في سيارة ماجد/
كان ماجد سايق بكل سرعته رايح لمزرعة سيف..انصدم وهو يقرأ المسج اللي جاه منه..و كان يدق عليه بس ما يرد..خاف يدق على ورد يربكها و يخوفها..وهو مو متأكد اذا ياسمين موجوده أو لا..و أخيرا رد عليه سيف..
ماجد: سيف وينك؟
سيف: هذا أنا معك وش تبي؟
ماجد: ليه اخذت ورد؟
سيف: كسرت خاطري في البيت لحالها قلت اجيبها للمزرعه تنبسط مع البنات
ماجد: أهلك لحالهم ؟
سيف: و خالاتي
ماجد انصدم: لاااا
سيف:وش فيك؟!
ماجد: آآ لا بس ورد ما تحب الاجتماعات الكثير مو متعوده و أخاف...
سيف يقاطعه: لا تخاف أنا قبل شوي كلمت أختي و تقول انها مبسوطه معهم
ماجد: معليش سيف بس أنا جاي آخذها
سيف: ايه تعال حياك الله بس ماراح تاخذها
ماجد: نتفاهم بعدين
سكر وهو يفكر بياسمين..(معقول مو معهم؟ أخاف للحين ما جت؟)
خاف تشوف ورد و تعرف انها تقرب له..خاف تفجر قهرها بورد..و أكيد ورد ماراح تستحمل..(أكيد للحين ما شافتها..أو يمكن مسكت أعصابها...لا لو شافتها ورد كانت دقت تقول لأنها أكيد بتتفاجأ)
كان خايف على ورد..لأنه حس إن ياسمين مستحيل تمسكك أعصابها إذا عرفت اللي هو سواه..ما يدري كيف دق عليها..لكن خوفه على ورد هو اللي دفعه هالمره لهالشي..
كانت ياسمين تدور في الغرفه بقهر..و غيض..من اللي سواه فيها..تتذكر كيف ورد كانت تطالعها..و كيف تكلمت معها و تقبلتها بسرعه..و الأكثر من هذا طلبت رقمها..و هي بكل غباء عطتها..و دقت أكثر من مره و كلمتها..راجعت مع نفسها الكلام اللي كانت تقوله لها و هي متأكده انه يسمع كل هالكلام..
دق جوالها..و يوم شافت رقمه..تفجر قهرها..و ردت عليه..
ياسمين: أنت ايش؟ أبي افهم..ما عندك إحساس لهالدرجه..سيف صديقك و تخونه من وراه في قريبته و عادي عنك..حتى ورد البنت الصغيره مدخلها في تخطيطاتك القذره..حرام عليك هاذي أمانه عندك ارحم برائتها طفله بهالعمر تعرف هالأشياء! مابي اسمع عنك شي لا من قريب و لا بعيد..مره وحده خله يكون عندك دم و بعد عني
ماجد: ياسمين اسمعيني...
ياسمين تقاطعه: لا تقول اسمي على لسانك!
ماجد عصب: انتظري خليني اتكلم..أنتي فاهمتني خطأ هذا مو قصدي..(و بتهور)أنا أبي اتزوجك
ياسمين انصدمت منه أكثر: ما قلوا الرجال يوم آخذك
و سكرت بوجهه..تنهد ماجد بقوه وهو يعيد كلامها في باله..دق على ورد و كلمها و استغرب إنها ما جابت له طاري ياسمين أبدا..و قال لها إنه جاي في الطريق يأخذها و هي ما اعترضت..مع إنها انبسطت مع البنات إلا إن جلستها مع ماجد اريح لها..(الله يهديك يا سيف على اللي سويته فيني)
في المزرعه/
وصلوا للمزرعه..مساهير كانت سرحانه طول الطريق..و توها تنتبه للمكان..
مساهير بقهر: أنا قلت البيت..ليه جايبني هنا؟
عمر: اهلك هنا
مساهير: اها..آسفه نسيت اني وحده ما تنترك لحالها و إلا الله يعلم وش تسوي
طالعها بقهر..بس قبل يتكلم نزلت و تركته..و سكرت الباب بكل قوه..و دخلت مساهير لقسم الحريم..و شافت لينا اللي ركضت لها أول ما لمحتها..
لينا: مساهير! وش صار؟
مساهير بعصبيه: أبي اتطلق..و بأرجع لعماني
لينا تشهق: مساهير! وش تقولين؟؟
مساهير: اللي سمعتيه
طلعت جوالها من شنطتها و دقت على راشد..
مساهير: راشد....ايه أنا في المزرعه بس تعبانه و أبي ارجع البيت توديني؟...أووه يا راشد مو وقت اسئله توديني أو لا؟....خلاص انتظرك
لينا: مساهير وش صار؟
مساهير بقهر: اسألي اخوك
تغطت و طلعت..و لينا ما أصرت عليها أكثر لأنها شافت انها مو في حاله تسمح لها تتكلم..لكنها دقت على عمر و طلبت منه يجي عشان تكلمه..
عمر معصب: نعم
لينا: وش صار؟ ليه مساهير معصبه كذا؟!
عمر: وش قالت لك؟
لينا: تقول انها تبي تتطلق و ترجع لعمانها..و تقول اسألك عن السبب
عمر عصب: تتطلق! قولي لها لو تموت ما صار هالشي..و عمانها تنساهم و تنساه معهم
تركها و راح و لينا مو فاهمه شي..(الله يعينكم على بعض)
في وحده من الغرف-راحت أسيل عن البنات تشوف ياسمين وينها..وش فيها..و شافتها جالسه و سرحانه..ملامحها كانت عصبيه و متنرفزه..جلست جنبها و حست فيها ياسمين..
أسيل: ياسمين وش فيك؟
ياسمين: ما فيني شي
أسيل: كيف ما فيك شي و أنتي أول ما شفتي ورد انقلب حالك
ياسمين ما عرفت وش تقول: لا..بس عشان أنا قد شفتها بزواج و كسرت خاطري انها ما عندها صديقات و اخذت رقمها و كنت اكلمها
أسيل: حلو..هذا وش فيه يزعل؟
ياسمين: ما كنت أعرف إن عمها يعرف سيف
أسيل بإستغراب: و إذا؟
ياسمين: أسيل تذكرين اللي قلت لك عنه..ماجد..اللي سألتك لو كان يعرف سيف اللي...
أسيل تتذكر: ايه اللي قلتي ان سمعته مو حلوه؟
ياسمين: ايه
أسيل: لا ما أتوقع إنه هو..هذا سيف يمدح فيه بالحيل يكفي انه هو اللي مهتم في ورد و صاير لها الأبو و الأم..بعدين ذاك مو تقولين له أخت..ماجد ماله إلا أخو واحد بس
ياسمين: صح أكيد مو هو..بس أنا ما كان المفروض اكلم ورد..عشان كذا ما بيها تشوفني و لا تقولين لها عني
أسيل: على راحتك..مع انها والله تكسر الخاطر
ياسمين..(طبعا تكسر الخاطر..اللي مسئول عنها واحد مثل ماجد..بهالعمر يعلمها الكذب..الله يستر ما يكون يستخدمها دائما عشان تشبك له مع هالبنات)
عند الحريم-كانت جوري بتطلع..لكنها سمعت سالفة خطبتها و وقفت..تبي تعرف وش رأيهم..وش بيقولون إذا كانت هي مو موجوده..و للحين عندها أمل إنهم يقولون اللي ما قاله فارس..و يقولون إن المفروض تكون لفارس..لأنه كان خاطبها..لكن اللي سمعته شي أبدا ما تخيلت تسمعه..
أم فارس: إن كنتم متأكدين منه و من أهله اقنعوها توافق
أم عمر: أنا اعرف أمه و أهلها ناس ما ينعابون بشي بس الولد ما أعرفه
أم العنود: ناصر يمدح فيه..بس..
أم راكان تتدخل: و أنتم وش اللي يخليكم تعطونها لأحد ما تعرفونه..المفروض ناصر ياخذها
سكتوا الكل منصدمين من اللي سمعوه..و ما قدروا يستوعبون..أو يردون..لكن صدمة جوري كانت أكبر..
أم راكان تكمل: أنتم مو تقولون هي تشبه أمها و إن ناصر مايبي يتزوج عشانها خلاص زوجوه بنتها و تتطمنون على الإثنين
راحت جوري بسرعه..مع إنها كانت مو قادره تشيل رجلينها..حست إن جسمها كله يرتجف..حست بخوف..اللي سمعته لا يمكن يصير..و كأن أحد يقولها إنها بتتزوج أبوها..لكن اللي خوفها أكثر إنهم يقتنعون باللي تقوله أم راكان..و المصيبه لو وافق ناصر على هالشي..(لاااا كيف يصير هالشي؟ معقول ناصر يقبل بهالشي...و إن وافق؟ وش اسوي؟ ما أقدر أقول لا..ناصر لو يطلب عمري عطيته..ما أقدر أقول له لا بعد كل اللي سواه لي....بس كيف أنا اكون بمكان أمي؟ اتزوج اللي كانت.....لاااا!!)
كانت تمشي بدون ما تحس..تبي تهرب من اللي تفكر فيه بأي شكل..
في مكان بعيد كان واقف فارس يتكلم مع أسيل..و شافوها جايه تمشي من عندهم..كان باين إنها سرحانه و مو شايفتهم..
أسيل بإستغراب: جوري!!
انتبهت لهم جوري..و أول ما شافت فارس طالعته بنظره غريبه..و ركضت بعيد عنهم..
فارس: وش فيها؟
أسيل: مادري! بأروح اشوفها
تركته و راحت..كان بيقول لها تطمنه عليها..لكنه تراجع..(مو هي تفكر في مازن..وش دخلني فيها)
راح عند الرجال و حاول ينسى السالفه..مع إنه كان يتمنى يسمع إنها رفضت مازن..
في سيارة ماجد/
وصل ماجد و أصر على سيف إنه يأخذ ورد و يروح..اعتذر من سيف و تعذر بخجل ورد و عدم راحتها مع الناس..و سيف يوم شاف فرحة ورد بجية ماجد عذره..
ماجد: انبسطتي؟
ورد: إيه
ماجد: كنتي تبين تجلسين؟
ورد: لا أنا أحب اجلس معك أكثر
ماجد: و أنا ما ارتاح إلا إذا كنتي معي..ما شفتي أحد هناك؟
ورد: أخت سيف و بنات خالتها
ماجد: لا..أحد تعرفينه؟
ورد: لا
ماجد: ورد أنتي للحين تكلمين ياسمين
ورد: ايه قلت لك يوم تدق علي
ماجد: بأقولك شي حبيبتي بس لا تتضايقين
ورد تشهق: ياسمين فيها شي؟
ماجد بتردد: لا..بس ياسمين عرفت إني عمك و أكيد ماراح تكلمك بعد اليوم
ورد دمعت عيونها: أكيد اللحين تكرهني
ماجد: لا حبيبتي هي تعرف إن مالك ذنب
ورد بحزن: أجل تكرهك أنت
ماجد..(و هي متى حبتني؟ و ما ظني بتحبني أبدا)
تذكر كلامها له..و انقهر من نفسه اللي مع كل هذا للحين متعلقه فيها..
ورد: كيف عرفت؟
ماجد: شافتك قبل شوي
ورد تشهق: في المزرعه؟!!
ماجد: ايه هي من بنات خالة سيف
ورد سكتت شوي: كان المفروض ما أروح
ماجد: يوم من الأيام كانت بتعرف
ورد تنزل دموعها: يعني خلاص ماراح أكلمها أبدا؟
ماجد يمسك يدها و بضيق: آسف حبيبتي ما كان المفروض اعلقك فيها و أنا عارف ان اللي نسويه غلط
ورد: يعني ماراح تتزوجها؟
ماجد: ماراح ترضى
سكتت وهو يطالعها و شفقان عليها..(معها حق ياسمين..أنا كيف دخلتك بهالموضوع و علقتها فيها..و أنا عارف رأيها فيني )
في المزرعه/
شافت أسيل جوري جالسه لحالها و راحت لها..
أسيل تجلس: جوري وش فيك؟
جوري: أسيل أنا بأوافق على مازن
أسيل تبتسم: و ليه كل هالزعل؟ المفروض تكونين فرحانه
جوري تبتسم غصب: ......
أسيل: أنا من شفتك قبل شوي سرحانه قلت أكيد فيه
جوري: انحرجت من فارس وش بيقول عني؟
أسيل: لا تهتمين ما قال أي شي..تعالي نقول للكل إنك وافقتي
مع إنه قهرها فارس بعد إهتمامه..إلا إنها ارتاحت إن أسيل بتنشر خبر موافقتها لهم..بكذا ماراح يفتحون ذاك الموضوع أبدا و لا يقولونه لناصر..(خلاص يا فارس حلمت فيك أكثر من اللازم..لكنك كنت مجرد سراب ما قدرت اطوله..بأحاول انساك و أحبك كأخو و بس)
وصلوا عند الحريم..و أعلنت لهم أسيل الخبر..و الكل بارك لها و هناها..و حست هي براحه ما تدري عشانها تخلصت من ذاك الموضوع أو لأنها مرتاحه لمازن..
و بعد ما راحوا البنات لحالهم..
حلا: و أخيرا فيه خطبه سنعه بعائلتنا
رغد: ليه ان شاء الله مو عاجبتك خطبات عائلتنا؟
حلا: مادري والله شوفي بنفسك..أول طلال و لينا لا خطبه و لا ملكه شفتي فيها حركات و دلع و رومانسيه بينهم..بعدها ملكة جني و عطبه اللي كل يوم شابين حريقه في بعض و آخرتها اليوم..و طبعا ما تهون ملكة الأخت أسيل و الأخ نادر...لكن جوري شكلها حكاية حب و الأذن تعشق قبل العين أحيانا...أوب أوب و الا لايكون شايفك؟
رغد: بسم الله علينا و الله شايله بقلبك و ساكته
أسيل: خليها نشوف ملكتها كيف تصير وش بيسوي فيها تعيس الحظ
رغد: قصدك هي وش تسوي فيه...الله يعينه فلان بن علان
جوري سكتت..و هي تقول في نفسها..(يا خوفي خطبتي تكون كماله لهالمسلسل اللي قلتيه يا حلا)
بعد ساعات-
في سيارة فارس/
ركبت أسيل و أمها..و راحوا معه..صاروا يسولفون..
أسيل: مو مصدقه إن الأسبوع الجاي بتتزوج لينا! و أخيرا صار بعائلتنا زواج
أم فارس: ما شاء الله عليها أم عمر فرحت بعيالها ما بقى الا حلا..مو أنا
فارس يضحك: سباق بينكم مين تفتك من عيالها أول
أم فارس بعتب: ايه تتريق..أنت الظاهر بتلحق خالك ناصر..اللحين أسيل و جوري أصغر منكم بسنين و هذا هم بيتزوجون..و أنت و اخوك لا حياة لمن تنادي
فارس انصدم: جوري وافقت؟!
أسيل بفرح: ايه توها قالت لنا و سوينا لها احتفال
فارس سكت..وهو مقهور عليها..(كانت ناويه توافق..ليه تشاورني أجل؟ لو قلت لها لا كانت بتوافق بعد؟ أو بتسمع كلامي..و الا بس كانت تقول لي كذا؟...اوووف كذا احسن خليني ارتاح منها و اعرف اطلعها من بالي..أكيد بأطلعها من بالي)
لكن مو هذا اللي صار..كانت تتردد في باله كل لحظه..بس هو يكابر..حتى بينه و بين نفسه..
*من بكره*
في بيت أم مازن/
دخل مازن و الضحكه مرسومه على وجهه..و شاف أمه و ساره و هديل في الصاله..
أم مازن: عساها دوم هالفرحه
مازن بفرح: ناصر كلمني
ساره: والله! أكيد وافقت؟
مازن: ايه
أم مازن: ألف مبروك يمه
مازن: الله يبارك فيك
ساره و هديل: مبروك
مازن: الله يبارك فيكم...ساره ما كنتي تعرفين؟
ساره: لا جوري ما قالت شي..أصلا ما كلمتها لا اليوم ولا أمس..بس بأروح أبارك لها
قامت عنهم ساره و راحت تدق على جوري..
جوري: مرحبا
ساره: ألف ألف مبروك يا مرة أخوي
جوري تبتسم: الليه يبارك فيك..و عقبالك
ساره: إن شاء الله
جوري: اللحين تجيبني عندك عشان تروحين عني!
ساره: وش تبين فيني عندك مازن
جوري استحت: وش أخبار خالتي و هديل؟
ساره: كلهم بخير و فرحانين لكم الله يتمم فرحتكم
كانت جوري تكلمها و هي حاسه بفرحتها..و سألت نفسها للمره الألف..هي سوت الصح أو لا..
*يوم السبت*
في كلية الحاسب الآلي/
جت ساره عند البنات و هي مبتسمه..
ساره: صباح الخير
البنات: صباح النور
خلود: وش عندك توزعين ابتسامات؟
ساره: عندي خبر حلو بأقوله لكم..بس لين تجي جوري
لما: مو لازم تجي..قولي لنا بعدين هي تعرف
ساره: لا الخبر يتعلق فيها
لما فقدت حماسها: اجل ننتظر
شافوا جوري من بعيد جايه و هي تطالع ساره بإبتسامه..و أول ما وصلت ضمتها ساره..
ساره: ألف مبروك
جوري: الله يبارك فيك
أفنان بإعتراض: هيه قولوا لنا وش السالفه خلونا حتى حنا نبارك
ساره بفرح: مازن خطب جوري
الكل انصدم لحظه..لكن استوعبوا و باركوا لها..إلا لما و خلود اللي كانت تطالع بنت عمها..لأنها تعرف مشاعرها اتجاه مازن..لكنها هزتها عشان تحسسها بنفسها..و ما أحد يلاحظ ضيقتها..باركت خلود لجوري..و بعدها لما باركت لها ببرود..ثم استأذنت لما..و لحقتها خلود..
خلود تركض وراها: لماااا انتظري
لما وقفت معصبه: بأي حق تاخذه مني؟ أنا اللي من صغري اعرفه و أحلم فيه..تجي بشهور تاخذ أغلى صديقاتي و بعد اللي أحبه!!
خلود: لما لا تضايقين نفسك
لما بقهر: ما أضايق نفسي..أخذت مني مازن و لا تبيني اتضايق
خلود: كل شي قسمه و نصيب
لكن لما هالكلمه ما واستها..و لا حتى اقنعتها..و بدت من هاللحظه تكره جوري فعلا..
*بعد أسبوع=يوم الزواج*
في بيت أم عمر=الصبح/
كانت لينا جالسه في سريرها من أمس..ما قدرت تنام..يومها هذا طويل..و عذابها أطول..
و بالنهايه بتروح معه..في بيت واحد..و تترك كل ذكرياتها هنا..حست بالقهر..تبي تأجل هالزواج..بس مين بيطيعها..لازم تتصرف..جت عينها على فستانها الأبيض..(لو صار لهالفستان شي..معقول يأجلون الزواج؟)
قامت من سريرها و راحت عنده..تفكر وش تسوي فيه..لكن الباب انفتح و شافت شوق..و بعدت عنه..
شوق: صباح الخير ليونه
لينا: صباح النور
شوق: أمي تبيك في غرفتها
لينا: خلاص أنا رايحه لها
و راحت لها لينا..و جلست تسمع نصايحها..اللي متأكده إنها ماراح تسوي منها شي..
في بيت طلال/
كان طلال نايم في بيته..مع إنه ما قدر ينام..كان جالس على الكنب في الصاله..يفكر..تنهد بتعب..(آآآه من اليوم و اللي بيصير فيه)
تذكر أمس نقاشه مع أمه..رفض ينزف عند الحريم..و هي ما رضت بهالشي..لين تعذر لها إنه ما يرتاح يدخل عندهم و يعرف إن الكل يطالع فيه..لكن السبب الحقيقي..كان خوفه من ردة فعله لينا إذا شافته..و مايبي هالشي يكون قدام الناس..ما يتخيل وش شعورها اللحين..و كيف شعورها إذا شافته..
في الزواج/
كان كل شي كامل..فرحة الناس..و التحضيرات..حتى هي..فستانها الأبيض..و تسريحتها..و مكياجها..كل شي يدل على الفرح..و الكل فرحان..إلا هي..شعور داخلها ينهيها كل ما يمر الوقت..مثل اللي تشوف موتها قدامها..و بنفسها تمشي له..
و في زفتها..الكل قال لها إنها مثل البدر..كانت تمشي و الكل يطالعها بإعجاب..يحسدون طلال عليها..و ما أحد يتصور الحياة اللي بتخليه يعيشها..جلست على الكوشه..و الناس جت تسلم عليها و تبارك لها..و هي تحاول ما تنسى الإبتسامه المغصوبه على وجهها..الهدؤ كان مغطي مظهرها الخارجي..و في داخلها أعاصير القهر و الحزن تثور..
و عند الرجال..حال طلال كان يشبه حالها..الابتسامه و الضحكه ما تفارقه..لكن الإنتظار بيذبحه..و كل ما يمر الوقت..لحظة شوفتها..تذبحه أكثر..
دخل طلال عندها..مع أبوه و خالها و عمر..كانوا يباركون لها و يهنونهم..و هي ما قدرت ترفع راسها أو تشوف واحد فيهم..ما قدرت حتى ترد عليهم..الكل كان يفكره حياء..لكن هي كانت تموت و تحيا من قهرها..و خوفها..و حزنها..دخلوا بعد الرجال..خوات طلال و أمه و خالاته و أمها..كانت مو قادره تسمعهم و لا ترد عليهم..تمر عليها اللحظات مثل ما مر عليها هاليوم كله..كأنه سكين يقطع اللي باقي من روحها..
و طلال كان بنفس هدؤها..نظراته ما تنرفع عنها..يعرف وش ورا هالسكون..يعرف إن داخلها قهر مكبوت بينفجر أي لحظه بوجهه..كان يطالعها بقلق..و يحاول يدخل بالجو مع سواليف أهله..(تماسكي يا لينا..حاولي تصبرين لين نصير لحالنا)
و انتهى الزواج..و ركبت لينا السياره معه..و قلبها صارت دقاته تثقل زياده..حست إن يد قويه خانقتها و مو قادره تتنفس..حتى صارت مو قادره تشوف اللي قدامها..أول ما مشى كانت تبي تصرخ..تقوله يوقف..مستحيل تعيش معه..مستحيل تتحمله..لكنها ما لقت صوتها..و ما قدرت تتحرك..حست انها عاجزه عن أي شي..كل احساسها..كان مركز على شي واحد..على صورة يوسف اللي مرسومه بعيونها..حست انها تحتاجه هاللحين أكثر من أي وقت..هو الوحيد اللي يحس فيها..هو الوحيد اللي تبيه..هو اللي خسرته..و اللي كان السبب..اللحين جنبها..عذابها اللي بداه من سنين..اللحين زاد..تمنت ما يوصلون لبيتهم..دعت ربها يسوون حادث..تموت هي وهو..كذا بترتاح..
أما طلال فكان يمشي وهو ساكن..كل شي في ملامحه ساكن..حتى احساسه انعدم..قد ما كان يتخيل وش بيكون احساسه هاللحظه..ما قدر يعرف..حتى اللحين مو قادر يعرف..لينا صارت زوجته..بيجمعهم بيت واحد..هو اللي يشيل لها كل الحب في قلبه..و هي اللي تشيل له كل الكره..لو بس يقدر يكلمها..لو تحاول تسمعه..بس هو يعرف ان هالشي مستحيل..يعرف انه آخر شخص ممكن تتقبل لينا منه حتى لو كلمه..
وصلوا للبيت..نزل و فتح لها باب السياره لكنها ما نزلت..
طلال:لينا
لينا بهدؤ و همس: لا تقول اسمي..لا تخليني حتى أكره نفسي يكفي اللي سويته فيني
نزلت من السياره و مشت بسرعه بعيد عنه..ما التفت عليها..دخل البيت وهو يدعي ربه تلحقه و ما تظل واقفه..بعد لحظات شافها داخله..
طلال: الغرفه تلقينها أول ما تطلعين في الواجهه..خذي راحتك أنا بأنام تحت
ما خلص كلامه..الا و هي طالعه على الدرج تركض..وهو رمى نفسه على أقرب كنب..حط راسه بين يدينه يخفف من الصداع اللي بيذبحه من السهر..و كثر التفكير..تذكر كلامها..(هاذي البدايه يا لينا..وش بيجي منك بعد؟ بيخف كرهك مع الأيام أو بيزيد لين بيدك تذبحين هالقلب؟)
غمض عيونه بحزن..قد ما يقدر يحاول انه يكون قوي قدامها..يحاول يكلمها..لكن نظرة الكره و الخوف اللي بعيونها..تدمر أي قوه داخله..
في الغرفه-دخلت لينا و قفلت الباب عليها..و نزلن دموعها أكثر و أكثر..التفت تطالع الغرفه بكره..تتمنى تكسر كل شي فيها..تتمنى تحرقها..تتمنى تسوي اللي ما الحقت تسويه بفستانها..فستانها..أول ما تذكرت اللي هي لابسته..حست بالكره..راحت بسرعه فتحت دولابها و أخذت بجامه طويله..و دخلت تتسبح و تبدل ملابسها..طلعت من الحمام..و جلست على الأريكه اللي في الغرفه..تمددت عليها تحاول تنام..لكنها كانت ترتجف من الخوف و القهر..تبي تنسى هالتعب اللي فيها..لكن الدموع كانت تنزل منها بحرقه..و هي تفكر كيف بتكمل حياتها..كيف بتقدر تعيش بهالبيت..معه..لكنها ما لقت أي جواب..
مرت عليها الساعات حست انها بتذبحها..بعدها غفت شوي وصحت..و شافت الصبح طلع..حتى الشمس اشرقت..شكلها نامت كثير بدون ما تحس..قامت و هي تحس بثقل في راسها..يوم نامت و الحاله اللي كانت فيها..خلتها تتخيل انها خلاص ماراح تصحى أبدا..لكن هذا هي صحت لعذابها..واللي كان يقهرها..انها بعد كل هالعذاب للحين حيه ما ماتت..راحت تتوضى و تصلي..عشان ترتاح شوي..لكن هي متأكده ان أي راحه تحس فيها..شوفة طلال بتقلبها عذاب..شافت جوالها..مكالمات كثيره من أمها..و مساهير و عمر..(تذبحوني و اللحين تبون تتطمنون علي..الله يسامحكم..لو واحد فيكم يحس اللي احسه اللحين كان....)
قطع أفكارها صوت طق الباب..فزت بخوف و هي تطالع الباب بكره..جلست ما تحركت و لا ردت..سمعت صوته..وش كثر تكره هالصوت..و راحت منها كل الراحه اللي حستها للحظات قصيره..و رجع لها القهر و الخوف..كانت تحسب نفسها قويه..كانت تبي بزواجها تنتقم منه..لكنها ما قدرت على أي شي..هي انتقمت من نفسها بهالزواج..و هي اللي تتعذب فيه..
طلال: لينا افتحي الباب..فيه شي لازم تعرفينه..عمر كان هنا
كان يبي يقول لها عن المشكله اللي هم فيها..لكن الأهم يتطمن عليها..من أمس وهو ما قدر ينام..وكل تفكيره عندها..
لينا من ورى الباب: وش فيه عمر؟
طلال: ماراح تفتحين الباب؟
لينا بعصبيه: لاااا..تبي تتكلم كذا..أو ادق على عمر و اسأله
طلال: لا لا تدقين..عمر كان هنا و سأل عنك و قلت له انك نايمه...بس..
لينا: بس ايش؟
طلال: أنا عارف انك أكيد ما تبيننا نسافر بشهر عسل..عشان كذا ما حجزت و لا شي و تهربت من أهلي يوم سألوني..لكن..لكن خالتي أم عمر حجزت لنا على حسابها و...
لينا فتحت الباب..و قفت قدامه..و لأول مره قريب منه بدون تهتم..طلال حس انه فقد دقات قلبه أول ما شافها..لكن انتبه لنظراتها الحاقده..الكارهه..كان يشوف بعيونها انها تتمنى موته عشان ترتاح منه..
لينا تصيح: أنت مجنون؟ كيف تبيني أسافر معك..أنت مو قادر تحس؟ أنا اكررررهك..اكرررهك..اتمنى الموت على شوفتك
طلال يصد عنها: اعرف..بس مادري وش اقول لهم؟ ما عندي سبب يخليني ما أسافر
لينا تصارخ: حرام عليكم..حرام عليكم اللي تسوونه فيني..خلاص تعبت أبي اموت و ارتاح..مابي اشوفك..مابي اشوفك..روح عني..خلني لحااالي
تركها طلال بخطوات ثقيله..و هي رجعت لغرفتها و رمت نفسها على السرير تصيح بصوت عالي..كانت تصرخ بقهر..تبي ترتاح..تبي ترتاح..
طلع طلال من البيت..مو قادر يتنفس..جروحه صارت أكبر من إنه يداريها..أو يتناساها..لينا تكرهه..و كل يوم تكرهه زياده..زاد عذابها و عذابه بهالزواج..مستحيل تكون بينهم لحظة سكون..شوفتهم لبعض تخلي سنين الألم..و الندم..تثور..هم في حال ما أحد يقدر يتصوره..و لا أحد بيفهمه..
الكل مصر إنهم بيكونون سعيدين مع بعض..و منتظرين يشوفون هالسعاده..بس هالشي مستحيل..حتى تمثيله صار صعب..
سند طلال جسمه على باب البيت بعد ما سكره..على روحه اللي ساكنه فيه و اللي ما عطته بهالدنيا غير العذاب..
كان يفكر بحل يريحها..يهدي الحزن و القهر اللي يثور فيها..بنفس الوقت ما يقدر يرفض السفر قدام أهله بدون سبب..ما لقى أي عذر يمنعهم..خاف الكل يشك..و يسأل..خاف يعرفون وش اللي بداخل لينا له..وقتها أكيد ماراح يخلونهم مع بعض..بيفرقونهم..و الكل بيلوم لينا على هالشي..الكل بيشوفه هو المظلوم..بينعكس الوضع و تصير لينا بمكانه..و تحس اللي كان يحسه هو كل هالسنين..بس هو مستحيل يخلي هالشي يصير..مهما صار لازم يلقى حل..
و فجأه لقى هالحل..مع إنه كان صعب..إلا إن هالصعب هان قدام دموع لينا..و حزنها..
ركب سيارته وهو ناوي يسوي اللي فكر فيه..(استغفر الله..يا رب سامحني عارف إن اللي بأسويه غلط بس ما بيدي حل ثاني)
مشى بسرعه و لف على الرصيف و صدم بأحد الأعمده اللي فيه..كان يبي الحادث يكون خفيف و الضرر اللي يصيبه بسيط..بس شي يمنعه من السفر..لكن السياره اللي طلعت جنبه فجأه خلته يتلخبط و يلف قبل يهدي سرعته..
و صار الحادث أسوأ مما كان يتخيل..
ابتسم بألم وهو يحس الدنيا تدور فيه..و يشوف الدم ينتشر على ثوبه..(ارتاحي يالينا)
همس بهالكلمات الأخيره..قبل تغمض عيونه و يعم السواد و السكون على كل شي...
{{اعتذر على اقتصار المواقف..على لينا و طلال..لكن بغيت تكون هاللحظات مركزه على شعورهم..و احساسهم..هم فقط..و لقائهم ببعض}}