عرض مشاركة واحدة
  #37  
قديم 08-22-2010, 02:12 PM
 
*يوم السبت*
في المستشفى/
وصلت ياسمين و شافت فاتن لحالها..
ياسمين: السلام عليكم
فاتن تطالعها بخيبة أمل: و عليكم السلام..هلا ياسمين وش أخبارك؟
ياسمين: الحمدلله و أنتي؟
فاتن بصوت غريب: الحمدلله
ياسمين تتلفت: حنان ما جت؟
فاتن: لا استأذنت تتأخر ساعه..تأخرتي توقعتك ماراح تجين اليوم
ياسمين: لا بس الطريق كان زحمه شوي..فاتن وش فيك؟
فاتن بخوف: وش فيني؟
ياسمين: مادري بس احسك غريبه اليوم
فاتن: لا ما فيني شي
بدت تدخل بعض البيانات على الكمبيوتر..و فاتن تستقبل المراجعين..بعد وقت..جت عندها فاتن..و عطتها كوب كابتشينو..ياسمين كان راسها مصدع لأنها ما نامت زين..و أول ما وصلت لها ريحة الكابتشينو حست إنها صحت..
ياسمين: مشكوره يا قلبي جاء في وقته
لكن نظرة فاتن و هي تمده كأنها تقول لا تاخذينه..ما عرفت وش فيها..أخذته منها..(هالبنت ما هي طبيعيه اليوم..خلينا نفضى شوي و اسألها)

في بيت أم العنود/
كانت جوري جالسه في الصاله..و دق التليفون..راحت ترد..لكن يدها جمدت و هي تشوف رقم فارس..اللي حفظته..من كثر ما تشوفه بجوالها..ترددت كثير..و كانت ماراح ترد..لكنها تبي تسمع صوته..و هالفرصه مو كل يوم تجي لها..و عشان تشوف ان كان للحين زعلان منها..
جوري: مرحبا
فارس أول ما سمع صوتها فز قلبه..لكنه كان مقرر ينسى هالشعور و ينهيه..وهو دائما يكون قد قراراته..
فارس ببرود: هلا جوري..وش أخبارك؟
جوري: الحمد لله
فارس: شفت رقم البيت بجوالي..أمي حصه كانت تبي شي؟
جوري: مادري هي اللحين عند الجيران
فارس: خلاص قولي لها اني دقيت..مع السلامه
جوري بتهور: لحظه
فارس استغرب: نعم!
جوري بإحراج: أنا آسفه على اللي صار آخر مره
فارس بجفاء: لا عادي أنا اللي كان المفروض ما أتدخل في شي ما يخصني..أنا بس قلت لك كذا عشان عارف ان هالشي ماراح يعجب خالي ناصر..مع السلامه
سكر قبل يسمع ردها..وهو يتنهد..حس انه كسر خاطرها..كانت تعتذر منه و هي مو مجبوره على هالشي..لكنه صدها..(تحبني؟ أنا حاس بهالشي..بس المفروض تنسى هالحب..لأنه بدون أمل)
جوري كانت للحين ماسكه سماعة التليفون..انتبهت لنفسها و نزلتها..و هي تتنهد بحزن..حست انه بارد معها..و مو مهتم بإعتذارها..حست انه يبي يسكر بسرعه و كأنها مزعجته..(معقول للحين زعلان؟...لا بس هو قال هالشي ما يهمه..أكيد كيف بأهمه و أنا الغبيه على بالي انه يغار علي! ليت فيه أي شي يخليني انساك يا فارس و ارتاح..من غبائي دائما افهم تصرفاتك على انها حب لي..و أنا مو في بالك أبدا)

في سياره مجهوله/
فتحت ياسمين عيونها و هي تحس راسها يدور..بدت تستوعب هي وين..يوم شافت السياره اللي هي فيها كان قلبها بيوقف..لكن كل الخوف و الذعر اللي حست فيه ما يجي نقطه فبحر اللي حست فيه..و هي تلتفت تشوف اللي جالس جنبها..لصقت في الباب..و هي تطالعه بصدمه و ترفض أي فكره تجي في بالها..عن إنه ممكن يسوي لها شي..أو سوى لها شي..أول ما تخيلت الفكره صرخت..
ماجد ببرود: لا تخافين أنا ما سويت لك شي
ياسمين تصارخ بخوف: أنت حيوان..حيوان.طلعني من هالسياره
و صارت تحاول تفتح الباب..و تضرب زجاج السياره بكل قوتها..شاف ماجد إنها بدت تفقد أعصابها..
ماجد: هدي نفسك أنا بأرجعك للمستشفى اللحين..مابي منك شي..بس كنت أبي تشوفين اللي أقدر اسويه لو كنت ناوي أضرك
ياسمين تصارخ أكثر: أقولك نزلني هنا مابي اجلس معك ثانيه وحده
ماجد: أنتي مو شايفه المكان اللي حنا فيه؟ كيف بترجعين؟ أو عندك أحد مستعد يجي لين هنا عشانك
ياسمين لأول مره تنتبه للمزرعه اللي هم فيها..و حست إنها بتموت هاللحظه..غمضت عيونها بقوه تحاول تسيطر على نفسها..عشان تطلع من اللي هي فيه بدون فضيحه..
ياسمين بقهر: حرك السياره بسرعه..رجعني للمستشفى
شغل ماجد السياره عشان تهدأ و ما تثور مره ثانيه..بس قبل يمشي..
ماجد: بنرجع بس ماله داعي هالتمثيل و الخوف و الرجفه و كأنها أول مره
ياسمين بهدؤ بينقلب أي لحظه لإنهيار: رجعني المستشفى بسرعه
مشوا ساكتين..ياسمين تحاول قد ما تقدر تقوي نفسها..و تمسك أعصابها ما تثور و تطلع كل اللي في داخلها من كره..و حقد..و إستحقار..كانت تحس إنها ممكن بأي لحظه تقتله..بس كانت تفكر إن المهم اللحين يرجعها و لا يغير رأيه..المهم توصل للمستشفى بدون فضيحه..
أما ماجد فكان تفكيره مقسوم نصين..نصه مصدق إنها خايفه صدق و مو من هالنوع و نادم على اللي سواه فيها..لكن نصه الثاني يخليه يشوفها مثل باقي البنات اللي عرفهم في حياته..
وصلوا المستشفى..لكنه ما فتح لها الباب..التفتت تطالعه بقهر..
ماجد: أنا ما آخذ شي بالغصب أحب اللي تجيني تجي برضاها..وإن كنت حابه نكون حبايب بأدفعلك الثمن اللي تبين
فقدت قدرتها على التحمل..و انهارت أعصابها..و عطته كف بكل قوتها..و كرهها المكبوت..و لفت على الباب تضربه بكل قوتها..كانت عارفه إنها ما تقدر تفتحه..لكن هي خلاص فقدت عقلها..
فجأه انفتح الباب..و ما صدقت و هي تشوف نجاتها..لين حطت رجلها على الأرض..و ركضت بكل سرعه لبعيد..مو مهم وين..المهم تبعد عنه..
سند ماجد راسه على الكرسي..و غمض عيونه..أول مره يسوي هالشي..يخطف وحده..تذكر نظراتها المرعوبه..و رجفة صوتها..(معقول كل هذا تمثيل! لا هي كانت خايفه صدق و مو مستوعبه اللي يصير....بس هذا يناقض كلام حنان عنها....و أنا ليه أصدق حنان؟ و كأنها ما تعرف تكذب طبعا هي بتشوف الكل مثلها..فاتن أكدت لي إنها بس مهتمه في شغلها و ترجتني اتركها في حالها..بعدين واضح إنها مو مهتمه بهالأشياء و لا كان أكيد بتهتم فيني..خلاص أنا بعد هاليوم بأتركها في حالها أحسن..هذا إذا داومت بعد اليوم)
و لسبب ما يعرفه ما ارتاح لهالفكره..و ندم أكثر على اللي سواه..

دخلت ياسمين لواحد من دورات المياه في المستشفى..و بدت تصيح..و تصيح..من سنين ما أنزلت دموعها..كانت دائما تقنع نفسها انها قويه..و تتحمل أي شي..تقدر تعتمد على نفسها..بكل الأحوال..لكنها اللحين كانت ترتجف من الخوف..كل ما تتذكر وين كانت..و مع مين..وش اللي كان ممكن يصير فيها..هزت راسها بقوه..كرهت ماجد أضعاف ما كرهته قبل..لأنه الوحيد اللي رجع لها شعور الخوف اللي تكرهه..
بعد وقت..حاولت تهدي نفسها..و شافت الساعه ثمان الا ربع..فرحت ان وقت رجعتها ماجاء..(شنطتي وينها؟ أكيد في مكتبي..بس أنا مو قادره اطلع اجيبها اللحين..أبي اروح البيت و بس)
و بأصابع مرتجفه طلعت جوالها اللي كان في جيب تنورتها..كانت تحطه معها من يوم عرفت ان ماجد اتجرأ يفتح شنطتها و يأخذه..دقت على السواق يجيها..و بعد ربع ساعه وصل..حست بالراحه أول ما ركبت السياره و صارت بعيده عن المستشفى..بدت تفكر باللي صار..و كيف صار..كيف وصلت لسيارة ماجد..ليه ما كانت حاسه بنفسها..فجأه وصل لبالها شي صدمها..الكابتشينو و نظرة فاتن اللي كانت كأنها تترجاها ما تأخذه..(خدروني!!!)
تذكرت انها شربته الساعه خمس تقريبا..يعني لها ثلاث ساعات تقريبا فاقده الوعي..ارتجفت بخوف..و اشمئزاز..و هي تفكر وش ممكن يكون حصل بهالساعات..بحركه لا إراديه صارت تتفحص نفسها..ملابسها..كانت تحس انها على حالها..ما أحد لمسها..(لاااا ما سوى لي أي شي..أنا متأكده..بس ممكن يكون صورني؟!)
تفحصت نقابها و طرحتها..كانوا على حالهم..بنفس الطريقه اللي تلبسها فيهم كل يوم..مو معقول أحد يرجع يسويهم مثل ما كانوا..(معقول جلس ثلاث ساعات ما سوى فيني شي؟! حتى ما فكر يشوف وجهي!! أجل ليه سوى كذا؟ بس كان يبي يخوفني)
مع انها كانت تحمد ربها كل ثانيه انها طلعت من هالشي سالمه..الا إن تفكيرها عجز يستوعب..السبب اللي خلاه ما يسوي لها شي..شي يقهرها فيه..و يذلها..
وصلت للبيت..و ابتسمت براحه و هي مو مصدقه انها أخيرا هنا..كانت لحظات..اللي مرت بها..بس هي حست انهن سنين..تنفست بقوه و دخلت البيت..و شافت جوري و أم العنود في الصاله..اللي فزوا أول ما شافوها و كانت ملامحهم قلقه..و خلتها تخاف..
ياسمين: وش فيكم؟
جوري بخوف: ياسمين وينك؟ صار لي ساعه أدق عليك ما تردين!!
ياسمين..(الحمدلله من ساعه بس..ما تدرين يا جوري اني من ساعات كنت بالمجهول)..و تذكرت..
ياسمين: جوالي كان في غرفة الملفات و ما سمعته
أم العنود: الحمدلله انك بخير هذا أهم شي
ياسمين تتنهد: الحمدلله..أنا ميته نوم ماراح أتعشى..تصبحون على خير
أم العنود: الله يهديك أنتي اللي جايبته لنفسك
ياسمين قبل ينفتح موضوع شغلها وهي مو ناقصه: تصبحون على خير
جوري و أم العنود: تلاقين خير
تركتهم و راحت..و أول ما دخلت غرفتها و جلست على السرير..التفتت على طول لصورة خالها ناصر اللي جنبها على الكومدينه..و بدت تصيح..تخيلت لو كان صار فيها شي..كيف بتقدر تشوفه بعد كذا..و الأكثر من هذا..هي متأكده انه بيلوم نفسه و ماراح يلومها هي..و بيحس انه مقصر..وقفت تفصخ عبايتها و تتأكد مره ثانيه انها على حالها ما أحد لمسها..تسبحت..و لبست بجامتها..و دفنت نفسها في سريرها..تحاول توقف هالدموع اللي ما صدقت تفتح لهم مجال..كانت تفكر و تفكر باللي صار..لين نامت..

*من بكره*
في سيارة سيف/
كان طالع من الجامعه..و يفكر في نجود..و حالهم..يتذكر كلام أمه عن زواج المسيار..و يتذكر الخوف اللي حس فيه وهو يفكر في نجود بين أهله بالملكه..كان يتمنى يلقى حل..لأنه يعرف انه مستحيل يتخلى عن نجود..بنفس الوقت ما يبي يجرح أهله..(بس وش هالحل؟ و كيف بألقاه؟ و إلى متى بأستمر على هالحال؟)
وصل لبيتها..تعود على هالمشوار الطويل لين صار ما يحس فيه..جلس في سيارته يشوف البيت و الحاره..و يسأل نفسه..كيف جابته أقداره هنا..على كثر البنات ليه ما أخذت قلبه الا نجود..كل شي غريب عنه هنا..لكنه ما يرتاح الا هنا..رغم اختلاف الظروف..و الحال..هنا على كثر الفقر..يحس ان كل شي موجود عنده..و هناك بيته و أهله..لكنه دائما فاقد شي..فاقد وجودها جنبه..
ما حس الا و نجود تدق على باب السياره..فتح الشباك..
سيف يبتسم: الحلوه تغازلني؟
نجود: سيف ليه جاي هالوقت؟
سيف ينزل و يأخذ شنطتها: عازمك على الغداء
نجود تطل بالسياره: وين هالغداء ان شاء الله؟!
سيف: اللحين اروح اجيبه
نجود: لا تعال أنا بأطبخلك أنت دائما تعزمني هالمره بأذوقك طبخي..بس ياويلك ما يعجبك
سيف يضحك: الله يستر..مو محتاجه شي؟
نجود: لا تعال
دخل معها البيت..و أول ما دخلت رمت غطاها..و شاف وجهها أحمر من الحر و الشمس..دخلوا داخل البيت..وهو يمشي معها و يفكر بقهر..كيف تاركها بهالعيشه الصعبه و مو قادر حتى يساعدها..حتى لو كانت تعودت على هالحياة هو مو راضي لها بالتعب..
نجود: سيف وين رحت؟
سيف: معك حبيبتي
مسك وجهها اللي كان للحين حار بين يديه..و صار يتأملها و هي تطالعه بإستغراب..
نجود: وش فيك تطالعني كذا؟ ليه مو حلوه الظهر؟
سيف: أنتي حلوه بكل وقت
نجود تضحك: الحمدلله قلت يمكن توه يشوفني زين..و تحسف
سيف يبتسم لها: نجود
نجود: نعم
سيف: نجود
نجود: نعمين..
سيف: .....
نجود: سيف وش فيك؟
سيف: أحب اقول اسمك
نجود تمزح تغطي احراجها: والله رومانسيتك عليها أوقات غلط
سيف: اسمعي أنا بأبدأ اجيبك من المدرسه كل يوم
نجود بإستغراب: ليه ان شاء الله؟
سيف: مو شايفه كيف حالتك كذا
نجود تطالع نفسها: وش فيني؟ مو توك تقول حلوه
سيف يحط يده على شعرها: حرام عليك حتى راسك للحين حار!
نجود تضحك: عادي شمس الظهر أكيد بيكون حر
سيف: بس مو زين عليك كذا أخاف تجيك ضربة شمس
نجود تضحك: سيف ترى أنا مو زبده..كلها ربع ساعه اللي امشيها فيه ناس تمشي ساعه
سيف: قلت لك بأجي اوصلك الظهر
نجود بعناد: لا
سيف: ليه؟
نجود: لانك تصير توك طالع من جامعتك كيف كل يوم تجي تاخذني
سيف: عادي
نجود: أنا مو عادي عندي
سيف: نجود و بعدين!
نجود: خلاص اترك الدراسه
سيف: طبعا لا
نجود: اجل لا تجي..كم لي سنه اجي تحت الشمس مو اللحين بتضرني
سيف: خلاص الوقت اللي أكون فيه فاضي أجي
نجود: لا..لاني عارفه ان هالوقت بتخليه كل يوم..و خلاص خلك هنا بأروح اسلم على أمي و اجهز الغداء
تركته نجود و دخلت غرفة أمها..سلمت عليها و طلعتها عند سيف و راحت للمطبخ..وقفت تفكر..(حتى من الشمس تخاف علي يا سيف!! حرام عليك لا تخليني أحبك زياده..مو عارفه وش اسوي بعد فراقك..الله لا يجيب ذاك اليوم)

في المستشفى=المغرب/
جاء ماجد و شاف حنان و فاتن لحالهم..تلفت لكنه ما شافها..و تأكد إنه ماراح يشوفها بعد اليوم..حنان كانت مشغوله تركها و راح لفاتن..
ماجد: مساء الخير
فاتن: مساء النور
ماجد بتردد: آآ ياسمين ماراح تداوم؟
فاتن بحزن: أكيد ماراح تجي بعد اللي سويناه فيها
ماجد يتنهد: ما قدرت أصدق إنها مو مثل ما تقول حنان
فاتن: و اللحين صدقت؟
ماجد: ما عاد يهم صدق أو كذب هي وحده و راحت في طريقها..عن إذنك
تركها و راح..كان يحس بفراغ كبير مو عارف ليه..يمكن لأنه ظلمها..أو لأنه بيفقدها..
من أمس وهو مو قادر ينام..و صوتها المرتجف رغم قوته ما غاب عنه لحظه..يعرف انها كانت خايفه..بس مع كل هذا ما خضعت له..و لا حتى ترجته..بالعكس اكتفت بالأمر..وهو ما قدر إلا إنه يسوي اللي تبي..
طلع من المستشفى و هي للحين في خياله..نظراتها..صوتها..كل شي يتذكره عنها..(ياسمين..معقول طلعتي من حياتي و ماراح أشوفك بعد هاليوم!)
كان يفكر..ما يدري ليه خطفها..ما يدري ليه يبي يكسر هالقوه اللي فيها..ليه يبي يشوفها ضعيفه قدامه..و مع كل هذا ما سوى لها أي شي..جلس معها في السياره ساكن ماقدر حتى يمد يده يمها..خاف منها حتى و هي فاقده الوعي..أو خاف على الشي اللي اعجبه فيها ينهز..
تركها في حاله..و هي اللحين تركته..

في بيت أم عمر/
في غرفة لينا-كانت نايمه على سريرها..تحس بكسل و خمول..لانها من يوم الخميس و هي ما تأكل زين..كانت تأكل بالغصب بس قدام أهلها..لكن ما كان لها نفس لأي شي..من يوم ملكتها و هي أغلب وقتها حابسه نفسها بغرفتها..تحاول تتقبل انها اللحين زوجته..لكن هالشي كان صعب عليها..تكرهه..و كرهته زياده..(سامحني يا يوسف..ما كنت أبي اخون ذكراك..بس خوفي على أمي حدني على هالشي....كنت اتوقع إني بأقدر اتحمل عشانها بس صعب..صعب من بعدك ياخذي اللي ذبحك و نساك..نساك لدرجة إنه فكر ياخذني بعدك....بس اللحين بأذكره دائما باللي سواه)
سمعت جوالها يدق ما كانت تبي ترد..لكنها شافت رقم مساهير..و عرفت انها لو ما ردت بعد دقايق بتشوفها عندها..
لينا: هلا مساهير
مساهير: بدري! وينك من الصبح أدق ما تردين؟
لينا: كنت نايمه
مساهير: وش فيه صوتك تعبانه؟
لينا: لا بس توي صاحيه
مساهير: أكيد؟ يعني ما كنتي تصيحين؟
لينا: ليت الدموع تنفع
مساهير: لينا أنتي اللي ما تبين ترتاحين
لينا: لو كان بيدي كان ريحت نفسي من زمان
مساهير: و الله مو عارفه وش الحل معك؟
لينا: ماراح تلقين حل لأني أنا نفسي مو لاقيه..معليش مساهير بأسكر اللحين ما صليت المغرب
مساهير: مع السلامه
في الصاله_شافت حلا عمر جالس لحاله..و جلست عنده..رفع راسها يطالعها..و شافها تطالعه..
عمر: وش فيك تطالعيني؟
حلا: امم عمر ممكن اسألك سؤال
عمر: اسألي
حلا: أنت ليه ما تتزوج مساهير؟
عمر انصدم: نعم! و ليه إن شاء الله؟!
حلا: و ليه لا؟ وش فيها مساهير؟
عمر: ما قلوا البنات يوم آخذها
حلا: زين وش إعتراضك عليها؟
عمر: و أنتي ليش تسألين؟ مرتاح من أمي تطلعين لي أنتي!
حلا: يعني ما تبيها؟
عمر: لا ما أبيها
حلا: خلاص أجل بنخطبها لسيف
عمر عصب: و ليه تخطبينها؟ وش دخلك فيها!
حلا: أبيها تكون أحد أفراد العائله
عمر: ريحي نفسك هي ماراح توافق
حلا: عليك أو على سيف؟
عمر يقوم: علينا كلنا..و كلها كم يوم تلقينها رجعت مكان ما جت
حلا: لا مساهير ما تفكر تروح
عمر قبل يطلع: بكره أذكرك
راح و هي تفكر..(ليه مصر إنها بترجع لعمانها؟ ما طلعت بشي ما عرفت إن كان يحبها للحين أو لا!....أووف ما استفدت..بس أنا وراكم لحد ما أعرف)

في بيت أم فارس=بعد المغرب/
كانت أسيل جالسه في الصاله..كالعاده لحالها..أمها طالعه..و أبوها و فارس في شغلهم..حتى سيف صارت قليل ما تشوفه بعد ما صار يطلع مع أصدقائه اللي بالجامعه مثل ما قال لها..بدت تقلب المحطات بملل..طرى في بالها فيصل..كان دائما شعورها اتجاهه الحب..حب صافي و واضح..لكن اللحين تعجز تحدد شعورها اتجاهه..تحس بحرن..و حقد..بصدمه..و قهر..ما تدري إن كانت للحين تحبه أو لا..أو إن كانت تقدر تنسى خيانته..تعبت من التفكير..لكن وحدتها بهالبيت تخليها غصب تفكر..

في بيت أم العنود=المغرب/
في غرفة ياسمين_كانت تدور بقهر..اليوم ما راحت للدوام بحجة إنها تعبانه..لكن الغريب إنها اللحين تفكر تكمل دوامها..(بأكمل هالأسبوع بعده اترك الشغل..على الأقل أأكد لنفسي إني مو خايفه منهم..أكره هالشعور..و ما أبي احس فيه مره ثانيه أبدا..ماراح اسمح لهم يخوفوني..بأروح و أقول لهم اللي يستاهلونه..عشان يعرفون إن كل هاللي صار ما هز فيني شعره)
قررت تداوم..لكن هالمره بس عشان تسوي اللي ما قدرت تسويه قبل يوم كانت خايفه على شغلها..و هي متوقعه إنها بأي لحظه تسوي شي يخليها تنطرد من هالشغل..أهم شي تبين لنفسها إنها ما تخاف..لأنها من سنين وعدت نفسها إنها ما تعرف هالشعور أبدا..و لا تبي أي أحد يحسسها فيه..

*يوم الأثنين*

في المستشفى/
كانت فاتن و حنان قبل دقايق واصلات و بدأوا الشغل..حنان كانت فرحانه و مرتاحه إن ياسمين تركت الدوام..أما فاتن فكانت تحس إن ياسمين تاركه فراغ كبير..مع إنها ما كانت تتكلم معها كثير..لكن وجودها كان يريحها..
لكنهم انصدموا..و ما صدقوا عيونهم و هم يشوفونها جايه..طالعتهم بنظره إستحقار سكتتهم أكثر..مشت بكل ثقه و غرور..
ياسمين: وش فيكم؟ ليه ساكتين؟ لا تقولون إن عندكم إحساس و إنكم ممكن تكونون خجلانين أو نادمين على اللي سويتوه!
حنان سكتت و عطتها ظهرها..و هي تفكر إنها أكيد تصالحت مع ماجد و إلا كان ما جت بهالقوه..أما فاتن فكانت مو قادره ترفع عينها و تطالع بياسمين..تتمنى تعتذر منها..لكنها تعرف إن أعذار الدنيا ماراح تفيدها..
كملت ياسمين شغلها..و هي تحس براحه..لأن الخوف اللي بقلبها من اللي صار بدأ يتلاشى..

في بيت أم راكان/
كانت مرام في غرفتها..من يوم رجعت من ملكة لينا..و عرفت إن لا نادر و لا أسيل يفكرون يفسخون هالخطبه..و هي بتنجن..جالسه تفكر و تفكر في حل..فجأه صرخت..(صح..جدة نادر! كيف راحت من بالي)
و قامت تركض..و طلعت من غرفتها رايحه لأمها..
__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!