بعد الغياب/ الجزء الرابع والسبعون
#أنفاس_قطر#
ماجد أول ماشاف دلال.. أنصدم واجتاحه شعور غريب
الغضب
كان إحساس متعاظم من الغضب يجتاحه
وبعنف..
كان غضب عنيف على زوجها الراحل.. اللي تجرأ ومد يده على ملاك مثلها..
كانت دلال قدامه في فستانها الأبيض أشبه بملاك تنقصه الأجنحة ليطير..
شافت ماجد واقف مذهول.. ماعرفت أيش تسوي فوقفت هي بعد..
ومشاعر ماجد تتلون وتتغير من الغضب إلى الاعجاب إلى الانبهار..
صحيح أنه أنبهر بجواهر لما شافها.. وصحيح إنه جواهر أجمل من دلال بكثير..
لكن إحساسه بدلال كان مختلف.. أعمق وأجمل وأروع.. وأكثر عذوبة..
دلال حلاله وملكه.. له هو..
كانت دلال تقف بفستانها الأبيض الشيفون المتسع على الطريقة الرومانية..
كتف عاري وكتف مغطى.. وناحية الكتف المغطى الفستان يكون أقصر من ناحية وحدة.. فساق مغطاة وساق مكشوفة..
وتسريحة شعرها الكستنائي هي التسريحة الرومانية المرفوعة اللي تنزل منها خصل لوبية بدون ترتيب..
مكياجها كان ناعم جدا وخفيف.. لأنها تركيبة وجهها وبشرتها لا تحتمل ولا تحتاج الكثير من الألوان
الميزة الأبرز في دلال.. واللي تجذب النظر فورا..
بياض لون بشرتها الناصع وصفاءها.. كانت بشرتها اشبه ببشرة طفل في إشراقها ونقاءها وروحها..
كان لها جاذبيتها الخاصة جدا.. وجمالها الناعم..
ماجد قرب منها برقة.. شعر بتوترها وارتعاشها.. طبع قبلة حانية على جبينها..
وقال لها بحنان عشان يكسر حاجز الخوف والتوتر عندها: تحبين أوريج البيت تشوفينه..
دلال بخجل كبير: براحتك..
ماجد بمودة مسك كفها المرتعشة بحنان وقال لها: تعالي معي... وأي شيء تحبين تغيرينه في البيت براحتج.. أنا حاضر.. وأنا عارف أنه أكيد محتاج تغييرات كثيرة
ماجد لف فيها البيت من تحت.. فرجها على الصالات والمطبخ..ومجالس الاستقبال.. ويده بيدها اللي ماوقفت عن الارتعاش..
وعقب طلع بها فوق وهي توترها يتزايد..
البيت كان واسع.. فوق مستخدم غرفة واحدة لماجد بس..
غرفة واسعة في طرفها جلسة صغيرة للتلفزيون..
تحمل ذوق رجالي واضح.. تشبه المكاتب في طريقة ترتيبها.. فخمة بس جامدة..
دلال لما دخلت غرفة ماجد حست قلبها بيوقف من التوتر والخجل..
ماجد بمودة: نجلاء رتبت كل ملابسج في الدواليب..
دلال ماردت..
ماجد بهدوء وهو مقرر مايستعجلها في شيء لأنه لاحظ خجلها الغير طبيعي: لو تحبين تبدلين...
فيه غرفة تبديل ملحقة بالحمام.. ولو تحبين أطلع من الغرفة لين تبدلين.. طلعت..
دلال واقفة ساكتة تفرك إيديها بتوتر..
ماجد تنهد وتوجه للدولاب.. خذ له بيجامة جديدة من البيجامات اللي جابتهم نجلاء له..
مع أنه عمره ماتعود ينام ببيجامة.. كان ينام بالسروال/ البنطلون الأبيض بدون فانيلة حتى..
كان عايش حياته بطريقته الحرة الخاصة..
وجه كلامه لدلال برقة: أنا بأطلع أبدل في غرفة برا..
وأنتي بدلي براحتج ...
******************
محمد وخالد طالعين من المستشفى..
بعد ما أصر محمد أنهم يصورون يد خالد..
خالد بيموت في ثيابه من الحرج ( تقول الجازي دعلة.. والله مافيه دعلة غيرك ياخالد.. خليت الجويزي البزر تلعب بحسبتك.. وتفشلك في الرياجيل)
محمد باستغراب وهم في السيارة: يدك سليمة.. بس يمكن على قولة الدكتور شد عضلي.. لا تنسى تستخدم الكريم اللي هو عطاك..
خالد بحرج وهو يشغل السيارة: إن شاء الله.. ان شاء الله...
محمد بمودة: خلاص وصلني للبيت وعقب روح لبيتكم
خالد حاس إن انفعاله اللي كان فعلا غير طبيعي وحتى هو مستغرب منه كان يمنعه من الرجعه لبيت عمه مكان إحساسه الجديد بالجازي فقال: أنا تعبان.. يدي توجعني .. خل نروح بيتنا .. واخلي السواق يوصلك..
***********************
عبدالله وجواهر الليلة الاولى لكل منهما بعيد عن الآخر
بعد حوالي شهر من انصهار وذوبان كل منهما في الآخر روحيا وجسديا..
النوم يبدو حلما بعيدا بعيد المنال..
الافتقاد الموجع يحز في خلايا كل منهما..
كان عبدالله يغفو لثواني لتعبه الشديد..
ولكنه كان يصحو من نومه بإنفعال
وهو يتحسس ذراعه بحثا عن جواهر التي أعتاد كلما صحا أن يداعبها
بلمسة شفافة من أنامله الحانية
أو قبلة دافئة من شفتيه الوالهه..
حتى وإن كانت هي نائمة على ذراعه كالعادة...
جواهر لم تنم مطلقا.. وهي جالسة على السرير تضم ركبتيها لصدرها..
وتحتضن بحنان فانيلة عبدالله التي خلعها اليوم قبل استحمامه..
الملابس التي كانت تلاصق صدره وتشربت بعصارة جسده ورائحته العذبة..
لطالما كانت جواهر هكذا..
حاسة الشم عندها هي الأكثر حضورا.. والاكثر وجعا..
من افتقادها الموجع لأولادها..
حتى اشتياقها المبرح لعبدالله..
كانت تستنشق ملابس عبدالله بعمق.. ورائحته الرجولية العميقة الخاصة تعبق منها بتركيز مؤلم..
ولكن حتى متى ستحتفظ ملابس عبدالله برائحته؟؟!!!!
******************
ماجد رجع لغرفته..
لقى دلال مابعد طلعت من الحمام..
دلال خذت لها شاور..
ولأنها مستحية تطلع بالروب والفوطة..
تأخرت وهي تستشور شعرها عشان ماتطلع وهو مبلول
ثم لبست لها بيجامة حرير بيضاء كمها طويل..
ماجد كان قاعد على السرير وعلبة الدبلة في يده..
أول ماطلعت دلال.. وقف ماجد وهو يستمتع بمنظرها الشفاف..
قال لها برقة: تعالي دلال..
قربت منه بخجل.. ماجد فتح العلبة وطلع منها الدبلة..
وقال لها بنفس الرقة: عطيني يدج اليسار..
دلال مدت يدها له وهي بتموت من خجلها
ماجد لبسها الدبلة بحنان..
ثم رفع يدها وطبع عليها قبلة دافئة..
ثم فتح كفها وطبع في باطنها قبلة أعمق وأدفأ..
ثم سحب كفها وقبل داخل معصمها قبلة أعمق..
وكان يبي يتعمق أكثر..
لولا أن دلال سحبت يدها بقوة وبتوتر..
وابتعدت خطوتين وهي تحس قلبها بيتوقف من الانفعال والخجل..
ماجد توتر من ردة فعلها اللي حس إنها مبالغ فيها شوي..
تراجع وجلس على السرير..
وبعد دقيقة صمت
ماجد جالس على السرير.. ودلال واقفة حاضنة نفسها وترتعش..
قطع ماجد الصمت وهو يقول بعمق: انا اعرف ان زوجج الاول الله يرحمه كان تعامله قاسي جدا معاج
بس أنا غير عنه..
واللي اتمناه منج واحنا في بداية حياتنا سوا
أنج تحاولين تنسين زوجج الاول وتصرفاته معاج
عشان نبدأ حياة جديدة أنتي تحكمين علي فيها من خلال تصرفاتي انا
موب من خلال تصرفاته الله يرحمه
سكت شوي وعقب كمل بنفس النبرة العميقة:
مافيه داعي لكل هذي الحدة والخجل..
خلينا نتعرف على بعض بدون حواجز
وتأكدي أني ماراح استعجلج على شيء
دلال ظلت واقفة في نفس مكانها ساكتة..
ماجد وقف.. مسك يد دلال بحنان.. ثم جلسها جنبه على السرير..
دلال بنفس توترها وخجلها اللي بدأ يعصب بماجد..
لكن ماجد قرر انه يتمالك نفسه للآخر وقال لها برقة: حبيبتي دلال أنا غير والله غير
ومع العشرة بتكتشفين بنفسج..
ماجد قال كلمته ومد يده يبي يحضنها.. لكنه فوجئ بدلال تتراجع بعنف وتنخرط في بكاء هستيري..
ماجد نط واقف من الرعب..
(ماسويت شيء عشان تبكي كذا.. كنت أبي أحضنها بس
وش أقول؟؟ أبي أدعي عليه بس ما أقدر
بأقول الله يجازيه باللي يستحقه
شكله مرعبها من كل ملامسة المتوحش)
ماجد حس بغضبه على زوج دلال المرحوم يتزايد ويتزايد لدرجة الاختناق..
فقرر يطلع للبلكونة يأخذ نفس..
طلع ماجد لبلكونة الغرفة.. وترك دلال اللي كانت منهارة من البكاء..
ماجد حاس بنار تحرقه وهو يتخيل زوج دلال كان يعاشرها بوحشية..
عشان كذا هي مرعوبة من ماجد ومن كل لمسة منه
*********************
سعود ماقدر ينام.. يفكر في بكرة
وأشلون يوصل الخبر لدانة.. ولأمه..
أحيانا يشعر انه استعجل في قراره..
لكن الأحيان الأكثر تؤكد له إن قراره صائب
لأنه خلاص قدرته على الاحتمال انتهت..
والابتعاد عن دانة والشوق لها واللهفة عليها
أهون من قربها واستجداء كلمة حب لا تشعر بها منها
***************
عبدالله في غرفته بالفندق..
ماقدر ينام عدل.. أندق عليه الباب دقات خافتة..
عبدالله نط واقف وطل مع العين السحرية للباب
كان فاضل واقف على الباب بتحفز
فتح عبدالله الباب وهو يقول بود: هلا فاضل..
فاضل بهدوء: صحيتك؟؟
عبدالله: لا والله انا مانمت اصلا..
فاضل بثقة: زين هيج.. ألبس بسرعة.. خلينا ننزل
عبدالله باستغراب: وين؟؟
فاضل بنفس الثقة: نجيب اللي انته جاي للعراق على موده..
#أنفاس_قطر#