عرض مشاركة واحدة
  #66  
قديم 08-22-2010, 03:09 PM
 
@،،النـزف الـســابـع و الـعشــرون،،@

في سيارة سيف/
بسرعه جنونيه وصل للبيت..دخل الصاله وشاف أسماء وأسيل واقفات والتوتر مرسوم على وجيههم..
سيف بخوف: أمي فيها شي؟
أسماء: لا تطمن كلنا بخير
سيف يتنهد براحه: الحمد لله..أجل وش فيكم؟
أسماء تلتفت لأسيل..
سيف: وش فيكم! وش صاير؟
أسيل: فيه وحده جت تسأل عنك
سيف بإستغراب: وحده!!
ما كان مستوعب..لكن فجأه بدت ملامحه تتغير..وكأنه تذكر شي بس رفض يصدقه..مستحيل يصدق..
سيف بصوت مخنوق: مين؟ وش تبي؟
أسيل: البنت كانت تعبانه حيل..دخلت علينا وقالت الحقني ياسيف وبعدها طاحت
سيف انصدم..نجود..معقوله تكون هي..أكيد هي مافيه غيرها..بدأ قلبه يدق بقوه وأنفاسه تتسارع..
سيف بصوت مرتجف: متى جت؟ وين راحت؟
أسيل: يوم طاحت دخلناها المجلس حاولنا نصحيها لكن.....
سيف مانتظرها تكمل كلامها و ركض للمجلس..
أسماء مصدومه: وين راح المجنون؟
أسيل: أكيد عرفها تعالي نلحقه
دخل سيف المجلس..و دقات قلبه تتسارع..لكن تجمدت خطواته عند الباب..و عيونه معلقه في الجسم الهزيل اللي ممدد على الكنب..و بخطوات مرتجفه قرب منها..
في هاللحظه دخلت أسيل وأسماء..
أسماء: سيف!!
لكن سيف ما كان يسمعها..كان واقف قريب من البنت اللي أول ما شاف ملامحها حس إن كل شي في داخله انهار..هاذي هي قدامه أو هو من كثر مايفكر فيها يتخيلها..جلس على ركبه جنبها..يطالع وجهها اللي ياما حلم فيه..وما كان عنده أي أمل إنه بيشوفه مره ثانيه..لكن هالوجه كان شاحب..وراحت الحياه منه..
كان سيف يطالعها وهو يعاصر أحاسيس قويه تتضارب في داخله..و مو قادر يركز على شي..إلا إن حب حياته..و البنت اللي هزت كيانه قدامه..
أما أسماء وأسيل كانوا واقفين قريب..مصدومين من سيف والحاله اللي هو فيها..و مو قادرين يتخيلون وش علاقته بهالبنت..
وأخيرا قدر سيف يسيطر على نفسه..ومد يد مرتجفه يلمس شعرها..و وجهها..و عيونه معلقه بوجهها..
سيف بهمس: وش صار فيك يا نجود؟ ليه حالك كذا!

نجود حست بصوت سيف..و حست برجفه في كل جسمها و هي تسمعه..بس التعب ماكان مخليها تقدر حتى تفتح عيونها..لكنها حست بالراحه و الأمان..و نزلت دموعها على خدها..
انصدم سيف لأنه عرف إنها سمعته..مسك وجهها الذبلان بين يدينه..ومسح دموعها بإبهامه..وهو يطالعها بتمعن..اشتاق لكل لمحه فيها..يبي يصدق إنه يشوفها..إنها بين يديه اللحين..
سيف بندم: نجود سامحيني كنت أناني ومافكرت إلا في نفسي وبإحساسي! نسيت إنك صغيره ومو بيدك كل اللي تسوينه..كيف زعلت منك؟ كيف قدرت اتركك؟ كيف تخليت عنك بهالسهوله؟
نجود بصوت حسه جاي من بعيد: سيــف
أول ماسمع صوتها التعبان..وسمع البحه اللي تعذبه..ذاب قلبه..وراح منه أي صبر..أو عقل..وتفجر داخله كل الشوق اللي كتمه من يوم تركها..وحتى منع نفسه يعترف فيه..رفعها بين يدينه وضمها لقلبه..غمض عيونه..يبي ينسى كل شي..يبي يحس بس فيها..يبيها تحس في دقات قلبه القويه..دفن وجهه في شعرها..واطلق سراح دموع حبسهن شهور..
كانت مثل الورده الذبلانه بين يديه..ولا كأن فيها روح..تخيل إنه يفقدها..وهالتفكير خلى الرعشه تسري في كل جسمه..ضمها بقوه أكبر..يبيها تحس إنها بين يديه..تحس بأمانه اللي كانت تحتمي فيه..
أسماء فاقت من صدمتها.. وهمست لأسيل: أسيل..أسيل
لكن أسيل ماحست فيها..كانت عيونها متعلقه في سيف..مذهوله من الحاله اللي هو فيها..وماهي قادره تصدق..حست إن هالبنت حبيبته..ومو أي حبيبه..أكيد تعني لسيف شي كبير..اللي قلبت حاله كذا..وخلته ينسى نفسه..وكل اللي حوله..بس من وين يعرفها..وكيف حبها..ومن متى..
هزتها أسماء: أسيل
التفتت عليها بعيون مليانه دموع بدون لاتقدر تنطق بكلمه..تركتها و تقدمت أسماء من سيف..
أسماء: سيف مين هاذي؟؟
حس سيف بنفسه..لكنه ما اهتم بسؤال أسماء..بعد نجود عنه..و عدل غطاها و شالها بين يديه و قام..
أسماء: سيف مين هاذي؟!!
سيف يروح: بعدين يا أسماء لازم أوديها المستشفى
و تركهم في حيرتهم و راح..كانوا يمشون وراه لين طلع من البيت و بعد ما طلع..التفتت أسماء لأسيل..
أسماء: مين هاذي؟
أسيل: أكيد يحبها باين من كلامه و خوفه عليها
أسماء للحين ماستوعبت: كيف يحبها؟ من وين يعرفها؟ و كيف يحضنها كذا عادي؟!
أسيل توها تستوعب: صح مين هاذي؟ كيف يعرفها سيف؟ و ليه مهتم فيها لهالدرجه.....بعدين كان يقول ما كان المفروض اتركك..وش كان يقصد؟
أسماء تتنهد: مادري مو قادره أفكر....بأدق عليه
دقت و دقت لكنه ما رد...
أسيل تشهق: أسماء معقول تكون قريبه لنا ما أحد يعرف عنها شي غير سيف؟....يمكن تكون اختنا
أسماء: أنتي وش جالسه تخرفين!!
أسيل بحيره: أجل مين هاذي؟
ما جاء في بالهم أبدا إنها تكون زوجته..حتى بعد اللي شافوه..ما تخيلوا سيف ممكن يسوي هالشي..

في سيارة نادر/
كان راجع من الشركه..و جت في باله أسيل..أصلا من يوم رجعوا من طلعتهم و هي ما تغيب عن باله..ما عمره كرهها..بس قبل ما كان يهتم فيها..و لا تجي في باله..لكن كل ما يشوفها أكثر يتذكرها أكثر..كل ما يقرب منها و يكلمها..تصير تهمه..و يشتاق لها أكثر..(للحين تحبينه يا أسيل؟ و أنا وش أعني لك؟ بقى شي في قلبك لي ما أخذه فيصل؟....لو بس اتأكد إنك نسيتيه)
فكر يمر يشوفها..لكنه غير رأيه..و فكر يدق يكلمها..بس ما لقى شي يقوله..(حتى لو حبيتيني يا أسيل..وش فيه بقلبي أقدر أعطيه لك..كلنا ما نملك إلا بقايا شعور)

في المستشفى/
كان سيف يروح و يجي في الممر..ينتظر الدكتور يطلع..مو قادر يصدق إنها رجعت لحياته من جديد..و ما عرف وش الإحساس اللي مسيطر عليه اللحين..أول ما شافها بهالحال خاف عليها و كل همه يتطمن عليها..خطر في باله شي..مع إنه ما كان يفكر فيه..إلا إنه اكتشف إنها للحين ما طلعت من العده..بعد بكره تطلع..يعني يقدر يرجعها..هو فعلا رجعها..هالشي خطر في باله أول ما شافها..و كأنه كان يحسب الأيام بدون لا يحس..
طلع له الدكتور..
سيف بلهفه: خير يا دكتور طمني؟
الدكتور: حطرتك تأربلها إيه؟
سيف بثقه: أنا زوجها
الدكتور: المريضه تعبانه أوي قسمها ما فهيوش أي طاقه هي ما بتاكولش ليه؟
سيف: مادري يا دكتور هي كانت عند أهلها
الدكتور: هما دول أهل! المريضه أعصابها و نفسيتها عدم..كويس لحأناها ما قالهاش إنهيار
سيف خاف عليها: زين دكتور وش لازم نسوي؟
الدكتور: لازم تفطل بالمستشفى لحد ما تتحسن حالتها الصحيه عالأقل و لازم تخلوها هاديه و تبعدوا عنها أي شي ممكن يدايأها..البنت كانت حاتروح فيها
سيف: دكتور ممكن اشوفها؟
الدكتور: ممكن بس هي تحت تأثير المخدر..ما تحاولش تكلمها سيبها ترتاح
دخل سيف غرفتها..و شافها شاحبه و تعبانه..وجهها كان بلون الفراش الأبيض اللي نايمه عليه..قرب منها و مسك يدها..(وش صار فيك يا نجود؟)
لازم يعرف وش فيها..وش خلاها بهالحال..و أمها مين عندها..فكر يروح للحاره و يسأل..بس ما يقدر يتركها لحالها..مع إنها ماراح تصحى اللحين..دق على أسيل..
أسيل: هلا سيف
سيف: أسيل معليش تجين مرافقه عند نجود؟ لازم أروح لمكان و مابي اتركها لحالها
أسيل بتردد: عادي بس....
سيف: تعالي مع السواق لمستشفى.....
سكرت أسيل و هي مستغربه من اللي يسويه سيف..يتصرف عادي و كأن هالنجود من زمان عندهم..و وجودها شي طبيعي..
أسماء: وش يبي سيف؟
أسيل: يبيني اجلس معها مرافقه
أسماء بقهر: و مين هي؟؟ بيذبحني هالسيف! و أنتي وين رايحه؟
أسيل: طلب مني هالشي شكله مايبي يتركها لحالها..تبيني أقوله لا؟!
أسماء: زين أنا وش اسوي؟
أسيل: بأيش؟
أسماء: إذا جت أمي و سألت عنك
أسيل: أنا إذا شفت سيف أقوله يدق عليك و نشوف وش بيقول؟

في بيت أم راشد/
كانت مساهير في غرفتها..و سمعت جوالها يدق..شافت رقم عمر و استغربت..(الله يستر وش تبي يا عمر؟)
ردت عليه..
مساهير: مرحبا
عمر: مساء الخير
مساهير: مساء النور
عمر: وش أخبارك؟
مساهير: تمام
عمر بدون مقدمات: زواجنا بعد أربع شهور
مساهير تشهق: مين قال؟
عمر: ما تدرين إن خالتي عندنا و اتفقت مع أمي؟
مساهير: ....
عمر: ليش سكتي؟ وش رأيك؟
مساهير: عادي
عمر: وش اللي عادي؟
مساهير: ....
عمر: يعني تبيني؟
مساهير تفاجأت: توك تسأل؟ بدري!
عمر عصب: سألت و أبي جواب
مساهير انقهرت: والله وقوع البلاء و لا إنتظاره
انتظرت وش يقول لكنه سكر في وجهها..عضت على شفايفها..و حطت يدها على قلبها اللي زادت دقاته..(وش طرأ عليه يسأل هالسؤال!! مادري وش فيه صايره تصرفاته غريبه)
ضحكت على نفسها..(يعني اللحين عشانه ما يعصب علي و لا يهزأني صرت أشوفه غريب!)
ما تدري ليه ما تقدر تشوف عمر إلا كذا..ما تعرف تعامله إلا و كأن بينهم حرب..و تسعى هي تنتصر فيها..
تذكرت طفولتهم..كانت بنفس الحال..صح كانوا دائما مع بعض..بس دائما في جدال..و اليوم اللي بدأ يعاملها فيه برقه..و عرفت إنه يحبها..هربت منه و تغطت عنه..(معقول اللحين ناوي يرجع يعاملني كذا؟ ولو عاملني بحب هالمره وين بأهرب منه!)
استغربت من اللي تفكر فيه..و اللي خلاها ترد عليه بهالرد اللي زعله..(خايفه يحبني! ولو حبني؟؟)
ما تدري ليه صار قلبها يدق بقوه..و فكرت لأول مره..إذا تزوجته..و صارت في بيت واحد معه..مع عمر..كيف بيكون معها..عصبي..هادي..حنون..قاسي..
جاها شعور غبي..تحس إنها ما ينفع تعيش مع عمر إلا كذا..من بعيد لبعيد..و إنهم دائما مختلفين مع بعض..(معقول أكون ادمنت على هوشاتي معك يا عمر!)

في المستشفى/
وصلت أسيل و شافت سيف واقف و سرحان..لدرجة إنه ما حس فيها و هي واقفه جنبه..
أسيل: سيف
سيف يلتفت: أسيل زين جيتي..تعالي هاذي الغرفه
كان بيمشي لكن أسيل وقفته..
أسيل: سيف مو المفروض تقول لي مين هاذي؟
سيف يصد بعيونه: ........
أسيل: تقرب لنا؟
سيف: هاذي زوجتي
أسيل تشهق: زوجتك!!!
سيف يلتفت لها: أسيل السالفه طويله..أنتي خليك عندها و أنا بعدين اشرح لك
أسيل للحين مصدومه: زين و أسماء وش تقول لأمي إذا سألت عني؟
سيف يتنهد: قولي لها تقول إنك معي لين اروح لهم
دخلها سيف لغرفة نجود..و هي وقفت تطالعها بتركيز..بعد ما عرفت وش علاقتها بسيف..مع إنها للحين مصدومه باللي سمعته..و لا عرفت كيف تزوجها؟ و من متى؟ و ليه خبأ عنهم؟..أما سيف فكان يطالع نظرات أسيل المصدومه..و يتخيل كيف بتكون ردة فعل أمه..أكيد بتعرف..لأنه هالمره ماراح يتخلى عن نجود مهما يصير..

في بيت أم راكان/
كانت مرام جالسه في غرفتها تفكر..(معقول فيصل ما اهتم باللي قلته له؟ لا أنا متأكده إنه رجع يفكر بأسيل...لو سهى ما سمعتنا ذاك اليوم كان قدرت أعرف اللحين علاقتها بفيصل كيف شكلها..أووف من حظ هالأسيل من كنا صغار و هي تأخذ كل اللي أبيه..لكن نادر لو تموت ما خليته لها و إن ما تحرك فيصل أحركه أنا غصب)

في سيارة سيف/
طلع من المستشفى بعد ما وصى أسيل عليها..و قال لها أول ما تشوفها صحت تدق عليه..
وصل للحاره..و لبيتها..نزل و دق الجرس..فتح له ولد صغير..
سيف: أم نجود فيه؟
الولد: غلطان ما فيه أحد بهالإسم
سيف استغرب: أنت مين؟
الولد: أنت تبي اللي كانوا في البيت قبلنا؟
سيف: أنتم شارين البيت؟
الولد: إيه أبوي شراه من أسبوعين
سيف: زين مشكور
دخل الولد..و سيف للحين واقف..(وين كنتي جالسه يا نجود؟)
تذكر جارهم اللي شهد على زواجهم..و راح له..دق الجرس..و بعد لحظات شافه..سلم عليه لكن شكله ما عرفه..
سيف: ما عرفتني يا أبو سعد؟ أنا سيف
أبوسعد يتذكر: ايه هلا يا ولدي..أنا كنت مشبه عليك
سيف: كنت بأسألك عن أم نجود و بنتها قالوا لي انهم باعو البيت؟
أبو سعد: ايه يا ولدي خالها باعه بعد ما توفت أم نجود و اخذها تعيش معه
سيف انصدم: أم نجود ماتت؟!!
أبوسعد: ايه من أسبوعين تقريبا الله يرحمها
سيف بحزن: الله يرحمها...ما تدري وين بيت خالها؟
أبوسعد: لا والله يا ولدي ما أعرف
سيف بضيق: ما عليك أمر يا أبوسعد لو تخلي أهلك يسألون جارتكم بشاير هي قريبه من نجود و أكيد تعرف وين البيت؟
أبو سعد: بشاير و أمها من شهر سافروا لجده
سيف ما استوعب: زين كيف اعرف وين بيت خالها؟ مين تتوقع من الجيران يعرف؟
أبوسعد: ما ظنيت أحد يعرف..الكل قطع علاقته فيهم من بعد ما طلع أبوها من السجن و مات في التهريب
سيف انصدم: طلع من السجن! تهريب! وش القصه يا أبوسعد؟
قال له أبوسعد كل شي..وهو كان يسمع و مو مصدق..كان يبي يعرف وين بيت خالها..يبي يعرف وش صار فيها..و ليه خلاها بهالحال..لكنه ما قدر يعرف وينه..
رجع لسيارته و راح..(كل هذا مريتي فيه يا نجود لحالك!! المخدرات ما كانت لك..كانت لأبوك..ليه خليتيني اظلمك؟ ليه خليتينا نفترق؟ ليه ما قلتي لي انه طلع؟)
حس بالقهر..و الحزن..عرف انها سوت كل هذا عشان تبعده عنها..اللحين عرف سبب الراحه اللي ارتسمت على وجهها يوم طلقها..(كنتي خايفه علي! و أنا اللي تخليت عنك بهالسهوله..تركتك..و الكل تركك تواجهين كل هذا لحالك!! كيف تحملتي؟ ليه ما كلمتيني؟ ليه تعانين لحالك؟....وش شفتي في بيت خالك يخليك بهالحال؟)

في بيت ماجد/
رجعوا من السفر..وهو حس إنه أحسن من قبل..فكر كثير هناك..لين قدر يقنع نفسه إنها خلاص راحت منه..و لازم ينساها..(دخلتي و غيرتي حياتي يا ياسمين..لكنك طلعتي منها للأبد)
قرر يلبس و يروح لشركته..صار اللحين يهتم فيها..و تشغل كل وقته..
حتى سيف مع إنه لقى فيه الصديق اللي يحتاجه..إلا إنه بيحاول يقطع علاقته فيه..عشان ما يذكره فيها..

في بيت أم فارس/

رجع سيف للبيت و شاف أمه و أسماء..اللي كانت نظراتها كلها إستفسار..
أم فارس: سيف وش فيك؟ ليه شكلك مهموم؟
كان باين على ملامحه المصيبه اللي هو فيها..لدرجة من خوفها عليه نست تسأل عن أسيل..
سيف يجلس: يمه لازم اكلمكم بموضوع مهم
أم فارس بقلق: شكلك ما يطمن يا سيف وش هالموضوع؟
سيف احتار..ما يدري كيف يبدأ الموضوع..متأكد إن ردة فعلهم بتكون قويه..و عاذرهم..بس ما كان بيده حل ثاني..أما أسماء فكانت جالسه بصمت..تنتظر سيف يكشف عن هوية البنت اللي شافتها..لأن أسيل ما جتها الجرأه تقول لها اللي عرفته..
أم فارس: سيف تكلم؟
سيف بصوت يملاه الأسف: يمه سامحيني...
أم فارس بنفاذ صبر: سيف تكلم..وش فيك؟
سيف: أنا متزوج
أم فارس ماستوعبت: إيه أعرف إنك متزوج و.....
لكنها سكتت تطالعه بنظرات إتهام..خلت سيف ينزل عيونه للأرض..
أم فارس: سيف لا تقول إن اللي في بالي صح؟!!
سيف ماقدر يتكلم: ......
أسماء: إيه يمه صح
أم فارس تلتفت لها: كنتي تعرفين؟
أسماء: قبل شوي عرفت
أم فارس عصبت: أنت انجنيت يا سيف؟ تتزوج على ياسمين(تصرخ) ليه؟!
سيف: يمه أنا متزوجها قبل ياسمين
أم فارس بقهر: قبلها! و بالسر! و ليه ما قلت يوم خطبت لك ياسمين؟؟ تكلم
سيف: كنت مطلقها
أم فارس عصبت: أنت اللحين مطلقها و إلا متزوجها؟!
سيف: كنت مطلقها..و اليوم رجعتها
أم فارس وصلت حدها: مو مصدقه اللي أنت جالس تقوله! أنت يا سيف؟ أنت تكذب علينا؟ تتزوج من ورانا؟ ليه؟ و من متى؟ و مين هاللي آخذها و راضيه تعيش معك بالسر؟؟ بتذبحني يا سيف! بتذبحني!
أسماء: يمه هدي نفسك خلينا نفهم
أم فارس بصدمه: وش افهم؟ اللي قاله أخوك مصيبه!
أسماء: سيف أنت ليه تزوجتها؟ و ليه خبيت عننا؟
سيف: أنا...
لكن أم فارس قاطعته: طلقها يا سيف
سيف: ما أقدر يمه
أم فارس تشهق: لا تقول حامل!
سيف: لا
أم فارس بإصرار: أجل طلقها
سيف: يمه ما أقدر..ما بقى لها بهالدنيا أحد غيري
أم فارس بصدمه: يعني؟!
سيف: ......
أم فارس: يعني بتخليها؟ و ياسمين؟ ما فكرت فيها؟؟
سيف بندم: إلا يمه و مو عارف وش أسوي؟؟
أم فارس: من متى متزوجها؟
سيف: تقريبا من بداية السنه
أم فارس بقهر: و ليه بالسر؟
سيف: لأنــ..لأنها على قد حالها..و..
أم فارس: قول الصدق يا سيف..قول كل شي
سيف: أبوها كان في السجن و هي لحالها و ....
أم فارس عصبت: سجن! هذا اللي متزوج بنته؟
أسماء: و أنت كيف عرفتها؟
سيف يكذب: عرفت جارهم هو اللي قال إنها وحيده و....
أم فارس بإستحقار: و زوجها لك..و أنت وافقت من ورا أهلك...خيبت ظني فيك يا سيف
سيف: يمه سامحيني
أم فارس تصد عنه: روح عني يا سيف...روح ماني طايقه اشوفك
طلع عنهم سيف..و الدنيا ضاقت فيه أكثر ما هي ضايقه قبل..و كل ما تطري عليه ياسمين..يحس إنه يختنق..
أما أسماء فجلست تحاول تهدي أمها..
أم فارس: كيف عرفتي إنه متزوج؟
أسماء: العصر جت زوجته هنا..كانت تعبانه حيل و طاحت علينا..ما مداها تقول إلا اسمه..اتصلنا عليه يجي يشوف وش قصتها و أول ما جاء عرفها..شكلهم كانوا مفترقين و توه يشوفها..و أخذها للمستشفى و أسيل معها
أم فارس: حسبي الله و نعم الوكيل عليك يا سيف
أسماء برجاء: يمه لا تدعين عليه
أم فارس بقهر: أنتي تحسبين اللي سواه أخوك سهل؟ تشوفيني هاديه تحسبين إني مو مقهوره عليه؟ أنا غصب ماسكه أعصابي بس عشان نلقى حل لهالمصيبه قبل يعرف أبوك و خالك...تتخيلين لو يعرفون وش يصير؟
أسماء خافت: زين وش الحل؟
أم فارس: دقي على سيف و قولي له لا يقول شي عن هالموضوع لأي أحد..و إذا طلعت خليه يجيبها هنا
أسماء انصدمت: بتجلسينها في بيتنا؟! و أبوي و فارس؟
أم فارس: تجلس في الملاحق الخارجيه..ما بيه يطلع معها و خلاص تصير السالفه واقع ما نقدر نغيره..خليهم عندي لين اقنعه يتركها أو اقنعها هي

في بيت طلال=الساعه الــ١١ليلا/
كان جالس في الصاله..من رجعوا من البر وهو يشوف لينا مكسله و تعبانه بس ما رضت تروح المستشفى..و اليوم تعبت أكثر..طول الطريق و هم راجعين من أهلها اللي كانوا عازمينهم على العشاء و هي ساكته..ظن إنه كسل..لكن يوم شاف وجهها أول ما وصلوا للبيت..حس إنها تعبانه..أصر يوديها المستشفى..لكنها رفضت و قالت إنه مجرد إرهاق و بتآخذ لها شاور و ترتاح..طلعت فوق من ساعه..بس هو ما قدر يرتاح..يبي يتطمن عليها..أخذ جواله بيدق عليها..لكنه سمعه يدق جنبه..التفت و شاف شنطتها..
وقف متردد كثير..لكنه أخيرا قرر و طلع لها..
طلعت لينا من غرفة الملابس..و انصدمت يوم شافته واقف عند الباب..كانت فاكه شعرها اللي للحين مبتل من المويه..و خصله متموجه تغطي نص ملامحها..و لابسه قميص نوم حريري كت و يوصل نص ساقها لونه عنابي..
صار قلبها يدق بقوه..و هي تطالعه بنظرات توتر..و ترقب..
توقعت إنه بيطلع أكيد..لكنه تقدم داخل الغرفه..
وقف قريب منها..و نظراته كانت مليانه مشاعر بس ما قدرت تحدد وش هالمشاعر..
رفع يده لوجهها يبعد الخصل اللي تغطيه..و هي حست إنه بيسمع دقات قلبها اللي فجرت أذانيها..
حط يده على جبينها يشوف حرارتها..لكنها كانت عاديه..
طلال بهمس: كنت بأتطمن عليك..خفت تكونين تعبانه
هزت راسها بلا..و نزلت عيونها للأرض..حسيت بخيبة أمل..كانت تظن إنه جاي مهتم فيها هي..مهتم بالصفحه الجديده اللي قال بيبدون فيها..لكنه كالعاده كل همه بس يتطمن عليها..
طلال: نامي اللحين و ارتاحي أنا رايح و ......
لكنه انصدم و هي تضمه..
لينا بهمس: خلك هنا يا طلال
عرفت إنها تهورت..أو يمكن تأثير التعب..أو الحب اللي اثقل قلبها كتمانه..بس هي كانت متأكده إن طلال بعمره ماراح يآخذ الخطوه الأولى..لكن و هي تحط راسها على صدره و تسمع دقات قلبه القويه..ارتاحت و هي تلقى صدى لتوترها داخله..

في المستشفى/
صحت نجود..و ما استوعبت هي وين..تحس بجسمها مخدر..و الدنيا تدور فيها..
تذكرت اللي صار..أمس حاولوا أصدقاء خالها يفتحون باب غرفتها..كل هذا و هم ما يدرون إن فيها أحد..ظنت إنهم مثل الليله اللي راحت..بيسهرون في البيت و يروحون..لكنها يوم صحت الظهر..و طلعت من غرفتها..شهقت بخوف و هي تشوفهم نايمين في الصاله..رجعت لغرفتها مفزوعه..أخذت عبايتها و طلعت من البيت..ما كانت تعرف متى بيرجع خالها اللي سافر بدون لا يقول لها..راح و مع أصدقائه مفاتيح البيت..و كأنه نسى وجودها..راحت للجيران..لكن ما أحد رضى يخليها عندهم..أطيبهم عطاها فلوس يوم طلبت منه..و جاب لها ليموزين..ما لقت مكان تروح له..كانت خايفه..و تعبانه..و ما كان في خيالها إلا بيت سيف..
غمضت عيونها و نزلت دموعها..و هي تعيد اللي صار لها في خيالها..تذكرت أول ما دخلت بيت سيف..شافت أخته..لكنها ما حست بشي بعدها..لكن قلبها كان يقول إنها شافته..تحس إنها سمعت صوته..أو هي تتخيل..
فتحت عيونها و التفتت تشوف مين معها في الغرفه..و عرفتها..هي نفس البنت اللي طاحت قدامها..صار قلبها يدق بقوه..أول ما جاء في بالها سيف..(شافني؟ وش شعوره؟ وش قال لأهله عني؟)
صحت أسيل و شافتها فاتحه عيونها..
أسيل تقرب منها: حمدالله على السلامه
نجود بتعب: الله يسلمك
طلعت أسيل جوالها من الشنطه بتدق على سيف مثل ما قال لها..و نجود تطالعها و هي ما تدري وش اللي صار..لكنها أول ما سمعت اسمه على لسان أسيل..حست إن قلبها بيوقف..اشتاقت له كثير..و ما تخيلت إنها بترجع تشوفه..
أسيل تسكر: سيف قريب من المستشفى..دقايق و يكون هنا

سكتت نجود و نزلن دموعها..أصلا ما كانت قادره تقول شي..كانت متوتره و خايفه..و عيونها متعلقه في الباب..اللي بأي لحظه بتشوفه يدخل منه..(بأشوفك يا سيف..معقول بعد كل اللي صار ارجع أشوفك)
رفعت يدها بتعب..مسكت تعليقة السلسال اللي لابسته..و اللي حطت معها دبلته..و هي تنتظره بكل شوف..و حب..

في بيت أم سامي/
كانت سهى ماسكه جوالها..متردده..تدق على فيصل أو تنتظره هو يدق..(لا ماراح انتظره يدق..أنا ما جذبته إلا بإهتمامي فيه)
و دقت عليه..
شاف رقمها فيصل و تنهد بملل..من يوم رجع من البر وهو ماله خلق لأي شي..حتى هي..لكنه ما قدر يطنشها..
فيصل: هلا سهى
سهى: أهلين فيصل وش أخبارك؟
فيصل: الحمدلله و أنتي؟
سهى: بخير..وش فيه صوتك؟
فيصل: تعبان شوي
سهى بقلق: وش فيك؟
فيصل: من رجعت من البر و أنا مكسل
سهى..(ما كان لها داعي روحتك)
سهى: ما تشوف شر
فيصل: الشر ما يجيك
صارت تسولف عليه..و تسأل عن أخباره..تبي تحسسه بإهتمامه..تبين له حبها..
هي ما كانت تحلم إنه ينتبه لها..و اللحين صار زوجها..و لازم ما تضيع اللي كسبته..

في المستشفى/
عند باب الغرفه..وقف سيف متردد..أول ما دقت عليه أسيل طار من الفرح..لكنه اللحين حس بتوتر..كل ما بداخله ثاير ما فيه و لا عرق ساكن..وقف لحظات يتنفس بعمق..يحاول يهدي نفسه..لكنه ما قدر يصبر أكثر من كذا..يبي يشوفها..محتاج يشوفها مثل ما هو متأكد إنها تحتاجه..
دخل للغرفه..و اتجهت عيونه على طول لسريرها..حس قلبه يعوره وهو يشوفها بهالحال..أول ما شاف نظراتها الناعسه له..تذكر شوقه لها..
راح لها بسرعه..و هي جلست على سريرها..جلس جنبها و مسك وجهها بين يديه..وهو يطالعها بكل الحب و الشوق اللي حاول يقتله داخله كل هالأيام..و هي تطالعه و مو مصدقه نفسها..بعد كل اللي شافته..كل الحزن..كل الحرمان..و كل الخوف..اللحين هي بين يديه..نزلن دموعها و مسحهن بأصبعه..
سيف بحب: مو مصدق إني أشوفك! سامحيني يا نجود..ما وفيت بوعدي..و تخليت عنك
نجود تصيح: سيف أنااا.....
سيف: أنا عرفت كل شي يا نجود..عرفت كل شي..و ماراح اتركك مره ثانيه أبدا
ضمها سيف بشوق..و هي تعلقت فيه بقوه..و كأنها خايفه يتركها..
أسيل كانت تراقبهم بذهول..لكن أول ما سمعت سيف يقول ماراح يتركها..طرت على بالها ياسمين لأول مره فهاليوم..تخيلت ردة فعلها لو تعرف..حست إن سيف بمشكله كبيره..و مو عارفه كيف بيلقى حل..وهو ممكن يكون فيه حل أصلا..
نجود بهمس: سيف مابي اجلس هنا..طلعني
سيف وهو للحين ضامها: كلمت الدكتور بكره الصبح بتطلعين..لكن اللحين ارتاحي
نجود تتمسك فيه: سيف لا تخليني..أنا عارفه برجعتي سببت لك مشاكل..(تصيح) لكن كلهم تركوني..ما بقى لي أحد..ما بقى لي مكان
سيف يمسح بيده على شعرها: ارتاحي يا عمري و لا تخافين ماراح اتركك..ماراح اتركك
كان ضامها..ما تركها..و هي سندت راسها على كتفه..و غمضت عيونها..نامت و هي تتمتم..
نجود: سيف لا تتركني يا سيف
يوم حس بانتظام أنفاسها..سندها بهدؤ على السرير..غطاها..و تأملها لحظات..بعدين لف لأسيل..اللي كانت جالسه بعيد..بس تطالعه بصدمه..راح و جلس جنبها..مسك يدها..
سيف: مشكوره يا أسيل
أسيل: سيف وش القصه؟ أنا مو قادره افهم؟ أو اتخيل كيف أنت تزوجتها بالسر..و ياسمين!
سيف يتنهد بتعب و يغمض عيونه..و يسند راسه على الجدار..و تكلم بصوت هادي..و كأنه يتذكر اللي صار بينه و بين نفسه..
سيف: من شهور شفتها و أنا اعطي أم بدور الفلوس..جذبني صوتها المبحوح و نظرة عيونها..كل هذا شفته يناقض الأسلوب اللي كلمتني فيه..كلمتني بعصبيه و دفاشه..رحت عنها لكنها ما غابت عن بالي..صرت أمر أحيانا من حارتها..بس عشان اشوف بيتها..مادري ليه تعلقت فيها..و مره شفت بنت صغيره و سألتها عنها..عرفت اسمها..صرت أمر حارتها كل يوم تقريبا بس عشان اشوفها و هي طالعه من المدرسه..كنت اضحك على نفسي و اللي جالس اسويه..احس إني مراهق..كنت كل مره أقول آخر مره..لكن و لا مره كانت الأخيره..شي كان يجبرني اروح و أشوفها..و في يوم وقفتني و سألتني لو كنت أبي اتزوجها..انصدمت..قالت لي مسيار و انها محتاجه ولي أمر لها لأن أبوها في السجن من الديون و خالها يحاول ياخذ البيت اللي هي عايشه فيه..كنت رافض الفكره..لكن قالت لو ما جيت فيه غيري بيوافق..مادري ليه خفت عليها..أو يمكن غرت إن أحد يأخذها غيري.....و وافقت..و تزوجتها..كنت احاول اتقرب منها و هي تبعد عني..تعاملني بجفاء..(ضحك)توقعت إني طمعان في بيتها..و يوم ورى يوم كنت اتعلق فيها أكثر..لين حتى هي حبتني..كنت دائما أخاف من اليوم اللي نتفارق فيه لأني متأكد إن أمي ماراح ترضى فيها.....
أسيل: و ليه تركتها؟؟
سيف سكت لحظه: طلقتها..شفت مره مخدرات في غرفة أمها(سمع شهقتها لكنه كمل) قالت لي انها تبعيهن عصبت و حسيت انها طول هالوقت تخدعني...تذكرين ذاك اليوم اللي تعبت فيه؟
أسيل بصدمه: ايه
سيف: ذاك اليوم طلقتها..لكني عرفت اليوم ان أبوها هو اللي يتاجر فيهن و هي قالت كذا عشان أبعد عنها..و أنا صدقت و بعدت و تركتها لحالها.....اليوم عرفت من جارهم ان أبوها توفى..بعد توفت أمها..و خالها الوحيد و اللي خساره فيه كلمة خال..باع البيت و اخذها عنده..و من حالتها اللحين تقدرين تتخيلين وش الحياة اللي عاشتها عنده
سكت سيف..و أسيل للحين مصدومه من اللي سمعته..حست انها قصه غريبه..و الأغرب إن سيف..اخوها..يكون هو البطل فيها..لكنه عرفت انه يحبها بالحيل..و الدليل حالته اللي كان فيها بعدها..لكن و هي تتذكر أهلها..و ياسمين..خافت و حست إن راسها بينفجر..
سيف: اللي قلته لك ما أحد يعرفه يا أسيل..بس أنا كنت مخنوق و محتاج أحد اكلمه
أسيل: ما قلت لأمي؟
سيف: قلت لها إني أعرف واحد وهو اللي قال اتزوجها..ما قلت لها انه مسيار و لا قلت لها انها هي اللي طلبت و لا يعرفون شي عن أبوها
أسيل: و ردة فعل أمي؟
سيف: تبيني اطلقها..اختلفنا و طلبت مني اروح عن وجهها..لكن أسماء دقت علي بعدين و قالت لي إن أمي تبيني اجيبها البيت لين نعرف وش نسوي..و لا تبيني اقول لأبوي
أسيل ما عرفت وش تقول: .......
سيف يتنهد: ما قلتي وش رايك أنتي يا أسيل؟
أسيل: أنا للحين مو مستوعبه اللي سمعته..أعرف انك تحبها..تحبها كثير و باين عليك هالشي لكن..لكن أول ما أفكر بياسمين...
سيف بتعب و حزن: آآآه يا أسيل هذا اللي ذابحني..كيف اسوي في ياسمين كذا!!
__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!