عرض مشاركة واحدة
  #79  
قديم 08-22-2010, 03:14 PM
 
في بيت أبونادر/

دخلت لينا و رغد للبيت..كانت رغد عندها في بيتها و اتصل طلال على لينا..و قال لها انه بيسافر لجده بشغل للشركه..و طلب منها تروح لأهلها..لكنها قالت لرغد تنام عندها..بس رغد أصرت عليها تجي هي معها للبيت خاصه ان فيصل و نادر بعد مسافرين..و لأنها ما جابت لها لبس..و خايفه يجلسون لحالهم..
لينا: أول مره اعرف انك خوافه
رغد: لا مو خوف..بس هنا عندنا أحد يسلينا
لينا: ايه صرفي

جلسوا مع أم طلال و رنا..يتعشون و يسولفون..و بعد العشاء طلعت لينا لغرفة طلال القديمه تنام فيها..لأنها ما حبت تضايق رغد..و لفضولها إنها تشوف غرفة طلال اللي ما عمرها دخلتها..
أول ما دخلت..دارت عيونها على كل الغرفه..صارت تتمشى فيها و تتفحص كل شي..أخيرا جلست على مكتبه..و صارت تقرأ كتبه..و تطالع الأوراق اللي فيها خطه..دق جوالها و كان طلال..
لينا: مرحبا
طلال: هلا لينا وش أخبارك؟
لينا: الحمدلله..وصلت؟
طلال: ايه توي أدخل الغرفه قلت اتطمن عليك..أنتي عند أهلك؟
لينا: لا
طلال: في بيتنا!!
لينا: لا
طلال: لينا! أجل أنتي وين؟
لينا: عند أهلك و اللحين أنا في غرفتك و تحديدا على مكتبك
طلال بإستغراب: ليه رحتي عند أهلي؟
لينا: رغد قالت أجي معها...و جلست في غرفتك...مو خايف افتش؟
طلال يضحك: ما اتوقع إنك ملقوفه(أو تهتمين من الأساس)
لينا: مو لقافه بس من الفراغ..مو خايف ألقى شي ما تبيني اشوفه؟
طلال: لا أنا واثق من نفسي
لينا: يعني ما كنت تلعب بذيلك منا و إلا منا
طلال يضحك بإستغراب: هاذي غيره متأخره!
لينا تفتح الدرج الأخير: آها لقيت شي...ياه وش هالشريط القديم!

طلال انصدم..ما طرى عليه ذاك الدرج أبدا..و كان يذكر إنه يقفله دائما..كيف نساه..
شغلت لينا الشريط في المسجل الصغير اللي لقته بنفس الدرج..
لينا: خلنا نسمع
طلال: ......

ما قدر يتكلم..حس إن لسانه انعقد..كان يتذكر اللي في الدرج..وش اللي ممكن تشوفه..و تعرف كل شي..كان يبي يقولها تسكره..يترجاها إنه تسكره..لكن صوته ما طاوعه..خاصه وهو يسمع الأغنيه اللي مسجلها من سنين على كل الشريط..و جروحه تصحى و تذكره بلحظات الحزن..و الجرح..و العذاب..

قالوا ترى مالك امل في قربها لو يوم
ابعد وجنّب دربهاهذا هو المقسوم
قلت اتركوني واسكتوا خلو العتب واللوم
قدني غرقت في بحرها ولاعاد يفيد العوم
قالوا ترى في حبها ويل وأسى و هموم
قلت ان قتلني حبها حسبي تقول مرحوم
قالوا انسى ذكرها منت بها ملزوم
قلت ابشروا ياعذلين بنسى لذيذ النوم
قالوا بتلقى غيرهاواترك هواها اليوم
قلت العفو ياحسدين ما ابدل قمر بنجوم
قالوا لغيرك حبها قلت الجواب مفهوم
دام انها متهنيه وشلون اصير محروم
بقضي الليالي انتظر صابر على المقسوم
متعلق بطرف الأمل يمكن يجيني نوم


طلال كان ناسي نفسه بعد ما سمع هالكلمات..
أما لينا فكانت مصدومه باللي تشوفه بين يديها..صور كثيره لها بطفولتها..صور لها هي و طلال و عمر..و صور لها هي و طلال بس..كانوا يضحكون من قلب..و كانت آخر ضحكه حقيقيه لهم..بعدها ما عرفوا إلا الجروح..راجعت كلمات الأغنيه و هي تشوف كل شي في هالدرج يخصها..و أسمها اللي مكتوب بكل ورقه..همست بصدمه مو قادره تتخيل اللي عرفته..و صوتها طلع طلال من اللي هو فيه..
لينا بإرتجاف: طلال..أنت..أنت...تحبني...من كل هالسنين!!!
طلال حس ان قلبه وقف: .......

سكت طلال..أو بالأحرى ما لقى صوته..ما تخيل إنها في يوم بتعرف إنه يحبها..و بهالطريقه..ما كان يعرف وش بيقول..بنفس الحال كانت لينا..مصدومه و مذهوله..
لينا بصدمه: طلال!!
طلال كان يبي يتكلم بس ما قدر: .....
لينا تصارخ: تكلم يا طلال..إلى متى ناوي تسكت..إلى متى ناوي تتحمل مني أكثر..كنت تحبني و لا قلت..تركتني ليوسف و ما شكيت..و ظلمتك و حملتك سبب موته و أنت مالك أي ذنب و سكت..كرهتك كل هالسنين و تحملت..و بعد كل هذا تتزوجني و تخليني أكمل ظلمك..الحادث أنا السبب فيه..حزنك أنا السبب فيه..جروحك أنا السبب فيها...(ترفع صوتها و تصيح)كل هذا و تحبني؟ ليه يا طلال؟ ليه؟

صارت تصيح..وهو الدمع نزل من عيونه بألم..انصدم انها تعرف بحقيقة الحادث..و ما يدري من وين..انصدم انها تلوم نفسها على كل اللي هو فيه..أخيرا حست فيه..
طلال بصوت حزين: لينا لا تصيحين الله يخليك لا تصيحين
لينا تصيح:.....
طلال: لينا ردي علي
لينا: ليه كل هذا يا طلال؟ أنا ما أستاهل هالحب
طلال: تستاهلينه يا لينا..أنتي ملكتي قلبي من سنين..ملكتيه لأنك تستاهلينه..لأنك الوحيده اللي دخلتي فيه و ما قدرت اطلعك منه..و لا أبي تطلعين منه..لينا حياتي بدونك مالها طعم أيا كان وجودك فيها
لينا بشرود: ليه ما حاولت تقول لي؟
طلال: كان صعب يا لينا..تعرفين انه كان صعب تسمعين مني أي شي
لينا: صح..صح..أنا الغلطانه أنا اللي ظلمتك
طلال: لينا لا تقولين هالكلام..أنتي كنتي معذوره و أنا ما ألومك
لينا: عارفه انك ما تلومني مهما أسوي..لكن أنا ألوم نفسي على كل اللي سويته فيك..عذبتك يا طلال عذبتك سنين
طلال: و أنتي تعذبتي بعد..مو ذنبك يا لينا
لينا: آه يا طلال مادري وش اسوي في نفسي..أشوف كل اللي سويته عشاني..و أنا..و أنا دائما ظالمتك معي..كنت راميه عليك كل حزني..و قهري..و كرهي..و حتى يوم عرفت إنك مالك أي دخل..ما قدرت اصارحك بهالشي خليتك بعذابك..بس عشان ما تتركني..خفت ارجع مره ثانيه لحالي..لحزني..و وحدتي..و هالمره بدون أحد أرمي عليه الذنب..خفت اخسر حتى كرهي لك..و اعيش عمري كله بدون احساس....ما راح أسامح نفسي على هالشي..
طلال: لينا لا تقولين هالكلام..أنتي مالك ذنب باللي صار..
لينا برجاء: يعني بتسامحني؟
طلال: كل عمري مسامحك
لينا تصيح: و أنا كيف اقدر اسامح نفسي
طلال: هذا قدر يا لينا مالك ذنب فيه..نامي يا لينا..نامي و ارتاحي..لا تفكرين بأي شي..العمر و الحياة قدامنا...بكره اذا جيت بنتكلم
لينا: تعال بدري
طلال: أول ما اخلص شغلي اطلع على طول
لينا: طلال..خل بالك على نفسك
طلال: ان شاء الله..تصبحين على خير
لينا: تصبح على خير

سكروا..و كل واحد يستوعب اللي صار..لكن كل واحد منهم ما قدر ينام..كل واحد يفكر باللي قاله..و اللي سمعه..كل واحد يفكر ببكره..و كيف بيشوف الثاني..



في بيت أم العنود/

كانت أسيل في غرفتها تفكر بكلام نادر اللي للحين ما استوعبته..كلمت رغد لكنها ما قالت لها شي..و كأنها خايفه يصير هالأمر واقع..
طلعت من أفكارها..تعبت و هي تفكر بهالشي و تذكرت اللي طلبه فارس و حماسه للموضوع..ما قدرت تمسك نفسها..راحت تدق على جوري..
جوري: هلا أسوله وش أخبارك؟
أسيل: اهلين جوري..أنا تمام و أنتي؟
جوري: الحمدلله
أسيل: اممم جوري
جوري: نعم
أسيل: عندي شي أبي اقوله لك و اعرف رأيك؟
جوري: وشو؟
أسيل: لو فيه أحد خطبك اللحين توافقين؟
جوري خافت: مين اللي بيخطبني يعني؟
أسيل: أنا اسألك توافقين أو لا؟
جوري: أسيل وش عندك؟
أسيل: أبي اعرف أنتي تفكرين بمازن أو لا؟
جوري: لا ما أفكر فيه...أسيل قولي وش فيه؟
أسيل: بصراحه..فارس بيخطبك

جوري شهقت بصدمه..مع انه طلب منها هالشي من قبل..لكنها تفاجأت..
أسيل: وش فيك؟
جوري: لا بس فاجأتيني
أسيل: زين بتوافقين أو لا؟ و لا تقولين لي أبي فرصه أفكر..مالي دخل أبيك توافقين
جوري تضحك: أنتي تسألين أو تقررين؟
أسيل: جوري قولي انك بتوافقين
جوري: خلاص و لا يهمك موافقه
أسيل بفرح: والله!صدق أو تلعبين علي؟
جوري: مو أنتي تبيني اوفق!
أسيل: يا سلام و هاذي حجتك! يعني أنتي ما تبينه؟
جوري بحياء: ماراح ألقى احسن فارس
أسيل بحماس: الف مبروك حبيبتي...بس اقولك لا توافقين على طول اطلبي مهله تفكرين فيها اسبوعين...عذبيه شوي

ضحكت جوري عليها..ما تدري إنها تتمنى طول عمرها هاللحظه..و لا تتجرأ بعد ما رفضته مرتين..تخليه ينتظر..كان هاين عليها تدق اللحين عليه و تقوله إنها موافقه..



*من بكره*

في بيت أبونادر/

دخلت رغد غرفة طلال..تنادي لينا للفطور..شافتها جالسه على السرير و بين يدينها صورة طلال..أول ما شافتها نزلت الصوره..و رغد ابتسمت لها..
رغد: صباح الخير
لينا: صباح النور
رغد: نمتي زين؟
لينا تتنهد: ما نمت
رغد: ليه؟ فيك شي؟
لينا: لا بس ما جاني نوم
رغد: يمكن لأنك غيرتي مكانك
لينا بشرود: يمكن

حست رغد إن فيها شي متغير..غير عيونها الحمراء..كانت تكلمها و هي مو يمها..كانت بتقول لها تجي تفطر..لكنها شافت نظرة لينا متجمده على الباب..التفتت رغد و شافت طلال واقف..و يطالع لينا بنظره غريبه ما فهمتها..لكنها تأثرت فيها..كانوا يطالعون بعض و لا هم حاسين بوجودها..تقدم طلال للينا..و هي نزلت راسها وصارت تصيح..ضمها طلال..و رغد طلعت لأنها حست إنه صاير بينهم شي..لدرجة إنهم نسوا وجودها معهم..صارت لينا تصيح أكثر..
طلال بحنان: خلاص يا لينا ما أحب اشوف دموعك
لينا تصيح: أنا ما استاهلك يا طلال..ما استاهل الحب هذا كله..من أمس افكر..اتذكر اللي صار..و اللي سويته فيك...كرهت نفسي
طلال يضمها أكثر: لا يا لينا لا تكرهين أكثر شي أحبه بحياتي لا تكرهين حياتي كلها..لينا انسي اللي صار..أنا ما يهمني شي دامك معي..ما يهمني شي دامك متهنيه
لينا تضمه بقوه: طلال أنا..أنا حبيتك..حبيت اهتمامك فيني..حبيت تضحيتك و طيبتك..حبيت نظرتك صوتك..حبيت وجودك بحياتي...بس ماكنت قادره أقول..كنت أحسب إني مجرد وصيه من يوسف..و مابي افرض نفسي عليك

طلال غمض عيونه بألم..و فرح..و لا بأحلامه تخيل انها في يوم بترضى عنه..كيف وهو يسمعها تقول انها تحبه..حس ان صبر السنين و جروحه انتهت..
طلال: هذا كل اللي أبيه من دنيتي يا لينا

بعدها عنه و مسح دموعها..صار يتأمل ملامح وجهها اللي يعشقها..و نظرة عيونها..و الحب اللي فيها..نسى كل جروحه..نسى الآمه..الجرح هو نفسه صار له دواء..
سحبها من يدها و جلسها على سريره و جلس معها..و عيونه مليانه مشاعر مو قادر يتكلم فيها..و هي كانت تطالعه بحب و شوق..حست ان قلبها مليان راحه و حب..لكن و هي تشوف غلاها بعيونه..و تتذكر اللي قاساه منها..رجعت تدمع عيونها..
لينا: أحبك يا طلال..االحب الي احسه لك قلبي مو قادر يشيله
طلال يبتسم: لينا انسي اللي صار..انسي أي ضيق..خلينا نفكر باللي جاي و بس..و نعوض اللي راح من أيامنا
لينا: الله يخليك لي يا طلال



في بيت أم العنود=العصر/

كانت جوري في غرفتها..خلصت لبسها..و وقفت تطالع نفسها بالمرايا..كانت حلوه..بس الأحلى الفرحه اللي مرسومه على ملامحها..حست بيدينها ترتجف..من يوم قالت أم العنود إن أبوفارس و أمه بيجونهم اليوم و هي مو قادره تهدي دقات قلبها الثايره..تنهدت بفرحه..(اليوم يا فارس..اليوم..الكل بيعرف إني بأكون لك)
سمعت أصوات..و ركضت لشباكها تبي تشوفه..وقفت تتأمله من بعيد..تضحك مع ضحكته..و تسكت مع سكونه..لين دخل و اختفى من قدامها..
جلست و سرحت بخيالها..و فزت و الباب ينفتح فجأه..و تدخل ياسمين و أسيل..و أسيل تركض لها و تضمها..
أسيل: مبروك يا قلبي
جوري: الله يبارك فيك
ياسمين: أنا أقول من أمس و البنت مو في الدنيا..أثاري الخبر متسرب و أنا آخر من يعلم..مبروك يا جوري
جوري دمعت عيونها: الله يبارك فيك

نزلت معهم..و هي تحس بفرحه كبيره..ما يوصفها أي كلام..و يعجز عنها أي تعبير..



في بيت نوال/

كانت هي و مرام جالسين..
نوال: و بعدين يعني الدموع ماراح تفيدك بشي؟!
مرام: مقهوره يا نوال كل شي اسويه ما يفيد..ما يضرها شي..حتى الحادث طلعت منه بدون ضرر
نوال: خلاص و لا يهمك أنا اقولك الحل الأخير..اللي غصب يجيب نتيجه معهم..و تترك نادر لو كانت تبيه و بترجع لفيصل حتى لو هي مو طايقته
مرام فرحت: وش هالشي؟
نوال: أنتي مو تقولين قبل تتزوج نادر الكل كان يعرف إنها تحب فيصل وهو يحبها؟
مرام: ايه
نوال: و مو ملكة قريبتها بعد أسبوعين؟
مرام بنفاذ صبر: ايه هاذي اللي اسمها جوري وش عندك
نوال: نخطط زين و بحذر..و تورطينها مع فيصل بفضيحه كل أهلها يدرون عنها..الكل يشوفهم مع بعض..و يظن انهم للحين على علاقه ببعض أو على الأقل رجعوا لبعض..كذا أكيد بيتركها نادر و بيجبرونها ترجع لفيصل
مرام خافت بس فرحت: بس كيف..اللي تقولينه مو سهل؟!
نوال: عارفه إنه مو سهل عشان كذا لازم نفكر فيه برواق..و قدامنا أسبوعين بس..هاذي فرصتك الأخيره يا مرام مستعده تسوينها؟
مرام بعد لحظة تفكير: ايه..لأن اللحين مو مهتمه نادر يكون لي..المهم ما يكون لها


كلــي أمل يعجبــكم النــزف
و أعــذروني على التـقصيـــر
***
نلتقي علــى خيــر في آخـــر نزف
يوم الأربـعـــاء إن شاء اللــه







__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!