من بكره*
في المستشفى=الصبح/
أهل فيصل حضروا عشان يشوفونه بعد ما عرفوا انه سوى عمليه..أمه كانت خايفه عليه كثير..و تضايقت من اللي سواه..بس أبونادر هداها و طمنها عليه..و جابها عشان تشوفه..
دخلوا عنده في الغرفه و شافوه توه صاحي..و طلال عنده..سلموا عليه..و بدت أمه تصيح..
فيصل بتعب: يمه تكفين لا تصيحين هذاي قدامك ما فيني الا العافيه
أم طلال: أي عافيه..و أنت وجهك اصفر؟! يعني ما فيه غيرك يتبرع له و ...
طلال يقاطعها: خلاص يمه الله يهديك وش هالكلام؟ الله يقومهم كلهم بالسلامه
أم طلال تنهدت بحزن..و صارت تسأل فيصل وش سوى؟ و كيف يحس؟..
أما رغد..فللحين مو مصدقه اللي سواه فيصل..خاصه انه انقطع عن سيف من زمان..و لا صارت علاقتهم مثل أول..(شكلك رجعت فيصل اللي عرفناه أول..بس خساره بعد فوات الأوان)
رغد: طلال أبي اشوف أسيل
طلال: معليش يا رغد..أسيل بالعنايه و ما يسمحون بكثرة الزيارات لها..اللحين تلقين خالتي أم فارس و عمي و فارس كلهم بيدخلون عندها
رغد بحزن: يعني كيف؟ ما اشوفها!
طلال: الدكتور يقول انها بخير و حالتها مستقره..بس المفروض اللحين ترتاح لحد ما تصحى من نفسها...و اذا طلعوها بغرفه عاديه ان شاء الله تشوفينها
سكتت رغد و هي تحس بضيقه على أسيل..و شافت انعكاس هالضيقه بعيون فيصل..و أول مره يكسر خاطرها..و تتمنى لو اللي صار ما صار..
عند غرفة العنايه المركزه-طلعت أم فارس من عند أسيل و هي تصيح..أما سيف فكانت الزياره له ممنوعه..
ناصر: هدي نفسك يا اختي ان شاء الله ما فيهم الا الخير
أم فارس تصيح: عيالي بيروحون مني!
فارس يضمها: يمه وش هالكلام! ادعيلهم احسن..الله معهم
أبوفارس: تعالي يا أم فارس الله يهديك خلينا نرجع البيت..أنتي من امس ما نمتي
أم فارس: لا أنا ماراح اتحرك لين يصحون
أبوفارس: جلستك هنا ماراح تسوي شي..الا تتعبك زياده
فارس: خلاص يمه روحي و أنا ماراح اتحرك من هنا و بأطمنك عليهم كل لحظه
و بعد طول اقناع رضت أم فارس تروح للبيت..
في بيت تركي=الشرقيه/
صحت أسماء من النوم..و شافت تركي في الغرفه..قبل كم ساعه راح للشركه..و مو عادته يرجع الا العصر..و ملامحه ما طمنتها أبدا..جلست في سريرها وهو جاء و جلس جنبها..
أسماء بقلق: تركي وش فيك؟ شكلك متضايق!
تركي: بنروح الرياض
أسماء: متى؟
تركي: اللحين
أسماء خافت: ليه صاير شي؟
تركي كان خايف يقولها..هي بشهورها الأخيره و الحمل متعبها..و مو ناقصه حزن..
تركي يكذب: واحد من أصدقائي صار له حادث
أسماء تشهق: .....معليش تركي لا تتضايق..ان شاء الله يقوم بالسلامه
تركي من قلب: يا رب
أسماء: شكلك متأثر باللي صار له بالحيل..هو من أصدقائك القريبين..مين؟
تركي ارتبك..ما عرف مين يقول لها و هي تعرف كل أصدقائه..
تركي: لا ما تعرفينه واحد من زمان عنه..بس هو طيب و لا عمره زعل أحد
أسماء: ان شاء الله ما فيه الا الخير
تركي: يله تعالي نرتب الشنط..لا تتعبين نفسك أنت قولي وش تبين و أنا احطه لك
في بيت أم راكان/
كانت ريهام تتابع المسلسل..و مرام جالسه معها..لكن أفكارها في محل ثاني..(ليه فيصل ما سوى شي للحين؟...وش ناوي يسوي..أبي اعرف..بس كيف؟...مو معقول ما تأثر بالمسج اللي جاه؟)
جت لهم أمهم و هي متضايقه..
مرام: يمه وش فيك؟
أم راكان: عيال خالك صار لهم حادث
مرام بخوف: مين؟
أم راكان: سيف و أسيل
مرام ارتاحت: كيف صار لهم؟
ريهام تنتبه: وش فيهم أسيل و سيف؟
أم راكان: كانوا راجعين من الشرقيه..الحادث قوي و سيف حالته أصعب من أسيل
صارت ريهام و أمها يتكلمون عن اللي صار..أما مرام فوقف تفكيرها على اللي سمعته..(ليه رايحين للشرقيه؟..و ليه مو هي اللي حالتها خطيره و ارتاح منها...يعني هذا وقته! اللحين فيصل أكيد ماراح يقول شي)
في بيت أم فارس/
وصلت أسماء..و أول ما دخلت شافت أمها و أبوها في الصاله و استغربت من ملامح الحزن المرسومه على وجيههم..التفتت لتركي لكنه صد عنها..فكت يد إياد اللي كانت ما سكتها..و دخلت تسلم على أمها و أبوها..
أسماء: يمه وش فيكم؟
أبوفارس: ارتاحي يا أسماء و لا تخافين
أسماء تشوف أمها اللي بدت تصيح: يبه وش صاير؟
أبوفارس: سيف و أسيل صار لهم حادث
أسماء حست ان أحد عطاها كف..طول الطريق تطمن تركي و تواسيه عشان صديقه..لأنه مهما حاول يخبي كان باين القلق و الخوف عليه..و اللحين عرفت من كان خايف عليه..نزلن دموعها و حست بدوخه..كانت بتطيح بس أبوها مسكها و جلسها..
أسماء تصيح: وش فيهم؟ قولوا لي لا تخبون علي!
أبوفارس: لا تخافين ان شاء الله ما فيهم الا العافيه
أسماء: يبه الله يخليك قول لي الصدق...أبي اروح اشوفهم
أبو فارس: وين تروحين يبه..توك جايه من سفر ارتاحي ارحمي نفسك
أسماء: اجل قول لي الصدق وش فيهم؟
قالوا لها اللي فيهم..لأن أم فارس ما مسكت نفسها و بدت تشكي لها خوفها عليهم..
أسماء تصيح بصدمه: أمس كان عندي..كان يبي يكلمني...بس ما رضيت..عاتبته و طلع زعلان...
زادت على أمها و صاروا كلهم يصيحون..حتى إياد صار يصيح معهم..و تركي يحاول يهديهم..لأن أبوفارس سكت و كأنه يلوم نفسه مثلهم..
في بيت أبونادر=الساعه العاشره مساء/
دخل نادر البيت توه واصل من الشرقيه..يا دوب سلم على خاله و اعتذر منهم و مشى..كان يبي يشوف أسيل..يحس ان عنده كلام كثير يبي يقوله لها..و اللي قهره انه من الصبح يدق عليها قافله جوالها..حتى رغد ما ردت عليه..
شاف خالته و سلم عليها..لكنه شاف الحزن باين عليها..
نادر: خير يا خالتي وش فيك؟
أم طلال: سيف صار له حادث
نادر بقلق: وش صار فيه؟
أم طلال تتنهد: و الله حالته صعبه و للحين ما فاق
نادر: بأي مستشفى؟
أم طلال: مستشفى الــ......
راح نادر بسرعه..لكن قبل يطلع شي بتفكيره خلاه يوقف..و لف يسألها..
نادر: متى صار له الحادث؟
أم طلال: أمس
نادر بخوف: لحاله؟
أم طلال ما قدرت تتكلم و هزت راسها بلا: ......
نادر عرف ان اللي حس فيه صدق..أكيد أسيل معه..عشان كذا ما كانت ترد..
طلع بسرعه و ركب سيارته..و طار على المستشفى..وهو كل تفكيره فيها..خاف عليها..خاف يفقدها..حس بضيق في صدره..و الدنيا اسودت في عينه..(مو بعد كل هذا تتركيني..مو اللحين..ما أقدر اتخيل اني افقدك...لا مو أنتي بعد تروحين عني)
وصل للمستشفى..و هناك شاف فارس و طلال و عمر..سأل عنها..طمنوه لكنه أصر يدخل يشوفها..دخل و شافها نايمه على السرير الأبيض..يدها مكسوره..و وجهها فيه كدمات زرقاء..حس ان قلبه ذاب عليها..ملامحها شاحبه..و التعب باين عليها..تذكر ملامحها كيف كانت كلها فرحه..و راحه..ما تشبه أبدا ملامحها اللي اللحين قدامه..
قرب من السرير..و مسك يدها الثانيه بين يديه..
نادر برجاء: لا تتركيني يا أسيل..أنا ما اتخيل نفسي بدونك
أسيل بصوت تعبان: و مين اللي كان بيتركني؟
نادر ما صدق انه سمع صوتها..حس براحه تملأ قلبه..رفع راسها و شافها فاتحه عيونها..
نادر يبتسم: أسيل..لا تتعبين نفسك ارتاحي..بأنادي الدكتور يشوفك
أسيل: نادر
نادر: يا روح نادر
أسيل: سيف..وش أخباره؟
نادر يكذب: سيف بخير تطمني
تركها و طلع ينادي الدكتور..اللي جاء و كشف عليها و طمنهم انها بخير..و قال لهم بكره بتطلع من العنايه..بس طلب يتركونها ترتاح..
في بيت أم سامي/
عرفت سهى بالحادث..و عرفت ان فيصل تبرع لسيف..عصبت على أمها يوم قالت لها..و طلعت في غرفتها قفلت عليها..كانت خايفه على فيصل..لكنها مقهوره أكثر من اللي سوه..(ليه يتبرع له؟ ليه يضحي بنفسه عشانه؟...و كل هذا له أو عشان خاطر أسيل...و لا أحد فكر يدق يقول لي! لا رغد و لا هو..و لا كأني زوجته..كل هذا من أسيل..هو تغير بسببها..أنا حاسه بهالشي..ليتها ماتت و ارتحت منها...الى متى اتحمل طاريها في حياتي)
في بيت طلال/
رجع من المستشفى اللي كان فيها من أمس..دخل الصاله و شاف لينا جالسه و يدينها على خدها و سرحانه..
طلال: مساء الخير
لينا فزت لأنها كانت سرحانه..و التفتت تطالعه..
لينا: طلال!
طلال يجلس جنبها: وش أخبارك؟
ما ردت لينا..و هي تتأمل وجهه القريب منها..كان مرهق و تعبان..
كانت طول الوقت تفكر فيه..و في حياتهم..
لينا: شكلك تعبان تبي تنام أو تتعشى أول؟
طلال يتنهد: أكلت مع عمر..أنتي تعشيتي؟
لينا: إيه
طلال نام على رجلينها و تمدد على الكنب..استغربت من تصرفه..لكن طلال كان تعبان و محتاج لقربها..صارت تمسح على شعره بحنان..و عيونها متعلقه فيه..تشوف ملامحه الحزينه و التعبانه..اللي دائما تتحمل فوق طاقتها..وهو كان مغمض عيونه و ماسك يده الثانيه..
لينا: طلال صاير شي؟ سيف و أسيل فيهم شي؟
طلال: تطمني إن شاء الله بيكونون بخير
لينا: إن شاء الله..و فيصل وش أخباره؟
طلال: بخير..يمكن باللي سواه يحس إنه عوض سيف عن شي من اللي غلط عليه فيه
لينا: و يمكن هالشي يخليهم يرجعون مثل أول
طلال بشرود: حتى لو ما رجعوا على الأقل...قدر يسوي شي لصديق عمر...حاول يساعده
سكتت لينا و قلبها يدق بقوه..من ملامح طلال..و الحزن بصوته..حست إنه يتذكر يوسف بهالكلام..و اللي قهرها إنه بعد كل هاللي سواه ليوسف و لها..ما تدري وش الذنب اللي محمله لنفسه..سكتت لحظات..لكنها تكلمت..
لينا بهدؤ: طلال أنت سويت اللي عليك و أكثر كل هالسنين نسيت نفسك و حياتك عشان وصية يوسف و عشان عمر و عشاني حملت نفسك فوق طاقتها و تحملت لوم و كره مالك ذنب فيه.....و مادري متى بتطلب حقوقك مننا و من الدنيا..و مادري وش الذنب اللي محمله لنفسك
نزلن دموعها..مسحتهن بيد مرتجفه و طالعت طلال بترقب تشوف ردة فعله على تهورها..استغربت هدؤه..لكن و هي تشوف ملامحه مسترخيه..عرفت إنه غرقان في النوم و ما سمع شي من اللي قالته..تنهدت بتعت..(أنا ما صدقت اتكلم و آخرها ما تسمع....يمكن كذا أحسن)
في شقة سيف/
كانت نجود جالسه على الأرض..بجنب الشباك..من أمس..اخذت لها غفوه و قامت..و شافت الدنيا ليل..دقت على سيف..و للحين جواله مغلق..و صارت تصيح..(وينك يا سيف؟ ليه ما تطمني عليك؟)