طلعوا البنات يركضون..و رغد يوم سمعت المطر لحقتهم..مستحيل بتكمل الحلم بعد ما صحت و تكلمت..وقفوا البنات تحت المطر و هم فرحانين..كان مطر خفيف و هادي..كانوا يلعبون و يضحكون..لكن أسيل هاديه..ما تدري ليه..كل شوي تلتفت على خيمة الرجال..تتذكره..معقول فقدته..أو هي أصلا ملت و تبي ترجع البيت..
عند الرجال-كانوا واقفين برى بعد يتفرجون على المطر..لكن المطر بدأ يقوى بالحيل..و صارت معه هواء قويه..دخلوا للخيمه..
كان ناصر آخر من دخل..و شاف أحد من البنات برى الخيمه..عصب عليهم..دخل و دق على ياسمين..
ياسمين: هلا خالي
ناصر: مين اللي واقفه برى خليها تدخل مو شايفين المطر كيف قوي؟
ياسمين: هاذي مساهير يا عمي..و ما رضت تدخل..تقول مو كل يوم نشوف مطر
ناصر عصب: وش الي ما رضت قولوا لها تدخل مو زين كذا تمرض البنت!
ياسمين تتنهد: اقولها خالي بس ما ظن تسمع مني..ما رضت تسمع من أمها
سكر ناصر..و راح عند باب الخيمه..و شافها للحين واقفه برى..و تتمشى..
ناصر: عمر تعال
راح له عمر: نعم خالي
ناصر: زوجتك مو راضيه تدخل..مو زين يا ولدي كذا بتتعب
طل عمر من الباب..شافها و عصب..فكر يدق عليها بس متأكد انها ماراح تدخل..طلع و ركب سيارته..و راح لها..وقف قريب منها و صرخ..
عمر: مساهير ادخلي الخيمه
مساهير: مابي معجبني الجو
عمر: مساهير بتمرضين
مساهير: مو لهالدرجه
عمر عصب و صرخ: مساهير ادخلي أقولك
مساهير: لاااا
عمر: لو ما دخلتي اللحين نزلت و دخلتك السياره غصب
عرفت انه يسويها..طالعته بقهر و دخلت..وهو جلس في سيارته بعد ما سكر الزجاج..يتذكر شكلها تحت المطر..شعرها كله مبتل..و وجهها غرقان مويه..ابتسم..(يا حبي لهالخبله)
هدأ المطر بعد ساعات..و صاروا يجهزون غداهم..و البنات طلعوا يتمشون..
كانت أسيل و رغد يمشون..و شافوا فيصل قريب لهم..
أسيل بضيق: خلينا نرجع
كانوا بيرجعون..لكن وصل لهم صوته..
فيصل: رغد
أول ما شافها عرفها من جاكيتها اللي كانت لابسته فوق عبايتها..لكنه ما عرف اللي معها مين..
أسيل: روحي له أنا بأرجع
وصلت عنده رغد..
رغد: نعم
فيصل: مين اللي معك؟
رغد بإستغراب: ليه تسأل؟
فيصل: لا و لا شي...كنت بأسألك بترجعين معي أو مع أبوي؟
رغد: بأرجع معك
فيصل: زين
راحت رغد..و فيصل عيونه تعدتها للبنت اللي كانت معها..حس إنها أسيل..عشان كذا رغد ما قالت له هي مين..خاصه وهو يشوف الشال اللي عليها..لونه موف..وهو يعرف إنها تحب هاللون..تذكر كلام مرام..(معقول للحين تحبني؟ أو حتى مهتمه؟....و نادر وش شعورها اتجاهه؟)
بعد الغداء-جلسوا البنات يشربون شاي و يسولفون..
حلا: خساره بعد شوي بنمشي ما حسيت إننا حللنا الجلسه
رغد: صح والله..يمكن لو جلسنا يتحقق الحلم
ياسمين: كلن على همه سرى!
أسيل بملل: أنا مليت و أبي ارجع
جوري: أنتي ماله من أول ما وصلنا
أسيل تفكر..(صح أنا من أول ماله..مو عشانه راح)
عند خيمة الرجال-طلع فيصل و شاف إياد جالس مع أبوفارس..ولاف على رقبته نفس الشال اللي من دقايق كان عليها..جلس قريب منهم..و سرح بأفكاره فيها..انتبه لهم يقومون يتمشون..لكن لفت انتباهه شالها اللي تركه إياد..
و بتردد مد يده و أخذه..حس بنبضاته تزيد و ريحة عطرها توصل له..(آه يا أسيل ليت الزمن يرجع..ليه ما فكرت أخطبك؟ و أكون أقرب منك؟ ليه مو أنا مكانه اللحين؟)
قام يمشي لسيارته..و دخل جلس فيها..انتبه إنه للحين ماسك شالها..صار يتأمله و يتذكرها..
عند الحريم-دق جوال أسماء و ابتسمت و هي تشوف رقم تركي..
أسماء: هلا بمطول الغيبه
تركي: هلابك قلبي
أسماء: وش أخبارك؟ ليه صوتك تعبان؟
تركي: لا بس توي صاحي من النوم
أسماء: نوم العوافي
تركي: يعافيك ربي..ما اشتقتي لي؟
أسماء بدلع: يعني
تركي: يعني أهون ما أرجع بعد يومين
أسماء بفرح: والله بترجع بعد يومين؟؟
تركي يضحك: مو توك تقولين ما اشتقتي لي
أسماء برجاء: تركي تعااال
تركي بحب: و لا يهمك كلها يومين و أكون عندك إن شاء الله
و بعدها بساعات لموا أغراضهم و رجعوا..
*يوم السبت*
في المطار/
كان فارس ينتظر رحلته..مع إنه بيرجع بكره..إلا إنه من اللحين متحمس متى يرجع..و يحس اليوم بيطول..كان يبي يخطبها..فكر بهالشي من يوم تركها مازن..لكن وهو يشوفها في البر تأكد من قراره..
يدري إنها ما تتوقع هالشي..كل أهله ما يتوقعون هالشي..و لا هو نفسه فكر انه يرجع لها بعد ما رفضته..لكنه ما يبي يكابر..مستحيل يخسرها مره ثانيه..يخاف عليها..و يحس إنه الوحيد اللي قادر يحميها..و يبي يملك طيبة قلبها..و تصير له لحاله..
في بيت أم فارس= العصر/
كانت أسيل وأسماء في الصاله..و أمهم رايحه عند وحده تعرفها
أسيل: وين أيوده
أسماء: نام
أسيل: بأروح اصحيه
أسماء: لا حرام عليك خليه يرتاح من يوم خيمنا وهو ما ينام زين
أسيل: أبي اشبع منه قبل ترجعون الشرقيه..و الله بأفقدكم ما وده تركي يجلس هناك شهر ثاني
أسماء تقرصها: فال الله و لا فالك
وسمعوا جرس الباب..
أسماء: ليه ماتروحين تفتحين الباب؟
أسيل: أكيد وحده من الخدامات راحت
أسماء: هاذي أكيد وحده من جاراتنا مايصير خدامه تستقبلها يله قومي
أسيل: يووه يمكن يطلع رجل يبي اخواني
أسماء: ماحد جاي لإخوانك قبل يدق عليه يله قومي
أسيل: زين
وقبل تطلع من الصاله..تفاجأت بوحده تدخل عليهم..وحده ماتعرفها..ومن شكلها توقعت إنها أكيد غلطانه..أو جايه تشحد..بس البنت كانت حالتها أسوأ من كذا..وجهها شاحب مثل الأموات..و عيونها حمراء مليانه حزن وخوف و ألم..كان باين عليها التعب..وكأنها تمشي و مو حاسه بنفسها..خافت أسيل من حالة البنت..والتفتت لأسماء..اللي كانت واقفه وراها بملامح مذهوله..أسيل مشت للبنت اللي كانت قد قربت منهم..
البنت وهي تطيح على الأرض: سيف...الحقني ياسيف
سندتها أسيل وهي تطالع أسماء بصدمه و إستغراب..
أسماء: مين هاذي؟! تعرفينها؟؟
أسيل تطالع البنت اللي أغمى عليها بين يدينها: لا
أسماء: قالت سيف صح؟
أسيل: إيه
أسماء: من وين تعرفه؟!
أسيل بإرتباك: مادري! وش نسوي فيها؟
أسماء: انتظري بأنادي الخدامه تشيلها معك نحطها في غرفه بدال طيحتها على الأرض وبعدين نصحيها ونعرف هي مين؟
راحت أسماء..وأسيل تطالع البنت و مستغربه من حالتها.. وكيف وصلت هنا..و هي تعبانه هالكثر..ومستغربه أكثر من وين تعرف سيف.. وش تبي فيه..
رجعت أسماء ومعها الخدامه..وشالوا البنت وحطوها على الكنب في واحد من المجالس..شالوا طرحتها عشان يحاولون يصحونها..لكنها ما صحت..
أسماء التفت لأسيل بقلق: ما صحت مادري وش فيها!
أسيل تطالع البنت: حلوه صح؟ بس ملابسها تدل إن حالتها منعدمه
أسماء عصبت: والله إنك رايقه! شكلنا غلطنا يوم دخلناها أخاف يصير فيها شي و نتورط شوفي مو راضيه تصحى!!
أسيل: يعني وش كنتي تبين نسوي؟ نرميها بالشارع بعد ما طاحت عندنا! أنا بأروح اتصل على سيف أكيد يعرف أهلها لأنها كانت جايه تدوره
أسماء: صح..بس لا تقولين له شي لين يجي
أسيل: زين
دقت أسيل على سيف..
سيف: مرحبا
أسيل بقلق: أهلين سيف وينك؟
سيف: في الطريق رايح لعمر
أسيل: لاتروح تعال بسرعه للبيت
سيف بخوف: ليه فيكم شي؟
أسيل: لا تخاف ما فينا شي بس أبيك ضروري
سيف: أسيل قولي وش فيه؟
أسيل: إذا جيت تعرف بس بسرعه
سكرت أسيل وسيف مو مرتاح..(أكيد فيهم شي وما تبي تقول لي وأنا في السياره الله يستر)
فكر في أمه و أسماء..خاف أحد منهم يكون تعبان..عشان كذا زاد من سرعته بتهور..