الموضوع
:
كتاب الحيونات الكبير
عرض مشاركة واحدة
#
1
08-23-2010, 10:23 AM
ŖανëŇ
كتاب الحيونات الكبير
عرض للكتاب
يعد كتاب الحيوانات الكبير واحد من تلك الأعمال التي يصعب وصفها أو تصنيفها بكل بساطة. قد يرجع ذلك الأمر إلى طبيعة وطريقة صياغة هذا العمل الذي يبدو في الوهلة الأولى ككتاب تم إعداده للأطفال، بينما يخاطب هذا الكتاب العظيم في الواقع - أيضا من خلال مضمونه- الأعمار المختلفة سواء من الكبار أو من الصغار، خصوصا هؤلاء الذين يحبون زيارة حديقة الحيوان ويستمتعون بمشاهدة الحيوانات ومعرفة المزيد عن حياتها.
يتناول الكتاب وجهات النظر العملية المتنوعة عن حياة الحيوانات وأنواعها ويسهب في ذلك حيث يتتبع في الفصل الأخير حياة أحد الأقارب المتميزين للحيوانات على مستوى الجسم - على الأقل من وجهة نظرنا- وهو الإنسان، كما يطرح السؤال عن وجهات الاختلافات الحقيقية بينه وبين أقرب أقاربه من عالم الحيوان وهو إنسان الغابة.
مؤلف هذا الكتاب "فيزينر"الذي يعمل مديرا في حديقة حيوان "هيلابرون" بمدينة ميونخ، يأخذنا معه في سبعة فصول عبر رحلة شيقة في عالم الحيوان، كما يحاول توضيح حقيقة أن حديقة الحيوان لم تعد بالمفهموم البسيط مجرد مكان لعرض الحيوانات حتى يشاهدها أطفال المدن الكبرى، بل أنها تؤثر أيضا في تطور حياة وأنوع الحيوانات بشكل فعال حتى أنه يمكننا تصنيفها كنوع من المحميات الطبيعة. يضرب المؤلف مثالا في هذا المجال ويعرض توحش عزلان المحور في المناطق الطبيعة في المغرب وتونس ومحاولات استئناسهم مرة ثانية، كما تتيح حدائق الحيوان أيضا امكانية بناء نماذج من الحيوانات المنقرضة مثل ثيران الغابات التي لا يمكن اعادة استنساخها بغاية عرضها في الحدائق أو تقديم صورا جديدة لأشكالها في العصور القديمة.
في الفصول الثالث التالية يتم تناول عالم الحيوان على ثلاث مستويات رائعة كلها توقظ نوعا من متعة القراءة والمشاهدة عندد صغار القراء، حيث يتم عرض أكثر "القدارات الطبيعية المتميزة" عند الحيوانات بعنوانين مختلفة كما جاء في الفهرس مثل "حول طيران الطيور وسباحة الأسماك وتنظيم حرارة الجسد عند طائر البطريق والدب القطبي، وأيضا حول قلب الزرافة وقدارته الخاصة"
رسومات الفنان جونتر ماتاي والذي قام من قبل بعمل رسومات الكتاب الأول إلى للمؤلف تعد جزاء حيوياً لا يتجزء من الشروح العلمية الموجودة في الكتاب، حيث يتأكد هنا أن كل من النصوص والصور يكتملان في العمل بشكل مثالي، فالرسومات في أشكالها وخطوطها الكلاسيكية القديمة ذات اللألوان المائية المتميزة تنقل الصور العلمية
المناسبة لكل موضوع بشكل بديع، فالصور تقدم تمثيلا بيانياً في مقاطع كلية أو جزئية وتفاصيل لأجسام الحيوانات أو رسومات بسيطة للحيوان في بيئته الطبيعية.
الفصل الثالث يتناول شروحا ويعطي أمثال حول دراسة السلوك والعلاقات الحيوانية بين الفصائل المختلفة للحيوانات التي تعيش في قطائع، حيث يعرض الفصائل المفترسة منها وطرق وفن الصيد وتحديد نفوذ المناطق الخاصة لكل قطيع، يتعرض الفصل هنا لبعض الفصائل المتميزة من هذه الحيوانات كالأسود والذئاب ويقارنها بحيوانات أخرى غير مفترسة مثل الأيّل المستأنس.
يحاول الفصل الرابع القاء الضوء على فن التعايش المشترك عند العديد من الحيوانات في الطبيعة ويضرب أمثلة حول تكيفها مع ظروف البيئة المحيطة بها لتسير نظم حياتها حتى في أضيق الأماكن، فمثلا يشرح المؤلف نموذج لثلاث حيوانات أولية مشابهة للقردة والتي كانت تعيش في غابات العصور القديمة في طوابق ذات أرتفاعات مختلفة فوق الأشجار لأسباب تتعلق بالحصول على الغذاء أو للحصول على أماكن دون أمنة لعدم الوقوع فريسة لحيونات أخرى.
يهتم المؤلف دائما بعرض صور للحياة الحيوانية في العصور القديمة ولا يقتصر وصفه فقط على عصورنا الحالية، حيث يتناول في فصيلين كاملين تاريخ تطور الأجناس وأسباب استمرارها أو تطورها إلى حيوانات مشابهة للفصائل الموجودة في عصرنا هذا، وأيضا يتعرض لإختفاء البعض وأنقراض الأخر من مسيرة التطور بسبب الدخول في طريق مسدود.
هواه معرفة معلومات عن الحيوانات القديمة المنقرضة كفيل الماموث سيجدون ما يعجبهم فى هذه الفصول ، أيضا المهتمين بالحيوانات المنزلية سيقرأون ما يهمهم فى فصل حول النافعة ات المنزلية والحيوانات النافعة ووصف كامل لتاريخ هذه العلاقة وللوصول إلى أستئناسهم ، والصعوبة البالغة لطرق الأستئناس التى مر بها الإنسان للتعامل مع الخرفان والحميرو الأحصنة يصل الى طريق مشترك للتعامل مع هذه الحيوانات . فى الفصل الأخير والذى ينتهى أيضا بفحوى ما يرمى اليه د. فيزنر يتم تتبع ما يميز الإنسان جسديا عن بقية الحيوانات التى تشابهه ، فهل هو المشى المستقيم على القدمين ، أم هو تميز حركة يده المتطورة ، ام هو مركز الكلام فى مخ الإنسان . يتعرض فيزنر إلى حقائق مذهلة عن قدرة بعض الحيوانات مثل "شمبانزى " وقرد "البونوبو"على التميز بين 250 إشارة لغوية مركبة بمساعدة تقنية الكمبيوتر ليعطى بها دلالات محددة يمكن فهمها .
وبجانب قدرة الإنسان اللغوية المميزة عن التعبير وصنعة الآلات والأدوات نجد أنه يتميز بشيء آخر شديد الأهمية وهو قدرته ووعيه بأن لكل حياة نهاية محسومة ( بالموت ). وبنظرة خاطفة وقصيرة ممتلئة بالقلق . عن مصير ومستقبل الإنسان ينهى فيزنر كتابه هذا ويترك الكلمة إلى الأديب الألمانى الكبير "إيرش كستنر" وإلى أحد أشعاره . "إن تطور الإنسان هو نهاية بالكلمات ، ورغم ما يكمن بداخله من كيان يشبه القرود إلا انه بتفحصهم جيداً يظهر ما يعتليهم من شيم الإنسان "
يقدم قيزنر كل فصل من فصول كتابه بمقوله أو كلمة أو شعراً طريف أختاره بعناية موفقه لمشاهير الكتاب والمؤلفين أمثال "بور خيس " و " فيلهم بوش " و " سانت أكسبورى " ، مل هذه المقولات تتعرض فى مضمونه لشيء ما عن حياة وكيان الحيوانات .
لقد نجح كل من ماتاي وفيزنر فى تأليف كتابا متميز يكون بمثابة مشهييحث على زياره حدائق الحيوان ، حتى ان هؤلاء الذين سيقومون لزيارة حديقة الحيوان فى مدينة ميونخ سيكون بوسعهم النعرف على الكثير من الصور والنصوص الموجودة فى هذا العمل فى حجم كبير أمام أقفاص الحيوانات ، إن هذاالكتاب هو كتاب جميل مثله مثل أحد المكملات لزيارة حديقة الحيوان ، خصوصاً حينما يصعب القيام بهذه الزيارات ، لاسيما فى الأيام العاصفه أو الممطرة .
هايكه فريزل
يونيو 2006
__________________
ŖανëŇ
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى ŖανëŇ
البحث عن المشاركات التي كتبها ŖανëŇ