عرض مشاركة واحدة
  #60  
قديم 08-22-2010, 03:07 PM
 
@،،الـنـزف الـرابـــع و الـعـشــرون،،@



*بعد أسابيع*

في بيت أم فارس=الفجر/

كان سيف واقف عند شباك غرفته..يحس انه مخنوق..و مع برودة الهواء اللي تضرب في وجهه..ما كان يحس فيها..
تذكر وين كان قبل ساعات..وش صار..تذكرها..اللحين صارت زوجته..
ياسمين اللي ياما اعتبرها مثل أسيل و أسماء و لا فكر فيها بيوم..اللحين هي زوجته..تذكر ملامحها..أو حاول يتذكر..لكن الصوره اللي جت في باله..هي الصوره الراسخه من زمان..صورة نجود..ملامحها محفوره في باله و لا يدري كيف يقدر يمحيها..تنفس بقوه..يحاول يرتاح من هالهم اللي مثقل صدره..لكن هالشي كان مستحيل..(تعبت يا نجود..تعبت منك..أبي انساك و ارتاح..يا رب ياسمين تقدر تنسيني..لازم انسى..ياسمين ما تستاهل أخونها حتى لو بالتفكير..هي غاليه علي و بتظل غاليه..و يمكن هالغلا في يوم يصير حب)



في بيت أم العنود/

كانت ياسمين و جوري للحين ما ناموا..جلسوا يتكلمون عن ملكة ياسمين و اللي صار فيها و يعلقون على الأحداث..سكتوا فتره..
جوري بتردد: ياسمين ممكن اسألك سؤال؟
ياسمين: اسألي
جوري: أنتي كنتي رافضه فكرة زواجك من سيف..وش غير رأيك؟
ياسمين: سيف ما فيه عيب..صح أنا اعتبرته من سنين مثل أخوي بس يمكن يتغير هالشعور اذا صرت زوجته..المهم ان الحب موجود..يعني أنا ما أكرهه...بعدين لو رفضته..من بآخذ احسن منه؟
جوري: يعني مرتاحه لقرارك؟
ياسمين تتنهد: تبين الصراحه..لا
جوري: نادمه؟
ياسمين: لا مو لهالدرجه..بس بعد مو حاسه براحه...قولي لي أنتي أول ما شفتي مازن وش حسيتي فيه؟
جوري تتذكر اللي صار لها: حتى أنا ما كنت مرتاحه..مازن طيب و حنون..لكن أنا مادري ليه مو حاسه فيه...احس يشغل بالي شي ثاني غيره
ياسمين بإستغراب: وش هالشي؟!
جوري ارتبكت: آآ يعني مثلا أفكر فيك و في أمي حصه مابي اترككم..أخاف ابعد عنكم
ياسمين تبتسم: شكلنا استعجلنا
جوري: يمكن
ياسمين تضحك: والله لو يسمعنا سيف أو مازن رحنا فيها..للحين بعد ماتزوجنا و نادمين نترك البيت
جوري تضحك معها: الله يوفقك يا ياسمين..و سيف مو صعب ينحب..أنا متأكده انك راح تحبينه

دق جوال جوري..و ابتسمت و هي تشوف رقم مازن..
جوري: هذا مازن
ياسمين تضحك: شكل قلبه نغزه بعد الكلام اللي قلناه

قامت عنها ياسمين..و جوري ردت عليه..
جوري: مرحبا
مازن: هلا جوري..وش أخبارك؟
جوري: تمام
مازن: مبروك
جوري: الله يبارك فيك
مازن: فقدتك..اليوم كله ما سمعت صوتك
جوري: كنت مشغوله مع ياسمين
مازن: ما قدرت أنام قبل ما أقولم تصبحين على خير
جوري: تصبح على خير
مازن: يعني أسكر
جوري تضحك: لا ..خلنا نسولف شوي
مازن بفرح: يعني اشتقتي لي أنتي بعد؟
جوري استحت: .....
مازن: ليه سكتي؟
جوري: ايه فقدتك
مازن يتنهد: و أخيرا سمعتها منك!
جوري تصرف: وش سويت اليوم؟

و صارت تسولف معه..و تعرف عنه أكثر..و تهتم فيه أكثر..



في سيارة ماجد/

طلع الفجر وهو للحين يدور في سيارته..من يوم طلع من ملكة سيف..ما يدري ليه حضر..كيف قدر يحضر..كان المفروض يتحجج بأي شي بس ما يروح لملكتها على واحد غيره..كان يمشي و مو حاس بالطريق..فيه قهر مكبوت..ما يدري كيف يتخلص منه..(صارت لغيري..كيف أقدر انساها؟...وين القى مثلك يا ياسمين؟..ياليتني ما عرفت هالحب..و ليتني ما حبيتك..كان المفروض اعرف اني مهما سويت ماراح ترضين فيني بعد اللي شفتيه مني..كنت متوقع بتحسين اني تغيرت لكن الظاهر انك ما تنسين)
حس انه لو واحد غير سيف..كان سوى أي شي يفرق بينهم..لكنه صعب يسوي هالشي بسيف..ما يستاهل..و هالشي بيخليه يطيح من عينها أكثر..(تحبه؟ معقول تكون تحبه! أو بس تبي ترتاح مني؟)
كانت فكره تجيبه و فكره توديه..و يحاول ينسى و يرجع يتذكر..



*بعد يومين*

في بيت أم فارس/

كانت أسيل في غرفتها..تكتب البحث اللي مطلوب منهم في الكليه..تذكرت القاموس اللي اخذته من سيف أول السنه..و من يومها ما فتحته..(يمكن يفيدني)
راحت للدرج و طلعته..و رجعت لمكتبها..تقلب أوراقه..لكن شدها الكلام اللي مكتوب بالقلم الأخضر أول صفحه من القاموس..رجعت لها بسرعه..و تجمدت يدينها و إحساسها..و هي تشوف خطه..اللي تعرفه زين..كان كاتب أبيات شعريه متأكده إنها هي المقصوده فيها..
كانت متأكده من إحساسه اتجاهها..و لا عمرها شكت فيه..كان من الأشياء الأساسيه بحياتها..و اللي ما حست في يوم إنها بتتغير..لكنه تغير..بدون سبب أو عذر..
تذكرت نظرته لها..و صدمته..أثرت فيها..بس ما تدري وش أثرها..ما تدري هي مرتاحه من الصدمه اللي بانت على وجهه..و هذا دليل إنه ما نساها..أو هي شماته فيه..
قطع أفكارها..صوت نادر اللي جاء في بالها ..تذكرت كلامه يوم كانوا في المزرعه..تذكرت القهر اللي في عيونه..ضحكت بقهر..(و كأني اهمه؟ ما كأنه مو داري عني! أنا أول مره احس إنه متضايق من هالشي..أول مره يطلع من قناع البرود اللي لابسه)
تذكرته يوم تعب سيف..كيف كان انسان ثاني وقتها..ذاك الوقت حست إنها شي مهم عنده خايف عليه..(ليه مو مهتم فيني؟ ما يحبني؟ أو عشان اللي يعرفه عن فيصل؟...شفته ثلاث مرات..يوم الملكه كان بارد و مو مهتم..و بتعب سيف كان حنون و طيب..و آخر مره مع هدؤه حسيت إنه ممكن يذبحني من القهر اللي فيه....المره الجايه كيف بتكون يا نادر؟ و متى بأشوفك؟)



في بيت طلال/

طلعت لينا من المطبخ بعد ما جهزت العشاء..أول مره تطبخ..دائما كانت أم طلال ترسل لهم الغداء و العشاء..لكن لينا قالت لها إنها بتبدأ تسوي هي العشاء..و الغداء عشانها تجي من الكليه متأخره يرسلونه لها..لأنه اليوم أول مره يطلع طلال..مع إنه كان ياله يتحرك..(أكيد ماراح يستحمل جلسة البيت..هو حتى ما كان يطلع من غرفته)
طلعت لغرفتها و أخذتلها شاور..وقفت قدام دولابها..تطالع ملابسها اللي شرتهن مع مساهير..و اللي دعت على نفسها بالموت قبل تلبسهن..لكن هاذي هي..ما ماتت..و لا لبستهن..فكرت تلبس منهن..تفاجأه بشكلها..لكنها تراجعت..(ليه البس له؟ وهو حتى إذا جلس معي ما يطالعني..دائما سرحان..ولو ما أروح اطلعه من غرفته ما يطلع..ولو ما أكلمه ما يكلمني..و لا عمره طلب مني شي و أنا اعرف إنه محتاج أحد يساعده وهو بهالحال.....ليه كل هذا يا طلال؟ و أنا وش المفروض أسوي؟)
خافت تقرب منه..تعرف إنه مستحيل يصدها..بس اللي كان يخوفها..إنه يجاملها بشعور ما يحسه..بس عشان وصية يوسف..(طبعا..هو سوى كل هذا عشانه)
طلعت لها جلابيه عشبيه و فيها شك خفيف..رفعت شعرها البني بشنيون ناعم..حطت ميك أب خفيف و نزلت..
شافته في الصاله..أول ما جت عينه بعينها..حست فيه بنظرته شي..لكن مامداها تفسرها..صد عنها..جت و جلست بعيد عنه..
لينا: مساء الخير
طلال يبتسم: مساء النور

كانت لينا تطالعه..صارت دائما تفكر فيه..وهو معها..أو بعيد عنها..دائما شاغل بالها..تفكر كيف بتكون الحياة بينهم..و مين اللي بيستغني عن الثاني قبل..طرى عليها فجأه يوسف..انصدمت إن لها أيام ما فكرت فيه..و لا جاء في بالها..(هذا اللي كنت تبيه يا يوسف..رحت و وصيته علي..عارفه إنه الوحيد اللي بترضى أحبه بعدك..لكن ما سألت نفسك هو بيحبني أو لا؟ حملته همي و أنا زدت عليه..إلى متى بتتحمل يا طلال؟)

طلال التفت عليها لأنه استغرب هدؤها..شافها سرحانه و عيونها مليانه دمع..تنهد بضيق على حالها..(لو أعرف وش تفكرين فيه اللحين يا لينا؟ تصرفاتك غريبه..و هدؤك معي أغرب!)
طلال: لينا
لينا تنتبه: نعم
طلال: فيك شي؟
لينا: لا بأروح اجهز العشاء

راحت للمطبخ تحضر العشاء..و هي تفكر فيه..(بتجنني يا طلال؟ ليه اشوفك قدامي كل لحظه! كل هذا إحساسي بالذنب أو...)
هزت راسها بقوه تبي تمسح هالأفكار من راسها..رتبت السفره و نادته..و جلسوا يتعشون كالعاده بصمت..
طلال: أكل أمي متغير اليوم!
لينا: مو حلو؟
طلال: لا حلو..بس مو طبخ أمي يمكن رغد اللي طابخه..والله يطلع منها هالرغد عليها حركات

ابتسمت لينا..فرحت إن أكلها اعجبه..لكنها ما قدرت تقول إنها هي اللي طابخه له..ما تدري ليه تخاف من أي شي تحس إنه بيقربها منه..تخاف يصير مهم في حياتها..تخاف تحبه..



*من بكره*

في سيارة فيصل/

كان يفكر في أسيل..كل هالأيام يحاول ينسى..يحاول يشغل تفكيره بسهى..لكن أسيل دائما في باله..ملامحها..نظرتها..رجعت له كل الذكريات اللي رماها ورى ظهره و ظن انه بينساها..(ليه يا أسيل مو قادر انساك مثل ما نسيت قبل؟...بس أنا ما نسيت كنت بيني و بين نفسي دائما اذكرك بس تخيلت انه شعور مؤقت و بيروح مع الوقت..كنت مفتون بسهى و حركاتها معي..و اهتمامها فيني..بس اللحين عرفت إني اتخيلك بكل شعور كنت احسه معها..)
و كالعاده..كل ما يخلص من تفكيره فيها..يلوم نفسه..هو تخلى عنها..و هي اللحين زوجة أخوه..كيف يفكر فيها كذا..
و راح يحاول ينساها بسهى..لكن بدون فائده..



في بيت أم العنود/

وصل سيف أمه لأم العنود..و بعد ما سلم عليها قالت له انها نادت له ياسمين عشان يشوفها..و جلس في المجلس ينتظرها..دخلت ياسمين و هي مبتسمه..
ياسمين: مساء الخير
سيف: مساء النور..وش أخبارك؟
ياسمين: تمام..و أنت؟
سيف: الحمد لله

سكتوا..ياسمين كانت تحاول تعرف شعورها و هي جالسه معه..لكنه نفس شعورها دائما..ما فيه أي شي تغير..كأنها جالسه مع خالها..مو متوتره..و لا مهتمه..حتى سيف..كان يدور فيها شي ينسيه نجود..لكنه حس إنه للحين يشوفها مثل ما كان يشوفها و هي صغيره..
ياسمين: ليه ساكت؟
سيف: تصدقين لو أقولك إن مادري وش أقول
ياسمين تبتسم: لا يكون مستحي مني؟
سيف يطالعها: و أنتي مو مستحيه مني؟
ياسمين: لا أحس إن هاذي مو أول مره اجلس معك لحالي..حنا ياما جلسنا مع بعض و حنا صغار
سيف: بس حنا اللحين مو صغار
ياسمين: صح بس الاحساس ما تغير
سيف يضحك: لا تخليني أصدق و أمط شعرك مثل ما كنت اسوي و حنا صغار

و صاروا يتذكرون أيام طفولتهم و يضحكون..كانت بداية الكلام بينهم..و يمكن بداية حب..أو استمرار لإحساس الأخوه بينهم..
قطع كلامهم..جوال سيف اللي دق..
سيف: هذا ماجد..عن اذنك شوي

رد عليه..و ياسمين تنكدت من طاريه..تمنت تنقطع علاقته مع سيف..بس و هي تسمع سيف يكلمه حست إنه قريب منه بالحيل..
سيف: لا أنا اللحين عند المدام..إذا طلعت أمرك.....مع السلامه

سكر منه ماجد..و غمض عيونه بقهر..كلمة سيف حسها طعنه في قلبه..ضاقت الدنيا فيه..

صار يفتش في جواله بين الأرقام اللي عنده..أرقام صديقاته اللي قبل..يبي يرجع يكلمهم..يمكن يلهى و ينسى مثل ما كان ناسي..لكنه رمى الجوال جنبه..و تأفف..(لا..صعب ارجع لحياتي اللي قبل..كنت زهقان من قبل؟ و اللحين مو طايق اسمع و لاوحده منهم....الهى بالشغل أبرك)
و راح لشركته..

__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!