*من بكره*
في بيت أم العنود=الصبح/
ملت جوري و هي تتقلب في سريرها تحاول تنام..لكن ما قدرت..جلست في سريرها و شافت البنات اللي نايمين حواليها..و نزلن دموعها..(كيف بعت قربكم؟ كيف بعت حب فارس؟...مادري كيف جتني هالجرأه ارفضه؟ كيف رفضته حتى أول مره؟...كنت أقدر أكون جزء من هالعائله و بيدي ابعدت...بس هو صدمني! كيف بنفسه يقول لي انه استخسر الحب فيني؟)
حست انها مخنوقه..و طلعت من الغرفه..نزلت تحت و هي تحاول توقف دموعها..ماتبي أحد يشك و يسألها..حاولت ما تفكر في الموضوع..بتحاول تنسى اللي سمعته..مع إن هالشي مستحيل..
وقفت عند باب الحوش..حست بالهواء البارد يضرب وجهها..ارتجفت..
كانت بتدخل..لكنها شافت حلا جايه لها..صدت عنها تمسح آثار الدموع عن وجهها..
حلا: برررد وش تسوين هنا؟
جوري: اشوف الجو
حلا: صح صباح الخير
جوري تضحك: صباح النور
حلا: جوعااانه
جوري: تعالي نسوي فطور و نصحي البنات
حلا: و ليه نصحيهم خلينا نأكل برواق و نرجع ننام
جوري: يله
دخلت هي و حلا للمطبخ..و سوت لهم جوري سندويتشات..و جلسوا يفطرون..و جوري تسمع سواليف حلا و تضحك..و تحاول تنسى..
حلا: الله يعين على الامتحانات
جوري: صح الواحد ماله خلق..و تزيد عليه الامتحانات
حلا تضحك: هذا و أنتي أمس ملكتك! المفروض يكون عندك دافع
جوري تحاول تبتسم:........
حلا: مادري وش بنسوي في العيد لحالنا؟ برد و أنتم كلكم بتروحون..ما فيه غيرنا أنا و أسيل
جوري: ليتكم تحجون معنا
حلا: العام حاجين أنا و أسيل و رغد
دخلت عندهم أم العنود..
أم العنود: صباح الخير
حلا و جوري: صباح النور
أم العنود: زين صحى أحد منكم..أنا قلت بيسهرون و ماراح يصحون إلا الظهر
حلا تضحك: مين قال لك إننا نمنا؟
أم العنود: ما شاء الله عليك..أكيد أنتي اللي سهرتي جوري
حلا: لا والله هي اللي ازعجتني ما خلتني أنام..بس تحلم و تتنهد
طالعت جوري و غمزت لها بضحك..و جوري ابتسمت تجاريها..(لو تدرين يا حلا باللي فيني)
افطروا مع أم العنود..و حلا رجعت تنام..لكن جوري جلست مع أم العنود..لين صحوا البنات..كانت تدور أي أحد تجلس معه..لأنها خايفه تجلس لحالها..مع أفكارها..تتذكر اللي سوته..
لين بعد الغداء..راحوا البنات..و أصروا عليها أم العنود و ياسمين تروح تنام..
في سيارة سيف/
دقت عليه نجود..و ابتسم وهو يشوف رقمها..
نجود: صباح الخير
سيف: صباح الحب..يا كل الحب
نجود: عازمتك على الفطور؟
سيف: لا
نجود: ليه؟؟
سيف: ماراح أجي كل هالأسبوع..أنتي عندك إمتحانات و لازم تركزين بمذاكرتك
نجود بملل: يووه سيف مو لهالدرجه!
سيف: أنتي ثانويه هالسنه يعني لازم تجيبين نسبه
نجود تتريق: زين أساتذ سيف
سيف يضحك: بأشتاقلك
نجود: كذاب
سيف: ليه؟
نجود: مين اللي مستغني عني أسبوع كامل
سيف: عشان مصلحتك
نجود: يعني و لا مكالمه؟
سيف: امم مره باليوم
نجود: مرتين
سيف بإصرار: مره
نجود: مرتين ساعه بالنهار و ساعه بالليل
سيف يضحك: و مين قالك إنها ساعه؟
نجود: اسكت لا أخليها ساعه من ورى ساعه
في بيت طلال=الظهر/
دخل طلال مع أبوه لبيته..أصر يطلع من المستشفى لأنه اختنق فيها..رضى أبوه يطلع على مسئوليته يوم وعده ينتبه لنفسه..و ما يتحرك كثير..كانت عيونه تدور على كل مكان في البيت..البيت اللي كان المفروض يجمعه معها..لكنه من يوم دخله كان متأكد ان هالشي لا يمكن يصير..و هذا اللي صار..لينا من أول يوم رجعت لأهلها و ما قدرت تستحمل..
أبونادر: لينا مو في البيت؟
طلال: لا
أبونادر: ما عرفت إنك بتطلع؟
طلال: بأقول لها
أبونادر: أمك بتزعجنا بتقول ليه ما جبته للبيت
طلال: يبه هذا بيتي ما يصير اروح هناك
أبونادر: معك حق لينا ماراح تأخذ راحتها هناك
طلال: أنت اقنع أمي
أبونادر: ان شاء الله و أنت ارتاح و لا تتعب نفسك
طلال: بتروح؟
أبونادر: إيه عندي اجتماع في الشركه بعد ساعه..تبي اكلم أمك أو رغد تجي لين لينا تجيك
طلال: لا ماله داعي أنا أكلمهم لو كانت بتتأخر
أبونادر: زين أنا رايح..مع السلامه
طلال: مع السلامه
طلع أبوه..وهو جلس في الصاله..سند راسه على الكنب..و غمض عيونه..(كيف أقول لهم؟ وش بتكون ردة فعلهم؟ و ردة فعل خالتي أم عمر..يمكن ما يرضون..معقول يجبرونها تعيش معي؟ بس هي رافضه هالشي و أخاف يصير لها شي لو اجبروها..كيف اتصرف؟؟)
كان يبي يلقى حل..ما يسبب لها المشاكل..لكنه كان مجروح أكثر من فراقها..و لأنه ما قدر يخفف ألمها..و جرحها..كل يوم يهده أكثر كرهها له..لين حس إنه هو نفسه ما صار يتحمل..(آه يا لينا..لو كنت مت كان ارتحت و ريحتك)
حس بأحد واقف قريب منه..ظن انه أبوه رجع..فتح عيونه..كان يشوفها واقفه قدامه متفاجأه..حس انه تخيلها من كثر ما يفكر فيها..بس لا..هي بنفسها واقفه قدامه..
طلال بعدم تصديق: لينا!!
لينا كانت مثله متفاجأه..ما أحد قال لها إنه بيطلع اليوم..كان قلبها يدق بقوه..أول مره تشوفه بعد اللي عرفته..و لا تدري كيف المفروض اللحين تشوفه..للحين منصدمه من اللي عرفته..و لا كانت مستعده تقابله..
لينا بصدمه: كيف طلعت؟
سكت طلال وهو للحين يطالعها بشرود..مو مصدق نفسه انها هنا..و الأكثر مو مصدق إنها واقفه تكلمه عادي..
طلال: طلعت على مسئوليتي..قبل دقايق جيت مع أبوي
لينا تتلفت: عمي هنا؟
طلال: لا راح
لينا: بأروح اجهز لك غرفه تحت
تركته و راحت..وهو للحين يحاول يستوعب اللي يصير..(هاذي لينا أو أنا احلم!! مو عمر يقول انها رجعت للبيت..ليه جت اللحين؟..تكلمني عادي؟ تكلمني بدون كره؟ ليه؟؟)
رجعت له..و قالت إن الغرفه جاهزه..حاول يوقف..ما كان يقدر يمشي لحاله بدون أحد يسنده..بس طبعا هالشي مستحيل يطلبه من لينا..
لينا كانت واقفه تطالعه من بعيد..عرفت إنه مو قادر يمشي..و عرفت إنه ماراح يطلب منها هالشي..
راحت عنده و مدت يدها له..و طلال وقف يطالعها بذهول..و تأكد إن فيها شي..وقف جامد..كان للحين يطالعها..و هي ما قدرت إلا إنها تصد بنظراتها عنه..كانت دائما متأكده إن نظرتها تشيل له كره الدنيا..لكن اللحين ما تدري وش اللي يشوفه بنظرتها..ما قدر يرفع لها يده..لكن هي أخذتها بنفسها..و مشت و هي مسندته..
أول ما لمست يده يدها..حس برجفه في كل جسمه..و قلبه دق بكل قوه..كان يطالع نص ملامحها اللي باينه له..كانت قريبه منه حيل..لدرجه ما كان يتخيلها..حست بيده ترتجف بين يديها..مشى وهو كل احساسه متأثر بلمسة يدها..كان يطالعها بشوق و إستغراب..ما تخيل انه بيشوفها بعد ذاك اليوم..لكن هاذي هي هنا..و بحال أغرب من الغريب..
دخلته للغرفه..و نومته على السرير..وهو للحين يطالعها مو قادر يتكلم بكلمه وحده..طالعته..
لينا: تبي اجيب لك شي؟
طلال كان للحين يطالعها بشرود..و يفكر بهالتغيير اللي صدمه..و لا قدر يرد عليها..و هي انحرجت من نظرته و طلعت..وهو للحين مو قادر يستوعب..وش اللي غيرها..(معقول حست بالذنب بعد الحادث اللي صار لي؟...لا بس هي أول ما زارتني ما ترددت و قالت لي انها تبي الطلاق..ليه اللحين رجعت؟!....يمكن خالتي أم عمر غصبتها ترجع..بس لو كانت مغصوبه كيف بتكون بهالهدؤ؟ وش فيك يا لينا؟)
وقفت لينا برا الغرفه..و تسندت على الجدار..غمضت عيونها و نزلت دموعها..طول الأيام اللي راحت و هي تفكر..و تفكر في طلال..و اللي سوته فيه كل هالسنين..و تضحيته عشانها..مو عشانها..عشان يوسف..لدرجة انه يتزوجها وهو عارف انها ما تبيه..بس عشان يريحها..و لا فكر في نفسه و حياته..(المفروض اتركه يروح في حاله..يشوف حياته اللي نكدت عليها كل هالسنين..وش ذنبه يتحملني؟ وش ذنبه يعيش مع وحده ما يبيها؟ بس عشان يوفي بوعد لصديق عمره!)
بس تخيلت لو أصرت على الطلاق..و قالت له انها عرفت كل شي..و إنه مو مجبور يهتم فيها..لو خلصته من الذنب اللي حملته له كل هالسنين..و تركها و راح يشوف حياته..هي وش بيكون حالها..
إذا رجعت البيت لوحدتها و حزنها..بدون أحد تطلع فيه القهر و الحزن اللي تكبته..حست انها فاقده شعورها بالكره اتجاهه..كان آخذ مكان كبير في قلبها..و اللحين تركها للفراغ..
(لاااا..ما أقدر أقول له إني عرفت..أدري إنها أنانيه مني..بس ما أقدر..ما أقدر ارجع للوحده و الخوف و الحزن..أخاف أمي تجبرني على غيره..و ما أحد بيعاملني مثل ما يعاملني طلال..ما أحد بيعطي و لا يأخذ مثله....آسفه يا طلال سامحني..بس ما أقدر أخليك ترتاح مني)
كانت تعرف انه ما يستاهل هالشي..بس ما قدرت تقول له الحقيقه..و لا عرفت كيف بتتصرف..
في بيت أم العنود=المغرب/
صحت المغرب..و هي تحس بتعب و صداع..شافت جوالها..مكالمات كثيره من ساره..و من مازن بعد..كانت تطالع رقم مازن..و تتذكر كلامه لها..و طيبته..و تفهمه..(يا رب وفقني معه..أبي انسى فارس لانه خلاص طلع من حياتي للأبد)
دق جوالها و شافت رقم مازن..ترددت ترد أو لا..بس انحرجت من كثر اتصاله..
جوري: مرحبا
مازن: مساء الخير..دام ما حصل لي اقولك صباح الخير
جوري: مساء النور
مازن: وش أخبارك؟
جوري: الحمد لله
مازن: خفت عليك من الصبح أدق ما تردين حتى ساره ما رديتي عليها
جوري: سهرت أمس مع البنات و ما انتبهت لجوالي
مازن: توك تصحين؟
جوري: ايه
مازن: خلاص اتركك اللحين و أدق عليك بعدين..تبين شي؟
جوري: سلامتك
سكرت جوري و هي تتنهد براحه..مازن ما فيه شي تكرهه..يمكن كل ما تعرفه تبدأ تهتم فيه أكثر..لين تنسى فارس..لازم تنسى فارس..
في بيت أبونادر/
كانت أم راكان و مرام عندهم..أم راكان كانت تبي تزور طلال بس ما تعرف وين بيته..عشان كذا قالت لها أم طلال تجي و تروح معها..و مرام جت على أمل تشوف نادر..أو تسمع عنه شي..
طلعت أم طلال و رغد و رنا مع أم راكان و مرام..يوم شافت مرام نادر هو اللي بيوصلهم فرحت..سلم على أمها و عليها..ثم اركبوا معه..
مرام طول الطريق تطالعه و تتحسر على اللي سوته..لو ما ترك فيصل أسيل..يمكن اللحين خطبها نادر..زاد قهرها على أسيل..
كانت تسولف مع رغد..و بالقصد خلت لسانها يزل..و هي متأكده إن نادر يسمعها..
مرام: و متى ملكة فيصل و أسيل..آآ أقصد سهى؟
رغد رفعت راسها تشوف نادر..لكنه صد بنظرته عنها..بس عرفت إنه سمع..و تضايق بعد..
أما نادر فكان كاتم القهر داخله..(هاذي مرام حتى مو قادره تنسى..اسمك مرتبط بإسمه للحين..و أكيد للحين تفكرين فيه...آه لو بس مو أبوي و عمي..كان ما تحملت اللي أنا فيه)
وصلوا لبيت طلال..و نزلوا لكن رغد تأخرت عنهم شوي..
رغد بتردد: نادر...
نادر بقهر: انزلي يا رغد
من صوته حست انه معصب..و نزلت عشان ما تضايقه أكثر..و مشى و كلمة مرام تتردد في باله..و القهر داخله يزيد..
دخلوا و مرام ابتسمت بانتصار..(أنا وراك يا نادر لين تكرهها..و أنت اللي بنفسك تتركها)
*بعد شهر*
في بيت أم فارس=الساعه العاشره مساء/
جلست أسيل في غرفتها..أمس كان العيد..و راحت هي و سيف لخالتها أم عمر..لأن فارس كان للحين مسافر..و شكله مو ناوي يرجع..و أمها و أبوها قرروا يحجون مع ناصر و البنات..عشان كذا كان العيد هادي و ممل..و اللي قهرها زياده..نادر..كانت متوقعه يروح لخواله لكنه ماراح..و عرفت إنه كان في بيت خالتها أم عمر أمس..و لا فكر يناديها..أو حتى يطلب يسلم عليها بهالعيد..(بديت اشك في نفسي إني متزوجته! لهالدرجه بارد و ما يحس؟ أو أنا مو مهمه عنده أبدا و لا من باب المجامله؟...أو يمكن يكرهني؟..صح يحق له يكرهني وهو انجبر يتزوجني..و يعرف إني كنت أبي اخوه؟)
تذكرت فيصل..و تخيلت وش شعوره اللحين..وهو في بيت خواله مع حبيبته..مع سهى..(اللحين خطيبته..يمكن يطلب يسلم عليها؟ يمكن يسوي اللي ما سواه أخوه)
حست بالضيق من جلستها لحالها..و من أفكارها..و من كل الناس..
دق جوالها و شافت أسماء..اللي حتى هي ما قدرت تجي عندهم في هالعيد عشان شغل تركي..
أسيل: هلا
أسماء: أهلين أسوله وش أخبارك؟
أسيل: زفت
أسماء: ليه؟!
أسيل: جالسه لحالي سيف مادري وين طلع؟ قال لازم يشوف صديقه يدق عليه ما يرد
أسماء: ليه ما رحتي بيت خالتي؟
أسيل: لينا رجعت بيتها عشان ما تترك طلال وهو تعبان..و حلا من أمس ما نامت و أكيد اللحين نامت
أسماء: يا عمري عليك..زين شوفي صديقاتكم اطلعي لأي وحده فيهم
أسيل: الناس مع أهلها وين اطلع معهم!
أسماء: وش جالسه تسوين؟
أسيل: اقرأ فهالمجلات
أسماء: ليه ما تقولين لسيف يجيبك للشرقيه؟ اجلسوا عندي بدال جلستكم لحالكم
أسيل تبتسم: تصدقين و الله فكره..اذا جاء أقول له
أسماء: اممم تدرين وين معزومه على العشاء اليوم؟
أسيل: وين؟
أسماء: أم جاسم عزمتني
أسيل: مين أم جاسم
أسماء: الله يرحم ذاكرتك! جدة نادر
أسيل بإستغراب: يوووه تصدقين ناسيتهم و لا كانوا في بالي!
أسماء: على العموم بأروح البس و إذا رجعت ادق أقولك الأخبار
أسيل: خلاص انتظرك
سكرت منها أسيل..و سرحت تتذكر جدته..و مشاعل..كانوا طيبين معها..بس وش الفائده و ولدهم مو داري عنها..و دام هو ناسيها..هي ليه تهتم فيه..أو في أي شي يخصه..
في بيت نجود/
وصل سيف وهو قلقان على نجود..صار له ساعه يدق عليها و لا ترد..خاف يكون صاير فيها شي..دخل للبيت..و طق الباب الداخلي..و سمع صوت أم نجود..
أم نجود: تفضل يا سيف
سيف: السلام عليكم
أم نجود: و عليكم السلام والرحمه..هلا يمه وش أخبارك؟
سيف: الحمدلله..و أنتي ان شاءالله بخير
أم نجود: الحمدلله على كل حال
سيف: وينها نجود ماترد على جوالها؟
أم نجود: راحت لجارتنا تعبانه و تبيها تساعدها في شغله في البيت
سيف: بهالوقت؟!
أم نجود: معليش ياولدي الناس للناس..و أم علي ماعمرها قصرت فينا..حرام المره لحالها في البيت..
سيف: أنا بس خايف على نجود تلقينها حتى مالبست كالعاده..و ليه ما أخذت جوالها؟
أم نجود: دقت علينا تبيها بسرعه و الظاهر انها نست..يمه سيف ممكن أطلب منك شي؟
سيف: تفضلي خالتي
أم نجود: في الدروج اللي جنب سريري فيه بخاخ الأكسجين تجيبه لي
سيف: ماطلبتي يا خالتي اللحين أجيبه
قام سيف و دخل الغرفه..اللي أول مره يدخلها..و شاف ثلاث دروج ما عرف هي تقصد أي واحد..كان بيرجع يسألها بس خاف يحرجها..و راح يدور بنفسه فيهن..فتح الأول مالقى غير أوراق و سكره..لكنه يوم فتح الثاني..طارت عيونه و كان قلبه بيوقف..ماصدق اللي يشوفه..رفض كل احساس فيه يصدق ان اللي يشوفه حقيقه..رفعه بين يدينه يتأكد..و كان هالشي تأكيد لصدمته..(مخدرااات!!!)
ظل ماسكها يحاول يستوعب اللي رفض قلبه يصدقه..لين سمع صوتها اللاهث..و الخايف وراه..
نجود بذعر: سيف!!
التفت لها يطالعها بعيون مصدومه..رافضه التصديق..تترجاها تنكر معرفتها باللي بين يدينه..كان مستعد يصدق أي شي تقوله حتى لو كان مو معقول..لكنها طالعت الكيس اللي في يدينه..ثم رفعت نظرها له..ما كانت مصدومه..كانت واقفه تطالعه..و كأنها تعترف باللي مايبي يصدقه..
سيف بصوت مرتجف: وش هذا؟!!
نجود بشموخ: ما كنت أبيك تشوفهن بس الأسرار لازم يجي يوم و تنكشف
سيف مصدوم: يعني عارفه بوجودهن؟!
نجود: ايه
سيف مو مصدق: من وين جايات؟ وش تبين فيهن؟
نجود بإستهزاء: أكيد ماتعاطاهن..أنا ابيعهن
سيف يصرخ: لاااااا
طالعها بقهر..و حزن..و صدمه..لكنها وقفت ماتحركت و ما تأثرت..و لا انكرت اللي أكدته..
نجود ببرود: أنت ماتعرف الفقر وش يسوي يا سيف..مو من حقك تحاسبني
سيف برجاء: ما توصل لهذا يا نجود! قولي إن اللي اشوفه كذب..قولي و أنا بأصدق
نجود: أنت ماسكهن بين يديك يعني صدق مو كذب
سيف بقهر: ترضين بالحراام؟! ليـــه؟!
نجود: عشان ثمنهن يغني عن التعب و الشغل..مو عارف هالشي؟ مو عارف لو أبيعهن كم يوم بارتاح؟؟
سيف يصارخ بقهر: ما أعرف!! أنا مو عارف شي أبدا..و لا عرفتك يا نجود على حقيقتك أبدا..كذبتي بهذا وش غيره بعد(يصارخ أكثر)وش غيره أنا مادري عنه؟؟
نجود:.............
سيف يصارخ أكثر: وش فيه غيره يااا نجود؟؟
نجود بثقه: كل شي ممكن تجيني منه فلوس بالساهل و أنت تخيل
سيف يطالعها بإشمئزاز: نجود أنتي طالق
راقب بصدمه ملامحها اللي ماتأثرت و لا حركت ساكن..بالعكس بانت الراحه عليها..و عرف انه كان طول الوقت مخدوع فيها..
طلع بسرعه..و رماها بعيد عن طريقه وهو طالع..طلع من البيت و ركب سيارته..و انطلق بكل سرعته..يبي يطلع من هالحارات..من أي شي له علاقه فيها..كان يحس انه مخنوق..و صدره يضيق أكثر و أكثر لين حس انه مو قادر يأخذ نفسه..
كان يمشي وهو مايشوف الطريق من الدموع اللي ملت عيونه..دموع قهر..و صدمه..و حزن..وصل للمزرعه مايدري كيف..نزل من سيارته..و راح يمشي بعيد يحاول ياخذ نفسه..لكن الهواء البارد كان يدخل لصدره كأنه نار..عيا يغيب عن باله اللي شافه..و برودها و هي تشوفه عرف بهالشي..و لا مبالاتها بطلاقها..كل اللي صار ماهمها..حس انه مجروح منها..و مخدوع كل هالوقت..
فكر لو انمسكت في هاللي تبيعه و هو عندها..وش بيكون موقفه قدام أبوه و أمه و اخوانه و أهله.. تخيل وش يمكن تكون مخبيه عنه بعد..وش يمكن تكون عادي تسويه عشان تأخذ فلوس..و هالتفكير خلى الدم يغلي بعروقه..صار يصارخ بأعلى صوته بقهر و غيض..(ليه يانجوود؟!!ليه!!)
حس ان عالمه و حبه كله ينهار قدام عينه..تشوهت صورتها بأبشع صوره..صوره عجز يتحملها..و عجز يقبل اللي فيها عليها و على نفسه..نزلت دموعه من عينه بقهر..كان طايح على الأرض بدون أي حركه..لكن في داخله كان إعصار..
حس بعدها ان هالدنيا خاليه بعينه من كل شي..حس بالوحده..حس بالحرمان..كرهها في هاللحظه على قد ماحبها..كره حالته من بعدها..كره احساسه اللي هان عليها تخونه..كره المشاعر اللي لها في داخله..
جلس ساعات على التراب يفكر..و يفكر..يبي ناره تبرد لكنها تزيد..ما حس بالبرد..و لا الجوع..كان كل احساسه مركز على شي واحد..على الحب الكبير اللي في قلبه لها..و اللي باعته برخيص..
في بيت طلال/
تحسنت حالته..و اليوم قدر يمشي لحاله..طبعا بمساعدة عكازاته..طول الأيام اللي راحت و أهله كانوا دائما عنده..خاصه أمه اللي كانت ما تروح للبيت إلا للنوم..كان كل يوم استغرابه يزيد من لينا و تصرفاتها معه..كانت تهتم فيه..و تشوف كل اللي يحتاجه..حتى نظرتها له كانت غير..غير النظره اللي تجرحه..صح كانت تتهرب من نظرته و تتحاشى تجي عينها بعينه حتى و هي تكلمه..بس مع كذا كان ما يشوف نظرة الكره اللي عرفها بعيونه..شك إن رغد قالت لها..بس سألها و هي حلفت له إنها ما قالت لأي أحد..و خلاها توعده ما تقول..(وش فيك يا لينا؟؟ وش ناويه عليه؟؟)
دخلت لينا..و حست إن الغرفه بارده..و شافت الستاير ترتفع من الهواء..دخلت معصبه..و راحت تسكره..
لينا: ليه ما سكرت الشباك؟ الهواء بارد!
طلال كان جالس على سريره: ما قدرت أسكره تعبت و أنا امشي اليوم
لينا بقهر: الجوال مو عندك؟ ليه ما دقيت علي أجي اسكره مو شايف الهواء بارد!...بس طبعا ماراح تطلب مني هالشي..و لا راح تطلب غيره..و لاراح تطلب شي أبدا
حست إن دموعها بتنزل..و تركته و راحت بسرعه..كانت تحس بالذنب على اللي سوته..و اللي اللحين تسويه فيه..و لا تبي تحس بالذنب أكثر..تعبت من نفسها..و من أفكارها..
أما طلال..فكان للحين يطالع الباب اللي طلعت منه..و يفكر بكلامها..(آآه يا لينا حالك غريب! بس مو قادر اسألك..كيف اسألك؟ وش أقول؟ ليه ما تكرهيني مثل أول؟ ليه تراجعتي عن فكرة الطلاق؟...ما أقدر)
في بيت أم فارس/
رجع سيف بحاله غريبه للبيت..كان للحين مصدوم و مقهور..و حالته مبهذله..ثيابه و شعره..كلها تراب..و وجهه أسود من القهر و الحزن والبرد..كان يمشي بدون احساس..و خايف يقتنع انه خلاص انتهى كل شي..
دخل الصاله..و هو يحس بالغربه و الوحشه حتى في بيته..كان يحس ان كل شي غريب عنه..كل شي فاقد لونه و قيمته..حس ان دقات قلبه ثقيله عليه..و ان الهواء ماعاد يدخل لصدره..بدون ما يفكر راح لغرفة أسيل..اللي كانت جالسه على مكتبها تقرأ..لكنها أول ما شافته شهقت بخوف و ركضت له..مسكت يدينه..
أسيل بخوف: سيف وش فيك؟؟!
كانت يدينه حاره..و جسمه كله يرتجف..و عيونه حمراء و ماليها الدمع..حست انه مو قادر يوقف..سندته لين وصلته لسريرها..نومته هناك و هي مصدومه من حالته اللي هو فيها و خايفه عليه..ماعرفت وش فيه.. راحت بتدق على عمر يجي يوديه للمستشفى..لكنه مسك يدها بقوه..
سيف برجاء: لا تتركيني يا أسيل الله يخليك لا تتركيني لحالي
أسيل تصيح: سيف حبيبي وش فيك؟ وش صار لك؟
سيف يغمض عيونه: مابي اتكلم..أبي ارتاح و بس..أبي ارتاح
ظلت عيونها متعلقه فيه..ماتدري تجلس عنده أو تكلم عمر..لكنه لحظات و أرخى يده اللي ماسكه يدها..و شكله نام..مسحت أسيل دموعها و هي تطالعه..(وش صاير؟ وش أسوي أكلم عمر أو لا..اخاف انه يتعب)
شافته يرتجف و العرق يصب من وجهه..و دقت على حلا لكنها ماردت..و تذكرت إنها قالت لها بتنام..دقت على بيت خالتها تبي عمر يجي لكنهم ما ردوا..أخذت رقم عمر من جوال سيف و دقت لكنه كان مقفل..ما عرفت وش تسوي..و طرى على بالها نادر..ترددت..و كانت بتتراجع..لكن حالة سيف ما سمحت لها تفكر أكثر..أخذت جوال سيف و نقلت الرقم منه..دقت عليه..
نادر: مرحبا
أسيل بإحراج: أهلين نادر..أنا أسيل
نادر بإستغراب: هلا أسيل
أسيل: نادر سيف رجع تعبان بالحيل..مو عارفه وش فيه؟ خايفه..شكله تعبان و مو حاس بنفسه
نادر بقلق: خلاص لا تخافين أنا جاي اللحين
سكرت منه..و راحت جنب سيف..حاولت تكلمه..تعرف وش فيه..لكنه ما كان يرد عليها..و لا هو حاس بنفسه..
في بيت طلال/
كان طلال قلقان على لينا..طلعت منه زعلانه..و لا فهم وش تعني بكلامها..ليه عصبت انه ما يطلب منها أي شي..مو كذا أريح لها..كان يبي يدق عليها يتطمن..من يوم تغيرت معه..وهو يتمنى يتجاوب معها و يقرب منها..لكنه كان خايف لو قرب تصده و ترجع لحالتها..خاف تكون تقبلته لأنها عارفه إنه بعمره ماراح يقرب منها..خاف تطري فكرة الطلاق مره ثانيه..(معقول أفقدك بعد كل هذا يا لينا؟ ما اتخيل حياتي بعدك؟ ما اتخيل تطلعين منها بعد ما دخلتي و صرتي واقع فيها..يكفيني بس أشوفك هاديه و مرتاحه..لو كان هالشي يريحك مستعد اتحمل)
في بيت أم فارس/
وصل نادر..فتحت له وحده من الخدامات..دخل الصاله و دق على أسيل..قال لها إنه وصل..و نزلت له..كانت أول مره يشوفها من بعد ملكتهم..و تفاجأ فيها..
ما شاف شي من ذيك الأنثى المغروره..القويه..ما شاف إلا بنت صغيره..بجامتها السماويه عطتها منظر بريء و صغير..و شعرها كانت قاسمته بالنص..و رابطته ذيلين و جايبتهم قدام..توه يشوف ملامحها الطبيعيه..مشاعرها الحقيقيه..بدون لا تغطيها بذاك القناع الكذاب..عيونها كانت مليانه دمع..و الخوف مالي ملامحها..أول ما شافته ركضت عنده..
أسيل تصيح: نادر..سيف ما يرد علي
نادر يهديها: لا تخافين يا أسيل إن شاء الله ما فيه إلا الخير
ما كان يحب يشوف أحد يصيح قدامه..كيف و هي تصيح عنده بهالضعف..مد يده و مسح دموعها..و هي ارتبكت..
نادر بحنان: هدي نفسك..وينه سيف؟
مشت و مشى معها..طلعت للدرج وهو يطالعها بإستغراب..وش كانت مسويه بنفسها يوم الملكه..قلبت نفسها وحده ثانيه..هاذي البنت اللي تخيل إنه بيشوفها ذاك اليوم..و صدمته بذاك المنظر القوي..اللي اللحين مو شايف منه شي..اللي اللحين عرف انه مجرد كذبه كذبتها وهو صدقها..
تفاجأ وهو يدخل الغرفه..توقعها غرفة سيف..لكنها أكيد غرفتها..مرت عيونه بنظره سريعه على على الغرفه..لكن قبل تأخذه أفكاره..شاف سيف و انشغل فيه..حاول يصحيه..لكنه كان يتمتم و مو عارف وش يقولون..
نادر: بأخذه للمستشفى
أسيل: بأجي معك
نادر: أسيل وين تجين بقسم الرجال؟ خليك هنا و أنا بأطمنك
أسيل بعدم اقتناع: خلاص بس يا ويلك أدق ما ترد
نادر: ان شاء الله
أخذ سيف و طلع..و هي جلست بقلق تنتظر يطمنها عليه..
في بيت ماجد/
رجع للبيت متأخر..له أيام دافن نفسه في شغله..يبي أي شي يشغله عن التفكير..ما توقع إنه في يوم بيهتم لبنت و يحبها لهالدرجه..فتح الباب يشوف ورد..لكنه شافها نايمه..طلع عشان ما يزعجها و راح لغرفته..يدور فيها..يعرف انها مسافره..كلمت ورد قبل تروح..لكنها اللحين مو مثل أول..ما تكلمها دائما..و لا تتكلم معها كثير..و عاذرها باللي هي تسويه..(كيف تبيها تصدقك بعد كل اللي شافته منك! مستحيل تصدق اني تغيرت..أنا نفسي مو مصدق)
في بيت أم فارس/
دق نادر على أسيل و طمنها عن سيف..لكن هي ما كانت متطمنه لين تشوفه..و بعد كم ساعه..دخلوا عليها..شافت سيف متسند على ماجد..وجهه شاحب و ذبلان..و عيونه حمراء..و ملامحه كئيبه و حزينه..
ركضت له و ضمته و هي تصيح..
أسيل: ما تشوف شر
سيف يضمها يهديها: الشر ما يجيك..لا تخافين يا أسيل ما فيني شي
نادر: طلعيه يرتاح بغرفته
طلعت أسيل مع سيف..اللي أول ما انسدح على السرير نام بتعب..و هي واقفه تطالعه بخوف و قلق..نزلت لنادر تسأله وش فيه..هو قال لها..إنه داخله برد قوي..لكن هي كانت تحس إن حالته النفسيه هي اللي مسويه فيه كل هذا..شافت نادر جالس في الصاله..و معه أدوية سيف..راحت له..شافها و وقف..
نادر: نام؟
أسيل تمسح دموعها لكنها نزلت: ايه
نادر: أسيل الله يخليك لا تصيحين..سيف ما فيه شي
مسح دموعها..و هي حست بإحراج من قربه..حتى قلبها صار يدق بقوه..و بعدت عنه..
أسيل: ما تدري وش فيه؟ سيف نفسيته تعبانه
نادر يتنهد: قال لي إن واحد من زملائه توفى..و الظاهر كان غالي عليه
أسيل بحزن: الله يرحمه..يمكن هذا اللي كان دائما يروح عنده..تعلق فيه بالفتره الأخيره
نادر: الله يرحمه..و يصبر سيف(مد لها الكيس) هاذي أدوية سيف
أسيل: مشكور يا نادر..و آسفه لو كنت ازعجتك
وقف نادر يطالعها بنظره غريبه..و حست كأنه يبي يقول لها شي..لكنه فجأه تراجع..
نادر: ما فيه شي يستاهل الشكر..أنا رايح تبين شي؟
أسيل: لا سلامتك
نادر: مع السلامه
أسيل: مع السلامه
طلع و هي تطالعه و تفكر..(وش كان يبي يقول؟ و ليه تراجع؟...ما توقعت كل هالحنان و الاهتمام يطلع من نادر..كنت احسه بارد و ممل)
ركب نادر سيارته..و التفت يطالع البيت..(اليوم كانت وحده ثانيه..غير اللي في الملكه!...أنتي أي وحده فيهم يا أسيل..الثنتين أثروا فيني بشكل مختلف..بس تأثيرك اللحين أقوى...تكفين يا أسيل لا تدخلين قلبي أنا مو ناقص هموم..أنا جارحني حبك لفيصل و أنا مو مهتم فيك..كيف لو كنتي تهميني؟ ليه بعد كل اللي اعرفه عنك مو قادر أكرهك..المفروض اكرهك)
تذكر ملامحها الجميله..و عيونها الغرقانه بالدمع..حس ان صورتها مو راضيه تروح من عيونه..و في قلبه احساس غريب..مو مرتاح له أبدا..