بعد الغياب/ الجزء السادس والسبعون
#أنفاس_قطر#
في بغداد
في فندق فلسطين..
في غرفة عبدالله تحديدا..
عبدالله كل شوي يحط يده على كتف عبدالعزيز كأنه يبي يتاكد أنه موجود..
اليوم الفجر كان عبدالله على أعصابه..
خايف أن عملية التسليم يصير أي شيء يعرقلها..
وكل شوي كان يبي يفتح الباب وينزل..
في الأخير كان بيسويها وينزل.. لولا أن فاضل فتح الباب الخلفي وركب فيه اثنين بسرعة..
في الوقت اللي فاضل ركب بسرعة وقال بحزم: بدون أي انفعالات، خلونا نطلع من هاي المنطقة أولا..
ألتزموا الصمت للحظات حتى طلعوا لطريق الرضوانية الرئيسي..
عبدالله كان أول من تكلم بلهفة وهو يلتفت ورا: عبدالعزيز؟؟
عبدالعزيز انصدم وبعنف، أخر شخص توقع أنه يكون على الكرسي الأمامي... بصدمة: عبدالله!!!
عبدالله بود كبير بلا حدود وهو يمد يده للخلف عشان يحضن يد عبدالعزيز: الحمدلله على سلامتك يا بو منصور..
عبدالعزيز بفرح وهو يحضن كف عبدالله بود أخوي متسع: ماقلت لك يانصار.. ماقلت لك.. عبدالله بيسويها..
عبدالله بود: أنا ماسويت شيء.. كله بفضل الله ثم فضل فاضل..
فاضل بذات الود: أنا ماسويت شي.. أنتو ناس طيبين على مود هيج.. الله سهلها
عبدالعزيز بود وهو يشوف عبدالله كل شوي يلمس كتفه: والله أني طيب ياعبدالله.. مانقص مني يد ولا رجل..
عبدالله بود مخلوط بالعيارة: أختك كلت كبدي.. لازم أشيك عليك كامل نتأكد لا يكون ناقص شيء..
عبدالعزيز بحنان: فديتها أم عزوز.. القلب الاطيب في كل الدنيا.. أشلونها؟؟ طمني عنها؟؟
عبدالله بحب: تمام.. مشتاقة لك .. أنت اللي ناقصها وبس..
عبدالعزيز بهدوء: ومتى بنرجع إن شاء الله؟؟
عبدالله: أنا كنت حاجز على بعد بكرة.. كنت خايف إن الشغلة تطول.. لكن بما أنه أحنا خلصنا
طلبت من فاضل يشوف لنا حجز أبكر.. بكرة إن شاء الله نكون راجعين الدوحة..
*********************
دلال تراجعت بحدة لكن الحائط خلفها حجزها وثبتها..
في الوقت اللي ماجد تقدم منها وهو يسند يديه على الحائط ويحبسها في الفراغ الضيق بين ذراعيه..
دلال توترها تزايد .. في الوقت اللي ماجد قرب منها أكثر.. لدرجة أنها أصبحت تشعر بأنفاسه حارة لافحة على وجهها..
وهي تشعر بمشاعر دافئة جديدة عليها..
لكن توترها البالغ وخجلها العارم دعاها للهرب من أسر هذه المشاعر الجميل العميق..
نزلت جسدها شوي.. ثم انحنت وطلعت من تحت ذراعه..
ماجد نظر لها بتسلية وهو مبتسم وهي تطلع أكواب من الدولاب بارتباك
وقال لها بنبرة مرحة عميقة: على فكرة أنا فلتج بكيفي.. وانتي منتي بعيدة عن يدي.. حطي هالشيء في بالج
ماجد طالع من المطبخ وهو يقول لها: أنا بأطلع أخذ لي شاور.. وياريت تجهزين لي جوازج عشان أبي أقدم على الفيزا وأحجز لنا..
دلال بخجل: جوازي منتهي من سنين.. وماله داعي أنا أصلا ماأبي أسافر..
ماجد مصدوم: منتهي من سنين.. وليه ماجددتوه؟؟
دلال وطت عيونها بخجل..
وماجد يحس إن غضبه على زوجها الراحل بدأ يخنقه.. وبعنف
*****************
اليوم موعد طلوع دانة وسالم من المستشفى
دانة ينتظرها خبر سيشطر قلبها نصفين..
وسالم تنتظره حياته الجديدة كرجل متزوج يبدأ حياته الزوجية في ظلام رؤيته المعتم
******************
فاطمة كانت مستغرقة في النوم.. بين دباديبها وشراشفها الوردية.. رن موبايلها..
رن المرة الأولى وسفهته.. الثانية وسفهته..
الثالثة : " لحول.. مافيه حد لحوح ومزعج كذا إلا مها"
لقطت الموبايل حتى بدون ماتشوف الاسم: نعم يالدبة يالمزعجة؟؟
صوت مها المرح: مافيه دبة غيرش.. نعنبو دارش راقدة للظهر.. قومي على حيلش.. أبي أقول لش شيء
فاطمة تطالع الساعة وتقول بنعاس: فارقيني.. باقي على الآذان شوي.. أبي أنام..
مها بلعانة: مافيه ترقدين.. قومي صحصحي.. أبي أكلمش.. خلاص وش أسوي.. مناري ماعاد تسأل .. دوبها دوب ذا المستشفى.. وسالم اللي هي خنقته بغثاها..
فاطمة ضحكت بنعومة: سبحان مغير الأحوال.. اللي يشوف دعاويها عليه.. مايشوفها وهي لاصقة فيه جذيه وهو اللي يشوت فيها..
مها باستفسار: تظنين منيرة تقدر عليه؟؟
فاطمة بابتسامة: وعلى أبوه بعد..
مها بود: أشرايش نروح لها اليوم في بيتها الجديد؟؟ اليوم سالم بيطلع من المستشفى..
فاطمة بود: واي نوت..
مها بحماس: زين تجين نروح الحين السوق نشتري لها هدية معتبرة .. وعقب ورد وشيكولت.. ونروح لها دايركت عقب
فاطمة نطت من السرير: أصلي الظهر ونمشي...
مها بعيارة: وين اللي كانت من دقيقة بتموت على روحها من النعاس..
فاطمة بنفس عيارتها: وخري عاد.. هاي السوق.. السوق.. وعقب منيرة
***********************
دانة في غرفتها في بيت أهلها..
قررت تقعد عندهم يومين ترتاح وعقب ترجع بيتها..
عقب ما استأذنت سعود اللي أذن لها..
بعد صلاة الظهر بشوي.. رن موبايلها.. كان سعود
ردت بحب: هلا سعود
(كان متأمل للحظة الأخيرة إنها ممكن تقول له هلا حبيبي)
رد عليها بهدوء: هلا حبيبتي.. أنا تحت وأبي أشوفش.. ممكن؟؟
دانة برقة: أكيد ممكن... دقايق بس.. مزنة بتنزل لك.. وتطلعك توريك مكان غرفتي..
دانة أشرت لمزنة اللي راحت تلبس عبايتها.. ونزلت وطلعت سعود اللي كانت عينه في الأرض لحد ماوصل غرفة دانة..
مزنة خلته قدام الباب وانسحبت..
خذ نفس عميق.. وفتح الباب..
مع دخلته أشرق وجه دانة.. لكنها شعرت بانقباض وهي ترى وجه سعود البالغ الجدية..
سعود قرب منها وجلس جنبها على السرير.. وطبع قبلة على جبينها.. وعقب مسك يدها بدفء وأحتفظ بها بين يديه: الحمدلله على سلامتش حبيبتي..
دانة بتوتر لاتعرف سببه: الله يسلمك..
سعود بهدوء: باركي لي..
دانة بود وترقب: على شنو؟؟
سعود بذات النبرة الهادئة: علقت النجمة الثالثة..
دانة سحبت يدها من يده.. وحاوطت رقبته بيدها وهي تحضنه بقوة ورقة وتقول بفرح غامر: مبرووووك.. ألف مبروك.. ماشاء الله تبارك الله.. بس مو كنك صغير على حضرة النقيب ياحضرة النقيب؟؟
سعود بهدوء: الترقية كانت استثنائية ومفاجئة حتى لي..
(وجات في وقتها عشان تضبط سالفتي)
سعود فلت دانة بالراحة ثم طلع من جيبه ظرف.. وحطه على الكوميدينو جنب سريرها..
دانة بحذر: وش هذا؟؟
سعود بهدوء: فلوس..
دانة بحذر أكبر: ومن قال لك أني أبي فلوس...
مهري تقريبا ما أنصرف منه شيء.. من غير أني اصلا عندي فلوس.. الحمدلله الخير واجد..
لأيش ذا الفلوس؟؟
سعود بهدوء: زيادة الخير خيرين.. أنا مسافر وما أبي شيء يقصرش في غيابي..
دانة بحذر حزين: وين مسافر؟؟
سعود بذات هدوءه: بأنضم للقوات القطرية اللي في قوة حفظ السلام (اليونيفيل) اللي في جنوب لبنان..
وعلى فكرة ماحد راح يدري أنا وين بروح غيرش أنتي ومحمد..
دانة حست الخبر مثل طعنة خنجر حاد تخترق إحشائها لأبعد مدى.. وكأن روحها تبصق دما وألما مبرحا..
لكنها تماسكت وشيء معين يخطر ببالها..
سألت سعود بهدوء: وهل هذا الالتحاق باليونيفيل تكليف وإلا تطوع؟؟
سعود ارتبك من سؤالها الذكي.. وماخطر بباله انه ممكن يخطر ببالها.. رد عليها بهدوء: تكليف جاء مع الترقية الجديدة..
دانة هنا حست إنها انطعنت طعنة أعنف وأقسى وأحد
لكنها تماسكت أكثر وهي تقول بهدوء ميت: سعود ممكن أعرف السبب اللي يخليك تهرب مني؟؟ أنت تعاقبني على الجنين اللي راح؟؟
سعود بحدة: وش هالكلام يادانة؟؟ أنتي مجنونة؟؟
دانة بحزن ونبرة متماسكة: سعود أنا ماني بغبية..
أنا أعرف أن القوات القطرية اللي في اليونيفيل كلهم من قوات الأمن الخاصة (لخويا) ..
ومافيهم حد من القوات الأميرية المسلحة إلا لو كانوا متطوعين أو أصحاب تخصصات خاصة..
ومعنى كذا أنك أنت اللي تطوعت.. واتخذت الترقية حجة..
أنا ماعندي مانع أنك تتطوع.. وأكون سعيدة بتطوعك حتى لو كان شوقي بيذبحني لك..
لكن لما تروح تتطوع.. وتكذب علي عشان تروح .. وأنا في ظرفي الصحي هذا.. أفهم بوضوح أنك تبي تعاقبني..
سعود كان مذهول وهو يستمع لكلام دانة القوي المنفعل المنساب من بين شفايفها بحزن عميق..
وخلاص مايقدر يكذب عليها.. رد عليها بهدوء: ايه أنا اللي طلبت الالتحاق باليونيفيل..
لكن مهوب للسبب الغريب اللي في رأسش..
أنتي مالش ذنب في نزول الجنين عشان أعاقبش على قضاء الله وقدره..
دانة سحبت نفس عميق وتنهدت بحزن: طيب ممكن أعرف السبب..
سعود بحزم يائس: أنتي..
#أنفاس_قطر#