بارتات اليوم
إهداء لأمي الغالية وأم كوكي.. أمنا سوا أنا وياها
عجوز النار.. سكر العجايز وغلاهم وأحلاهم الله لا يحرمني منها
بعد الغياب/ الجزء التاسع والسبعون
#أنفاس_قطر#
سالم عانى وهو يخلع جزمته بيد وحده.. الأمر كان يمكن يكون سهل لولا أن رجوله أصلا تؤلمه.. وصعب عليه يرفعها..
في نفس الوقت اللي صعب عليه ينحني مع الجبس اللي في يده اليسار..
حاول لوقت طويل لحد ماخلعها.. وعقب رماها من الحرة والقهر اللي فيه بكل قوته..
لتضرب بشكل مباشر وعنيف جدا جبين منيرة اللي كانت واقفة عند الباب وطرف عينها..
منيرة أطلقت صرخة مكتومة..
سالم نط واقف: منيرة وش فيس؟؟
منيرة وهي تحاول تقول بصوت متماسك: خوش استقبال سلوم.. أنا داخلة جاية من المطبخ.. لقيت جوتيك طاير صوب وجهي..
سالم حاول يمشيء صوبها وهويقول لها بتوتر: أنتي بخير..
منيرة وهي تحاول تمسك وعيها: سالم الله يهداك..مافيني شيء.. الضربة بسيطــــ
لكن الضربة ماكانت بسيطة..
جزمة رجالية رسمية بكعب قاسي.. الكعب ضربها بشكل مباشر في وجهها.. والضربة كانت قوية جدا.. ومنيرة بعد لها يومين ماكلت شيء تقريبا..
فحاصل جمع كل الاحداثيات السابقة
أغمي عليها..
سالم بنفس النبرة المتوترة القلقة: منيرة وش فيس سكتي؟؟
بس منيرة ماردت عليه..
سالم وقلقه يتزايد: منيرة.. منيرة.. منيرة..
سالم إحساسه بالاتجاهات مازال ضعيف.. حاول أنه يمشي لناحية الباب.. لانها كانت جاية من المطبخ (مثل ماهي تقول)
سالم كان يمشي بشويش ويتحامل على رجوله اللي تصرخ ألم.. وهو متوجه للباب..
حتى حس أنه تعثر بشيء لين عند أقدامه.. انحنى بشويش وهو يتحسس..
كان جسد منيرة
سالم حس قلبه نط في بلعومه من الرعب والخوف عليها..
صار يحسس عليها بالراحة وهو يناديها بصوت موجوع..
رحلة اللمس عنده بدأت من بطنها.. لكن بما أنها فقدت وعيها
فأكيد الضربة كانت في رأسها..
ظلت يده اليمين المرتعشة بتزايد مع تلمسه لجسدها تصعد شوي شوي.. حتى وصل وجهها وهو يتحسس بالراحة..
حتى احس بملمس أشبه ببيضة ضخمة في جبينها المنطقة الملاصقة للعين..
سالم حس بالقهر المر.. والعجز القاتل.. لأنه مايقدر يسوي شيء..
حتى الموبايل مايعرف وينه عشان يدق على أي حد..
إحساسه بالعجز مزق روحه ألف مره في كل ثانية..
وهو يحاول يدعك مكان الضربة.. وينادي منيرة بحنان
منيرة صدر عنها آهة ألم وهي تحسس جبهتها لتتلاقى يدها مع يد سالم في نفس المكان..وتنتفض اليدان..
منيرة قالت بمرح متعب: سالم خلي بيضتي في حالها لا تفقشها علي..
سالم بقلق بالغ حاول تغليفه بالهدوء: أنتي بخير..؟؟
منيرة بهدوء متألم: بخير والله أني بخير.. قلت لك الضربة بسيطة
سالم بألم: كل هذي وبسيطة!!.. أنا أسف.. مادريت أنس جايه ولا وين الجوتي رايح..
منيرة بهدوء: عادي يا بن الحلال والله ماصار إلا الخير
سالم بغضب: لا مهوب الخير.. أنا ما أبيس يا بنت الحلال تقعدين عندي.. فارقيني لبيت هلس.. واللي يرحم والديس..
منيرة بلعانة رغم ألم رأسها المدمر: ويوم الناس يشوفوني راجعة بيت هلي من أول يوم.. وش بيقولون علي؟؟ وش بيقولون على عمك فالح؟؟ نهون عليك ياسلومي..
سالم وقف وهو يقول بحدة: أنا وش سويت في حياتي عشان ربي يعاقبني فيس.. مهوب كفاية علي العمى.. تجين أنتي فوقه..
منيرة بهدوء وهي تقوم متحاملة على نفسها: تبيني أوصلك سريرك؟؟
**************
ماجد باستغراب: دلال أنتي على هالخجل المرضي اللي عندج.. متأكدة أنج تزوجتي قبل؟؟
دلال بحرج قاتل: تزوجت.. بس.. بس
بس
ما انلمست..
ماجد تراجع بعنف وبصدمة: وش تقصدين؟؟
دلال ميلت وشالت فوطتها من الأرض.. كحركة لنزع التوتر.. حطتها على جنب..
ورجعت تجلس على السرير وهي تقول بخجل مميت: ماجد أنا ما قصدت أقصر في حقك..
بس اللمسة الرجولية الرقيقة والمختلفة غريبة علي..
أنا ست سنين ماعرفت من اللمسات الله يرحمه إلا الضرب..
أنت عارف أنك أول حد يبوس يدي أمس..
عمره في حياته ماباسني ولا بأي صورة.. ولاقرب مني بأي شكل..
ماجد حس بانفعال جارف عميق مفرح إلى درجة الوجع
يجتاحه بعنف كطوفان هادر وهو يشكر بألم موجع الله سبحانه اللي حافظ عليها من أجله..
كلها له..كلها له كما شعر من البداية
هو الرجل الأول في كل شيء..
جسدها الطاهر كان ينتظره هو..
ليكون هو من يحضى بالقبلة الاولى
واللمسة الأولى
والأنفعال الأول
الآن علم لما شعر بعنف انها ملكه.. ولابد أن يحضى بها
ولما خطط على إجبارها من الزواج منه..
لأنه هو رجلها الأول والوحيد.. في ذات الوقت الذي كانت هي أنثاه الاولى والوحيدة..
للمرة الأولى يحس أنه راضي عن زوجها وغصبه ناحيته يتلاشى
(كفاية أنها ماجاء جنبها وتركها كلها لي
ماقدر يلمسها لأنها لي أنا
وحتى وهي عنده.. كانت لي
وتنتظرني.. أنا وبس)
ماجد جلس جنبها.. وحضنها بعنف حاني عميق هادر مختلف
وهو ينثر قبلاته المشتاقة على وجهها..
بكثافة.. بحنان.. برغبة..
دلال بعد ماصارحته بكل شيء حست إن الحاجز اللي بينهم انهار..
حاجتها لماجد كانت اكبر من حاجته لها..
كانت محتاجة وبشدة لرجل بمعنى الكلمة.. بعد عاشت ست سنين في قهر موجع.. بالقرب من مسمى رجل
أستكانت دلال على صدر ماجد وهي تشعر براحة نفسية عميقة وامان ماشعرت بمثله طوال عمرها
*****************
عبدالله وعبدالعزيز ونصار وفاضل في مقهى على على نهر دجلة..
الجو كان شديد البرودة.. والشمس في أضعف حالاتها..
شمس الأصيل.. بعد العصر وقبل المغرب
كلهم كانوا يلبسون ملابس ثقيلة وجاكيتات.. عدا عبدالله اللي كان مكتفي بثوبه الشتوي..
فاضل بود: مايصير هيج بوعبدالعزيز.. برد دجلة هوايا
مضر..
عبدالله بنفس الود: بالعكس أنا شايف إن الجو منعش ولطيف..
عبدالعزيز وهو يرتعش: وش منعش ياعبدالله.. أنا قربت أصير قالب ثلج
الثلاثة المتمترسون خلف جاكيتاتهم استمر بينهم الحوار
بينما عبدالله أعتصم بالصمت وهو يعبث بموبايله..
كان يبعث مسج لجواهر كعادته المتكررة كلما غلبه شوقه لها:
"أتذكر كل شيء فيكِ بألم موجع
مبرح.. سرمدي..
همس صوتكِ الذائب في حناياي
سحر عينيكِ وأهدابكِ المتماوجة الذي أغتال قلبي
رائحتكِ التي سكنت خلاياي
طعم شفتيكِ الغافي بين شفتي
ملمس بشرتكِ الساكن بين أصابعي
كل هذا الذي يذكرني بكِ
يصبرني عن فراقكِ مرة
ولكنه يعود
ليقتلني ألف مرة
أحبك"
*********************
ماجد يصحي دلال بحنان.. يهز ذراعها برقة: حبيبتي المغرب أذن قومي تسبحي عشان تلحقين الصلاة..
أنا تسبحت خلاص.. وبأروح المسجد..
دلال كانت تنظر له برقة.. في الوقت اللي هو كان ينظر لكفه الغافية على ذراعها العاري ويقول بمرح: الحين عرفت ليش دايما يقولون حليب بالشيكولاته.. هذا انا وانتي..
دلال بعذوبة: لا ماجد حرام عليك انت أصلا موب أسمر عشان تقول كذا..
ماجد بعيارة: أنتي بلونج الفارق فيني.. خليتني أبو السمار وامه..
دلال برقة: إذا كذا.. خلاص سمارك يجنن..
ماجد بخبث لطيف: يمة منكم يالحريم.. الحين الصبح خايفة مني.. المغرب تغازليني..
*******************
بعد المغرب في بيت سالم..
سالم متمدد في غرفته..
في الوقت اللي منيرة وسارة ومها وفاطمة في مجلس الحريم..
طبعا الكل استلم منيرة على البيضة المتضخمة في جبينها واللي أثرت على عينها وخلت عينها متسكرة بالمرة..
منيرة قالت لهم أنها طاحت في الحمام على زاوية المغسلة..
سارة كانت تبي توديها للمستشفى بس هي مارضت.. قالت بعند: رضة بسيطة وبتفش..
عقب سارة أستأذنت منهم عشان تشوف سالم
مها وفاطمة بنفس واحد أول ماطلعت سارة: ها منور وش مسوية مع سويلم؟؟
منيرة بخجل: زين..
مها بعيارة: عاده يشوتش..
البنات طبعا عارفين بمخطط منيرة بالتفصيل الممل..
منيرة بعيارة: أبو التشويت وأمه.. بس والله ما أخليه..أسبوعين بالكثير واخليه يستوي..
فاطمة بخبث: منتي بهينة يامناري..
منيرة برقة: لا والله مهوب أنا اللي ماني بهينة.. لكن سالم هو اللي طيب زيادة عن اللزوم
مها حطت يدها على قلبها وهي تقول باللهجة المصرية المتقنة: يالهوي.. يالهوي.. مش ئادرة.. أمسكيني يابت يافَطنه.. الست منيرة هتشجينا دلوئتي..
فينك ياست سومه (وهل رأى الحب سكارى مثلنا)؟؟
عظمة ياست!!
بس خلاص الست منيرة بت فالح هتئفل السوق عالكل
منيرة خذت الكوشية اللي جنبها ورمتها على مها.. لكنها وقعت في فاطمة..
فاطمة تضحك: ماعليج شرهه يالحولاء.. تبين تضربينها تجي فيني..
الحوار المرح الودي المعتاد يدور بين الصديقات الثلاث
في الوقت اللي سارة دخلت على سالم.. اللي كان متمدد بس ماكان نايم..
سارة كلمته بشويش: سالم..
سالم رد بهدوء: هلا سويره..
سارة بحنان: أشلونك فديتك؟؟
سالم بحزن: طيب لو أن أختس تفارقني..
#أنفاس_قطر#