما راح ارجعهم
سيف يبتسم لفرحتها: مين قال لك رجعيهم
نجود تدور: ياي احس إني غنيه

سيف يوقف قدامها و يوقفها..طالعها بحب..
سيف: إذا احتجتي أي شي قولي لي
نجود تضحك: بتتعب كثير أنا دائما محتاجه
سيف: كلي فداك

نجود تضمه و هي تضحك..
نجود: سيف شكلي بأبدأ أحبك بأروح اخبيهم قبل تغير رأيك

راحت نجود و سيف يطالعها بإستغراب..كيف تغيرت بثواني أول ما عطاها الفلوس..و هالشي كان يضايقه..كان يبيها تهتم فيه هو..و تقدر مشاعره و تحس فيه..لكن هالبنت ما فيه ببالها الا الفلوس..(ما يحق لي ألومها و أنا شايف حاجتها لأضعاف هالمبلغ..بس ياليتك تفهمين يا نجود ان الفلوس مو كل شي في الدنيا)
رجعت له..و جلست..كانت تطالعه و تلاحظ انه تغير..(وش فيه انقلب وجهه؟ هههه شكله تحسف..أو يمكن توقع اني استحي و لا آخذهن)
سيف: نجود
نجود: نعم
سيف: خالك متى يزوركم؟
نجود بإستغرب: ليه؟
سيف: استغرب انه ما طلب يشوفني! يعني ما يبي يشوف بنت اخته مين متزوجه
نجود: من زمان ما زارنا يمكن مسافر

ما كانت تبي تقوله ان خالها قطع كل علاقته فيهم بعد ما رفضوا بيع البيت..مع انه للحين طيب معها..بس ما كانت تبي يعرف ان مالها في هالدنيا أحد..
سيف كان يطالعها و يفكر..كل يوم يحبها أكثر..كل يوم تزيد أهميتها في حياته..لكن هي شكلها مو منتبهه لكل هذا..يحس ان بينه و بينها مسافات كبيره..و أسرار كثيره..و مو عارف كيف يتعداهن لحد ما يوصل لها..استغرب كيف صدفه شافها فيها..غيرت حياته..
نجود: وين سرحت؟
سيف: نجود فيه أشياء كثيره ما أعرفها عنك
نجود: بالعكس أنت تعرف عني كثير
سيف: و أنتي وش تعرفين عني؟
نجود: امم اسمك سيف
سيف: ايه
نجود: سيف عبدالله الـ...
سيف: ايه
نجود: زوجي من ثلاث أسابيع تقريبا...ايه و طالب
سيف: بس..ما تبين تعرفين أكثر؟
نجود: ما يهم..ليه أعرف عن أهلك و أنا ماراح اشوفهم و ليه أعرف مين سيف برى هالبيت و أنا ماراح اشوفك غير في هالبيت

حس ان كلامها سكته..و ما عرف وش يقول..بس مهما كان..احساسه انه مو مهم عندها كان يضايقه..
سيف: على راحتك لو ماتبين تعرفيني..بس لو في يوم اهتميتي اسأليني و أنا بأجاوبك
نجود: تعال نطلع السطح الجو هنا يزهق

طلع معها سيف..و راحت عند جدارها المفضل..و وقفت فوق الصناديق..
سيف: بتحللين الشارع و السيارات مره ثانيه؟
نجود تضحك: لا لا تخاف بس أنا احب اجلس هنا
سيف وقف جنبها:نجود تدرين انك انسانه غريبه
نجود تلتفت عليه: أنا؟!
سيف: ايه..أول ما عرفتك حسيت انك عايشه حياتك على الهامش ما يهمك شي و مو متأثره بأحد...لكن اللحين احس ان في داخلك أشياء كثيره ترفضين تطلعينها لأحد
نجود رجعت تشوف الشارع: ما فيه بحياتي شي يسوى يا سيف..قد قلت لك حياتي كلها كانت كيف أعيش اليوم..و كيف بأعيش بكره..ما كان عندي وقت أهتم لنفسي..أو أفكر بأي شي..غيركيف اعيش
سيف: يعني ما عندك أحلام تتمنين تحققينها؟ ما صار لك بالماضي جرح تبين تنسينه؟
نجود: ليه تسأل هالأسئله كلها يا سيف؟ لهالدرجه شايفني انسانه غريبه!
سيف: لا بس أبي اعرفك..و أبي تعرفين انك تقدرين تفتحين لي قلبك و تعتمدين علي

كان صوته مهتم فعلا و حنون..أول مره أحد يكلمها بهالإهتمام..رجع لها إحساسها الغريب فيه..اللي تحاول تتناساه كل ما تشوفه..مستحيل تصدقه..طول عمرها عايشه لحالها..و بعد فتره بترجع تعيش لحالها..ما تبي تتعود تتكلم معه عن نفسها..تشاركه جروحها..و خوفها..بعد كذا تنصدم فيه..أو يجي يوم ما تشوفه فيه..
سيف كان يطالعها و لاحظ كيف تغيرت ملامحها..لكنها فجأه رجعت لطبيعتها..
نجود تضحك: خلاص اترك عندنا رقمك و اذا احتجناك كلمناك
سيف يبتسم: أنت الخسرانه

دق جواله و شاف رقم أسيل..ما رد..لأنه ما كان يبي يكذب عليها اذا سألته هو وين..خاصه قدام نجود..لأنه حس ان هالشي أكيد يجرحها..
نجود: ليش ما ترد؟ ماراح اتكلم
سيف: لا الاتصال مو مهم

نجود لمحت شاشة جواله..و شافت لقب..<غلاي>..(شكلها وحده من صديقاته و خاف يرد عليها قدامي..أو يمكن متزوجها مسيار بعد..عشان كذا صار عنده عادي و وافق بسرعه..يمكن بعد تكون غنيه و هي اللي يجيب منها هالفلوس..و الا كيف طالب و يصرف كل هالصرف!!)
لحظات و جاه مسج من نفس الرقم..قراه..
سيف: نجود
نجود: نعم
سيف: أنا لازم أروح اللحين تبين شي
نجود: لا
سيف: مع السلامه
نجود: أنا نازله معك

نزلت نجود و هي تطالعه بشك..وصلوا عند الباب..
سيف: اذا احتجتي شي دقي علي
نجود: ان شاء الله
سيف: مع السلامه
نجود: مع السلامه

باسها سيف على جبينها..و طلع..سكرت الباب و هي تفكر..(أكيد راح لها ..خليني أدق عليه بعد ساعه و أشوف اذا يرد أو لا)
__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!