في بيت أم راشد/
كانت مساهير تذاكر في غرفتها..لكنها تسرح كل شوي..شافت المذكره اللي بين يديها..و اللي تغطت كل المساحات البيضاء فيها بإسم عمر..كل ما تسرح تفكر فيه..و تكتب اسمه..(أوووف وش أبي فيه؟ أنا ما أحبه..ما أحبه..ما أحبه)
في بيت أم مازن/
كانت ساره و أمها في الصاله..ينتظرون مازن..قلقوا عليه إنه تأخر على غير عادته..و كل ما يدقون عليه جهازه مقفل..حتى ساره دقت على جوري بتسألها لو تعرف عنه شي..بس ما كانت ترد لا على البيت..و لا على جوالها..
دخل مازن و ملامحه المتجهمه..أكدت لهم إن فيه شي..
أم مازن: مازن خير يمه وش فيك؟
مازن يرمي نفسه على الكنب: .....
ساره: مازن وش فيك؟
مازن: طلقت جوري
ساره و أمها شهقوا مصدومين..و للحظات ما استوعبوا..و لا قدروا يقولون شي..
ساره بصدمه: ليه؟ ليه يا مازن؟
قال لهم مازن السالفه..وهو يقولها..حس بنفسه صغير قدامهم..حس بغبائه و تهوره..
سار بإنفعال: حرام عليك يا مازن! تشك في جوري؟ تتخيل إنها ممكن تسوي شي كذا!!
أم مازن بأسف: الله يهديك يا مازن..((يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا))و أنت تروح تتهجم على البنت بدون حتى ما تسألها!
ساره ما قدرت تمسك نفسها..صاحت و ركضت لغرفتها..هي تعرف إن مازن يفقد أعصابه إذا عصب بس ما توقعت يروح تفكيره لهالدرجه..عرفت إنها خسرت جوري كزوجة أخو..و إحساسها يقول أكيد بتخسرها كصديقه بعد..
أما أم مازن فكانت تلوم مازن على اللي سواه..لين ضاقت عليه الدنيا..و كره نفسه..
في بيت أم العنود/
رجعت أم العنود بعد ما عرفت اللي صار..و كانت هي و ياسمين عند جوري في غرفتها..كانت تصيح بدون انقطاع..حست بالذنب و الخجل لأنها خبت عنهم رجعة ولد عمها..و متأثره باللي سواه مازن و صدمتها فيه..اللحين يوم بدت تحبه..يسوي فيها كذا..و أكثر من هذا حست بالذل إن فارس هو اللي شافها ذيك اللحظه..كل شي اجتمع عليها..و ارهق تفكيرها..لين نامت بدون ما تحس..
أم العنود بهمس: قومي يا يا سمين الحمدلله نامت..خليها ترتاح
طلعت معها ياسمين..و جلسوا في الصاله اللي فوق..
ياسمين بقهر: والله نفسي اذبحه
أم العنود: حسبي الله و نعم الوكيل فيه..فجع البنت
ياسمين: مين يقول إنه يسوي كذا؟ صدق يا ما تحت السواهي دواهي
أم العنود: عشان ما تلوموني يوم أبيكم لعيال خالتكم..القريب ما يجي منه شر
ياسمين: صادقه يمه..شوفي مازن قلنا ما فيه أحسن منه و بمشكله تافهه طلع شره
أم العنود: مادري كيف بنقولها إنه طلقها
ياسمين: و هي يعني مفكره ترجع له بعد اللي سواه..حتى لو ما طلقها كنا بنخليه يطلقها
أم العنود: مو كل الناس تفكيرها مثلك
ياسمين: بس هالمره تفكيري صح..و إلا تتوقعين خالي ناصر بيوافق تكمل معه بعد كل اللي صار؟
في بيت أم فارس/
رجع سيف و فارس للبيت..و شافوا أمهم و أسماء و أسيل..في الصاله..
أم فارس: سيف وش صاير في بيت خالتي؟ ليه جيت تاخذها من شوي بهالسرعه! و لا حتى دخلت؟
سيف يطالع فارس اللي كان ساكت و متجهم..
سيف: مازن طلق جوري
الكل انصدم بالخبر..و قال لهم سيف عن اللي صار..
أم فارس: حسبي الله و نعم الوكيل فيه
أسماء: مسكينه جوري و الله ما تستاهل
أسيل: و جوري وش أخبارها؟ ما عرفتوا كيف حالتها
سيف: كانت ثايره و تصيح و ياله قدرت تقولهم عن اللي صار..عشان كذا جيت آخذ أمي حصه قلت يمكن تقدر تهديها
قام عنهم فارس وهو ما نطق و لا كلمه..
أم فارس: وش فيه فارس؟
سيف: كان بيذبحه لو ما فكيته..ما تخيلت فارس يفقد أعصابه لهالدرجه
أسماء: معذور وش تبيه يسوي وهو يشوف بعينه اللي سواه فيها
سيف: الله يستر سكوته مو مريحني
*من بكره*
في بيت أم العنود/
صحت جوري الصبح و شافت ساعتها تسع..تذكرت اللي صار و رجعت دموعها تنزل من جديد..(استاهل اللي صار..كيف خبيت عنهم هالشي! المفروض قلت لو لمازن و ساره..الله يهديك يا لما أنتي اللي شجعتيني)
دخلت عليها ياسمين..
جوري: ياسمين ما رحتي للجامعه؟
ياسمين: لا
جوري: و ليه ما صحيتيني عندي امتحان
ياسمين تجلس جنبها: وين اصحيك الله يهديك و أنتي ما ذاكرتي
جوري تنزل راسها: ياسمين آسفه على اللي صار..مادري ليه ما قلت لكم..بس...
ياسمين تقاطعها: ولو إني مابي أزيد عليك بس فعلا أنا عتبانه عليك..ليه ما قلتي لي على الأقل..صحيح أنا مو قادره انسى اللي سووه فيك عمانك بس لو كانوا تغيروا أو محتاجين بس كنت ماراح امنعك تساعدينهم حتى لو ما كنت مقتنعه
جوري: معك حق أنا اخطيت يوم خبيت عنكم و عن مازن
ياسمين: خالي تحت جاء يتطمن عليك
جوري تصيح: احس إني خجلانه منه كثير
ياسمين: أنتي ما اخطيتي يا جوري أنتي تتصرفين بعفويه و قلبك الطيب يغلبك
جوري: يعني خالي ناصر مو زعلان
ياسمين: لا مو زعلان
جوري: وش سوى مع مازن؟ كلمه؟
ياسمين مو عارفه وش تقول: جوري...
جوري: وش فيه؟ صاير شي؟
ياسمين: أنتي وش موقفك من مازن بعد اللي سواه؟ هو شك فيك..و لا عطاك فرصه تبررين موقفك
جوري: حسيت بالظلم..و انصدمت فيه كثير...بس يمكن معه حق حتى لو كان غلطان..هو جاء و شافني أكلمه لحالي و أنا غلطت اني خبيت عنه..هو زوجي و المفروض يعرف عني كل شي...يمكن اللي سواه من قهره و صدمته
ياسمين: يعني بتسامحينه؟!
جوري: للحين متأثره باللي سواه..بس أنا غلطت بعد..ما يصير احمله الغلط كله
ياسمين كانت ناويه تقول لها إنه طلقها..لأنها متخيله إنها بتكون مقهوره منه مثلهم..بس ما جاء في بالها أبدا..إنها تعذره باللي سواه..و محمله نفسها الخطأ مثله..
قالت لها ترتاح..و هي بتجيب لها الفطور و يفطرون مع بعض..نزلت تحت..و هناك شافت خالها يكلم بجواله و معصب..انتظرته لين خلص..
ياسمين: خير خالي فيه شي؟
ناصر: جوري صحت؟
ياسمين: ايه
ناصر: وش أخبارها اللحين؟
ياسمين: الحمد لله اهدأ
ناصر: الله يعين هالبنت على كل اللي يجيها
ياسمين حست انه صاير شي: خالي صاير شي؟
ناصر: سألت عن عمانها وين ساكنين اللحين..قلت يمكن اذا راحت و تطمنت عليهم ترتاح..بس...
ياسمين: بس ايش يا خالي؟
ناصر بقهر: أمه ما تزوجت و لا شي و هم للحين في نفس بيتهم و حالتهم الماديه متحسنه عن أول
ياسمين بصدمه: أجل ليه...ولد عمها كان يكذب!
ناصر: الظاهر كان يستغلها يبي ياخذ الفلوس و بس
ياسمين جلست على الكنب مصدومه..ما تدري كيف بتتقبل جوري هالأخبار..
ياسمين: خالي أنا كلمت جوري عن مازن..كنت أبي اقولها إنه طلقها...بس صدمتني إنها عاذرته باللي سواه و محمله نفسها الخطأ انها خبت عليه
سكت ناصر مقهور أكثر على مازن..و كاسره خاطره جوري..تذكر غاليه بحزن..نفس طيبتها و قلبها الأبيض ورثته بنتها..
ناصر: خليها ترتاح و تأكل أول..لا تقولين لها شي اللحين..بس تأكدي انها ما تتصل عليه أو على اخته
ياسمين: إن شاء الله
و راحت ياسمين تفطر مع جوري..و لا افتحت معها الموضوع أبدا..و جوري كانت تفطر معها و هي ساكته..تحاول تأكل من دون نفس..و كل تفكيرها عند مازن..و اللي سواه فارس بعد ما طلع من عندها..و اللي ما قدرت تسأل عنه..
في كلية اللغه الانجليزيه/
طلعت أسيل من الامتحان و راحت للبنات..و جلست تقلب بأوراقها و هي ساكته..
حلا تطالعها: عظم الله أجرك..مين اللي مات لك؟
طيف: صح أسوله ليه ماده البوز؟
أسيل: جوري تطلقت
شهقت حلا: ليه؟؟
رغد منصدمه: وش صار؟
قالت لهم أسيل اللي صار..و كلهم انقهروا عليه..
أسيل: أنا بأروح لها العصر تجون معي؟
رغد و حلا: أكيد
في كلية الاقتصاد/
دق جوال سهى..و شافت رقم فيصل و ابتسمت..
سهى: مرحبا
فيصل: صباح الخير
سهى: صباح النور
فيصل: في الكليه؟
سهى: ايه
فيصل: ذاكرتي زين؟
سهى: يعني
فيصل: خلاص أجل اتركك تراجعين و إذا خلصتي امتحانك علميني وش زينتي فيه
سهى: أوكي
فيصل: مع السلامه
سهى: مع السلامه
سكرت سهى و هي تتنهد..أحيانا تحس إن فيصل متعلق فيها..و يهتم بكل شي يخصها..لكن أحيانا تحسه يسرح بعيد عنها..(لا هو يحبني..دامه تركها فأكيد ما يحبها..ماراح اسمح لها لا هي و لا مرام يخربون اللي بيننا..حتى لو بعد عني أنا بأرجعه غصب لي)
لمحت مرام من بعيد..و صدت عنها بعد ما طالعتها بكره..
طالعتها مرام و هي تضحك..(أكيد حالك ما يسر يا سهى و الدليل هالنظره..كان ودي اترك لك فيصل بس اسمحيلي ما بيدي غيره)
في المستشفى/
وقفت نجود عند غرفة العنايه المركزه..من أمس و هي ما تحركت من مكانها..ما رضت ترجع البيت..حتى مع إصرار جارتهم أم سعد انها تروح ترتاح..الجيران الوحيدين اللي للحين يكلمونها..
من يوم وفاة أبوها و أمها تعبانه..و أمس زاد عليها التعب..لكن نجود ما كانت متطمنه هالمره..عشان كذا ما رضت تتركها..ما تبي تبعد عنها دقيقه وحده..ارتجفت و هي تتذكر نظرة أمها لها قبل ما توديها المستشفى..حست كأنها وداع..أو توصيه..أو اعتذار..
طول هالأيام اللي راحت وهي لا حيه و لا ميته..كانت جسد بدون روح..كل اللي تعيش عشانه أمها..و اللحين تشوفها بعد بين الحياة و الموت..
طلعت الممرضه اللي عند أمها تركض..و رجعوا معها دكاتره و ممرضات..و نجود مطيره عيونها بفزع..جمعت اللي باقي من قوتها..لأنها كل يوم تنهار أكثر من الحزن..و التعب..و الخوف..قربت من الباب..كانت تبي تدخل تشوف وش فيهم..لكن الدكتور طلع لها..
الدكتور: أنتي من أهلها؟
نجود بصوت رايح: أنا بنتها
الدكتور: ما فيه أحد غيرك معها؟
نجود: مالها غيري
الدكتور بأسف: آسف يا بنتي الوالده....
ما كمل كلمته..لأنها طاحت على الأرض..و هي تتمنى ما تفتح عيونها بعد هاللحظه..
في بيت أم العنود=المغرب/
وصلوا البنات و سلموا على ياسمين..سألوا عن جوري..
ياسمين: جوري للحين ما تدري انه طلقها
أسيل: ليه؟ هو ما طلقها قدامها؟
ياسمين: لا يوم الحقه فارس يبي يعرف وش صار..طلقها قدامه...و الأكثر من هذا خالي سأل عن عمانها و طلع فهد يكذب بكل اللي قاله عشان ياخذ منها فلوس..بنات مو عارفه كيف اقول لها و اللي قاهرني انها عاذره مازن باللي سواه
سمعوا صوت خطوات تركض لبعيد..
ياسمين شهقت: جوري!!
راحوا كلهم..و شافوها و هي تطلع الدرج بسرعه..كانت ياسمين بتلحقها..لكن وقفتها أسيل..
أسيل: انتظري ياسمين..أنا بأروح لها
راحت لها أسيل..و وقفت عند بابا غرفتها..فتحته..لكنها كانت مقفلته..بس سمعت صوت صياحها..
أسيل تطق الباب: جوري افتحي الباب
جوري: ......
أسيل: جوري ماراح اتحرك لين اكلمك..افتحي الباب
وقفت لحظات..و سمعت الباب ينفتح..ثم شافتها..وجهها غارق بالدموع..و الحزن مغطي ملامحها..دخلت أسيل و ضمتها..و صارت تصيح معها..انتظرتها لين هدت..و جلستها..
أسيل: جوري أنا عارفه إن اللي صار مو سهل..كلنا مقهورين منه..فارس من أمس ما نام..و أنا رحت اليوم الامتحان مو عارفه وش كتبت فيه..كيف شعورك أنتي؟
جوري: ....
أسيل: صدقيني اللي صار خيره اللي يشك فيك بهالسهوله ما يستاهل تبنين حياتك معه و تعتمدين عليه..بعدين أنتي ألف واحد يتمناك وهو الخسران
جوري: مين اصدق بعد كذا؟ مازن اللي كله حنان و طيبه..لدرجة شبهته بخالي ناصر يطلع منه كل هذا...يطلقني بهالسهوله!
أسيل: لا يا جوري لا تخلين اللي صار يعقدك..فيه ناس كثير عندها عقل و تعرف الصح من الغلط
جوري: يعني مازن ما عنده عقل؟
أسيل: عنده عقل بس شكله اذا عصب يروح هالعقل
جوري: مستحيه من نفسي و اللي سويته..مالي وجه اشوف أمي حصه..و خالي ناصر وش بيقول عني و أنا مالي كم أسبوع مالكه و اللحين مطلقه
أسيل: جوري لا تلومين نفسك..ما أحد يلومك أو زعلان عليك..أنتي مظلومه و بعد تبيننا نلومك...انسي يا جوري اللي يسوي فيك كذا ما يسوى تضايقين نفسك عليه
جوري: مو عارفه كيف بأروح للكليه بكره؟ كيف بأشوف...
أسيل: خالي ناصر راح لمازن و قال له الحقيقه و أكيد اللحين ندمان على اللي سواه
جوري: تتوقعين؟
أسيل: أكيد....جوري أنتي تحبينه؟
جوري: مادري..أنا كنت ارتاح له يحسسني بالأمان..و شوفي كيف ضاع هالأمان بلحظه
أسيل: و لا يهمك يا جوري انسي اللي صار و خليه ورا ظهرك..أنتي ما خطيتي هم اللي اخطوا..هم اللي يحسون بالذنب مو أنتي....بأتركك ترتاحين اللحين و نجي يوم ثاني أنا و البنات نشوفك
جوري: لا بأنزل معك اشوفهم..أنتم أهلي يا أسيل و خلاص أنا مابي أحد غيركم
أسيل تضمها: الله يعوضك باللي احسن منه
نزلت جوري و سلمت على البنات و جلست معهم..ما كانت تبي أم العنود تقلق عليها..لكنها أول ما شافتها حضنتها و رجعت تصيح و أم العنود صار تهديها..
في أحد الشوارع/
كان فهد ينتظر صديقه اللي دق عليه و وعده يلتقون هنا..و شافه جاي عنده..
صديقه: وش تبي داق علي؟
فهد: أنت وش فيك خواف؟ قلت لك ما فيه أحد منهم جاء و لا قال شي
صديقه: و اللي شافنا أمس و كان بيذبحنا لو ما هربنا منه
فهد: بس ما أحد منهم جاء..لا تخاف
صديق يتريق: و كاشخ علينا عندي وحده تحبني و تموت فيني و بتعطيني و تسوي و آخرتها نتهزأ معك و بغينا ننفضح!
سكت فهد مقهور من اللي صار..كل واحد من شلته يعرف له بنت يكلمها..وهو ما عنده..عشان كذا طرت عليه جوري و كلمها..كذب عليها..بس عشان يتفاخر عند شلته فيها..لكن يوم أصرت إنها تكلم خواته و أكيد بتعرف إنه طول الوقت يكذب عليها..حب يطلع منها بشي يستفيد منه قبل يتركها..و قال لها عن الفلوس..لكن حتى هاذي ما كملت له..اللي جاء خرب كل شي..و قبل ياخذ الفلوس..
في سيارة فارس/
كان طالع من البيت و عرف إن أسيل عند جوري..و دق عليها..
أسيل: هلا فارس جيت في وقتك
فارس: ليه؟
أسيل: معليش تجي تاخذني من بيت أمي حصه
فارس يبتسم: إن شاء الله
أسيل ما صدقت: والله؟
فارس يكذب: احمدي ربك إني كنت في الطريق
سكر منها وهو يضحك على نفسه..هو متعمد يرجعها..عشان يعرف أخبار جوري..أمس كان مقهور و معصب على اللي سواه مازن..لكنه فجأه تذكر إنها اللحين صارت حره..(أكيد انجنيت يا فارس! معقول فرحان باللي صار لها؟ فرحان بإهانتها؟؟ لا..وعد مني يا جوري إن مازن بيدفع ثمن اللي سواه غالي)
وصل للبيت..و دق على أسيل..دقايق و طلعت له..
أسيل: مساء الخير
فارس: مساء النور
أسيل تتنهد بحزن: .....
فارس يطالعها: وش فيك؟
أسيل: كسرت خاطري جوري
فارس: للحين متأثره باللي صار؟
أسيل: تدري إنها ما عرفت إن مازن طلقها
فارس: للحين ما قلتوا لها؟
أسيل: ياسمين حاولت تقول لها الصبح لكن انصدمت يوم قالت لها جوري إنها عاذرته باللي سواه و هي الغلطانه اللي خبت عنه مثل هالشي
فارس انقهر يوم سمع هالكلام..و وصل حده..
فارس بعصبيه: أي عاذرته! مجنونه هاذي..يشك فيها و يتهجم عليها في البيت لحالها ثم يطلقها في الشارع كأنها....و تعذره!!
أسيل خافت: هد نفسك يا فارس..هي ما كانت تعرف إنه طلقها
فارس: ولو..اللي سواه قبل طلاقها شوي...بعدين حتى لو ما طلقها كنا بنخليه يطلقها غصب..و إلا كان عندها نيه ترجع له!
سكت فارس مقهور منها..لكنه فجأه تذكر شي..
فارس: لا يكون تحبه؟
أسيل: مادري
فارس بعصبيه: كيف ما تدرين يعني ما عمرها قالت لك؟!
أسيل بإستغراب: فارس و أنت وش يخصك فيها؟ تحبه أو ما تحبه..خلاص افترقوا و كل واحد راح في طريق
سكت فارس عشان ما يقول أكثر من اللي قاله..لكنه كان مليان قهر..خاف تكون حبته..خاف إنه قدر ينسيها حبه هو..
فارس: و اللحين عرفت؟
أسيل: ايه سمعتنا و حنا نتكلم
فارس: تضايقت؟
أسيل: أكيد يا فارس تحسب سهل الوحده تتطلق كذا..و اللي زاد عليها إن خالي عرف إن ولد عمها كان يلعب عليها بس عشان ياخذ فلوس منها
فارس بصدمه: يعني مو محتاجين و لا شي؟!
أسيل: لا
فارس..(هالبنت بتذبحني! يعني ما تأكدت منه و لا شي؟ بس دق قال أبي فلوس و عطته)
*من بكره*
في كلية الحاسب الآلي/
وقفت جوري و ياسمين عند البوابه..التفتت ياسمين على جوري اللي كانت نظراتها خايفه و متردده..
ياسمين: جوري وش قلنا؟ هم اللي غلطوا عليك..هم المفروض ما يكون لهم وجه يشوفونك
جوري: بس ساره مالها ذنب..أمس ارسلت لي رسالة اعتذار تقول مالها وجه تكلمني
ياسمين: لازم ما يكون لها وجه..اسمعيني يا جوري أنا عارفه إن ساره مالها ذنب..بس هي أخته و ما يصير تكلمينها بعد اللي هو سواه و كأنك راضيه
جوري: أصلا أنا مو قادره أكلمها..احس بيني و بينها حاجز بسبب اللي صار
ياسمين: خلاص روحي لامتحانك..و اذا خلصتي تعالي عندنا
راحت جوري..و هي في الممر شافت شلتهم من بعيد..جت عينها في عين ساره..لكن جوري صدت عنها و غيرت طريقها..
وقفت ساره تطالعها بحزن..قالت لصديقاتها أمس إن مازن طلق جوري..لكنها ما قالت لهم السبب..قالت إنهم ما تفقوا لأسباب خاصه..
دخلت ساره للقاعه..و خلود و لما كملوا طريقهم لقاعتهم..
خلود: سبحان الله هذا عشان خاطرك فيه..ما توفقوا
لما: ليه ما تقولين إنه يمكن من نصيبي
خلود: يعني ضامنه إنه بيخطبك إذا تركها؟
لما: هالمره أنا بأسعى لهالشي
خلود: والله إنك مو صاحيه
راحت لما و هي تضحك..ارتاحت من جوري للأبد..و مازن بيكون لها..
في بيت أم مازن/
كان مازن في غرفته..ماله خلق لأي شي..من أمس وهو يقرأ رسايلها له..يتذكرها..
حس إنه ظلمها..و تمنى يعتذر منها..لكن تهديد ناصر كان واضح..و غلطه مثل اللي سواها لا يمكن يسامحه عليها ناصر..(ليه رحت؟ ما شكيت فيها..عمري ما كنت بأشك بجوري..أنا رحت عشان أبين لنفسي هالشي..لأني متأكد إني ماراح ألقى أي أحد عندها..و اللي شفته ما خلاني أفكر..تهورت و خسرتها بسبب هالتهور)
حس مع هدؤها اللي كان غالب عليها..إلا إنه فاقد وجودها بالحيل..
*بعد أسبوعين*
في كلية الحاسب الآلي/
انتهى البريك..و قامت جوري لمحاضرتها..و ياسمين و عبير راحوا لمحاضرتهم..
عبير: جوري للحين ما نست اللي صار
ياسمين: لاحظتي؟
عبير: ايه دائما سرحانه و متضايقه..مع انها تحاول تبين نفسها عادي
ياسمين: اللي صار هز ثقتها بنفسها و بالناس..من مازن و من ولد عمها
عبير: يا حياتي الدنيا ما تجي إلا على الطيب
كانت جوري تمشي و سرحانه..و سمعت صوت مألوف يناديها..التفتت..و انصدمت و هي تشوف ساره هي اللي تناديها..كل الأيام اللي راحت و هم يتحاشون حتى يطالعون في بعض..جوري صارت في المحاضرات تجلس مع بنات تعرفت عليهم..و ساره مثلها..لكن شي في ملامحها..حسس جوري إنها مو بخير..
ساره: جوري
جوري وقفت و صدت بوجهها عنها: .....
ساره بإحراج: جوري أنا عارفه إن مالي حق أكلمك..بس...أنا عارفه قلبك الطيب و إنه ما بيرضيك هالشي..أنا عارفه إن مازن غلط و غلطته مو سهله أنا للحين ما سامحته عليها..بس..أنا و أمي و هديل مالنا دخل
جوري: وش قصدك يا ساره؟ وش تبين؟
ساره: يعني ما تدرين؟
جوري: أدري عن ايش؟!
ساره: ناصر كان معذور يوم فسخ العقد اللي كان بينهم لأنهم مو معقول يشتغلون مع بعض بعد اللي صار..لكن اللي يسويه فارس بيخلي مازن يفلس و أنتي تدرين انه هو اللي يصرف علينا
جوري انصدمت من طاري فارس: فارس!! فارس وش دخله بالموضوع؟؟
ساره: فارس واقف لمازن في شغله ياخذ منه صفقات مع انها مو من شغله هذا غير الشركات اللي طلب منهم يرفضون يتعاونون مع مازن
جوري ماستوعبت: أنتي متأكده من اللي تقولينه؟
ساره: إيه أنا سمعت مازن وهو يتكلم في التليفون...هو..هو ما يدري اني بأقولك بس والله يا جوري...
جوري: خلاص يا ساره بأشوف وش اسوي بس ما أوعدك..أنا ما أقدر اجبر فارس على شي
ساره: تذكري الشي الحلو اللي بيننا..كان بيننا عيش و ملح
جوري: بأحاول..عن اذنك
تركتها جوري و هي تفكر..ما استوعبت اللي سمعته..و انحرجت من رجاء ساره لها..(معقول فارس للحين ما نسى؟ و ليه يسوي كذا؟)
في بيت أبونادر/
كان فيصل بينزل..لكنه سمع صوت رغد العالي و هي تتكلم و تضحك..كان باب غرفتها مفتوح..جاء بيدخل عندها..لكن أول ما سمع الإسم اللي جاء على لسانها وقف..
رغد: ما شفتيها يا أسيل والله فاتتك بس أنتي بهالمحاضرات دائما سرحانه و مو يم الناس
سرح حتى هو يفكر..دائما كانت عنده الثقه إنها أكيد تفكر فيه..تحلم فيه..لكن اللحين يتمنى يعرف..مين اللي محتل أفكارها..هو..أو نادر..يعرف إنه ما يحق له بهالشي..لكن كثر ما يحاول يبعد نفسه عنها..ما صار يقدر..حتى سهى..اهتمامه فيها و سؤاله عنها..كان مجرد مجامله لها لا أكثر..
في بيت أم العنود/
كانت جوري في غرفتها تفكر..من يوم رجعت من الكليه و هي محتاره..كسرت خاطرها ساره باللي قالته..و هي بعد ما يرضيها عائله كامله تضيع بسببها..بس ما كانت عارفه وش تسوي..(أقول لياسمين تقول لسيف يكلمه..أو نقول لخالي ناصر أكيد هو اللي بيقدر يقنعه)
نزلت تحت تدور ياسمين و شافتها في الصاله..
جوري: مساء الخير
ياسمين: مساء النور..صح النوم
جوري: صاحيه من زمان بس كنت افكر
ياسمين: بإيش؟
جوري: اليوم تكلمت مع ساره
ياسمين انقهرت: وش تبي بعد؟
قالت لها جوري عن اللي قالته ساره..و استغربت ياسمين مثل جوري تصرف فارس..
ياسمين: معقول يكون خالي ناصر يعرف؟
جوري: يعني متفقين؟
ياسمين: يمكن..لأنه لو خالي ناصر نسى السالفه وش يخلي فارس للحين متذكر
سكتت جوري..و خطر في بالها شي..(معقول يكون للحين يحبني؟ عشان كذا مقهور من مازن..لا تحلمين يا جوري أنتي رفضتيه مرتين و من المستحيل يفكر فيك بعد كذا خاصه اللحين بعد ما تطلقتي من اللي بنفسك فضلتيه عليه)
ياسمين تهزها: جوري وين رحتي؟
جوري: هاه لا معك..وش تبين نسوي؟
ياسمين: أنا اقول نكلم خالي ناصر أحسن..لأنه أكيد ماراح يسمع من سيف
جوري: صح روحي كلميه
في بيت أم فارس/
كانت أسيل في غرفتها بعد ما خلصت كلامها مع رغد..نايمه على سريرها و بين يديها الكتاب اللي كانت فيه صورة نادر..تفتحه تطالعه..و بعدين تسكره..و ترجع تفتحه مره ثانيه..ضحكت على نفسها..ما تدري ليه ما تقدر تطالع فيه وقت طويل..مع انها كانت بالساعات تجلس تتأمل صورة فيصل..
طرى على بالها فيصل..تذكرته يوم ملكته و تنهدت..تحس إنه بعيد عنها..لكن بنفس الوقت..شي فيه مرتبط فيها..ما تمر ذكراه عندها بسلام..فيه بقلبها شي..ما تدري كره..أو عتب..أو حنين..لكن اللي غالب عليها رغبه بالإنتقام..خاصه بعد ما شافت كيف تأثر يوم شافها بملكته..اعجبتها فكرة إنه يرجع يفكر فيها..يرجع يحبها..و يندم على تركه لها..و الأهم يكره سهى..
في سيارة فارس/
دق جواله و شاف رقم خاله ناصر..رد عليه و صاروا يسولفون عن الشغل..
ناصر: فارس كنت باسألك
فارس: عن ايش؟
ناصر: عن مازن
فارس عصب: وش فيه هذا بعد؟
ناصر: وش اللي تسويه فيه؟
فارس: .....
ناصر: فارس حرام عليك تقطع رزقه
فارس: وهو مو حرام عليه اللي سواه!
ناصر: خلاص اللي صار صار..و جوري ما وقفت عليه..جوري ألف واحد يتمناها
فارس: بس..
ناصر يقاطعه: فارس الله يهديك أنا كنت أقدر اخليه يدفع ثمن اللي سواه بس تركته يروح في حاله عشان أهله..يعني وش ناوي عليه؟ تخليه يفلس..هذا وراه يتامى
فارس بعدم اقتناع: اشوف
ناصر بعتب: وش اللي تشوفه يا فارس..أخته ما شتكت لجوري إلا انهم...
فارس يقاطعه: جوري هي اللي قالت لك؟
ناصر: ايه و هي تبيك تتركه في حاله..ما تبيك تضيع عائله بسببها
فارس: ان شاء الله خالي
سكر فارس وهو يفكر بقهر..(ما هان عليك يا جوري؟ للحين تحبينه؟ أو بس رحمتي أهله؟)
في بيت طلال=الساعه الواحده ليلا/
كانت لينا جالسه في الصاله..تأخر طلال و هي خايف عليه..بس مو متجرأه تتصل تسأل وينه..دقت على عمر و عرفت إنه في البيت..بس ما قدرت تسأل عن طلال..(دامه مو مع عمر وينه للحين ما جاء؟)
دارت عيونها على المكان..حست إن البيت فاضي من غيره..تعودت على وجوده..حتى و هم بعاد عن بعض..يجمعهم هالمكان..لكن وش يجمع قلوبهم..هو مبعد عنها..و هي مو متجرأه تقرب منه..تدري إنه لا يمكن يصدها..بس هي ما تبي مجامله منه..تبي تعرف شعوره الحقيقي اتجاهها..
سمعت الباب ينفتح و ركضت له..ارتاحت و هي تشوفه..
لينا بلهفه: طلال وين كنت؟
طلال: ليه؟ فيك شي؟
انصدمت إنه استغرب من سؤالها..ليه ما جاء في باله إنها قلقانه عليه..أو تنتظره..ليه لازم يكون فيها شي عشان تسأل عنه..
لينا: لااا بس...(صرفت)أنت تعشيت؟
طلال: ايه أنا قلت لك بأتعشى برى
لينا تذكرت انه قايل لها انه بيتعشى برا..و أكيد عشان كذا تأخر..بس هي نست..طول هالوقت خايفه عليه بدون سبب..
لينا: أنا رايحه أنام تبي شي؟
طلال: لا تصبحين على خير
تركته و راحت..حتى ما ردت عليه..استغربت من نفسها..و من اهتمامها فيه..
وهو كان يطالعها بإستغراب..راح لغرفته و جلس على سريره..(كانت تنتظرني؟...لا تحلم يا طلال..بس هي تغيرت كثير معي..و كأنها مو لينا اللي اعرفها!)
مع إنه كان متردد كثير..و الخوف يملأ قلبه..إلا إنه قرر يتقدم معها خطوه..لازم يقرب منها..
في بيت خال نجود//
كانت نجود جالسه مثل الأشباح بملامح شارده..و عيون أذبلها الدمع..راحت كل الحياة منها..راح كل شي منها..و لا تدري ليه اللحين عايشه..و لمين..كانت مثل اللي جالسه تنتظر موتها..بعد ما ماتت أمها راحت الروح منها..ما بقى غير خالها تروح له..كلمه جارهم..و جاء لها..
أخذها معه..و لا اعترضت..و باع بيتها..و لا اهتمت..رماها في البيت لحالها..و يطلع و يدخل ما يمر غرفتها يتطمن عليها..و لا يسأل عن حالها..
و هي كل الوقت في هالغرفه..من أيام ما تكلمت..و وجه أمها ما يفارقها..كانت كل شي لها..كانت كل حياتها..كل ناسها..و روحتها ذبحتها..تبي تسمع صوتها..تبي تشوفها قدامها..دائما تتخيل إنها تسمع صوت عصاها يضرب على الأرض..تطلع من الغرفه تركض لكنها ما تشوف أحد..(آآآه يمه..ليه تركتيني؟؟ الله يرحمك..الله يسكنك الجنه)
طلعت سلسال سيف اللي أهداها من فتحة بلوزتها..ضمته بيدها بقوه..غمضت عيونها تتذكر ملامحه..ضحكته..أحلى أيامها معه..كان النسمه الوحيده بحياتها..بين هالرياح اللي تعصف بها..غمضت عيونها و بدت تهذي..(وينك يا سيف؟ للحين تذكرني؟...يا رب تكون متهني..سامحني على اللي سويته فيك..سامحني على جرحك..سامحني على حبك اللي ما كنت استاهله....عارفه إني بأموت ما شفتك..بس ياليت تكون مسامحني..و تذكرني بخير..ياليت كانت عندي فرصه أطلب منك السماح بس عارفه إني بأرحل عن هالدنيا ما سمعت صوتك)
سمعت صوت خالها..توه يرجع من سهرته..و أكيد سكران..جمعت اللي فيها من حيل..لأنها ما كانت تأكل و لا تنام زين..و قامت قفلت على نفسها الباب..
*من بكره*
في بيت أم العنود/
كان ناصر جالس مع أم العنود..
ناصر: وش أخبارها اللحين؟
أم العنود: الحمدلله..مع انه من يوم اللي صار و أنا احس إنها ذابله
ناصر: أنا فكرت نخيم هالخميس و الجمعه دام الجو حلو و عشان تغير جو..حتى البنات يغيرون جو بعد الامتحانات
ياسمين داخله: يا سلاااام والله عليك أفكار يا خالي
ناصر يبتسم: يعني موافقين؟
ياسمين: أكيد..ليتها كانت عطله كان جلسنا أسبوع
أم العنود: لا تصيرين طماعه..المهم الواحد يغير جو
ياسمين: بأروح أقول لجوري
راحت ياسمين و دخلت عندها في الغرفه..
ياسمين: عندي لك خبر حلو
جوري: خير إن شاء الله
ياسمين: خالي اقترح نخيم هالخميس و الجمعه في البر
جوري بحماس: والله! ما عمري نمت في البر
ياسمين: أهم شي ما تصيرين خوافه مثل أسيل
جوري: ليه أسيل تخاف؟
ياسمين: بتشوفين بعينك