عرض مشاركة واحدة
  #53  
قديم 08-22-2010, 02:33 PM
 
*من بكره*

في بيت أم فارس=الساعه ثمان الصبح/

طلع فارس من غرفته بيروح لشركته..كان كل وقته يقضيه في الشركه من يوم عرف بموافقتها على مازن..هالك نفسه بالشغل..عشان ما يحس بشي..رافض حتى بينه و بين نفسه يعترف إن هالشي يهمه..هو بنفسه أبعدها عنه..لأنها مثل ما يردد لنفسه ما تهمه..إذا فكر يتزوج بيختار وحده بمواصفات مثاليه..ماراح يختار وحده صغيره متردده..خوافه و بدون شخصيه..كان بس يردد عيوبها في باله..عشان يقنع نفسه إنه ما كان يبيها..مع إن هالعيوب..و نقاط الضعف اللي فيها..هي اللي أثرت فيه..هي اللي ما تخليه يقدر ينساها..لكنه بكل عناد رفض يعترف بهالشي..
نزل تحت و شاف أمه..
فارس: صباح الخير
أم فارس: صباح النور..وين رايح؟
فارس: للشركه
أم فارس:اعوذ بالله حتى يوم الخميس!
فارس يضحك و يجلس: ما يكفي الجمعه عندي اجازه بعد تبين اجلس الخميس
أم فارس: الله يهديك..ما أحد متعبني غيرك..مو راضي تريحني
فارس: انسيني و أنتي ترتاحين
أم فارس: هذا اللي قدرت عليه
فارس يضحك: ايه

دق تليفون البيت..و ردت أمه..كان بيقوم لكنه يوم عرف انها أم العنود..جلس ما يدري ليه..يمكن توقع يسمع شي عنها..و سمع..لكنه تمنى لو ما سمع..
طلع من البيت متضايق..(بعد شهر ملكتها!!)
تنهد بضيق..لكنه بدأ يفكر بشغله..يحاول يتناسى بالشي اللي يهمه..



في بيت نجود/

صحى سيف و شافها نايمه..لمس جبينها و ارتاح وهو يحس ان حرارتها انخفضت..ابتسم وهو يشوفها..ملامحها الحلوه..و يرفع بين أصابعه شعرها الناعم ..(ما يصير اسكت..لازم ألقى حل قبل تنتهي هالسنه و تكلمني أمي مره ثانيه عن ياسمين..وقتها مو عارف بأي حجه ارفض...لو أقول لخالي معقول يكون عنده حل؟ معقول يقدر يقنع أمي.....صح ما أحد بيساعدني غير خالي ناصر هو الوحيد اللي بيفهم اللي احس فيه..بأكلمه بس بعد ملكة جوري عشان يكون فاضي و ما فيه في باله شي)



في المستشفى=الساعه ثمان مساء/

طلبت لينا من عمر تروح للمستشفى..وهو ارتاح و ما صدق..يظن انها توها تستوعب الموقف و تبي تتطمن عليه..ما يدري انها رايحه..و ناويه تنهي الحياة اللي توها ما بدت..
ارتاحت يوم عرفت انه ما فيه أحد من أهله عنده..أحد يردها عن اللي تبي تقوله..ما كان عنده إلا واحد من أصدقائه..
دخل عمر و قال له إن لينا تبي تشوفه..و طلع مع صديقه..و طلال كان ينتظر بحيره و ترقب..ما عرف السبب اللي خلاها تزوره لأنه ما كان متوقع هالزياره أبدا..بس السبب الوحيد اللي جاء في باله..إنها مجبوره على هالزياره..

دخلت لينا بخطوات مرتجفه..تحاول تقوي نفسها لين تنهي كل شي..وقفت بعيد عنه..و لا التفتت له أبدا..طلال كان يراقبها من يوم دخلت..حتى ما شالت غطاها عن وجهها..طبعا لأنها للحين وللأبد ماراح تعتبره زوجها..ماراح تسمح له بأي وجود في حياتها..
طلال بحزن: وش فيك يا لينا؟ مين اللي جبرك تجين؟
لينا: ما أحد جبرني..أنا جيت من حالي
طلال انصدم: .......
لينا: أبي اقول لك شي ما يحتمل التأجيل
طلال بقلق: خير إن شاء الله
لينا: أبيك تطلقني...ما أقدر أعيش معك...ما أقدر حتى أشوفك أو أسمع صوتك....تزوجتك كنت اتوقع إني بأنتقم منك على قهري و حزني و حرماني..أبيك تشوف إنك حرمتني من الحياه..أبيك تشوف إنك عيشتني بدون روح...كنت أبي تتعذب مثل ما أنا اتعذب..كنت احس إني بأقدر على التمثيل قدام أهلنا إن حياتي معك ماشيه..لكن ما قدرت...من أولها صاروا يلاحظون و اللي سكت..و اللي تكلم...أمس رغد كلمتني عنك..و مابي تجي أمي أو خالتي يقولون لي نفس الشي..ما أبيهم يضغطون علي لأني قربت أنفجر....طلقني يا طلال..أنا بأقول لهم إني أنا اللي طلبت الطلاق بس لو أي أحد قالك لا تطلق لا تطيعه..هذا اللي أبيه منك بس

وقفت تهدي دقات قلبها المتلاحقه..حست انها انهت عذابها معه..و بتبدأ بمتاعبها مع أهلها..بس كله يهون و لا تشوفه مره ثانيه أبدا..يكفي انها متحمله تسمع عنه في كل مكان..

طلال كان يسمع و مو قادر حتى يأخذ نفسه..ما كان متوقع معها حياة سعيده..لكنه توقع على الأقل إنه يخفف جروحها..لكن كل اللي سواه إنه زاد جروحها..و بيدخلها بمشاكل مع أهلها..غمض عيونه بألم..ما يبي يشوفها للمره الأخيره..و هي تطلع من حياته اللي كانت فيها لساعات قليله بس..

كانت لينا بتطلع..بس قبل ما تطلع صدمت في رغد اللي كانت بتدخل للغرفه..فرحت رغد يوم شافتها..حست إن طلال أكيد ارتاح يوم تطمن عليها..سلمت عليها بس استغربت إنها مرت من عندها و لا ردت عليها..
دخلت رغد عند طلال..و شافت حالته أسوأ ما كانت عليه اليوم..و بعيونه دمع رفض يطلق سراحه..كانت جايه تجيب له ملابس و أغراض..و تمنت لو ما جت و شافته بهالحال..أول ما شافها طلال..طالعها بنظرة عتب و لوم..
طلال بعصبيه: وش قلتي لها يا رغد؟

رغد حست إن زيارة لينا مو مثل ما كانت تتمنى..و الدليل الحاله اللي طلال فيها..بس مع كذا ما ندمت..لو كانت ماتبيه..و هذا الشي واضح من يوم خطبها فينفصلون أحسن..بدال العذاب و التعب اللي هم فيه..
رغد: قلت لها اللي ما أحد رضى يقوله لها..إنها لازم تزورك..و تسكت أسئلة الكل عنها
طلال بألم: زارتني يا رغد..زارتني و طلبت الطلاق..حرام عليك يا رغد ليه سويتي كذا؟
رغد بحزن: الحرام اللي تسويه بنفسك يا طلال شوف حالتك كيف صارت من يوم خطبتها..لينا ماراح تسامحك على موت يوسف هالشي واضح..و أنت مضحي بسعادتك و حياتك عشان إحساسك بالذنب..لا يا طلال اللي لازم تفهمه أنت و لينا إن اللي صار ليوسف قدر أنت مالك دخل فيه..و المفروض تنسون هالشي و دامكم مو قادرين تنسون تفترقون أحسن..إن استمر هالحال بينكم بتتعذبون هاذي مو حياة يا طلال..على بالك أنا مو ملاحظه..أنت بأيام الملكه ما عمرك زرتها و لا كنت تكلمها لأنها رافضه وجودك بحياتها
طلال يتنهد: كان المفروض تعذرينها يا رغد..تعطينها وقت..هي تحسب إني السبب في وفاة يوسف
رغد انصدمت: تحسبك!
طلال زل لسانه..لكنه من التعب اعترف: بأقولك شي يا رغد ما قلته لأحد لكني تعبت أشيله في قلبي كل هالسنين..بس هاذي أمانه عندك يا رغد لا تقولينه لأحد أبدا..أنا أبيك تعرفينه بس عشان لو صار لي شي في يوم ذاك الوقت تقولينه للينا
رغد: بسم الله عليك يا طلال لا تقول كذا
طلال: اسمعيني يا رغد..لو في يوم ما عدت موجود فهالحياة قولي للينا....إن يوم وفاة يوسف أصر إنه هو بنفسه اللي يسوق سيارتي...كان يقول إنه مايقد يجلس ساكن لين نوصل للبيت....
رغد تشهق و تقاطعه: و ليه ما قلت لهم إنك مو السبب بوفاته؟!
طلال بحسره: مين كان بيصدق؟ كلهم بيقولون إني أنكر هالشي عشان ما يلوموني على وفاته...كنت مصدوم بوفاته و تفكيري مو معي..ما كان في بالي إلا صوته وهو يفارق الحياة بين يديني..توفى وهو يوصيني عليها..عطاني شبكته و قال إنه تاركها أمانه عندي..كيف تبيني اتركها؟؟
رغد بحزن: بس حياتكم مع بعض صعبه عليك و عليها
طلال: أنا مو مهم و هي عارف إنها مو مرتاحه معي بس لو اتركها بتكون حالتها أصعب ماراح تتركها خالتي على راحتها

عند الباب وقفت مصدومه..كانت تحس بدوخه عشان كذا وقفت تسند نفسها لين تقدر تمشي..لكن اللي سمعته شي فوق استيعابها..شي مستحيل..كان عقلها في حالة صدمه..و ما قدرت تستوعب..
مشت و هي مو حاسه في نفسها..و لا باللي حواليها..كانت تحس إن كل حواسها مشلوله عاجزه عن أي ردة فعل..
شافها عمر..و هي تمشي لبعيد و تعدت سيارته..نزل بسرعه و راح وراها..قرب من عندها و ناداها..لكن ما ردت عليه..مسكها من يدها..و وقفت لكنها مالتفتت عليه و لا صدرت منها أي حركه..
عمر بقلق: لينا وين رايحه؟! وش فيك؟!
لينا بشرود: وصلني لبيتي يا عمر
عمر: طلال يبي شي؟
لينا: لا أبي اروح بيتي
عمر: لينا أنت بخير؟
لينا: إيه

أخذها عمر للسياره و هو مستغرب من هدؤها..و سرحانها..كان يكلمها و ترد عليه بإختصار..بعد ما يقول اللي يبيه أكثر من مره ياله تستوعب..عرف إنها تبي تجلس في بيتها..عارض لكنها ما سمعت منه..كانت مصره..ما تطمن يتركها لحالها لكنه يعرف لينا إذا حطت في راسها شي صعب تغير رأيها..
وصلوا لبيتها..و دخلت..حست إنها تشوفه لأول مره..دخلت غرفة النوم و رمت نفسها على السرير..تعيد و تعيد كلام طلال..و صوته..و إحساسه..(طلال مو السبب في وفاته!! مو السبب في وفاته!! تحمل لومي له كل هالسنين..تحمل كرهي..و حقدي..ضحى براحته عشان يريحني..عمره ما شكى..عمره ما تعب أو مل..كل هذا عشان يوسف وصاك علي!!)
تذكرت يوم وفاة يوسف..اليوم اللي حافظه كل تفاصيله..تذكرت طلال..كيف دخل و الدم يغطي ثيابه..كيف كان مصدوم..تذكرت نظرته المفجوعه..كانت تهزه و تصرخ فيه..وهو مو قادر يتكلم..أو حتى يتحرك..
نزلت دموعها..نزلت دموعها و ارتفعت شهقاتها..كانت تصيح و تصيح..ما تدري ليه..يمكن لأنها ظلمته كثير..لأنها تحس بذنب كبير حملته له سنين..صارت تصرخ بأعلى صوتها..(ليه يا طلال ليه؟؟ ليه ما تكلمت؟ ليه تخليني اسوي فيك كل هذا؟؟)

سمعت جوالها يدق..متأكده إنها أمها تبي تتطمن عليها..قامت غصب و ردت عليها..حاولت قد ما تقدر تبين طبيعيه..تنكر الانهيار اللي تحس فيه..لكن صوتها كان متغير و تحججت لأمها انها كانت نايمه..و سكرت منها..ما كانت تبي أحد يجيها..تبي تجلس لحالها..
و كملت حزنها ..و الدموع اللي ما فارقتها يوم..
لكن اللحين كان احساسها غريب..طول هالسنين رافق حزنها على يوسف كرهها لطلال..هالشي خفف عنها الألم..لقت أحد تحط عليه اللوم..لكن اللحين ما بقى لها إلا الحزن..كل شعورها كان للحزن..حست انه راح من قلبها شي كبير..
نامت و هي كل ساعه تصحى..تنزل دموعها و تردد..(ليه يا طلال؟؟ ليه تخليني أظلمك كل هالسنين!)



*من بكره*

في بيت أم فارس=الظهر/

كانت أسيل مع أهلها تتغدى..كلهم كانوا فيه ما عدا فارس..
سيف: وينه فارس؟ من يومين ما شفته؟
أم فارس: له ثلاث أيام مسافر..توك تحس فيه؟
أسيل: وهو وين بيشوفه؟ كلهم عايشين برا البيت
سيف يضحك: وش عندك معصبه؟
أسيل بقهر: أبي أحد اسولف معه
أبوفارس: و أمك وين راحت؟
أسيل: أمي كل يوم عندها حريم أو طالعه..يمه اذا رجع فارس غصب بنزوجه أبي أحد اتكلم معه
أم فارس تتنهد: والله هالولد بيشيب وهو يشتغل
أبوفارس: هو أدرى بحاله
أم فارس بقهر: هذا اللي قدرت عليه..بدال ما تكلمه
أبوفارس: الزواج ما يجي بالغصب..و إلا تبينه يتزوج ينكد على بنات الناس

سكتت أسيل و هي مستغربه كلام أبوها..ما توقعت هاذي و جهة نظره..و فكرت هاذي وجهة نظره على فارس بس أو عليها بعد..(يعني لو قلت مابي نادر ماراح يعترض؟؟)
ما تدري كيف جتها هالفكره..بس سألت نفسها هي تتجرأ تقول له هالشي..ولو وافق..و خلاها تتطلق من نادر..وش بيصير بعدين..بيجي يوم و يخطبها غيره و لازم بتوافق..ما ارتاحت لهالشي..و تفاجأت بشعورها..معقول تتقبل نادر أحسن من غيره..(دام فيصل راح..دام الحب و القلب راح..نادر احسن من غيره..على الأقل مو مهتم يأخذ مني أي شي)



في المستشفى/

دخل عمر عند طلال ..
عمر بضيق: طلال..آآ كنت بأقولك شي..بس..بس مابي أضايقك
طلال حس وش بيقول: وش فيه؟
عمر بتردد: ما كنت بأقولك بس خفت اذا عرفت تزعل اني ما قلت لك
طلال: لينا؟
عمر: ايه
طلال: أنا عارف
عمر تفاجأ: قالت لك إنها بترجع للبيت؟!
طلال يتنهد: ايه
عمر: والله حاولت فيها يا طلال بس هي...
طلال يقاطعه: لا تضغط عليها يا عمر خلها على راحتها
عمر: لا تهتم يا طلال أنا ماراح اتركها بأهتم فيها و ....

دخل عليهم واحد من أصدقاء طلال..و انقطع كلامهم..عمر كان يتكلم عن رجعة لينا لبيتها..لكن طلال من كلام لينا فهم إنها رجعت لبيت أهلها..



*بعد أيام*

في لندن/

كان فارس في غرفته..بعد ما خلص الإجتماع اللي كان عنده اليوم..الإجتماع الثاني بعد أسبوعين..يعني يقدر يرجع و إذا جاء وقته يسافر مره ثانيه..بس هو ما كان يبي يرجع..هو سافر من قبل أكثر من أسبوع قبل هالإجتماع لأنه مو طايق يجلس هناك..و ما يدري ليه..(من يوم انخطبت و أنا بهالحال..ليه ما أدري؟.....يمكن مازن مو معجبني؟ احس إني أكرهه..و أنا وش دخلني فيه؟ أنا اللي بأتزوجه أو هي.....تتزوجه!!!)
حس إن هالشي صدمه..و القهر داخله يكبر..ما يتخيلها تتزوج..تروح عنهم..تكون لواحد غيره..يرتبط اسمها بإسمه دائما..و تعيش معه..تحبه..(لاااا!! هي تحبني أنا..أنا حاس بهالشي..لا مو حاس أنا متأكد)
انتبه لأفكاره وين وصلت..قام بعصبيه..و طلع من الغرفه يحس ان جدرانها ضاقت عليه..راح يتمشى في الشوارع يشوف الناس..يبي ينسى..يبي يطلع من هالأفكار..هو ما سافر إلا عشان ينسى..بس هذا هو مو قادر ينسى..(ملكتها بعد اسبوعين!!)
كل ما يطري هالشي الدنيا تضيق فيه..(لا يا جوري مابي اتأكد من هالشي..مابي اعترف إني أحبك..مو معقول! ليه أنتي بالذات؟ كيف وحده مثلك تقلب حالي كذا؟)
وقف فجأه..غمض عيونه..انرسمت ملامحها قدامه..نظرتها..ابتسم..(أحبها..أكيد إني أحبها)
انصدم من اللي قال له..بس مستحيل يقدر ينكر اللي يحسه أكثر من كذا..مستحيل يضيعها منه مره ثانيه..يضيعها..(لكن هي ضاعت خلاص! لاااا الخطبه لازم تنفسخ..و الملكه لازم ما تصير..لازم اكلم خالي ناصر..أقوله إني أبيها..معي بيرتاح عليها أكثر..بيكون متطمن..لا جوري لا يمكن تضيع مني..اللي أبيه ما أحد يأخذه)
كان يفكر بتوتر و حيره..مو مستوعب اللي اعترف فيه لنفسه..كان هالشي واضح بس هو اللي كان ينكر..بس اللحين لازم يتصرف أو بتضيع منه..
وقف عند محل مجوهرات..شاف الدبل..تخيل إن مازن بيحط في يدها هالدبله..بيملكها..بيملك شي يملكه هو..
بس هي له و ماراح يتركها..صمم على اللي في باله..أنكر حبها شهور..لكنه بلحظه اعترف فيه..و يبيها جنبه طول العمر..
دخل المحل..و اختار أرقى دبله موجوده فيه..طالعها و ابتسم..(ماراح اتركك يا جوري مهما يصير..لو رحت أكلم مازن بنفسي)
طلع من المحل و دق يبي يحجز له تذكرة رجوع..لكنه ما لقى حجز إلا بعد أخمسة أيام..عصب..ما كان فيه صبر..حاول يتناسى الموضوع لين يرجع و يكلم خاله..لكنه فجأه فقد حماسه لكل شي..و كل تفكيره صار فيها..
رجع لغرفته..و جلس يتأمل الدبله..لكن كل ما يمر الوقت اللي فجأه صار طويل يفقد صبره..لأنه ما كان الصبر أبدا من ميزاته....و دق على خاله..ماراح ينتظر لين يرجع..
ناصر: مرحبا
فارس: هلا خالي..مساء الخير
ناصر: مساء النور عاش من سمع صوتك..وين كل هالغيبه؟
فارس: تعرف الشغل..خالي أبيك بموضوع مهم
ناصر: ما يتأجل يا فارس أنا اللحين مشغول و لازم أقابل الناس

فارس كان يسمع الأصوات الكثيره اللي عنده..لكنه من كثر ما كان مستعجل و متوتر ما أهتم..
فارس بحرج: أنت في إجتماع؟
ناصر بفرح: لا اليوم ملكة جوري..أنت ماتدري؟؟
فارس تجمد لحظه: اليوم!!(و بقهر)كانت بعد أسبوعين؟؟
ناصر: قدمناها لأن أمي حصه تبي تحج هي و البنات

سكر فارس من خاله بدون لا يقول شي..انصدم ناصر و دق عليه..لكن فارس ما كان طايق يكلم أحد..قفل جواله..و صار يدور في الغرفه بقهر..ما قدر يقول لخاله..ما عرف وش يقول له..كيف يطلب منه يطردهم بعد ما صاروا في بيته..ما عرف وش يسوي..بنفس الوقت مو قادر يتصور إنها ضاعت منه..مو بعد ما عرف إنه يحبها..



في بيت أم العنود/

جلست جوري في الغرفه لحالها..بعد دقايق بيوصل الشيخ..بتوافق على مازن و تطلع فارس من حياتها و من أفكارها..التفتت تشوف نفسها بالمرايه..تسريحتها الناعمه..و مكياجها الموف..و فستانها الراقي..تذكرت شوق يوم شافتها و قالت انها كأنها أميره من عالم الخيال..ضحكت على تعبيرها..كانت تحاول تطرد الأفكار اللي من الصبح تطري في بالها..لكن بدون فائده..مثلها مثل صورة فارس اللي مو راضيه تروح من عيونها..هزت رأسها بقوه تبي تشيلها من قدامها..لكنها مارضت تروح..و استسلمت لأفكارها..
تتخيل كيف بتكون ملكتها لفارس اللي ماتمت..بتكون كذا..أو أرقى..على مستوى فارس..لو كان هو اللي بيكون بعد ساعات زوجها..كيف بيكون شعورها..كيف بيكون شعوره..بتعجبه بشكلها كذا..(استغفر الله العظيم..وش فيك يا جوري..حرام عليك هالأفكار بعد كم ساعه بتصيرين زوجه لواحد غيره..لازم تخلصين له بقلبك و تفكيرك..)
لكن هالشي خلى صدرها يضيق أكثر..
(لازم انساه..هو ما يحبني..هو عايش حياته و أشغاله و لا يفكر فيني..الاهتمام اللي كنت احسه منه مجرد وهم..أو يمكن من نسج خيالي..هذا هو مسافر و لا اهتم حتى يحضر ملكتي..أنا مو على باله أبدا..فارس مايهمه الا نفسه و شغله..لازم اقتنع بهالشي)

دق جوالها..و تنفست بقوه..تحاول تطرد هالضيق من نفسها..(أكيد هاذي وحده من البنات)
لكنها و هي تطالع الرقم شهقت بصدمه..كل شي توقعته يصير الا هالشي..غمضت عيونها و فتحتهن بقوه تتأكد..معقوله هذا رقم فارس أو هي انجنت و بدت تتوهم..
كانت تطالع الجوال اللي رجع يدق للمره ثانيه بعد مانقطع المره الأولى و هي ماردت..ما حست في نفسها..و بدون تفكير ردت..
جوري:..........
فارس: جوري؟
جوري بصوت هامس: فارس؟!!
فارس بصوت مهزوز: جوري لا تتزوجين..جوري أنا أحبك..لا تتركيني..كابرت كثير ماصدقت احساسي..حاولت بكل قوتي انساك..بس أنا حبيتك ياجوري..حبيتك و ماتخيل تكونين لأحد غيري......جوري أنتي تحبيني صح؟ أنا حاس انك تحبيني..جوري قولي ان اللي احسه صح..قولي انك تحبيني

جوري كانت تسمع و هي مو مصدقه نفسها..أكثر أحلامها و اللي وصل له خيالها انه دق يبارك لها و يعتذر عن عدم وجوده..عشان كذا ردت..كانت تبي تودع صوته كحبيب..و تبدأ تعتبره أخو لها..لكن اللي سمعته..قلبها فوق تحت..سكرت الجوال بصدمه..و بيدين مرتجفه..و بدت تتنفس بقوه قبل تبدأ دموعها تنزل على خدودها و ترتفع شهقاتها..و ينتهي الهدؤ اللي طول اليوم تحاول تتمسك فيه..







__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!